`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
حسين صبحى
عاشق الإسكندرية الأسطورة حسين صبحى
- هناك شخصيات فى التاريخ المصرى كانت لها أدوار بارزة فى الثقافة والفن والإدارة الرشيدة والقيام بأعمال إنشائية هامة. من أهم هؤلاء الابن البار لمصر حسين بك صبحى، الذى للأسف لا تعرفه معظم الأجيال الجديدة فى مصر وتناسته الدولة المصرية وحتى الشارع المسمى باسمه فى الإسكندرية قد تغير اسمه.
قليل من أبناء مصر لهم بصمة هامة على مدينة مهمة وأحد الأمثلة القليلة هو حسين صبحى الذى ولد فى عام 1906 وتوفى بالإسكندرية فى عام 1987. حسين صبحى ابن باشا وزوجته السيدة رقية شاكر وأخوه الدكتور حسن صبحى مؤسس قسم أمراض النساء ومستشفى الشاطبى فى جامعة الإسكندرية. وأخته السيدة إقبال هى حرم أمين بك المهدى، ومن يتذكر مسلسل أم كلثوم كان له دور مهم فى رعاية أم كلثوم وعائلتها حين تركوا القرية وعاشوا فى القاهرة وكان من أمهر عازفى العود فى مصر. حسين صبحى له ابنة واحدة هى الدكتورة سعاد التى كانت أستاذة الأدب الإنجليزى فى الإسكندرية. وحسين بك هو أول البكالوريا (الثانوية العامة) فى عام 1924 وتخرج فى حقوق القاهرة وعمل بالنيابة والقضاء وأصبح مدير الجيزة ومدير المنوفية ثم أصبح مدير بلدية الإسكندرية من مارس 1952 حتى خروجه على المعاش عام 1966.
كان حسين بك رئيساً لاتحاد تنس الطاولة وأسس بينالى الإسكندرية للفن التشكيلى فى البحر الأبيض المتوسط وهو مهرجان يقام كل عامين ومازال ناجحاً حتى الآن. كان أيضاً راعى الفنون والجمال فى الإسكندرية، أقنع البارون منشة المليونير اليهودى السكندرى بالتبرع بفيلا كبيرة تحولت إلى متحف الإسكندرية للفنون الجميلة.
رعى كل فنانى الإسكندرية وساعدهم وقدمهم للجمهور وكان صديقاً لكل فنانى السينما والمسرح والأدب وكانت الفيلا التى يقطنها فى رشدى مزاراً لكل من له علاقة بالفن الرفيع فى مصر وكانت علاقته بأم كلثوم وثيقة وحضرت لتهنئته والغناء فى عيد ميلاده الستين فى الإسكندرية.
الإسكندرية مدينة الفن والجمال ومصر تعترف بفضل كبار الفنانين التشكيليين الذين أبدعوا فيها، فمنها خرج محمود سعيد الفنان المصرى القدير الذى ترك منصبه كقاضٍ كبير ليتفرغ للفن وتحولت فيلته بالإسكندرية إلى متحف باسمه وبيعت له حديثاً لوحة فى مزاد كريستى بمليون دولار، وكذلك الأخوان سيف وأدهم وانلى اللذان رعاهما حسين صبحى وكذلك الفنان القدير كامل مصطفى، عميد الفنون الجميلة فى الخمسينيات، ومجموعة من الرواد العظام منهم يوسف كامل وصدقى الجباخنجى ومارجريت نخلة وحامد عويس ومريم عبدالعليم ومحمود موسى وعشرات من المبدعين السكندريين من الأجيال التالية.
قرأت على الفيس بوك أن هناك احتفالاً سوف يقام يوم 7/31 بمتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية لتكريم ذكرى حسين بك صبحى، المدير الأسبق لبلدية الإسكندرية، وراعى الفنون والثقافة والموسيقى والجمال فى الإسكندرية خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى. وقد نوه الإعلان عن عرض مقتنيات عائلة حسين صبحى الفنية. وفور معرفتى بذلك قررت السفر للإسكندرية بدون ترتيب مسبق فى نفس اليوم، ووصلت قبل افتتاح المعرض والندوة فى السابعة مساء وغادرت الإسكندرية فى الثامنة من صباح اليوم التالى.
كانت معظم المقتنيات من أعمال سيف وأدهم وانلى فنانى الإسكندرية العظماء، والبعض من أعمال الفنان القدير كامل مصطفى، وبعض الأعمال للفنانة زهرة أفلاطون، الأخت غير الشقيقة للفنانة إنجى أفلاطون، وكانت ربيبة حسين بك صبحى.
تحدث الدكتور جلال عارف، أستاذ الأطفال بجامعة الإسكندرية، ومؤسس فرقة كونسرفتوار الإسكندرية، وزوج الابنة الوحيدة لحسين صبحى. وتحدث أيضاً دكتور يوسف كامل مصطفى نجل الفنان كامل مصطفى عن علاقة والده بحسين صبحى. وتحدث أخيراً حفيده د. حسين عارف، أستاذ الأشعة بالإسكندرية، وزوج د. هند غزال، التى تواجدت بنشاط أثناء الحفل. وحضر الدكتور رفيق خليل، أستاذ الجراحة بجامعة الإسكندرية، ورئيس أتيلييه الإسكندرية، وأحد رعاة الفن بالإسكندرية، وقد نظم المعرض والحفل مدير المتحف الأستاذ على سعيد. حسين صبحى كان رائداً من كبار رواد التقدم ونشر الفنون الجميلة والذوق وحافظ على الإسكندرية وجمالها، واعتنى بفنانيها، وهو ليس فقط راعيا للجمال، بل قام بترجمة عبودية الإنسان للكاتب العالمى سومرست موم، وذلك بناء على طلب جريدة الأهرام التى نشرته، كل هذه الأعمال الجليلة، وللأسف لا أجد تكريماً من الدولة أو من مدينة الإسكندرية لهذا الراعى الأعظم للمدينة الجميلة.
وزير الثقافة المصرى يعرف جيداً من هو حسين صبحى وأفضاله على الفن. متحف الإسكندرية للفنون يجب أن يحمل بشكل من الأشكال اسم حسين صبحى ونبذة عن أعماله وكتيبا صغيرا ليعرف الجيل الجديد ماذا فعل الأجداد. أما محافظ الإسكندرية فعليه واجب مهم وهو إعادة تسمية الطريق الذى سُمى باسم حسين صبحى إلى اسمه الأصلى وإعلانه بصورة واضحة ولافتة، ليعرف السكندريون من هم الذين حافظوا على الإسكندرية وجمّلوها قبل أن يحدث فيها ما حدث بسبب الزحام والغباء والفساد. تحية لروح بنّاء كبير وراع أصيل وحقيقى للفن فى حبيبتنا الإسكندرية.
قوم يا مصر مصر دايماً بتناديك

د. محمد ابو الغار
المصرى اليوم - 2016/8/15
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث