- ولأنها - كما تنبىء أعمالها- تدرك حدود الرؤية لدى الإنسان فانها اختارت بوعى آفاق الطبيعة الساكنة مجالاً للالهام والتعبير ... المبانى القديمة ... أطراف المدينة الصامتة .... ذلك الحزن التاريخى النبيل الذى يخيم على السطوح والأشكال والمناخ ..الأصوات هنا ودفقة الحياة يستقبلها الوجدان ولا تسمعها إلا ان ... ألم أقل لك إن تلك الأعمال هى ثمرة رؤية فلسفية لطبيعة الأشياء والأرض التى يدرج ويعيش عليها الإنسان ؟ ولأن مسحة من الحزن شبه الصوفى تكتنف المتأمل للحياة بشفافية للتعبير عنها بوجدانه الخلاق فإن الرماديات تتغلغل و تسرى فى جوانب العمل الفنى … ولأن هذا التأمل تعتريه - بالطبيعة - مشاعر نفسية مشفقة ومتهيبة - إنسانياً - من المجهول وحركة الزمن التى لاتلوى على شىء - على الرغم من ظاهرها السكونى البادى فى تلك اللوحات - فإن إحساساً بالحركة الخفية يتزامن مع ذلك الصمت الوديع.. كذلك الشعور الذى تدفعنا إليه مواقف أو أحداث فنحس بالخيط الرفيع الذى يقف بين الوجود و العدم
- لكن كل هذا يخرج بنا - فى نهاية المطاف - الى مايعكسة وجدان الفنانة على أعمالها تلك من تفاؤل رصين .
الناقد/ كمال الجويلى