بيوت من الحنان والألوان
- الكون بيت .. مفتوح الأذرع يضم الأحياء .. الأهل .. والذكريات .. الكون حين يكتمل البناء يصير حضنا .. للعمر .. للطفولة والصبا وأيام الأمل وحتى الأسى حين تعبره قيمة السنوات .. ولقد اتسمت الشخصية الإبداعية المصرية بهذه الصفات المتفردة منذ الحضارات القديمة وحتى
الآن .
- لقد آمن المصرى بمعانى الأسرة والمجتمع فى البيت والمعبد ، بل أيضا فى مقابر الملكات وخلود الأهرامات ..
- إنها بيت الأبد الجميل .. وفى معرض الفنان ضياء مكين تنتشر البيوت الدافئة وكان الجدران جغرافيا مصرية بها أهازيج ومواويل وتفاصيل دندنة الليالى ودندشة الأفراح وزغاريد البهجة .. إنه لا يرسم ولا يسجل وإنما يوثق مشاعر انتمائه فى دفقة عطائه وإحساسه الإجتماعى .. وميله الفطرى لحميمية الأسرة تجمع عيناه البيوت على شطوط الترع وضفاف النيل لتدخل الى حافظة وجدانه التى تمنحها فوائد العشق .. تتجمل .. تتهذب .. ترق وتصفو وتبدو وجوهها باشة مليئة بغمازات الفرح .. معيدا صياغتها كما يتمنى ويحلم لها ولنا .. يملأ الجدران بطيور الخير وأفرع الونس .. الهدهد والأهلة والنجوم والخمسة وخميسة ومثلثات مياه النيل و شمس الشموس .
- إن هذا الفنان مازالت الفطرة الحضارية فى روحه بكرا.. لديه إيقاعات محببة للرسوم الشعبية وإذا كانت دراسته لفن الديكور قد أضافت له إحكام التكوين والقدرات اللونية إلا أن الموهبة ذات الثوب الفضفاض تلف ملكاته بجمال وتلقائية الوعى الكبير الذى ولد به .
- ودون صوت عال أو صريخ يعلن هويته الشرقية ومصريته الصميمة والتى تفتح شهية العيون لتنطلق بآهات إعجاب مع صوت لدعاء بشكر على جمال عطائه .. وتحية لقاعة ` جرانت ` على هذا المعرض القيم .
الناقد : إبراهيم عبد الملاك
مجلة صباح الخير -2008