- يعتبر الفنان المصرى سمير الجندى أحد العلامات البارزة فى حركة الفن التشكيلى فى فن الخزف المصرى ، فهو امتداد للفنان سعيد الصدر صاحب الرسالة وقائد الدعوة للاهتمام بنشر الفنون الإسلامية ورغم أنه أحد ابناء سعيد الصدر المؤمنين برسالتة إلا أنه اتخذ من مرسمه بشارع السودان ركيزة للإبداع والإنتاج على مختلف المستويات .
- جمع من حوله نخبة من شباب الفنانين المبدعين فى تشكيل الأعمال الفنية وأصبح فن سمير الجندى محط الانظار لكل عشاق هذا الفن الاصيل وتوالت الابداعات .
- واليوم نتأمل مجموعة من التحف الفنية التى ابتكرها الفنان سمير الجندى مستوحياً رشاقة المئذنة وعلوها ومستلهماً اشكال الفنارات التى ترشد الفن فى الليل البهيم ، البدن يقترب من الأوانى الإسلامية والرقبة ترتفع شامخة تفرض على الشكل الأناقة والرشاقة ، ولا يفوته أن يضيف بعض اللمسات على جانبى الشكل فتارة هى وحدات من الزخرفة الإسلامية وفى موضع آخر هى كلمات من أشكال الخطوط العربية الموروثة . وفى موضع ثالث هى ثقوب وحفر غائر فى البدن يذكرنا بسحر الأوانى الشرقية ثم يضيف الى هذه التنوعات لمسة صغيرة تعمل على كسر التماثل أو التكرار وذلك عندما يضع على نهايات الأشكال الأسطوانية بعض التشكيلات المبتكرة توحى بأجزاء من الورود أو النباتات الحرة المستوحاة من وحدات الزخرفة فى الخزف الشعبى وتعرف ( بالزعنونة ) وخلال هذه الخطوات يتأكد لنا الفهم العميق لرسالة المبتكر المصمم الفنان .
- إن معظم الأعمال الفنية التى تبدأ بالعجلة الدوارة تتميز بالتماثل فى بدايتها الى نهايتها ولكن تشكيلات سمير الجندى التى تبدأ بالعجلة الدوارة ما تلبث ان تأخذ طابع التكوينات الحرة رغم الإحساس والتبادل بشكل عام ، فهو فنان قادر على احترام الأساليب التقلدية الموروثة وفى نفس الوقت هو يحقق الجديد المبتكر ويثرى البناء أو التكوينات بمفردات أخرى سواء فى اللون أو الملمس أو الأجزاء المرسمة أو المثقبة .
- الألوان عند سمير الجندى لها مذاق خاص فهو يتعامل مع مجموعات من الألوان القائمة مستخدما نوعا من البطانات أو المواد المزجة الأوبال أو المطفية وتارة أخرى يعتمد على اللون الأبيض الذى يحاكى السيلادون المعروف فى الفن الصينى ويعالج الوحدات او الكتابات بألوان متقاربة ما بين الازرق الكوبالت والاخضر النحاسى .
- هكذا يؤكد سمير الجندى وعيه برسالة الخزاف مع حرصه على تواصل الجديد بالقديم فى ايقاع هندسى رائع.

حسن عثمان