`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
أحمد فريد
ملك العزف بالألوان
- يعد أحمد فريد واحداً من أهم الفنانين التشكيلين المصريين المعاصرين فلوحاته دائما ما تكون مميزة ، ولها طابع خاص ، يتميز به فريد عن غيره من الفنانين ، وهو الأمر الذى ظهر بوضوح فى نجاح معارضه الفنية السابقة . فريد يعتمد دوماً فى لوحاته على تقنية فريدة ، حيث يقوم بإعطاء لوحاته العُمق المطلوب ، دون أن يضَّطر لفعل هذا ، باستخدام خطوط واضحة وصريحة ، فهو يعتمد دائماً على استخدام طبقات الألوان ، ليعطى لوحاته عُمقا إضافياً وملمساً غنياً وكثيفاً ، وهو أمر غاية فى الصعوبة .
يقيم أحمد فريد حالياً معرضه الجديد ، والذى يحمل اسم `نغمات الصراع ــ Melodies Of Conflict ` وذلك بجاليرى سفرخان ، وهو المعرض الذى يُقام حتى التاسع والعشرين من شهر ديسمبر الجارى .
من يتابع لوحات ومعارض الفنان الكبير أحمد فريد يكتشف أن شغفه بالفن التشكيلى بدأ فى مطلع السبعينات من القرن الماضى ، حيث عاصر الفنان أحمد فريد تَغيُرات الثقافة الأوروبية ، وذلك فى فترة ما بعد أحداث عام 1968 ، خصوصاً ظاهرة صيف الحب فى أمريكا ، وأجواء احتفالات وودستك ، إضافة إلى كل الأحداث السياسية والاجتماعية فى مصر .
لوحات الفنان أحمد فريد فى معرضه الجديد `` Melodies Of Conflict ، وغيرها من أعماله تأثرت بالرمزية ، التى تغزو إلى الأصل التجريدى التعبيرى ، حيث الأشكال التى بالكاد تكون مرئية ، ولكنها تعكس ما بداخل الفنان من انفعالات حقيقية ، فلوحاته البسيطة الطابع ذات الظلال المُتباعدة والشَّخصيات الشاردة ، التى تكاد تكون وليدة نسيج من الألوان المُختلطة ، والسَّابحة فى فيض أفكاره وتموُّجاتها ، تظهرأحياناً ضعيفة وأحياناً قوية ، كما أن كل تلك الخطوط والألوان تحمل سمة أسلوبية حقيقية ، تعكس التحديث المُستمر للأساليب التعبيرية ، التى يتَّبعها دوماً أحمد فريد خلال السنوات الأخيرة ، والتى دائماً ماتعكس فى خلفيات الألوان انفعالات غير عادية ، لا نهاية لها ، وتتمَاشَى مع الأسلوب الفنِّى ، والتصوُّرَات الحيَّةِ للخبرةِ الثَّقَافيَّةِ التى يحملها أحمد فريد .
عند مشاهدة لوحات أحمد فريد بشكل عام ، فإنك تسْتَشْعرُ من خلالها ملامِحَ تَأثُّرِها بالعديدِ من الفنَّانين أمثال `جاذبية سرى ` و `نيكولا دى ستايل ` و` ديكونينج ` فى بحثهم عن الفنِّ التصويرى ، الذى يقوم على الألوان ، وتحقيق التوازن بين أجزاء مستوياتهم المُختلفة ، وقد جعل هذا المزيجَ الرائعَ بين الفنَّ الغربى والإشارات المصرية الإبداع الفنِّى الخاص بأحمد فريد شيئاً متميزاً ومُتفرِّداً وسط المشهد الفنِّى المعاصر ، ما أنتجَ لوحات تَتَّسُم بنسخةٍ شخصيةٍ خالصةٍ تحمل اسم أحمد فريد ، وبلغة أسست خصائصها بخبرة فنان ، استطاع الجمع بين العالمين الغربى والشرقى فى لوحاته .
ويقول أحمد فريد عن أعماله ولوحاته : ( اختيار خامات الألوان وخلطها دى صنعة لوحدها .. وعايزة حرفة لوحدها ، وموهبة لوحدها .. الظروف ساعدتنى لأن أسفارى كثيرة . ولقد استغلت هذا فى كوين مكتبة هائلة ثقفت نفسى فنيًّا من خلالها .. كما تمكَّنت من التَّعرف على محال عتيقةٍ وعريقةٍ تبيع ألوان الرسم ومستحضراتها .. وكنت أتعمَّد الجلوس إلى أصحاب تلك المحال وأطلب منهم أن يعلمُونى صنعة خلط الألوان وتحضيرها ومزجها ببعضها البعض ..فتعلمت تلك الحرفة من أساتذة مُخضرمين ، ذوى باع طويل فى هذا المجال ، وهو ما انعَكَسَ على توظيفى للألوان فى لوحاتى ، واضاف إليها ثراءً وقيمةً ، كما يَضمَن لمُقتَنيها أن تَعيش هذه اللوحات . وأن تحتَفظ برَوْنقِها وجودتها أجيالاً وراء أجيال .. كما يضمن احتفاظها بجمالها ، حتى عند حاجتها للترميم بعد عشرات السنوات .. وتلك ميزةٌ مهمةٌ يقدِّرُها محترفو جمع اللوحات الفنية القيمة ) .
أحمد فريد يعتبر نفسه محظوظاً ، لانه ليس مضطراً للتَّكسُّب من لوحاته .. هو صحيحٌ يبيعها فى المعارض التى ينظمها ، لكن التربّح ليس هدفه .. وهذا على حد قوله ــ أسوأ ما قد يتعرض له الفنَّان ، حيث إن الترزُّق من الفن يَفرُض على الفنَّان أن يُقدَّم ماهو رائجٌ فى الاسواق وليس ما يُمليه عليه حسُّه الفنِّى .. وهو عازمٌ أن يظل الفن مُتعتَه ودواءَ رُوحه ، وألا ينساق وراء أى إغراءات قد تدفع بفنِّه ناحية التحوُّل لبيزنس آخر ، مثل المشاريع التى قضى عمره فى بنائها ، وآن الأوان له أن يتحرر من قيودها ، وأن يستمتع وهو يُحوِّل خلاصة تجربته لإبداع يشاركه مع الناس ، ويسعدون به .
وعن سرِّ تميز لوحاته بأسلوب خاص يُعبِّر عنه ، قال أحمد فريد إن تراكمات الضغوط عبر السنوات ، وطبيعة مشواره كرجل أعمال عصامى بَنَى نفسه بنفسه ، تركت آثاراً وتراكمات فى عقله وقلبه ، حيث تعامل مع مُختلف أنواع البشر من جنسيَّات عديدةٍ وطبقات اجتماعية متفاوته ، لم تستطع طبيعته الحسَّاسة ، وعقلُه المُفكِّر أن يتركها تمر مرور الكرام .
نعود مرَّةً أُخرى إلى معرض الفنَّان التشكيلى الكبير أحمد فريد والمُقام حالياً بجاليرى سفرخان ، والذى ضمَّ لوحات أكدت أن رغبة أحمد فريد لاتتزعزع فى تصوير الصخب والفوضى فى الحياة الحضرية فى خياله الحالم والمثير للحماسة باستخدام الألوان المتفجرة وديناميكية الألوان الزاهية ، فلوحات فريد فى هذا المعرض تُعبر عن الآفاق من الاستعراضات المُزدحمة التى تُعبِّر عن العلاقة المُعقَّدة والديناميكية بين الأشكال الحيَّة للبشر والمُحيطات من الهياكل المعمارية التى تلوح فى الأفق . وكالعادة ، تتميز أعمال الفنان أحمد فريد بأنَّها نتاج ثقافتين مُختلفتين ، ولكنَّه فى هذا المَعرض تحديداً يَمزج بين ثقافة البوب الأمريكية فى فترة قبل الستينات ، والثقافة المصرية نتيجة خبرته فى مجالات السياسة والاقتصاد والمُجتمع بحكم انتمائه وجذوره المصرية ، بحيث أصبح هذا الطابع هو العلامة المميزة لأعمال الفنان أحمد فريد ، وتكشف لوحات فريد هذه المرة عن نظرته لواقع الحياة الحضرية ، والتى يُعبِّر من خلالها عن رغبته فى تجسيد عيوب الحياة المدنية داخل رسومات ورموز فنية ، حيث يجمع خيوط الفن التشكيلى الممتزجة بألوانها المُتناسقة ، ليرسم ويصور صخب الحياة الحديثة ومدى تأثيرها على حياة الإنسان بكل أركانها وطبيعتها ، التى أزالت العلاقة الجميلة بين الإنسان والطبيعة ، حتى تحوَّلنا إلى كائنات جمادية بلا روح .
ويظهر أيضاً فى لوحات فريد ــ فى هذا المعرض ــ العديد من صفَاته كفنَّان تشكيلى ، يعشق استخدام الألوان الجريئة ، التى تضفى روحَ المُغامرة على لوحاته ، واستخدام ريشة الرسم لتحديد لوحاته بالخطوط العريضة ، التى تجعلها صوراً مُتحرِّكة ، وليست فقط ألواناً وخطوطاً مَرسومة ، ويُعد هذا المعرض ثانى تعاون بين الفنان التشكيلى أحمد فريد وجاليرى سفرخان ، حيث كان أول تعاون بينهما فى العام الماضى .
فاروق الجمل
7أيام : 5-12-2017
معادلة العُمر وشغف الهواية.. مسيرة «أحمد فريد» بعد الخمسين
- معادلة العُمر وشغف الهواية.. دائمًا ومهما طالت السنوات فإن الشغف هو المُنتصر، فلا الشيب يُفقد الموهبة حرارتها، ولا الوهن ينتزع قدرًا من قوّتها، بل تزداد قوة مع مرور العمر.
بسنواته الخمسين، وعمله المُزدهر فى مجال الحلى والإكسسوارات والمقتنيات القيّمة، خرج الفنان أحمد فريد، من دور المتلقّى الشغوف بالفن التشكيلى، إلى ممارس لهذا الفن ومقدّم لرؤية جديدة خرجت من مخزون نصف قرن من العُمر جعلت كثيرين يطلقون عليه لقب «مجنون الفن».
يقول أحمد فريد، ذو الـ67 عامًا حالياً، إنه بدأ العمل على موهبته فى سن الخمسين بطريقة غير احترافية، حيث كان مجال عمله دائمًا يتيح له السفر كثيرًا لبلدان عدة، ومع حبه للفن، كان يقصد المتاحف والمعارض التشكيلية، لكنه لم يكن بالمتلقى «السطحى» كما يصف، إذ أحب أن يكون متعمقًا أكثر فى هذا المجال.
يحكى «فريد» عن إحدى سفرياته إلى إيطاليا، حيث كان يتجول فى الشوارع، فوجد نفسه أمام متجر لأدوات الرسم، ولم يكبح قدميه اللتين قادتاه إلى الداخل ليخرج بألوان ولوحات (كانفاس)، ويخرج معها إلى عالم آخر وكأن باب ذلك المتجر معبر سحرى.
دأ «فريد» حينها يجرّب نفسه فى 8 لوحات صغيرة، ولم يكترث بأمرهم، وتركهم فى منزله، فرأتهم زوجته ووضعتهم فى أطر خشبية وعلقتهم على الحائط، وهنا يقول «ولقيتهم حلوين وعجبنى الموضوع»، وكذلك الآخرون ممن حوله، وهذا شجعه على إخراج أسلحة موهبته أكثر وأكثر. ومن متخصصين فى الألوان لتعلم الخلط السليم، إلى أكاديمية الفنون فى إيطاليا لمعرفة تكنيكات الرسم المختلفة، تمكن «فريد» من تعلم الكثير فى 3 سنوات قضاها بين الممارسة العملية والتعلم المكثف كما يقول، إذ كانت سنه كبيرة بين الدارسين الذين كان يتواجد بينهم، فكان يطلب أن تكون حصصه خاصة ومكثفة أكثر. ويوضح أحمد فريد أنه اشترك فى 9 معارض جماعية فى ميلانو ونيويورك، وفى مصر كذلك، ثم كان أول معارضه الفردية فى مصر عام 2011، وأنه أقام معارض لـ3 أعوام فى «المسار» بالزمالك، كما امتلك استديو خاصا فى فلورنس فى إيطاليا ملحقا بأكاديمية الفنون هناك، يسافر إليه 5 مرات فى العام. ويؤكد «فريد» أن البدء فى عمر متأخر ليس بالأمر الصعب، غير أنه كان له أسلوبه المختلف منذ البداية، ورؤية تعبر عنها لوحاته، لم تحاك أحدًا، وتبلورت تجربته ورؤيته بشكل تلقائى مع الممارسة.
يقول «فريد» إنه لعلمه بكبر سنه فى الوسط التشكيلى المصرى وبدايته المتأخرة، لم يرد التنافس داخليًا أو الاشتراك فى أى مسابقة أو غيره، ولهذا أحب تقديم فنه فى الخارج مع الداخل، إذ باع عددا كبيرا من لوحاته فى معارض كبيرة ومعروفة فى الخارج، وفى مزادات عدة، حتى وصل إلى دار مزادات الفنون الرائدة فى العالم، والتى تعد الأولى، وهى دار كريستيز فى لندن ببريطانيا، حيث بيعت إحدى لوحاته بـ12 ألف دولار، وهنا يقول إن التقييم الحقيقى هو ما يراه فى تلك المعارض والمزادات، إذ إن خبراء متخصصين هم من يقيمون الأعمال لتقدير ثمنها، لذا فالحكم هنا يكون غير خاضع لأى أهواء. «ما اعتقدش إن انا هكتفى مهما كبرت».. هكذا يرى أحمد فريد، مستقبل هوايته متأخرة البداية فى نظر البعض، لكنها غير ذات نهاية فى عينه، مستشهدًا بـ«دافنشى» الذى استشعر الضيق عند ما قارب الموت لأنه سيموت وأمامه أشياء كثيرة لم يفعلها بعد.. وهكذا يرى «فريد».
أحمد يوسف سليمان
المصرى اليوم : 22-9-2017
مشهد المدينة المعاصرة ..فى فصلى `الربيع` و`الخريف `
فى جاليرى سفر خان جاء معرض الفنان احمد فريد`مواسم `..والذى افتتح فى الاسبوع الاول من العام الجديد ..وضم احدث لوحاته ..فى اعمال تمتد بين الربيع والخريف والليل والنهار.. مع التجريد اللاموضوعى او `التجريدالخالص `بصوت الموسيقى وصل به الى قمة الاختزال.. من الابجديات والعناصر والتفاصيل الصغيرة المفعمة بلمسة الحداثة .
ايطاليا ..والبداية
كانت طفولته ككل الاطفال الذين ينجذبون الى عالم الخطوط ودنيا الالوان ..يرسم فى طلاقة وحرية .. بقلبه واحساسه ..وظل هكذا طوال مراحل الدراسة ..ولكن بعد حصوله على الثانوية العامة ..وجد لديه رغبة كبيرة فى دراسة علم الاجتماع ..واضاف الكثير الى دراساته بالالتحاق بالجامعة الامريكية للحصول على الماجستير ..منخرطا فى تامل الشخصية المصرية من بداية المصرى القديم .
وقد ظل الفن حبيسا بداخله لعدة عقود ..وذات يوم وفى احدى سفرياته الى ايطاليا عام ????..اثار انتباهه هناك محلا لبيع ادوات الرسم ..فوجد نفسه مدفوعا وبشكل تلقائى يتجه اليه ..واقتنى مجموعة من من الفرش والالوان والتوال ` قماش التصوير ` ..واستمر لايام يقضى معظم وقته فى الابداع حتى انجز 8 لوحات بمقاس صغير 30-40 سم ..وبعد عودته الى القاهرة قامت السيدة زوجته باهتمام واعجاب شديدين بوضعها فى اطارات على الحائط ..ومنذ هذا اليوم خرج مارد الموهبة ..وكتبت شهادته كفنان واصبح حاليا صاحب لغة خاصة فى فقه التصوير ..لكن كان وراء ذلك رحلة من المعاناة والاشتباك المستمر مع قماش اللوحة ..والانتقال الى اللوحات الصرحية المتسعة ..والفن خبرة بتعبير `جون ديوى` الذى يؤكد ان :التجربة الجمالية لاتختلف عن اى خبرة من خبرات الحياة اليومية ..الا بكونها اكثر نظاما وادق تركيبا من غيرها ..مع قدرتها على التنسيق والتنظيم بين مختلف الدوفع والمتطلبات الانسانية .
`اعمالى مستلهمة من الفنانين المعاصرين والفن الايطالى فى عصر النهضة والمدرسة الامريكية فى الفن الحديث وهى تجسد قصة معاصرة بمثابة..لقاءات شرقية وتجارب غربية `.
..وعالمه
احمد فريد فنان تجريدى تنتمى اعماله الى التصوير اللاشكلى او اللاموضوعى او التجريد الخالص الذى يقترب من الموسيقى ..الى الاعمال ذات المضمون الاجتماعى وهى اعمال مصرية شديدة الاختزال ..فهويعى بحكم دراسته لعلم الاجتماع ماحدث للمجتمع المصرى وما وصل اليه من عمق فى التباين الطبقى وتاكل الطبقة الوسطى مع تحول الطبقة الشعبية الى طبقة عشوائية.. وهو من خلال فنه يصل بافكاره الى درجة بليغة فى الشكل ..ومستوى يسمو بالفن من خلال التجريد فهو يهمس ولا يبوح ويومىء ولايصرح ..مما يجعل من الفن بهجة وفرح ومتعة بصرية مع مايحمل من رسالة .
`ان القى الضوء على حياة الناس..لوحاتى فيها تكنيك واداء يجعل المتذوق يهفو الى ان يلمسها وبين ثناياها خطوط وحروف وشخوص ..فيها بنى ادمين ..` والرمز باللون فى احدى لوحاتى يترجم هذا المعنى :الفقراء كولاج فضى والاغنياء كولاج ذهبى وفى الوسط مساحة من الرمادى ..وهى تمثل الطبقة المتوسطة بحجمها الذى تاكل وانحسر ..وهى الطبقة التى كانت تقود المجتمع ..والاكثر اتزانا والاكثر تماسكا ` .
هو وجاكسون بولوك
فى عام 1939 بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية هاجر عدد من كبار الفنانين الاوروبيين منهم :ماكس ارنست وفرناند ليجيه وهانز هوفمان واندريه ماسون وبيت موندريان ..وقد كان لهؤلاء الفنانين اثر كبير على الفن الامريكى ..وكان من نتيجة تفاعلهم هناك فى ذلك الوقت ..ان ظهرت التعبيرية التجريدية.. فظهر جاكسون بولوك ووليم دى كوننج اللذان كانا وراء ابداع التصوير الحركى الذى يرى ان التصوير ينبغى ان يكون نتيجة طبيعية للتعبيرالانفعالى الحر ..واحمد فريد يعلن اعجابه بهذا الاتجاه وخاصة بولوك الذى رحل مبكرا `1912-1956` ..كانت له طقوس غريبة وغير نمطية فى الابداع فقد كان يفرش اللوحة على الارض ويتحرك حولها من الجوانب الاربعة ..حتى يكون وكانه داخل الصورة ويستخدم العصيان والسكاكين وطلاء التصوير لسائل يسكبه عليها فى تكنيك اسطورى جديد ..كل هذا فى حركة سريعة من الاهتزازات اشبه بالهدير ..انه انعكاس لهدير الحياة المعاصرة .
التباين الحضرى
فى معرضه الذى اقيم عام 2013 بعنوان `التباين الحضرى ` لايقوم برسم اسكتسات او تخطيطات.. ولكن يتقابل وجها لوجه مع المسطح التصويرى ويبدا فى التجريب المباشر بعمل تكنيك وتجارب لونية ..كان يقوم بعمل صور ويبدا فى تقطيعها ويضعها على سطح اخر ويمسحها ويرسم عليه من جديد ..كل هذا بمثابة نوع من التفاعل ..`وفى الحقيقة كان بدء تخيلى للفن ان استبدل اى شخوص او اى موضوع ..يشتمل على عناصر من الطبيعة باشكال افقية وراسية مجردة تتقاطع او تتماس ..وذهبت بعد ذلك فى رحلة طويلة شديدة القسوة فيها تاثير وتاثر وفيها حوارات وتاثرت فى البداية `بديرا دى سيلفا `واعجبنى عالم الفنانة المصرية الكبيرة `جاذبية سرى `.
يقول :انا اقدم لوحاتى حسب مايمليه على الفنان بداخلى واقرا لوحاتى فى كل مرة بشكل مختلف عن المرة السابقة `.
وفى الحقيقة عندما ندخل فى تفاصيل لوحاته نجد ان هناك رموزا وطلاسم بالتامل يمكن فكها والوصول الى عمقها التعبيرى ..فيها مزيج من زحام البشر والبيوت ..وهى بيوت رغم تعدد طبقاتها نطالع فيها روح الشرق وروح مصر ..من تلك الشراعات والاقواس العتيقة ذات تشكيلات الحديد ..بيوت تخفى اهلها ورائها واحيانا يطل البشر فى مساحة لوجه اومساحة لشخص فى مكان اخر ..وقد نرى بعض التوحد البشرى ومايوحى بشخوص مع الكريات والخطوط التى تبدو فى مزيج مع المسطحات بشكل تلقاءى .... فيها مناظر مختزله ونقوش على جدران قديمة .
وفريد فى كل لوحة يعبر عن مصر بكل تفاصيلها ..يعبر عنه اللون بشكل رمزى ....وباستخدام الالوان الساخنة والباردة جسد الفنان هذا التنوع بين طبقات المجتمع .
واعمال الفنان عموما رغم تجريديتها تعد شحنة انفعالية تجاة مايحدث بالواقع فيها صدق المشاعر وتنوع الايقاع الذى يقترب من درجات السلم الموسيقى بجراة فى استخدام الالوان والتكوينات والطاقة التعبيرية المرتبطة بقوة ضربات الفرشاه وحركتها على السطح التصويرى .
`مواسم `الربيع والخريف
فى معرضه ` خلف الابواب المغلقة ` تمتد لوحاته بهذا الايقاع الليلى المبهم والغالب عليه اللون الازرق ..يخفى فى طياته من وراء الغيم هموم واحزان المدينة بكل ماتحمل من تناقض وتباين ومفارقات وكانه يعيد سيرة اللون فى المرحلة الزرقاء لبيكاسو ..والفارق هنا بين التشخيص لبيكاسو والتجريد عند فريد واختلاف الزمان والمكان والاداء ..ثم تنفرج المدينة تكشف وجهها الاخر بايماءات رمزية واشارات عابرة فى الخطوط والالوان ..تبدو شاخصة لنا لانرى منها سوى وجهها الخارجى تخفى اكثر مما تعلن ..عن وجهها المعمارى الذى تحول الى تعبيرية جديدة ..وينساب اللون فى كثافة من بؤرة اللوحة او عمقها.. ثم يتلاشى هامسا فى خطوط وتداعيات هندسية.. واشكال وكائنات يتحول فيها سحر اللون الى سحر اخر من الخطوط ..وفى بعض الاعمال يتالق اللون سخيا فى خلفية اللوحة وفى اماميتها وتتداعى دنيا من الرسوم فى ملاحم خطية وكانه يريد ان يؤكد على الروح والصورة وربما الصورة ونقيضها ..والعكس بالعكس تطل المدينة الملونة فى مقدمة اللوحة وفى خلفيتها..ومن هنا تبدو مدينته رمادية فى فى بعض الاحيان وفى احيان اخرى مدينة من البهجة ..وهى فى النهاية قد تبدو فى عالم ارابيسكى الطابع يشدو ويخبو ويتوهج .. يخلو احيانا من الشخوص وفى بعض الاحيان نطالع البعض هنا وهناك فى ملامح تجريدية مبهمة بمثابة اعلان .. عن روح العصر بدواماته وهمومه وافاقه واحلامة ..ومن بين قلة من اللوحات نطالع المدينة عائمة بين سكونية العمارة وغنائياتها وبين حركة وحيوية الماء ..هل انتقل احمد فريد من مدينة القاهرة وبلغته التجريدية المختزلة ..الى فينيسيا العائمة فى الشمال حيث يسافركثيرا الى ايطاليا ..وهو فى حوار دائم بين ثقافة الشمال والجنوب ثقافة الشرق والغرب ؟ ..فى حوار من خلال تلك اللقاءات الفنية التى لاشك شكلت جزءا من ثقافته البصرية وقادته بمصريته الى هذا العالم .
ويصل الفنان فريد فى `مواسم ` الى درجة رفيعة فى التجريد وروح التشخيص مؤكدا ما يجعل من اللون رمزا وحالة تعبيرية فى انتقالاته من الهبوط الى الصعود وايضا راسيا وافقيا فى فضاء التصوير ..مثلما يجعل منه ايقاعا ليليا احيانا واخر يوحى بالنهار ..فى رمزية الى الخريف والربيع ..وهو فى انتقالاته اللونية يهمس بعالم من البهجة مع العناصر الصغيرة والمتناهية الصغر من البرتقالى والاحمر الى الاخضر فى الافق ..ويمتزج الاحمروالازرق فى ثنائية تختزل المنظر الطبيعى الى مشاعر ونغمات تخفى ورائها حركة وحياة ..ويصل الى ذروة من ذرى اعماله فى الايقاعات الليلية الخريفية الزرقاء والتى تبوح فيها المدينة بمكنوناتها من الصروح والبنايات المعمارية ..لكن من فرط الزرقة لايبقى منها الا مجرد اطياف .. بما يعنى السفر فى الفصول بطاقة اللون ..ووجدان التعبير .
وقد تعددت معارض الفنان مع معرضه الحالى بالقاهرة .. ومعرض بنيويورك ` برودواى `ومعرضين بايطاليا ` فلورنسا وبولونيا ` .
تحية الى احمد فريد الفنان والانسان بعمق الشكل واتساع الرؤية ..من روح المدينة المعاصرة الى كثافة جماليات التجريد الخالص .
صلاح بيصار

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث