هشام محيى محمود على
النحت بالأبيض والأسود !!
استطاع هشام محيي ان يبرز صفة الحياة الداخلية في المفردات التي يبتعثها من الواقع بعد ان يعيد تحويرها لتأخد سمتا جديده. مغايرا للأصل. دون أن يفقد مرتكزاته الأولية. هناك مسحة من الأسطورة. وسحرها الذي لا يقاوم. اختلاط لا يمكن ان تفصل عناصره الأولى بين عوالم الجسد وشطحات النفس. هناك رسوخ للعلاقات التي تم الاستحواذ عليها واعادة تصويرها في علاقات مختلفة. أساطير حية تسعى بين الأوراق البيضاء لتصدمنا بقدرة جلية على اظهار فتوة الجسد وتشكلاته. اساطير يعاد استكشافها. فيها اختزان للأسرار الأولى التي لا تقال اشكال تعبيرية لكنها شديدة الواقعية في تحقيق صفة التصوير الباطني وبهذا تكمن القيمة الفنية لأعمال هشام محيي. يختط الفنان لنفسه أسلوبا تلقائيا. يتعامل فيه مع المعرفة بمعناها البصري لا الأبجدي. لذلك نرى تقنية جديدة تتعامل مع الخط. وانحناءاته. وكأنها أداة رئيسية في ابراز موضوعه. يستعين بالتنقيط. وخيارات الظل ليعوض النقص الذي يمكن ان يشعر به المشاهد مع استواء الملمس.لذلك تأتي اعماله اقرب إلى التجسيم. وفي ظني ان هذا مكسب يحققه الفنان بشرط ان تظل هناك مسافة كافية تفصل بين التشخيص والتصوير. الفنان يستعيد كل ما مضى. ويحل الواقع بصريا. ويتجه الى احياء فكرة الزمن وحساباته محاولا ان يحقق التوازن بين العناصر. ثمة تشابه في الاشكال الآدمية المنتفخة. بها قدر من الانعطاف نحو الغاز (كافكا) حيث ارتجاف الأسئلة. وليس معني هذا ان ثمة غموضا. بل صراحة مخيفة تتلبس العمل الفني وتمنحه وحشية صارمة. (الحية) عنصر مهم في اسكتشات هشام محيي، وبالرغم من المعالجات التي تجعل منها عنصر استئناس. لصيقا بالحياة. فلا يمكن ان تختزل مرجعيتنا التي تجذرت عبر سنين طويلة. ونعانقها مثلما يفعل في بعض لوحاته . التي هي اشبه بالنحت المصري القديم. حيث الاتزان الظاهر جدا. واتساع العينين. وقبضة اليد. كأنه الصولجان. هل يمكن ان نقول ان الفنان يحاول تطويع المفاهيم القديمة. واطلاق الطاقة المعطلة في النفس؟ كما نرى في بعض أعماله افرع شجرة يابسة، وهلال يعلو التباب، ورأس أقرب الى اقنعة الفراعنة، ثمة اشارات غامضة، فالوقت ليل وهناك حيّات تسعى في مكان ما باللوحة. هذا المزاج الذي يحتفي بالغرائبية يمكننا ان نعثر على أجنته الأولى عند فناننا الشعبي الذي رأيناه في طفولتنا يرسم على الجير الأبيض بسذاجة عبقرية. فيضع الانسان لصيق السمكة او الحية ويزاوج بين فضاء مكتظ بنجوم لامعة وبين سيف صدىء في يد لا تعرف الاهتزاز. اننا لنرى اللحظة مشحونة المتناقضات. والانطباع متحركا. والمرأة هي محور كافة أعماله. حتى لو غاب وجهها. فانه لا يعمل تسجيل قدرتها على ا لتواجد. يستعيد صيغة حركية تتكفل بالتعبير عن فكرة الاتصال/ الانفصال. وستكون الحياة حاضرة ومتورطة طيلة الوقت في تشكيل المجال الحيوي للوحة. انها تتواطأ لاحداث عنصر التوازن. تدهمنا بملمسها الناعم اذ هي سحر الأسطورة، ومركزها النابض . وهشام محيي الذي اطلق العنان لخياله كثيرا، محاولا استكشاف ما وراء الواقع، مستحضرا «طواطمه» الخاصة. يحن إلى المرجعية الاجتماعية. هكذا نمضي مع هذا الفنان في عالم محفوف بالغرائب، حيث مناظره وعلاماته وشخوصه تمتح من الأسطورة دون ان تفارق الواقع.اللافت. على سبيل المثال، في عمل مثل (حامل البخور) ان العين تظل لها نفس الاستدارة المرعبة. ونحن نتبين ان النظرة مصوبة نحونا في احكام. وكأنها تديننا أو تكشف سترنا، انها نظرة مفعمة بالنفور والعدائية احيانا. وبالتأمل الذليل أحيانا أخرى. لكنها ليست بنظرة حيادية على أي حال. الفنان يأخذ موضوعه من الوسط. ويحوره، في صياغة تدخل الأسطورة وتعلق بمفرداتها. حتى اذا خرجت الينا كانت محملة بكل قوانين السحر، وآليات الجذب المغناطيسي فترتعش قلوبنا حين نصبح في مواجهة اتهام صارخ بأننا شاركنا في رقصة الحيات. وعلينا ان نرصع ذاكرتنا بالعيون المستديرة التي تحملق في اعماقنا. وبعد.. هذه تجارب هشام محيي.. وهو بقدر ما خافنا فقد امتعنا. دعونا نرى كيف يمكن ان تحيا الأسطورة في عقولنا من جديد؟!
سمير الفيل
هشام محي والفن المفاهيمي..
في تصوري ان هشام محيي من الفنانين المستقبلين الذين سيحملون على عاتقهم مسؤولية الإبداع في القادم والمستقبل. وهو من بين جيله استطاع ان يعبر بقوة مسالك الدرب الكبير ، وتجربته اليوم تعد من التجارب الصادقة والمميزة وهي رد فعل لطوفان جائر مالبث أن توارى مسجلاً علامات وقدرات جديدة في اقتحام عالم الفن. وتكاد تكون المرأة بالنسبة له هي العنصر الرئيسي الذي يفرض حوله التساؤلات والحلول وتكاد تكون المفردات هي وصيفات شرفية في حضرة عنصره الرئيسي. وقد نلمس في أعماله مسحة حزن وبعضا من تفاؤل وبعضا آخر يتحول لديه مكملا لعناصره بشيء من الدراما . وفي هذه المجموعة التي يقدمها تنقسم الأعمال إلى اتجاهين مترابطين بالتعبير .. فهو إذ يبعث الينا مفردات قريبة الشبه بالواقع، نراه يبعث الينا عناصر أليفه متوددة في تحنان وعناق واذا ما بعث الينا مفردات مجردة ومحورة الى أشياء أشبه بالتلقائية الصرفة، حيث تتوارد الافكار وتتزاحم الرؤى فتخرج المفردات دون قانون او ارتباط بمعايير اكاديمية اشبة بحركة الفن المفاهيمي (Conceptual). وهشام محيي فنان متشبث بتراب الارض وقربها منه... فهو يعبر بتلقائية أو كما في تصوري عفوية مصحوبة برؤية خاصة لديه، فعندما يُعبر عن الرجل (آدم) فهو يقدم (آدم) فلاح الأرض أو (آدم) القروي الممتلىء بالبكورة والخصوبة والخضرة والانبات وهو يلبس طاقيته رقم العُرى المقنع الذي تبدو فيه (حواء) في كثير من أعماله ويعبر عن شخصية (آدم) بانه القابع على الأشياء... فهو القائد مرة وهو المقتنص مرة وهو المخلص والآتي بالبرهان، ومرات عديدة يتحول (آدم) أمام (حوائه) إلى الولهان، والمرأة لديه أن تعددت اشكالها وأو جهها فهي غير عادلة . وهي قاسية وقابضة على زمام كيانة في كل اجزائه وكل توقانه . واستعمال هشام محيي لمفردات اللغة التشكيلية في الابيض والاسود اقرب إلى التجسيم النحتي ومعظم اعماله في هذا النحو تصلح للنحت البارز وأراه يرسم الوجوه في حالة صمت وسكون تتشابة العيون التي يرسمها بقانونه الخاص سواء في الانسان أو الحيوان أو النبات فتراه يرسم النخلة بوجه المرأة والحية بعيون آدمية وطواطم تكاد تشارك في خلق جو انسانيته المتدفقة . فتحية لهذا الفنان الشاب على تواصلة
السيد عبده سليم
تحرير النخيل من جموده الظاهري ..
هل هو هوس بالنخيل أم استحضار لرونقه البهي؟ هذا هو السؤال الذي يواجهنا مع تجارب الفنان هشام محيي الذي يحول تلك المفردة ذات الخصوصيّة إلى عالم سحري فيه كثير من النزق. حيث تصبح النخلة هي النغمة الأكثر إلحاحاً وترديداً في اللحن ونلمح مزاوجة بين الرؤية الواقعة بما تمنحه من مصداقيّة وبين رؤية نخييليّة تمنح المتلقي دهشات ومفاتيح لأسرار قديمة من النخلة يكون البدء وتنطلق إشارة الحياة ليضفي الفنان على عمله طابع الاسطورة ولا يعنى بشكل تلك المفردة بأشكال عدة فيضفي عليها مسحة رومانسيّة حينا ثم يصعد بها إلى ذرى الإفتنان والإشراق حينا آخر وسرعان ما يهبط على سفوح الواقع فتلتصق بالأرض وتفصح عن تخوفها من الشر الكامن. يُغيّب الفنان كافة المفردات الأخرى. ومع هذا الغياب قد نشعر بأن النخلة تعيد اكتشاف جمالها الباذخ. وتتسلل الغرائبيّة الى فضاء اللوحة لكننا في كل الأحوال لا نشعر بالتصنع أو بأي قدر من الافتعال. ذلك لأن الفنان قد هجر العوالم الصاخبة الضاجة بالعنف والإقتتال واتجه للتوحد مع هذا الكيان الراسخ الخالد الجميل. الأضواء والألوان التي يستخدمها هشام محيي في تجربته مع النخيل تعزز ذلك الهاجس الإشراقي لديه فتحفل أعماله بمساحات تأثيرية. وتشعر بانعكاسات الضوء لتلكشف لنا المزيد من الأسرار، وهناك تأكيد قيمة الأخضر كلون سائد. وليس ثمة إفحامات لأشكال أخرى تحد من حرية المفردة الأساسيّة. تظهر أثار انفعال الفنان مع عمله في ذلك الصفاء اللوني الذي تنتشر باللوحة. ونتأكد أن الصياغة التي يقوم بها الفنان لم تكتمل بعد. ففي كل لوحة جديدة انفتاح ما على جزئيّة الموضوع. الألوان الحارة تحتل مساحات أقل. فيما ترسخ الألوان الباردة فتشعر بهشاشة الأفق بافتقاده. لأجل ذلك ليحاول الفنان ان يمنحنا بعضا من رومانسيّة الماضي فيعمد إلى تسريب مفردات أخرى تضبط الايقاع. القمر مثلا يأتي خجولا ومتسربلا في خفاء . ويحرر الفنان النخل من جموده الظاهري فيعيد طرح أشكال أخرى وهو هنا يتلاعب مع المفردة. لكنه لا يسعى مطلقا الى تجريدها من سموها وشموخها الدائم فقط يحاول أن يوسع دائرة الأفق بتدرجات محسوبة ثم يهبط بالقمر كعنصر ثانوي ويروج لضوئه الباهت. ولكيلا يفلت الخيط من يديه يتجه الى ترسيخ (النخلة) في جماعتها. إنها عودة إلى الأرض في رسوخها ومعقوليتها وهنا يتلاشى الحس الرومانسي والترديد الإشراقي. فتخفت درجات الألوان. وتتحول المفردة داخل جماعتها إلى ما يشبه الكتلة ويتصرف الفنان لتأكيد اللون فيزيد اخضراره وكأن الأرض جسد موشوم بالنخيل ولا فكاك وتبدو الكثبان في حركة تناغم موسيقي مع الجذوع المتمايلة. يحتمي الفنان من بطش الحياة بذلك الأخضرار الجميل الذي يلف مفردته الأثيرة بالحياة ولكنه في غمرة اعترافه من اشراقة النسج الحي المتجدد للسعف المتحرك والجذع المائل. والجذور التي تختفي في باطن الأرض ينسى حذره فيستحضر المرأة تلك التي غبها عن عمد فناننا وهي كطيف يعيد ملامحها المهتزة. وتبدو النخلات مجرد أعواد نحيلة باهتة في الخلفيّة فهو يعلن رفضه لوجودها إلا في الهامش وإن بدت اللوحة غير متحققة بما فيه الكفاية. ويعيد الفنان استحضار قريته وببراءة الطفولة تبدو الأشياء بعيدة. غائبة بل مهتزة فالبيوت مجرد أشباح والجامع غارق في شفافيّته. والنخيل التي رأيناها في لوحات سابقة شديدة الرسوخ. فيبدو هنا كانعكاس لحلم أو رؤية مشوشة وبالطبع فقد جاءت الألوان شاحبة وكأنها بكائية تستسلم للحاضر الباطش؟ لكن هل يكتفي الفنان بما حققته اكتشافاته في هذين البعدين الواقعي والاسطوري. أبداً إنه يسعى الى تنويعات أخرى، ويجرب بعداً أخر بالاغتراف من منابع السفن الشعبي, وهو هنا يقع في مطب النقل, فالاسد الذي يحمل سيفاً له خلفيّته الحضارية المختلفة, لذلك رأينا أن مفردة النخلة لم تصنع نمازجا مع العنصر المجلوب فكاننا أمام لوحتين منفصلتين. وإن حاول هشام محيي أن يحل الإشكالية باعتماد التموج الافقي على شكل موجة زرقاء بتدرجات. لكن الاندماج الكامل بين عناصر مفرداته لم يتحقق. ولكن في تجريب آخر وبتوظيف الحس الكاريكاتوري نجح الفنان في أن يقدم لنا بصمته الشخصيّة حين يعيد صياغة موتيفة شعبية لها طابع مرح - ببعد فانتازي. وتضطرم فضاءات اللوحة بمساحات الأخضر. ويعاود سعف النخل, شقاوته, فيبدو في حالة من السخرية, والظلال ذاتها تقيم نوعا من التوازن, وهنا يستفيد الفنان من خبرته في مراحل سابقة. سألت الفنان ذات مرة لماذا هجر عوالم البشر, وناى عن صراعهم؟ فرد قائلا: في عالم النخيل.. وجدت الصفاء. فهل أمكنه فعلا أن يفلت بجلده. ام أن النخيل ذاته عاش قلق المبدع, وتوتره, وأزماته, وذلك هو السؤال الأكثر الحاحاً.
العيون المستديرة تحملق في أعماقنا .. !!
يستعد الفنان هشام محيي لاقامة معرضه الأول بالقاهرة. صحيح انه قد اقام معرضا سابقا في قصر ثقافة كفر الشيخ (1991). إلا ان هذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها رسومه عيون النقاد المصريين. أقل ما يمكن ان يقال عن أعمال هذا الفنان انه يحاول ان يبعث الينا رسائله عبر وسيط لا يعرف التدرج أو انصاف الحلول. معظم أعماله التي بين أيدينا هي لوحات خامتها حبر شيني علي ورق. استطاع هشام محيي ان يبرز صفة الحياة الداخلية في المفردات التي يبتعثها من الواقع بعد ان يعيد تحويرها لتأخد سمتا جديده. مغايرا للأصل. دون أن يفقد مرتكزاته الأولية. هناك مسحة من الأسطورة. وسحرها الذي لا يقاوم. اختلاط لا يمكن ان تفصل عناصره الأولى بين عوالم الجسد وشطحات النفس. هناك رسوخ للعلاقات التي تم الاستحواذ عليها واعادة تصويرها في علاقات مختلفة. أساطير حية تسعى بين الأوراق البيضاء لتصدمنا بقدرة جلية على اظهار فتوة الجسد وتشكلاته. اساطير يعاد استكشافها. فيها اختزان للأسرار الأولى التي لا تقال اشكال تعبيرية لكنها شديدة الواقعية في تحقيق صفة التصوير الباطني وبهذا تكمن القيمة الفنية لأعمال هشام محيي. يختط الفنان لنفسه أسلوبا تلقائيا. يتعامل فيه مع المعرفة بمعناها البصري لا الأبجدي. لذلك نرى تقنية جديدة تتعامل مع الخط. وانحناءاته. وكأنها أداة رئيسية في ابراز موضوعه. يستعين بالتنقيط. وخيارات الظل ليعوض النقص الذي يمكن ان يشعر به المشاهد مع استواء الملمس.لذلك تأتي اعماله اقرب إلى التجسيم. وفي ظني ان هذا مكسب يحققه الفنان بشرط ان تظل هناك مسافة كافية تفصل بين التشخيص والتصوير. الفنان يستعيد كل ما مضى. ويحل الواقع بصريا. ويتجه الى احياء فكرة الزمن وحساباته محاولا ان يحقق التوازن بين العناصر. ثمة تشابه في الاشكال الآدمية المنتفخة. بها قدر من الانعطاف نحو الغاز (كافكا) حيث ارتجاف الأسئلة. وليس معني هذا ان ثمة غموضا. بل صراحة مخيفة تتلبس العمل الفني وتمنحه وحشية صارمة. (الحية) عنصر مهم في اسكتشات هشام محيي، وبالرغم من المعالجات التي تجعل منها عنصر استئناس. لصيقا بالحياة. فلا يمكن ان تختزل مرجعيتنا التي تجذرت عبر سنين طويلة. ونعانقها مثلما يفعل في بعض لوحاته . التي هي اشبه بالنحت المصري القديم. حيث الاتزان الظاهر جدا. واتساع العينين. وقبضة اليد. كأنه الصولجان. هل يمكن ان نقول ان الفنان يحاول تطويع المفاهيم القديمة. واطلاق الطاقة المعطلة في النفس؟ كما نرى في بعض أعماله افرع شجرة يابسة، وهلال يعلو التباب، ورأس أقرب الى اقنعة الفراعنة، ثمة اشارات غامضة، فالوقت ليل وهناك حيّات تسعى في مكان ما باللوحة. هذا المزاج الذي يحتفي بالغرائبية يمكننا ان نعثر على أجنته الأولى عند فناننا الشعبي الذي رأيناه في طفولتنا يرسم على الجير الأبيض بسذاجة عبقرية. فيضع الانسان لصيق السمكة او الحية ويزاوج بين فضاء مكتظ بنجوم لامعة وبين سيف صدىء في يد لا تعرف الاهتزاز. اننا لنرى اللحظة مشحونة المتناقضات. والانطباع متحركا. والمرأة هي محور كافة أعماله. حتى لو غاب وجهها. فانه لا يعمل تسجيل قدرتها على ا لتواجد. يستعيد صيغة حركية تتكفل بالتعبير عن فكرة الاتصال/ الانفصال. وستكون الحياة حاضرة ومتورطة طيلة الوقت في تشكيل المجال الحيوي للوحة. انها تتواطأ لاحداث عنصر التوازن. تدهمنا بملمسها الناعم اذ هي سحر الأسطورة، ومركزها النابض . وهشام محيي الذي اطلق العنان لخياله كثيرا، محاولا استكشاف ما وراء الواقع، مستحضرا «طواطمه» الخاصة. يحن إلى المرجعية الاجتماعية. هكذا نمضي مع هذا الفنان في عالم محفوف بالغرائب، حيث مناظره وعلاماته وشخوصه تمتح من الأسطورة دون ان تفارق الواقع.اللافت. على سبيل المثال، في عمل مثل (حامل البخور) ان العين تظل لها نفس الاستدارة المرعبة. ونحن نتبين ان النظرة مصوبة نحونا في احكام. وكأنها تديننا أو تكشف سترنا، انها نظرة مفعمة بالنفور والعدائية احيانا. وبالتأمل الذليل أحيانا أخرى. لكنها ليست بنظرة حيادية على أي حال. الفنان يأخذ موضوعه من الوسط. ويحوره، في صياغة تدخل الأسطورة وتعلق بمفرداتها. حتى اذا خرجت الينا كانت محملة بكل قوانين السحر، وآليات الجذب المغناطيسي فترتعش قلوبنا حين نصبح في مواجهة اتهام صارخ بأننا شاركنا في رقصة الحيات. وعلينا ان نرصع ذاكرتنا بالعيون المستديرة التي تحملق في اعماقنا. وبعد.. هذه تجارب هشام محيي.. وهو بقدر ما خافنا فقد امتعنا. دعونا نرى كيف يمكن ان تحيا الأسطورة في عقولنا من جديد؟!
سمير الفيل
- أعمال هشام محيي الفنية، مزج للتصميم الفني بالعمل التشكيلي والفوتوغرافي والكثير منها متميز للغاية لإحتوائها على طابع الحياة العامه وتعتبر جسرا جديدا للتواصل مع القراء.
محمد سلماوى
رئيس اتحاد كتاب مصر
|