`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
شعبان محمد عباس عباس
شعبان عباس .. نجم الجاذبية العليا
- ولد الفنان شعبان محمد عباس العام 1969 وتخرج من قسم النحت بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة العام 1994 ومنذ العام 1992 يشارك فى كثير من الفعاليات الفنية فى مصر ، وحصل على الجائزة الأولى فى فن النحت بصالون الشباب العام (2003) كما شارك فى ملتقى أسوان الدولى للنحت أعوام 2002 ، 2003 مضافاً إلى ذلك أعماله المقتناة بمتحف الفن المصرى الحديث، أما تمثاله الحاصل على جائزة الصالون والذى عرضه فى بينالى القاهرة الدولى التاسع فهو معروض بشكل دائم بمتحف الفن والحديقة بمركز الجزيرة للفنون، وإذا إعتبرنا أن فن النحت يعتمد على علاقة الكتلة ذات الأبعاد الثلاثة بالفراغ الكونى.. فالخامة المنحوت منها التمثال تعد من العناصر الهامة التى تؤثر فى الإحساس بالكتلة ورصانتها ومتانتها، فالخامات النبيلة كالحجر والخشب والبرونز والحديد خامات لها أصالتها وتأثيرها القوى فى ثبات الكتلة وبنائها الجمالى والمعمارى كما أن لها بعداً تعبيرياً نافذاً وجاذباً للمتلقى .. والعكس غير صحيح، فظاهرة انتشار الخامات الرخيصة والصناعية كالبولى إيستر، والجبس، وبعض الطينات المحروقة الهشَّة، كلها خامات نصنفها بالخامات الهشَّة الصناعية والخفيفة وزناً بمعنى الإحساس وإدراك عدم رسوخ وثبات الكتلة فى فن النحت تؤكده مقومات كل خامة، فعندما نشاهد تمثالاً من الحجر الرملى أو الجيرى أو الجرانيت نشعر بقوة الخامة واستقرارها ووزنها ونعيش خلاياها ونشعر بملامسها، ففى تمثال `خفرع` المنحوت من حجر الديوريت نستشعر وندرك أننا أمام عبقرية فنية حقاً، فالتمثال الذى يحمل قيمة فنية عالية يتحقق فيه مبدأ اختيار الخامة المناسبة بعيداً عن الخامات الرخيصة ، وإذا كانت المعادلة الصعبة هى تحقيق قدر كبير من المثالية فقد أقدم الفنان شعبان عباس بجسارة وشجاعة على خوض تجربة تعتمد على الخداع البصرى فى تمثيل للخامة من منظور يتلاءم مع فكرته التى تعتمد فى المقام الأول على تبديل الواقع وجعل الجاذبية علوية بعكس الجاذبية الأرضية .. وقد نجح نجاحاً باهراً ومدهشاً فى صياغته ومعالجته التقنية البالغة الدقة ولولاها لفقدت فكرته محتواها البنائى والجمالى .. والنفسى ، فطيران كتلة حجرية فى الفراغ وكأنها تتحدى الجاذبية الأرضية والحبل الذى يشدها إلى الأرض والمربوط بقطعة حجر أخرى فى تواز وتحدٍ بين الانطلاق والثبات، هى عملية لتحقيق جمالية الواقع الفكرى قبل جمالية البناء، وجمالية التوازن الذى يؤثر فى المتلقى بدرجات متفاوته من القلق والارتباك والاندهاش والإبهار الذى لا يتوقف، لأن الفكرة فعَّالة وتحدث تأثيراً فى المشاعر وشبكات الإحساس وتدفع نحو إعمال العقل بدرجة تتوازى مع هذا الكم من الثراء الجمالى لعالم النجم المرموق شعبان عباس .
أ.د. احمد نوار
مجلة الفن - 2004
فنانون منسيون : شعبان عباس .. الصخرة المعلقة والخروج على الجاذبية الأرضية
- إن بث الحياة فى الحجر هو الأمل الذى حققه الفن مرات فى حياة هذه الأرض أرض مصر .
ولقد كان مختار مثال مصر بشرى العصر الجديد فى الفن .. والذى اعاد حنين هذه الكتلة .. كتلة التشكيل إلى الحياة الخلاقة بعد أن طالت عليها الآثار تحيا كما يحيا النبات فى البذور. ومن مختار الذى اطلق جذوة النحت المصرى وبعثه من جديد بعد طول انقطاع .. تواصل فن النحت المصرى المعاصر بدئا من جمال السجينى العلامة الثانية .. وإلى احمد عثمان واحمد عبد الوهاب وادم حنين والوشاحى وحتى احدث اجيال هذا الفن .
واذا كان محمود مختار (1891ــ 1934) قد رحل عن عمر يناهز 43 عاما بعد أن حلقت اعماله فى افاق الابداع وانار الطريق .. باعماله التى تتحدى الصمت وتعانق الخلود .. فقد توالت الاجيال الى حفيده شعبان عباس الذى اثر ايضا الرحيل مبكرا عن 41 عاما 1969 ــ 2010.. الا انه ترك علامة واضحة ومشرقة فى فن النحت المصرى الحديث .. وهى علامة تؤكد ارتباطه بعمق البيئة المصرية خاصة البيئة الزراعية ( وهو ينتمى الى محافظة الفيوم التى عرفت الزراعة والرى منذ القدم ) .. وفى الوقت نفسه تؤكد علاقة الفن بالعلم والتمرد على قانون الجاذبية الارضية والخروج عليه من خلال ايقونة اعمالة الصخرة المعلقة .. هذا بالاضافة الى اعماله الاخرى الواقعية والرمزية .
ولا شك ان فنانا الراحل شعبان قد تشبع بروح البيئة الشعبية المصرية وتأمل مواسم الجنى والحصاد وطرق الرى البدائية من الطنبور الى الشادوف والروافع وميزان الثقل حتى تألق كل هذا فى اعماله الاخيرة والتى تمثل ايقاعا جديدا فى فن النحت .. وهذا ما جعله يحصل على جوائز رفيعة المستوى من بينها جائزة لجنة التحكيم من بينالى القاهرة الدولى التاسع 2003 وجائزة اقتناء من المعرض القومى للفنون التشكيلية الدوره الخامسة والعشرين 1997 والجائزة الاولى ( نحت ) فى صالون الشباب الخامس عشر 2003 .
ولد الفنان شعبان عباس عام 1969 بريف الفيوم وظهرت موهبته من الطفولة وكان يشكل ككل الاطفال من اصحاب الموهبة فى الصغر عرائس وحيوانات من البيئة المصرية مع شخوص من أهل القرية فلاحين وفلاحات والعمدة وشيخ الخفر وكل هذا بدا فى اعماله فيما بعد .. وتأكدت موهبته فى المرحلة الثانوية والتحق بالفنون الجميلة بالقاهرة قسم النحت عام 1990 وتخرج فيها 1994 وقد شارك فى العديد من الفعاليات الفنية وهو طالب حتى أنه حصل على الجائزة الأولى ( نحت ) فى المسابقة القومية للشباب والرياضة عام تخرجه.
واعمال الفنان فى بداياته اتسمت بالواقعية مع خروجه عليها فى الوقت نفسه .. من دنيا تعبيرية كما فى مجسماته لنجوم الفن مثل: عبد الحليم حافظ المسكون بالشجن والعاطفة والأشواق والأسى ويوسف وهبى الذى يوحى بالعظمة والسخرية وعادل امام الذى يجسد روحه المرحة والتى تهمس بلمسات متنوعة بين البارز والغائر .. هذا بالاضافة الى تمثاله النصفنى لصعيدى بالعمامة والذى بالغ كثيرا فى تضخيمها .. تضخيم العمامة تأكيدا على روح الانتماء والاعتداد بالزى المحلى المرتبط بالبيئة فى الصعيد .
ولشعبان مجموعة اعمال تبدو غارقة فى الزمن تاخذنا الى ابعاد سحقية كما فى تمثاله حامل الصخرة وتمثال المضجع او المنكفئ وهو تمثال لرجل عارى الجسد اشبه بالسلحفاه وملمسها الخشن يبدو فى حالة من الضياع وكأنه يجسد فيه الانسانية المعذبة من فرط الضغوط وظلم الانسان للانسان بالاضافة الى تمثال اخر لرجل يصور الضياع الانسانى .
وهو يمزج اللمسة الهندسية الصريحة مع اللمسة التعبيرية كما فى تمثاله شيخ البلد والذى يبدو واقفا سامدا متحديا بعصاه .
ورغم رحلة الفنان شعبان القصيرة مع الحياة الا أنه ترك انتاجا غزيرا وكانه كان يتحدى الموت بالابداع .. واستخدم فى اعماله العديد من الخامات من بينها البولستر والجرانيت والجبس والطين الاسوانى كما اضاف الخرسانة المسلحة .. وهنا نجد له بعض الاعمال الرمزية فى تشكيله النحتى الذى يجسد حوارا بين صخرة وبلاطات هندسية فى تشكيل متناغم وهو حوار بين العضوى والهندسى وبين اللمسة الطبيعية التى تميز الطبيعة وما تحتفل من صخور وبين التشكيل الانسانى المتمثل فى تلك البلاطات البيضاء ..وهناك ايضا تشكيله النحتى ( الميزان ) والذى يجسد رافعة ويجمع فيها بين راس تمثال اثرى وبكرة رافعة وكانه يصور حالة الارتفاع بالاشياء الاثرية المطمورة وانقاذها ربما من الغرق او النسيان وفى هذا اشارة الى استحضار الحضارة والتاريخ واستحضار التراث التشكيلى المجسم .
ولشعبان عباس واحد من اجمل تماثيله ( المحارب والذى يقف فى شموخ على حصانه .. هذا الحصان الذى فقد مؤخرته بساقيها ووقف برجليه من الامام والعجيب هذا الشموخ والتحدى .. ونرى فى التمثال نوع من التوازن المحكم .. بين كتلة المحارب وكتله الحصان وتأكيد الثقل من اجل ابراز فكرة التحدى .
لكن تظل اعمال الفنان والخاصة بالصخور بما تمثل من رمزية وقوة تعبيرية مع هذا الحوار الثنائى .. تظل ذات معنى وهى بمثابة اللحن الاخير .. والاعمال هنا ذات صلة بالبيئة المصرية والطبيعة وفى الوقت ذاته تمثل حالة من الايهام تعلو على الواقع كما فى تشكله الصخرة المعلقة الذى يمثل حالة كونية يتمرد فيها على قوانين الطبيعة فهو يخرج على قانون الجاذبية الارضية والذى يشير الى التسارع الذى تمنحة الارض للاجسام عن السطح اوفكرة السقوط وجذب الاجسام الى الارض .. يجسد صخرتين احدهما مستقرة على الارض واخرى فوقها محلقة فى الافق ومجرد حبل يربطها بالصخرة السفلية وكنها قد تخلصت من اسر الجاذبية الارضية واصبحت معلقة فى الهواء ومن خلال هذا الخداع البصرى .. بتعبير الفنان احمد نوار : ( حقق شعبان عباس بتلك المعادلة الصعبة قدرا من المثالية فى تمثيله للخامة من منظور يتلاءم مع فكرته التى تعتمد فى المقام الاول على تبديل الواقع وجعل الجاذبية علوية بعكس الجاذبية الارضية .. وقد نجح نجاحا باهرا ومدهشا فى صياغته ومعالجته التقنية البالغة الدقة ولولاها لفقدت فكرته محتواها البنائى والجمالى والنفسى .. وقيمتها التعبيرية فى تحقيق جمالية الواقع الفكرى قبل جمالية البناء .. وجمالية التوازن الذى يؤثر فى المتلقى بدرجات متفاوتة من القلق والارتباك والاندهاش الذى لايتوقف ) .
والصخرة المعلقة .. تشكيل معروض بشكل دائم بمتحف الفن والحديقة بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك .
تحية الى روح فناننا شعبان عباس بعمق تواصل فن النحت المصرى المعاصر .. وهل من وسيلة للاستفادة من اعماله فى بعض مياديننا على الاقل محافظة الفيوم التى ينتمى اليها ؟!

صلاح بيصار
القاهرة: 2017/12/26
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث