هشام عبد العال إمام مصطفى إمام
معارض .. معارض
-عندما وصل بيكاسو إلى السبعين قال ببساطة شديدة فى سن الشباب كنت أرسم بعقلية شيخ كبير .. آما الآن فإننى أرسم بإحساس طفل صغير .. وياله من إحساس ويالها من متعة. وهو يشير هنا إلى حيوية رسوم الأطفال وطزاجتها وكيف تحمل البراءة والفطرة وقوة التعبير ومن هنا أخذت المدرسة التعبيرية جزء كبير من قوامها من شاعرية رسوم الأطفال . - ولقد كان الفنان الأسبانى ميرو يطلق عنان الفكر ليملى خواطره وشوارده ونزواته وشطحاته على سطوح لوحاته بدون ضوابط العقل المقيد بقواعد المنطق والحساب وهو فنان سيريالى أقرب إلى التجريدين .. قوى الخيال.. مرح شفاف فى ألوانه ويمتاز ببراءة الأسلوب حتى أن بيكاسو يصفه بأنه كان يجرى وراء قالب مطاط مرتديا زياً أشبه بملابس طفل صغير خاصة وأشكاله كلها تجريدية الرمزية كما يفعل الأطفال أحياناً وتظهر فى لوحاته الدوائر والبيضاويات والخطوط والزوايا والأسهم مع رموزه العديدة العصفور والهلال والسمكة مع العنصر الآدمى ومن هنا تبدو رسومه أشبه بزقزقة العصافير وأنغام الموسيقى أنه كثرثرة الطفل حين يكون على سجيته لا تحده حدود لكنه أصقل ذلك بدراية الفنان الواسعة وخبرته الطويلة . -والفنان هشام إمام تلتقى أعماله مع حيوية أعمال ميرو من حيث تلك التداعيات والمشاكسات الطفولية فرغم دراسته الأكاديمية إلا أن بداخله طفل صغير يروضة ويهدهده تبعا لظروف التكوين والموضوع ولكن بحساسية شديدة تثير الدهشة حتى أننا عند مشاهدتنا لأعماله ومع تلك المتعة البصرية يدفعنا إلى أن نردد طوبى للأطفال فإن لهم الجنة. - فى معرضه الذى أقيم بمكتبة شبرا الخيمة العامة ومن خلال أكثر من 35 لوحة زيتية يبسط هشام الأشكال فتبدو الشخوص الأدمية أشبه بالدوائر والكريات وهى غالبا تتحرك فى حركة دائبة على سطح اللوحة والتى تبدو أحيانا كبساط أخضر وفى أحيان أخرى مشبعة بالأحمر الدافئ مع البنى والأسود . - فى مدينة الملاهى التى يرسمها هشام بقلبه نطالع حركة الأطفال التى لا تهدأ حركة دائرية كبندول الساعة يجوبون الآفاق بتلك الآلات التى لا تهدأ من مراجح وعربات كهربائية ويحمل كل طفل تعبير من الدهشة وهو يلجأ إلى التلخيص الشديد حتى تلتقى وجها لوجه مع عالمه بلا تفاصيل أو ثرثرات تفسد الرؤية . - وفى لوحته البديعة مقهى الفيشاوى بالحسين نسبح معه فى دنيا طيفية .. دنيا يمزج فيها الحلم بالواقع والخيال الجامح بصور الحياة فنتعرف على رواد المقهى والنادل والشيشة فى تشكيل تنساب فيه العناصر مع الكراسى والمناضد والطاولة ويتخلل كل هذا قط وقطة يجوبان الممرات.. مما يعطى لهذا الإيقاع تلك الخفة والطرافة والحيوية . - وبإحساس طفل صغير مع هذا الوعى الشديد بالتكوين يصور الحرب وأهوالها من خلال هذا العالم الذى يحتشد بالطائرات والصواريخ .. والضحايا من الأطفال ولكن تعكس مساحات من التفاؤل حين يجعل من كل طفل صورة للإصرار والتحدى فالكل هنا قابض على العلم . - وألوان هشام تتنوع من الأحمر ودرجاته والبرتقالى والأصفر إلى الأخضر والكحلى والأزرق وهو يهتم بأناقة المسطحات اللونية ..رغم تلقائيته الشديدة . -والفنان هشام إمام أقام العديد من المعارض بالمركز الثقافى الأسبانى وأتيلييه القاهرة وقاعة مركز مايكل أنجلو .. تحية إلى أعمال من البراءة.. والفطرة وقوة التعبير .
صلاح بيصار
مجلة حواء يوليو 2003
ذوبان لونى .. وحالة سريالية مجردة
-هشام إمام بساط الريح السيريالى الأقرب إلى التجريد ولوحاته أشبه بزقزقة العصافير مع ذاكرة مشاكسات الطفولة المزيلة مع أزلية الزمن المجردة . - الفنان هشام إمام فى حوارية ضمن حوارات تشكيلية أقام معرضه بنقابة الصحفيين بالقاهرة ويتسم معرض الفنان هشام إمام بأنه يقيم حوارات ويسترجع الماضى فى لوحاته أشبه ما تكون فى حالة إبتهاج لدى الفعل التى تصاحب الحديث عن أشياء ذات سرد تشكيلى مفعم بلغات قد تفهم على انها ليست سوى حالة توقع يعوزها الصبر لسعادة مأمولة ولكن أيضا كاعتراف بالحدود التى توشك على عبورها، أو بعبارات أخرى كالكلمات المتواضعة فى وجه ما هو بعد بكثير من الكلمات حتى مع العودة وينقل هنا المتلقى معه يسير من زمن إلى آخر، وفى عينه رموز وترميز وحالة تتعاطف وتتعاظم فى معرضه ينتهى إلى حالات تعبيرية مميز بإشكاليتها الخاصة، ويطلق العنان لفكره الخاص وبخواطره وشموليته على سطوح لوحاته بدون أى حذف من ذاكرة الطفولة ومع ضوابط العقل بقواعد المنطق والحساب تتبلور لوحاته بدون أى حذف من ذاكرة مع إرادة معزوف بالإبداع وبعقل المبدع وبين التشكيل والتراث ومع طغيات مرحلة جديدة فى حالات تتبلور لوحات هشام إمام فى الغناء ولهذا الإنسان وتتحرك متلاحقة ذلك لأنه حين يتسلم لوحته البيضاء والألوان لشيئياته المرئية وتتبلور لوحته البيضاء مع إدارة ممزوجة بتجربة الابداع بعقل الفنان وذلك لامكانيات النزول للعالم مع ابقاء لوحاته ممزوجة بلمحات العراقة وتراث الماضى ليعيد ذلك مع مخزون يجب أن يتفجر لكى يصير أكبر من الحركة لتحريك اللون والشفافية مع إظهار حوار قيمة العمل والتجربة مع النزعة التأملية مع سفر للوصول مع ممارسة الوصول للتأمل والوصول للتراث مع انسجام وعفوية مطلقة مع حركة تصوف مع إحساس وعفوية حذف الطاقة للمقدرة والحس والذوبان مع التدرج اللونى لاضراء رسوم واضراء جسم الكلام ليغير أجزاءه ليتوازى مع الخط والشكل مع مخبأ المعنى مع أماكن تشكل معها نهاية كلية مع الداخل مع يقظة دائمة لتوحدنا دائما مع العمل قابلة التصوير للمرحلة الآتيه مع إشكالية اللوحة الخلاقة باحثاً عن التوحد اللونى لبناء اللوحة العضوى العام مع أطر المقاييس وتجربة للثقافة اللونية، وثمارات أعماله التشكيلية معتمداً أن لوحاته فى العمل لبحثه الدائم لحكايات الطفولة وحركتها الساكنة حين يزان لوحاته بنوع من الأخصاب الفكرى بشرط الواقع وإظهار انه سيختار السكون والسكوت وذلك لطرح شاكلته على اللوحة وما زال أسيراً فى الإطار الفكرى لمشكلة الأسئلة ولم يتم التعامل مع هذه الاطروحة التشكيلية ويعتمد على صياغتها وافعال ذلك ليحدث مراجعة مبنية على مفاهيم صناعتها بشر ، ذلك لإطراء الموروث الثقافى الزاخر المفعم بروائح الابداع والثقافة فى حين انه قادر على الإسهام فى الحراك داخل المحترف التشكيلى فى هذا الزمان وتدعوة تلك الرؤية فى أساسها إلى توحيد ثقافات الأمم والشعوب لصقلة فى بوتقة العالمية ولا تقلل من أهمية الإبداع والابتكار والتجديد ولكننا تدعوا إلى رؤية معتدلة تدعو المحترف الثقافى الايجابى فى ظل العولمة، تدخل جميع أنواع الأساطير والحكايات والقصص والحكايات الشعبية والسيرة الذاتية فى نطاق السوء فنحن نقف هنا أمام خصائص لوحات تنوع سوء خاص له تاريخه وجمالياته لواقع يتركز تحليله على واحد من المصطلحات التى تدل على حالة واحدة تفسر ذلك المفهوم السريالى وهذا التداخل بنتيجة جمال اللوحات تدعى أن الفن للفن وذلك لأن الفنان هنا قدم موروثا وسردية معاصرة له. - وهشام إمام الفنان هنا يحتجب الإنسان وراء تواترات حضوره وهى تواترات يبرزها من خلال صياغة وسائطه المعقدة وأن يفلح فى جعلها أحيانا غنائية وسواء كانت رسومه تعبيرية أم تجريدية ، فإنها تربط بين الذات الداخلية وبين الماضى والتاريخ وكذلك البقايا المعفرة التى تعود إلى أولى سنوات الطفولة والإيداع . ويحاول الفنان أن يحقق حضوراً كلياً مجذراً وحس تاريخى . إن فى رؤياه تلك الصفة الرمزية ، التى تدمج الباقى فى صور وإشكالية أشبه بطريقة اكتشفها يفرض بها عاطفة الشخصية على أزلية الزمن المجرد، وفى رسوه حركة وقعقعة أصوات بشرية، وأصوات موسيقية نحاسية عالية الصوت أشد ارماذا لمعافاة تطالبنا بالانتباه إليها إلى جانب هذا يمتاز بحسية يجازف بالكثير من أجلها جاعلاً رموزه التجريدية والسيريالية هنا فى خدمة لواعج الجسد الحسية لدية متصلة بالفكرة الشكلية نفسها التى يستخلصها تجريدياً من معرفته للأجسام والأشياء معرفة حارة فالعديد من رسومه التى يمثل عملية اختزال يخلص بها إلى الجوهر الأخير ، أنه هنا فى بحث عن الشكل واللون النهائى الذى يوحى ، عبر ايجازه المشحون بالعالم المتراكم حوله وفى هذه النهائى تكمن تلك الحسية التى كثيراً ما تجعل من لوحاته مهما تكف تجريدية نصوصاً تنضج بالحياة والبهجة وكما يقول له الفنان عصام عليوة كان يداعبه فى معرضه انت فنان مزبلح يعنى انه يمتلك كل صفات شقاوة الطفولة وكما تظهر فى لوحاته الدوائر البيضاء والخطوط والزوايا والرموز أشبه بزقزقة العصافير وأنغام الطفولة وكأنك تلتقى مع ميرو مصر من حيث تلك التدعيات والمشاكسات الطفولية ويهدهده طفل صغير بومضه تبعاً لظروف التكوين والموضوع بحساسية شديدة كثير ومثير للدهشة عند مشاهدتنا لأعماله مع متعة بصرية ويعاود مرة أخرى وفى محاوراته إنما يزين الأشياء بميزان العصر ليروى عن تجاربه ومحاوراته الاستثنائية لكن لا يحلها سوى رؤيته الخاصة للحسابات الضيقة فى سياق التحديات سيتذكرها بمقدار ما يسمح به العقل البشرى ، ومع جزئيته لتفعيل دور الموروث لمخاطبة العقل لقراءة عقلانية متوحدة لمساحات لوحاته بشموليته لمساحة أو حب ليس لدية إلا أن يتسلم لوحاته وألوانه لشيئياته وتتبلور لوحاته لكى يصير أكبر من الحركة نفسها هنا لدية من عواقب المطلق وعواقب القيم فى طرح الموضوعات عبر احتكاكات هموم لبدايات أسئلة إلى الآن إلى ثقافة الآخر .
حسام سكر
جريدة التعاون 2006
قلب البراءة والرقص بالألوان
- حديقة وعش .. طبلية وقلة .. زهرية ورد وطيارة ورق .. رقصة عرائس .. وليلة كبيرة وغنا .. ونغم لطفولة تبحث عن ضمة طيبة وربته حنان .. اللوحات قلب أبيض لفنان وجدانه يسع لآلآف الأطفال .. بشعور متواصل التوهج بأن جملته حضانة مفتوحة لبهجة الوجود.. واسعة الأبعاد بها ملاه.. ومسرح.. وصندوق دنيا رحبة.. إنه الصدق ..الصدق . - والصدق عنوان على ناصية حارة متفردة بناها فى إبداعاته للأطفال فقط يدخلونها ..أما نحن الكبار .. فهو يفتح فينا خزانة الذكريات لنستعيد أيام البراءة .. وعزوة الأهل .. وحنان البيوت وجمال الجيرة . -هشام إمام لا يرسم بوعى الدارس .. وإنما اللوحة هى جدار منقوشة عليه كتابات الطفولة وفى الثنايا ضحكات وزغزغة.. وصياح.. وأغنيات الصباح وفوانيس رمضان .. ولعبة السيجا ونطة الإنجليز إنه مؤرخ بدون تعمد مصطنع وهو حكاء تشكيلى ..تفرد فى خطة الذى يحلم به المئات ولم يحققوه . -ومن الجميل فى مشوارى كناقد أن أقوم بالتحكيم فى مسابقات الرسم للأطفال وقدر استمتاعى برسومهم قدر ما وصلتنى تلك الحالة الاستمتاعية برسوم هذا الفنان والذى تشعر أن رؤيته البسيطة لمفردات الحياة ما زالت كما هى منذ كان طفلا.. تأخذنى هذه التواصلية التى لم تلوثها أيه شائبة.. واستغراب بدهشة محببة كيف.. يجيئنى الرد فى لوحاته عاما بعد عام .. ويؤكد ذلك ببساطة ووضوح الألوان وتحليلاته وتكويناته التى لا تخرج سوى من وجدان طفل حسابات عقله متوارية تماما أمام طغيان البراءة .. وهشام إمام بمعرضه بنقابة الصحفيين يدعونا لاحتفالية خاصة لتحيا وسط لوحاته أحلى سنوات عمرنا.. وأيضا أجمل الأحلام .. و.. بارك الله كل قلب يحمل حبا مثل هذا ..
إبراهيم عبد الملاك
صباح الخير 2006
- من الحى الشعبى بساحاته الشعبية من شبرا أشهر الأحياء الشعبية فى مصر ولد فنانا هشام إمام . -عشقه الفن منذ الطفولة وتأثر بصديق والده الفنان والمثال حلمى طاهر صاحب تمثال أحمد ماهر الموجود بجوار كوبرى الجلاء جعله يمارس الفن ويعشق من خلاله، والفنان اختار لنفسه عالم الطفولة الملىء بالموضوعات الكثيرة ليعبر فيه بلغة التشكيل إلى أن أصبح له بصمة واضحة تحسب له على الساحة التشكيلية وهو فنان ينتمى إلى المدرسة التعبيرية والفنان هشام إمام نجد فى أعماله متعة بصرية مدهشة من خلال عالمه التشكيلى الملىء بالحيوية الشديدة مع السرعة فى الإيقاع كما تلعب الألوان دوراً أساسياً فى تنوعها الذى يعطينا بهجة وإحساس عالى بالطفولة فى الفطرة والقوة فى التعبير . وعن سيرته الذاتية نقول : إن الفنان هشام إمام مواليد القاهرة عام 1956- حاصل على بكالوريوس فى كلية التربية الفنية عام 1979 -عضو عامل بنقابة الفنانين التشكيليين-أتيليية القاهرة - وأمين عام الجمعية الأهلية للفنون (سابقا) حاصل على الجائزة التشجيعية وميدالية التفوق عام 1978 - له مشاركات جماعية نذكر منها معرضا ثنائيا بقاعة إنجى أفلاطون بأتيلييه القاهرة عام 2003 - صالون أتيليية القاهرة من عام 1995 حتى 2005 - صالون الأعمال الفنية الصغيرة من عام 1998 - 1999 - 2003 - 2004 - الصالون الأول لفن الرسم ( الأبيض والأسود ) 2004 - مشاركات خاصة أتيلييه القاهرة عام 2000 - 2002 - 2005 - قاعة مايكل أنجلو للفنون عام 2002 - مركز النقد والإبداع -قاعة مكتبة شبرا الخيمة بشبرا- مكتبة المستقبل 2004 - نقابة الصحفيين 2006 - لديه مقتنيات بجامعة حلوان - وزارة الشباب - المركز الثقافى الأسبانى بالقاهرة - متحف الفن المصرى الحديث - جهاز التنسيق الحضارى والفنادق المصرية ولدى بعض الأفراد والفنان يعمل مديراً عاماً للبحوث والنشر بقطاع الفنون التشكيلية.
زينب منهى
مجلة المحيط الثقافى أغسطس 2006
فنان لا يشبه أحداً هشام إمام يرسم بالماء الملون على جدران الزمن
-هو فنان يرسم بحس طفولى ، برئ لا يهدأ .. لذا يرسم على كل مساحة لوحاته الورقية حتى تكاد تسمع صدى احتكاك سن القلم المعدنى ..وتكاد تشم الألوان .. ويقدم ما يشبه العرض الاستيعادى لأعماله ..تلك الأعمال التى لا يختلف ` عطاؤها ` إن كانت زيتية أم بالأحبار .. -فنان له شخصيته الفنية فلا يشبه أحداً .. إلا فى الهم اليومى ..ذلك الهم الضارب .. إذ أن هم الفنان الأول هو الإنسان .. لقد اعتاد هشام على فتح ملفات الأهل .. وملفات إنسان اليوم ، يفردها على الأرض التى ولد عليها، فكانت مسقط رأسه ، روض الفرج وعلى الضفة الأخرى إمبابة والوراق.. وحمائم بيضاء.. وورقاء بفرد جناح تسبح على سطح النهر.. بغناء قديم على مزمار مكسور يرسم الشمس وردة ..تتساقط عنها الأوراق منذرة بلهيب الشوق .. وطفولة أصبحت غائبة عن أرجوحتها ..وراحت ترمى الأحجار على من اغتالوا النهار .. فى عيون الأطفال. إنه يرسم بالماء الملون بالأصفر والأحمر.. والأخضر .. ويحشو الألوان بخطوط سوداء متجاورة .. متحاورة بسن قلم رابيدو .. وأحيانا فرشاة صغيرة.. أشكالاً تعبيرية. نفسية ليصل بالا منطق إلى منطق ترسب فى ذاته..ذاته التواقة إلى التحرر والعودة إلى مرابع الصبا والنقاء . - يطوى هشام ما يرسم .. ويضغط عليه بقوة ثم يأفل راجعاً إلى فرد ما طواه .. وهكذا تبدو رسومه للسفن.. البواخر .. ألعاب الأطفال .. النهر .. البحر.. الأسماك مما يتطلب استغراق النظر فى ملفات هذا الفنان البصرية.. والمعنوية . - فى المعرض.. كنت وسط جمهور الفنان الذى زار المعرض ليلة الافتتاح فى قاعة بيكار بنقابة الصحفيين . رؤية عبر عدسة مقعرة - حيث بدت رسوم الفنان هشام ..الثائرة دائما ..منبعجة .. متماوجة .. غير منطقية .. مما يزيد العمل الفنى عنده عمقاً فكرياً يجتذب النظر ، ويكون الرمز عنده هو الموضوع إذ لا يستخدم الرمز لإيضاح مكونه الداخلى، وبقدر ما يبالغ فى مساحة .. وحجم الرمز ليصبح هو الموضوع كالسفن والطيور وصنادل النهر .. والمخلوقات الحية لنجد أن بناء اللوحة عند الفنان ثائراً هو أيضاً إذ لا يعبأ بالأبعاد.. أو الأفق.. أو ما هو رأسى.. فالكل يأتى برؤية الفنان للمعانى قبل صياغتها تشكيلاً .. ولغة فنون جميلة تنتمى إلى المدرسة التعبيرية السيريالية بعين طفل كبير جرئ.. لم تأسن فيه النفس ولا المشاعر ..رغم تفرده فى أسلوبه هو لا يقلد أحداً .. وينتمى لذاته ومسقط رأسه ..هناك على ضفة النهر الفنان .
عمر شعبان
جريدة القاهرة أغسطس 2006
- الفن التشكيلى الهادف يأتى نتيجة إحساس الفنان بقضايا وطنه وتفاعله الإيجابى معها ومعالجتها بالمزج بين التراث الثقافى للوطن واليات المجتمع العالمى الحديث، وظهر ذلك واضحا فى لوحات الفنان التشكيلى، هشام إمام، مواليد القاهرة ، كلية التربية الفنية بالزمالك قسم تصميم أشغال الخشب والمعادن 1979 . - والفنان له أكثر من ثلاثين معرضاً مقامة بالقاهرة وله عدة مقتنيات وحاصل على عدة جوائز وميداليات التفوق فى التصوير الزيتى، وللفنان أسلوبه المتميز فى طريقة إبداعه من خلال التعبير عن نفسه من أشكال الفن التعبيرى فى رسومات ينفس فيها عن رغباته وإحساسه بالراحة أعطته حافزاً قوياً وكافياً فى قوة التعبير، وقد بدأت فكرة التعبير بهذا المنطق التعبيرى التشكيلى منذ بداية تخرجه ، ومنذ ذلك الحين وجد الفنان نفسه محبا وعاشقا لهذا الفن كما أن طفولة الفنان وألعابه منذ الصغر كان لها الأثر فى وجود هذه الأشكال واتخذها للتعبير فى بساطة وتلقائية شديدة فى طرح الألوان عن الطفولة ، ونرى فى لوحاته استرجاعاً لذكرياته منذ الطفولة وعادة ما يكون لها الأثر فى تكوين الشخصية حيث ظهرت رسوماته التى عبر عنها فى لوحاته وكأن كل عنصر تحيل مكانه بوضوح وذلك من خلال الوجوه ذات الألوان الفاتحة ، لذا كانت دافعاً لهذه المجموعات من اللوحات من حيث الشكل والدلالات والتمتع بمضمونها فى إطار كيان فنى تلقائى يعكس فطرية وتلقائية الفنان من خلال رؤيتنا للألوان التى تتسم بالسخونة التى يمثلها اللونان الأحمر والبرتقالى وعمل مزيج كامل ومتجانس فى الخطوط والألوان وعرض للوجوه ذات الألوان الفاتحة وأجسامهم بكتل وإيقاعات ببالته لونية محسوبة واستخدامه فى الصورة الواحدة ألواناً متعددة وتظهر ملامح التعبير أيضا فى أدانه كما وضح فى الرأس الذى تم التركيز عليه بتلقائية شديدة ومدروسة مع جرأة ويقظة فى الخطوط مع الحس المرهف والتمكن فى التعبير من خلال الحركة والخط واللون ويتضح ذلك من خلال التلقائية فى الخلفية التى اتخذت درجات وسيطة ومحايدة لإظهار العمل المبدع فى رقة وعذوبة لا ترهق العين . - ونرى ذلك واضحا فى الخطوط والمساحات المنفذة للعمل ومصداقية التعبير عن قضايا هذه المرحلة وميلها للألعاب دون غيرها فى مرح وسعادة من خلال التصورات اللاشعورية والأساليب التلقائية فى معالجة الرسومات والتعبير عن الأشكال والأشياء التى نراها لا تخرج عن براءة الطفل والتعبير الطفولى والتلقائى فى التعبير، ولكنها نتيجة التصورات الفطرية اللاشعورية للفنان فى بساطة وتلقائية شديدة فى طرح الألوان المعبرة عن الطفولة من خلال التعبير المتمثل فى الواقع ، وليس نقله من خلال رؤية مبسطة خالية من التعقيدات، فالفنان هنا أخذ الفن التعبيرى كأداة للتعبير عن الطفولة البريئة فى إنتاجه الفنى بكثير من الدقة فى هذه الموضوعات التى إتسمت بالبساطة والانجذاب إلى حنين الطفولة من خلال نسج هذه الأعمال فى نسيج يتسم بالرومانسية فى الأداء وتدرجات الألوان التى تخدم أيضا العمل ككل والتمكن فى التعبير من خلال الحركة والخط واللون ومهارات أكثر دقة فى التعبير ، وما هى إلا قيمة فنية يحس بها الفنان ويريد أن ينقلها من خلال مشاعره إلى الأخرين .
زينب منهى
مجلة المحيط الثقافى 5 /3/ 2002
جسد المرأة .. ورؤية جديدة
- اختار الفنان هشام إمام جسد المرآة كوحده متكررة فى معظم لوحاته من خلال المعرض الذى أقامه أخيراً بالمركز الثقافى الأسبانى وافتتحه القنصل الاسبانى.. والجسد عنده ليس جسد المرأة بذاتها بل هو معالجة له من خلال تكوينات متداخلة بحيث يعطى انطباعات نفسية مختلفة . - وقد حاول الفنان من خلال عرض مجموعة من اللوحات الزيتية المزج بين هذه العناصر والخلفيات بحيث تبدو كأنها خارجة من تلك الخلفيات . - وإذا كان الفنان قد نوع فى الإيقاع من خلال كل عمل ،ألا أنه لم يخرج عن هذه العناصر وهو معالجة جسم المرأة.. كما غلب على معظم أعماله اللون الأحمر بدرجاته المختلفة باستثناء بعض اللوحات والتى استخدم فيها اللون الأزرق والذى استخدمه فى الخلفيات بحيث ظهرت اللوحات كأنها خارجة من البحر أو لها صلة بالبحر . ويعتبر هذا المعرض هو المعرض الثانى للفنان .
سهير الكيال
مجلة حواء يونيو 1981
معرض المرأة فى 16 لوحة فنية
-بقاعة المعارض بالمركز الثقافى الأسبانى، يعرض الفنان `هشام امام` مجموعة رائعة من أحدث أعماله الفنية. تدور جميعها حول موضوع واحد هو ` المرأة ` . - يضم المعرض الثانى للفنان الشاب 16 لوحة زيتية .. يحاول فيها المرأة عامه والأم خاصة ..بأسلوبه السيريالى التعبيرى ، الهادئ إلى الارتفاع بمستوى الام النواة الأولى للمجتمع فألقى عليها العبء الأكبر فى تكوين أسرة صالحة أو فاشلة .. مريضة نفسيا أو اجتماعيا لذا تناولت أعماله كلها ` المرأة ` ولكن بطريقة تشريحية جريئة . - وتعد لوحته ` اتجاه متطرف من أكثر الأعمال التى يعتز بها الفنان الشاب .. رسم فيها امرأة بلا أى قيود أو رتوش ومن أعماقها تخرج مجموعة من النساء الصغيرات .. معبرا بها عن مضمون المعرض ككل وملقيا الضوء على دور الأم .. مستخدما اللون الأخضر ، الأحمر ، الأصفر والأبيض بدرجاتهم المختلفة . - والفنان الشاب ` هشام إمام ` من مواليد عام 1956 تخرج فى قسم النجارة والمعادن بكلية التربية الفنية منذ ثلاثة أعوام .. اشترك فى خمسة معارض عامة وخاصة .. حصل خلالها على جائزة التصوير على مستوى جامعة حلوان عام 1979 له كثير من المقتنيات بمصر . - يعد ` هشام ` نموذجا مشرفا للشباب المكافح والطموح .. يمكنك مشاهدة أعمال الفنان الشاب المعروضة لمدة ثلاثة عشر أيام بقاعة المعارض بالمركز الثقافى الاسبانى بممر كودك.
ثريا درويش
الأخبار 1981
الانتماء ..الارتباط .. الأسرة ..
ومشاعر نقية لأبوة حانية .. وتجول إحساس فى مساحات الأخوة .. وربط الأبناء بأواصر الأخلاق واحترام القربى .. وزرع الإيثار فى حدائق المشاعر .. إنها معتملات ترادف حق الإبداعات .. وفى كل عمل فنى صادق هناك سطور من رسائل أمنية صادرة من قلوب تهدى وعقول ترضى . * مساحات للأخوة مزروعة بالحب - والفنان ` هشام إمام ` ابتكر فكرة جديدة لمعرضه الأخير .. وهو أن تحمل اللوحة رسالة لأبنائه تحت مسمى ` ابنى لن أورثك أحزانى ` قدم فى الأعمال كل ما هو متفائل وكل ما هو إيجابى فى حياته من أجل أبنائه ، جنب الأعمال أى متاعب يمر بها أى أب ، وهرب بأبوته إلى عالم الوهب المتجرد وحول اللوحات إلى سطور تحفز .. وكلمات تهدى وصفحات للخير .. رسم خطوات الحياة لأطفاله فى الحدائق والموالد والأعياد واحتفالات أيام الميلاد وساعات النجاح وحتى لقاء الأسرة على موائد الارتباط داخل بيت الحنان محتويا ` الضنا ` بأذرع الهنا ومحتويا كينونة أعمارهم المتوالية فى بوتقة المنـح ومعطيا لهم صور الحـياة المبهجة .. إنـها دستـور للحـب بين أب مكافح .. وابن صالح به خطوات للهداية ورسم لدروب واضحة بها خطوات عاقلة توصل إلى مالا نهاية .. حيث يبقى الأمل فى الأفق لا ينمحى والأمانى فى النفوس لا تنحنى . - يميل هشام إمام إلى أداء فطرى يرتبط شكلا برسوم الأطفال ، وكأن قلبه طفلا لا يزال يلهو بالأقلام ويتسلى بالألوان ، لكنه العقل يعقل ويفكر بإيجابية بوعى استيعاب دور الفن .. ومفرداته التكوينات محكمة والألوان رغم دراميتها تخلو من القانى الاكتئابى والمفردات ترقص داخل الإطار كأنها كائنات قوالة على مسرح للفهم .. تجربة أثرتها المشاعر وحنو الأبوة وموضوع به طيبة الإيحاء ورقة التعبير .. فتحية للفنان على معرضه بأتيليه القاهرة .
بقلم : إبراهيم عبد الملاك
صباح الخير - 2009
لوحات هشام إمام .. تستعير الصدق والبراءة .. من رسوم الأطفال
- يستقى رسوماته من البيئة الشعبية ويعبر عنها بعفوية تقترب من عفوية الأطفال وطريقتهم فى تناول ما حولهم من أشياء حتى بات أسلوبه المتميز سمه واضحة تستطيع أن تتعرف عليها بسهولة بين بقية الأساليب الأخرى التى تزدحم بها الساحة التشكيلية المصرية .
- إنه الفنان هشام إمام الذى يعرض أعماله حاليا فى قاعة إنجى أفلاطون بأتيليه القاهرة , والذى حاولنا الإقتراب أكثر من أعماله من خلال الحوار التالى الذى أجريناه معه على خلفية معرضه .
- سألناه فى البداية عن أسلوبه المميز فى تناول المفردات، والقريب من رسوم الأطفال كيف تبلور؟ فرد قائلا : قد يخطىء البعض فى وصف أعمالى حين يشبهها برسوم الأطفال فهى ليست برسوم الأطفال أو موجهة للأطفال أنا فقط أتحسس طريقى من خلالها كى أنجز أعمالاً تتميز بالتلقائية والعفوية والوضوح بعيداً عن المزايدات وكثرة التفاصيل وهى نفس الأمور التى تستشعرها فى رسوم الأطفال ولعل هذا هو الذى دفع البعض لتشبيهها برسوم الأطفال فهى إن كانت قريبة من رسوم الأطفال فى شئ فسوف تكون فى البراءة والتلقـائية والوضوح كما قلت لك وهو ما أعتز به .
- وعن تأثير البيئة الشعبية فى أعماله يقول الفنان: لقد ولدت فى حى شبرا الشهير فى مصر وهو أحد الأحياء المليئة بالتفاصيل والغنية بالمؤثرات البصرية المثيرة , وفيه نشأت وتربيت ولعبت وتعرفت على العالم من حولى , وما زالت الصور الكثيرة التى إختزنتها فى ذاكرتى وأنا صغير عن هذا الحى عالقة فى ذهنى لذا فهى تخرج بشكل لا إرادى على سطح العمل وتمدنى بطاقة بصرية لا حدود لها .
- يضيف الفنان: لقد حاولت أن أعبر من خلال الأعمال المعروضة عن الحياة الشعبية فى هذا الحى كما رأيتها وشاهدتها بنفسى وأنا الآن أعمل على مشروع آخر لتسجيل مظاهر الإحتفال بمولد ` سيدى الحلى `وهو أحد الموالد الشهيرة بحى شبرا ويفد إليه زوار من كافة أنحاء مصر كل عام وهو أحد المظاهر الاحتفالية التى سجـلتها الحملة الفرنسية فى كتاب وصف مصر بالصورة والكلمة.. ولقد إخترت المولد بالذات لكونه أحد العناصر الهامة التى تتميز بها الأحياء الشعبية فى مصر، وكونه أيضا بالـغ الثراء فى علاقـاته ومفـرداته وعناصره التشكيلية وهناك الكثير من الفنانين الذين تناولوا موضوع المـولد منذ البـدايات الأولى للحركة التشـكيلية المصرية لنفس الأسباب التى ذكرتها لك .
- أعمال الفنان هشام إمام قد لا تحتاج للتعرف عليها إلى البحث عن توقيعه على اللوحة إذ أن بصمته الخاصة تغنى الباحث عن هويته وعن سر هذه الخصوصية ، يقول معلقا : لا أدرى سوى انى أتحرى الصدق فى عملى بشكل عام وأخلص لما أقوم به وأستغرق فيه بكل مشاعرى، ويسعدنى أن يرى الناس هذا الأمر فى أعمالى لأننى حينما أشعر أنى على الطريق الصواب وأنى نجحت فى توصيل رؤيتى الخاصة إلى المتلقى .
- وعن تأثره بفنانين آخرين يقول الفنان : كان يسكن بالقرب منا وأنا صغير النحات (حلمى طاهر ) وهو أحد النحاتين المصريين المجيدين الذين لم يأخذوا حظهم فى حركة النقد والتأريخ للفن المصرى الحديث وكانت تربطنا به علاقة قربى وتعودت زيارته من آن لآخر فى بيته ومرسمه حيث يعمل وعلى يد هذا الرجل تعرفت على الفـن بمعناه الحقيقى قبل أن ألتحق بكلية التربية الفنية وهو الذى نبهنى إلى ذلك الثراء الذى تتمتع به الأحياء الشعبية كما فهمت منه أيضا معنى الصدق وعدم التصنع فى العمل الفنى .
ياسر سلطان
العرب أون لاين 2009
ـ والفنان هشام إمام فى معرضه الثانى ينضم الى قائمة الفنانين الذين يفضلون استخدام الأبيض والأسود كوسيط تقنى للتعبير عن أحاسيسهم من خلال تناول الطبيعة كموضوع للتأمل وكمصدر للاستيعاب البصرى ونقطة انطلاق التعبير الابداعى بمراحلة المختلفة ، والفنان هشام ينهج ذات المسار فى أعماله التى انطلقت من منظور شامل لرؤية الطبيعة بعناصرها الثرية ذات البنائيات العضوية والملامس المتنوعة والتى أخذت دور البطولة فى أغلب أعماله من خلال توزيع الفاتح والقاتم وما بينهما من درجات ساهمت فى ايجاد تناغم بلغ درجة جمالية اختلفت من عمل الى آخر إلا أنها فى مجملها قدمت رؤية ذاتية لفنان يبحث عن ذاته فى مسار عزف الكثير من الفنانين عن الاقتراب منه ، ولا نملك ونحن نستقبل محاولته الاولى فى استخدام الأبيض والأسود إلا أن نطلب منه المزيد فى هذا الطريق الشاق .
الدكتور حمدى عبد الله
|