`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
حسام بدر الدين عبد السلام صقر
فى معرض حسام صقر .. علامات الوجه البشرى وانشقاقاته
- من المعارض المهمة مؤخرا معرض الفنان / حسام صقر الذى أقيم بجاليرى مصر بالزمالك بعنوان ` وجه لكل مواطن ` المعرض تعامل مع الوجه الكائن وراء جلدة الوجه البشرى .. قيمة العرض تفرد الرؤية بذاته بعدما كثرت معارض تقدم وجوها وبورتريهات ضخمة مُهيمنة تحتل اللوحة بكاملها وجميعها متشابهة وبذات التردد داخل العرض الواحد وأيضا بذات التردد من عرض لآخر مع اختلاف اسم الفنان ومن إلحاح هذه البورتريهات وكثرتها من عرض لآخر أصبحت تبدو كوجوه بلا كائنية ولا ترسل برسالة ولا تدعو لتأمل كأنها موضة لاقتطاع الوجه من سياقة الإنسانى ..
فى عرض حسام صقر هناك استقلالية فى الرؤية والتقنية المنتمية بالكامل لتلك الوجوه لبشر محددين بعدة تعبيرات بصرية وداخلية .. حتى داخل البورترية الواحد المنقسم على ذاته يعكس انفصاما او ديواليزمية فى الشخصية الواحدة الشاخصة فى الغالب الى زاويتين ببصرها لتؤكد ذلك الانفصام النفسى بعيدا عن عين المشاهد لا تغازله ولا تستدعى إعجابه بل تستدعى تأملة بعيدا عن تأثيرها .. لنجدنا أمام وجوه من الخطوط والعلامات الخطية والمثلثية ونقاط معاناه تصارع وجودها رمزيا فوق وبحدود الوجه البشرى موزايكى الملمس واللون المزدحمة بلغة العلامات .. وبألوان مُهشرة كتهشير شخصياته من الداخل ..
وهذه الوجوه وجودها رمزى فهى ليست وجوها وصفية ولا واقعية وأحيانا بعضها أقرب للالستريشن .. وبها يقدم الفنان مزاجه الفنى متجاوزا اعتبارات الإسلوب بين الوحوشية والتعبيرية كلوحة تصوير بليغة خاصة فى معالجة السطح بأثر حيوية وذبذبات الوجه نتيجة انفصامه داخليا ومظاهر انشقاقه خارجيا وكلاهما يستحق التأمل وتناولهما بجدية .. وأعتقد ان الفنان فى عرضه يضحى بالمشهد البصرى كاملا مقابل إعلاء قيمة التعبير الشخوصى حتى ولو بانشقاقة .. وربما ندرك لمحة من دادية التعامل والوجه الإنسانى .. ففى بعض شخوصه يوزع اللون بفانتازية ثم نراه بوحشية ثم نراه ببنائية او داخل شبكة خطية كأن لدى الفنان أسبابا وأساليب تظهر من الباب الخلفى فوق سطح لوحاته ..
ومن مرونة الوجه نرى فى لوحات حسام صقر ما هو ميتافيزيقى وما هو جروتسكى وما هو فوق السطح فقط وكل منها يعزز وجود الآخر ويؤكده دون أن يتماثلا .. والتى أعتقد أن أراد أن يصف حياة كاملة من خلال الوجه لبشر أسوياء ومنفصمين معا .. ففكرة الفنان أن يجعل سياق إدراك الوجه يجب أن يمر عبر علامات مرئية تمر دون إرادة منا كاشفة ما بالداخل الى سطح الخارج .. إما عن عنوان المعرض ` بورترية لكل مواطن ` فبعد رؤية الأعمال أراه عنوانا شائعا غير محدد وبلا دلالة ولم يكشف أبدا كعنوان عن عمق الأعمال وتجربة الفنان الجادة .
فتبدو لى شخوصية الفنان لا تقليدية تتقدم بخطوات تجاه مفهوم انشقاق إنسان اليوم لا على مُحيطه بل على ذاته وتوجهاته الحادة مع نفسه كأنه ما زال لا يدركها كما المفترض .. بينما يبدو بتقليدية خاماته بأصباغ وأكريليك وباستيل مهتما بعلاقة الخامات معا فوق السطح كما يمزج بين الاحساس الخطى والتجريد المتحرر فى رؤية الاشياء دون أن يُرهق السطح .. واعتقد ان الفنان حسام صقر يختبر المواد الملونة وإمكاناتها التى توفر له مزيدا من التعبير وعينه ربما أكثر على عملية الاستكشاف ذاتها .. استكشاف الخامة والبشر ليقدم علامات فوق السطح تساعده على اصطياد ما بالداخل البشرى مترجما به الفكرة المسيطرة عليه .. لتأتى الفكرة بذلك كعلامة معنوية فى أعلى درجات طاقتها الحيوية التى تعمل عليها الخطوط السريعة كدوامة تطيح بالوجه المألوف ليستحوذ عليه الفنان بخطوطه فيُخرج أفضل ما عند الفنان مهارة وأشد وأعنف مافى الوجه تعبيرا الذى قد يبدو لوهلة كوجه برئ لكنه محمل بعبء وانكسار للعين ولكثير من الانفصام ..
فيما الشخوص الجماعية تبدو وجوهها محملة فى معظمها بعزلة وبدت معذبة دون انفعال خارجى ولم تفصح تمام عن رؤىء ربما هى أشد قساوة قد تظهر أشد تشوها فى معارض مقبلة .. خاصة ولبعض أعماله انطباع مذهل .. وهناك اثنان من الأعمال تحديدا مذهلة لفظاظتها أو لتعقيدها النفسى لكنها ممتعة كعمل فنى ..
المثير ان الفنان ترك لنا أن نتخيل المناخ الخارجى الذى أفرز تلك الوجوه .. فلا جدران تحيطها ولا منظور ندرك منه موقعها من الإفلات من الجداران او إطباقها عليها .. كغرف قد تبدو كغرف مُترفة أو غرف تعذيب وتركنا الفنان بذلك ندرك أن تلك الوجوه معزولة عن المكان والجاذبية والحياة .. فهو قد يضحى بالمشهد ليقدم دلالات غير متوقعة لشخوصه كأنها مستقلة عن الحياة .
وجوه حسام صقر المتردد وجودها بين الوجود واللاوجود بعدما سلب منها اتساقها وعالمها المجهول ستظل ترسل بعلامات ورسائل بصرية ولا مجيب .. فالفنان نفسة أرادها معزولة مبتعدا بها عن المنطق الى الرمزية المجردة .. ومن التوحد الى الانشقاق .. وقد نزع عنها سمتها الاعتبارية .. وأعتقد أن الفنان قام بعملية تأويل وليس رسم لوحة .. فالبعض من لوحاته تحمل استدلالات نفسية بارعة وعميقة ومحكمة .. ومن سعتها النفسية قد ندرك أمام أحدها شخصية محارب طواحين الهواء ` دون كيشوت ` للاسبانى ثيربانتس .. ثم أجدنى أمام شخصية دواليزمية منفصمة على الذات أقرب ل` دكتور جيكل ومستر هايد ` للانجليزى ستيفنسون .. وهناك فى معرض حسام صقر ندرك قدر المسافة بين الوجوه فى الفن والنفس والحقيقة .. وأعتقد ربما يكون لهذا العرض البحثى امتداد حتى يصل الفنان بشخوصه إما الى اليقين أو اللايقين وكلاهما سيكون أكثر اثارة من فكرة المسلمات فى الأداء أو الفن .
فاطمة على
القاهرة : 17-4-2017
تجربه تفاعلية جديدة بين الزائر وفن البورتريه للبحث عن نظائر الذات
الفن الإنتقائى والغمر فى الذات قد تكشف عن نرجسية المشاهد
عنوان المعرض `أنت` فتح لدلالات هامة عن النفس وعن علم نفس البورتريه
فاطمة على
آخر معرضين للفنان `حسام صقر` بينهم ثلاث سنوات.. بديا متصلان ومنفصلان..وبدا حالياً أن الفنان حسام أقام بجرأه عرض تفاعلى عن بُعد بين مشاهدى معرضه ولوحاته داخل جاليرى`ليوان`..وقد عمل الفنان على تأكيد خصوصية عرض بورتريهاته الأول`وجه لكل مواطن`فى عرض بورتريهاته الثانى بعنوان `أنت`..وفيه إعتمد بالكامل على تفاعلية المشاهد وبورتريهات لوحاته..موجها عبرها خطاباً مباشراً للمشاهد بأن هذا العرض يخصه..ويخصك `أنت` ويخصنى `أنا` ويخص كل من دخل المعرض تلبية لضمير المخاطب `أنت`.. ليصبح كل زائر هو صاحب `أنت`.. وبالتالى باحث عن وجوده فى بورتريهات العرض..ليضعه الفنان فى إختبار مباشر مع `الذات`ومع `موضوع التصوير`.. فكان`أنت` إستكمال لعرضه`وجه لكل مواطن`..
وأعتقد أنه لولا `الكورونا`والتباعد لأقيمت لهذه التجربة الهامة ندوه تتعادل وحجم المفهوم وأيضا النتائج التى حولت عرض لوحات ساكنه إلى ساحة من الفن التفاعلى إلى درجة ما..ولكان سابقه رائعه لو كانت سجلتها كاميرا فيديو لإنفعالات الجمهور وتفاعله أمام البورتريهات ولبدت أقرب لعرض أدائى حى من الجمهور على مدى شهر إقامة العرض..
عرض`صقر`يمزج بين الفكر التفاعلى وعلم النفس والثقافة الجماليه على تنوعها..وأيضاً فتح العرض مجال حول علم النفس والبورتريه..وأيضاً بدا لى العرض كمسرح قائم داخل الجاليرى لتجريب الذات للمشاهد..خاصة داخل أصغر صالات الجاليرى بإضاءتها وخصوصيتها التى كانت اكثر الصالات مهيأة لذلك التفاعل وذكرتنى بتقابل وعنوان رواية الرائعة `فيرجينيا وولف `غرفه تخص المرء وحده`..وبدت الصاله بإضاءاتها وصغر حجمها وبورتريهاتها فوق الجدران كعمل فنى مغلق على الزائر والمتماثلة وجلسات التواصل الروحى ..وكنت أتمنى أن يأتى باقى العرض بهذه الإضاءة والسكينه..كتجربة للسيطرة والهشاشة فى نفس الوقت..
مفهوم العرض كلمة واحدة هى`أنت` تصدرت الكتالوج ومدخل قاعته تليها كلمات:`أنت..أنظر فى عمق عينى أينما كنت بالداخل..أكثر..أنت من يهمنا`..ليستكشف هذا العرض بهذا فن البورتريه كأداة لتنشيط إدراك الذات والكشف عن النرجسيه..كما يفتح جمالياً للتوسع فيما يخص علم نفس البورتريه بصرياً..وما لقدرة الصورة على إعادة إنشاء صورتنا وسط هويه جماعيه؟..
حالة `الغمر`
سأدخل مباشره إلى قاعات ليوان بعد أقصر خطاب مباشر تلقيته قبل مشاهدة اللوحات بـ`أنت`.. لأجد بورتريهات تعبر عن الألم أقرب للأيقونية ..فهل قصد الفنان أن الإنسان إن مر بمراحل ألم على مدى حياته يتحول لأيقونة..؟ ليصبح الوجه كأنه من حفريات أرضيه..هذا الغمر المعنوى مررت به داخل طاقة البورتريهات والمكان المحدود وإلحاح ضمير المخاطب `أنت`..لنُصبح داخل العرض متورطين كجزء من العرض ولسنا مجرد مشاهدين مفصولين بل مغمورين داخل ذلك الوسيط النفسى الذى هيئ له الفنان منذ توجيه الدعوة الينا بـ`أنت`..ليغمرنا الموضوع وصورته والبحث عن النظير لـ`أنت`..
عرض ادائى
وليصبح أنا وأنت والآخرين فى معرض`حسام صقر`جزء من عرض أدائى كبيرفورمانس نفسى أكثر من الجسدى.. بطئ الحركه..ولو صورت صور للطاقه التفاعلية التى أرادها الفنان لعمله وتفاعل المشاهد لبدى الأداء متردداً ذهاباً وعودة حتى إستقرار المشاهد على من هو فيمن قيل له انك `أنت` ووجده هنا..
أعتقد هذه الحالة الأدائية الصامتة يناظرها ما كان يتشارك به الفن قديما جداً بنشاط فى الطقوس والسحر والحياة..ربما يفعل هذا حسام صقر فيما يناظره ولا يُماثله ليحدث تفاعل ذهنى ومردود نفسى فى عرض أشبه بالبيرفورمانس الروحى بين المشاهد ووجدانه فى مقابل لوحات ممتلئة بقوة الفن لكنها تظل قناعًا حتى إكتساب الروح بوجود المشاهد وإعادة قصته من خلالها..وقد رأيت البورتريه رغم سكونيته متآمر هو نفسه والفنان فى لعبتنا المعقدة لإعادة إنشاء واقع إرتبط بكينونتك `أنت` كأداء لـ` ذات` فى مقابل `ذات` سابقة التجهيز بفعل الفنان لإعادة صياغة صورة من روح لوحة..وليبدو لى أن تفاعل وجدان الزوار أمام اللوحات لا للإقتناء بل ليصبحوا هم أنفسهم صوره لـ`أنت`..هذه الفكرة التى مع `أنت`أوقف بها `صقر` عرضه على حافة بين الرائى والمرئى..وبما يعنى أن تكون`أنت` موضوع داخل عرض فنى كى تبتعد عن نفسك لترى نفسك أفضل..
الفن الانتقائى
`صقر`جعل المشاهد موضوع وطرف ثالث بينه وبين اللوحة ودمجه ذهنيا فى الأعمال وألا يكون حياديا بل انتقائيا ويختار نفسه لتكون`أنت`البورتريه..هذا الانتقاء الفنى لم يعتمد فيه المشاهد فى البحث عن نظيره على ملامح الوجوه بل على ما وراءها..هذا الفن الإنتقائي هام وصعب لأن بورتريهات`صقر` تتعدد دلالاتها النفسية..حتى الوجوه مراوغه بلا إبتسامة وبلا جذب أولى كى لا ننشغل بها وكأنها فى مهمة..وقد يجد البورتريه الواحد عدد كثر من المشاهدين إنتقوه وجدانياً واتفقوا عليه رغم اختلاف شخصياتهم..فشخوص لوحاته قد تقنعك بأنها منك أو جزء من روحك كما أقنعت غيرك..وهنا يقع المشاهد فى فخ آخر..فخ توالد الهويه الجماعيه..
البحث عن الذات
فى`أنت`دفع `صقر`الجمهور للتفاعل فى رحلة معقدة للبحث عن الذات فأثناء مشاهدة العمل هناك داخل المشاهد مخزون تحركه`انت` ليخوض تقابل تفاعلى فى البحث عن نظيره..وبالتالى يقوم بعمل إنتقاء وإسقاط ومناظره فى تفاعل بين إنسانى حى ولوحة تنتظر..وقد يحدث لدى المشاهد لحظياً مصادره أوليه للذات لأن عليه إدراك ما تملكه الذات الأخرى أمامه ومعايشتها..وقد يؤدى هذا العرض نفسياً لخبرة التلاقى وذواتنا لأن المشاهد ينفتح على عالم مواز ..وهذا جديد فى حركة المعارض التى نشاهدها للوحة التصوير وليس لأعمال مجهزه فى الفراغ أو لفيديو آرت..
فى البداية كزائر ولا إرادياً قد إنجذب جمالياً للوحة معينة.. وضمير`أنت` يُلح علي فأشعر بوعى ذاتى.. وأطرح أسئله أختارها للمفاضله مع التطلع الدائم للوحة التى فى بعضها إنقسم الوجه إلى شخصيتين فى `ديواليزم` بورتريه وبروفيل معاً على نفس المساحة بإختلاف الإحساس والذى كان مسيطر على شخوص معرضه الأول..وربما هذا التطلع هو ما يريده`صقر`وكأنه متواطئ مع لوحاته ليبلغ المشاهد إجابته ولا تُشبعه.. فروح `صقر` هى التى كانت تنظر عبر شخوصه.. وليس البورتريه ولا `أنا` ولا `أنت`..ربما هذه هى الإجابه للمطروح سابقاً..
الكشف عن النرجسيه
إلى درجة ما ولو بنسبه ضئيلة العرض إختبار حى للنرجسيه داخلنا وعن حب الذات..وجميل ان يخيرنا الفنان ومعادل بصرى يروق لنا لنجعله معادل لوجودنا حتى ولو كان بتعبيراته وروحه أفضل منا فنحن نطمح للأفضل دائما..وقد تكون نرجسية الفنان نفسه هى الطاغيه فلوحاته تخصه أكثر من الأشخاص الذين أستدعاهم ليكونوا هم لوحاته أو جزءاً منها.. فهل رسم الفنان بورتريه نفسى له كنرجسى أم للآخر أم فخاً ؟ لمجرد أن من يشاهده يقول بنرجسيه مُقابله هذا أنا من خاطبتنى..
نفسياً هذا العرض قد يخلق لدى المشاهد الذى يختار نفسه من بين المعروض نوع من `الهوس الأحادى` بدرجة ضئيله الذى يظهر لدينا الوهم كى نتخيل أنفسنا ملوكاً..وذلك للسعه النفسيه المتاحه فى العرض لنتلاقى وأفضل لوحاته ونقول `أنا هو` أو` أنا أنا`..رغم أن الفنان لم يقدم صور جميله بل صور بورتريهات عيونها مُرهقه زائغه بخطوط وتهشيرات تخترق داخل الرأس.. فـ`حسام صقر` يدخل بمعرضه هذا إلى المكان السرى من وراء الوجه متعدياً للظاهر..
البورتريه النفسي
بعد عملية إنشاء اللوحة النفسية وبعد عرضها بدأت كل من اللوحة والمشاهد بالعمل وليس المشاهد فقط ..ولأنه لا تكفي جاذبية الجمال الخارجي للوجه فقط تم الدفع لإيجاد تعاطف إنسانى عميقًا لتمثل الحال النفسى لروح البورتريه.. وقد كان كان`جان فان ديك`و`رامبرانت` و`فيلاسكيز`أساتذة في الصورة النفسية التصويرية..
أما بورتريهات `صقر`أتت مضغوطه نفسياً بين الواقعية التعبيريه والخيال لإثارة إرتباط المشاهد بها بما ترمز اليه من تعلق بمشاعر دينية أوحالات مزاجية أو حتى وجوديه.. لذا وجد الزوار ما جذبهم لرؤية نظير لحالاتهم الداخلية وأمزجتهم ومشاعرهم جاهزة الإعداد مع رغبة ان يكونوا ذوى جوده أكثر وأكثر مثاليه..ربما هذه المثاليه التى دفعنا اليها`صقر`أو أوقعنا فيها لتزيد من فوضى الوعى بالذات مهما كان تقبلنا لوجوهنا قبل مشاهدة العرض.. ليوقعنا مره أخرى أثناء الخروج من البورتريه الذى إخترناه بأنفسنا أو الخروج من فخ البورتريه ذاته..؟ ويتجسد هذا الفخ فى عيون بورتريهاته التائهه أو الأقرب لعيون تنظر لما وراء المرئى..وقد بدى لى بعضها كأنها`العين الثالثة`وهى العين الكاشفه للامرئى فى الفلسفات الهندية القديمة.. ولبورتريهاته أيضاً عيون تحلق فى صالات العرض تُخيف لأنها أقرب من اللازم بوجعها وإستجدائها للألفه.. وإلى جانب العيون..ولإحكام القبضه على زائريه عرض الفنان شخوصه فى كادر`ثلاث أرباع`بورتريه وهى النسبة التى تعد نموذج للصور الرسميه وللفخامه..إلا أن العيون ظلت هى المُسيطره على العرض وخلقت منذ البداية إحساس غير مستقر..
صورتى وصورة الذات
عنوان المعرض `أنت` رساله مباشره لأى منا وتلقيت الرساله مع أول خطوة داخل الجاليرى ووقعت في فخ `أنت`وربما وقع فيه من شاهدوه.. ومشكلتى أننى لم أعرف إن كنت رأيت صورتى ام صورتى هى التى التقتنى؟..وقد رأيتنى فى أكثر من وجه أوجعنى وأحببته فقد شاهدت نفسىى الموجوعه فى لوحتين من لوحات `صقر` ولا أتمنى رؤيتهما ثانيه لأنهما فضحا وجعى.. ومن تجربتى فى المعرض وجدت نجاحه الهائل تمثل فى ان الفنان ورطنا بالفعل مع مفهوم صورة الذات أو ما يتلاقى حسيا وصورتنا عن أنفسنا..؟ انه عرض ذكى ومحير ومُرهق للغايه لتبدو اللوحات صوره كاشفه لمتاعبنا وليس لملامحنا.. أحببت عرض`صقر`جداً ولاقيت لوحات تتشابه وروحى ولم أفكر من قبل إطلاقاً ولو للحظة واحدة كى أبحث عن وجهى من بين الوجوه حولى..؟ ولولا خطابى بـ `انت` لخرجت من العرض سالمه كخروجى من أى جاليرى عرض ..
الخروج من المعرض
للخروج من نطاق هذه الحالة إلى خارج القاعة وجدت نفسى مستوعبه تماماً فكره `حسام صقر` المبدعه.. فقد تولت لوحاته جميعاً أمرنا نحن الزائرين بما رسمه لها الفنان بإتقان .. وقد إستغلها فى غيابه لإقامة حوار خفى وزواره.. فبدا كالغائب الحاضر.. وأكثر ما تميز به `أنت` بأنه أتاح إدراك بعض المشاعر المجهولة فينا..من حب الذات أو النرجسية أو الصورة المثلى لأنفسنا البلا مبرر..ودرب قدرتنا على لمس ما ليس له تفسير منطقى ..إلى حد أن ننظر لأنفسنا بعد إنتهاء الزياره بطريقة مختلفة بعض الشئ..تماماً كمن يقرأ كتاب أو يحضر عرضاً مسرحياً وبعد إنتهاءه يظل شئ عالقاً داخله يؤثر فيه.. فقد يكون عرض فنى للوحات يحمل فكراً ورؤيه تغير كثير من حياتنا بفهمها أكثر.. فالعرض - وربما هذا مبالغ فيه من ناحيتى - قد يدفع بنتائج عكسيه أراها مطلوبه.. كتمرين للذات لتؤكد وجودها فى مقابل صورة محتملة لا تزال غير معروفة لها..والتى قد تدفع بالبعض فى ظروف أخرى للتخلى عن ذاته أحياناً ليصبح شيئًا مختلفًا عما هو عليه..ربما هذا العرض يدفع عكسياً أيضاً كى لا يبتلعنا أو يسحقنا المظهر الخارجي..فكل منا يملك منظور معين لما يأمل أن يكون عليه.. ولنعيد النظر إلى أنفسنا بـ`أنظر إلى نفسك أنت`..
هذ العرض الفريد كان من المفترض أن تقام له ندوة فى نفس قاعات عرضه يحضرها كل زواره مره ثانية لنناقش جميعاً كيف مررنا بتجربة البحث عن نظائرنا بكلمة `أنت` وإلى أى حد ظهرت النرجسيه أو المثالية فى الإختيار وبأى درجه من الإقتناع والصدق خضنا التجربه..وكيف رأينا أنفسنا..وذلك حتى لا تنتهى فكرة العرض بإنتهائه..خاصة والعرض حدث فنى هام فى جديته ومفهومه الكاشف من خلال الفن عن دلالات تفاعل المشاهد وعلم نفس البورتريه..
فاطمة على
فاطمة علي
جريدة القاهرة
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث