سامى عبد الفتاح زكى البلشى
مشابك البلشى - سامى البلشى فنان يتمتع بحس مصرى أصيل مرتبط بالواقع ، لوحاته يختلط فيها الشعرى بالرمزى فى بساطة وتلقائية خادعة .. أهم ما يميزها الصدق . للوهلة الأولى ينقلنا سامى إلى عالم آخر اختلفت فيه ألوانه وحركة فرشاته كأنها مرحلة جديدة . عالم أكثر حرية وربما أكثر تفاؤلا . لكن بقليل من التأمل تتضح لنا الأسئلة الشائكة لكل ما يعصف بهؤلاء البشر من صراع ليس من خلال استخدامه للأزرق فى مواجهة الأحمر وتدرجاته فحسب لكن أيضا من شعورنا بإيقاع اللوحات وعلاقات الكتلة والفراغ . وجوه حزينة ، بائسة ربما حتى وإن كانت بلا ملامح . جاء اختياره للمشبك ذلك الذى يمكننا من أن نربط بين شيئين بتكوينه البسيط الخشبى والسلك الضعيف المتحكم فى حركته وجزءية معا ، ليضعنا أمام تساؤل : هل يرى سامى أن العلاقات ترتبط معا بخيط واه يسهل قطعة أم العكس أن العلاقات يسهل ربطها معا بنعومه ؟.. - لكن الواضح لى أن السعادة غائبة ، وأن الكل فى حالة انتظار رغم ما يمور داخلهم وما يتأجج ، ورغم الهواء الطلق الذى صورهم فيه . - توقفت أمام لوحة لامرأة بلا ملامح تقريبا نستطيع أن نرسم لها ملامحنا ، لكن المؤكد هو الهواء الذى ملأ الرداء الأحمر الذى علقته أمام الريح بالكثير من رغباتها وأحلامها وتركنا نتساءل عن تلك المنطقة الساخنة التى تتقافز بالصراع داخلها عن ذلك البرتقالى الذى انبثق فى الأفق ، وعن احتمائها بالأزرق . وحين أبعدت عينى عنها بقى سؤال : من يطيح بمن ؟ .. وهل هى مستسلمة أم آملة ؟ - أما الرجل الجالس ناظراً إلى الأفق والذى أشعرنى بإضمار مالا يمكننى من فهمه ، والمرأة من ورائه مسجونة ، فقد استفزنى إلى أبعد حد برغباته المكبوته وعصاه التى تبدو قادرة على مجرد الاستناد عليها ، لكن شيئاً ما يشبه النذير فى تلك النظرة .
بقلم : هالة البدرى
مجلة الأذاعة والتليفزيون - 2010
- بدأب أصحاب المشاريع وأصحاب الرؤى الخاصة يواصل البلشى إبداعه مستلهما تيماته من تفاصيل الواقع العادية لينطلق إلى فضاء بالغ الرحابة بالغ الخصوصية ينتصر فيه للفن عندما ينغمس فى الواقع وينحاز له فى نفس الوقت أو بالأحرى ينحاز للقيم النبيلة فيه بمقاومة نقيضها والكشف عن قبحة والتوسل - لازاحته - بالفن الجميل .
عبد الستار البلشى
قضية مشتعلة وموقف تعبيرى يغلفه غبار الإنتفاضة
- هناك قضية تشغل مساحة هذا المعرض للفنان الشاب الجاد `سامى البلشى` يفترض أنها تؤرق وجدان كل عربى وكل صاحب ضمير ووعى فى العالم بأسرة هى إنتفاضة الأرض المحتلة فى فلسطين .. إنتفاضة الشباب والشيوخ والأطفال والحجارة .
- يتفاعل الفنان `البلشى` مع القضية بكل وجدانه.. وتتفاعل فرشاته ونبض قلبة بهمومها وومضات الأمل التى تثيرها... فينعكس كل هذا عنفوانا تعبيريا عارما صارما حادا على ألوانه وتشكيلاته ورموزه وشخوصة .
- فيخطف بصر الملتقى بحده إلى مساحة الإنتفاضة .
- هل يشير الفنان - برموزه العامة - إلى شئ - هل يستشعر ببصيرة الفنان أن إنتفاضة الحجارة سوف ترتفع .
- إذا لم يستجيب العالم لنداء الحق والسلام والعدل .
- يبرر - إندفاعته الحادة ويكفى أن قلائل هم الذين تصدوا لهذه القضية من بين فنانينا بكل هذا التركيز المشحون .
- ويوم تشرق شمس الشعوب .. ويصفو ضوء القمر المضئ بالسلام .. سيجد الفنان الفرصة ممتدة لتألق شاعريته وإرهافة المخزون فى الأعماق .
الناقد / كمال الجويلى
رئيس جمعية النقاد التشكيليين
` معرض ` الفخ
- من الفن نوع يثيرالشغف لسبر أغواره، ويحرك شعورالشوق لمعرفة ما يختبئ وراء الصور والألوان والخطوط. لهذا النوع من الفن مثال فى معرض الفنان `سامى البلشى` ومن المتوقع أن لا تكفى زيارة واحدة للمعرض حتى تفك ألغاز اللوحات التى تصور مراكب معلقة فى الهواء وتسندها بضع حجارة، وقد اكتظت بالبشر، وحجبتها عن البحر الأسلاك الشائكة. وتبدأ رحلة التساؤلات عما وراء النظرات الشاردة والإشارات الموحية بالعديد من القصص التى مضمونها يعكس صوراً من الحياة. فماذا وراء النسوة البدينات التى تتطلع نحوك، فتبدو وكأنها تتفرسك بأعينها، وتصرح برغبتها فى التحدث معك. وهناك كذلك الأبواب الخلفية توحى ببداية الطريق لسرد حكاية عن الشقاء والمعاناة اليومية، مما تشير إليه العلامات المتمثلة فى الألوان المتوهجة والخطوط المتكورة والملامس الخشنة والشوارع الضيقة والفراغات المزدحمة بتفاصيل سردية، وحوارات بين صخب و همس، أو بين حزن ومرح بل بين جد وتهكم ساخر. والفنان `البلىشى` يسمو بلوحاته فوق مجرد الزينة. إذ أن الوجوه وحركة الجسد الممتلئ والأصابع المعقوفة، مع الأحاديث المطولة والمشاعرالغامرة، كلها تنم عن رغبة فى ان تصبح المهمة الأساسية للفن تتمحور حول العنصر الإنسانى الذى يرتوى من الجزء القابع فى أعماق الشعور، ويبحث عن السبيل للتحرر والانطلاق عبر لمسات الفرشاة وعبر التحريفات الشكلية والتواءات المنظور، ومن خلال الاختزالات البديهية والاستعارات البليغة والنبرات الساخرة، التى تتهكم من متناقضات الحياة المعاصرة، والتغلغل خلف الستائر وخلف الفضاءات المجهولة. هكذا وراء كل لوحة من لوحات الفنان `سامى البلشى` مضمون يدورحول مسائل حياتية يتناولها الفنان بنبرة ساخرة، تحل أى تناقض فيصبح إئتلافاً وتناسقاً بلغة التشكيل ومنطق الجمال الفنى. وبأسلوبه المجازى تجاوزالفنان المستويات البصرية، بحثاً عما يستكمل به ذاته، حين يعثر فى تفاصيل الحياة اليومية بصورها العابرة الزاخرة بالمعانى الموحية بأفكارعصرية،على بديل محسوس لكل شعورملتبس وغامض. لقد استطاع الفنان أن يخضع أسلوبه الفنى ونمط رسمه لسلطان فكره ولشطحات خياله الذى حرر فنه من الوقوع فى أسر السرد والوصف والخطابية، ليعكس القلق والمعاناة وتناقضات الحياة بلا تنميق، فى هيئة صور بليغة ممتزجة بنبرات ساخرة وأشكال جميلة. وقد أدرك الفنان هنا أن لغز العمل الفنى هو بمثابة طريقة ناجعة لتقوية التشوق لفكه، ودعوة لتفسيرمسائل وجودية، مثلما هو وسيلة لإعادة النظرفى قضايا جمالية.
الفنان والناقد والمؤرخ: أ.د/محسن عطية
ديسمبر 2021
سامى البلشى .. والجاذبية العليا
- حركة التاريخ لا تتوقف.. والزمن لا يتوقف وفق هذه المعادلة الطبيعية.. والفن التشكيلى يحظى بتطور غير مسبوق مع إختلاف القيم والمعايير والرؤى الفكرية والإبداعية.
- وإذا تأملنا أعمال الفنان سامى البلشى الفنية، نجتهد للربط بينه كفنان وناقد.. وهي معادلة تسوقنا إلى بعض التجارب السابقة الهامة، فيما يتعلق بالوجهين لعملة واحدة، فنجد على سبيل المثال الفنان حسين بيكار الذى أبدع فى الفن والتأليف والنقد الفنى والموسيقى.. والفنان صدقى الجباخنجى ناقدا وفنانا.. والفنان محمود بقشيش ناقدا وفنانا.والفنان أحمد فؤاد سليم ناقدا وفنانا،والفنانة أمل نصر ناقدة وفنانة.والفنان محمد كمال ناقدا وفنانا.. وآخرون.
- لا أستطيع أن أحسم تفوق الفنان أو الناقد لأنها عملية معقدة تعتمد على ثقافة خاصة ،ومبادئ تحتاج إلى إرادة قوية، لأن مايدور فى عقل كل منهم هو تواتر شديد لتفضيل مجال عن مجال آخر.. ولكن يبقى فى النهاية أخلاص المبدع وصدق التجربة.
- سامى البلشى الفنان والناقد حالة متميزة تعود جذورها الى سنوات، وخلال متابعتي لتجربته عن قرب إكتشفت حماسه وشغفه إلى تحقيق هذه المعادلة شبه معقدة.. ولكن هذا المد والجزر فى إختيار ما يسمى بالذات الإبداعية من خلال هذا التزاوج فى حد ذاته له إيجابياته التي تتضمن تنوع الأفكار وتعميق المحتوى كرسالة مستدامة تحمل قيمة إنسانية.
- ويؤكد الفنان سامى البلشى على الغوص فى أعماق الإنسان وقضاياه وحياته وبيئته وأحلامه. وهذا ما تشاهده فى فضاءات لوحاته، التى تمتد فيها شخوصه كأنها مشدودة الى جاذبية عليا فى السماء.. في معالجة تشكيلية بليغة تحمل أحلام الإنسان وطموحاته ،ولكن بأسلوب يتسم بالبساطة والغموض.. وفى هذا المقام يستوجب الحديث عن الموضوعات المختلفة التى عبر عنها الفنان بقلمه الأسود على الفراغ الأبيض.. مثل البيئة .. الوحدة.. المرأة.. الفلاح.. العامل.. الخيال.. السلام. بالإضافة إلى موضوعات نفذت برؤية سيريالية المعالجة وعميقة الدلالة.. هذه المسميات تأتى فى البناء العام للأعمال الفنية .وفى حالة التأمل الدقيق تكتشف درجات من المستويات التعبيرية تأتى بشكل تتابعى، وهذا يؤكد على قدرة الفنان فى السيطرة على مشاعره التى تتغلل فى فضاءاته وخربشاته السوداء فى مصفوفات مكثفة وبتنوع متجانس.
المثير فى هذه المجموعة المرسومة هو أنها تذكرنا بقمم ورواد عالميين نهجوا نفس فلسفة ودلالة الجاذبية العليا.. نستدعى منهم عالم الفنان الأسبانى الجريكو يونانى المنشأ، وعالمه الرائع المتصوف وشخوصه التى تلمس السماء. أما النحات جياكومينى سوسرى الجنسية فهو يرى الأشياء ثلاثية الأبعاد، ومشدودة إلى أعلى كأن جاذبية عليا تجذبها فى رفق وإنسانية. فالإنسان تألق فى عالمه وعقله ووجدانه.
- فالفنان سامى البلشى تميز بقدرته على التخيل وقدرته على إحداث موجات جاذبة لشخوصه المختلفة، من عالم متميز..هو عالم الجاذبية العليا.
بقلم : الفنان: أحمد نوار
دراما `الغريزة والتاريخ` وتجذر المعنى عند سامى البلشى
- الفنان `سامى البلشى` كراديكالي فاعل يمتلك قدرات الابحار بعقلية منفتحة في عوالم مميزه ببصمته الدامغة، للايلاج في ذلك العالم الرحيب والمنحنى الذي يعج بالتعبيرات الترميزية والتصورات المنمقة البليغة التي تقفز فوق حدود التقليدي ،والنهج الاتباعي في إظهار التفصيلات والأفكار، لصالح اعلاء طاقه التعبير، وتوظيف التقنيات الأدائية التي تساعد على إثراء الرسالة، حيث يقدم الفنان دراما تعبيرية راديكالية، وقصائد تلامس الشعور ذات وحدة اسلوبية رابطة دالة داخل النطاق التصويري في معرضه `الغريزة`، والذي ارتكزت اشروحاته الفنية فيه علي فنتازيا وتوجه فكري عميق، لطرح الرؤية البصرية وحلولها الجمالية والرمزية بفلسفته الخاصة، عبر عرض قضايا إنسانية واجتماعية وفكرية في جرأة وجسارة وفصاحة بلاغية وغوص في جوانيات الشخصية المصرية وعاداتها وعوالمها الساحرة في الريف والحضر لإجترار (مدارات المرأة ) في يومياتها وحالاتها وتنقيبها عن الملاذ والملجأ الأمن وسط أجواء الصخب والهمس والحزن والمرح والجد والتهكم، ما بين (الأمن والمخاطر-والثبات والانطلاق ) وتناقضات العلاقات الإنسانية، وتأثير القوي المجتمعية علي الدور الإنساني للمرأة.
- لذا فقد جاءت أعمال الفنان `سامي البلشي` لتحمل قيم إنسانية شديدة الخصوصية والنبض والحضور الوهاج، ترجمت لصور ناطقة ذات منحني حداثي، في تواز رصين بين اللغة الشعرية والفن البصري، مستلهما عنصر المرأة كمحرض تشكيلي، العلاقات فى سياقها الطبيعي بين الرجل والمرأة، خاصة فى المجتمعات الريفية، وأشكال الحياة ( في الأفراح، وفي المناسبات ، وبنات البحر، وداخل البيت في حوار مع الذات أو الأخر، ومع اللعب وممارسة الأنشطة الرياضية والبهلوانية) وتتبع التغيرات والصدامات بين الغريزة والتاريخ ، بهدف تلمس الحداثي والقضايا النابضة ، عبر بهجة لونية وسيكولوجي دلالي للون شاحذ لطاقة التعبير والشاعرية وعمق الهوية لدي الفنان،وعبر فهم عميق وبحث فني رصين ودراسات ممنهجه تحليلية متعمقة لجوانيات الطبيعة وعناصرها .
- شخوص نابضة ممتلئة بالحياة والعافية والهمة، وطاقية تدفعها نحو تعزيز الفعل والاقبال علي الحياة، ومعالجات فلسفية حررتها المبالغات في النسب والهيئات الشكلية، انطلاقا من الفنتازيا الساخرة التي تمرر الفكرة وتبلورها في حضور يعلو به سيكولوجي اللون ودراما الساخن والبارد وتوزيع الظلال التي تغلف شخوصه بثقل وزني ورسوخ داعم لفلسفة الفنان نحو ( معركة المرأة التي كانت فيها دائما ضحية للانتقال من الغريزة إلى التاريخ، ووجودها دائما فى مرمى الهدف تواجه مرة وتهرب مرات، وكلما انتصرت الغريزة على التاريخ تحقق لها الأمان والسعادة، وكلما حدث العكس حدث التحول أو الهروب ) .
بقلم : د./ حسان صبحى حسان
- كونى متذوقة - من عوام متذوقي الفن - أشعر بامتنان شديد لفرشاة وألوان سامي البلشي!! ولروحه التي يسكبها لوحات تنضح صدقا؛ تنقل لنا جمال المرأة الحقيقي. بعيدا عن الصورة النمطية للمرأة المسلعة!!.. سامي يصور نساء شعبيات حقيقيات، لا يشبهن الفلاحات ونساء الحارة اللاتي دأب فنانون على تصويرهن منمقات وفق خطوط الجمال السائدة، بحيث تليق اللوحات بصالونات محدثى نعمة، يرغبون في ان تحمل جدران قصورهم او بيوتهم الفاخرة صور نساء فلكلوريات؛ يلقن بخيال السادة، عن الفلاحة او بنت الحارة ذات القوام الممشوق المتناسق، والعيون الواسعة بأهداب كحيلة طويلة، وشفاه مكتنزة حمراء، تخلب الباب أصحاب المزاج الفولكلوري!!..نساء سامي البلشي حقيقيات، يحملن قلوبا طيبة، موجوعة، متعبة. لا يمتلكن ترف العناية بجماليات الجسد وفق مقتضيات مزاج السادة!
- أشعر بفخر شخصى خاص، انني تابعت مسيرة تطور سامي البلشي الفنية منذ بداياتها وخطوط لوحاته الاولى! ويبهرني رتم تطورها السريع، وقدرتها على الوصول الى وجدان المتلقي العادي، فتشعره انها منه وإليه. أجد لوحاته تكاد تنطق مخاطبة ناسه الحقيقيين: `انتم هنا، بكل ما يكمن داخلكم من جمال، وطبية، وقبح، وشر، ومعاناة، وشقاء، وافراح نادرة.. باختصار، هذا انتم حقيقيون بلا زيف` .
بقلم : الكاتبة / إكرام يوسف
سيرة الغريزة وجدل التاريخ فى تصاوير سامى البلبشى
- لايمكنك البقاء محايدا في حضرة تشكيلات سامي ومنذ إطلالته الأولى في العطش التي بدت لوحاتها تحريضا على الفتنة ثم تتابعت المسيرة حتى حبل الغسيل والمشبك إذ تجلت فيها رؤيته بشأن الحضور والغياب ..الوصل والقطيعة ..الجمال والقبح ..على صفحة الأنوثة الغارقة في التشوه والانسحاق تحت وطأة التاريخ...مازلنا في حضرة التصاوير في حضرة الأسطورة التي تمشي بيننا ونحيا تفاصيلها وراء غبش الوقت ..هي ..إيزيس روح كل حياة التي تجمع أشلاء زوجها في كل لحظة في محاولة لاتتوقف لدفعه الى الحياة على مدار الوقت الذي يتراكم ليصبح خبرة وتاريخا يأسر الرجال المنغمسين في مخاصمة الغرائز واحتقارها ...هو المشبك والغسيل على الحبل...إنه الفخ وإنها الأنثى المحرض الأساسى على استمرار الدفق والحيوية في نسغ الوجود...المشهد التصوير ماهو إلا كتاب من الألوان والشكول وصياغة الحيوز في مرأى البصر ...نوافذ لإثارة الانفعال والتأمل تنساب من اللون والحركة وتشكيل الحيز..تصاوير تقبض على دلالات ورموز فهناك التحريض في حضرة الأنثى وهي تمهد لاصطياد الحياة في المشبك والغسيل وهناك الأنثى وقد استعادت أشلاءها وهناك فعل الوقت في حضور الشلو `الذى صار أشلاء` والأصل معا هذا الحضور المطغوط والمشوه بفعل الوقت بفعل الزمن بفعل التاريخ والخبرات الناجمة عنه ...انه صدام بين ألق الغريزة الزكي وبين تشويهات التاريخ وهناك الانفجار الذي اتخذ من جسد الأنوثة مرمى له فصار في غاية الدمامة والقبح والفنتازيا الساخرة المريرة بعد تجليات قاسية في حضرة مفرادات الطبيعة من حيوان وأزهار غي غيبة الشلو الرجل..توحد الفنان مع رؤيته واحترق في فتح مسارات لتوصيها ..من خلال جمرة اللون والمروق المجهد في تشكيل الحيوز على سطح اللوحة حتى خلط بين جسد الرمز ومدلوله فنحت مشابك وزخ دفقات التصاوير من ألوان وتشكيلات لحيوزها بوصفها وسائط للتعبير عن الانفعال والرؤية ..نحن أمام ذات تعمل بدأب وتتحد مع موضوعها في طريق محو الفاصلات بين الشكول والمضامين واتخاذ جسد الحضور من كائنات المشهد موضوعا ومضمونا وروحا ..هو مسلك لاستعادة الواحدية التي خرجت منها كل الحيوات ..رهافة الرؤية ولطف المعانى ينده على المشردين فى غوايات الوقت ..
بقلم : الشاعر/ عباس منصور
- تبدو شخصيات سامي البلشي الغرائبية وكأن الروح دبت في ألوانها وخطوطها التى تتسلح بأسلوب الجروتسك في مواجهة الحياة ،كأنها تلهو علي خشبة مسرح كبيرة، مسرح الحياة . ربما يبدو من النظرة الأولي أنه يقدم صورة مقلوبة عن الحياة اليومية الرسمية من خلال الوجوه والأجسام المصورة بشكل غير مطابق لما يمكن أن يكون عليه في الواقع سواء الإنسان أو الحيوان، ولكنه في الحقيقة يقدم جوهر الشخصيات والأشياء التى تحتل بطولة هذه اللوحات فمن خلال الألوان الصاخبة والخطوط التى تحاكي فوضي الواقع لتجسد ماهو سري وماهو غير مرئي لهذه الشخصيات يعبّر بقوة عن شرائح المجتمع الهامشية والمستلبة فى أسلوب فني يجعل من الخيال واقعاً ملموساً .
بقلم : الشاعر والصحفى / جرجس شكرى
- عوالم البلشى الإنسانية فى الحقيقة إن ما احدثة النحات ميول الفرنسي في حالة تطويره الإبداعي في النحت المعاصر والتركيز علي جماليات التضخم الموقر لجسد المرأة في الوقت الذي كان فية النحات رودان يزيد من نحافتها. ميول كان يسمي نساءه بسيدات البحر الأبيض ويري أن نساء مارسيليا وإيطاليا والإسكندرية نموذج واحد يتماشي وخياله الإبداعي.. وظل يحافظ في نحتة علي الوقار رغم التضخيم. إلا أن الرسام والنحات بترو التقط الخيط بعد أكثر من 70عاما ليحول التضخيم الي مبالغة إبداعية. وصنع بترو حكايات من النحت والرسم حول هذا الإطار الذي تحصل علي إعجاب فناني دول الشمس المشرقة منهم الفنان سامي البلشي وعدد آخر من الفنانين لكن هؤلاء اخذوا الموضوع الي حالة أخري وهي سطوة وقوة المراة التي رأي فيها البلشي جزء كوميدي يتماشي مع حالة المثقف الساخر في اتجاة والمثقف المطرز خياله بانسجام شعبي وحكايات وقصص تسمع بالعين كل يوم في رحلة من بركة السبع الي القاهرة ..البلشي وضع نفسه في إطار مورخ لكوميديا سطوة المرأة وطاعة الزوج والا يعلق مرة علي حبل غسيل ومرة في مشابك البلكونة. المتأمل الجيد سوف يدرك أن البلشي لايرصد حالة كوميديا فقط علي طريقة البليتشو إنما يرصد إرثا اجتماعيا مهما وخطيرا مرة بالرفض القوي ومرة بالهدوء والمحبة من هنا يجب زيارة المعرض أكثر من مرة كي يلتقي الجمهور بصدق الفنان .
بقلم : عبدالرازق عكاشة ( رئيس الصالون الدولى للفنون والأدب بباريس )
إلى أى وجهة رحيلك يا فنان
- ما بين عباد الشمس الزابل والمشرق لوحات مفعمة بالحضور والغياب . المرأة في لوحاته كيان لكل كيان، وقوة لا يستهان بها ،حضور أنثوي متجمد علي حافة التفاصيل .والعلاقة بين المرأة والحيوان تحمل تأويلا وصراحة لمن يرى ما بعد الفكرة .أفكاره وأنت تتنقل بينها تشعر وأنك معلقا بأرجوحة ما بين العتمة والضوء ، تارة يطل من العمل ليل الآسى والقسوة . وتارة أخرى النور والأمل. وقليلا ما نجد المرأة في أعماله ضعيفة بل تبدو مثيرة للشغب
هذا ولا يغيب عن أعمال الفنان كيانه الصحفي المنخرط في الزحام الناقد والباحث الذي يشبه المخبر أحيانا هذا وبالفعل يرسم الفنان لوحة ويسميها المخبر وفيها مشهد لا يحتاج إلى من يكتبه بقدر ما ينقل لنا هو المقصود بلا أي تفاصيل لُغوية فاللغة هنا عالمية لكل متلقي مهما كانت هويته .
- تحتضن المرأة أسرار خياله ، لا أستطيع تجاهل رعايتها للقط الذي أعتقد واجزم أنه يمثل رمزا خفي يحمل الكثير من المعاني . وكلما تجولت بين ضربات الفرشاة تكاد أن تسمع وتوشك أن ترى خنوع الرجل وعنفوان المرأة البدينة المترهلة الأنوثة رغم الحرص على إظهار ما قد يثير .
- الرمز جمهور في مخيلة الفنان تأخذ المتلقي إلى عوالم لا يستهان بها في وسط ضجيج الحياة المزدحم بأسرار الأفراد والجماعات ..دلالات مثيرة تقفز في مخيلة المتلقي وتصطحبه إلى حال الفنان وعالمه المثير .
- يقدم الفنان صورتنا الداخلية من مرآته هو بخطاب علوي وعلينا أن نبصر ما وراء الرمز .مؤثرات الخط هي النافذة التي يطل منها فكر الفنان ليرانا كما نراه .
- أما عن الألوان تتسابق التراكيب لتخلق هوية لا تخطئها العين حين تقع على عمل من أعمال الفنان ..إحجام وإقدام في بناء الكتلة المرصعة بالرمز ،كلما آلفت معنى أنتقل بك إلى آخر .خيال لا يتجاوز مفردات الواقع ،على مسرح الفنان الصامت يحتل الداكن أماكنه في صرامة تؤكد قيمة الضوء والتلخيص المستمر لمشاعر المرأة والرمز .هندسة الكتلة تقتحم ذهن المتلقي وتلهبه شغفاً بالمزيد مما تعرضه فرشاة الراوي الفنان ، ليصول الخط ويجول بمخيلة المتلقي .أسلوب يجمع بين التعبيرية والرمزية التي تطل من الشخوص للأرواح التي تم اختزالها بحرفية مبدع عايش الأضواء والوقائع التي انعكست مشاهد على لوحاته متشبعة بالأفكار وجاذبية البنية في إيقاع يرحب بل ويكاد يؤنس المتلقي ويغادر معه حدود قاعات العرض .
بقلم : الفنانة والناقدة / صفاء البحيرى
سامى البلشى..فى ديوانه الريفى المصور مرافئ الحب وأوراق الشجر
- سامى البلشى فنان وناقد.. ينتمى الى نفس المساحة الخضراء التى انتمى اليها من دلتا النيل.. من ريف المنوفية.. أضاف بكتاباته إضاءات على الفن المصري ..مثلما أضاف بفنه مساحة أخرى امتدت فى معارض خاصة ومشاركات جماعية .. ولعل أحدث أعماله `حصاد `يمثل إضافة كبيرة الى فنه وهو بمثابة ديوان وإيوان ريفى مصور..احتشد خلاله البلشي بأوج طاقته التعبيرية .. نرى فيه الريف الذي كان وأصبح ذكرى.. والريف الآن من تلك الصور الفريدة.. المسكونة بالدفء والوهج الذي يصنع ملحمة العمل والأمل.. من الرجال والنساء فلاحات النيل ..وإلى صور الطفولة ومرافئ اللعب .. تمثل أخيلة ورؤى بصرية أهم ما يميزها ..تلك الروح الشعبية الريفية. وعلى الجانب الآخر يكمل الفنان تجربته بمساحة اخرى من عمق الريف فى حالات أبعاد وأعماق درامية تغني للحب ..الحب بمعناه الإنساني، وتلك الثنائية الخالدة.
- والريف هنا أخذ منه الرمز والمعنى ..ورقة شجر ..أقل من حجم الكف ..بدت فى سطوع المشاعر والاحاسيس وسيطا.. بين آدم وحواء فى الالفية الثالثة ..وكأنه يسترجع ثنائية أيوب وناعسة وياسين وبهية وحسن ونعيمة من تلك الملاحم
الشعبية ..بمعان أخرى ولمسة مختلفة .
- تعايش سامى البلشى مع القرية والمدينة معا إلا أنه آثر قريته بصدق .. مثلما آثرته وحنت عليه وأحبته واحتوته ..بما تحمل من قيم وتقاليد وحكايات وأساطير.. فكانت أعماله هنا من وحيها ونبض روحها وأهلها الطيبين.. يحكى حكايات مصورة لأهل قريته الطيبين.. مع الفارق بين النبض والروح والصورة والزمن ..وقد رأى القرية بعين المتأمل، المتعايش مع أهلها ..وأبدع تلك الصور التى تثير الدهشة .. تحكي بنفسها.. بانتماء اللمسة الواقعية التعبيرية ..فنرى : فلاحا يتربع فى لحظة سلام واطمئنان على دكة نورج تقوده بقرة فى حركتها الرتيبة.. وفى الخلفية تبدو الأشجار والنخيل ..وبائع غزل البنات وفى مقدمة اللوحة طفلان يتطلعان بتوق وشوق.. وهو يؤكد ارتباطه بالبيئة الزراعية والريفية من خلال المفردات كما فى `النائم على الدكة ` واسفل بجوار القدم كلب مسترخ وسلة وفأس ..وهى ..وهو متكىء بفأسه أمام باب الدار يعلوهما تمساح `وهو المعبود سوبك رمز الخير والشر عند الفراعنة والمرتبط بتماسيح النيل `..وفى لوحة العودة من السوق تبدو امرأتان إحداهما تتحدث والثانية تنصت مع طيور الريف ..وترتبط المشاهد بعمق الريف `خضرة وسيد `فتى وفتاة أمام الطلمبة بنظرة مبتسمة متفائلة.. هذا مع العاب الريف من النطة و `استغماية `و القطة العمياء ..وفى لوحة يطل فلاح مستندا على جذع التوتة ..غارقا فى النوم بجوار الزير رمز الارتواء من العطش فى الريف ..والذهاب الى الحقل مع حيوانات الريف ..وفلاحة تطعم ديوكها ..وسوق المواشي.. وهى وطفلها.
معرض البلشى (الحصاد) بقاعة ضى
- قديمة هي العلاقة بين اللوحة والتمثال والقصيدة حيث حفظ لنا تاريخ الفن قصائد كثيرة رسمت على إيقاع لوحات،واستلهمت موسيقاها من الخطوط والظلال والألوان?? وما فعله الشاعر الفرنسي بول ايلوار مع رائعة بيكاسو الشهيرة الجورنيكا ليس منفردا في هذا السياق بل هو امتداد لقصة طويلة تلتقي فيها الأشكال والصور بالحروف وكثيرة كذلك هي اللوحات التي رسمت قصائد واستوحت خطوطها من حروف الكلمات وإيقاعها لكنها المرة الأولى عربيا على الأقل التي تجتمع فيها قصائد أكثر من عشرة شعراء مصريين وعرب لترسم بحروفها أثر اللوحات التي أبدعها الفنان سامي البلشى.
- والشعراء المشاركين هم (عباس منصور- إبراهيم بجلاتي - عزة حسين- محمد حربي- هناء الغنيمي- فتحي عبدالله- إبراهيم داوود- أحمد المريخي- رماح بوبو- عمر شهريار- نعمة حسن- منال محمد علي- عبدالغفار العوضي)
- يقول سامى البلشى عن تجربته ولماذا إختار الشعراء لمشاركته التجربة والكتابة عنها بديلا للنقاد : الشعراء مبدعون بالغريزة ، ورؤيتهم الإبداعية للأعمال ستكون الأقرب لعملي .لأنهم سيترجمون أعمالى بنفس الحالة الإبداعية أو سيقتربون منها. سيفعلون شيئا مختلفا عما يقدمه النقاد في تحليل الأعمال فتلامس الأفكار والحس، ولغة التقارب. والاستلهام من الرسم والتصوير الذي قمت به بدلا من الاستلهام المباشر للطبيعة...أسباب كثيرة يغلفها حبى للشعراء دفعتني لفكرة المزج بين القصيدة واللوحة. تسكننى روح شاعر يكتب بالرسم و أشعر أن لوحاتى قصائد شعر أو تكاد.
- والشعراء هم الأقرب إلى روحى.. فكانت الفكرة والرغبة فى تنفيذ التجربة التى رحب بها كل من عرضتها عليه. فقررنا أن نجرب التلاقي بين المبدعين وكما قلت. الغواية بيني وبين الشعراء مشتركة وكذلك شيطان الشعراء هو
- شيطانى. أشاركهم أيضا فى أحلامهم ورآهم. تبنى لوحاتى بنفس العناصر التى تبنى بها القصيدة. اللون يخدم أفكارى الإنسانية التى أحولها الى أعمال فنية، ولا أسعى الى النشيد اللونى المبنى على التداخلات اللونية التى تخاطب الروح
والعاطفة وفقط. النشيد اللونى الخاص بى يتشكل مع النشيد الإنسانى، لا أعترض على من يقف عند حدود تحليل المفردات أو تلخيصها أو غير ذلك من البحث فى التشكيل، لكن التحليل والتلخيص يأتى داعما لأفكارى، مثلى مثل الشعراء الدين يخدم جمال اللغة أفكارهم وتصوراتهم . لذلك تسهل ترجمة قصائدهم تشكيليا، وتسطيع كلماتهم ترجمة لوحاتى. وخضت تجارب كثيرة فى ترجمة العديد من القصائد إلى لوحات. ولكنى لا أترجم أية قصائد.. أنا أترجم القصائد التى تشبهنى وتشبه لوحاتى، وقد دشنت صفحة على التواصل الإجتماعى تحت عنوان `رد فعل تشكيلى` مبنية على ترجمة قصائد الشعراء الى لوحات أنفذها بالرسم المباشر بإصبعى على شاشة الموبايل. أنا مجنون مثل الشعراء وشيطاننا مشترك.
أكتوبر 2021
الرؤية الفنية للبلشى:
حرص الفنان منذ البداية الفنية على ايجاد رؤية موضوعية لما يقوم به من انتاج فنى بمحاولات كثيرة للنفاذ إلى قلوب وعقول المشاهدين فجاءت تداعياته من خلال التصوير الزيتى بواسطة السكينة ممزوجة بخليط من المعاناه والإصرار والتفاعل مع الأحداث.
- ويستلهم الفنان من حياة البسطاء والمهمشين لتعبير عن معاناتهم وإنتقاد سلبيات المجتمع من خلال إسقاطات يستخدم فيها الألوان والرموز للتعبير عن مشاعره وآرائه حول الأحداث المحلية والعالمية، مما أضفى طابعا نقديا معبرا فى لوحاته
- تأثر بالتراث الثقافى المصرى والعربى، واستخدم الرموز الشعبية والأساطير في أعماله. ليعكس الحياة اليومية للناس البسطاء فى أفراحهم وأحزانهم، والقضايا التى يواجهونها.
- حرص الفنان على التفاعل مع الجمهور وإثارة مشاعرهم وأفكارهم بواسطة الألوان والرموز التى تدفع المتلقى للتفاعل مع العمل بشكل عاطفى وفكرى
- الرؤية الفلسفية:
1-أنشغل الفنان برؤية العمل الفنى من خلال فلسفة خاصة مرتبطة بصراع الغريزة مع التاريخ، وكان دائما ما ينصر الغريزة على التاريخ فى معظم لوحاته
2. الهوية والانتماء : تناول البلشى في أعماله موضوعات تتعلق بالهوية والانتماء، حيث كان يعبر عن مشاعره تجاه الوطن والثقافة المصرية. كانت لوحاته تعكس حبه العميق لمصر ورغبته في الحفاظ على التراث الثقافي.
3. التأمل في الحياة والموت : كانت أعمال البلشى تعكس تأملاته في الحياة والموت، حيث كان يستخدم الرموز والألوان للتعبير عن هذه الأفكار الفلسفية. كانت لوحاته تعكس رؤيته العميقة للحياة والوجود.
|