`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
مصطفى رحمة
مزاج مصطفى رحمة فى بيكاسو
- من قلب قاعة بيكاسو بالزمالك وبأسلوبه وفنه ومزاجه الرائق يعرض حاليا الفنان مصطفى رحمة أعماله الفنية التى غلب عليها طابع المزاج الرائق، بالمعنى الإيجابى وليس السلبي، وذلك تحت عنوان «مزاج». وجاءت لوحاته اغلبها بألوان الاكريلك والرصاص وحبر على ورق وأخرى متخللها خامة الكولاج.
ويقول الفنان عن معرضه إن الأمزجة تختلف باختلاف الأشخاص، وتختلف من عصر إلى آخر، وقد سمى معرضه «المزاج» لانها حالة سيكولوچية يمرُّ بها الجميع من دون تفرقة. والمقصود بالمزاج الرائق فى لوحاته هو البال الصافى الحالم. فنجد فى لوحاته دندنة لأنغام موسيقية حالمة لزمن مر، فيه كانت الحياة أكثر رحابا وعمقا وفهما ومقدرة على إنجاز أشياء تبعث السرور للفرد. فالحب، أو سماع أُغنية، أو مشاهدة فيلم، أو وأنت تأكل، وأنت تصنع فنجان قهوة بمزاج، تختلف لو تمت ممارستها فى عجلة، أى من دون «مزاج». وباختلاف الزمن تَغَيَّرَ «مزاج» المصريين، عما كان قبل أن تداهمهم ثقافة ما كانوا يعرفونها، ليُغيِّب معها المزاج الإيجابى فتغيرت أحوال وحياة المصريين من الرائق إلى السيئ إلى أخرى خالية من «المزاج الرائق». ومن هنا جاء معرضه «مزاج» والذى تتحدث فيه لوحاته عن الأمزجة الرائقة والراقية فى وقت فقد فيه الشعب راحة البال وارتبط بوتيرة الحياة العملية .
- والجدير بالذكر أن مصطفى رحمة أطلق على أول معرض له عنوان: «هوانم زمان» والذى عبِّر فيه عن حنينه إلى الماضي، وبحسب جمهور أُم كلثوم المُبهج والمُبهر الجميل الذى نراه يومياً، كان يصنع السعادة لكى يحياها طالما جاءت «ساعة الحظ»، أو مثلما كانوا يطلقون عليها، ويتفاءلون بها عند «اللعب بالورق»، أو بالجلوس مع صُحبة جميلة، وكانوا يقولون: «ساعة الحظ لا تعوض»، حيث يصعب تكرارها فى كل الأوقات. ولأننا فى الأغلب نُكْثِرُ من ممارسة فعل المُقارنة، فإن النتائج تأتى مُخيبة لنا، لذلك حاول الفنان قدر استطاعته أن يعمل تشكيلياً على حالات «الروقان» التى لا تفارقه بعد كل ما رأى وعاش فى المراحل السابقة.
بقلم : نادين حمامة
2017/2/3 - الأهرام
الفنان الفارع مصطفى رحمة
- كان ودوداً للغاية، متواضعاً لأقصى حدود التواضع، إنساناً قبل كل شيء، أجبره طوله الفارع كهرم عالٍ أن ينحني قليلاً لكي يمنحني فرصة عناقه.
قال لي بود : إزايك يا عبد الرحمن، ظرت له (و آخال حدقتا عيني قد إتسعتا بشكل مفرط على غرار الرسوم المتحركة عندما يوحي إتساع الحدقة بحالة سعادة مفرطة) ، وقلت : تمام بخير إنت زيك يا أستاذ مصطفي عامل إيه، بجد أنا سعيد جداً.
- المكان واللحظة فرضت علي أن أجيبه بلهجة مصرية - رغم أن لا أغير من لهجتي عند الحوار مع أي أحد - وبعد لحظات عندما إستعدت توازني النفسي جلست برفقته للحديث، فكان حديثاً ذو متعة .
- في حديثه، كان محباً جداً لمصر، ذو إطلاع واسع و معرفة كبيرة بتاريخها، حدثني عن الفراعنة و فنونهم و معابدهم، كنت أحاول في كل لحظة أن أسجل ما يقوله كي لا يفوتني شيء، و لكي أستطيع المداخلة فيما يقوله، و كان هو من سعة الأفق بحيث يتوقف قليلاً متأملاً ليعطيني الفرصة للتعليق أو التعقيب.
تجربته مع `مجلة ماجد` شيء يشعره بالفخر، قال لي `كنا بضعة رسامين و أوكلت لنا مهمة تأسيس مجلة ماجد، بدايات بسيطة و أدوات أبسط، و كبر الحلم و دخل بيوتاً عربية من الخليج إلى المحيط`، و يعقب على كلامه بالتأكيد على أهمية أن يكون للطفل العربي هويته الخاصة من خلال مجلة تعبر عنه، بصبغة عربية و ليست مستوردة، و هنا يدخل الحديث أيضاً عن الهوية التي يجب أن يعمل عليها الرسام لنفسه.
- مصطفى رحمة رسام الكاريكاتير المصري الذي عمل في جريدة جريدة الإتحاد الإمارتية كرسام كاريكاتير، ثم تكليفه من قبل إدارة الصحيفة مع اخرين بتأسيس مجلة الأطفال `ماجد` عام 1979، فولج عالم رسوم الطفل بقوة تاركاً بصمة محفورة في وجدان مئات الآلاف من الأطفال العرب، حتى ان بعض المصادر تعرفه برسام الأطفال الذي يمارس الكاريكاتير، و ليس رسام الكاريكاتير الذي إنتقل إلى فنون الأطفال.
- مصطفى رحمة مازال حتى اللحظة مستمراً في مجلة ماجد، وهو أحد مؤسسيها و مصمم أغلب شخصياتها، و صاحب الشخصية الشهيرة `كسلان جداً` التي دائماً ما تذيل بتوقيعه، هو فنان تشكيلي بإمتياز، إستطاع أن يحافظ على شعرة رقيقة بين جميع الفنون التي يمارسها، من مواليد المنصورة 1952، عاد إلى مصر عام 2007 بعد ان توقف عن رسم الكاريكاتير ليتفرغ لرسوم الاطفال و الفنون التكشيلية، و هو والد فنان الكاريكاتير هشام رحمة.
- يقيم حالياً معرض `ن`، وهو معرض زينه بثلاثين لوحة تشكيلية عن المرآة، التي يصف نفسه أنه مايزال مبحراً في عالمها، سيستمر المعرض حتى 16 أذار /مارس الجاري ، في قاعة دروب في القاهرة، منطقة جاردن سيتي.
بقلم : عبد الرحمن الجعبرى
الحياة - 2014/3/12
` مزاج ` رحمة .. مذاق مختلف
- حالة جديدة تماما خرج بها الفنان مصطفى رحمة فى معرضه الذى استضافه مؤخرا جاليرى بيكاسو بالزمالك تحت عنوان ` مزاج ` .. لتتأرجح أعماله الجديدة بين حالة من الثراء والزخم الشديد فى المفردات - وهو الأمر الذى لم يعتده المتلقى فى أعمال رحمة التى كانت تعتمد فى الغالب على البطولة الفردية أو الثنائية على الأكثر - وبين التلخيص الشديد الذى وصل فى بعض الأحيان لاختفاء الملامح تماما والاعتماد على الخط الخارجى الذى يحدد ملامح الهيكل الخارجى للموديل .
- كتب الفنان سمير فؤاد معلقا على تلك الأعمال قائلا: رصع رحمة كل لوحة على غير عادته بعدد كبير من الشخوص والرموز حتى لتبدو اللوحة بهذا الكم من الزخم وكأنها تريد الخروج من مساحتها المحدودة لتحتل جدارية كبيرة. وعندما تتأمل تلك اللوحات تجد أنها تشترك فى نفس المفهوم وإن اختلفت فى معالجاتها اللونية .. فى كل منها هناك مركز بصرى للوحة يشكل صرة تدور حولها بقية العناصر .. يشغل هذا الحيز شخص أو اثنان من شخوص رحمة المألوفة .. عروس على حصان أبيض أو غادة بضة تعزف على آلة العود أو عروس وعريس .. حول هذه الصرة تتناثر شخوص وأشياء نتعرف عليها من لوحات رحمة السابقة .. قط وهدهد وحمامة ... قرد وراقصة .. هلال وشمس ..وجه يحاكى وجوه الفيوم .. ملاك هائم ومهرج بملابس مزركشة ... اللوحات تعكس عالما خياليا ملىء بالبهجة والفرح وخلو البال .
- والحقيقة أن مصطفى رحمة لايكاد يترك رمزا من الرموز التى تنتمى لمصر بمختلف المراحل التاريخية إلا وقد وظفه، حالات متعددة منها الليلة الكبيرة والموالد ، ورحلة العائلة المقدسة، والمقهى ، والعازفون وغيرها .. ففى لوحة واحدة تجد المهرج والحصان المجنح والراقصة ولاعبتى الشطرنج وعازف الطبلة إضافة إلى أحد وجوه الفيوم وحكاية العائلة المقدسة وغيرها، حتى لايكاد يخلو جزء صغير من اللوحة من حكاية جديدة وشخصية مختلفة .. وفى لوحة أخرى تجلس المرأة البطلة فى مركز اللوحة تضع يدها على خدها مهمومة التى هى ربما ترمز إلى مصر فيما تمر به من أزمات، بينما تتنوع الحكايات حولها مابين العازفين ، ولاعبى الشطرنج والمهرج ، وعلى مستوى أعمق يمكنك أن تلمح وجه السادات الذى يكاد يختفى فى طرف اللوحة، وبمزيد من القرب تجد أحد أعمال الجزار مع إهداء له .. لتبدو الطبقات التى تشكل اللوحة ثرية وبحاجة للتأمل عدة مرات كى تصل فى النهاية لانطباع إنها مصر بطبقاتها المتعددة المتتالية ..
- وإضافة إلى المشاهد المختلفة التى قدمها رحمة ، فقد قدم تنويعات متعددة باستخدام خامة الإكريلك التى طوعها لتعطى المشاهد حالات مختلفة وكأنه استخدم أكثر من خامة ، فتارة يستخدم الإكريلك مباشرة ليمنح المشاهد انطباع الزيت ، وتارة يخففه ليعطى الانطباع بالألوان المائية ، وتارة يستخدم التوال ، وتارة يستخدم الخيش مستفيدا من سطحه الخشن وتأثير ملمسه فى النتيجة النهائية ، وتارة يستخدم الأقلام الخشبية الملونة على ورق أبيض، ومابين الألوان الزاهية والأبيض والأسود ، وبين زخم اللوحة وهدوئها خرجت سيمفونية رحمة هذه المرة .. لتتمتم مأخوذا `جميل ` .
- أما عن اختيار ` مزاج ` عنوانا للمعرض فهو وإن عكس حالة المزاج الفنى الذى نتجت عنه هذه الأعمال ؛ فإنما هو أيضا يعكس جوهر الموضوع الذى تكرر فى عدة أعمال، حيث يقول رحمة : من المؤكد أن مايعنينى هنا هو ` المزاج الرائق `، بالمعنى الإيجابى وليس السلبى، فالأمزجة تختلف باختلاف الأشخاص. والمقصود بالمزاج هو الحالة التى نكون فيها ` رائقى البال` .
- أراد رحمة أن يقدم ` المزاج الرائق` ، الذى كان يغلب على طبائع المصريين فى ` زمن فات ` أو حسب تعبيره : ممارستهم للحياة التى كانت أكثر رحابة وعمقا، وكانوا أكثر فهما لكينونتنا . ففعل الحب ، أو سماع أغنية ، أو مشاهدة فيلم ، وأنت تصنع فنجان قهوة بمزاج ، لهى أمور تكون مختلفة كلياً عما وأنت تمارس كل هذه الأفعال بعجلة، أى من دون` مزاج ` ؛ لذلك تأتى النتائج عكس ماتوقعت : ` بنقول عليها سايطة `... مثلما هى حياتنا الآن ` سايطة ` !
- يضيف رحمة : من دون سعى منى جاء معرضى هذا ، وكأن هناك وشائج مشتركة بينه وبين معارضى الأخرى من قبل ، فقد أطلقت على أول معارضى عنوان ` هوانم زمان` وكأنها ` نوستالجيا ` ، نعبر بها عن حنينا إلى الماضى وهذه الحالة تعتبر فى علم سلوك الشعوب فعلاً خاطئاً ، فالمفترض أن يكون الآتى أجمل ، ولكن الحقيقة بالفعل أنه كان زمان ` الأمزجة الراقية ` ، وبحسب جمهور أم كلثوم المبهج والمبهر الجميل الذى نراه يومياً ، كان يصنع السعادة لكى يحياها طالما جاءت ` ساعة الحظ `، أو مثلما كانوا يطلقون عليها ، ويتفاءلون بها عند ` اللعب بالورق ` ، أو بالنرد ، مع صحبة جميلة ، وكانوا يقولون :` ساعة الحظ لاتعوض ` ، حيث يصعب تكرارها فى كل الأوقات .
- وإذا كانت حالة المزاج الرائق هى أكثر ماشغلت رحمة ، فقد انشغلت أثناء تجوالى فى المعرض بالعصفور الذى تكرر كثيرا وكأنه تميمة ، وجدته أحياناً داخل القفص وأحياناً أخرى خارجه ، أخبرنى رحمة أنه استخدم عصفوره فى بعض الأحيان كحالة جمالية ، أما فى أعمال أخرى فكان هو رمز الحرية .. تلك الحرية التى ربما مارسها رحمة لتقديم ماهو غير مألوف فى أعماله .. تلك التجربة الثرية التى ستمتد فى معرضه القادم بمزيد من الكشف .
بقلم : منى عبد الكريم
أخبار الأدب 5-2-2017
أحداث معارضه بقاعة بيكاسو بالزمالك: `مزاج` مصطفى رحمة يحتفى بالمرأة
- تتصدر المرأة لوحات الفنان مصطفى رحمة.. حيث تعتبر روح واصل ابداعة، يحتفى بها بأسلوبه الخاص الذى لا تخطئة العين ويضعها في اطار طبيعتها الشرقية متفردة في معظم أعماله.. انها ` الهانم` حينما قدمها في معرضة السابق `هوانم زمان` .
- يرسمها في حالة من القناعة بدورها المحوري داخل مساحات من البهجة اللونية تسعد رائيها حتى وإن اختزال تفاصيلها وكتل في مساحات وانحناءات جسدها في نسب اختارها بإرادته، جالسة دائما في جلسات متنوعة ميزها بالخطوط المنحنية التى تجذب العين في متابعتها داخل العمل، حيث تتراكب الكتل الناتجة عنها لتبدو وكأنها قطع تجاورت لتكون جسد المرأة .
- في معرضه الجديد الذى افتتحه في قاعة بيكاسو بالزمالك منذ ايام انس وحدة المرأة في اللوحة بدخول عنصر جديد لم يؤثر على طغيانها، لكنه خلق حوارا اضفى الغموض على العمل والدهشة في العلاقة، واكتفى باستخدام خامة الاقلام الملونة الناعمة برقة وازن بها رؤيته المتجددة حتى لا تطغى ضربات فرشاته على المضمون الذى يبتغيه..
- `مزاج` هو العنوان المثير للمعرض . وعنه
- يقول الفنان: ` من المؤكد أن ما يعنيني هنا هو ` المزاج الريق` بالمعنى الإيجابي وليس السلبى، فالأمزجة تختلف باختلاف الاشخاص، و ` المزاج` يمثل حالة سيكولوجية يمر بها الجميع دون تفرقة، والمقصود بالمزاج والذى سيرافق لوحاتي في هذا المعرض هى الحالة التى نكون فيها ` رائقي البال ` بمزاج إيجابي وسار ` المزاج` هو حالات زياراتنا لها شحيحة، لذلك هناك من يختلقها بسلوك متفائل`.
- قدم الفنان مصطفى رحمة مجموعة اخرى من الاعمال الملحمية تصدرتها وقامت ببطولتها المرأة ايضا.. عبر فيها عن حياة المصريين وطبائعهم المتنوعة الشعبية منها . والتراثية التى يجترها معبرا من خلالها عن مضمون العنوان، يقول الفنان: ولأنى معنى بالمزاج الرائق الذى كان يغلب على طبائع المصريين في ` زمن فات` حين ممارستهم للحياة التي كانت اكثر رحابة وعمقا، وكانوا اكثر فهما لكينونتنا التى لا تذهب بالعقل الى حدوده القصوى، لذلك كان ولا بد من ممارسة ` المزاج` بمعنى القدرة على انجاز اشياء تبعث لديك السرور ففعل الحب أو سماع اغنية أو مشاهدة فيلم أو حينما فيلم او حينما تأكل او وانت تصنع فنجان قهوة شريطة ان يكون مزاجا رائفا- لهى امور تكون مختلفة كليا عما وانت تمارس كل هذه الافعال بعجله أي من دون `مزاج` مثلما هى حياتنا الان.
- لذلك يعبر الفنان فى اعماله عن الحنين الى الماضى ويؤكد على أن `مزاج` المصريين قد تغير بعد ان داهمنهم ثقافة ما كانوا يعرفونها لتخلوا حياتهم من المزاج الرائق وتتحول الى السيئ، يقول الفنان: جاء معرضى هذا بناء على كل ذلك بعدما تولد بين المصريين طاقة سلبية وكأنما هناك من سعى لان يغيب المزاج الإيجابي للمصريين لأعيد مذكرا بهذا الماضى والحنين إليه حالة اجترار لزمان الجمهور المبهج والمبهر والجميل الذى كان يصنع السعادة لكى يحياها طالما جاءت ساعة الحظ وكانوا يقولون: ساعة الحظ لا تعوض، حيث يصعب تكرارها فى كل الاوقات، ولأننا فى الاغلب نكثر من ممارسة فعل المقارنة ، فأن النتائج تاتى مخيبة لنا.
- ويعترف الفنان مصطفى رحمة بأنه يحاول قدر استطاعته أن يعمل على حالات ` الروقان` التى لا تفارقه بعد كل ما راى وعايش فى المراحل السابقة التى رسم خلالها بالوان ذات بهجة وجوها لطالما علقت فى ذاكرته.
بقلم : د./ محمد صبرى
مجلة : نصف الدنيا ( 20/1/2017)
`هوانم` مصطفى رحمة يتجسدن فى `فانتازيا` تشكيلية
- ما أحلم به هو فن من التوازن، والنقاء، والصفاء. خاليا من المواضيع المزعجة أو المحبطة، لذا أبذل قصارى جهدى فى ابتكار فن يمكن للجميع فهمه، أريد لفنى أن يكون مهدئا، وذا تأثير لطيف على العقل، أريده أن يكون شيئا ما يشبه الكرسى الجيد الذى يوفر الراحة بعد أن تلقى عليه جسدك المتعب`.. هنرى ماتيس.
- هذه الكلمات تمثل بدقة تجربة الفنان الكبير مصطفى رحمة، الذى استضافت قاعة `بيكاسو` بالزمالك معرضه الأخير `فانتازيا`، حيث عبر فيه بانطلاق وحرية تامة عن `هوانم زمان`، الموضوع الأثير لدى الفنان، فهو يعيده إلى زمن عاش فترة قليلة منه، ويبهجه استعادته، خاصة بعدما فقدت الحياة الحاضرة كثيرا من قيمتها، فيستدعى العقل ذكريات الماضى.
- يؤكد `رحمة` تأثير `كوكب الشرق` على تجربته الفنية، شارحا لـ `الأهرام`: `كان لجمهور الست أم كلثوم الأثر الكبير لتوجهى الفنى، النساء منهن، بل قل الهوانم خاصة، فهن بطلات لوحاتى، تنظر إليهن فيأخذنك إلى زمان مضى ولن يعود، يتمايلن مع آهات الست، ويطربن لتعدد المقامات اللحنية واختلافها، هن صاحبات مزاج رائق يحببن الدنيا وتحبهن`.
- ويضيف مستدعيا ذكريات غالية: `الشاى لديهن له طقوس، يتناولهن ساعة العصارى، مع قطعة جاتوه طازجة من جروبى، أو لعله فنجان قهوة، ببن مطحون بمطحنة منزلية صغيرة، لتكون القهوة طازجة، إيذانا بسهرة خارج البيت، لا مانع أن يرتدن سينما أُعدت لاستقبال جمهور محترم، والسينما أيامها كانت كالمحراب، الرجال غالباً ببدلات (شاركستين) بيضاء اللون، والنساء يرفلن فى فساتين بلون الحياة، وإذا كانت السهرة منزلية، فستجمع الأصدقاء أو الأقارب لتضمهن (التراسينة) أو (البلكون)، يأتيهن صوت أم كلثوم من جهاز (فونوجراف) أو (ريكوردر) وغالباً (راديو)، فتجدهن دائما يؤثرن المزاج الرائق كأيامهن الجميلة دوما`.
- كان لخبرة الفنان مصطفى رحمة فى الرسوم الصحفية والقصص المصورة لأعوام طويلة مع مجلة `ماجد` الإماراتية، ما أفاده كثيرا فى تحقيق معادلة تجمع بين سرعة الأداء مع رصانة التكوين والطبقات اللونية الغنية، التى تشكلت من الألوان الذهبى والأصفر والأحمر، مع بروز التفاصيل الحيوية التى تملأ لوحاته حركة وألفة فى وجود الحيوانات الأليفة والطيور والآلات الموسيقية التى تكاد يسمع المتلقى ألحانها بأذنيه، وذلك جنبا إلى جنب مع العنصر البشرى، ممثلا فى المرأة المسيطرة بقوتها وجمالها، والرجل المحب أحيانا والخاضع أحيانا أخرى والذى يرمز إليه فى مرات بالديك، وتكاد اللوحات التى تضم مجاميع تضج بصوت الحركة، وأمام كل لوحات رحمة، يشعر المتلقى أن هناك رابطة تجمعه بأبطالها.
- وعن البطل فى لوحاته، يشرح الفنان مصطفى رحمة: `رسمت عصرا كانت المرأة تملأ الدنيا فيه ضجيجا بجمالها وإن كان للاحتشام وجود، فكان اللسان يعف عن أسماعنا ما نسمعه اليوم ونمرره وكأن هذا هو السائد`.
- ويستطرد: `فآثرت أن أخلدهن من خلال لوحات تعبر عن زمان ولى ولن يعود وأرجو أن أكون قد وفقت، تجاه من أحببتهن وأشفقت عليهن فى الوقت نفسه، فبالرغم من أننى لم أعش سوى نتف من تلك الأيام الماثلة فى ذاكرتى من خلال أقاربى قاطنى القاهرة فى أزمنة سابقة، وكذلك الحال مع جمهور أم كلثوم الجميل، والذى لم أره الآن إلا من خلال صور غير نقية بالأبيض والأسود، ولكنها مبهجة بأناقتهم، ففى هذه الصور، تشدوا الست، وتتمايل النساء، ونتحسر نحن مرددين مع الست: (وعايزنا نرجع زى زمان، قول للزمان ارجع يازمان)؟ ولكن هيهات..؟`.
- والفنان مصطفى رحمة من مؤسسى مجلة `ماجد`، وقد تفرغ للرسم منذ عشر سنوات، له عدة معارض خاصة ومشتركة، حاز جائزة الأمير طلال ابن عبدالعزيز آل سعود عام 1992، وجائزة الكتاب بدار الأوبرا المصرية عام 2004، له مقتنيات لدى الأفراد ومعهد العالم العربى فى باريس.

بقلم : أمانى زهران
جريدة : الأهرام ( 19-12-2022 )
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث