- تضيف قاعة العرض بالمركز الثقافى الدبلوماسى للأجانب بالزمالك نافذة جديدة يطل منها فننا خارج الحدود دون أن يعبر الحدود .. وفى هذه القاعة يعرض الفنان ` رفعت أحمد ` عددا من لوحاته التى اختارها من مهرجانه اللونى الراقص الذى ترقص فيه الخيول العربية فى خيلاء رقصاتها الرشيقة ، إلى جانب شباب النوبة الذين يرقصون على ايقاع تصفيق الكفوف السمراء .. وفاتنات الواحات يتمايلن بين أعجاز النخيل حاملات حصاد البلح الأقحوانى اللون .. كل واحدة ترقص فى تفاؤل سعيد.
- لقد ملك الفنان ` رفعت أحمد ` ناصية الصنعة ، فهو ويرسم بنفس الثقة والسهولة التى يوقع بها بامضائه فى ذيل خطاب .. واكتسبت ريشته طلاقة تعبيرية يسرى بين جزئياتها الحذق والحس فى تكافؤ غير أعرج ، وتشبثت خطوطه برشاقتها الزخرفية التى بدأت معه رحلة الفن والتى تنساب بين بريق الملمسى المضئ انسياب الشرايين بين خلايا جسم حى نابض .
- لقد تمكن الفنان بعد عناء أن يخلع قيود المصريات الفرعونية المقتبسة ، ويستبدل بها ملامح جديدة ذات طابع شخصى لم تنكر نسبتها إلى الماضى العريق ، ولم تتجمد على حدوده .. وإن كان الفنان يستهويه فى بعض الأحيان الملمس ` المعتق ` الذى يجذبه بأنغامه السحيقة ، فيتحول اللون عنده إلى همهمة خافتة .. بلا إيقاع صريح أو لحن واضح .. فتذوب ملامح الشكل وتصبح طيفا يطل من وراء غلالة شفيفة لا تحجب وهناك منبر آخر فى إحدى قاعات الجامعة الأمريكية يقف عليه الخزاف` عبد الوهاب شعراوى` يلقى من فوقه بعض غنائياته الخزفية التى يؤديها بتجاديف الصلصال، ونتوءات الفخار ، وسطوح الخزف البراق ، فتشجينا بأنغامها اللونية .

بقم : حسين بيكار

من كتاب أفاق الفن التشكيلى