`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
حسن عبد الفتاح حسن
منظر عند نيل الاقصر
- مع فرحة انشاء كلية الفنون الجميلة بالاقصر ينتقل الفنان الكبير د/ حسن عبد الفتاح ليكون أول عميد لها حاملاً معه برنامجاً مميزاً بحيث تختلف الدراسة فيها عن الكلية الأم فى القاهرة أو الاسكندريه أو المنيا ويقول د/ حسن عبد الفتاح ` إنه قد أن الأوان لأن تكون الدراسة مصرية مائة فى المائة ففى جنوب الوادى كان الفن العظيم و مازال كما تشهد هذه الآثار الرائعة فى الفن فى مدينة الأقصر فلن تكون مناهج الدراسة أوروبية بل كلها ستكون مصرية مرتبطة بالبيئة و بروعة المكان و التراث كمنطق أساسى للحداثة والأبداع الأصيل .
- عرف الفنان حسن عبد الفتاح (1940) باهتمامه الكبير بالمنظر فى الصعيد مثلما عرف عن الراحل الفنان كامل مصطفى باهتمامه بالمناظر البحرية . وحسنى البنانى باهتمامه بريف القاهرة، وبخيت فراج بريف أسيوط .
- يتميز فن حسن عبد الفتاح بتلك الجرأة فى الرسم فهو يحافظ على حرارة الإسكتش وحرارة اللون و الانطباع الأول مما أكسب لوحاته طعما خاصاً وحيوية وتألقا لونياً .
- ينتمى الفنان حسن إلى مدرسة راغب عياد الرائد الكبير لفن التصوير كوكب الرعيل الأول، فالخط هو أساس التطور الفنى وهو الذى يحدد التكوين و يحرك العين وليس الخط ببعيد عن الفن المصرى فهو الأساس والعمود الفقرى له .
- منظر عند نيل الأقصر هو أحد إبداعات الفنان حسن جمع فيها بين الامتداد فى الجبال والنهر كخطوط ساكنة وبين التناغم الحركى لمجموعة من القوارب الملونة الصغيرة وخلفها شباك الصيادين التى تكسر انتظام الخطوط الأفقية للنهر والجبال ويأتى تدخل الصخرة إلى اليسار وأشرعة المراكب البعيدة إكمالا للتكوين المحكم لهذا العمل الفنى الجميل الذى تتجه فيه العين مع القوارب من اليسار إلى اليمين وتصعد العين مع الشباك الرأسية إلى الجبل ثم إلى اليسار فالصخرة وهكذا تدور العين فى اللوحة حاملة معها هذا الجمال ليترسب فى الوجدان .
الناقد الفنى/ مكرم حنين
جريدة الأهرام
فى معرض حسن عبد الفتاح .. لوحات درامية بألوان صريحة
- اللون يفرض سطوته، والخطوط بنايات تنبض فى قلوب الناس، والنيل يغمرنا بالحياة. تدور الخطوط حول ألوان، وينفخ الفنان فيها طيورا وحيوانات وبشراً.. تعاود الدوران فترتفع البنايات.. السماوات... الفضاء الفسيح.. اغنيات مديح.. كل هذا تراه فى معرض الفنان حسن عبد الفتاح بقاعة بيكاسو.
- للوهلة الأولى تصيبك الدهشة مع الزحام الذى يسيطر على اللوحات لكن عندما تتابع الرؤية تكتشف أهمية كل مفردة داخل العمل ودورها فى إعلاء الحس الدرامى الذى أمسك بخيوطه الفنان فقد اتبع الأسلوب الفرعونى فى العديد من الأعمال كفكرة البناء التراكمى الذى انتهجه الفنان راغب عياد فى أسلوبه من قبل، فتستطيع أن تشاهد العمل من اسفل إلى أعلى والعكس وتلعب الخطوط دورا رئيسيا فى تحديد وتشكيل المساحات اللونية وتأكيد الفكرة التى يبحث فيها ويريد أن يطرحها للمشاهد ترى هذا فى لوحة عرس شعبى والتى حققها فى ثلاث مستويات تعلو بعضها البعض والتى تستطيع أن تراها من اعلى إلى أسفل والعكس دون أن تشعر بقلق فى البناء الذى أقامه فى ثلاث مشاهد ربطها بخطوط ومساحات لونية ومفردات تحقق تماسك العمل وتقويه وقد تميز العمل بألوانه الزاهية المبهجة الصريحة وبخطوطه القوية التى أكدت على النسيج الموحد للعمل كوحدة واحدة مرتبطة وفى اللوحة التى حصل الفنان فيها على جائزة صالون الخريف بباريس عام 2009 تشعر بقدرة الفنان على التمكن من تأكيد فكرته رغم التزاحم الدرامى وتداخل المفردات والمساحات التى نجح فى تحديدها بخطوط بألوان سوداء وبيضاء لتأكيد الأشكال والتمكن من إعلاء الفكرة فرغم التزاحم الدرامى هذا وسيطرة الأحمر على معظم أرجاء اللوحة فإن الفنان استطاع فى بنائه أن يوجه رؤيتك على مفردتين أساسيتين داخل العمل وهما الهلال والصليب وكأنهما رأس سهم منطلق وهذا يؤكد الحركة المتفقة داخل العمل أيضا .
- نجح الفنان فى تأكيد العمق من خلال أسلوبه الاحترافى فى إضافة الدرجات الداكنة التى تربط المفردات وتتخللها دون اللجوء إلى التركيز على تحقيق هذه الدرجات بالمفردات نفسها .
- يشغل الفنان حسن عبد الفتاح وظيفة أستاذ بكلية الفنون الجميلة قسم التصوير بجامعة حلوان وهو مؤسس كلية الفنون الجميلة بالأقصر جامعة جنوب الوادى والعميد الأول لها عام 1995 وله مقتنيات بوزارة الثقافة ومتحف دنشواى ومتحف الفن المصرى الحديث ولدى عدد من المؤسسات والأفراد .
د.سامى البلشى
الإذاعة والتليفزيون - 26/ 1/ 2013
ألوان مشتعلة تبوح بعشق النيل والبسطاء
- لم يتحدث أحد عن مصر، إلا وكانت مقولة ` مصر هبة النيل` التى أطلقها المؤرخ اليونانى عظيم الشهرة ` هيرودوت` قبل أكثر من ألفى عام، قد فرضت وجودها بقوة فى الحديث، باعتبارها المفتاح الأهم لفهم شخصية مصر، وكشف سر عبقريتها، ورغم أن هذه المقولة لاقت قدراً من الاحتجاج لدى بعض المفكرين الذين حاولوا تصويبها بأن قالوا `مصر هبة المصريين` ، إلا أن ذلك لا يمنع من أن النيل كان البطل الطبيعى- نسبة إلى ظواهر الطبيعة- طوال التاريخ المصرى كله بامتياز. وأن مهارة الإنسان المصرى تبدت فى كيفية التعامل مع هذا النهر القادم من الجنوب إلى الشمال، وتنظيم تدفقه ، ومعرفة أوقات فيضانه وشحوبه، وإقامة السدود من أجل الإستثمار الأكفأ لمياهه العذبة فى الشرب والزراعة ، فضلأ عن تشييد المعابد على ضفافه احتفاء به . ولعل الأساطير التى شاعت عن ` عروس النيل` والتى تقتضى بأن يلقى كل عام بفتاة جميلة فى النهر ، كى يتزوج منها ويفيض بالخير والخصوبة ، تؤكد مدى حضور النهر العظيم فى حياة ووجدان الناس. باختصار، فإن نهر النيل كان ولا يزال هو الشريان الأهم فى الجسد المصرى كله.
- لذا ، لا عجب أن يحظى النيل باهتمام وافر من قبل الفنانين التشكيليين المصريين ، أو أولئك الذين زاروا مصر وفتنهم ذلك النهر وملامح الحياة داخلة وحوله ، فقد ترك لنا المستشرقون لوحات عديدة تسجيل انطباعاتهم عن هذا الكنز المائى منذ جاءوا مع نابليون قبل مائتى عام وطوال القرن الماضى كله، ولكن يجب الإشارة إلى أن معظم هذه اللوحات لم تخرج عن الطابع التسجيلى الصرف برغم الأداء المبهر الذى نفذت به.
- من هنا وجب الالتفات بقوة إلى تجربة الفنان حسن عبد الفتاح (1940) التى تسعى لتقديم معالجة خاصة للنيل، وعندما سألته عن السبب أجاب: ( إننى مشغول بالبحث عن جماليات مصريات تدعم الهوية وتجذب الانتباه نحو تفاصيل نمر عليها دون اكتراث ، وليس أفضل من النيل يحقق لى ذلك).
- فى لوحة ` مراكب راسية ` يواجهنا عدد من المراكب وقد استقر على الشاطئ الذى لا تظهر حافته، وفى ربع اللوحة الأعلى يلوح الشاطئ الآخر بصخوره وأشجاره ومساحات من الأفق المسالم، أما منتصف اللوحة جهة اليسار، فقد قبعت صخرة أمامها استكان قارب صغير. لقد التقط الفنان حسن عبد الفتاح هذا المنظر من جنوب الوادى عند مدينة الأقصر التى تتميز بانتشار الصخور على شاطئ النيل، ورغم أن اللوحة محرومة من وجود البشر، إلا أن المتلقى لا يمكن أن ينفلت من أسر الشعور بحرارة الحياة التى تضج بها اللوحة، يعود ذلك بالأساس إلى ذلك البذخ اللونى الذى يطبع أعمال هذا الفنان بنكهة خاصة، حيث تعامل حسن مع الألوان بكرم واضح، فالأزرق القاتم فى مقدمة اللوحة تخف درجة حدته، حتى يروق ويهداً عند نهاية المياه عند الشاطئ الأخر، فى حين ازدانت القوارب بغابة من الألوان البهيجة التى تسر الناظرين، مثل البرتقالى المتهور والأحمر المشع، فضلاً عن الأبيض اللامع والأزرق الجرئ.
- يقول حسن عبد الفتاح: ( إننى مغرم بالألوان الصريحة التى يستخدمها البسطاء فى تلوين أشيائهم وحاجياتهم، مثل ألوان السجاد والكليم، وعربات الكارو، والكشرى ، وواجهات المنازل .... الخ) فى لوحة ` موكب المراكب` يتجلى نهر النيل بحيويته الشهيرة من خلال احتضانه لعدد من المراكب مفرودة الأشرعة. قدم حسن عبد الفتاح فى هذا العمل تلخيصاً رشيقاً لكل مفردات اللوحة، وإن قد خص المراكب بأكبر تلخيص متاح، ورغم أنه قام بتبجيل المنظور ` البعد الثالث` من خلال ذلك الجبل الصغير فى العمق الذى يستقر على الشاطئ الآخر، إلا إنه اكتفى بخطوط ولمسات جريئة تحدد الشكل العام للمراكب وشراعه دون الإفراط فى صنع ` فورم` أو تجسيم. لا جدال فى أن الفنان استطاع أن يشيد تصميما راسخاً رغم بساطة اللوحة بسسب ذلك التناغم المحكم بين الخطوط الأفقية التى مثلها الجبل والمراكب وحركة المياه، وبين الخطوط الرأسية التى شكلتها أشرعة المراكب البيضاء، وإذا كان اللون الأزرق باشتقاقاته العديدة، قد نهب مساحات معتبرة من اللوحة فى الأفق والمياه ، فإن درجات البرتقالى والأبيض بالجبل والمراكب قد أفعمت المشهد بحرارة الحياة.
- وفى لفتة ذكية، اصطاد الفنان لقطة نادرة لمسجد فى حضن الجبل ، وفى الوقت نفسه يقع على حافة النهر. قسم الفنان لوحته النادرة هذه إلى ثلاثة أقسام ، أعلى اللوحة، جزء من الجبل مع شريط ضيق يمثل الأفق، أما المنتصف فقد استولى عليه المسجد بتصميمه الغريب ، وفى مقدمة اللوحة ارتاح قارب وحيد بجوار كتلة من الصخور. يبدو دأب الفنان فى إصراره على التقاط أدق التفاصيل وتسجيلها ، مثل تلك الزخارف الشعبية التى تزين واجة المسجد والتى استندت بشكل رئيسى على المساحات الهندسية ، مثل المثلث والدائرة والمعين، أو هذين ` الزيرين` المخصصين للمياه بجوار المسجد جهة اليسار ، وإذا كان الجبل والصخور قد اتسمت بالنتوءات والبروزات ، فإن المسجد كان صاحب مسطحات مستوية عريضة... نقية، مما شكل مع الصخور وحدة المتناقضات التى تؤدى إلى إثراء العمل الفنى .
- ويبقى فى النهاية هذه البراعة فى إدارة العلاقة بين الخطوط الرأسية والأفقية والمنحنية، بحيث لا يطغى خط معين على إخوانه من الخطوط .
- خذ مثلا واجهة المسجد الذى طعمها بخطوط حادة صارمة، لكنه خفف من غلوائها بهذا القوس اللين الذى يتمم باب المنزل من أعلى ، أو تلك القبة جهة اليسار.. وهكذا.
- أعمال تكشف عن الانتماء
- بعيداً عن النيل ومراكبة وشواطئه ، قدم حسن عبد الفتاح فى تجاربه الأخيرة عدداً من اللوحات تتناول حياة البسطاء فى الحوارى والأزقة، كلها مرسومة بألوان الزيت، خامته المفضلة، تكشف هذه الأعمال عن انتماء الفنان الاجتماعى، الذى يقف بجانب الفقراء، يصور أفراحهم وأتراحهم بمودة واحترام. ولعل لوحة ` فرح شعبى` أهم هذه اللوحات على الإطلاق، حيث احتشد الفنان ليقدم لنا بانوراما عامرة بالرجال والنساء والأطفال والحيوانات والطيور والمنازل والمساجد، فى صياغة تثير الدهشة والابتهاج. إذ كيف تمكن الفنان من تنظيم كل هذه الفوضى فى لوحة واحدة مساحتها 120سم ×120 سم تقريباً؟ قسم الفنان لوحته الدرامية هذه إلى أربعة مشاهد فوق بعضها، ورسم كل مفرداته وعناصره فى المستوى الأول ، أى لم يلجاً إلى الحيلة الأوروبية فى المعالجة، حيث زهد فى المنظور الذى يخفى الكثير، واحتفل بأجساد الرجال والنساء وهى بكامل حيويتها وحركتها، فلم يطغ جسد على آخر، بل ظهر الجميع مكتمل البنيان، بالضبط كما رسم المصريون القدماء شخوصهم.
- كذلك انصرف حسن عبد الفتاح عن صناعة الفورم الكلاسيكى الأوروبى، ولاذ بالخط القاتم الصريح ليحدد شخصياته وعناصره المختلفة، أما الألوان ، فقد اصطاد الفنان الطازج منها ، والتى تفردت بها فنون الشرق، كما فعل عندما رسم النيل، بعبارة أخرى، اللون عند حسن عبد الفتاح يعبر عن المزاج النفسى الشائع لغالبية الناس فمثله، مثل الناس، ينتمى للأحمر ` الحراق` ، أو يحتفى بالأزرق ` البهيج` أو الأصفر المضئ وهكذا.
- فى هذا العمل الأعجوبة، نكتشف أن الفنان لم يغادر صغيرة ولا كبيرة فى أحيائنا الشعبية، إلا وقد أحصاها فى لوحته دون إغفال، مثل المرأة التى تتمايل راقصة وعلى رأسها الشمعدان فى أقصى اليمين أسفل اللوحة، أو الملابس المنشورة فى أعلى اللوحة جهة اليسار، أو رفرفة الطيور البيضاء وهى تهتك زرقة السماء .يجب أن نلفت الانتباه هنا، إلى جنوح الفنان لرسم الناس، رجالأ ونساء ، فى حالة رشيقة ، مما يخالف الواقع نسبياً، خاصة النساء اللاتى، تميزن دوماً- فى أحيائنا الشعبية- بالبدانة والسمنة. أغلب الظن ، أن الفنان أراد أن ينتخب من المرأة أحلى حالة جسدية لها، تمكنها من الرقص والتمايل فى هذا الفرح المزدحم ` بالمعازيم`.
- لا جدال، فى أن أعمالة حسن عبد الفتاح هذه ، تثبت أن ( الحداثة) يمكن أن تستند إلى تراثنا، بكل غناه وثرائه، خاصة إذا وجدت- الحداثة- العين الثاقبة والموهبة المشتعلة التى تستطيع أن تلتقط وتستلهم وتطور أنضر ما فى هذا التراث، وتعيد تقديمه فى تكوينات وصياغات أشواق الناس الجمالية والروحية، أو بمعنى أخر إن هذه الأعمال تدحض المقولات، التى تزعم، أن فنون ومنطق الغرب هو الطريق الوحيد المتاح للابداع، وبالتالى يجب اتباعه دون مناقشة !! حسن عبد الفتاح، فنان مثقف، يبحث فى الموروث بدأب، دون لحظة كلل، متمرد... يسعى نحو إحياء أساليبنا المصرية والعربية فى فن التصوير، دون إهمال منجزات الفن فى العالم كله شرقه وغربه. ينتمى للبسطاء، يؤكد أن العمل الذى ينهل منه الناس يلقى نصيبه من النجاح، وهذا ما حققته بالضبط إبداعاته الأخيرة.
بقلم : ناصر عراق
من كتاب ملامح وأحوال

- من خلال دراستة الأكاديمية بكلية الفنون الجميلة كانت التأثيرية المنهجية الممتزجة بلمحة تعبيرية هم البداية - لكنه حاول أن يكتشفها وأن يطلقها على سجيتها من خلال إختيار البيئة الشعبية فى القاهرة القديمة، موضعا للوحاتة متوازية تماما مع الأجواء والبيئات التى صورها فى ثلاثيته الخالدة نجيب محفوظ ، لوحات تكتب الثلاثية وأحداثها من فنان تشكيلى توازى كلمات تصور أجواء الثلاثية وأحداثها وتلتقى بكلمات تلك المرحلة فى أعمال الفنان حسن عبد الفتاح تكون أكثر تركيباً وتعقيدا فنيا فى المستقبل من خلال استشفاف لروح المعاصرة ووقع خطوات الزمن ومساره السريع المتزايد فى سرعته.
بقلم : كمال الجويلى
جريدة المساء
فى معرض حسن عبد الفتاح أهالى الحارة يتشحون بالألوان الزاهية
- منذ أكثر من خمسة عشر عاما أنتقى الفنان حسن عبد الفتاح أستاذ التصوير بكلية الفنون الجميلة آنذاك عددا من طلابه واصطحبهم فى جولات عديدة عبر أزقة وحوارى حى الحسين العتيق .
- أطلعهم على أبهه الفن الإسلامى وتألقه بداية من شموخ البنايات حتى ظرافة فن المشربية الشهير .
- كان مهموماً جداً بنشر الوعى الفنى المصرى والإسلامى بين طلابه مع عدم إغفال ما وصلت إليه فنون الغرب من تطور فى هذه الأيام كان السادات ورجاله كانوا قد قطعوا شوطا طويلا فى بث سمومهم ` الثقافية والفنية ` فى أوردة الوجدان المصرى من أجل تخريبه وكان الفنان حسن عبد الفتاح - مع قلة من الفنانين المحترمين - يحاول ببصيرته النفاذة صد هذا الهجوم ولو فى المحيط الذى يستطيع أن يعمل فيه نقصد مرسمه وطلابه فى الكلية .
- مع مرور السنين واختفاء ` السادات ` ورجاله السود جاء مكانهم رجال محرومون من الموهبة يلهثون خلف الأعداء التاريخيين للشعب المصرى من أجل مصالحهم وبدأت تنتشر أعمال رديئة منطفأة لا تمتع البصر ولا تثير الخيال باسم الحداثة حينا وباسم حرية الفنان حينا آخر ووجد أصحاب هذه التقالييع سندا قويا من وزارة الثقافة ومركزها القومى للفنون التشكيلية وبات على الفنان الحق أن يقاوم منفردا جبروت مؤسسات ومسئولين أوغاد وفوضى عارمة تطيح بهوية أمه وثقافة شعب عريق ووجدانه.
- ظل الفنان حسن عبد الفتاح 59 سنة يبحث وبدأب عن هوية جمالية خاصة بنا أو كما قال لى ` إننى فنان مصرى عربى ` وجاء معرضه الأخير المقام حاليا بقاعة مركز الإبداع الفنى بمركز التجارة العالمى المطل على النيل ببولاق تتويجا لرحلة بحث فى اللون والمنظور من خلال عين مصرية مثقفة.
- تدور لوحات الفنان حسن حول الزهور والقوارب والحارة المصرية إذن هو فنان يعيد إلى قيمة ` الموضوع` فى العمل الفنى كرامته المهجورة والتى أنكره كثير من
` الفنانين ` إياهم بحجة أن ` الموضوع ` أصبح موضة قديمة.
- ينحاز الفنان إلى الألوان الطازجة أو كما أخبرنى ` الألوان التى تزين الجوامع والمساجد ، ألوان السجاد ، الكليم ، ألوان عربات الكشرى والكارو ` بعباره أخرى اللون عند الفنان ` حسن ` يعبر عن المزاج النفسى لغالبية الناس فمثلا عندما نشاهد القارب ويخطفنا الأزرق المشاكس الذى ينهب مساحة الفضاء أما الأصفر الملتاع فقد أستولى على الأرض بقوة وجرأة فرشاه عفوية وحركة سكين الألوان العنيفة.
- إن حسن عبد الفتاح يتمنى أن يرسم كما رسم إنسان ما قبل التاريخ ` لم تكن هناك وزارة ثقافة ولا بيع لوحات ` هكذا قال لى كان الإنسان الأول يرسم من أجل الإمتاع وتلبية الحاجات النفسية لقبيلته لا ينتظر جزاء ولا شكورا.
- فى هذه اللوحه المنشورة يطرح الفنان رؤيته عن معنى فن مصرى عربى خالص حيث قدم لنا بانوراما ثرية لعريس شعبى فى حارة بسيطة ، فى هذا العمل ، خاصم الفنان مفهوم ` المنظور الغربى ` و انحاز ` للمنظور الشرقى ` حيث يبرز كل شىء فى المستوى الأول مثلما فعل الفنان المصرى منذ قرون والفنان الذى عاصر الحضارة الإسلامية فى مجدها بعده فى هذا العمل وزع الفنان شخوصه بإتقان محترف وجعل حركة الأجساد تعبر عن مناخ الحارة الدافىء وبهجه ` المعازيم ` مع نزعة فياضة بالخير لألوان البسطاء التى نثرها بمودة فى هذه اللوحة المدهشة.
- لقد كتب بحق الكاتب الصحفى ` أسامة عفيفى` فى تقديمه لمعرض الفنان أنه : ` يحاول أن يستنبط القانون الذى ارتكز عليه الفنان المصرى - العربى فى تصميم عمله الإبداعى دون أن يعيد إنتاج ما أبدعه `.
- إن الفنان حسن عبد الفتاح فى أعماله الأخيرة هذه يستند إلى ثقافة غزيرة ووعى ثاقب وانتخاب حميد لأفضل ما أنجزه الفنان على مر التاريخ هنا وهناك مع موهبة متوقدة لإبداع أعمال تمتع البصر وتضىء الخيال تستلهم ولا تقلد تبتكر ولا تحاكى لقد قلت فى البداية إن الفنان حسن عبد الفتاح كان يصطحب معه بعض الطلاب فى جولاته ونسيت أن أقول أننى كنت ضمن هؤلاء الطلاب حيث إننى تعلمت منه الكثير وأعتقد أنه ما زال يقوم بواجبه نحو طلابه حتى الآن عسى أن يستطيع صد غربان القبح التى تحتل مساحة ضخمة من الإعلام والوجدان وأزعم أنه قادر.
بقلم : ناصر عراق
من كتالوج معرض الفنان بجاليرى ضى ، ديسمبر 2019
فلسفة التصوير الحديث فى أعمال الفنان حسن عبد الفتاح
- مصر تمتلك تراث حضارى بمختلف مكوناته( الفرعونية - القبطية - الاسلامية ) والوعى بمختلف الحضارات الإنسانية المعاصرة والتى تم التواصل معها منذ آلاف السنين.
- وينطلق الفنان حسن من كل هذا الزخم الابداعى الذاتى فى محاولات من أجل التواصل والإضافة للتراث الإنسانى ومن أجل أن يكون لمصر مشاركة حقيقية والتزام فى مجال التصوير العالمى فى رداء مصرى صميم لقد استطاع الفنان الدمج بين مفاهيم الفنون المصرية المتنوعة التراثية ومفاهيم الفن العالمى من أجل الحصول على الكثير من المنجزات الابداعية الإنسانية على مدى التاريخ وتأكيدها فى لوحاته.
- وهكذا تأتى لوحات حسن مليئة بالتنوع والحيوية والألوان المتألقة الزاهية وضربات الفرشاة القوية والايقاع المباشر السريع والحوار اللونى والخطى الفورى ، ويتجه فى بعض أعماله إلى التجريد المستوحى من الخط والزخارف العربية فى محاولة للمزج بين مفردات الانجاز الابداعى الإنسانى المتنوع.
- الفنان حسن يمثل حلقة من حلقات البحث عن الهوية المصرية ويؤكد انحيازه لانجازات الإنسان الحضارية فى العالم على مستوى الوعى والمعرفة والهوية المصرية والعربية وقد اتجه فى مرحلة من مراحله إلى الأخذ من الفن الإسلامى برؤية واعية شأنه فى ذلك شأن استلهام لفن المصرى القديم وأيضا فى الحركة الفنية العالمية . ويحتل فن المنظر مساحة متميزة فى أعماله تمتد من القاهرة القديمة إلى الكثير من البلاد العربية والأوروبية .
- يقدم الفنان عبر مشواره الفنى أسلوبا يتميز بنسق خاص فى صياغة الشكل ، يستمد روافده من فلسفة التصوير الحديث ومذاهبه خاصة التعبيرية والوحشية والتجريدية ويستلهم أيضا بعض قواعد التصوير المصرى القديم والاسلامى . وتظهر الحركة المتألقةعلى سطح لوحاته بفعل أدائه الفنى الجرىء والمتدافق اللى يعتمد على مهارات فائقة فى التصوير من رسم وتلوين وصياغة تكفل له تجسيد تصوراته بسلاسة وطلاقة ، ولا يأتى ذلك الا بتوافق تام بين القوى الفاعلة عند الفنان وهكذا تكمن لحظة الإبداع فهى لا تكتمل إلا فى حالة التوافق التام والتكامل والاتحاد التى تخرج قواه الفنية الفاعلة النشطة كما يقول (شيلر ) اذا يجسد الانسان نفسه فى مجال الفنون كائنا متكاملا بكل مقوماته ، غير منشطر ولا منقسم.
- أن الخط عند حسن يؤدى دورا مهما اذ يتحرك لتصوير العناصر الواقعية متحررا من قيد المحاكاه للشكل وهو ايضا يجول بتمايلا ومنحنيا أو يتشابك أو يتراكب يتوالد عنه أشكالاً مختلفة متنامية ومتصلة ، وهو يستخدم كل خبراته الفنية ليقدم الحياة بمفهومها العام مرتبطا بواقع له سمات خاصة .ولكنه هذا الواقع وتفاصيله ليحل محله تفاصيل أخرى تصاغ بمنطق جمالى يستقى كيان الإبداع المعرفى والمصرى.
- فى بعض أعمال الفنان تظهر رؤى خيالية مركبة يجمع فيها بين منطق التأليف المتخيل والواقعى فى أن ، وهذا ما يضى على العمل الفنى عنصر الدهشة الذى يأتى من الجمع بين المتناقضات فى تكوين واحد ، وهذا ما يقرب بعض أعماله من الفكر السريالى كما يتأكد البعد الميتافيزيقى أيضا بصيغة معاصرة داخل مضمون جديد هو رمز لشىء ما فى حياتنا المعاصرة لا يمكن تفسيرها تفسيرا برهانيا فالدلالة الرمزية عنده يشوبها قدر من الغموض.
- وتحتل القاهرة القديمة الكثير من أعمال الفنان التى تمثل ارتباطا واضحا بمجتمعه وثقافته وهذا العالم الشعبى المصرى الأصيل المتميز . وقد تجسد رسم هذا فى رؤية بانورامية تسرد قصة الحارة وما بها من علاقات انسانية وحياتية وما تحتوية من أسرار عميقة فى التاريخ والحياة المتألقة ذات المذاق الانسانى الخاص الملىء بالحياه والجمال والتدين.
- من خلال العمل الجاد الحرفى والمعرفى من غير افتعال الاصالة والمعاصرة يهدف الفنان حسن إلى العمل على تأكيد السمات المصرية والشرقية ومدى ما يتحققيها من تواصل حضارى تمتلكه مصر والدول العربية فى تاريخها للارتقاء بالإنسان والتواجد العلمى والابداعى على المستوى المحلى والعالمى.
- بعد حصول الفنان على بكالوريوس الفنون الجميلة بالقاهرة بامتياز عام 1964 اتجه إلى دراسة كنوز الفن المصرى القديم وأضاف إلى رصيده من الفن الاسلامى والعمارة الاسلامية الكثير كما ذهب إلى البحث فى الفن العالمى ، كل ذلك كان من خلال مفهوم دراسة أكاديمية معرفية ساهمت فى كيان أعماله . واستطاع بكل هذا الجهد الابداعى والبصرى إلى تقديم رؤية متفردة ومتميزة فى مجال فن التصوير المصرى والعالمى .
- أيضا كان للقاهرة القديمة التى نشأ فيها والتى شكلها جذور مكوناته الانسانية والمصرية الاصيلة كما كان لزيارة أمريكا والدول الأوروبية والدول العربية الأهمية الكبيرة فى التعرف على لغات فنونها.
بقلم : أحمد عبد الكريم
من كتالوج معرض الفنان بجاليرى ضى ، ديسمبر 2019
حسن عبد الفتاح يتغزل فى الشرق بالألوان
- عالم فنى شديد الثراء فى التفاصيل والالوان وحكايات وأشخاص يعيشون بيننا فى عوالمهم الخاصة يقدمه لنا الفنان التشكيلى الكبير حسن عبد الفتاح فى أخر أعماله الفنية فى معرضه الاخير بقاعة بيكاسو.
- ويواصل من خلال لوحات المعرض مشروعه الفنى الذى يقدمه منذ سنوات طويلة والذى يعتمد على المزج بين المذاهب الفنية الغربية الحدثية واستلهام التصوير المصرى القديم والاسلامى فى تأصيل المكان والتركيز على العنصر الانسانى من خلال رصد تفاصيل حياتية تربط بين الناس والمكان كما يواصل التأكيد على عنصر الحركة فى أعماله واستخدامه العنصر البشرى الذى يميز ملامح العالم الفنى الذى يرصده فنجد فى لوحاته القاهرة القديمة والحارة المصرية والافراح الشعبية والاسواق الشعبية ، وفى نفس الوقت الذى يصول ويجول فيه حسن عبد الفتاح ،وفى هذا العالم الذى يبحث عن معالمه منذ الستينات نجده يقدم أعمالا فنية تجريدية تمزج بين المدرسة التجريدية الحديثة وأصول التجريد فى فننا الاسلامى والعربى ولا يبخل الفنان سواء فى هذا أوذاك بتطعيم لوحاته بمجموعة غزيرة من الالوان ولذا تتألق ألوان الأصفر والأحمر والبنى والأزرق السماوى بدرجاته فى أعمال حسن عبد الفتاح الذى يقول أنه يبحث عن الجديد فى أعماله دائما ويحاول المزج بين الواقعى والخيالى ، وما يقدمه هو مزيج من التضفير بين المدارس الغربية الحديثة والتصوير المصرى والاسلامى والاعتماد على العنصر البشرى والمكان فى حركة حيوية متحررة.
- وعن أعماله الجديدة يقول د.محمد عرابى أن حسن عبد الفتاح يفاجئنا كل مرة بتقديم أسلوب يتميز بنسق خاص فى صياغة الشكل يستمد روافده الفنية من فلسفات التصوير الحديث ومذاهبه خاصة التعبيرية والتجريدية بالإضافة إلى استلهام التصوير المصرى والاسلامى فى معالجة المكان، والعنصر الانسانى يبدو تكوينه فى أعماله مفعما بأعلى درجات الحركة بفعل حيوية الخط المتحررة من كل القيود الاكاديمية كما أن أعماله تمزج بين رؤية خيالية مركبة تجمع بين منطق التأليف الخيالى والواقعى فى أن واحد وهذا ما يضفى على أعماله عنصر الدهشة التى تأتى من الجمع بين المتناقضات وكأن اللون والخط هما وسيلته لتحقيق قيم جمالية أصيلة
بقلم : زين إبراهيم
من كتالوج معرض الفنان بجاليرى ضى ، ديسمبر 2019
عن التراث والمعاصرة
- ولعل فناننا ( حسن عبد الفتاح ) قد استطاع أن يزاوج بين مقومات التشكيل الفنية فى شكل الحرف العربى ، ومعطيات التراث فى الخط العربى المحملة بقدر كبير من الحيوية والتعبير الخالص بلا مباشرة ، ومزاوجة ارتبط فيها الوعى بالشكل، بامتلاك الأدوات ومطاوعة اليد المنفذة فى حرية ، لغنى الايقاع والحركة دون حذر ، وفى نفس الوقت دون انفلات.
- فالشكل لديه لا يبدو اتيا من مصدر محدد بذاته ، وانما يبدو لتجربة طويلة من البحث فى ( الايقاع ) العام للتركيب داخل الرقش الإسلامى وذلك الإيقاع هو الذى يتحول إلى شكل بلاستيكى على السطح . يولد هكذا مرتبطا بلحظة خلقه وتركيبه ، دون القصور على تكوينات سالفة أو وقوف ازاء تراكيب متعارف عليها.
- وربما قد اضفى ذلك على تصاويره روح الاسكتش، الروح فقط وليست النتيجة ، فارتفع نبض التعبير، وبدا الأمر كالتوقيت القسرى لحالة من الحيوية والانهمار والوشوك على الحركة النابضة ابدا.يساعده فى ذلك امتلاكه الواعى لأدواته ومهارته العالية فى الرسم - عصب التشكيل ومنطلقه الأساسى الأول - ولولا ذلك لأصبح الامر كالهراء أو العاب البهلوانات الفقاعية المبهرة.

بقلم : فاروق بسيونى
من كتالوج معرض الفنان بجاليرى ضى ، ديسمبر 2019
الفنان حسن عبد الفتاح والبحث عن هوية مصرية
- منذ بداية تشكل حركة الفن المصرى الحديث وثمه اتجاه فكرى وفنى بدأ يأخذ مكانه فى المحاولات الجادة للرواد وذلك فى بحثهم عن القيمة الجمالية والابداعية التى ترتبط بثقافة المجتمع الخاصة - المرتبطة بتاريخه الحضارى وظروفه السياسية والاجتماعية الراهنة ويتمثل هذا الاتجاه فى وعى الفنان المصرى بذاته ومحاولته الدائمة لتأكيدها.
- ولقد تفتحت عينا الفنان المصرى الحديث على ثقافة وتقاليد فنية مغايرة تماما لثقافته وتكوينه الوجدانى الذى يحمل فى طياته موروثاته الثقافية المتنوعة بتنوع الحقب الحضارية التى اجتمعت فى ثقافته المعاصرة فاتجه إلى تحقيق ذاته على المستوى الوطنى والقومى بالرجوع إلى تراثه الفنى والروحى وذلك فى مواجهه المد الثقافى الغربى برؤيته الفنية الخاصة المبنية على تقاليد إغريقية و التى كانت الشريان الجديد الذى بعث الحياة فى موهبته وأزاح عنها آثار قرون عن التطور الحضارى والفنى.
- وظهر عديد من الحركات الفكرية والفنية فى مصر والتى عبرت عن مواقفها وتطلعات إلى التغيير والتجديد فى بنية المجتمع، إزاء الفن ودوره الحضارى وظهر هذا التوجه فى البيانات الفكرية والفنية وتصريحات الفنانين فى افتتاحات معارضهم الشخصية والجماعية حيث ظهرت أفكار تؤكد ارتباط الفن بالمجتمع وثقافته وحضارته العربية التى بلا شك كانت ميراثا لمعظم الحضارات السابقة لها فى مصر .. وهذا من وجهه أخرى تضمنت هذه الأفكار دعوة لارتباط الفن بطابع الحضارة الراهنة والنظرة المستقبلية للثقافة والحياة.
- وفى ظل البحث عن الهوية الحقيقية للفنان المصرى الحديث فقد تأرجحت الأراء وتباينت حول عروبة مصر وفرعونيتها وعلى أى حال فقد أسفرت هذه الأفكار عن اتجاهات فنية كانت تبحث عن صياغات فنية حديثة تتمتع بروح وطابع المجتمع المصرى وثقافته وتميزت هذه الاتجاهات فيما بينها باستلهامهم للفن المصرى القديم أو الفن الاسلامى بصيغة الفنية ذات الطابع التجريدى .. مع الوضع فى الأعتبار أن الفنان الأوروبى سبق الفنان المصرى والعربى فى إستلهام الفن الإسلامى.
- ولقد ضم هذا الاتجاه عديدا من الفنانين المصريين وشمل كل مجالات الفن التشكيلى: التصوير والنحت والحفر.
- والفنان حسن عبد الفتاح يمثل حلقه من حلقات البحث عن الهوية المصرية فى الفن حيث كان الفن المصرى القديم والفن الاسلامى بصفة خاصة قد شغل جزءا مهما من أبحاثه العلمية وتجاربه الفنية إلا أنه لم ينحز لتلك الأفكار التى تقصر الفنان على نمط واحد من أنماط الفن وأساليبه وإنما انحيازه كان للإنسان بصفة عامة وإنجازاته الفنية والحضارية فى شتى أنحاء المعمورة هذا على مستوى الوعى والمعرفة أما على مستوى الإبداع الفنى فهو منحاز لحسن عبد الفتاح وهويته المصرية والعربية..
- فقد اتجه فى مرحلة من مراحله إلى استلهام الفن الإسلامى برؤيه واعيه وهاضمه لأصول وتقاليد الفن الإسلامى شأنه فى ذلك شأن وعيه وهضمه للفن الأوروبى وتقاليده ومذاهبه الحديثه التى ارتبطت من قريب أو بعيد بالطبيعة ولذلك تحول التراث الإسلامى والفن الغربى والطبيعة - عند حسن عبد الفتاح - إلى وسائل لتحقيق إبداعات فنية كان فيها فن التصوير غاية فى حد ذاته .
- فهو على عكس بعض الفنانين الذين وقعوا - وما زالوا - فى شباك التقليد سواء تقليد الطبيعة أو الفن الغربى أو الفن الإسلامى أو المصرى القديم.
- ويقدم لنا حسن عبد الفتاح عبر مشواره الفنى أسلوبا فنيا يتميز بنسق خاص فى صياغة الشكل ، يستمد روافده الفنية من فلسفات التصوير الحديث ومذاهبه خاصة التعبيرية والوحشية والتجريدية ومستلهما بعض قواعد التصوير المصرى القديم والإسلامى .
- وتتجلى ملامح أسلوبه الفنى فى لوحة ` امرأة وزخارف إسلامية ` إذ تظل ملامح دراسته الأكاديمية واضحة على معالجة العنصر الآدمى حيث الاهتمام بالنسب والظل والنور إلا أن ملامح التسطيح تبدو واضحة فى هذا العمل أيضا إذ نراه قد تحرى حركة الزخارف على أسفل يمين اللوحة فيما تبدو مرسومة بمفهوم يخلو من الاهتمام بالأبعاد المسافية كما أنها تخلو من التجسيم حيث يتحرك اللون الأبيض بدرجات لونية متساوية من حيث قوتها وتأثره بالظل والنور ويتجلى أيضا فى هذه اللوحة تغليب اللون عما عداه من العناصر الفنية الأخرى واهتمامه بالتكوين وتماسكه .
- ويبدو التكوين فى أعماله دائما مفعما بأعلى درجات الحركة بفعل حركة الخط المتحررة من كل القيود الأكاديمية والحركة عنده تظهر فى كثير من الأحيان فى علاقة جدلية مع السكون والرسوخ الذى يأتى بفعل الخطوط الأفقية التى تظهر تاره فى تقسيم خلفيات تكويناته أو أماميتها فى تفاعل خادع بين الأشكال الموجبة والسالبة حيث يتداخل الشكل مع الفراغ بصوره تبادليه .
- وتأتى الحركة بفعل أدائه الفنى الجرىء والسريع وهو ما يسميه حسن عبد الفتاح ` بالأداء الملحمى` وهو الأداء المتواصل فى العمل الفنى منذ بدايته حتى نهايته منساقا وراء حدس الفنان وحسه الفنى بالأشياء والطبيعة معتمدا على مهارات فائقة فى التصوير من رسم وتلوين وصباغة فنية تكفل للفنان تجسيد تصوراته بسلاله تاركا للعفوية والمصادفة دورهما المهمان فى العمل الفنى .
- ولا يتأتى ذلك إلا بتوافق تام بين القوى الفاعلة فى الفنان وهنا تكمن لحظة الإبداع فهى لا تكتمل إلا فى حالة التوافق التام وهذا ما يتفق مع بعض النظريات الفنية التى ترى ثمه تشابه فى بعض النواحى بين النشاط الإبداعى واللعب فالفرد حين يلعب - كما لاحظ شيلر من قبل- إنما يصبح فردا متكاملا متحدا إذ تخرج جميع قواه إلى الفاعلية النشطة وكذلك الحال بالنسبة للفن : إذ يجد الإنسان نفسه فى مجال الفنون كائنا متكاملا بكل مقوماته غير منشطر ولا منقسم.
- ولنعد إلى استلهامه للفن الإسلامى حيث يبدو فى بعض الأعمال مستلهما بصوره مباشرة لأشكال الزخارف الأرابسكية المتسمة بحس إيقاعى ومليئة بحركة ديناميكية عالية.
- وعن طريق الإيحاء تحركه الخطوط داخل التكوينات بعد تجريدها من تصميماتها الأساسية فى التراث ومع المحافظه على الحس الشرقى الاسلامى فيها فهو يعمد إلى جعل الشكل يبدو ذا قيمة تعبيرية من خلال حركة الخطوط الحيوية داخل التكوين وكذلك التناقض بين كثرة التفاصيل الشبيهة بالمنمنمات وانتشارها بين المساحات المشكلة للتكوين العام للوحه .
- فتبدو الزخرفة الإسلامية فى البداية شأنها شأن أى مكونات البيئه المصرية سواء فى أنسجة الخيامية أو فى أعمال الحديد فى أبواب ونوافذ القاهره الفاطمية ومع تعمقه فى دراسة فن الزخرفة الاسلامية والفهم العملى لأصولها بالإضافة إلى خبراته الفنية الأخرى امتلك أسلوبا فنيا يعتمد على اختيار موضوعات أشكال بسيطة كالأشكال النباتية والطبيعة الصامتة الأخرى إذ تتحول بفعل أدائه الملحمى وعلمه بمفهوم وأسس الصياغة الزخرفية إلى علاقات خطية ولونية أقرب إلى التجريد فأعماله فى هذه المرحله تمثل التقاء الفنان العربى بالثقافه الأوروبيه الحديثة.
- وتتميز الزخرفه الإسلامية بأشكالها المختلفة( الهندسية - النباتية ) بالخط الحاد الهندسى الذى يحصر مساحات لونية هندسية أو الخط الأرابيسكى اللين والمتحرك وهكذا نرى أن للخط فى أعمال حسن عبد الفتاح دورا مهما إذ يتحرك لتجسيد وتصوير العناصر الطبيعية متحررا من قيد المحاكاه الواقعية للشكل وفى الوقت نفسه يجول مستقيما فى حده وحزم أو يتحرك متمايلا ومنحنيا أو يتشابك أو يتراكب مولدا أشكالا مختلفة متنامية ومتصله اتصال الخط فى الزخرفة العربية ، فهو يستخدم كل خبراته الفنية ليعبر عن الحياة بمفهومها العام مرتبطا بواقع له سمات خاصه ، ولكنه يلخص هذا الواقع وتفاصيله الخاصة ، لتحل محله تفاصيل أخرى تصاغ بمنطق جمالى مستقى من روحه وحسه الخاص .
- وفى بعض الأحيان نجد فى بعض أعماله رؤى خيالية مركبه إذ نراه يجمع بين منطق التأليف الخيالى والواقعى فى آن وهذا ما يضفى على العمل الفنى عنصر الدهشة الذى يأتى من الجمع بين المتناقضات فى تكوين واحد وهذا ما يقرب أعماله التى تحمل هذه الرؤيا من الفكر السريالى.
- ومن ثم فإن الفنان هنا يستعيض عن المنظور البصرى ومحاكاه البعد الثالث بقانون خاص لتأليف الأشياء يهدف إلى تجسيد الفكره معتمده على سطح تصويرى ذى بعدين.
- وعند الانتقال إلى الجزء العلوى من اللوحه تشعر أن هنالك نافذة جعلت العين تخترق عمق الصورة إذ هى مركبة مرسومة بمفهوم أكاديمى إذ تظهر قليلا تحت مستوى النظر ومحاطه بفراغ مرسوم بدرجات من اللون الابيض التى تتحرك قليلا إلى الاسفل لتندمج بمهاره مع درجات اللون الأخرى المسطحه، فترتد عين الرائى إلى مقدمه الصورة مرة ثانية ، وهكذا تستمر عين المشاهد فى حلقة دائرية تحوم حول مسطح الصورة وتغوص فى العمق قليلا ثم ترتد فتستجيب لهذه الحركة دون الشعور بأى نوع من كسر الإيقاع العام للتكوين.
- ويتأكد البعد الميتافيزيقى فى أعماله عندما يستلهم أسطوره إيزيس بصيغة معاصره ، فهو لم يصور الأسطورة القديمة ولم يعد اكتشافها كما فعل الرمزيون فى القرن التاسع عشر أمثال جوستاف مورو وإنما يعيد صياغتها وفقاً لمضمون جديد فى نفسه هو فتظهر إيزيس بجسدها الحى فى حالة طيران من حيث وضعها الحركى، كأنما تبدو ملتصقة بعالم تحتى ، فقد تكون إيزيس هنا رمزا لشىء ما فى حياتنا المعاصرة لا يمكن تفسيره تفسيرا برهانيا فالدلالة الرمزية هنا يشربها قدر من الغموض .
- وننتقل إلى موضوع آخر يصور له حسن عبد الفتاح فى أعماله الأخيرة وهو الحارة المصرية التى كانت وما زالت معشوقة لكثير من الفنانين المصريين وقد قام فناننا بتصويرها فى كثير من أعماله من وجهه نظر واقعية إلا أنه هذه المرة يرى الحارة المصرية كفكره أو موضوع وليس كمنظر مدينى واقعى فنراه يجسدها برؤية بانورامية وكأنه يحكى لنا قصة الحارة وما بها من علاقات إنسانية ومظاهر ثقافية وحياتية مختلفة.
- هكذا يبدو لنا واضحا ارتباط حسن عبد الفتاح بثقافته ومجتمعه مع تأكيده الدائم على استقلالية التصوير من كل الموضوعات التى تهبط بالتصوير إلى هاويه التخلف فكان اللون والخط هما وسيلتاه لتحقيق قيمة جمالية أصيله .
بقلم : محمد عرابى
مجلة الفكر والفن المعاصر

- أهتم الفنان حسن عبد الفتاح فقد اهتم بالطبيعة والريف المصرى الذى ربطه بخياله التشكيلى للحضارة الفرعونية فأخذ فكره تحديد العناصر بالخط الصريح من الرسومات الموجودة بالمعابد والمقابر القديمة واهتم بفكره الضوء والألوان الصريحة أيضا فالألوان نهارية تشع ضوءا وحيوية وتشعر بقوتها وحرارتها التى تعكس حالة الفنان الذى عايش الجو المصرى وتفاعل معه.
بقلم : سامى البلشى
من كتالوج معرض الفنان بجاليرى ضى ، ديسمبر 2019
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث