`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
حسن محمد حسن الفقى
حسن محمد .... الرسام الذى لون التاريخ
- الفن التشكيلى من الفنون الجميلة , التى لها أثر ايجابي في حياتنا الثقافية على مدى العصور , فهو لا يقل أهمية عن فن الكتابة والشعر فالرسم أيضا يرسم التاريخ بالريشة والألوان .. وله رواده الذين أثروا حياتنا الثقافية بالفكر والتنوير والنقاد الكبير مختار العطار قدم للمكتبة الثقافية كتابا جديداً تحت عنوان (رواد الفن وطليعة التنوير فى مصر) فى سلسلة دراسات فى نقد الفنون الجميلة قدمته الهيئة العامة للكتاب , فالفن كما يقول عنه النحات محمود مختار ليس ترفا هو ضرورة لكل شعب يقدر المعنوية التى يبعثها فى الوطن ..
رسم قضايا الوطن بالألوان , وكتب إبداعاته الأدبية بالريشة !
- والكتاب الذى بين أيدينا يضم تاريخ كوكبة من الرواد المصريين والعرب الذين لم يذكرهم المؤرخون من قبل مع أنهم من واضعى اللبنات الأولى فى صرح الحركة التشكيلية المزدهرة التى تغمر الوطن العربى ومن بين هؤلاء الرواد الرسام حسن محمد حسن (1906- 1990) وهو الرسام الملون كم يصفه مؤلف الكتاب وصاحب اللوحات الزيتية الصرحية والموضوعات الملحمية .
- بدأ مشواره عقب عودته من ايطاليا سنة 1933 بعد ثلاث سنوات قضاها فى أكادمية فينسيا لدراسة الفنون وقد تخرج فى كلية الفنون التطبيقية عام 1929 وعمل مدرسا فيها ورغم انه أحد رواد الحركة التشكيلية المصرية المعاصرة إلا أنه لأمر ما لم يتبوأ مكانته بين الرواد الكلاسيكيين المعروفين أمثال يوسف كامل رأغب عياد ومحمود مختار و محمود سعيد ومحمد ناجى و (حسن محمد حسن) كما يقول المؤلف : بدأ حياته برسم وتلوين الموضوعات التاريخية والدينية والفلسفية والقومية بأسلوب تشخيصى ويعتبر إلى جانب ريادته التشكيلية فى التصوير الويتى رائد فى أدبيات الفن التشكيلى فقد وضع مؤلفات فى تاريخ الفن والمذاهب المعاصرة التى تعتبر من بواكير حركة التنير ساعده على إنجازها أنه كان يتقن أربع لغات قرءاة وكتابة وحديثا ومحاضرة وهى الانجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية .
(الحاوى)
- لوحة الحاوى من أشهر أعماله والتى قال عنها : انه تأثر بذكريات الطفولة .. ففى شارع الملكة نازلى (رمسيس الآن) كان ينعقد فيه ما يشبه السوق حيث يقوم الحواة بألعابهم المثيرة ولاعبو الثلاث ورقات والحرفيون المتخصصون يعرضون لوحات تفترشها صور من النماذج التى يرغب القرويون فى رسمها بالوشم على أذرعهم وصدورهم ووجهوهم وبائعو الكتب الذين كان يتردد عليهم ..
- هذا الجو المشحون بالغرابة والاثارة والجاذبية الذى كان يبهر الطفل ويشد مشاعره هو موضوع اللوحة لوحته العملاقة التى تمتد أفقيا إلى أكثر من ثلاثة أمتار .
- وحسن محمد حسن له أسلوب فى رسوماته التى يمكن الترعف عليها من بين مئات اللوحات فى المعارض الجماعية فلم يكن له مذهب بعينه بل كان بنطلق حرا على قماش لوحاته فى تعبيرات صادق عامرة بالأفكار والفلسفة والمشاعر .
- الفنان محمد حسن محمد كان يرى أن الفنان يجب أتن يرقى إلى مستوى الموضوع الذى يرسمه أداء وفكرا واحساسا كما فى لوحات (الفكر جوهر الوجود ) و(الباحثون عن الحقيقة) كانت الروابط قوية بين حسن محمد حسن وحركة المجتع المصرى فأبداع العديد من اللوحات التى تتعلق بفلسطين وثورة يوليو والتضامن العربى وتراوحت موضوعات لوحات الفنان حسن محمد حسن بين التغنى بالأمجاد والحياة الشعبية وقصص التاريخ ومثال على ذلك تصور وحشية الصهيونية سنة 1948 ولوحة (عائدون) حيث جمهرة من الفلسطينيين يتجمعون على بعد ويسيرون بأيديهم إلى مدينتهم السليبة .
أما عن معارك بورسعيد أيام العدوان الثلاثى فأبدع سلسلة من اللوحات من بينها (لوحة المناخ) التى صور فيها بطولات الشعب البورسعيدى بالرغم من مئات اللوحات المثيرة الجذابة المنوعة والمواضيع البديعة الأداء , لم يتبوأ هذا الرسام (املون الكبير) مكانته فى تاريخ الفن المصرى المعاصر ولما كان متحف الفن المصرى الحديث خاليا من روائعه فقد اقتنى مؤخرا ست لوحات بينها تمتد الواحدة منهما أفقيا إلى أكثر من ثلاثة أمتار .
الناقد / زينب عفيفى
أخبار اليوم 3 /1/ 2009
المعرض الإستيعادى للفنان حسن محمد حسن بمتحف محمود مختار
- بمتحف محمود مختار ( 5ش التحرير بجوار نادى القاهرة الرياضي ) يقام حاليا المعرض الاستيعادى للفنان حسن محمد حسن بعد نحو أربعين عاما من الفن والذى يستمر حتى 25 سبتمبر الحالى .
- والفنان الكبير حسن محمد حسن طبيب جراح يبلغ من العمر 83 عاماً , بعد تخرجه فى كلية الطب عمل جراحا فى مصر ثم سافر إلى أمريكا ومكث بها 5 سنوات وفى إحدى زياراته لمصر .
- أقنعه أشقاؤه بالبقاء .. درس فى مدرسة الأقباط بشبين الكوم ثم مدرسة قؤاد الأول الثانوية بالعباسية حيث انضم لجماعة الرسم , وحينما كان فى المدرسة الثانوية رسم صورة بالألوان للملك فاروق , فأرسل الملك للمدرسة عن طريق رئيس الديوان أحمد جسنين باشا , خطاب شكر , فكان الطالب مبعث فخر لإدارة المدرسة والطلبة , وكانت المدرسة تقيم مسابقات فى مجالات مختلفة فنظموا مسابقة فى الرسم وأحضروا صفحة من كتاب الأيام للدكتور طه حسين وكان فيها أنه مريض ويرقد على سريره وبجواره والدته وجارتها اللائى جئن لزيارته فرسم الفنان صورة لولد مريض أسند رأسه إلى شباك سرير نحاس وصدره مفتوحا وأسفل قميصه صحفية , حيث كان الطفل يصاب بالبرد يضعون على صدره بعض أوراق الصحف لحمايتها من البرد , وحصل على الجائزة الأولى وكانت قيمتها 20 جنيهاً وحين نجح فى الامتحان التحق بكلية الطب مجاناً .
- يقول الفنان حسن محمد حسن ذات مرة جاءنى أحمد أبو الفتوح وقال لى : ( قامت ثورة يا حسن ) وأعطانى مجموعة صور للرئيس محمد نجيب وأنا درستها جيدا وكان الحدث جليلا , وهز العالم كله , وقال لى إنه مطلوب منى أن أرسم شيئا يليق بالحديث الذى سيتابعه العالم كله وكانت الصورة على مستوى عالى جداً وشديدة العبقرية وكأنك ( تحسس ) على وجهه ... ونشرت فى معظم الصحف العالمية وكنت موقعا على الصورة وفي اليوم التالى جاءنا من البكباشى جمال عبد الناصر , أنه على الاستعمار أن يحمل عصاه , ويرحل وإلا سنقاومه بالحجارة والعصى وأول صورة لجمال عبد الناصر نشرت فى جريدة (المصرى) أنا من رسمها .
- رسم أعمال نجيب محفوظ ( بين القصرين ) و (السكرية) وبيت من الطين و( قصر الشوق) ورسم ليوسف السباعى لوحات لكل رواياته تقريبا مثل ( بين الأصلال ) و ( إنى راحلة ) و ( رد قلبى ) الفنان حسن محمد حسن وهو الذى صمم الماكيت الأساسى لمجلة ( صباح الخير ) وهو صاحب ( اللوجو ) المميز لها فقد التحق للعمل بالقطعة فى مجلة روزاليوسف , وكان مازال طالبا فى كلية الطب مما أخره 5 سنوات فى كلية الطب , وفكر فى الإنسحاب من ( رزو اليوسف ) فطلبت منه فاطمة اليوسف أن يعمل فى المجلة التى كانت تنوى إصدارها وهى (صباح الخير) .

الأهرام 24 /9 /2009
مصور الملاحم التاريخية والشعبية والفلسفية
- هو الرسام الملون .. صاحب اللوحات الزيتية الصرحية والموضوعات الملحمية. بدأ مشواره عقب عودته من إيطاليا سنة 1933، وبعد ثلاث سنوات قضاها فى أكاديمية فينيسيا لدراسة الفنون. أثار ضجة فى عالم التصوير الزيتى، فى مدرسة الفنون والزخارف (الفنون التطبيقية حاليا) التى تخرج فيها سنة 1929، وعاد إليها مدرسا..
- حسن محمد حسن من رواد الحركة التشكيلية المصرية المعاصرة . إلا أنه لأمر ما، لم يتبوأ مكانته بين الرواد الكلاسيكيين المعروفين : يوسف كامل وراغب عياد ومحمود مختار ومحمود سعيد ومحمد ناجى. ربما لأن هؤلاء من الجيل الأول الذى ولد فى نهاية القرن الماضى. لذلك يحتسب من الجيل الثانى الذى ولد فى العقد الأول من القرن العشرين هو وزميله سعيد الصدر (1909 - 1986) رائد فن الآنية .
- الريادة فى أحد جوانبها هى الأولوية الزمنية. كما أن الأول إبداعيا من حيث الأفكار والأسلوب رائد أيضا. وحسن محمد حسن يجمع الاعتبارين: فهو أول مصور للموضوعات الملحمية التاريخية، فى ثوبها الأكاديمى والتقليدى. فالرسم والتلوين الزيتى انقسم فى عصر الرينيسانس (النهضة) إلى ثلاثة أنواع تسمى `جنر` هى: البورتريه أو رسم الوجوه.. والطبيعة الصامتة أى موضوعات الزهور والأوانى والفاكهة والخضراوات.. والتكوينات الملحمية التاريخية، ثم أضيفت إليها فى القرن السادس عشر المناظر الطبيعية التى كانت من قبل مجرد خلفيات للنوعيات الثلاث الأخرى .
- حتى عودة حسن محمد حسن من أوروبا، لم تكن قد ظهرت على الساحة التشكيلية فى مصر، الموضوعات التاريخية والفلسفية، إلا فى بعض روائع محمد ناجى (1888 - 1955). لكن حسن محمد حسن بدا وكأنه كرس حياته لرسم وتلوين الموضوعات التاريخية والدينية والفلسفية والقومية، بأسلوب تشخيصى بطبيعة الحال . ويعتبر إلى جانب ريادته التشكيلية فى التصوير الزيتى، رائد فى أدبيات الفن التشكيلى، فقد وضع مؤلفات فى تاريخ الفن والمذاهب المعاصرة ، تعتبر من بواكير حركة التنوير. ساعده على إنجازها أنه كان يتقن أربع لغات قراءة وكتابة وحديثا ومحاضرة هى: الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية. كان يمتلك موهبة تعلم اللغات، هو وشقيقه الراحل محمود محمد حسن الذى كان يتقن بدوره أكثر من عشر لغات!!
- تحدث حسن محمد حسن عن الظروف التى أحاطت بلوحة :` الحاوى` الصرحية التى كانت باكورة ابداعه: عقب عودته من البعثة. روى أنه تأثر بذكريات الطفولة. ففى شارع الملكة نازلى ( رمسيس الآن) ، بالقرب من المكان الذى تشغله مستشفى الدمرداش حاليا، كان يقع فى ميدان يسمى ` المحمدى ` ينعقد فيه ما يشبه السوق، حيث يقوم الحواة بألعابهم المثيرة، ولاعبو الثلاث ورقات، والحرفيون المتخصصون يعرضون لوحات تفترشها صور من النماذج، التى يرغب القرويون فى رسمها بالوشم على أذرعهم وصدورهم ووجهوهم، وبائعو الكتب الذين كان يتردد عليهم وهو دون العاشرة . كان كتاب الأدب الصغير والأدب الكبير لعبد الله بن المقفع، من أوائل الكتب التى قرأها فى ذلك الزمن البعيد.
- هذا الجو المشحون بالغرابة والإثارة والجاذبية، كان يبهر الطفل ويشد مشاعره وينطبع فى ذاكرته حتى تجسد بعد أكثر من عشرين عاما فى لوحة عملاقة، تمتد أفقيا إلى أكثر من ثلاثة أمتار.. هى لوحة الحاوى .
- أثناء وجود حسن محمد حسن فى إيطاليا، تصادف أن أقيمت دورة بينالى فينسيا . فوجئ وهو الملتزم بالأساليب الاكاديمية، بأجنحة هذا المحفل الدولى العريق وقد غصت بلوحات وتماثيل تخرج على المعايير التقليدية. حين نقل هواجسه إلى أستاذه الإيطالى ` دى ستيفانى ` نصحه بقراءة تاريخ الفنون، خاصة ما يتعلق بالعصر الحديث، لكى يدرك ما يدور حوله ويتمكن من تقييمه وتذوقه. إزداد نهمه للقراءة من ذلك الحين. الأمر الذى جعله يتطور بأسلوبه ومواهبه إلى آفاق أكثر رحابة. فالثقافة بالنسبة للفنان كالأجنحة للطائر كلما استطالت وعظمت ، إستطاع أن يرقى إلى عوالم تعز على الآخرين.
- هكذا تخلى حسن محمد حسن عن أسلوبه الأكاديمى عبر مشواره الطويل . نلاحظ ذلك فى خروجه عن النسب أحيانا، والمنظومات اللونية المبتكرة والخطوط الموسيقية التى تصنع فيما بينها ما يسمى ` أرابيسك` أصبحت له شخصية فنية يمكن التعرف عليها من بين مئات اللوحات فى المعارض الجماعية، ليس فقط من خلال تكويناتها الملحمية وموضوعاتها الفلسفية وتعبيراتها الدرامية، وشخوصها ذات الحركات الصعبة، بل أيضا بلمسات فرشاته القوية، واستخدامه للألوان الزيتية بحيوية وجاذبية، لا تبارح خيال المتلقى بعد أن يتأملها ويسبح فى أجوائها الشعرية .
- يبدو أنه حين ذكر فى أحاديثه ورسائله أنه لجأ إلى ` المودرن نيزم ` أى ` الحداثة ` إنما قصد إلى تعميق التعبير بصدق عن مشاعره المرهفة . أراد أن يقول كلما صدق لشعبه وللإنسانية، عن طريق مخاطبة العقول والقلوب - ومن المعروف فى سيكولوجية الإبداع الفنى - ضرورة توفر عامل ` التقبل الاجتماعى`. لقد حقق بذلك المعادلة الصعبة بين الارتقاء بالأداء الاستطيقى والجمالى، والقرب من وجدان جماهير الذواقة وعقولهم. نسج على منوال الرواد الذين لا يقيدون أحاسيسهم وحرية تعبيرهم ، داخل أقفاص هم صانعوها بدعوى الالتزام الفنى. لم يكن لحسن محمد حسن مذهب بعينه ، بل كان ينطلق حرا على قماش لوحاته فى تعبيرات صادقة عامرة بالأفكار والفلسفة والمشاعر. لا يملك المتلقى إلا أن يستجيب لها بالتأمل وما يعرف بالموقف الاستطيقى المنزه عن الغرض، بل والرعشة الروحية التى وصفها الفنان الفيلسوف الروسى: فاسيلى كاندينسكى (1866 - 1944).
- لم يتركنا الفنان حسن محمد حسن فريسة للتخمين، وبذل الجهد فى التعرف على أفكاره وفلسفته، فقد أوضح وجهة نظره قائلا: ينبغى أن يرقى الفنان إلى مستوى الموضوع الذي يرسمه: أداء وفكرا وإحساسا . يصبح حرا بعد ذلك فى أسلوب التعبير. الموضوعات التى أصورها هى التى تفرض ابتكار الأسلوب الذى أتبعه ` كما فى لوحات: ` الفكر جوهر الوجود` و` الباحثون عن الحقيقة ` و`خلق الكون` . وقضايانا القومية، فى طليعتها القضية الفلسطينية `.
- كانت الروابط قوية بين حسن محمد حسن وحركة المجتمع المصرى .أبدع العديد من اللوحات فى هذا المضمار، تتعلق بفلسطين وثورة يوليو والتضامن العربى. من تسطيح الأمور والمفاهيم أن نتصور أن اللوحات ذات المضامين الاجتماعية مجرد صور دعائية ، وليست أعمالا إبداعية استطيقية . التاريخ حافل بالروائع الفنية، التى تصور الأحداث التاريخية والموضوعات القومية روائع مثل: الحرية تقود الشعب` للفنان الفرنسى ` يوجين دولا كروا ` (1798 - 1963) التى تغنى فيها بانتصارات نابليون بونابرت ولوحة : ` إعدام الثوار` للرسام الأسبانى فرانشسكو دى جويا (1746 - 1828) التى أدان فيها بربرية جيوش نابليون حين غزت بلاده، والبورتفوليو أى الألبوم الذى أبدعه بطريقة الحفر أى الطباعة اليدوية (الجرافيك) حيث صور المآسى المفجعة التى تخللت الغزو الفرنسى ولوحة `جيرنيكا ` لعبقرى القرن العشرين بابلو بيكاسو (1881 - 1973) الصرحية، التى أدان بها وحشية الديكتاتور فرانكو واستعانته بطائرات ألمانيا النازية، لتدمير قرية ` جيرنيكا ` الصغيرة الوادعة وهدمها على رؤوس أهلها ،أثناء الحرب الأهلية الأسبانية 1920. وتمثال `نهضة مصر` للمثال المصرى الملهم محمود مختار (1891 - 1934) الذى أبدعه تعبيرا عن روح ثورة 1919، واكتتب الشعب لإقامته ويعتبر من معالم الحداثة الفنية فى النحت. يجمع بين المضمون القومى والقيم الاستطيقية الحديثة ،التى أشار إليها أكبر نقاد فرنسا، حين حضر لتأبين فناننا العبقرى بعد رحيله.
- تلك الروائع وغيرها، التى أنجزها كبار الفنانين عبر التاريخ، تزيد من قيمة الفنان وقدراته الابداعية . فجنوح حسن محمد حسن للقضايا القومية ، لم يخفض من مستوى إبداعه ، بل أضاف إليه قيمة ونبلا . هذا ما يفعله الفنان المعاصر اليوم ، فى الثقافات الأولى: أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية. غالبا ما يضحى هذا الفنان ببعض الأبعاد الاستطيقية لحساب المضمون الاجتماعى والإنسانى. يقول الناقد والمؤرخ الإنجليزى ادوارد لوسى سميث فى كتابه العودة عن ` الفن فى السبعينيات ` : يصل الحماس للفنانين أصحاب الكونسبتوال آرت - الفن الإدراكى - إلى الخروج فى مظاهرات للدفاع عن آرائهم الاجتماعية.
- ليس صحيحا ما يتردد على لسان بعض الفنانين عن ` المضمون الشكلى` فالمضمون شىء مختلف عن الشكل صحيح أن العلاقة بينها داخلية علاقة الشىء ببعضه وليست بشىء آخر. المضمون جوهر والشكل مظهر، والخلط بينهما ضرب من ` الديماجوجية ` الكلام الفارغ من المعنى. قد يكون له دوى، لكنه لا يكاد يخرج من بين الشفتين حتى تذروه الرياح .كان حسن محمد حسن فنان الفكر والفلسفة، والإيمان الصادق بشعبه، الابداع الاستطيقى المثير الجذاب. ولما كان ينحدر من أصول دينية، إتجه فى كثير من الأحيان ، إلى التعبير عن أفكار صوفية، نلتقط من بين روائعه العديدة فى هذا المجال لوحة بعنوان `خلق الكون` وصفها بنفسه قائلا: ` فى منتصف اللوحة قبعة تمثل اليد الإلهية،. تتشعب منها صور متنوعة فى طليعتها عالم الأجرام السماوية فعالم الإنسان بألوانه المختلفة فعالم النبات كالأشجار وغيرها فعالم الحيوان بين مستأنس ومتوحش. فعالم الماء وما يضعه من أحياء كالأسماك والأخطبوط.
- الأسم الكامل للفنان هو: حسن محمد حسن الفقى. ولد فى حى شبرا فى القاهرة وتخرج فى مدرسة الفنون والزخارف المصرية وبدأ حياته العملية رساما مع البعثة العلمية لدراسة آثار فلسطين. بعد ثلاث سنوات أوفدته وزارة المعارف العمومية (وزارة التعليم حاليا ) لدراسة الأساليب الفنية لزخرفة الأوانى الزجاجية فى كل من تشيكوسلوفاكيا وألمانيا وإيطاليا حيث استقر فى مدينة فينسيا.، لفرط شغفه بالرسم والتلوين كان يختلف الى معهد زخرفة الزجاج صباحا، ويتردد مساء على أكاديمية الفنون لدراسة فن الرسم والتلوين والتشريح وتصميم اللوحات والمعايير الجمالية الكلاسيكية.
- عاد إلى أرض الوطن مدرسا فى المدرسة التى تخرج فيها، والتى تغير اسمها بعد عشر سنوات (1941) إلى `مدرسة الفنون التطبيقية العليا` ثم تحول اسمها للمرة الثانية سنة 1953 إلى كلية الفنون التطبيقية بعد عودته من أوروبا تمكن المنافسون من زملائه من إبعاده ثلاث سنوات عن كليته إلى التفتيش على مدرسى الرسم فى التعليم العام. إلا أن ثورة يوليو أعادته إلى مكانه وردت له اعتباره الأمر الذى أرسى فى صدره شعور الولاء والامتنان للثورة التى أقرت العدالة وردت حقوقه المسلوبة . أصبح أستاذا فى الكلية ورئيس قسم لمواد الرسم والتلوين وتاريخ الفن وفلسفته. وأبدع سلسلة من اللوحات الزيتية المبهرة تصور فضائل وإنجازات الثورة.
- لو أننا ألقينا نظرة على الأسماء التى أطلقها حسن محمد حسن على لوحاته .لاستطعنا أن نستشف أبعاده الذهنية والثقافية والمسار الإبداعى لمواهبه فهو لا يلتزم بمذهب فنى معين، وإنما يتغير التعبير بتغيير الموضوع، وكثيرا ما ينتهج أسلوبا رمزيا تلعب العناصر المرسومة دور الكلمات فى القصيدة الشعرية أو القصة الروائية . نؤكد فى هذا السياق أن ` الروائية ` مازالت تعيش فى مراسم فنانى الثقافات الأولى فى أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية (راجع كتاب فن السبعينيات - الطبعة الإنجليزية) .
- تراوحت موضوعات حسن محمد حسن بين التغنى بالأمجاد.. والحياة الشعبية.. وقصص التاريخ .. والأفكار الفلسفية والصوفية. نضرب أمثلة بلوحات : `دير ياسين` التى تصور وحشية الصهيونية سنة 1948 ولوحة `عائدون` حيث جمهرة من الفلسطينيين يتجمعون على بعد ويشيرون بأيديهم إلى مدينتهم السليبة على مرمى البصر.. أما عن معارك بورسعيد أيام العدوان الثلاثى فأبدع سلسلة من اللوحات بينها رائحة بعنوان ` المناخ ` تصور بطولات الشعب البورسعيدى` .. وفى لوحة ` صلب المسيح مرة ثانية` صور فيها عربيا مصلوبا، يتكالب من حوله رجال من مختلف الجنسيات يدقون جسده بالمسامير.. أما فى القصص الدينى فقد رسم لوحات بينها `موسى والثعبان` يظهر فيها فرعون مصر بين الحراس والحاشية والسحرة . يبدو أنها تحقيق لفكرته عن إمكان إحياء التراث المصرى والإسلامى بأسلوب جديد . كما صور مشاهد الحياة الشعبية كما فى لوحة ` السقاء ` حيث يملأ أحدهم صفائح الماء. أما فى التعبيرات الفلسفية فنلتقى بلوحات ` لفكر جوهر الوجود ` و` الأزمان الثلاثة تصويرا عن الماضى والحاضر والمستقبل، ولوحة تعبر عن العقل الباطن والواعى والمثل الأعلى.
- بالرغم من مئات اللوحات المثيرة الجذابة المنوعة المواضيع البديعة الأداء ، لم يتبوأ هذا الرسام الملون الكبير مكانته فى تاريخ الفن المصرى المعاصر . ولما كان متحف الفن المصرى الحديث خاليا من روائعه، فقد اقتنى مؤخرا ست لوحات بينها صرحيتين تمتد الواحدة منهما أفقيا إلى أكثر من ثلاثة أمتار.
بقلم: مختار العطار
من كتاب ( رواد الفن وطليعة التنوير فى مصر والعالم العربى)
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث