`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
وليد عادل محمود عبيد
فنان الضوء
ـ تتوهج عند الفنان / وليد عبيد منظومات إبداعية مختلفة .. وذات محاور ابتكاريه خاصة تعود بذاكرتنا إلى عصر النهضة وعبقرية ` ريمبرانت ` الفنان الهولندى الذى جعل من الضوء علامة وفلسفة ورمز وبناء وقيمة تعبيرية خالصة .. داخل مناخ مكتظ وملتف بالغموض والقتامة يقتحمه الضوء بجلال وبسحر غير مسبوق .
ـ ويجىء بنا الفنان / وليد عبيد ليعكس شأن الضوء فى الظلام وينسج للضوء مهاما جديدة رحبه على مساحة الحياة كأنه يخرج الضوء من الأشياء ويكشف عنها الظلام .. لتنطلق نماءً وجمالاً وتعبيراً صادقاً .. ويتحول الضوء ديناميكياً .
بارداً ودافئاً وممتزجاً بنسيج الأشياء .. ويصح أن نقول النسيج البصرى المشع الباعث للضوء .
وتتواصل حلقات التكامل بين الرؤية الإبداعية والبنائية والتعبيرية للفنان ، وكما نرى البعد التركيبى للمفردات بما يتواكب مع نسيج الرؤية المتكاملة حيث التفاعل ... والاندماج .
أ. د / أحمد نوار
معرض ( ما قبل الطوفان ) جاليرى ضي - يناير 2020
فى قاعة بورتريه .. شخصيات تفكر وتحزن وتحلم
- فلسفتى فى الفن هى رسم الإنسان .. وأهوى تصوير الواقع الذى يتغير باستمرار
- الفنى بالأشخاص ، وعبر عنهم فى جميع لوحاته ، وخرها تلك التى عرضها فى قاعة ` بورتريه ` حيث ضم معرضه الجديد نحو 27 عملا اختارها الفنان من مراحل مختلفة له منذ عام 1992 وحتى الآن ، صور خلالها الأشخاص فى حالات مختلفة ، واحتلت المرأة السمراء أغلب الأعمال ، رسمها فى أثواب متعددة ، وفى مواقف مختلفة تارة أمام المرأة ، أو تشاهد التليفزيون ، كما تجلس على السرير ، تفكر أحيانا، وأحيانا أخرى تجلس هادئة متأملة وأحيانا نشاهدها مستلقية مستعدة للرسم .
- صور أيضا حالات التعب والإرهاق حينما يفكر المبدع فى الخوض فى تجربة جديدة ، فنرى فى لوحتين أشخاصه تسترخى على الأرض بجانب أدواتهم ، مثل آلة التصوير الفوتوغرافى بجانب بالته اللون ، وفى اللوحة الأخرى نشاهد شخصا بجانب قلمه وأوراقه ، كما عبر الفنان عن المرأة والرجل الهرمين يجلسان هادئين وكأنهما فى حالة من زهد الحياة .
- فى أعماله الأخيرة تتأرجح إحدى فتياته على الأرجوحة ، كما تجلس الأخرى بشكل غير تقليدى على الكرسى ، وفى بعض اللوحات الأخرى الصغيرة الحجم رسمها مستلقية فى أوضاع متنوعة للرسم ولم يكتف الفنان بالتعبير عن المرأة وحسب ، بل عبر أيضا عن الكثير من الأحداث الدرامية فى عدد من لوحاته كأزمة رغيف العيش ، حيث صور الأشخاص بأعمارهم المختلفة من شباب لأطفال لعجائز أيضا فى طابور العيش ، تحمل وجوههم تعبيرات بائسة لصعوبة حصولهم حتى على رغيف العيش كما صور الفنان رجلا جالسا عارى الظهر تبدو عليه علامات الجلد والجروح، للتعبير عن إحدى ممارسات التعذيب التى يمكن أن يشهدها الإنسان .
- وببصيص من الأمل ، ينتقل بنا عبيد ليرسم لوحات عن الزهور ، كما يرصد حالة الولادة فى إحدى لوحاته عند خروج روح بريئة جديدة للحياة ، وفى لوحة أخرى ترتسم فرحة طفل يحمل أخاه الصغير المولود فى حنان .
- يتميز الفنان بمجموعة لونية خاصة ، تحمل صفة ترابية ، فهو يرسم الواقع الذى يعيشه الإنسان المصرى فبيئته ذات السماء الرمادية ، والأشجار المتربة ، ولذلك انعكست على أعماله ألوان تلك البيئة .
- ويرسم الفنان أحيانا بعض الاسكتشات قبل رسم لوحاته ، خاصة الكبيرة ، وفى أحيان أخرى يرسم الموديل على اللوحة مباشرة ، كما يستخدم الألوان الزيتية فى أعماله، والتى تصنع بعض الملامس بواسطة الكتل اللونية التى تصنعها الفرشاة خصوصا فى لوحات الورد .
- يقول الفنان عن أعماله : أرى أن أهم شئ فى الفن التشكيلى هو رسم الاشخاص، لأن من يرى الأعمال يتصور بها نفسه أو يبحث عنها، حتى فى لوحات الورد يشاهد الأشخاص ما يشبههم ، بل ويعجب بقدرة الفنان فى التعبير عنها فى الواقع ، وهذا بصرف النظر عن رؤية النقاد الذين ينظرون للأعمال من منظور أخر كالتكنيك والخطوط والألوان .. فأنا فلسفتى فى الفن هى رسم الإنسان ، كما أننى أهوى تصوير الواقع الذى يتغير باستمرار ، كشخصيات الناس وطباعهم ، والجو العام وشكل الشوارع ، فبالتالى تتأثر أعمالى بتلك التغيرات فى حـالة من التطوير ، فالفن لابد أن يكون مـرأة للواقع .

الأهرام الدولى - 2010
الجسد والطبيعة ثنائية وليد عبيد فى بورترية
- الجسد الإنسانى والطبيعة، موضوعان رأى فيهما الفنان وليد عبيد اتحادا من نوع خاص، فقدمهما معا فى معرضه المقام حاليا فى قاعة ` بورتريه `، وضمنه أحدث أعماله الفنية فى مجال التصوير الزيتى، الطبيعة فى أعمال عبيد طبيعة مرسمية، نحس أن عناصرها محبوكة التوزيع والتكوين، وكأنها تتأنق لالتقاط صورة ، أما الألوان فنجدها مميزة يغلب عليها اللونان الأبيض والأسود، لاعبا علي التضاد اللونى، وبينهما تكمن العديد من الدرجات اللونية، التى تغلب عليها الألوان الترابية، يبتعد خلالها عن استخدام الألوان الصريحة والصارخة، صانعا من ضربات فرشاته اللونية خطوطا تتجاور وتتقارب في توازٍ، أحيانًا يكون شديد الاستقامة، وأحيانا أخرى فى ليونة مؤكدًا ليونة ملمس القماش الذي يرسم عليه باختلاف ثنياته .
- يجيد الفنان اللعب بمستويات اللوحة layers، من خلال ترك شفافيات تساعده عليها طريقة استخدامه للألوان الزيتية، من خلال تكرار وعمل عدة مستويات تتفاوت تبعا لتتابع وتكرار وضع الطبقة اللونية، أعماله مسطحة الألوان، على الرغم من أنها شديدة التجسيم في آن واحد، وذلك من خلال استخدام عجائن لونية سميكة يضعها الفنان بنظام الطبقات المتراكمة فوق بعضها على مسطح اللوحة القماش الخشن، مراعيا ملء مسام `التوال` باللون مما يعمل علي إثراء المسطح وإضفاء نوع من التجسيم عليه .
- موضوعاته تنوعت بين الشخوص الإنسانية والطبيعة الصامتة التى يغلب عليها الترتيب الدرامى لموتيفات لوحاته مثل: الكتاب والساعة والتليفون القديم وغيرها، كما يتناول الطبيعة الحية من مناظر طبيعية للأشجار وغيرها، نراها موزعة بين لوحاته في إحكام واضح، بأسلوب شديد الواقعية على الرغم من مقدار الروحانية التى تغلفها .
- تتميز لوحات الفنان `عبيد` بالتكوين المحكم فى لوحاته، يوزع مفرداتها بشكل هندسى ويتنوع منظوره بين المنظور العلوى والمنظور الأمامي، شخوص لوحاته نراهم متداخلين بشكل درامي مع محيطهم الذي يغلب عليه القماش الأبيض، فأحيانا ما يظهرون فى حالة انفصال فى التكوين وأحيانا أخري نراهم فى حالة تجانس لونى يعطينا الإحساس بأنهم جميعا شىء واحد .
- الإضاءة فى أعماله نراها أحيانا إضاءة مسرحية ` موجهة ` ويظهر ذلك حين تناوله للطبيعة الصامتة بالرسم، ونري إضاءته للوحة في حالة رسمه للمنظر الطبيعى إضاءة كونية مبتعدا عن تسليط الضوء المباشر - الإضاءة المثاليةعلى مفردات لوحاته مما يعمل على إضفاء مسحة جمالية عليها .
أحمد سميح
روزاليوسف - 2010
وليد عبيد ... و دراما الواقعية التعبيرية
- تأتى أعمال وليد عبيد حاملة معها تلك اللحظة من الصمت الواقع بين جملتى حوار وأشعر معها بأننى فى حالة استنتاج لما كان عليه مشهده قبل وقوفى وأن على أن أتوقع ما هو آت من حوار من خلال دلالات صاغها فى سهولة ويسر إلا أنه حملها بذلك العمق فى المغزى فطرح طرحا ينحاز إلى دراما الواقع متخذا من تعبيريته الواقعية قاموسا لتبسيط المعنى دون أن يخل باستعراض براعته كواحد من القلائل الذين يمثلون الواقعية الجديدة فى وقتنا الحالى فاللوحة لديه تحمل تلك السهولة التى يهواها أهل الشرق فى قراءتهم البصرية للعمل التشكيلى .. نظرا لأوجه التقصير المجتمعى فى التوجيه والتعليم وصقل العقول منذ الصغر فالتجريد والمفاهيمية ولغة المثقفين المركبة صارت لغة صعبة القراءة فى مجتمع يلهث وراء لقمة العيش وتحاصره إمكانات تعليمية وصحية وثقافية متواضعة وعلوم شبه منقوصة ومنهجية فى تزيف المعتقد عن عمد وحالات من الوصايا فى الدين والثقافة والهوية وغيرها من آفات العصر وتأخذ أعمال وليد عبيد ذلك المنحى الذى يتخذه البناء الدرامى للقصة إن جاز تشبيهى فهى تبدأ ( بمقدمة منطقية ) تتمثل فى تفصيلات المشهد وأوضاع أبطاله وأزيائهم ومفردات عصرهم ثم تتقدم فى طور البناء لنجد فيها (أحداثا ) تمثلها تفصيلات تتأرجح بين السلب والإيجاب ويمثلها مفردات العمل وتفصيلاته التى تبعث بدلالات تمثل السلب والإيجاب من وجهة نظره إلى أن نصل إلى ( العقدة ) والمغزى ويمثلها فى مشهده حالات التعبيرية فى الانفعالات التى تعتلى وجوه شخوصه ولغة أجسادهم إلا انه يترك المرحلة الأخيرة وهى ( الحل ) إلى المتلقى ليجد لنفسه دورا فى تلك العملية ثلاثية الأبعاد ( الفنان .. العمل الفنى ..المتلقى ) .
- وأعمال وليد عبيد من صنف الأعمال الحاملة للمغزى والمتحدثة عن المسكوت عنه والطارحة لقضايا مجتمع لديه ذلك الغرام بمفهوم رواية الرائع / فيدور دستويفسكى ( مذلون ومهانون ) كما أن أعماله تميل إلى عدم التكرار والذى أعتقد أنها من سماته الشخصية رغم احتمال موضوعاته للعديد من مرات التناول إلا أنه يختزل مفهومه تجاه قضية ما فى مشهد واحد أو أثنين على الأكثر مما يجعل أعماله ولوحاته عالقة فى ذهن المتلقى تاركة بداخله هذا الإحساس بالتميز تجاه الفنان تارة وتجاه طرحه ومشهد لوحته تارة أخرى .
- والعمل الفنى لدى وليد عبيد كمصور يحمل تلك الدرجة من الكلاسيكية والتى يفضلها أهل هذا المذهب وإن كان لكل منهم ذلك الاختلاف فى التناول وخاصة فيما يتعلق بالتقنية والمرحلية إلا أن كلاهما مشبع بتلك الحالة الصارمة من الطقوس التقنية التى يجد فيها الكلاسيكيون نوع من المتعة فى صناعة وإخراج منتجهم الإبداعى ويشعرون معه بتلك الرتبة المميزة لهم عن غيرهم من المصورين فى الاتجاهات الأخرى .
- وتأتى مرحلة السنوات الخمس الأخيرة فى مسيرة وليد عبيد الإبداعية لتمثل مفترق طرق نظرا لما شهدته من نضج على مستوى المفهوم والمغزى من جهة وعلى مستوى التقنية والأسلوب من جهة أخرى فقد صارت أعماله سردا لتراكمية الحرفة والأسلوب وكذلك لتطور المفهوم ونضوجه لديه وربما لا يتسع المقال لتناول موضوعات طرحه فى تلك المرحلة بصورة تتناسب مع ما قدمه فيها إلا أن هناك بعض الأعمال التى جذبتنى أكثر من غيرها وظلت عالقة فى ذهنى بصورة كبيرة .
- ولقد جاءت لوحة البورتريه للفنان الكبير ( بليغ حمدى ) فى منزلة مميزة من إهتمامى نظرا لكونها عبرت عن قراءتى لواقعيته التعبيرية كما أراها فهو منذ مرحلة اختيار الشخصية والتى مثلها الموسيقار الكبير بليغ حمدى والتى تنم عن محاولته لتكريم مبدع طالما أسعدنا وأطرب آذاننا بألحان صارت (موازين ) القياس لأجيال من المطربين لقد استطاع وليد عبيد أن يحقق معادلة التصوير الصعبة والتى يزل فيها الكثيرون فقد أقنع المتلقى بتلك الثنائية التى تضم الشكل والروح بل وزاد فيها التعبير والزمن والمشيب واستراحة المحاربين والفرسان وجاء عوده ليمثل سيف الإبداع لديه ورغم قبضه على عوده قبضة تحمل واقعية المشهد إلا أنها جاءت بدلالة أعمق فأشعرنى بإتكاءه عليه فى هرمه وأحله محل السند فى آخر العمر ولا أعرف كيف أوصلنى إلى ذلك الإحساس بتصدير بليغ حمدى تلك النظرة التى تمتلئ بالعتاب الموجه منه وبدا فى اللوحة معاتبا جاءت اللوحة فى غاية التعبير وحافظ فيها على الكلاسيكية الفوتوغرافية الخاصة بالواقعية وجاءت ألوانها لتعكس واقعا ينم عن انطباعنا عن شخصية (بليغ حمدى ) والذى أكده بلون منديل الرقبة .
- أما أعماله عن سيوة فقد جاءت نموذجا من نماذج الواقعية التوثيقية سواء على مستوى الطراز المعمارى المتمثل فى قلعتها الشهيرة ( شالى ) وطرازها المعمارى الفريد ومواد بنائها المحلية وملاطها ( الكرشيت ) وأشعرنا من خلال ملامسه ومناظيره و الزوايا التى تناول منها مشاهده بواقعية المشهد ومنظوره . ومن زار سيوة سيشعر بدهشة تفوق من لم يزرها عند التعامل بصريا مع واقعيته التوثيقية لتلك العمارة المميزة والتى تحاكى المشهد الأصلى لدرجة كبيرة سوء على الناحية البصرية أو من الناحية الحسية أما المستوى الثانى للواقع التوثيقى فقد جاء من خلال تناوله لطبيعة الواحة الصحراوية والتى مثلتها لوحته عن أحد المناظر الطبيعية لبعض الحشائش الجافة وجذوع الأشجار المقطوعة على حافة البحيرة لقد جاء المشهد نموذجا فى الواقعية المصحوبة بلمساته الساحرة ولا أجد من يجاريه فى هذا السحر سوى لوحات الفنان/إبراهيم الدسوقى التى تناولت مشاهد مشابهة وإن كان لكل منهما أسلوبه ومفهومه ومذاقه الخاصة وتناولانه الخاصة به .
- أما لوحة (القواد) والتى جاءت متوجة لمجموعته عن المرأة والتى جاءت نموذجأ لدراما اللوحة والمشهد والتى مثلت لحظة الصمت المشبع بالحذر والواقعة فى منتصف مرحلة العقدة الدرامية فقد نجح فى إجبارى على الدخول إلى قلب الحدث كطرف ثالث يشهد قصة القواد والغانية بما لتلك القصة من جذور ضاربة فى التاريخ الإنسانى ونماذج عديدة مختلفة التناول إلا أنه مارس حرفته فى مشاركتى باختيار تفاصيل ماقبل تلك اللحظة من سياق للأحداث وما لبعدها من أحداث مرنة تقبل وضع النهايات لكل متلقى على حده أو ممارسة توقع أحداث تدفع للاستمرارية إلا أنه كمصور للواقعية التعبيرية مارس طقسا مغايرا لمدرسته واتجاهه من خلال وضع شخصية كل من القواد والغانية فى وضع انحصار بين خلفية المشهد والتى تمثلها منظر لحمام بتفصيلة سخان مياه ومقبض لمناشف وبلاطات تكسو الجدران ومقدمة المشهد والتى تمثلها طرفا لسجادة ومكنسة يدوية والتى استعرض فيها حرفته فى ممارسة التقنية ويظهر جليا عدم عبثية المشهد أو عشوائية انتقاء تفاصيل المقدمة والخلفية رغم ابتعاد وضعية كلا المشهدين عن الواقع .. والعمل من صنف الأعمال التى تحتمل التأويل الحر والإدراك الدرامى لكل لمتلقى على حسب ثقافته واستنباطه..
- وقد سبق لوحة (القواد) العديد من الأعمال التى انصبت على خصوصيات المرأة بشكل عام والتى صاغها وليد عبيد فى أوضاع غير نمطية حيث صورها فى خلواتها وأوضاع جلوسها واسترخائها أثناء قراءتها ومثلها فى تلك المساحة من الحرية وغالبا ما حملت كل لوحة من أعماله مغزى خاص بها حفزه على العمل إلا انه ترك للمتلقى نفس تلك المساحة التى يمارس فيها خياله صناعة قصة كل عمل وانطباعه عن كل شخصية ليصنع دراميته الخاصة حسب مفهومه وثقافته وتدرجه فى الهرم الطبقى لمجتمعه.
- لقد استطاع وليد عبيد أن يصنع من خلال طرحه طرقا ودروبا لمفاهيمه وآراءه ليعبر عنها فى وضوح محمل بدلالات .من خلال تلك التعبيرية التى صاحبت شخوصه وأبى أن تخرج أعماله ممثلة لحالة اللقطة الواحدة بما لها من جمود ورتابة فأضفى عليها تلك التعبيرية التى صنعت هذه الفوارق الدرامية التى أثرت عمله ووثقته بصريا لدى المتلقى فكان وليد عبيد واحدا ممن مارسوا دراما الواقعية التعبيرية.
ياسر جاد
صفحة الناقد على الفيس بوك
وليد عبيد يفضح متناقضات المجتمع عبر لوحاته
عندما يصور الفن معاناة الأنثى وقبح المجتمع فى صورة واحدة
-عبر لوحاته التى تندرج تحت الواقعية التعبيرية ذات المسحة الترابية .. رسمها الفنان وليد عبيد فى أثواب متعددة وعلاقات مختلفة .. المدللة والمكسورة .. الشيطانة والمقهورة .. العاهرة والمضطهدة .. رسم مصر وتناقضاتها .. رسم واقعها السياسى والاجتماعى والاقتصادى .. ورغم أن لوحاته لم تقدم لنا حلولا لكنها قدمت وجهة نظر للعديد من القضايا التى تمس مجتمعنا .. نوعا من إعادة الطرح والصياغة للمحفوظات الاجتماعية .. تكاد تكون من المحرمات المجتمعية التى لايجب التطرق إليها ..
- عبر أحدث لوحاته التى تستضيفها قاعة ضى للفنون التى تنقلنا بين معاناة المرأة وصراعها وآمالها ومشاكلها على مدار عقود .. فى تحد للعادات والتقاليد التى يفرضها المجتمع .. نجد بين كل لوحة وأخرى قصة جديدة .. يرويها لنا عبر مفرداته ورموزه .. يمكن للمشاهد أن يراها خلال نظرة رسمت منكسرة على وجوه فتياته .. أو لون عبر عن رؤية البعض للفتاة كأنها قطعة من اللحم يسهل شراؤها .
- أطلق عبيد على لوحة تعبر عن زواج القاصرات عنوان ` مشهد الجريمة `.. صور فيها طفلته مرتدية طرحة الزفاف ومازالت ضفيرتها الصغيرة معقودة .. أجلسوها خلف قضبان السرير تنتظر ذاك العجوز الذى اشتراها بثمن بخس .. فأثار الجريمة واضحة على جانبى اللوحة .. حقيبة المال وعكاز قديم يدهس الورود .
- وبسبب الأحداث المتلاحقة للهجرة غير الشرعية وعواقبها التى تصيب الشباب وأهاليهم ... وصور عبيد عبر لوحة ` المهاجر ` أحد الشباب مستلقى على الرمال كإحدى ضحايا الهجرة غير الشرعية .. وإلى جواره فتاة غير مكترثة لما يحدث وتظل تنظر بتمعن لجواز سفرها وحلمها هى الأخرى بالهجرة .. ليعبر عن حلم الهجرة سواء بالجسد أو بالروح .
- وعلى الجانب الآخر يفاجئنا عبيد بنسخة حديثة من الإلهة إيزيس عبر لوحة ` إيزيس تتأهب ` حيث أن إيزيس هى رمز الانتقام والصبر والولاء .. حتى يحين الانتقام .. أخذت ابنها حورس وذهبت به إلى المستنقعات حتى يحين وقت الإنتقام وتسحق ` ست` إله الشر .. بينما` إيزيس ` ذات الشعر الدموى تجلس على سلم مدخل دار عتيقة بإحدى العشوائيات بثقة وحرية .. تربض فى ثوب أبيض مشقوق الصدر والجانبين .. على جانبيها نجد طائراً ربما ` حورس ` .. وقطا ربما الإلهة `بس ` تراقب فى حذر وعدائية .. ذلك الحى الفقير الذى يتأهب لثورة .
- فيما تكشف لنا لوحة ` المطرقة ` تفشى الظلم والفساد عبر مواسير الصرف المتراصة .. وعلى الجانب الآخر يضع عبيد الميزان والمطرقة كرمز للعدل .. وعبر لوحة ` القواد ` صور عبيد مصر على أنها الفتاة المغلوبة على أمرها المنكسرة بينما ذلك الرجل المهندم ذو الوجه العبوس هو سر وصولها لما آلت إليه .. تعمد عبيد تضييق الغرفة ووقوع المكنسة على الأرض .. لنجده فى اللوحة التى تليها يختار لها عنوان ` ثورة مكانس ` لتصطف المكانس فى وحدة وثبات .. واختار المكانس القديمة كدلالة على قدم الأزمة التى وصلت إليها مصر بأنها ليست وليدة اليوم وإنما على مدى عقود مضت .. على جانب اللوحة الأيمن يظهر جهاز راديو غير متصل بالكهرباء بل مقطوع السلك .. ربما دلاله على غياب دور الإعلام الحقيقى لتوعية الناس .. ومن اللوحات ذات دلالة رمزية أيضاً لوحة ` المسيح الآن ` مصلوبا متمسكا بمفتاح العودة .
- أما لوحة ` لحم حلال ` يصور فيها نظرة العقول الرخيصة حيث يتساوى لحم المرأة عندهم مع لحم الحيوان فكلها فى نظرتهم تلبية للشهوات ..ومن نفس المنطلق نفذ عبيد لوحة ` كشف عذرية ` ليصور من يفكر بهذه الطريقة كالقرد الجالس فى إنتظار الكشف على الفتاة داخل غرفة متهالكة فى إشارة إلى تهالك العقل والفكر .. أما المنظار متجه ناحية القرد وليس المرأة .. وكأنه هو المفضوح وليس هى .. بينما هى تسخر منه وتفخر بأنوثتها التى ليست عيباً عليها .
- فيما تطرق عبيد لتصوير فتيات الليل من منظور مختلف .. فعبر عنهن بأنهن ضحية مجتمع وربما يحتاجن لبعض المساعدة حتى يصبحن مواطنين نافعين .. سجل ذلك عبر لوحة ` بنات الليل الشرفاء ` حيث تجلس الفتاة تنظر للمال نظرة الحسرة على ماوصلت إليه نتيجة الحاجة .. ولوحة ` إمرأة حرة فى السجن ` رغم نظرة المرأة فيها المنكسرة إلا أنها تعبر بلغة الإشارة عبر مكان وضع يدها التى تعنى أنها حرة .. فى ثورة على السيطرة الأبوية والتقاليد المجتمعية التى لاحقتها منذ صغرها واستخدم عبيد للتعبير عن ذلك رمز ` الهون ` على يسار اللوحة لتوصيل فكرته .
- بينما لوحة ` شكرا ` نجد فيها فتاته مرتدية جلبابها الأبيض تحاول أن تستجمع كبرياءها دون ندم على أمانيها الضائعة أمام الرجل الذى لم يظهر منه سوا ظل بسيط لرأسه على الأرض قبل رحيله .. رسم عبيد الباب المتهالك مفتوح على مصراعيه .. وتقف هى غير آسفة على فراقه وخداعه لها .
- وفى لوحة ` مستقلة ` تظهر فيها فتاته داخل دورة المياة تفكر بعدما لون الشيب شعرها رغم صغر عمرها .. وجلست تتفكر على ماذا افنت عمرها .. تراقب قطتها المشردة ، بينما تراقبها السماء من نافذة فى الممر .. ولكنها ارتضت واقعها أن تكون حرة ووحيدة .
- رسم عبيد لوحات أخرى تعبر عن حالات مختلفة للمرأة مثل لوحة ` هل تحبنى ` ولوحة ` أفكار جريئة فى الحب ` ولوحة ` انتصار الحب ` .. كما عبر خلال لوحة ` الزانى ` عن رؤية بعض الأزواج لزوجاتهم بأنهم مجرد عبيد للجنس .
- وصور عبيد جانباً آخر من الحياة الاجتماعية خلال لوحة ` المنبوذ الوفى ` حيث يصور سيدة يظهر على جسدها ملامح قسوة الزمن بعدما دبل شبابها لتجلس ذات الجسد السمين بجانب كلب أهلكه الزمن أيضا والجرى وراء صاحبه ليعبر عن فطرة الرحمة السليمة وتبادل الوفاء فى زمن ندرت فيه تلك الصفات .
- واتجه بنا عبيد إلى منحى أخر فى لوحة ` ضرورة الحضن ` معبرا عن احتياج وجود من نحب أو بالأحرى أن نكون فى حضن من نحب، حتى تنتعش الروح بالطاقات الإيجابية المفعمة بالحياة .. تعمد عبيد إضافة بعض التفاصيل كوجود منبه وقدم طفل .. فى إشارة إلى ضرورة إختطاف ولو لحظات عاطفية حانية، من الحياة براح ، وان ضاق الزمن .
- ولايفوتنا الذكر أن مع كل قصة يرويها لنا عبيد عبر فرشاته .. كانت نتيجة لتأمل واقترابه من حياة الناس الحقيقية .. فيجمع صوره كاملة داخل مخيلته بكل عناصرها ومفرداتها .. ثم يعبر عنها مستعينا بموديلاته الأقرب للفكرة .. فيدرس كل نقطة فى اللوحة دون إغفال لأى جزء آخر حتى الطبيعة الصامتة التى تواكب الموديل تأخذ الاهتمام ذاته مستخدما ألوانه الترابية بالإضافة للون الأبيض المفضل لديه زى لموديلاته أو باقى مفردات المشهد .
- وجدير بالذكر أن الفنان وليد عبيد من مواليد الجيزة عام 1970 وتخصص فى فن التصوير، وحصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم تصوير جامعة حلوان عام 1992 وأقام العديد من المعارض الخاصة والجماعية من بينها معرض بالمركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى 1994 ، 1996 .. ومعرض بقاعة إبداع بالمهندسين 2007 ومعرض بقاعة ( بورتريه ) فى باب اللوق مارس 2010 ، ومعرض( لوحات ثائرة) بقاعة ( نهضة مصر ) بمركز محمود مختار الثقافى بمتحف محمود مختار يناير 2013 .. كما حصل على عدة جوائز منها، جائزة التصوير (الثانية ) صالون الشباب السادس 1994 وجائزة التصوير ( التشجيعية ) صالون الشباب السابع 1995 ، الجائزة التشجيعية فى المعرض القومى للفنون التشكيلية الدورة (24) 1995 والجائزة الكبرى فى معرض مراسم سيوه 2014 .
شيماء محمود
الكواكب 14-2-2017
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث