- الفنانة.. إيمان ندا تخترق عالم البحث فى جماليات الزجاج والأحجام الشفافة بجو خاص من الفنتازيا اللونية وظفتها الفنانة لتتلاءم مع الإحساس الخاص بخامة الزجاج فى مضمون نحتى يداعبه الضوء واللون والشفافية فى إشعاعات جمالية وانعكاسات إنسانية، وهذا النوع من الفن الذى يدعو إلى الارتباط الوظيفى للفن والمجتمع ولا سبيل لانتشار الفن والارتقاء بالذوق الجمالى إلا من خلال توغل الفنون التشكيلية فى المنتج المصرى.
أ. د أحمد نوار
رئيس قطاع الفنون التشكيلية
إيمان ندا تتواصل مع إبداعات أسلافها بشفافية عصرية فانتازيا لونية من سلالة الزجاج الفرعونى ..
- الزجاج.. يستدعى، تشكيليا، مفردات: اللون، الضوء، الشكل، التحقق فى الفراغ.
هنا تحلق الفنانة الشابة إيمان ندا بالزجاج فى أجواء نحتية تستلهم من تراث الفراعنة نموذجا لفن جديد يدعو للإرتباط بالمجتمع، والإرتقاء بالذوق الجمالى على نحو مميز ومتفرد..
- مثلما تعامل المصرى القديم مع الزجاج بألوانه الزرقاء والحمراء التى عثر عليها فى المقابر الملكية وعلى جدران المعابد، برع الإنسان المصرى عبر التاريخ فى إستخدامات الزجاج فى عصر الدولة الطولونية الحديثة، فصنع منه القناديل والمشكاوات والأوانى، عبر إعداد غفيرة من الصناع المهرة الذين إنتشروا فى طول البلاد وعرضها، ونقلوا خبراتهم إلى بعض دول أوروبا.
- من سلالة هؤلاء الصناع المهرة، تأتى الفنانة الشابة إيمان ندا بأعمالها الفنية الراقية، التى تحمل ملامح تجربة فنية جديرة بالإحترام والتأمل، بدأتها فى كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1988، حتى نالت درجة الماجستير وتخصصت فى هذا المجال بعد أن تحولت عن التصوير.
- وتروى إيمان ندا تجربتها مع فنون الزجاج بقولها: `عندما بدأت عملى مع الزجاج لجأت إلى`الورش` واكتشفت أن تلك الفئة من العمال تحافظ على أسرار المهنة بدقة متناهية. لكن مع مرور الوقت بدأت أتفهم بعض الأسرار. وتمكنت من الحصول على مكان خاص أقوم فيه بأداء بعض الأعمال الفنية بالأدوات المهنية اللازمة لذلك`.
أمام درجات الحرارة العالية تواصل الفنانة إيمان ندا عملها الفنى، لتخرج لنا فى النهاية تحفا فنية رائعة شاركت بها فى العديد من المعارض الفنية بمصر والخارج، وكان آخرها المعرض الذى شاركت به فى مدينة بروكسل ببلجيكا حيث تحتل أعمالها حتى الآن أركان إحدى أهم وأشهر قاعات العرض بالعاصمة البلجيكية.
إلا أن إيمان جابي مصانع الزجاج فى أشهر أحياء القاهرة وأعرقها، لتحتل أعمالها بعد ذلك جداريات كليات الجامعات المصرية، ومسارح القاهرة العريقة وفنادقها الكبرى، ودور السينما بها، وهو ما دفع الدكتور أحمد نوار، رئيس المركز القومى للفنون التشكيلية، إلى القول:`الفنانة إيمان ندا إستطاعت أن تخترق عالم البحث فى جماليات الزجاج، والأحجام الشفافة، بجو خاص من الفانتازيا اللونية التى وظفتها لتتلاءم مع الإحساس الخاص بخامة الزجاج فى مضمون نحتى يداعبه الضوء واللون والشفافية`، مشيراً إلى نوع من`الفن الجديد` الذى`يدعوا للإرتباط بالمجتمع، والإرتقاء بالذوق الجمالى للجمهور فى كل مكان`.
إيمان ندا تقول عن إختيارها لخامة الزجاج على وجه الدقة لتنفيذ أعمالها الفنية المختلفة:`إخترت هذه الخامة من دون غيرها حتى أستطيع أن أقدم فنا جديدا يختلف فى خامته عن بقية الخامات المستخدمة، التى يعمل من خلالها كل الفنانين العرب، ورغم أننى لم أدرس فنون الزجاج بالكلية، إلا أن تلك الخامة إستهوتنى فبدأت فى دراستها والتعرف على إستخداماتها عن قرب بمجهود خاص`.
وتقول إيمان:`إن خامة الزجاج واحدة، لكنها تختلف بإختلاف شفافية الرمال، وما قد يدخل إليها من إضافات صناعية عبر الرمال مثل السيليكون والأكاسيد المختلفة، لذلك يمكن لفنان الزجاج أن يستخدم الماكينة والحرارة فى التشكيل الفنى`.
رشاد القوصى