طارق عبد العزيز محمود حسنين
- انطلق الفنان / طارق عبد العزيز بحرية ليعبر عن معانى الحرية فى أعمال فنية ذات تقنية متميزة وتكوينات ذات حساسية وتذوق مرهف .
- وقد واكبت أعماله المناخ العام فى الوطن العربى هذه الفترة الحساسة من تاريخه .
مصطفى حسين
صرخة طارق .. ضد الأرهاب
اعتمد الفنان ` طارق عبد العزيز ` على موهبته الفطرية وليس على الدراسة الاكاديمية بكلية الفنون الجميلة منذ عام83 فشارك فى مسابقات المجلات المجسمة التى نظمتها الجامعات وحصد جوائزها على مستوى الجمهورية ، وبعد التخرج تعرف بالصدفة على الفنان الراحل مصطفى حسين من خلال مسابقة للتصميم الفنى ومنذ هذه اللحظة اعتمد عليه فى الكثير من الأعمال وأسند له الاخراج الفنى لمجلة كاريكاتير الذى كان يرأس تحريرها انذاك ، وساعده فى العمل بالقسم الفنى بمؤسسة الاخبار مؤكدا قناعته لموهبتة المتفجرة ، فخصص له مساحة بصفحة ` حاول تبتسم ` لنشر إبداعاته واستعان به فى الاخراج الصحفى لكتاب الفنان ` بيكار ` وتبناه فنيا حتى اخر حياته ، بل وتحامل على نفسه بالرغم من شدة مرضه ، وافتتح له معرضه الأخير بدار الاوبرا بعنوان (( رؤية مصرية )) وسجل بحروف من نور احساسه نحو تليمذه النجيب قائلا: ` الى الفنان طارق عبد العزيز استطعت ان تعطينا الكثير من الاعمال الفنية المتميزة وهذا ليس بالقليل فكل له مذاق خاص وانسجام لونى متميز مع تكوينات ذات دلالة عن فهم عميق لابعاد اى عمل فنى ، امضاء مصطفى حسين ` ويقول عبد العزيز : ` تأثرت بأستاذى مصطفى حسين فى ترجمة اعمالى الفنية للنهوض ببناء الوطن مستعينا بمجال ` الكمبيوتر جرافيك ` كمصدر لابداعاتي ، فتعلمت منه العلاقة الوطيدة بين الفن والسياسة ، وألفت كتابا بعنوان ` حلوة بلدنا مصر ` بهدف جذب المصريين للسياحة الداخلية وزيارة الأماكن الهامة ، مشيرا الى ان كل لوحاتى قريبة الى قلبى ، لكن أهمها لوحة ` صرخة ` الذى وضعتها على بوستر معرضى الاخير عبرت من خلالها على مدى صرخة الألم ضد الأرهاب الذى يغتال جنودنا ومازال يحصد ارواح شرفاء الوطن ، حصل الفنان على جوائز وشهادات تقدير أهمها إقتناء متحف الفن الحديث لثلاثة من ابداعاتة ، جائزة لجنة التحكيم فى مسابقة اليونسكو بعنوان ` ثقافة السلام ` جائزة الرامح من الجمعية المصرية للإعلان أعوام 99،97،96 على التوالى .
محمد عبد العلى
الأهرام المسائى : 21-10-2014
الجندى المصرى بطل لوحة المعرض وأيقونته
أعمال الفنان طارق عبد العزيز المعروضة حالياً بقاعة صلاح طاهر للفنون التشكيلية بدار الأوبرا الذى افتتحه الكاتب الصحفى ياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم والفنان الكبير مصطفى حسين .. جاءت لوحاته جامعة بين الصورة الواقعية والرمز الذى غلب على أعماله وأعتقد أنه فى عرضه لم يقدم الصورة الكاملة للثورة ربما لأنها لم تستكمل مقولتها بتحقيق أهدافها وربما لسرعة المتغيرات حولنا وأعتقد أنه بمجرد هدوء الأوضاع باختيار المصريين لرئيس لدولتنا ستتضح الرؤية ويمكن للفنانين تقييم النقلة الفكرية لروح الثورة لتكتمل إلى درجة ما الرؤية داخل اللوحة المرسومة المعبرة عن الثورة والمقيمة لها بل والتى تطرح افكارا أكثر من مجرد مشهد بصرى هو جزء من الصورة وليس كلها .. لذلك وحتى تتضح رؤية الأفكار المفاهيمية لتقديم عمل فنى متكامل نرى اعتماد الفنانين حاليا إما على الصورة التسجيلية من مشاهد لمظاهرات وهذا مقطع أو جانب رؤية .. ومنهم من اعتمد على رسم شهداء الثورة وهذه زاوية رؤية أخرى .. ومنهم من اتخذ الرمز وسيلة رصد فكرى بصرى فى رمزية يسهل على المشاهد البسيط منه إدراك مضمون العمل الفنى بأبعاده من خلال الرمز المستلهم من لحظات معاشة لإعلان الرأى كما هى سمة الفن الجرافيتى وهذا الجانب هو ما يتخذه الفنان طارق عبد العزيز منهجا فى التعبير عن رؤاه فى معالجة لوحة الثورة فنيا .. المعرض جاء وداخلنا فترة من التشويش تؤثر فينا جميعا من صغط نفسى لما لاقيناه نت إحباطات متوالية تراكمت بكثافة عبر السنوات الثلاث الماضية بضغط يومى مستمر على أعصابنا وأماننا الذى يتعرض اليوم لإرهاب قذر مما دفعنا ومصر الغالية داخل مناخ نفسى حاد كان فيه طرح الفنون التشكيلية جزءا من هذا القلق فى تداخل صادم طوال الوقت ومع كل صباح .. لذلك رؤية عمل فنى صارخ يزيد من حدة قلقنا بينما وجدنا فى معرض الفنان طارق أعمالا دافعة للأمل تعرض لحال الوطن فى صعوبتها وخطورتها وكيف تتخذ وسيلتها للنجاة لذا هى تعطى ثقة فى القادم خاصة بالحضور القوى للوحتيه للجندى المصرى الذى أراه بطل اللوحة وبطل حياتنا فى رمزية حائط صد الدفاع عن الوطن حتى أصبح بطل لوحته هو أيقونة المعرض وطوق النجاه .. ومع أولى خطواتنا داخله نلقى لوحتين الى اليمين تمثلان الجندى المصرى بطل المعرض والحياة نراه فى إحداها بروفيل جانبى بخلفية رمزعزتنا علم مصر وفى الأخرى بورتريه فى المواجهة كأن الفنان قصد تقديمه جاهزاً فى أوضاع الرؤية للصمود ليكون هو الرمز دون اعتماد على رمز يرمز له ..
واعتماد الفنان طارق على رموزه من أجل تكثيف رؤيته رمزيا لمعانى الحرية والنضال والمقاومة باعتماده على رمزية الكف التى هى أداة الفعل والإنجاز وأيضاً للتهديد .. والعلم هو صورة كرامة الوطن .. والمركب وسيلة النجاة ومسار آمن .. والحمائم رمزية للسلام الآمن .. وقد عمل الفنان على رموزه تنوعاً للإعلاء من شأن القيمة فى لوحات تناولها فى تنوع كبير لتوضيح العلاقة بين الرمز والفكرة التى يرمز إليها والتى عادة يكون الرمز صورة ملموسة لقيمة تعبر عن قيمة مجردة كما فى لوحته ` لا انفصام ` حيث رسم رمزى الهلال والصليب فى تداخل لا ينفصم وقد ربط هذين الرمزين بسلاسل ارتباط يصعب فكها .. وفى الغالب الرمز والعلامة تلعب فيه العوامل النفسية دوراً هاماً فى تحديد دلالته .. لذلك زائر المعرض رغم الاتفاق على دلالة الرمز إلا أنه ستتعدد مساحات الرؤية والإدراك تبعاً لتجربة المشاهد وخلفيته فى معايشة تجربتنا المصرية وأيضا على خلفيته الفنية ..
فاطمة على
اخر ساعة : 12-2-2014
|