`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
خالد يحى حافظ دنيا
لوحات خالد حافظ داخل عالم ذى اتجاه واحد
* فكرة ` الدرب ` المصرية القديمة.. تتحكم فى حركة شخوصه الجسمانية ..
- أقام الفنان خالد حافظ معرضاً لعدد من لوحاته كبيرة الحجم والصغيرة فى قاعة سفر خان بالزمالك تحت مسمى `عن الأكواد والرموز وأعراض ستكهولم`.. وفى تقديرى أنه لا علاقة للمعرض وبحثه البصرى والمفاهيمى بهذا المسمى..
-فالمعرض ليس فيه عرض لا حكائى ولا رمزى لما اسماه الفنان أعراض ستوكهولم المعروفة بـ `متلازمة ستكهولم ` وما تعنيه نفسياً من وقوع الضحية فى حب مختطفها أو معذبها سواء أن كان للفنان أراده أن يشير إلى دلالات سياسية نمر بها أو ما يناظرها أو غيرها مما أراد فى نفسه..أما عن الأكواد والرموز فلا يتفق وجود الرمز الذى يختزل ومغلف بغموض متزايد أثناء مروره بالزمن والمنهج الحكائى الذى يفضله الفنان فى لوحاته..أما وما يقدمه من مفردات بصرية لآلهة مصرية قديمة خاصة اهتمامه الدائم بوجود البقرة المقدسة الربة حاتور الحامية للفرعون لتبدو كملصق فوق السطح ووجود أشكال لكتابات هيروغليفية استخدمها الفنان فى الغالب كعنصر جمالى لأن رمزيتها لا تخرج عن نطاق عصرها فيما اعتقد.
- رغم هذا لأعمال الفنان خالد حافظ أبعاد مفاهيمية اقوى بكثير مما أضفاه على معرضه ومنهجه الفنى من اسقاطات أو مسميات أرى فى الغالب أنها لا تضيف لأعماله الا المتعة والطرافة الحكائية..
- وما يهمنى الآن طرح محاولتى الخاصة للخوض فيما قدمه خالد حافظ فى معرضه وليس فيما يسميه..
- أرى ولتأثر الفنان ببصريات وحكايا الفن المصرى القديم والذى يقدمه عبر سنوات بمفاهيم حكائية متعددة إلا أن أكثر ما استغرقنى فى أعماله ليس الصورة التى تماثل بصريا المفردات القديمة بل المفهوم شديد العمق الذهنى والمفاهيمى لفكرة `الدرب ` المعبرة عن الرمز الأولى للنفس المصرية والتى تكلم عنها كثيرا المفكر الألمانى ` ازوالد شبنجلر` .
- فالنفس المصرية دوماً ما رأت نفسها تسير فى درب حياة خط لها بشكل صلب عنيد لا يلين كى يفضى بها فى النهاية لتقف أمام قضاة الموتى - كتاب الموتى - الفقرة 125 ( وهذه كانت فكرة المصير المصرية.. وبالوجود المصرى الذى هو وجود ذاك المسافر الذى يتجه اتجاه واحد لا يتبدل.. كما انه حتى داخل المعابد المصرية نجد وقد انتظمت الأعمدة فيه صفوفاً كى تدل على درب المسافر..
- ويمكننا ادراك تلك الروح فى صفوف طويلة لشخوص خالد حافظ التى تسير فى مسار أحادى الاتجاه لا يتقاطع ولا يستدير على نفسه لتبدو شخوصه شخوص قدرية تسير فيما يشبه القطيع بينما حين رسم ابقار من الآلهة القديمة جعلها تسير فرادى .
- كما نلاحظ ابتعاد الفنان عن التجسيم معتمدا كما للجداريات المصرية من بعديها الأساسيين من طول وعرض .. ولاشك أن الطول والعرض يشكلان وحدة وليس مجرد مجموع `لعدم وجود العمق` والطول والعرض مجرد شكل للتصديق ويمثلان الانطباع الحسى المجرد أما العمق فإنما هو ممثل للتعبير أو الطبيعة.
- كما ندرك هناك اختصار للمسافة فعنده ندرك العمل كسطح مشهدى ذى بعدين ولأن شكل الادراك الحسى يتبدل مع المسافة فالقمر بالعين المجردة مجرد سطح وبالتلسكوب الذى يختصر المسافة ندركه كحجم موجود فى الفراغ.
- ومع حركة شخوص خالد حافظ فى صفوف قد تمتد بين طرفى اللوحة صعوداً أو هبوطاً أو فى خط مستقيم نجد أن الحركة الجسمانية رتبت وفق مفهوم إنها تسير داخل عالم مسطح ذى اتجاه واحد وحيد وهذا الاستمرار فى الحركة يوحى بعمق نفسى يكشف بأن شيئاً ما من طابع الزمن داخل نزعتنا الغريزية يؤدى إلى الإحساس بالعمق والاتجاه إليه قدما رغم عدم وجوده ماديا فوق المسطح الا أنها إرادة استمرار الوجود.
- شئ آخر فى لوحات حافظ أراه محمل بدلالات مفاهيمية عديدة وهو الوجود المتكرر لدرجات السلالم الصاعدة والهابطة التى عادة تحكمها فكرة الاتجاه والإيقاع والمصير.. وما توحيه من عناصر الزحف الموكبى طيلة عناصر الزحف ومن القبض المتصل للحركة خلال الزمان فى نفس الكادر مع مهارة الفنان رغم تكرارية ذات الحركة فى جعله الصور تكشف اختلاف الاندفاع للأمام أو مد الجسد كما فى الشخوص الهابطة حول البقرة حاتور وأيضا فى لوحته `ام كلثوم` رغم ثبوتها وعدم حركتها لكن تكرارية وجودها أوجد فى اللوحة حركة ضمنية للعمل الداخلى للجسد .
- اعتقد لوحات معرض خالد حافظ تبارت فيما بينها بين المتحرك والثابت فوق سطح العمل الواحد.. المتحرك الذى يوحى بالاتجاه والعمق فى المسافة.. وأيضا بالثابت فى المكان الذى يوحى بخروجه عن القياس الزمنى بتوقف حركته.
- وكلاهما المتحرك والثابت تقودهما أو قادتهما يوماً فكرة ` الدرب ` ...
فاطمة على
جريدة القاهرة - 14 / 2 /2012
فى معرض خالد حافظ `فى الدوائر المغلقة` بجاليرى`بيكاسو آيست`:`العابرون`.. ودوائر ثقافة الصورة
- علاقات هجينه لصور مغادرة عبر الثقافات.
- أقام الفنان `خالد حافظ` مؤخراً عرضاً لأعماله فى التصوير وبعض قطع نحتيه فى جاليرى `بيكاسو إيست` بالقاهرة الجديدة.. وقد أسمى معرضه `فى الدوائر المغلقة` الذى قدمه لمشاهديه قائلاً:`أن اللوحات تمثل حلقات الـ` دى إن إيه` الحلزونية المتواصلة وهى أصل حياة الخلية.. وأنا استخدم الدائرة منذ عقود كرمز لتشفير الفكرة..وهذه الدوائر المغلقة هى مشروع ذاتى عن البدايات والنهايات`..
- الصورة حتى لو تشابهت هى دائمة التحرك بتعدد دلالاتها فى أعمال `خالد حافظ` إلى خارج اللوحة وإلى خارج آلية الحركةالدائرية وإلى خارج حلزونية أصل الخلية التى ذكرها الفنان رمزياً.. فـ`دى إن إيه` اللوحات يمتد تحت جلد اللوحة لأى مبدع وليس بذات ملامح خليته الأولى دائمة التهجين ثقافياً ونفسياً ولعوامل أخرى.. ولو كانت الصورة تمتد فى تجربه `خالد` الفنية داخل دوائر مغلقه بما يعنى `علب مغلقه` لبدى كل عرض جديد وكأن الفنان يقيمه بداية من خلال ذات المفهوم بعد إغلاق دوائره أو علبه السابقة ولفتح دوائر أخرى ولأصبحت مجموع لوحاته كـ`المعلبات` تتواصل آليا بمادتها الأصلية وبذات المحتوى من إحداها للأخرى.. ولما بدى هناك ابداعات تفاجئ المشاهد ويقف أمامها لأنها بالتبعية مفتوحه للتكامل الجينى الآلي بين كل عرض سابق وتال.. وهذا لا يتحقق فى تجربة الفنان `خالد` المتحركة دوماً المفتوحة من جوانبها الأربع.. فلوحاته الكولاجية التواجد عابره أزمنه لثقافات مختلفه يحكمها زمن الصورة.. وتحديداً أرى مشروعه الفنى قائم وبإخلاص على `ثقافة الصورة..`.
- ولكل من لوحات خالد حافظ `باركود` مُشفر يخصها ساعدته تقنية لوحة الكولاج على تعدد مفاهيمها حتى ان بعض عناصره الكولاجية من صور وإن تكررت فى لوحات انجزها منذ سنوات طويله نراها داخل نطاق لوحة كولاج حديثةبمفاهيمية ورؤي مختلفة لحالات ذهنيه نشطه.. فبعض العناصر الصورية تظهر فى عمله وتعاود الظهور طوال الوقت.. وبفن الكولاج يقدم الفنان تأريخ بالصورة ليخلق أسطورة جديده لصورة اليوم حتى لو تعارضت معها وبعلاماتها ورموزها.. ولخدمة تجدد الصورة يستخدم الفنان ورق قديم فى ملصقاته الصفراء وبتقنية الكولاج للتلاعب بخلق مكان خيالى.. إلى جانب خلطها بالرموز لإنشاء عمل ذكى وليس فقط جمالى.. ولخلق وهم الذاكرة البصرية للزمن..
- وبذلك يُنشئ `خالد حافظ` فى لوحاته تعددات زمنيه من خلال مفردة الصورةالفوتوغرافية المحمل كل منها بجينات ثقافتها العابرة لزمن إنتاجها لكائنات حقيقيه وأيقونيةوأسطورية وخياليه ورمزيات لأبطال المجتمع الاستهلاكي المعاصر فى تداخل ورموز تاريخيه من العالم القديم وهذا يعطى احساس مثير واحيانا متضارب.. يحدث هذا التضارب لتتابع صورى لثقافات مختلفة جنبًا إلى جنب داخل هياكل زمنيه معلقه بفضاء اللوحة المفتوح.. وهذه العناصر وأزمنتها ليست أبداً دوائر مغلقه بل هى مفتوحه بانورامياً وإنسانياً تتمدد كتمدد الحياه من لوحه لأخرى بتجدد حيوى يقظان وكأن هناك ساعة بيولوجية تستنهض نفسها بالصورة على فترات من مراحل الفنان..
- العابرون
- كثير من شخوص لوحاته عابرون فى لهاث عبر اللوحة.. وهم متشابهون فى مظهر أسطورى ضاري بأجنحتهم كهجين بشرى وكأنهم فى مهمة عبور غامض.. فلم يُظهر لنا الفنان من أين أتوا وإلى أين هم ذاهبون ولماذا هم مقتحمين لوحاته يستغلونها كدرب لعبورهم؟.. حتى يتشكل بأجسادهم إيقاع حركى رتيب داخل فضاء اللوحة دون توقف كأنهم هاربون أو يطيرون فى سيوله بصريه وفى عجلة من أمرهم.. بينما داخل ذات الفضاء بدت حيوانات اللوحة ومعظمها مُستدعى من مصر القديمة مثل العجل والآلهة المصرية القديمة آنوبيسإبن آوى المقدس وقد توقفت حركتها فى رسوخ مكانىوإنفعالى يتأملون البشر العابرون الأزمنة مع ثبات المكان..وكأن سعيهم الآلى لكل عابر يتبعه آخر إلى مستقرعالم اللوحة السفلى الحاوىللعابرون عبر العصور..ولا ننسى ان فى الحياه هناك المكررون فى مسار حياتهم لبعضهم البعض بنفس السمات والأوضاع فى آليه وبشكل.. وكأن مبغى النهاية أو الفناء هو الهدف والجاذب فى آن واحد..تماماً كشخوص`خالد` المندفعين حثيثاً إلى خارج الإطار الآمن..
- سيولة اللون وتيار وعى الصورة.
- سيولة اللون والذى يرجع لطزاجته رمزياً وحيويته فىانسياب من أعلى الى أسفل كثير من اللوحات فى خيوط لونيه بدت لى كسيولة تداعى الوعى وتنقله من حادثة لأخرى.. كسيولة تنقل صور اللوحة ونصوصها الكلامية.. لنجد صوره تستدعى أخرى أو دلالة صوره يستدعى دلالات لا نهائية من تدفق اللاوعى بمجرد خدشه كما فى روايات `تيار الوعى` وكما فى حياتنا بأن يستدعى مشهد او كلمه أو رائحه لصور عديده على نفس الموجه من الفرحة أو الوجع وكأن لوحاته هى حاله مرئية من التداعى البصرى بتدفق اللاوعى المعبأة به أذهاننا.. وأيضاً بنفس منطق السيولة اللاوعى بإشارة من الوعى أرى السيولة اللونيه تتسق وحالة تدفق الصور والأفكار وتدفق الشخوص من أعلى أو من أحد الجانبين إلى الجانب الآخر..
- الأيقونة والأسطورة.
- أحيانا ما جعل`خالد حافظ` فنه كعلامة وأيقونة وأسطورة بالتوازي مع خطورة عمل الصورة الأسطورى المستحوذ علينا وحولنا وبيننا فى حياتنا المعاصرة وبين الشخصيات الأسطورية والبطولية كأبطال السينما وأهمهم بطله الخاص `سوبرمان` أو بمفهوم الرسوم الكارتونية مع فن البوب الشعبى المعاصر..
- وهذا التدفق الصورى للأيقونة أو البطولة وإعادة استحضاره الدائم مع تغير الزمن والثقافة الشعبية ما يجعل طاقة اللوحه كثقب يمتص تعدد المفاهيم والثقافات وصورها.. فمثلما حياتنا المعاصرة بثقافتها الاستهلاكية السائدة وموضاتها وفن الإعلان الذى يمتصنا ويُصدر إلينا ثقافه خاصه للصورة وللبطل أعاد بهم تشكيل المجتمع والفن.. لذلك لوحات `خالد حافظ` تبدو كصحيفه أحداث وأحوال بشر وكائنات من ازمنه مختلفة يلفها الغموض والسحر حتى بدت صور حياتنا اليوم أكثر تهجينًا من أى لحظات حياتيه سابقه.. وأيضاً قد هجنها الزمن أثناه عبورها إياه لتظهر الصورة القديمة البعيدة الغامضة فى عالم جديد تصطدم فيه داخلنا مفاهيم الصور بعنف.. فلغة الصورة استخدمها الفنان `خالد حافظ` لخلق مقطع سردى ثقافى ضمنى لتقترب لوحاته بما هو شبيه بالمذكرات القديمة بورقها الأصفر وصورها القديمة الباهتة..
بقلم : فاطمة على
جريدة : القاهرة (11-1-2021)
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث