سلوى أحمد محمود رشدى
- الفنانه الخزافه سلوى أحمد محمود رشدى تتسم بالنشاط والتجريب الدائم ومحاولة استخلاص نتائج جديدة تتسم بالابداع والجدية .
- وهى فى معرضها الحالى واهتمامها بالكسوات الجدارية الخزفية انما تحقق هدفين هامين رئيسيين هما :
1- علاج الرؤية الفنية ونموها الجمالى والتذوقى عن طريق مثل هذه الجداريات المباشرة العملية امام المشاهدين وهو مبدأ تربوى هام.
2- وهى تشير عن طريق غير مباشر لتراثنا الفنى والانتماء له منذ العصور القديمة المصرية فى لوحة زوسر الخزفية الموجودة الآن بالمتحف المصرى وكذلك جداريات اسلامية منتشرة فى العالم الاسلامى سواء على المأذن او المحاريب او القصور والمنازل وغيرها والاستفادة من تصميملتها والوانها وقيمتها الفنية فى تشكيلات ابداعية جديدة معاصرة وهو مبدأ اجتماعى وفنى هام ايضاً .
ا.د/ عبد الغنى الشال
العميد الاسبق لكلية التربية الفنية جامعة حلوان والاستاذ المتفرغ بها حاليا
سلوى رشدى.. الفن الإسلامى يصلح للاستلهام لا للتقليد
-فى معرض حديث عن أعمال الفنانة سلوى أحمد رشدى قال الفنان الدكتور عبد الغنى الشال العميد الأسبق لكلية التربية الفنية بجامعة حلوان إنها خزافة تتميز بالنشاط والتجريب الدائم ومحاولة استخلاص نتائج جديدة تتسم بالإبداع والجدية، وهى تشير عن طريق غير مباشر لتراثنا الفنى والانتماء له من خلال جداريات إسلامية منتشرة فى العالم الإسلامى، سواء على المآذن أو المحاريب أو القصور والمنازل وغيرها، والاستفادة من تصميماتها وألوانها وقيمها الفنية فى تشكيلات إبداعية جديدة معاصرة وهو مبدأ اجتماعى وفنى مهم .
- تقول الفنانة سلوى رشدى إنها تتلمذت فى كلية الفنون التطبيقية على رائد فن الخزف الفنان سعيد الصدر، الذى كانت اهتماماته تتجه نحو التراث، مما جعلها وزملاءها يتشبعون بهذا النهج، مؤكدة أن التراث الإسلامى ذا قيم جمالية لا تنتهى وتتعدد أشكال إبداعاته على مر العصور الإسلامية المختلفة وتبعاً للمنطقة التى ينمو فيها، كما يمكن للفنان المعاصر أن يستمد أعماله الفنية على مدى حياته من ذلك المناخ الخصب دون أن تعترضه فكرة التكرار أو الجمود .
* تصميمات الخزف :
- وأضافت أن ما جذبها إلى الخزف الإسلامى هو خطوطه الخارجية المرنة والقوية فى آن واحد، وكذلك ألوانه المختلفة تبعاً لتقنية صنعه، خاصة خزف البريق المعدنى، الذى تخصصت فيه، بتقنيته المعروفة بالتدخين، وأنها مازالت تعمل عليه وتستقبل نتائجه، التى تعلمتها من الفنان الصدر فى الكلية وفى مشغله بالفسطاط وبيته، كما أنها لا تنتج لأى معرض قبل أن تقوم بالبحث والعودة إلى التراث وزيارة المتحف الإسلامى عدة مرات حتى تضع خطتها فى العمل وتبدأ التصميمات بعد دراستها للألوان والتقنيات فى الخزف الإسلامى.
- وتوضح سلوى رشدى أن الخزف الإسلامى لم ينل القدر الكافى من الاهتمام أو البحث والدراسة، كما يستحق باعتباره فناً لا يموت ويواكب كل العصور الحديثة، وأن مقتنيات المتحف الإسلامى بالقاهرة، والتى وصفتها بالأسطورة، خير شاهد على ذلك خاصة وأنها كانت فى زيارة يومية إليه مع زملائها أثناء فترة الدراسة سواء بغرض النفع الجمالى أو الاستمتاع أو التعلم ضمن مادة المتاحف.
* الفن الإسلامى :
- وقالت إن الفن الإسلامى بنى على التجريد للابتعاد عن فكرة الحلال والحرام، فكانت كل خطوطه تجريدية، وأن الخط المجرد من السهل الاستلهام منه دون أن يكون نقله تقليداً، وأن الفنان سعيد الصدر شجعهم على الرسم بالفرشاة، وكيفية تناول الخط واللون مباشرة على السطح الخزفى، وأن الفن الإسلامى لا يمكن تقليده وإنما الأخذ منه، ثم تحويل المأخوذ إلى فكر خاص معاصر، وربما تكون هناك محاولات للتقليد أثناء فترة التعلم، ثم يجب الخروج منها فيما بعد، أما تقليد المشاهد الفنية فهو أمر محبط.
- وأشارت إلى أن الخط أو الأسلوب الإسلامى يظهر فى أعمالها من خلال الشكل الخارجى العام للقطعة الخزفية، وخاصة الآنية، وأن كل معارضها تحمل نفس الاسلوب فى التناول، وأحياناً يتزحزح هذا الخط قليلاً، لكنه لا يخرج عن الروح الإسلامية التى تنتج من كثرة المشاهدة، لأحداث نوع من التشبع البصرى بالشكل المرسوم مثل الطائر أو النبات، دون النقل المتعمد، وإنما تحويل الشكل إلى مشهدك الخاص الناتج من علاقاتك بالمحيطات من حولك والتفاعل معها، وأعمال الفكر فيها.
- وأضافت أنها تعمقت فى دراسة البريق المعدنى، وخرجت منه بنتائج جيدة، وأنه مجال واسع يشتمل على العديد من الأساليب، وإلى جانب الدراسة النظرية والعملية، دخلت المصانع وشاهدت طرق تكوين البريق المعدنى، حيث إنهم يستخدمون صبغات معينة تخرج شكل البريق المعدنى دون الاعتماد على الطريقة المعروفة بالتدخين، والتى تشربتها عن سعيد الصدر، الفنان الموسوعى الذى كانوا محظوظين بتتلمذهم عليه حيث كان يدرس لهم 4 مواد هى تاريخ اختصاص وتكنولوجيا وعملى وتصميم ويباشرهم فى مادة الطبيعة الحية، وكان لا يبخل أبداً بالمعلومة.
* ` الراكو ` :
- ` الراكو ` من التقنيات اليابانية فى تطبيق الطلاء أو البطانة، وقد بدأ على يد الخزاف `تشوجيرو ` فى عام 1580م، الذى قام بصنع أوعية لشرب الشاى الأخضر فى احتفالات النبلاء.
- وتعنى كلمة الراكو `السعادة والبهجة `، ويرتبط خزف الراكو بطقوس شرب الشاى المتبعة عند معتنقى ديانة ` الزن ` اليابانية، وهى ديانة تدعو إلى التأمل والصمت المطبق عند شرب الشاى جماعيا، وتتميز خزفيات الراكو بمحاكاة أشكال الطبيعة، خاصة الصخور، ويتم إنتاج خزفيات الراكو بتطبيق طلاء زجاجى منخفض يتم اختزاله خارج الفرن، وذلك بغمر القطعة فى وعاء يحتوى على مادة عضوية تعمل كوسيط اختزال.
- وتضيف سلوى رشدى أنها قامت بالتدريس فى جامعة أم القرى فى المملكة العربية السعودية، لـ 6 مواد غير تخصصها، وهى النسيج والطباعة ومواد نظرية أخرى، وأثناء الـ 10 أشهر التى عملت فيها فى السعودية لم تنتج الخزف، وكانت سعيدة بالتجربة خاصة ذهابها إلى الحرم المكى أسبوعياً ، وفى عام 2003 ذهبت إلى السعودية للتدريس فى كلية الاقتصاد، وأنتجت فى تلك الفترة أعمالاً من وحى البيئة السعودية، وعقب عودتها أقامت معرضاً من وحى الطائف تناولت فيه البيئة السعودية، وخاصة تضاريس الجبال وحركتها، وبعض الصخور، فى قطع خزفية من الأوانى والجداريات، وكانت الأوانى عبارة عن أشكال ترتبط بالواقع، وليس الشكل التقليدى المتماثل.
- وأكدت أهمية أن يكون الشكل أو القطعة الخزفية معبرة عن ارتباطها بالإنسان، من خلال مفهوم نفعى وجمالى معاً، حيث تحمل القطعة الخزفية قيمة جمالية إلى جانب وظيفتها النفعية، وأن ذلك التناول لم يفقد الفن الإسلامى جمالياته، وترغب فى أن ينال ذلك الفن قدره فى العالم العربى، وتعتقد أن أى فنان يريد الاستمرار فى عمله الفنى، يجب عليه أن يبدأ ويتشبع بالتراث، تبعا لميوله الخاصة، وأنها لا تستطيع أن تقيم معرضا لأعمالها إلا بعد عدة زيارات للمتحف الإسلامى، حتى إذا ما اختمرت الفكرة لديها بدأت فى التنفيذ، فيجب أن تكون الفكرة لها أساس واقعى.
الخصائص الجمالية لخزف `الرقة `
-عن موضوع بحثها لنيل درجة الدكتوراه تحت عنوان : `الخصائص الجمالية التطبيقية لخزف الرقة والاستفادة منها فى ابتكارات وظيفية `، قالت : إنه كان من المفترض أن تكون تلك الرسالة فى خزف الراكو، وتم تحريف الموضوع، بعد تدخل أساتذة القسم، إلى أن أصبح البحث فى خزف `الرقة ` الذى تشتهر به روسيا، أما `الراكو ` فإنها تعمل عليه الآن وتنتج منه، وأنه قريب من البريق المعدنى كتقنية، فهو بالتدخين وينتج فى نفس الفرن الذى ينتج فيه البريق المعدنى، إلا أن خاماته تختلف قليلاً عن البريق المعدنى، وكذا تقنيته أثناء عملية التدخين .
مجدى عثمان
جريدة دنيا الاتحاد - 7 /8 / 2011
الفنانة سلوى رشدى وعشق الخزف بجمعية محبى الفنون الجميلة
- فى معرضها الأخير الذى افتتح بقاعات جمعية محبى الفنون الجميلة قدمت الفنانة الدكتورة سلوى رشدى أعمالا فنية فى مجال الخزف تتسم بالبساطة بأسلوب السهل الممتنع من حيث الشكل والتكوين لاعبة على التضاد بين سماكات آنيتها طولا وعرضا، صانعة من كل قطعة معمارا فنيا متكامل الأركان من حيث تناولها للأوانى والأطباق والتى استقتها من الفنون الاسلامية، وأيضا أسلوبا من حيث استخدام تكتيكات ومهارات تجهيز العمل الفنى خاصة من خلال `البريق المعدنى`حتى وصلت به الى مستويات رحبة لم يصل إليها الكثيرون، تقدم لنا من خلال معرضها الأخير أعمالا تشكيلية من خلال تنويعها فى استخدام مسطحات متفاوتة لاعبة على تعدد وتنوع التقنيات،اللون فى أعمال الفنانة متعدد الدرجات، تجيد استخدامه وتوزيعه فى أرجاء أعمالهاخاصة مع ما تتسم به الفنانة من نشاط وحب للتجريب الدائم تحمل تصميماتها تشكيلات ابداعية جديدة معاصرة يظهر فى أعمالها الخط أو الأسلوب الإسلامى من خلال الشكل الخارجى العام للقطعة الخزفية، وخاصة الآنية، وكذلك ألوانه المختلفة تبعاً لتقنية صنعه، مع تعدد وتنوع التقنيات الفنية خاصة المنفذ بأسلوب `البريق المعدنى` الذى تخصصت فيه معطية نوعا من التشبع البصرى .
-الفنانه الخزافه سلوى أحمد محمود رشدى هى أستاذ الخزف بقسم التربية الفنية بكلية التربية النوعية جامعة عين شمس والرئيس الأسبق للقسم، كما شغلت منصب وكيل كلية التربية النوعية للدراسات العليا والبحوث، وقد حصلت على البكالوريوس من كلية الفنون التطبيقية قسم الخزف بجامعة حلوان عام 1964، تتلمذت فى كلية الفنون التطبيقية على يد شيخ الخزافين ورائد فن الخزف المصرى الفنان سعيد الصدر، الذى كانت اهتماماته تتجه نحو التراث، مما جعلها وزملاءها يتشبعون بهذا النهج، وقد شجعها الفنان سعيد الصدر على الرسم بالفرشاة، وكيفية تناول الخط واللون مباشرة على السطح الخزفى ثم تحويل تلك الملامس والخطوط إلى تشكيل فنى معاصر، وكان `الصدر` قد استطاع أن يعيد تقاليد فن الخزف الإسلامى وان يجمع بين الأصالة والتجديد، وهو ماأكملته الفنانة سلوى رشدى فاستقت من التراث الإسلامى قيمه الجمالية التى لا تنتهى وتتعدد أشكال إبداعاته على مر العصور الإسلامية المختلفة باعتباره فناً لا يموت ويواكب كل العصور الحديثة، وقد جذبها إلى الخزف الإسلامى خطوطه الخارجية المرنة والقوية فى آن واحد، وقد ظلت طيلة حياتها مخلصة لأستاذها الذى علمها الخزف وفنونه، وقد وصل بها الوفاء حد أنها تبرعت منذ زمن طويل بتخصيص جائزة مالية فى مجال الخزف تمنح باسم أستاذها سعيد الصدر ضمن جوائز معرض الطلائع للفنانين الشباب تحت سن الثلاثين والذى تقيمه جمعية محبى الفنون الجميلة منذ سنوات طوال .
الناقد / أحمد سميح
روزاليوسف 2014
بين البريق اللونى والإيحاء بقارة مجهولة
- مثلها مثل قلة محدودة من فناني الخزف، جعلت الفنانة الكبيرة سلوى رشدي الأستاذ بكلية الفنون التطبيقية رسالتها الحفاظ على فن الآنية، كمجال للبحث والإبداع والتطور الذاتي، في السيطرة على الخامة، من طين وأكاسيد وأملاح ودخان ونيران، ثم في السيطرة على تقنيات الحريق وما تؤدى إليه من اكتشافات ومفاجآت لونية وملمسيه غير تجارب مستمرة استدعت تحطيم الكثير من نتائج التجارب الفنية حتى الوصول إلى النتائج الأخيرة، وقد ترى فيها النظرة السطحية العابرة أنها أعمال تقليدية، فيها من مظاهر التراث القديم أضعاف ما فيها من رؤى الحداثة العصرية، لكن النظرة العميقة والمدركة للقيم الجمالية العالمية للفورم والتقنية، والحساسة لرؤى الشكل الجمالي النقي، نرى فيها أبعادًا حداثية مبتكرة في الكتلة أو ملامس السطح أو في الألون الغربية المدهشة التي تتماشى مع ألوان الصخور وتفحمات البراكين وتمويهات الدخان واشتعال الوان الشفق بين النارية والقرمزية والبنفسجية واللازوردية، إضافة إلى البريق المعدني الخاطف للبصر من الجليز الزجاجي المموه بين ألوان النحاس الذهب، وفوق ذلك فهي تستدعى إلى ذاكرتك وأنت تشاهد هذه الأواني، نماذج فنية من تراث الحضارات المتعاقبة بين الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية، وهى في مجملها تأخذ نحو رؤى مفاهيمية تتجاوز أبعاد الشكل البصرى وتطلق خيالك نحو معانى روحانية قد نشير إلى الجنة، أو إلى معانى فلسفية قد تشير إلى الزمن والمجهول والاسرار الدفيئة بداخل القدور، وهى في ذلك كلة تتلامس مع بعض اتجاهات ما بعد الحداثة فيما يتعلق باستلهام البيئة والتراث والفطرة البدائية، وفى قدور سلوى رشدي مفارقة مدهشة بين شكل النحلة (لعبة الاطفال الدوارة على الأرض) وبين الضخامة والأبهة معًا، وهى تتناهى ببريقها اللوني الآخاذ بحس استعراض، مزهوة بجمالها المعجبانى، فألوانها ساطعة بالأزرق والبنفسجي والأحمر الطوبى والأصفر الكموني طبقة، تطل من بينها بقايا لونية متأكلة تمنحها غموضًا يخفف من سفورها الاستعراض برشاقة الخطوط الخارجية وزهوها اللوني. وفى معرضها الأخير بقاعة الجزيرة أواخر عام 2019 بدت إضافتها على مراحلها السابقة لتنتج توظيفها للدخان الكربوني أثناء الحريق لتنتج عنه درجات لونية بين الأسود والرمادي والبنفسجي والرصاصي، تتماهى فوق سطح الآنية وتتأكسد بغير بريق معدني، موحية بأسرار مكتومة داخل القدرة، كما تبدو هذه الإضافة من خلال الملمس المشقق في بعض الأواني كتفاعلات القشرة الأرضية، معتمدة في ذلك إضافات للطينة ورسوم بالأملاح بعد اكتمال شكل الكتلة فوق دولاب الفخار الدوار، لتتفاعل بدورها عبر درجات الحريق بداخل الحفرة، فتثير خيالنا نحو تاريخ مندثر أو خرائط جيولوجية لقارة مجهولة.
بقلم الناقد : عز الدين نجيب
( من مطوية معرض الفنانة بقاعة الباب- سليم ) نوفمبر 2022
|