`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
جمال كمال المرسى
جمال المرسى .. والضوء الخاطف
- نحن اليوم أمام حالة نادرة فى الفن المصرى المعاصر وهى بزوغ موهبة فنية انبثقت كوميض الشهب الخاطف ، كانت شفافية وجهه الحنون مشعة بالأمل والحب وابتسامته نابعة من روحه الأثيرة لدى الفنانين من أقرانه وأصدقائه ومن عارضوا جائزته الكبرى التى حصدها نتيجة لأعماله التى تفوق بها على كبار الفنانين مما أثار غضبهم ، هذا هو الفنان الشاب جمال المرسى الذى ولد اليوم الخامس من شهر إبريل العام 1963 وفارق الحياة فى الرابع من شهر أكتوبر 1994 .. ورحل كالشهب إلى عالم الخلود بعد أن أتى بإبداع مبشر متميز ومتفرد فى صدقه وجماله. حصل جمال المرسى على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة بالقاهرة العام 1987، شارك فى العديد من الأنشطة الفنية والثقافية ، اسمه متضمن بموسوعة الشباب الصادرة عن قطاع الفنون التشكيلية بجزءيها الأول والثانى، وحصل على العديد من الجوائز ومن أهمها جائزة التصوير الأولى بمعرض الطلائع الأعوام 1988 ، وثلاث جوائز من صالون الشباب فى دوراته الثلاث الأولى على التوالى والجائزة الأولى فى المعرض القومى الحادى والعشرين العام 1993 .. وهذه الجائزة الأخيرة هى التى هزت الوسط الفنى التشكيلى لكونه فناناً شاباً لم يتجاوز الثلاثين، فقامت الدنيا وقعدت !! وتناسى الفنانون أن الموهبة ليس لها عمر ولا زمن محدد فالموهبة لا تقاس بمازورة .
وعندما نتأمل لوحاته نجدها تمتلك من الطاقة الجاذبة إليها ما يفوق كل العروض الفنية التقليدية، كان يختار دائماً اللوحات الأكثر إتساعاً وكأنه يمتلك طاقة إنسانية وروحية قادرة على ملء هذا الفضاء المساحى ، وكأن هاجساً تملكه بأن الموت يقترب فتدفقت شحنات الإبداع بدون حدود لتسرى فى نسيج العمل الفنى مليئة بالمشاعر والحب والإنسانية، فضاء لوحاته جغرافى المنحنيات والنتوءات، عناصره الإنسان ، الزهور ، الطيور، مخلوقات آتية من السماء .. ألوانه بين الأزرق ، والأصفر ، والأحمر والأبيض ، والأخضر ، والأحمر الوردى .. البناء التشكيلى .. التكامل ، التوحد ، الترابط .. توازن غير تقليدى .وإذا كانت الزهرة قاسماً مشتركاً فى معظم لوحاته فهل هى الحب والسعادة والفرحة والأمل ، أم زهور قبره الذى ضمه صغيراً مبدعاً فى أوج تألقه ؟! الطاقة الآتية من قلب اللوحة هى طاقة نابعة من روح الفنان ، ونورانية وشفافية جمال المرسى هى عمق رقائق المشاعر وروحه الحية حيث أن الجاذبية المتجهة نحو الداخل معادلة للطاقة اللونية المنطلقة للخارج .
أ.د. أحمد نوار
جريدة الحياة - 2005
` جمال المرسى .. رقائق من الشفافية `
- إذا كنا قد إستعرضنا بعض الرموز الفنية الذين ولدوا وعاشوا عمراً زمنياً قصيراً يتراوح ما بين الخمس والثلاثين والسبع والثلاثين فنحن اليوم أمام حالة نادرة فى الفن المصرى المعاصر وهى بزوغ ونبوءة فنية إنبثقت كوميض الشهب الخاطف ، كانت شفافية وجهه الحنون المشع بالأمل والحب وإبتسامته النابعة من روحه الأثيرة لدى الفنانين من أقرانه وأصدقائه ومن عارضوا جائزته الكبرى التى حصدها نتيجة لأعماله التى تفوق بها على كبار الفنانين مما أثار غضبهم ، هذا هو الفنان الشاب جمال المرسى الذى ولد اليوم الخامس من شهر إبريل العام 1963 وفارق الحياة فى الرابع من شهر أكتوبر 1994 .. ورحل كالشهب إلى عالم الخلود بعد أن أتى بإبداع مبشر متميز ومتفرد فى صدقه وجماله .
حصل جمال المرسى على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة بالقاهرة العام 1987 ، إشترك فى العديد من الأنشطة الفنية والثقافية ، اسمه متضمن بموسوعة الشباب الصادرة عن قطاع الفنون التشكيلية بجزئيها الأول والثانى، كما حصل على العديد من الجوائز من مختلف الجهات ويأتى فى مقدمتها جائزة التصوير الأولى بمعرض الطلائع الأعوام 1988 ، 1989والجائزة التشجيعية والثانية والثالثة مكرر فى التصوير من صالون الشباب فى دوراته الأولى والثانية والثالثة كما فاز بالجائزة الأولى فى المعرض القومى الحادى والعشرين العام 1993) . وهذه الجائزة الأخيرة هى التى هزت الوسط الفنى التشكيلى لكونه فناناً شاباً لم يتجاوز الثلاثين فقامت الدنيا وقعدت !! وتناسى الفنانون أن الموهبة ليس لها عمر ولا زمن محدد فالموهبة لا تقاس بمازورة فعمالقة الفن الأفذاذ الذين تناولتهم فى المقالات السابقة لا يتجاوز أكبرهم سبعة وثلاثين عاماً وأصبحوا علامات فى حركة الإبداع الفنى على مدى التاريخ وهم (تولوز لوتريك - موديليانى - ومن مصر حسين محمد يوسف - سعيد العدوى - جمال المرسى) والبقية تأتى ( فان خوخ - والجزار - …. وآخرون ) .
وعندما نتأمل لوحاته نجدها تمتلك من الطاقة الجاذبة إليها ما يفوق كل العروض الفنية التقليدية، وهذا يحرضنا على التأنى فى التحليل والكشف عن سر هذه الطاقة الكامنة فى نسيج الألوان، وتجنح بنا هذه الحقيقة البينة إلى ظهور معالم التفرد الواضحة والمؤكدة والكاشفة عن مكنونات شخصية الفنان ورؤيته الفنية ، فالفنان الراحل جمال المرسى طويل القامة ممتلىء الجسم والوجه ، حميم .. حنون .. إنسانى .. هادىء الصوت .. متواضع وطيب الفعل والخصال .. حساس المشاعر .. مبادر بالتحية .. مؤدب .. على خلق كريم ، أما فنه فيحتاج إلى كتاب كبير .. كان يختار دائماً اللوحات الأكثر إتساعاً وكأنه يمتلك طاقة إنسانية وروحية قادرة على ملء هذا الفضاء المساحى ، وكأن هاجساً تملكه بأن الموت يقترب فتدفقت شحنات الإبداع بدون حدود لتسرى فى نسيج العمل الفنى مليئة بالمشاعر والحب والإنسانية فضاء لوحاته جغرافى المنحنيات والنتوءات، عناصره الإنسان ، الزهور، الطيور ، مخلوقات آتية من السماء ، ألوانه بين الأزرق ، والأصفر ، والأحمر والأبيض ، والأخضر ، والأحمر الوردى ، البناء التشكيلى .. التكامل ، التوحد ، الترابط ، توازن غير تقليدى .
فنرى فى بعض اللوحات أجساماً متراصة بدون ترتيب منفوخة ، تلتحم الرأس بالكتف بدون رقبة، ينبع ضوء من الداخل يحدد العيون والأنف وومضة خاطفة تشير إلى أن هنا فماً ، وبعض الأجسام منحنية للأمام والجميع ينظرون إلى زهرة صفراء فى الثلث الأيسر والأسفل .. وفوق الزهرة بالثلث الأعلى سيدة جالسة كالقرفصاء ويداها غليظتان وعيونها مشعة بالضوء وفوق رؤوس الجميع هالات بيضاء وأخرى زرقاء يسبح فيها ما يشبه كائنات ، عالم اللوحة كأنه حلم جميل ممتلىء بالمكنون الإنسانى وبالدهشة والترقب ، وعندما أعود لأشكال الأشخاص أجدها تذكرنا بما يسمى عروسة الطفل المصنوعة من القماش والتى تُملأ قطناً فلا تفاصيل ولا ظلال فهى أشكال مسطحة مملوءة بالطاقة اللونية وممزوجة بالمشاعر والحب من خلال تجانس غير مسبوق ، وإذا كانت الزهرة قاسماً مشتركاً فى معظم اللوحات فهل هى الحب والسعادة والفرحة والأمل ، أم زهور قبره الذى ضمه صغيراً مبدعاً فى أوج تألقه ، فأعمال جمال تتباين فيها الألوان ويتوازن فى صياغاتها التقنية والتجانس ذو الإيقاع الممتد داخل عناصر اللوحة ، وهل الوجوه التى تشبه وجوه القطط هى مفارقات نفسية أم أحلام اللا منتهى أم رمزُُ خاص، الطاقة الآتية من قلب اللوحة هى طاقة نابعة من روح الفنان ، ونورانية وشفافية جمال المرسى هى عمق رقائق المشاعر وروحه الحية ففكرة الجاذبية للداخل إلى نفس الطاقة اللونية الدافعة للخارج ، سبع سنوات فقط منذ تخرجه حتى وفاته فى العام 1994 تدفقت فيها طاقة إبداعية وإنهمرت على مجموعة من الأعمال الفنية وغابت كالشهاب الذى يومض ثم يتلاشى ، فقدرة الخالق إختزلت مسافة الزمن الممدودة وبثت فيها الروح والإبداع الفنى بدون حدود وأذكر أننى إلتقيت مع جمال بمدخل مجمع الفنون وكان لقاءاً حاراً ودوداً ولكننى إكتشفت أن أحد جانبيه منتفخاً قليلاً فسألته ما هذا ؟ قال لى ( اللى يجيبه ربنا كويس) ساعتها أيقنت أن ما سكنته لم تكن هواجس وأن شخوصه الممتلئة المنفوخة هى تنبؤ سبق موته .
أ.د. احمد نوار
جريدة الأخبار - 2003
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث