`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
يحيى على أبو حمده

- يندرأن يلتقى المرء بفنان تتصاعد همته الفنية تصاعدا طرديا وتزداد قدرته على الابداع والتوهج والانفعال كلما تقدمت به السنين، فمن المعتاد ان نراقب انخفاضا وفتورا يصيب الهمة ويصيب شهية الابداع لدى الفنانين كلما تقدم بهم العمر، وهو امر طبيعى ومقبول بسبب انخفاض معدلات النشاط البدنى بعن سن الستين .
- الفنان يحيى أبو حمده خالف هذه القاعدة بل وتضاعف جهده الفنى بعد بلوغ سن الستين .. لقد التقينا به خلال السنوات الاخيرة نشطا ومحاورا وقريبا من أحداث الحركة الفنية فى كل مكان .. اقام عدة معارض خاصة اشتمل كل معرض على عدد كبير من اللوحات مما يشير الى غزارة انتاجه فى هذه الفترة بشكل واضح ومدهش بعد أن ظل لسنوات طويلة يبذل كل جهده فى سبيل خدمة أهداف الحركة الفنية التشكيلية المصرية المعاصرة ..
- انه الفنان الكامن داخل يحيى ابو حمده الذى نلقاه اليوم شابا مثابرا ودؤوبا ومتطلعا فى أعماله الاخيرة نراه مرتبطا اشد الارتباط بمصادره التى احبها وعشقها على مدى عمره الفنى كله وهى الطبيعة المصرية ، الزهور والحياة الشعبية الريفية والنوبية على وجه الخصوص. هذه العناصر التشخيصية التى احبها نراه يتعامل معها فى خطين متوازيين الاول يتجه الى تبنى المنهج البصرى ليسجل ويرصد ويتابع ويلتقط وينتقى ويؤكد، يبتعد ويقترب ويعشق كل ذلك يتناوله ويحققه بلمسات نقية شفافة ومرهفة .
-الخط الثانى وهو الاتجاه الغلاب ويتضمن أعمالا انشائية المنهج من خلالها ينسج الفنان يحيى ابو حمده تكوينات مبتكرة.. تكوينات متفردة تتميز باللمسة التلقائية الحية والنشطة، البناء الهندسى هو مصدر قوة هذه الاعمال وهو نظام يستتر خلف البناء العضوى للوحة. وفى كل الاحوال يلعب اللون دورا رئيساً فى خلق الحالة التصويرية لأعمال الفنان يحيى أبو حمده أنه العنصر البطل فى كل أعماله وهو عنصر اخاذ مصادره خيالية فهو لون غير تمثيلى وهذا الامر يتيح للفنان فرص التدفق لانه غير ملتزم بالشكل الواقعى أو حتى الطبيعى وانما هو يصوغ الوانه بوحى من حيوية خياله وفطرة أحاسيسه .
د/ فرغلى عبد الحفيظ


- عرفت يحيى أبو حمده منذ ما يقرب من أربعين عاماً وكان إذ ذاك يمثل نموذجا حيًّا للصرامة وللحزم ، باحثاً على الدوام عن المعرفة وأسرارها كلما استطاع ، بل هو شجاع ملتزم بشجاعته لا يخشى فى صراحته الصارمة أحياناً فقد الصديق ، ما دام ما يصدر عنه هو من صميم منحاه واعتقاده .
- لا أظنه تبدل كثيراً منذ ذلك الزمن البعيد، فإنه ما يزال على شكيمته التى عرف بها بين الفنانين،، وإن كان الآن قد أخذ يستعين بعصا يعتمد عليها كلما مشى وتنقل فزادت زمانه وثوقا ومهابة . ثم إنه دائب على الدوام على زيارة مواقع الفن من دور العرض إلى دار الأوبرا، فإذا أخذ مجلسه فى ندوة أو فى حوار ، شاهدناه وكأنه تلميذ يخفى ظهوره من فرط التواضع، وقد تكور كتلميذ يتلقى العلم من الأساتذة ، فهكذا تفعل السنون فعلها وتؤكد الأثر القديم كلما لحق به المحو أو الوهن . ثمّة ما يدعوه على الدوام للبحث عن المعرفة فى مناقشة فنان صغير، بل هو يقبل تجارب الآخر مهما كانت نقيضاً لمعتقده الجمالى ـ فالتعددية فى نظره هى نسيج لحياة بكاملها تحوى من ضمن ما تحويه، ما نحبه وما نخشاه، وما نكرهه كذلك .
- وإنما هى مشاغل الحياة التى سلبته الراحة فى عمله بالمتاحف وبالآثار، لحقت برجل لا يستقيم له حال دون أن يصوب الخطأ ويمحو الظلم. هكذا لم يجد يحيى أبو حمده وقتا .
- فى زمن من حياته ـ للعكوف على فنه الذى كان يبز فيه أقرانه فى الشباب المبكر ـ ، وحين وجد الوقت متاحا بعدئذ ، وبأن الزمن قد دان له، استعاد شكيمته مرة أخرى، ونهض بقريحته المبدعة، وعرك الألوان، واقتحم تلك الصعاب المليئة بالعثرات حتى يستعيد لياقته فى الفن وفى الروح معاً .
- وبعد أن كان يحيى أبو حمده حكماً فى معارض الفنانين جميعاً، وضميرا لأفراحهم ولمواجعهم فى السنوات الخوالى، إذا به هو ذاته يأخذ دوره بين صفوفهم ويصير محكوماً عليه، ومعبراً أمام الآخر عن فرحه وعن وجعه.
- يستخدم يحيى أبو حمده وسيطه الأثير الذى عشقه على الدوام فى عالم الألوان المائية. وهو بذاته فنان يملك القدرة على المثابرة والتأمل والغوص فى نسيج الملامس وفى مائيات الضوء وظلاله، إلى خطوط التباين بين العناصر وبعضها، إلى تلك الرقائق التى تفيض بالرطوبة الناشطة فوق الفراغات ـ وإنما هو أيضا من ذلك النوع الناقد من الفنانين الذين يرون أعمالهم موازية لعقيدتهم، وليقينهم الجمالى والثقافى معا. بل هو رهين بذلك الجلال الذى أخذه أخذاً على عاتقه فى قضية الجمال العقلى، وبسبب تلك الوضعية الشعبية التى نراها وقد مسحت العناصر مسحاً من أقصى الصورة إلى أقصاها، وهو يرى الموضوع كمخيلة مصوّرَة .
- إن كل عنصر من عناصر بنية الصورة عند يحيى أبو حمده هى بمثابة أوعية محملة بدلالات وبتاريخ، وهذا التاريخ ليس سوى زمن محتشد يتنقل بين الأزمان حتى أننا نراه شريكاً فيها جميعاً .
- هكذا وجدنا `النيل` تاريخا إنسانيا متحرراً من كونه منظرا فى الفراغ بين الأرض والفضاء، وهكذا النخيل أيضا وقد تدفقت بالذكريات الريفية، بل وهكذا الحيوان الذى يبدو لنا ذا مسحة بشرية ممزوجة بالحس وبالطيبة معاً، وأما الإنسان فهو ليس سوى جزء من تلك البنية الكونية فى عمارة الصورة المائية عند أبو حمده ـ فالمسافات هى جميعاً بقرب بعضها بعضاً حين نتعرَّى فى هذا الكون ـ ثم نتصوف فى غمرة المنظر الحكائى الذى يسرده لنا الفنان سردا وراء سرد ـ حتى أننا نرى العناصر المنتشرة بمثابة أجزاء مترابطة لا فرق فيه بين إنسان وحيوان وطائر وقارب وشراع فى فضاء الصورة الفنية .
أحمد فؤاد سليم

التلقائية فى أعمال الفنان أبو حمده
- غالبا ما تقف الوظائف الادارية المسئولة حائلا امام الابداع الفنى للفنان ، وتحت وطاة هذه الاعباء تراجع الكثيرون ، لكن قليلاً منهم هم الذين تقدموا للتصدى لها ، واعتبروا ان الانتاج الابداعى هو قضيتهم الاولى والاخيرة بجانب الادارة .
من هؤلاء الفنان يحيى أبو حمده الذى تدرج فى الوظائف الحكومية من مدرس تربية فنية الى امين متحف الفن الحديث بوزارة الثقافة المصرية عام 1957 .. ثم تدرج حتى تقلد منصب مدير عام المتاحف الفنية وانشا الكثير من قاعات العرض مثل قاعة الفنون الجميلة بباب اللوق وقاعة الاتحاد الاشتراكى ثم مجمع متحف محمد محمود خليل الذى ضم قاعة للعرض وقاعة اخرى للسينما ومكتبة فنية وقسما للترميم بالاضافة الى قاعات المتحف الاخرى .
- ومنذ عام 1991 وهو يستعيد نشاطه الفنى استعدادا لعرض اعماله ، وفى مجمع الفنون بالزمالك اقيم معرض خاص لتلك الاعمال التى استخدم فيها الالوان المائية، معبرا من خلالها عن القرية بما تحمل من بيوت واشجار ونخيل وزهور، بالاضافة الى بعض الاعمال الاخرى فى الطبيعة الصامته.. واهم ما يتميز به الفنان يحيى ابو حمده.. هو التلقائية فى التعبير بالالوان المائية فهو لا يهتم كثيرا بالمنظور فتكاد تقترب تكويناته من ان تصل الى رسوم الاطفال ذات البراءة .. فاحيانا يعبر عن المصانع والزراعة الفلاحين والعمال فى لوحة واحدة طويلة تذكرنا بامجاد الفنانين الفنائين القدماء، لكنه اضاف اليها بعض التداخلات الخطية واللونية فى التكوين الطولى مما اسبغ عليها شخصية مميزة ليحيى أبو حمده .
عادل ثابت
جريدة اليوم أبريل 1995
مائيات أبو حمده .. شباب ما بعد الستين . زهور وأشرعة تغنى للحياة
- حينما تخرج ابداعات الفنان من بين يديه بعد أن ينتهى من انشائها ويضع الوانه وادواته جانبا ، يبدا مرحلة جديدة يبدا خلالها فى النظر اليها وتأملها بعد ان شعر بانها اكتملت ، لكنه لا يستطيع أن يراها من خارجها تماما مثل المتلقى الذى لم تكن له علاقة بها ، فهى قطعة من ذاته وتظل كذلك مهما ابتعد عنها أو طال الزمن بينه وبينها .. ولهذا يظل قلقا تجاه حكم الآخرين عليها حتى يقيم معرضه ويتلمس أثرها ومدى عطائها وهل نجح فى أن يضيف حديدا الى بصمته الذاتية الخاصة والتى يتميز بها ..
- ينطبق هذا على كل فنان سواء كان صاحب تجربة عريضة أو فى مرحلة غير متقدمة فى ابداعه .. وحين اتاح لى الصديق الصادق الفنان ` يحيى أبو حمده ` أن أشهد واعايش يوما كاملا مجموعة لوحاته الجديدة والتى تقارب المائة قبل عرضها ، فقد كنت من أوائل المتلقين لتلك الأعمال أتاملها على مهل وأطوف بينها ، وأعود الى بعضها الذى اجتذبنى اكثر من غيره ، واتذكر مراحله فى الاعوام السابقة ، واقارن تلقائياً بينها .. مستشعرا متعة التذوق والتامل الهادىء الحر ..
هناك جديد واضافة ولا شك .. احسست بذلك بعد أن حضرت فى مخيلتى وتسللت بانسياب تلك الصور المختزنة فى ذاكرتى لأعماله فى معارضه السابقة ..
فى البداية ومع أول انطباع استقبالى ، تحيزت للأعمال ذات المساحات الكبيرة ، ورايت فيها عالمه وخياله واستلهاماته من الطبيعة والواقع والتجربة المرئية .. فقد اعطتنى كل ذلك بسهولة ويسر ..
ثم تنبهت الى انى انظر الى مجموعة كبيرة من اللوحات ، فيها الكبير والمتوسط والصغير .. فاستكملت التأمل والطواف بينها جميعا بحياد ارادى .. وقفت عند لوحه من أصغر المجموعة حيزا ومساحة ، بل الحق أنها استوقفتنى ثم اجتذبتنى بشاعريتها ورقتها وشفافيتها .. هى مشهد فى دوحة للزهور والورود والاغصان تتصاعد الى اعلى فى انسياب حتى تتلاشى اطرافها مع الفضاء .. تتخللها تشعيرات تركها الفنان بارهاف من الورق الابيض الناصع المضىء الذى يرسم ويصور فوقه ..
قلت فى نفسى .. أو قلت لها .. لوحة .. هذا هو ` الأكواريل ` بعبقة واريحه ونقائه وشفافيته .. وقلت لها ` أنت متميزة ` .. ثم استكملت التجول والتامل بين المجموعة ـ الاخوه صغارا وكبارا ـ أقول .. وهذه .. وهذه بعد أن تلاشت التفرقة بين الصغيرة والكبيرة .. ونسيت المساحات وتجسد امام ناظرى عطاء كل لوحة على السواء .
للفنان يحيى أبو حمده ـ كما لكل فنان حقيقى وصادق ـ عالمه ومخيلته الخاصة المتميزة ذات السمات الشخصية .. لوحة ترق وتشف وتهمس .. ولوحة تتجسد فى جزالة وبنائية وكأنها ` ديكور ` صرحى عملاق اقتطع من الطبيعة بعد تصفية واختيار جمالى من ملامحها الطبيعية تذكرنا بفن النحت المعمارى .. خلفيتها تجريد ومحتواها فى المنظور القريب لا ينفصل عن الواقع بل يترجمه بأسلوب الفنان ..
ـ يلمس التجريد من بعيد فى مواقع صغيرة وكأنما يداعبه فى ثنايا الأشكال ، جميل أن يجدد الفنان شبابه الإبداعى برؤية تحمل الخبرة والحكمة معاً وجميل أيضاً أن نلتقى مع الصديق ` أبو حمده ` بهذه الغزارة والتدفق فى الإنتاج والإبداع .
كمال الجويلى

يحيى أبو حمده الفنان والدور والموقع
- الاستاذ يحيى أبو حمده علامة بارزة فى حركة الفن التشكيلى المصرى النابض منذ منتصف الخمسينات حتى اليوم .
- حركة دائبة تجده اينما ذهبت فى المعارض فى الندوات والجمعيات فى النقابة فى التجمعات الفنية والفكرية وفى دهاليز واورقة الادارات الفنية والمتاحف والوزارة بمرافقها وشعبها المتنوعة فى اللجان والمسابقات ، عرفناه نشيطا منتبها عطوفا متجاوبا منذ أن دخلنا الحركة الفنية وجهة كالبصمة على كل مجريات الحركة وايجابياتها .
- تعامل مع جهابذة وفطاحل واصحاب دور مركزى ومحرك عبد القادر رزق ، عبد الحميد حمدى ، بدر الدين أبو غازى، صلاح طاهر، على كامل الديب، حامد سعيد، محمد عزت مصطفى، صدقى الجباخنجى، سعد الخادم، سعيد خطاب وغيرهم ـ نشاط دائب فى تنظيم المعارض واعداد الكتالوجات ومتابعة التوصيات حتى تجد طريقها للتنفيذ .
- عرفناه بهذا النشاط والفاعلية والحضور لسنوات طويلة ولكن فى عام 1995 حينما قررت لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الاعلى للثقافة تكريم عشرة من نجوم الفن التشكيلى الذين تحملوا اعباء الحركة واسهموا بدور فعال وحيوى فى مسيرتها ادارة وتنظيما وابداعا وتألقا ودابا ومبادأة وعطاء لم ينقطع لقرابة النصف قرن وكان من بين النجوم العشرة يحيى أبو حمده ، اقتضت مراسم التكريم أن يعرض كل من المكرمين عدد محدود من أعماله فى معرض تذكارى أقيم بمتحف الفن الحديث بالقاهرة ، وكانت مشاهدة أعمال يحيى أبو حمده كفنان مفاجأة الاحتفالية ، فقد التقينا مع محبى الفنون فى مصر لاول مرة بأعماله كفنان قدير. ومن غمرة السعادة والحماس من هذا الاكتشاف المتأخر دعوناه بمعاونة الاستاذ أحمد فؤاد سليم لاقامة معرض لأعماله فى الالوان المائية بقاعة كبيرة بمجمع الفنون بالزمالك وكان المعرض فرحة حقيقية لكل من شاهده فقد اسعدنا جمعيا، سعدنا بهذا النبض والحيوية والشباب المستتر وراء شخصية أبو حمده التى عرفناها لعشرات السنين بمعزل عن هذا البعد الحيوى والمهام ـ الفنان المنتج المتجلى. وكان القمقم قد لفظ غطاءه المحكم وانطلق شيطان الفن يحرك وجدان ومشاعر الفنان الرقيقة ويعزف عشرات اللوحات فى ثقة وطموح ومثابرة .
- وهذا المعرض الثانى للفنان يحيى يقدم فيه بحوث عديدة فى المنظر المصرى على اختلاف بيئاته، المراكب الشراعية على النيل بين النخيل تارة وبين صخور اسوان تارة اخرى فى عرض النهر أو فى ترعة القرية فى الصيد وفى السفر والنقل وفى النزهة الشاعرية أو امام معبد نفرتارى بأبو سمبل، فى برودة الغسق ودفء الغروب تذوب فى البيئة المحيطة تارة وتهيمن عليها تارة اخرى لتتصدر المنظر بتفاصيله الزخرفية .
ويعالج المنظر الطبيعى بنفس التنوع الثرى المجرى المائى والاشجار والنخيل المثمر والحيوانات الالفية والطيور الداجنة كاسراب الاوز ، والساقية بقواديسها تدور فيها الجاموسة دورانا غير منقطع مغماة العينين .
- مشاهد اخرى من القاهرة القديمة ومن نجوع النوبة . أما عن الطبيعة الصامته فهى فيما يبدو الموضوع الاثير لدى الفنان أبو حمده ، وهى تتراوح بين رسم أوانى وصناديق وحلى يدوية وحليات معدنية الى جانب موضوع الزهور الذى يعالجه باسلوب زخرفى جميل وفى العرض مجموعة من اللوحات عن الحيوانات والطيور ـ تتجمع فى كل منها عائلة من الماعز أو الجاموس أو الارانب، والديوك والحمائم .
- فى رسمه للجاموس والماعز وللاشخاص تلمح روائح راغب عياد، وفى رسمه للمناظر الشاسعة والمراكب الشراعية رحيق من محمد ناجى ولكنه فى الواقع ليس منتسبا فنيا واسلوبيا لاى منهم أو من غيرهم فقد بلور اسلوبه بنفسه وتجربته وسجيته وتمكن من أن يجمع شتات عناصر الموضوع فى وحدة منضبطة وحيوية، ان اعمال الفنان أبو حمده تتميز بهذه الخاصية الهامة، وهى السيطرة على وحدة مكونات اللوحة فى وحدة وفى اتزان وسيطرة على عائلات الالوان وطبقات الدرجات اللونية، وهو بذلك يحقق وحدة أعماله دون اللجوء الى الحلول النمطية التى تحقق ذلك .
- فأعماله بها نسيج متجانس وشاعرية وديناميكية تلحظها لأول وهلة تلتقى فيها بأعماله . هذه المقدمة كتبتها عرفانا بالدور المتميز للاستاذ أبو حمده واعجابا بشبابه الدائم ومغامراته الفنية الموفقة .
د/ مصطفى الرزاز

ماء الشباب . رونق ونضارة الفنان يحيى أبو حمده
- سر الحياة .. الماء .. الوسيط بين الفنان يحيى أبو حمده وإبداعاته .. فالماء ليس بخامة .. بل هو وسيط لنقل الأصباغ المذابة داخله .. والمخففة فى قوة ورقة لمسات فرشاته حسب رغبته فى تناولها سميكة أو شفافة .. حيث تظل الأصباغ باشكالها وتدرجاتها الظليلة الناعمة .. ويتبخر الماء .
- جاء بفكرى هذا الخاطر عند عبورى نهر النيل .. وسيرى بجواره حتى وصلت إلى مرسم الفنان بالمعادى .. المملوء عن آخره باللوحات الكثيرة المعلقة هنا وهناك .. مع إبداعاته الجديدة التى انجزها لتقديمها لجمهوره العريق فى هذا المعرض الكبير .
- وقد توقفت طويلا متأملاً موضوعاته المتعددة التى تناول جميعها بالألوان المائية.. خامته المفضلة .. لنشاهد رؤيته المعاصرة للفن الفرعونى .. ونهر النيل العظيم بفلكه السابحة واشرعتها السامقه .. والنوبة القديمة بأهلها وأثارها .. والأحياء المصرية الشعبية وحياة بعض الحيوانات الأليفة منها الأفراس والحمير .. مع اهتمامه الخاص بحياة طيور النعام .. ليكون الفنان المصرى الوحيد الذى تناولها بحب .. وصارت أحد تغرداته .
- أما الزهور والورود والفراشات .. فكانت البستان الذى يستريح تحد أفنانه فى الغالب .. مقدما لنا .. النقاء .. والنضارة .. والفتنه فى الشكل واللون والمساحة والخط .. ويغلب عليها اسلوب ` الارنوفو Art Nouveau ` المؤسس على رسم الزهور باقواسها المتمايلة .. واستداراتها اللينة .. وتشابكاتها الناعمة بأسلوب خاص متميز .
- ورغم أن الألوان المائية خامة ليست بها قيود فى استخدامها التلقائى .. إلا أنها تطلبت الكثير من الفنان أبو حمده الكثير لتطويعها.. ومعرفة أسرارها وحدودها.. وما يود القيام بة بسرعة وشفافية ونقاء فهى مادة لاتدع نفسها طوعا للتردد .
ولأنه فنان جاد كان يفكر باستمرار فى اشكاليتها .. ولذلك فضلها ليخلق الشكل .. ويجعل الفراغ يتخللها .. وهكذا احتفظت موضوعاته بثباتها وشغلها للمساحة كلها .
- وكان رسمة بالألوان المائية.. جعلته ينطلق إلى اتجاه جديد ذى جرأة وجسارة.. لذى ألوانه ذات الشفافية الرهيفة .. تعبر عن تأثيرات الظل والنور بحساسية عالية.. وخصوصا فى لوحاته الضخمة ـ الغير معهودة فى اللوحات المائية والتى تحكم وتمكن فى أدائها بتعبيرات ومشاعر متفردة ليفوز بفرص النجاح .
- هذة اللحظات الوجيز .. فى الحقيقة .. لا تفى الفنان حق قدره بل يجب علينا تأمل ابداعاته والاستمتاع بمشاهدتها .. والتحليق داخلها كى نصل إلى الشاطىء الصلب الذى وضع عليه تلك المائيات الجسورة .. والتى ستمتد جذورها داخل ادراك ووعى الأجيال القادمة .. ليصير .. ماء الشباب .. رونقها ونضارتها،،
محمد حمزة

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث