`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
هانى صلاح محمد راشد الزياتى
بين الأبيض والأسود .. جرافيك من نسخة واحدة يعكس حياة القاهرة ونهضة فلورنسا
- يختار هانى راشد للوحات معرضه قطعا صغيرا `قطع ورقة الطبعة ` وتقنية غير شائعة بين فنانى الجرافيك `المونو برينت ` التى يشرحها بقوله : لا تختلف المونو برينت فى طريقتها فى الطباعة عن تقنيات طباعة الجرافيك العادية إلا أن تميزها يأتى كما يتضح من اسمها أنها تقتصر على طباعة نسخة واحدة للوحة فيما ينتج فنان الجرافيك عادة عدة نسخ تصل إلى ثمان من عمله الواحد مما يجعل من اللوحات المنتجة بتقنية المونو برينت لوحات فريدة ومرتفعة القيمة الفنية والمالية كذلك.. يسيطر على المعرض - كما هى عادة هانى راشد فى معارضه - الزهد الشديد فى الخطوط والميل للتلخيص واستبعاد التفاصيل الزائدة الا ان ذلك الزهد فى التفاصيل يتجاور فى هذا المعرض مع التقشف الشديد فى استخدام اللون ليصير الابيض والاسود بدرجاته هما المسيطران بشكل مطلق على لوحات المعرض العديدة .
-يظهر فى المعرض التفوق العددى لمشاهد فلورنسا مقابل تلك المشاهد القاهرية وأن حملت مشاهد القاهرة دفئا وحياة لا تظهر فى لوحات المدينة الايطالية، فى مشاهد القاهرة ينقل هانى راشد مشاهد من الحياة اليومية، لقطات بسيطة الا أنها عامرة بالحكايات.. أسرة تجلس لمائدة شبه خاوية، صورة تحوى وضعا تقليديا يميز صور العائلات الا أن الزوجة والأبناء تم استبدالهم بمجموعة من الأصدقاء وكأنهم عائلة بديلة، رجل يداعب قدم حبيبته النائمة وكاتب صحفى يجلس خلف القضبان.. كلها مشاهد قد تلمح فيها ظلا لذكرى خاصة لديك أو مشهدا من فيلم شاهدته أو تشابها ملحوظا مع موقف أو شخص تعرفه .
- هذه الحياة التى تمتلئ بها لوحات `القاهرة ` تم أزاحتها تماما فى لوحات فلورنسا التى تسيطر على جدران قاعة العرض وهو ما يفسره هانى راشد بقوله: هذا المعرض هو نتاج ورشة عمل ذاتية بين القاهرة وفلورنسا، ووجدت أن تجربة فلورنسا تستحق أن تعرض بكاملها باعتبارها حدثا لمرة واحدة وتجربة لن اعود إليها لاكررها بينما القاهرة حية وحاضرة فى جميع معارضى بمظاهر مختلفة وهذا هو سبب التفوق العددى للوحات فلورنسا بالمعرض .
- اما فيما يتعلق بسيطرة الايقونات والمشاهد المنقولة على تجربة فلورنسا على عكس القاهرة فيقول : أنا مهتم بفنون عصر النهضة، ويستهوينى الرسم والحفر والنحت الخاص بهذه الفترة مما دعانى لبدء تجربة استلهام تلك الفنون فى مجموعة لوحات نقلت اليها ايقونات ولوحات ومشاهد من المتاحف والكنائس والشوارع .
- بفلورنسا الايطالية وهذا قد يعكس التصور الخاص بانسحاب الحياة من اللوحات الا انه يبقى تصورا غير صحيح فالايقونات لم تنقل كما هى بل تم تجريدها واعادة بناء العلاقات بينها ودمجها فى بنية فنية جديدة دون ان تخرج عن الاسلوب الفنى الذى يميز هويتها فى الرسم والخطوط والابعاد، كايقونات قادمة من عصر له خصوصيته المميزة .
- خطوط هانى راشد تحمل طفولة واضحة تجعلها اقرب للرسوم الكاريكاتورية، فهو لا يعنى بالابعاد والنسب الخاصة بتكوين الجسد او الوجه ولا يلقى اليها بالا ويفسر هانى راشد ذلك قائلا `احاول دوما ان أكون بسيطا وتلقائيا أثناء الرسم، أنا لم أدرس الفن ولهذا لا ابالى بما يعده نقاد الفن التشكيلى خطأ، وما يتضح فى المعرض من بساطة فى الخطوط وميل للبساطة هو جزء من روح العمل وروحى الفنية بشكل عام ` .
- روحة الفنية `كما يسميها ` تدفعه دوما الى التجريب فكل معرض لهانى راشد ينطوى على تقنية مختلفة أو خامة جديدة يستخدمها فبين الكولاج ، والرسم يستخدمها فبين الكولاج، والرسم على الفوتوغرافيا، والتصوير الكلاسيكى، ثم المونوبرينت تتنوع معارض راشد وخاماته، ويعلق على هذا التنوع فى حديثه للاهرام المسائى بأنه يميل إلى التجريب بشكل عام لانه - ككل فنان - يعرف ان بداخله مساحات ابداعية لم تكتشف بعد، مضيفا أنه يبحث من خلال التجريب على تكنيك يمكنه الاستقرار عليه .
- يرى هانى راشد ان كل تجربة تمثل للفنان لبنة فى بناء فنى، وان التجريب لا يعنى اهدار قدرات ابداعية او اهدارا زمنيا فكل تجربة تأتى بجديد ان لم يضفه الفنان اليها، فانها حتما تضيف اليه .
عزة مغازى
الأهرام المسائى - 2010
لطخ لوحاته باللون الأسود هانى راشد : نهدم الماضى لنبدأ صفحة جديدة
` هانى راشد ` فنان تشكيلى شاب ، قدم العديد من المعارض وعبر عن رؤيته صراحة من خلال رسوماته ، حتى فوجئ بأن له ملفاً لدى أمن الدولة ، فلجأ إلى العمل على موضوعات غربية لمدة خمس سنوات إلى أن قامت ثورة 25 يناير فأحس أنه آن الآوان لأن يقوم هو الآخر بثورة ، فأعلن عن تبرئه من أعماله السابقة وقام بشطبها باللون الأسود وقدمها للناس فى معرض ` الثلج الأسود ` ..
ولمعرفة حقيقة ذلك التقته ` الأهرام العربى` وكان هذا الحوار `
لماذا شوهت أعمالك ثم أعلنت تبرؤك منها فى معرض ` الثلج الأسود ` ؟
فى عام 2005 كان لى معرض فى ` شامبليون ` رسمت فيه عساكر ، وكانت دعوة الافتتاح مرسوماً عليها عسكرى يقف بظهره ، فلم يعجب هذا أمن الدولة ، بما يعنى أن العسكرى يعطى ظهره للشعب ، فاستدعونى وطالبونى بوقف كل ما له علاقة بالأمن ، ووضعوا لى ملفاً لديهم وحذرونى من تكرار ذلك ، فاتجهت للرسم عن موضوعات غربية لا علاقة بها بأى قضايا محلية مصرية ، وبعد فترة نظرت إلى تلك الأعمال فشعرت أنها لا تخصنى أنا ووجدت أن ` حد موجهنى ` لرسمها ، ومفروضة على، فأنا كفنان لابد أن أعبر عن المجتمع الذى أعيش فيه ، وليست موضوعات أخرى مرتبطة بعصر النهضة أو ما يحدث خارج بلدى ، وقررت أن أبدأ من الأول ، فقمت بتشوية أعمال لها علاقة بـ ` الشغل الغربى ` ،`و تركت لوحة قمت بشطبها باللون الأسود أمام حضور افتتاح معرض أقيم أخيراً لكسر أهمية الماضى ، وفى نفس الوقت أبدأ صفحة جديدة مع نفسى ، ولكن أنفذ هذا لابد أن أقوم بتشويه العمل أمام الناس حتى تكون هناك مصداقية .
هل اخترت كل أعمالك السابقة وشطبتها ؟ وهل لأنها كانت دون المستوى الفنى ؟
لا، ليست كلها ، بل اخترت خمس عشرة لوحة من آخر أربعة معارض . من كل مرحلة لوحة واحدة ، تعبير عن رفضى لتلك الفترة منذ عام ، 2005 واحتفظت ببعض الأعمال التى لا تمثل قضية غربية ، كما كانت ضمن اللوحات التى قمت بشطبها باللون الأسود أعمال جيدة جداً ، فعلت هذا باقتناع لإصرارى على رفض كل ما كان يملى على من أمن الدولة باتجاهى للتعبير عن قضايا خارجية .
ما الرسالة التى تريد توصيلها للجمهور بعمل معرض لأعمال شوهتها بالفعل ؟
أريد القول إننا ممكن أن نعيد كل حياتنا ونبدأ من جديد ، فبعد الثورة لماذا لا نهدم كل القديم المفروض علينا ونبدأ صفحة جديدة ؟ وكى أوصل للناس أن كل إنسان لابد أن يحاسب نفسه وماذا قدم ،وقررت البدء بنفسى ، واعترف بأنى أخطأت لرضوخى لتوجيهات أمن الدولة وابتعدت عن المشاركة الوطنية ، فاللوحات التى شطبتها من أعمالى مهما كانت غزيرة على فلن تكون أغلى من الشباب الذين استشهدوا فى ثورة 25 يناير ، فالمشكلة ليست أنى خسرت هذه اللوحات ، لكن الأهم أننى كسبت حريتى مرة أخرى ، وبمعرضى هذا ` - الثلج الأسود - ` أردت عمل إسقاط على الثورة ، والمشاركة فيها من خلال رفض التسلط والظلم والرقابة على الإبداع .وكلنا نحتاج لثورة على أنفسنا ، لمعرفة عيوبنا ومميزاتنا ، والعمل من خلالها ، ولا نكتفى بمحاسبة الآخرين ونحن نتكلم ونشكو من ارتفاع الأسعار وكل شىء ولا نعمل ، لدينا عيوب كثيرة ولابد من محاسبة أنفسنا قبل الآخرين . وكان من الممكن أن أرسم لوحة جميلة وأكتفى بها ، ومن الممكن أن تكون الصورة معادلا لشىء آخر وتكون معبرة أكثر من كلمات كثيرة ، فالفن رسالته أسرع .،لذا اخترت توصيل رسالتى بالتبرؤ ` الفعلى من الماضى الذى أجبرت عليه رغماً عنى وإعلان توبتى منه أمام الناس بهذا المعرض الأخير .
كيف استقبل الجمهور معرضك وموقفك هذا بشطب أعمالك ؟ وكيف جاءت الفكرة ؟
الناس كانت مستغربة جداً الفكرة ، ومنهم من غضب معتبرين أننى أشطب تاريخى ، وأن هذه اللوحات جزء من تاريخى الفنى ، والبعض الآخر تقبل الموقف ، وإن كانت الدهشة هى الغالبة على كل من شاهد المعرض ، ومنهم من وصفنى بالجنون ، وقبل المعرض بشهرين قيل لى عن تنظيم معرض لأحدث أعمالى ، فظللت لا أعرف ماذا أقدم جديدا وهناك ثورة فقررت
شطب لوحاتى رفضاً للخنوع والخوف وقيد الحريات
أخذت خبرة من ثورة 25 يناير وسأحرص على التعبير عن المصريين
جمع عدد من اللوحات التى رسمتها فى الفترة السابقة وشطبها باللون الأسود وتقديمها للناس فى معرض حتى يسألونى لماذا فعلت ذلك ؟ فأقول لهم إننى ثرت على ما فرض على ، وأننى سأعود لمصريتى بالتعبير عن مجتمعى الذى أعيش فيه ، ووضعت بجانب كل لوحة صورة فوتوغرافية لأصل العمل قبل تشويهه .
ألم تحزن عندما كنت تمر بالفرشاة لشطب لوحاتك التى تعبت فيها ؟
لا ، كنت مستمتعاً جداً لأنى أشطب مرحلة الخنوع والخوف من حياتى بعد عمل ملف لى بأمن الدولة والتنبيه على بعدم رسم أى لوحات تمس العسكر ، وإن كنت فى بداية إقدامى على مسك الفرشاة وتلوينها باللون الأسود لشطب الأعمال ارتجفت لوهلة ولا أنكر تأثرى نفسياً فى أول لوحتين عندما بدأت أشطب عليهما ، ثم أصررت على المضى فيما عزمت عليه من هدم تلك الأعمال حتى ولو كانت تدر على أموالاً كثيرة .
هل تعرف فنانين عالميين ومصريين قاموا بالتبرؤ من أعمالهم ؟
نعم المثال المصرى ` جمال السجينى ` الذى رمى تماثيله فى النيل ، وأعرف أن هناك فنانين فى الخارج قاموا بالتبرؤ من أعمالهم لكنى لا أتذكر أسماءهم ، وكل واحد له ظروف زمنه وبلده ، فلو فعلت ذلك فى وقت آخر لن يصلح ، فالأنسب هو وقتنا الحالى وخصوصاً بعد الثورة المصرية العظيمة .
هل سبق وقمت بتشويه أعمالك من قبل ؟
كنت أعمل بالتليفزيون مساعد صوت ، وكنت بصدد تنظيم معرض عن الروتين الذى يسيطر على هذا الجهاز الإعلامى الخطير وبعض المآخذ التى لمستها بنفسى فى سياسة المسئولين فيه ، فتم إيقاف المعرض وطالبونى أن أنهية ، فلم أستكمل إقامته آنذاك .
استكمالاً للثورة التى بدأتها بشطب أعمالك .. ما الجديد الذى ستقدمه خلال الفترة المقبلة ؟
سأحرص على رسم الشخصيات المصرية ، بدلاً من الأجنبية ، أما فيما يخص الموضوعات التى سأتناولها فلم أحدد بعد، لأن الموضوع معقد، ربما الأحداث هى التى ستحدد ذلك ، ومشكلتنا الأساسية كفنانين أننا نريد التعبير برؤيتنا نحن ، وكشباب فالثورة عملت لنا أشياء كثيرة وأخذنا منها خبرات كبيرة فضلاً عن ثورة الإنترنت التى جعلتنا نتواصل معاً وأصبحنا أجرأ فى قول ما نريد دون خوف ، فقد عرفنا طعم ` الحرية ` بعد الثورة ، حتى وإن كانت الآن بها مشاكل ، فلن نعود إلى الخلف ولن نسمح لأحد أن يقيد حريتنا أو تفرض علينا أى جهة رؤيتها.
ما دورك كفنان فى الوقت الحالى ؟
دورى أن أقدم رسائل من خلال لوحاتى ، ودور الفن عموماً توصيل رسالة محددة بالمشاركة فى الأحداث بأعمالهم ، وكل فنان عليه رسالة لابد أن يقوم بها، فى السينما والمسرح والإبداع بشكل عام ، فأنا قلت رسالة بتشوية بعض لوحاتى ، وواحد آخر يقول رسالة ثانية عكسها ، وقد يخرج الناس منها برسالة مختلفة وفى النهاية تكون النتيجة إيجابية ، أن أتعلم عدم الخوف وأعبر عن رؤيتى أنا لا ما يفرضه أحد على ، أو أرسم ما يباع جيداً دون اقتناع بفكرته ، كمية حاجات معقدة جداً متراكمة أحاول التخلص منها ، ولن أرضخ لأحد مرة ثانية ، ولو عدت إليه سيقال عنى ` نصاب ` لذا أى عمل جديد سأحرص على أن يكون مصريا ، وأعبر عن المجتمع الذى أعيش فيه.
جيهان محمود
مجلة الأهرام العربى :24 /12/2011
البلدوزر .. آلة للهدم وإعادة الصياغة
- بأسلوبه الذى يحمل حسا ساخرا عرض الفنان المصرى هانى راشد أعماله الأخيرة فى قاعة مشربية بالقاهرة تحت عنوان البلدوزر وهذه الآلية هى الثيمة التى تدور حولها أعمال المعرض إلا أنها تحمل دلالات أبعد من شكلها وتكوينها المادى البلدوزر آلة هدم يحولها هانى راشد فى أعماله إلى آلة لإعادة الصياغة .
- يعيد الفنان صوغ الوجوه والأجساد والعناصر المختلفة من حوله ليشكل بها معالم لوحاته ذات الطبيعة الساخرة ويستخدم لهذه الغاية الفوتوغرافيا والطباعة والرسم والتلوين ويصنع من مساحة اللوحة ساحة للتجريب فى الخامة والأدوات ويمثل الشارع المصرى أهمية كبيرة بالنسبة إليه بكل ما يموج به من حركة وعلاقات إنسانية وبصرية فيوجه انتقاداته فى شكل لاذع من طريق المبالغة وإعادة الصياغة وتبادل الأدوار .
- فى معرضه البلدوزر يستثمر تجاربه السابقة فى رسم الوجوه والأجساد ليصنع بيئة مشوهة أو مدمرة والفاعل هنا يعلن عن نفسه صراحة ومن دون خجل وقد أتاحت له الثيمة التى يستخدمها حرية الصياغة والهدم على هذا النحو البادى فى تلك الأعمال .
- أشخاصه هذه المرة يسلمون رؤوسهم فى سهولة لتلك الآلة فتبدو تلك الرؤوس أشبه بالسلاسل أو الآنية التى يمكن أن تملأ بأى شئ أدمغة وصور فوتوغرافيا وكتابات ورؤوس لأشخاص آخرين هو يعدل المشهد وفقا لرؤيته فيطيح النسب الطبيعية لتلك العناصر ليفسح فى المجال لحضور هذه الآلة داخل المشهد فتفرض نفسها بقوة تمارس الدور نفسه الذى تقوم به فى الواقع ولكن هذه المرة تمارسه على أجساد شخوصه تنقل رؤوسا من مكان إلى مكان وتبدل وضعية الأجساد وفق هواها البلدوزر أشبه بكائن مرعب يتحكم فى أقدرانا ويحاول ترتيب صورنا وهيئاتنا .
- بدأ هانى راشد العمل على معرض البلدوزر فى منتصف 2014 وهو يعد تطورا لمعرضه الأخير لعب الذى استخدم فيه شرائح البلاستيك مستعينا أحيانا فى صوغ أعماله بالكتابات العربية واللاتينية كواجهة يوظفها فى سياق الشكل العام للعمل واللافت أنه ظل محتفظا بروح أسلوبه على رغم هذه التنقلات والتغيرات الكثيرة التى مرت بها تجربته منذ معرضه الأول فى منتصف تسعينات القرن العشرين حتى الآن من تناوله مخلوقات عجيبة ومربكة التكوين إلى عمله الدؤوب على الفوتوغرافيا وصور المجلات وحتى معرضه الأخير الذى أقيم فى القاعة ذاتها قبل أشهر تحت عنوان لعب يخطف راشد الأبصار بمساحاته الملونة بألوان زاهية وخطوطه المحدودة والقوية للأشكال ذات الطبيعة الغرافيكية وهو يسير فى مسارين معا فيما يخص بناءه للعمل فهو يملأ عناصره باللون أو يرسمها بخطوط محددة وقوية مكتفيا بتحديد الإطار الخارجى فقط ومن ثم يخلط بينهما ويعطى مساحة للفراغ المحيط بالعمل ليملأه تارة بالألوان الحيادية أو الصريحة وتارة أخرى يغزله مع عناصر ثابتة تتكرر فى كثير من أعماله كالكتابات والصور ويقع اللون وغيرها من المفردات المصاحبة .
- يمزج راشد فى أعماله المعروضه بين رؤيته وانطباعاته عن العلاقات الاجتماعية وبين حسه الساخر كما يكشف جانبا من اقتناعاته السياسية حين يأتى بوجوه لأشخاص معروفين ويحولهم إلى مجرد لعب وعناصر يمكن التعامل معها على مساحة الرسم من دون مباشرة ويحمل كثير من أعماله دلالات خاصة يرجعها أحيانا إلى تجاربه الذاتية وأحيانا أخرى إلى ما يحتدم حوله من علاقات وتناقضات على المستوى الإجتماعى أو العام لكنه فى النهاية يظل متمسكا بروح الدهشة الأولى التى صاغ بها أعماله منذ البداية ربما لهذا لا تزال تحتفظ اعماله تلك بالرونق نفسه وتحمل معها دائما متعة الإكتشاف .
بقلم : ياسر سلطان
جريدة الحياة مايو 2015
متحف الجبس... مجسمات نحتية تعكس التباين الطبقي للمصريين
- تستضيف قاعة مشربية في القاهرة حتى العاشر من كانون الثاني (يناير) المقبل معرضاً لأعمال الفنان هاني راشد تحت عنوان «متحف الجبس». التجربة التي يقدمها راشد، وهو يعد واحداً من أبرز الفنانين المصريين المعاصرين، تبدو مختلفة كثيراً عن مجمل أعماله التي قدمها من قبل على مستوى الخامة وطبيعة العمل الذي يقدمه. في «متحف الجبس» يعرض راشد وللمرة الأولى مجموعة من المجسمات النحتية المصنوعة من خامة الجبس تمثل نماذج مصغرة لأشكال السيارات في الشارع المصري. تحولت قاعة العرض إلى ساحة مكتظة بهذه النماذج الصغيرة مع خطوط مرسومة على الأرضية تحدد مسارات هذه السيارات وأماكن انتظارها. هو مشهد عشوائي لا يخلو أيضاً من الإشارة إلى ضحايا حوادث الطرق في مصر، والتي تحتل ترتيباً متقدماً في عدد الضحايا البشرية لهذه الحوادث بين دول العالم.
ما يقدمه راشد يبدو غريباً بالنظر إلى اعتماده في تجاربه الفنية السابقة على معالجاته البصرية المسطحة بالرسم والكولاج والفوتوغرافيا، وعدم تطرقه من قبل إلى مثل هذه المعالجات المجسمة بهذه الكيفية والكثافة. غير أن المتابع للفنان هاني راشد يدرك جيداً أن الأمر ليس بغريب على تجربته الفنية ككل، هذه التجربة المتمردة على الأنماط والتكرار، والتي خاض خلالها العديد من المغامرات البصرية. ما يعرضه هاني راشد هنا يتسق مع مسعاه إلى التأويل البصري للكثير من القضايا الذاتية والعامة، وتوظيفه لخامات وعناصر غير مألوفة كالصور الفوتوغرافية وقصاصات الصحف والمجلات الملونة، وكذلك ميله الساخر في معظم معالجاته.
في هذا المعرض يتوقف راشد أمام أحد الملامح المميزة للشارع المصري، متجاوزاً حالة الزحام والعشوائية، إلى نوع من التأمل الشخصي في أحد الجوانب التي قد لا تلفت انتباه أحد. في معرضه يستكشف راشد هذا التنوع والتباين الشديد في طرز السيارات وأشكالها، وما يعكسه من تفاوت طبقي واجتماعي. يرى الفنان أن للسيارات في مصر شكلها المميز، ربما لطبيعة الطُرُز السائدة، أو لتباين تاريخ صناعة هذه السيارات التي لا تكف عن الحركة في الشارع المصري. طرز مختلفة ومتباينة بعضها يعود إلى خمسينيات وستينيات القرن الماضي تسير جنباً إلى جنب مع طرز أخرى حديثة. هذا التباين في طرز السيارات لا يمثل السمة الوحيدة لأشكال السيارات المصرية، فهناك سمة أخرى مميزة، تتمثل في طبيعة التدخل والإضافات المحلية لأصحاب هذه السيارات، فثمة رسومات وكتابات وعناصر مقحمة على هيكل هذه السيارات، تتساوى في ذلك السيارات القديمة والمتهالكة مع غيرها من السيارات الأحدث. هذه التفاصيل الصغيرة التي ربما لا تلفت الانتباه تساهم بلا شك في إضفاء هذا الطابع البصري المميز للشارع المصري. في متحف الجبس يضع راشد أمامنا تلك الصورة العشوائية والمتباينة لخريطة السيارات في شوارع مصر كأننا نراها أو نستكشفها للمرة الأولى.
الفنان هاني راشد من مواليد عام 1975, وهو يعيش ويعمل في القاهرة. يعتمد الفنان في أعماله عادة على الفوتوغرافيا والصور المطبوعة، يعيد صياغتها ويتدخل في سياقها من طريق اللون والتركيب والتوليف بين العناصر المختلفة ليشكل عالماً مثيراً يجمع فيه بين الدهشة والمتعة البصرية. وقد تعود متابعوه على الجديد الذي يقدمه في كل معرض من معارضه المختلفة. من معارضه السابقة البلدوزر، وأصاحبي، والجزمة، والثلج الأسود، والوداع الأخير.


ياسر سلطان
الحياة : 8 ديسمبر 2018
فنان ` البوب آرت` هانى راشد وتحولات إنسان الشارع
- بمناسبة ورشته ` التصوير والكولاج ` المقامة حالياً
- فنان `البوب آرت` المبدع `هانى راشد` هو أحد الفنانين المهمين معاصرة فى الحركة الفنية العربية بتعدد مفاهيمه ورؤيته الحداثية وبفكر إستثنائى إنطلاقا من فن ` البوب آرت` الذى به كرس لمشروعه الفنى من واقع الشارع بتحولاته المجتمعية والسياسية والاستهلاكية بما أثر على تحولات إنسان لوحاته..
- وقبل الدخول إلى عالم `راشد` الفنى.. أشير إلى حدث فنى مهم ينظمه حالياً ويشرف عليه من خلال `ورشة تصوير وكولاج` خاص بالصورة بدأت السبت 6 مايو وتستمر حتى 15 الشهر الحالى يتبعها معرض لإنتاج الورشة تستضيفه `مدرار للفنون المعاصرة`.. من كلمة `راشد` عن عمل الورشة` هى لإعادة صياغة الفيديوهات إلى صور وتحويلها إلى منتج فنى جديد.. فمع فترة وباء كورونا ظهر `التيك توك` بمجموعة ضخمة من الفيديوهات وأصبح للفيديو تأثير أكبر من الصورة الفوتوغرافية لذلك ستتطرق الورشة إلى المنتج الصورى`..
- ربما غير واضح تماماً بأى تقنيه يعمل المشاركين بالورشة.. قد أتوقع أن يتم الدخول بالصورة إلى عالم يتواز ووجودها السابق حين كانت جزء متحرك فى الفيديو لتدخل فى سياق جديد ساكن إرتباطاً بمفهوم المشاركين وهم الفنانين: خالد حافظ.. أمير عيد.. أحمد العسيلى.. وكريمة المنصور.. وإستوقفتنى مشاركة الفنان`خالد حافظ` لخبرته وتفرده الدائم فى لوحاته بإنشاء تعددات زمنيه من خلال مفردة الصورة المُحملة بثقافات مختلفة محققاً أسطورية جديدة لصورة اليوم بتقنية الكولاج وتعدد مفاهيم عناصره التى أقام بها وبوعى مشروعه القائم على جودة `ثقافة الصوره`.. لذا نترقب نتائج ورشة الفنان هانى راشد.. وكيفية تعاملها مع الصورة داخل مفاهيم ربما جديدة تماماً..
- هانى و`البوب آرت`
- أعود لأعمال الفنان `هانى` بمراحله المتلاحقه التى بدأت بالتجريد وانتهت سريعاً.. ثم اتجه لكل ما هو ثنائى الأبعاد محتفياً بالصورة طامسة الحدود بين فن الصالون وفن الثقافة الشعبية بما وُهب قدره التقاط هشاشة براءة كائناته الرسومية.. وأعتقد أن ما عند `هانى` من فن يتعلق بطريقة ما بفن آخر حتى ولو كان هذا الفن رسوم `كاريكاتورية` وحتى لرسوم `جوجل` المعبرة عن عصر بتوجهه الشعبى الرسومى وأقام لرسوماته هذه معرضين.. وأخذ فى التنقل برؤاه الذاتية دون السعى لتحقيق تسلسل هرمى لأعماله..فهو كفنان`بوب آرت`يستعير من أى مصدر مجتمعى وتتعدد تقنياته من رسم وتصوير وطباعه وأوبجكت وادائى وتجميع بما يتناسب وكل تجربه منذ لوحات شخوصه الملونة كما بدت فى مجموعته الأولى وتجمعاتها التى بدت تستند إلى عينات الألوان التجارية فى ارتباط جينى بفن `البوب`.. ومع اللون بدى اهتمامه بتراجيدية دائرة الزمن كما فى مرحلته المتقدمة `الوداع الأخير`.. ثم الاهتمام بالمكان ببنائيات شخوصه المسطحة القائمة فى فضاء المكان.. وبعد تعامله مع الزمان والمكان أخذ بالتناطح مع الفضائى فى مجموعة `90 يوم فى المرسم`.. ثم أهتم بالشكل الإيمائى الصورى الرمزى مع مجموعته قبل الأخيرة `قشر البندق`.. وكان يتنقل فى مراحل `البوب آرت` دون أن تخلو من أبعاد مفاهيميه كل مره يقودها نقداً تحولات الإنسان فى بيئته إلى جانب إبداعاته الرسوميه والمونوبرنت فى مجموعته المتفردة `الحشرات` القائمة على التهجين الشكلى والنفسى الحشرى الإنساني.. ثم تبعها رسومات الميمز الهزلية والجوجلية بشكل تعسفى للون..
- أنجز هانى الكثير والهام بالفعل لمشروعه الفنى بمجموعاته الفارقة فى مشهد التشكيل المصرى المعاصر على مدى أكثر من ربع قرن فى تواصل وفعالية دون انقطاع عن المشهد مستفيد من فن الإعلان وثقافة الشارع الإستهلاكى ومتجها بثقل التجربه تجاه فن وثقافة `البوب آرت` والذى من خلاله سجل معبراً وناقداً لما أحدثه تغير المجتمع وتخبطات واقع الشارع على الشخصية المصرية.
- الوداع الأخير
- أولى مجموعات رسوماته الملونة بعنوان `الوداع الأخير` وهى رصده لتجربه حياتيه ليطرح مع كل لوحة من مجموعته الإحدى والعشرين تقريباً لمشهد غير قابل الإجابة حول الموت والفراق الذى استمر فى معايشته من 1993 إلى 2016 ليقترب من حاله وجوديه ربما أدرك بها هشاشة وجودنا.. وعن`الوداع الأخير` قال: `قضيت 24 عام للخلاص من شبح طفلة تبلغ أحد عشر شهرًا تتجلى في ذاكرتي في مشاهد`ميلادها في سيارة أجره`و`آلامها وهى طريحة فراش المستشفى بين الحياة والموت`.. ثم `مفارقتها الحياة`.. وبدت هذه اللوحات بين الأيقونية وهيكلة مشهد البراءة بسوداوية بدت كبعض من روح`جويا`الموزعة بين السوداويه وهياكل عظميه جامعاً فى لوحاته بين الحزن والبراءة وقد أبقانا داخل دائرة تكشف عما يعترينا من ألم خلال تلك الفترة القصيرة التى نعيشها بين فعلي الميلاد والموت والتى نسميها الحياة.
- مسرحة شخوصه ذات البعدين
- وجاءت إنشاءات الفنان الخشبية لشخوصه كتركيب مسطح ذى بعدين كرسوماته الأولى وجعله قائم فى المكان دون التفاعل الكمى مع الفضاء المحيط والذى ظهر فى العرض الإستثنائى الهام ` ليه لأ ` 2010.. لتشغل شخوصه بنفس أحجام وهيئات وملابس المارين بالشارع المصرى فضاء ساحة الأوبرا ومسرحتها أمام قصر الفنون ليرفع بعمله عشوائية الشارع إلى درجة العرض الحداثى كاشفاً عن تعدد طبقات الثقافة الشعبية وللفت الانتباه أن تلك الثقافة هى بحد ذاتها سلعه تتحول طرديا مع ما يمر به المجتمع من أحداث أخلاقية وفكرية متناقضة وإضطرابات اجتماعيه عشوائية للإحلال فى المكانى.. وفى نفس العام احتلت هذه المجموعة مرسمه كمكان وقد انتشرت شخوصه كما هو فى التمثيل الصامت يتجولون من رجال ونساء وأطفال ومن منقبات ورجال بالجلباب والذقون وأناس عاديين بذات الإيماءات الموحية بمواقفهم تجاه معتقداتهم والشارع وتجاه الآخرين.. فبدى مرسمه كمسرح ارتجالي مصمم لخليط من العابرين وأيضا يوحى بقابلية الاستهلاك الظاهرى بالسخرية الاجتماعية والسياسية والادعاء الدينى فتبدو أكثر أبعادا وبُعداً كصدمة على المستوى الثقافى.
- الشارع والهجين الحشرى البشرى
- ولأن الشارع هو حافز ومادة عمل فنان `البوب` لذلك موضوعاته طوال الوقت ترصد التحولات..فبعد أن انتهى من رسم مجموعة لوحات`الحشرات` 1999-2000.. نراه فى مرحله تاليه وقد تحولت تلك الحشرات إلى بشر أو تحول البشر إلى حشرات وأصبح للجسد جزء بشرى وآخر حشرى فى هجين مأساوى لتحولات الإنسان وكأنه يتحول داخل مستنقع وليس لعالم أفضل.. وبتقنية الحفر المونوبرنت قدم مطبوعاته `البشرى الحشرى` 2004.. وبعد عمله المؤقت فى`ماسبيرو` عاد إلى `ناس من الشارع` 2006.. ثم بدت علامات تحول أخرى للإنسان متشبهاً بمظهر أناس عالم الغرب فأصبحوا مستغربين فى بلادهم وتلاها ظهرت مجموعته `فلورنسا - عصر النهضة` 2009.. ثم مجموعته `حرب الكرتون- احترس من الشطة` 2010.. تلاها `الثلج الأسود` 2011 الذى سبق الثورة والتى معها عاد رجل الشارع لمصريته كثورى ثم قدمهم فى أعمال تركيبيه إنستليشن متفرقين كأشخاص بأحجام صغيره.. وحوالى 2013 و14 تم تحولهم إلى لعب بلاستيكية ملونه.. ثم ليتحول بشخوصه إلى `ميمز` للسخرية وقدمهم ساخرين فى مجموعة `أساحبى` 2012 ثم مجموعة `لعب أطفال` 2014.. و`البلدوزر` 2015 وقد تحولوا إلى هيئة عربات فى مجموعة متحف الجبس 2019.. ومع وباء `كورونا` حبست شخوصه ورجل الشارع جدران المنازل بصحبة أدواتهم من سيارات أو بلدوزرات أو خيول وطائرات ليرسمهم فى لوحات تعد أحد مراحله الهامة بعنوان`90 يوم فى المرسم` 2020 ثم تلاها `فتكات.. قشر البندق` 2022 من أشخاص الميمز القادمين من السوشيال ميديا.. وتأخذ لوحاته فى التحول الدائم كمؤشر عما يموج به الإنسان تبعا لتغير مفاهيم الشارع ليعكس الفنان بجهده المخلص لمشروعه الفنى واقعه وسنوات التحولات وكأن الجسد الفيزيقى المادى للإنسان يتحول مظهره الخارجى تبعا للتحولات الفكرية الروحية لمحيطه الشعبوى.
- وللتحولات أثر هائل محرك لإبداعات `راشد` جعل لوحاته لو عُرضت كرونولوجياً متتالية وبسرعة لبدت كفيلم فيديو لتسجيل تحولات مفاهيم عده ارتبطت بالفنان فحين أوجع الزمن `هانى راشد` بالفقد وهج بالمعاناة `الوداع الأخير`.. وحين أرهقته تصرفات بعض البشر هجن الإنسان مع حشره في `الإنسان الحشرة`.. وحين أرهقه المكان حطم فضاءه في `90 يوم فى المرسم`.. وحين أشتد به الإرهاق تحول بلوحاته إلى اللاحركة واللاصوت معتمدا على الإيماءات والكلمات في `فتكات - قشر البندق` والتى فى لم يحاول النطق فيها إلا فى لوحة`قط وميكروفون`فى سخريه صامته..وحين لم يحتمل السكون والإيماءات تحول بلوحاته مؤخراً إلى صراخ فى آخر مجموعات `البوب آرت` المهمة `العاصفة` 2023.
- 90 يوم فى المرسم
- هل كان على`راشد فى زمن`كورونا`أن يجلس في صمت لمدة تسعين يوما فى زاوية يتمثل فضاء المرسم داخل الجدران الأربعة المغلقة؟.. ليبدو المكان كامتداد لجسده والمفارقة أن جاءت لوحاته هى المتمردة على حبس المكان لتشق فضاء المرسم وجدرانه وتتجاوز المكان إلى الخارج الممنوع.. وهى خلفاً لأعماله الساكنة السابقة التى عمل عليها على المكان فقط وخلفاً لشخوصه داخل مرسمه بعد مجموعته `ناس من الشارع`.. لتبدو لوحات التسعين يوم تعمل بشكل مختلف على المركزية والاستعارة المكانية لتبدو كدمج متزامن مكانى فضائى ووعى الإنسان بمحبسه..فبدت هيئاته معلقه فى الهواء بالاهتزازات كلحظات مشدودة تنمو فوق بعضها البعض.. وبدا لى كأن كل ما فعله الفنان طوال 90 يوم هو الاستمرار في الركض بأدواته مخترقاً فضاء مرسمه وليسمح لعناصره باختراق سكون المكان وكأن منطق الحبس ساعد على أطلاق سراح عناصره داخل دوامة من جنون عظيم تخترق المرسم بالخيول والموتوسيكلات والطائرات فى غياب بشرى لتدور حول فراغ ودوامات وحول حفرة كونها سرير أو مكتب في غرفة فارغة.. وإن كان `هانى راشد` قد تحرر من قيد محبسه الجسدى فهل وقع فى محبس آخر من الفراغ لأعتقد أن`راشد` تمكن من رؤية الفراغ أو فضاءه فسهل عليه تحطيمه..
بقلم : فاطمه على
جريدة : القاهرة ( 9-5-2023)
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث