`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
أحمد الشهاوى
الشاعر أحمد الشهاوى يعرض ملامح من تجربته التشكيلية -فى قاعات قصر الفنون بدار الأوبرا المصرية
-أحمد الشهاوى فى لوحاته العشر - كما يقول الكاتب والناقد والشاعر أسامة عفيفى - يدخل إلى عالمه من بوابة `التعبيرية التجريدية ` تلك المدرسة التى تعطى للون دور البطولة فى التعبير بحيث تعبر حركة الفرشاة على السطح عن قيم تجريدية عليا من خلال `تشكل اللون` تبدو وكأنها تلقائية.. ولابد أن تشعر المتلقى بتلقائيتها البكر ورعونتها غير المحسوبة، وكأنها نتيجة انسكاب لونى على السطح شكل شكله بتلقائية وعفوية هنا تتدخل `الحرفة ` لوضع التكوين فى حالة تصميمه تحقق التوازن الجميل، ولا تفقده بكاره الرعونة التلقائية أى أن اللعبة ليست مجرد `سكب الألوان على السطح الأبيض فتشكل اللوحة نفسها كما يدعى البعض، ولكن `اللعبة ` تكمن فى قدرة الفنان `تصميما `على إقناعك بذلك . وقدرته على كبح جماح الإنسكاب العفوى أو حركة الفرشاة الرعناء بطريقة تبدو عفوية وأكثر رعونة فيخرج المنتج الجمالى ذا بناء معمارى واضح المعالم روحيا وبصريا. وتكتشف أنه يمتلك أبجديته الخاصة التى تتطلب تحررا من الأفكار المسبقة عن البناء الدرامى الأرسطى للوحة.. وتقدم للمشاهد طرقا أخرى للتذوق تبتعد به عن `البحث عن المعنى` وراء الشكل، لتفتح له أفاق التأويل البصرى الذى يحرر الخيال من أسر `القوالب الجاهزة` فيشارك `البصر` و `المخيلة`فى صنع تأويلات متعددة المستويات كلما نظرنا إلى العمل، ليس فقط باختلاف المشاهدين، بل باختلاف مرات المشاهدة للمشاهد الواحد. ولأن أحمد الشهاوى - كما يشير أسامة عفيفى- يمخر فى بحار الصوفية وتجلياتها `شعراً ونثراً ` فلقد حاول أن يبحر فى هذه العشرية - عبر اللون الأسود بالتحديد وهو لون `آل البيت من أحفاد الرسول الكريم` أقول حاول أن يبحر عبر هذه العشرية فى عالم `الرؤيا` بصريا ويترجم ما ذاقه وامتلأ به قلبه بصرياً أيضا أى عبر ما رآه وتذوقه فى رحلته الوجدانية باللون وتحتاج هذه التجربة إلى ` تأمل صاف ` لتكتشف كمتلق رويدا رويدا `رؤياك `أنت.. إذا ما جاهدت نفسك، وخلصتها من قوانين الجاذبية فكراً وذوقا وروحا ودليلى على ذلك هو الرموز الحروفية التى تظهر فى قلب التكوين السابح دائما بتلقائية فى `الفراغ الأبيض` الذى يشكل فى هذه الحالة `العماء` أو `اللاوجود` ليركز المشاهد على` بؤرة الرؤيا اللونية التى تتشكل من داخلها حروفا وأهله، وأقمارا وأفلاكا وأحجبة وتعاويذ سحرية بعضها يظهر واضحا جليا وبعضها يغيب ويتبدد، وبعضها الثالث يتشكل فى حركة دائرية دائبة الحراك إلى الأعلى دائما لتربط بين النسبى والمطلق، بين الواقعى والمتخيل بين السماء والأرض بين المادة والروح، بين الظلام والنور ، ذلك الظلام الأسود الذى يبدو داكنا لكنه يسطع بنوره من داخله فالظلمة عند أحمد الشهاوى تلد نورا والمادى يلد الروحانية والمطلق ينتج النسبى فى وحدة (ديالكتيكية) واحدة تمثل الوجود المحاط بالنور أو المغمور فى النور وهذا - فى اعتقادى - سر الرسم فى منتصف الأبيض دائما.. ذلك الأبيض الأزلى الذى يشع نورا ويضع التكوين فى قلب `التجلى` التجربة تحتاج إلى الكثير من التأمل.. وما قلته هنا هو تأويل لتأملاتى لأعمال تتعدد تأويلاتها ولست أهداف من هذا التأويل سوى أن أضع `الشطة`فى علبة السكر مثلما فعل أحمد الشهاوى،فهل سيعجب الجمهور والنقاد بسكر الشهاوى `المشطشط ` ؟! .
* وتقول الفنانة التشكيلية فدوى رمضان :
- إن هذه التجربة تعد واحدة من أصدق التجارب الجديدة المطروحة بالمعرض، خصوصا ما يتعلق منها بحميمية التجريب والعزم على المتابعة، ورغم وليديتها الراهنة واستمراريتها المحتملة فإن بشائر التجربة تستبعد التشكيك فى عرضيتها،فما بين المبدع وأدواته تتوحد العلاقة الإبداعية على اختلاف تصنيفها، ومهما كان الناتج فى النهاية يتحدد المعيار وفقا لقيمته .
- وبالنظر إلى ما هو مطروح أمامنا من حلول شكلية نجد الشاعر قد اهتم بعاملين أحدهما حسى والآخر بصرى، وأهمل ما سواهما من تفاصيل فرعية ، ولأنه استخدم الألوان المائية فى الإعلان عن مشاعره الدافئة حيال المفردات من حوله نجده قد بلغ مكانة ليست قليلة من التأثر بها والتأثير فيها، وكلنا نعلم أن هذه الخامة سريعة الانفعال والتفاعل، خصوصا حين تجد من ينسجم معها ويفهمها باعتبارها أساساً تقنيا غير قابل للتضليل، الأمر الذى يخلق معه حوارا إبداعيا جديدا ومتجددا مع اختلاف المساحات التى يمكن تأهيلها للرسم .
- والمساحات هنا.. مساحات لونية قام الشاعر بتفريغها بخطوط تلقائية مائية مرنة تارة وحادة تارة أخرى، أو الإضافة إليها بخطوط أخرى أكثر تحديدا وكثافة، نلاحظ أيضا علاقته الوطيدة بالأسود كلون أساسى فى أغلب أعماله شفيفا كان أو سميكا.. كأنها مفرداته الكلامية فى سرد قصيدة جديدة ومختلفة، وبمنطق الروحانية نفسها فى الدخول إلى أحداها يتعادل الإحساس لديه فى التعامل مع الأخرى، إذ لا ينفصل الإحساس بانفصال التصنيف أو الاتجاه فكلاهما يأخذ من الآخر ويضيف إليه من مفرداته الخاصة الفريدة .
- وببساطة تتحقق لديه أشكال طفولية مجردة الملامح خالصة المشاعر مما يخلق لنا انطباعا متجددا بعفويتها وتلقائيتها فى بلوغ مساحات متماثلة فى الحجم وغير متماثلة فى المشاهدة، وفقا لما تتطلبه درامية المشهد التشكيلى المطروح الذى يحمل فى ثناياه ملامح موهبة جادة تستحق التأكيد: من قبل المبدع أولا ثم من قبل الحركة التشكيلية فى المرتبة الثانية .
* ويقول الكاتب الروائى الكويتى طالب الرفاعى :
-فى لوحاتك يقف المتلقى وجها لوجه أمام عالم من السواد الشفيف، سواد يحتل جل اللوحة، ولكن من مكان ما ينبعث بريق أصفر أو أحمر، شىء من الولع بالحياة والأمل، شئ بالرغم من صغره ومروره العابر فإنه قادر على خلق حالة لونية، تضفى على حزن الأسود الشفيف روحا من النزق، وروحا من الحضور اللونى الآسر .حالة لونية مبدعة، قادرة على مس وجيب القلب.. يا صديقى الشعر رسم، والرسم شعر، وعندك يكتمل هذا بذاك، ويصبح من الصعب فصل الشعر فى اللوحة، واللوحة فى الشعر .
- ويقول الشاعر المغربى الطائع الحداوى : إن `هذه الإبداعات التشكيلية الجميلة تتعاضد ونصوصك الشعرية فى أبهى تجليات التعالى فى الرؤية للعالم وصوغ اللون والخطاب `..
الناقد/ أسامه عفيفى
مجلة نصف الدنيا - يوليو 2010
استغراق وتأمل له عمق الكتابة على ورق أحمد الشهاوي
- أحياناً يكون التوهج الإبداعي عند المبدع في أقصى درجاته فيصبح وسيط التعبير الذي اعتاده وتألق فيه أضيق من حالة التوهج التي تسكنه برغم عظمة تجربته الإبداعية وعمقها وتجليها .
في هذه الحالة تلح عليه وسائط أخرى للتعبير تكون أقصر مسافة لتحقيق الدفعة الشعورية التي يحياها في تلك اللحظة مع استمراره في تجربتها الأخرى.
- هذا ما يحدث لأحمد الشهاوي من احتياج لتعدد وسائط التعبير التي يلجأ إليها لما يعتمل داخله من أفكار ومشاعر وخيالات ، ينظم سريانها رغم تنوعها بين الكلمة واللون حس صوفي ينساب كالنهر في تناسق وانسيابية تجعل لكل من إبداعه المقروء والمسموع كأنه شئ واحد .
- إن البعد الصوفي عند أحمد الشهاوي يجعله مشغولا بجزيئات اللون وتفاعله على سطح الورق في حالة استغراق تأملي بعيد عن مسميات الأشياء المتعارف عليها للأشكال .
- حالة الاستغراق والتأمل هذه تجعله ينتشي بفعل اللون على سطح الورق يُحدث فعله بنفسه ويخلق أشكاله بتلقائية ويملك قرار انتشاره على السطح كيفما تتشكل الأشكال في الذاكرة، وتتجلى كثافته وعمقه حسب رغبة اللون واستقبال الورق له، أما أحمد الشهاوي فيتأمل متعة هذا الحوار، ولا يفسده .
- هذا هو مانراه في هذا المعرض حالة من الوجد من خلال الاستغراق في لعب فطري له عمق الكتابة التي قرأناها له في تجربته الشعرية المعروفة .
د. عبد الوهاب عبد المحسن

الشكل يأخذ موطن المعنى ودلالته في لوحات الشاعر أحمد الشهاوي
- للمرة الثانية على التوالى يأخذنا الشاعر أحمد الشهاوى إلى عالمه الشعرى فى التشكيل ، حيث تعكس أعماله المعروضة الآن حيزا واسعا من العبارات البلاغية المشكلة على طريقته الخاصة ، والمتابع للتجربتين الأولى من خلال المعرض العام ` 2010 ` واللاحقة لها بمعرضه الخاص ` أكتوبر 2010` سيلاحظ مدى التطور الهائل بينهما ، ورغم بدايته القوية التى تجردت من الصنعة والافتعال ...غير أن امتدادها يعد أكثر تبسيطا وقوة ودلالة وفهما لآليات التكوين واللون فى محاولة جديدة منه لتحقيق خصوصيته فيما بين عناصره التى اختارها ، وتوظيفه لها بطرائق مختلفة ... كأنه يكتب بها عددا من عباراته الشعرية الدافئة بالعاطفة .
- أكثر من سبعين عملا تجريديا رمزيا تارة وتعبيريا تارة أخرى، تأخذنا رموزها إلى عالم من الأسرار التى يخشى شاعرنا الكشف عنها بالكلمات، أو الإعلان عما تعنيه بغموضها الدائم المتجدد، إذ ليس هناك سبيل آخر غير التعبير عنها بالشكل - على حد رؤيته، كما أنه ليس هناك من سبيل سوى الخوض فى تفاصيلها الدقيقة المتواصلة الحوار... ربما تحيلنا بمشاهدها المتلاحقة إلى الذاكرة فتعيدنا ألوانها النحاسية البنية المائلة للحمرة ذات النقوش والرموز الدقيقة إلى ما يشبه رسوم ونقوش الفراعنة القدماء بالمعابد، دون أن تشبهها فى شىء من محتواها.... حيث يأخذ الشكل هنا موطن المعنى ودلالته، دون أن يتجاوز حدوده فى تأكيد هويته كاتجاه له جذور كلامية متماهية العمق .
- الشاعر أحمد الشهاوي يتعامل مع المساحة باعتبارها وسيطا جديدا لكلماته، فيبعثر عليها مشاعره وتفاصيله الحياتية مستخدما عددا من التقنيات اللونية والوسائط المائية التى يراها مناسبة ومختلفة فى طرحها. وبفضول المجرب يتمادى الشهاوى فى توظيف خاماته والكشف عن أسرارها الدفينة مجددا فى استخدامها... محققا بذلك نتائج وتأثيرات مختلفة تماما عما نعرفه عنها، حتى أننا أحيانا نتساءل : كيف تحقق لديه هذا الناتج أو الأثر؟ أو كيف تضافرت فوق مساحاته كل العناصر بهذا المنطق من الدراية ؟ نكتشف أخيرا أن لديه رؤية ... ولديه مفاتيحه العفوية الخاصة التى تتعامل مع أشكاله ببساطة وتلقائية ...ومفاتيحه هذه هى ذاتها مصدر إلهامه وسبيل توثيقه المادى .
- من هنا يصبح العمل هو كل المساحة وليس مساحة الشكل فحسب، باعتبار الفراغ المحيط من الزوايا أو الجوانب جزء آخر من العمل أو عامل مكمل للشكل، حيث لا يمكن الاكتفاء بالمساحة الملونة المحدودة بالشكل ومحتواه فوق المساحة الكلية...إذ يعد الفراغ المحيط بلون الورق الأصلى _ أحد عوامل نجاح عملية التشكيل والتلقى على حد سواء .
- يضاف إلى ذلك الجانب الاهتمام الواضح بالتكوين والتقنية اللازمة لتحقيقه، وحرص الشاعر على التجديد من خلالهما، لكن إذا وضعنا فى اعتبارنا الكثير من الدوافع كبداية للتشكيل لديه، سيكون علينا اعتبار هذا الجانب من الاهتمام ميزة إضافية إليه كشاعر له عالمه الخاص للغاية والفريد فى الوقت ذاته، واعتبار هذه التجربة امتدادا للشعر أو تشعبا منه وليس انفصالا عنه ، كما هو مألوف ، فنحن نرى ما نقرؤه...الفارق هنا يكمن فى الصورة ، كأنها قصائد جديدة: لها شكل ولون ومعان جديدة .
- نحتاج فقط إلى أن نراها لا أن نقرأها...أن نحسها بأثر متجدد ونتعمق فى فهمها لا أن نستوعبها وننساها...فكلما اختلف الشكل اختلف معه نوع التلقي، واختلفت معه مقاييس المتعة الناتجة عنه، رغم أن مقدار المتعة الحسية يكاد يكون هو ذاته فى نهاية الأمر .
فدوى رمضان

أشكال طفولية مجردة الملامح ... خالصة المشاعر في لوحات الشاعر أحمد الشهاوي
- إن هذه التجربة تعد واحدة من أصدق التجارب الجديدة المطروحة بالمعرض العام 2010 ، خصوصا ما يتعلق منها بحميمية التجريب والعزم على المتابعة ، ورغم وليديتها الراهنة واستمراريتها المحتملة فإن بشائر التجربة تستبعد التشكيك فى عرضيتها ، فما بين المبدع وأدواته تتوحد العلاقة الإبداعية على اختلاف تصنيفها ، ومهما كان الناتج فى النهاية يتحدد المعيار وفقا لقيمته.
- وبالنظر إلى ما هو مطروح أمامنا من حلول شكلية نجد الشاعر قد اهتم بعاملين أحدهما حسى والآخر بصرى، وأهمل ما سواهما من تفاصيل فرعية، ولأنه استخدم الألوان المائية فى الإعلان عن مشاعره الدافئة حيال المفردات من حوله - نجده قد بلغ مكانة ليست قليلة من التأثر بها والتأثير فيها، وكلنا يعلم أن هذه الخامة سريعة الانفعال والتفاعل، خصوصا حين تجد من ينسجم معها ويفهمها باعتبارها أساسا تقنيا غير قابل للتضليل ، الأمر الذى يخلق معه حوارا إبداعيا جديدا ومتجددا مع اختلاف المساحات التى يمكن تأهيلها للرسم .
والمساحات هنا ... مساحات لونية قام الشاعر بتفريغها بخطوط تلقائية مائية مرنة تارة وحادة تارة أخرى ، أو الإضافة إليها بخطوط أخرى أكثر تحديدا وكثافة، نلاحظ أيضا علاقته الوطيدة بالأسود كلون أساسى فى أغلب أعماله شفيفا كان أو سميكا.... كأنها مفرداته الكلامية فى سرد قصيدة جديدة ومختلفة، و بمنطق الروحانية نفسها فى الدخول إلى إحداها يتعادل الإحساس لديه فى التعامل مع الأخرى ، إذ لا ينفصل الإحساس بانفصال التصنيف أو الاتجاه . فكلاهما يأخذ من الآخر ويضيف إليه من مفرداته الخاصة الفريدة .
- وببساطة تتحقق لديه أشكال طفولية مجردة الملامح... خالصة المشاعر مما يخلق لنا انطباعا متجددا بعفويتها وتلقائيتها فى بلوغ مساحات متماثلة فى الحجم وغير متماثلة فى المشاهدة، وفقا لما تتطلبه درامية المشهد التشكيلى المطروح الذى يحمل فى ثناياه ملامح موهبة جادة تستحق التأكيد : من قبل المبدع أولا ثم من قبل الحركة التشكيلية فى المرتبة الثانية .
فدوى رمضان

لوحات الشاعر أحمد الشهاوي تفتح له آفاق التأويل البصري الذي يحرر الخيال من أسر ` القوالب الجاهزة `
- أحمد الشهاوي يدخل إلى عالمه من بوابة ` التعبيرية التجريدية ` تلك المدرسة التي تعطي للون دور البطولة في التعبير بحيث تعبر حركة الفرشاة علي السطح عن قيم تجريدية عليا من خلال ` تشكل اللون ` تبدو و كأنها تلقائية .. و لابد أن تشعر المتلقي بتلقائيتها البكر و رعونتها غير المحسوبة ، و كأنها نتيجة انكساب لوني علي السطح شكل شكله بتلقائية و عفوية هنا تتدخل ` الحرفة ` لوضع التكوين في حاله تصميمه تحقق التوازن الجميل ، و لا تفقده بكارة الرعونة التلقائية أي أن اللعبة ليست مجرد ` سكب ` الألوان علي السطح الأبيض فتشكل اللوحة نفسها كما يدعي البعض ، و لكن ` اللعبة ` تكمن في قدرة الفنان ` تصميما ` علي إقناعك بذلك . و قدرته علي كبح جماح الانسكاب العفوي أو حركة الفرشاة الرعناء بطريقة تبدو عفوية و أكثر رعونة فيخرج المنتج الجمالي ذا بناء معماري واضح المعالم روحيا و بصريا .. و تكتشف أنه يمتلك أبجديته الخاصة التي تتطلب تحررا من الأفكار المسبقة عن البناء الدرامي الأرسطي للوحة .. و تقدم للمشاهد طرقا أخرى للتذوق تبتعد به عن ` البحث عن المعني ` وراء الشكل ، لتفتح له آفاق التأويل البصري الذي يحرر الخيال من أسر ` القوالب الجاهزة ` فيشارك ` البصر ` و ` المخيلة ` في صنع تأويلات متعددة المستويات كلما نظرنا إلى العمل ، ليس فقط باختلاف المشاهدين ، بل باختلاف مرات المشاهدة للمشاهد الواحد .
- ولأن أحمد الشهاوي يمخر في بحار الصوفية و تجلياتها ` شعرا و نثرا ` فلقد حاول أن يبحر في هذه العشرية ـ عبر اللون الأسود بالتحديد و هو لون ` آل البيت من أحفاد الرسول الكريم ` أقول حاول أن يبحر عبر هذه العشرية في عالم ` الرؤيا ` بصريا و يترجم ما ذاقه و امتلأ به قلبه بصريا أيضا أي عبر ما رآه و تذوقه في رحلته الوجدانية باللون و تحتاج هذه التجربة إلى ` تأمل صاف ` لتكتشف كمتلق رويدا رويدا ` رؤياك ` أنت ... إذا ما جاهدت نفسك ، و خلصتها من قوانين الجاذبية .. فكرا و ذوقا و روحا .
- ودليلي علي ذلك هو الرموز الحروفية التي تظهر في قلب التكوين السابح دائما ـ بتلقائية في ` الفراغ الأبيض ` الذي يشكل في هذه الحالة ` العماء ` أو ` اللاوجود ` ليركز المشاهد علي ` بؤرة الرؤيا ` اللونية التي تتشكل من داخلها حروفا و أهلة ، و أقمارا و أفلاكا و أحجبة و تعاويذ سحرية بعضها يظهر واضحا جليا و بعضها يغيب و يتبدد ، و بعضها الثالث يتشكل في حركة دائرية دائبة الحراك إلى الأعلي دائما لتربط بين النسبي و المطلق ، بين الواقعي و المتخيل بين السماء و الأرض بين المادة و الروح ، بين الظلام و النور ، ذلك الظلام الأسود الذي يبدو داكنا لكنه يسطع بنوره من داخله فالظلمه عند أحمد الشهاوي تلد نورا و المادي يلد الروحانية و المطلق ينتج النسبي في وحدة ( ديالكتيكية ) واحدة تمثل الوجود المحاط بالنور أو المغمور في النور و هذا ـ في اعتقادي ـ سر الرسم في منتصف الأبيض دائما .. ذلك الأبيض الأزلي الذي يشع نورا و يضع التكوين في قلب ` التجلي ` التجربة تحتاج إلى الكثير من التأمل ،، و ما قلته هنا هو تأويل لتأملاتي لأعمال تتعدد تأويلاتها و لست أهدف من هذا التأويل سوى أن أضع ` الشطة ` في علبة السكر مثلما فعل أحمد الشهاوي ، فهل سيعجب الجمهور و النقاد بسكر الشهاوي ` المشطشط ` ؟! .
أسامة عفيفى

الخط الوهمى يشكل جغرافية لوحات الشاعر أحمد الشهاوى
- إن لوحات الشاعر أحمد الشهاوي تنتمى إلى ما يمكن تسميته (التجريد التعبيرى ) حيث تحول فيها اللون الى صوت ، و التكوين البصرى إلى بصيرة ..أسهم فى ذلك هذا التوظيف الفنى المتفرد لمساقط الضوء والظل الذى تجاوز التركيبة الأحادية لكليهما ليصبحا أكثر تمثيلا ، وأوسع أداء لمعنى التشكيل الجمالى - الدلالى ، و دالة تقودنا عبر مسارات و دوافع و تشابكات التكوين إلى النفاذ داخل جوهرة بعمق ، و قد أضفى ذلك توهجا آخر على جغرافية اللوحة حيث لعب البعد الثالث المتعلق بالعمق الدور المحورى ، الأهم لتستمد اللوحة اتزانها الفنى لا من خط القاعدة كعامل اتزان تقليدى مشترك بين الفنان و التكوين و المشاهد لكن من هذا الخط الوهمى الذى يشكله امتداد العمق غير المرئى داخل فراغات اللوحة، فيما اختزل أحمد الشهاوى الضجيج اللونى إلى أدنى حدوده الممكنة لحساب الشفافية البصرية الاعمق دلاليا ، حيث جاءت اللوحات خالية من أى صخب تشكيلى ، و ذات منحى تصميمى يعتمد التقشف الانفعالى ، مقابل ثراء شديد على المستوى الإسقاطى و الدلالى ، و أسهم فى هذا التأثير الحضور اللونى اللافت للأصفر (الأوكر ) الذى أراه أجمل درجات الأصفر هدوءا وشفافية، ودفئا، خصوصا فى تجاوره اللونى مع الأسود بمركزيته مما منح الأصفرمزيدا من الانتشار الضوئى- البصرى الشفيف ، الذى يناسب الانطلاق الروحى (خارج خط الافق ) بعيدا عن القيود المادية ممثلة فى (الخط الأرضى للتكوين ) كما عوض هذا الاتساع صغر حجم اللوحة المكدسة بكل هذه المفردات و الحمولات الدلالية و الجمالية ،وكأنها لوحة شحذت كل طاقاتهاالإبداعية لتقدم لنا هذا الاستبصار الجمالى الاستثنائى .
د . السيد رشاد

مقام الأسرار ... أحمد الشهاوى ومنحنى التعبير
- لعل من الصعب جدا أن نختزل تجربة فنية فى بضع كلمات لكي تعبر عن الصورة . خصوصا إذا كانت الصورة نابعة من شاعر يمتلك ناصية اللغة ومفرداتها وكذلك التعبير عنها حيث أرسى فى صوره الشعرية (أسطورته الذاتية ) .
لكى نقرأ الصورة هنا لابد لنا من قراءة النصوص مسبقا لفهم الرابط الروحاني ما بين سلطة النص وتعبير الصورة فهما في تلك الحالة وجها لعملة واحدة ولكن التعبير اختلف والقراءة أخذت منحنى آخر .
- إنه سؤال في صميم مهنية الفن هل الفن موهبة أم ممارسة أم لعبة أم تعليم أم ثقافة وتدريب بصري أم تجريب أم كل ذلك ؟
- وإذا أرسينا ذلك فلابد هنا أن نقر بالقول إن تجربة الخلق أو الإبداع هي تجربة تمارس في الحياة لا في الفن فقط وهو ما يذهب إليه العالم النفسي الأمريكي إبراهام مارلو ( نحو علم نفس وجودى ) وأن هناك أسلوباً في الحياة يمكن أن يوصف الجلال كما يوصف منظر طبيعي يهز أعماق الشعور أو عمل فني يلمس المعاني الكبرى للوجود .
- ويؤكد قول كروتشى ( أن هناك فنانين في الحياة لا ينظمون كلمة أو يخطون بريشة على لوحة أو يدقون إزميلا على حجر ) . وقد كان الهدف من قراءتي البسيطة للأعمال هي محركي للسؤال عن الدافع والرغبة في التصوير والرسم لدى أحمد الشهاوي ومحاولة للربط بين أشعاره ولوحاته .
- فلقد اختار دربا من دروب الفنون طبقا لمفهومه وإبداعه الشعوري التجريدي الفلسفي فإذا كان يفصل ما بين الأشياء والأفكار في نصوصه وعزل النظرية عن التطبيق فلقد امتاز مفهومه بالإطار العام النظري بعيدا عما هو عيني ومادي وواقعي . سواء كان هذا الواقع شيئا ملموسا أو حدثا مدركا بالحواس أو مشهدا يظهرجليا أو شخصاً حضوره مؤكد . فلقد فصل في الفن ما فصله في شعره مسبقا ,فصل بين ما هو تجريدي وخيالي عما هو واقعي من خلال مبدأين :
* ( الماهيه الفزياوية )
* و ( التواقت )
وعالج ذلك فنيا ففصل المحتوى عن الشكل الفني مستخدماً أساليب فنية كثيرة من تقليل واختزال وتبسيط وحتى إلغائها تماما ليبقى المحتوى هو بؤرة العمل فلقد احتفظ بالجوهر ونزع كل مظهر خارجي فهناك الأشكال التي لا تستند إلى واقع بعينه أو زمان أو مكان وإنما تبتعد بأقصى سرعة عن المنحنى الطبيعي واستبعاد كل ما يمكن توصيفه وإدراكه الوجداني لكنه يستولد إمكانيات التعبير عن الانفعالات الباطنية العميقة وإثارة المشاعر .
- والوجدان بطريقة أكثر صفاء وأكثر مباشرة لعل استخدامه للألوان المائية برقتها وشفافيتها هو جزء مكمل لمتن المفهوم لديه وسياقه الشخصية من نقاط انطلاقه على السطح الورقي نلاحظ التقاء قوتين في اتجاهين متعاكسين فمن خلال رصده لكل ما هو أفقي وإيمائه بالاستقرار والتوازن والهدوء نجد كل ما هو رأسي من دلالات توحي بالعظمة والصعود والسمو وكذلك الدوران والتي تعبر عن الكون والأرضي والسماء وفلسفة التصوف الإسلامي فنجد أنه قد أعد صياغات جديدة لا تهدف إلى تصوير شئ معين وإنما تعبر عن طاقات الشكل ذاته وقد تحرر كليا من تمثيل الواقع كمقطوعة موسيقية بحتة تمثل أصواتا وأنغاما ليس لها دلالة واقعية نستدل بها عليها ولكن نستشعر ونحسن من التركيب والإيقاع واللون .
محمد طلعت

أسرار الشهاوى اللونية
- فى معرضه الأول قدمته المذيعة بقولها : الشاعر والفنان التشكيلى أحمد الشهاوى.. فقاطعها قائلاً : ` معذرة .. الشاعر أحمد الشهاوى فقط `.. بهذه الإجابة الواضحة وضع الشهاوى النقاط فوق الحروف وتحتها على حد تعبير عمنا زكى نجيب محمود، فالشهاوى يعلنها صراحة أنه يرسم كشاعر، ويكتب كشاعر حتى لو ألف مقطوعة موسيقية فسيؤلفها كشاعر فالشعر هو بوصلته و` المكنون ` الكامن فى الفنون كلها لأن المتذوق يبحث عن ` اللحظة الشعرية ` الكامنة فى الموسيقى أو المسرحية أو الفيلم أو الرواية وعندما نمتدح عملاً فنيا نصفه بـ ` الشاعرية `.
- والحقيقة أن الشهاوى حاول من خلال مجموعة أعماله `المائية ` التى عرضها فى قاعة إبداع أن يغوص فى أسرار الشكل بحثاً عن ` شعرية ` مغايرة أو حاول أن ينتقل من رسم الصورة الشعرية باللغة، إلى كتابة القصيدة بالفرشاة..انها حالة انتقال من اللغوى إلى البصرى تدفعها الرغبة فى الانعتاق من أسر الدلالة اللغوية المحاصرة بالتأويلات المتربصة من أهل السياسة والبلاغة إلى آفاق بلاغة أخرى تحاول أن تقبض على اللحظة الشعرية الهاربة أو على الجمال الخالص المجرد من التأويل.. والغوض بحثاً عن أسرار تجليات هذه اللحظة الشعرية لونياً وشكلياً وإعادة تشكيلها فى اقتراح جديد لشكل الأشياء ولون الألوان.- ضارباً عرض الحائط بالمربعات الإبداعية التى تسجن المبدع فى `تخصص` معين لا يبارحه رافضاً التصنيف النمطى للإبداع.. ذلك التصنيف الذى أدى إلى تخلف الإبداع نفسه، ومنعه من الانطلاق الشجاع نحو آفاق غير مطروقة .. رغم ان تراثنا العربى ملئ بالنماذج الموسوعية فى الإبداع ..فروادنا الكبار كانوا فلاسفة وشعراء وموسيقيين وخطاطين ومحدثين ومفسرين.. الشهاوى إذن - شأنه شأن كثير من المبدعين العرب - قرر أن يبحث لقصيدته عن وسيط آخر ، وخاض مغامرة البحث فى `الشعر` الكامن فى اللون والشكل محاولاً تجسيد `مالا يراه الآخرون` من علاقات بين الأشياء والإنسان والكون والأفكار راسماً من بين هذه العلاقات اللامرئية صورة تكثف `الشعر الكامن فى العالم.. وأزغم أن الشهاوى قدم فى معرضه الأخير قصائد ` لونية ` تبحث عن الشعرية ` الهاربة من اللغه، ورسم بالفرشاة ملامح قصيدة مغايرة للسانة البلاغى ووضع، كما قلت من قبل` السكر فى علبة شطة ` برعونة المبدع الذى يمتلك شجاعة التجريب رافضاً التصنيف النمطى للإبداع، باحثاً عن تجليات سر الجمال المجرد فى النثر وفى الشعر وفى الشكل وفى الألوان .
أسامة عفيفى
2010/11/8 - الأسبوع
فى معرضه الأول بقاعة `إبداع` بالقاهرة..أحمد الشهاوى طفل يلعب بالألوان والخطوط
- بخبرة القصيدة يقيم الشاعر أحمد الشهاوى معرضه التشكيلى الأول `مقام الأسرار` بقاعة إبداع بالقاهرة، وعبر 70 لوحة متفاوتة الأحجام تتبدى هذه الخبرة، فى محاولة اصطياد فضاء بصرى يتسم بقدر من التجريد الشعرى، يعتمد على طاقة الألوان وعفوية الخطوط الوهمية،فى بناء الكتلة وتنويع مداراتها، كما يسعى إلى كسر وتحييد مشاعية الفراغ المحيط بها، لتكتسب نوعا من الاتزان الفنى على مسطح اللوحة، وتشف عن عمقها النفسى والانفعالى لدى الفنان نفسه .
- ومثل البدايات كلها، تطغى حالة من الفرح والطفولة على أجواء اللوحات، فثمة طفل يلعب باللون والفرشاة، ويحاول أن يجد لهذا اللعب شكلا ومعنى، وأن ينتظم فى إيقاع وحركة، تاركا لنشوة الارتجال حرية اللمسات الأخيرة فى تنظيم مسارات اللوحة فى حيز الفراغ الداخلى داخل الإطار.
- تجابه لوحات المعرض على عفويتها ما يمكن تسميته `الصرخات الهشة ` لقلق الإنسان وتداعياته فى متاهه الوجود والحياة. وهى صرخات تتضافر فى نسيجها وإيقاعها صبغات لونية من ألوان الماء والإكريلك وبعض الأحبار، تبدو متوترة أحيانا على السطح، وهادئة أحيانا أخرى. وكأنها فى رحلة بحث عن لحظة خاصة تتشكل فيها، لذلك قد يكون من العبث أن نبحث عن دلالات أو رموز أو إشارات محددة فى اللوحات، إنما نتأملها كحالة تشكيلية، تنداح بتلقائية غير محسوبة على المسطح الورقى، وتشكل وسيطا تعبيريا لنقل مشاعر الفنان وإحساسه الفنى إلى المشاهد، وإثارة انفعاله باللوحة، بل إغرائه بأنه موجود فى نسيجها.
- يطامن الشهاوى فرحه باللعب باحتشاد لونى يجمع معظم أطياف الألوان وظلالها.. فسوى الأخضر المكبوت فى بضع بقع وخربشات لونية، تحضر باقة من الألوان المشرقية والمزهرية، من الأحمر والأزرق والبرتقالى والأصفر والبنى والرمادى تتوزع بدرجات متفاوتة فى فضاء اللوحات.. ومع ذلك لايكترث الشهاوى فى مسعاه الفنى الأول بالخلفية كمقوم بصرى وجمالى، بل يتعامل معها كغلالة فاترة تنحصر وظيفتها فى احتواء التكوين، وإبراز سطوع اللون الأساسى فيه، لذلك يقوم بتغيير صبغات الخلفية من لوحة إلى أخرى، مستخدما درجة لونية أخف من نسيج اللون الأساسى نفسه.
- وعلى الرغم مما قد يوحى به ذلك من صفاء ذهنى وفنى، فإن الخلفية تشكيليا تظل طاقة مشتتة ومجرد مرآة صامتة محايدة، تعكس التكوين على السطح، ولا تتماهى معه، أو تمتلئ بحضوره فى فضاء اللوحة.. تنفلت من أسر هذا المنحى مجموعة اللوحات `السمراء`، فهى تمثل برأيى نقطة استثناء مهمة فى المعرض، حيث ينعجن الشكل بالخلفية، ويشف كلاهما عن حضور الآخر ويثرية بشكل أعمق وأكثر كثافة ودلالة، كما تنكسر ثنائية التعاشقات بين الأبيض والأسود اللونين الأثيرين فى هذه اللوحات. ونلمح محاولة لإيجاد مساقط للضوء والنور، سواء بالتقاطع الشفيف بين الأسود والأبيض، أو بابتكار بؤر على شكل تجويف، تشع فى قلب التكوين، تارة بقوة من البرتقالى المتوهج أو الأحمر النارى المطفى، وتارة أخرى ينوع هذه المساقط بلطشات من ألوان مختلفة، بنية مخففة أو مشربه بحمرة وردية،أو مبللة بزرقة سماوية حانية، تتوزع كزوايا بصرية خاطفة فى جسد التكوين، وتستوى أحيانا فى شكل مثلث،أو رقش مطبوع ببصمة الأصابع له خروشه ملمس الرمل .
- يكشف هذا النوع من اللعب البصرى عن قصدية ما، حيث تعلق فى مساحات السواد الكابية ظلال من الصوفية بمعناها الروحانى الواسع، كما تتجاوب هذه القصدية وتتشابك مع أصداء وتلويحات للحرف العربى فى عدد آخر من اللوحات لكن الاعتماد على الخط كمعطى وهمى، تفيض به حزوزات الكتلة المرتجلة جعل الكثير من تكوينات الشهاوى تبدو حائرة ومشتتة، تبحث عن سياق درامى ينتظم انبثاقاتها، ويشد خيوطها بعيدا عن نشوة اللعب وطرافته أحيانا.
جمال القصاص
2010/11/3 - الشرق الأوسط
خواطر الشهاوى التشكيلية
* نصف العمل للصدفة، ونصفه لى.. تمتص الأوراق القطنية جزءاً من اللون، يذوب فى شعيرات طبيعية وبفعل إضافات أخرى يذوب.. يتابع الفنان.. يتدخل.. يوقف التوغل تارة، وتدفعه يداه تارة أخرى.. إنه معرض الشاعر أحمد الشهاوى .
- وأحمد الشهاوى متذوق جيد للفن التشكيلى، يتابع الحركة التشكيلية بمصر، وفى سفرياته للفن نصيب من وقته. إلا أنه فاجأنا منذ أيام بمعرض خاص له مستخدماً الألوان والكلور ومساحات من الورق القطنى كخامات لتنفيذ لوحاته .. وطبيعة الورق هذا أنه يمتص الألوان ويتأثر بالكلور إذا أضيف إلى اللون للحصول على تأثيرات لونية تساعد فى تحقيقها طبيعة الخامة مع قصدية الفنان فى توجيهها بحسابات خاصة برؤيته .
- ويبدأ الفنان فى التدخل بإضافة خطوط ومساحات مكملة لما نتج من هذه التأثيرات التلقائية ليكتمل العمل الفنى.فهو يقوم باستخدام الصدفة مع القصدية فى آن واحد.
- تجولت فى المعرض فشاهدت الشاعر متواجدا فى اللوحات أكثر من الفنان ..تطغى الفلسفة على المضمون الفنى فى عدد من الأعمال.
-كانت روح الشاعر متألقة تهيم فى مساحات لونية متداخلة لتنبهنى اللوحات إلى وصف جديد فى الفن التشكيلى وهو `خواطر تشكيلية` على غرار المعنى الخاص بالخواطر الشعرية، وهى فكرة تشجع الهواة ومتذوقى الفن للعزف بالألوان للبوح بما فى داخلهم تحت هذا المسمى، وربما تكون الخواطر بعد ذلك إبداعا به كل المقومات الغنية، وهذا لا يقلل من الخواطر أو يعزلها عن الإبداع، ولكنها تظل فى هذا الإطار ما لم يجتهد الممارس فى التعرف على هذه اللغة وجمع مفرداتها مثلما يجمع الشاعر وأى مبدع مفرداته.. فكما أن الإبداع فى أى مجال من المجالات يحتاج إلى دراسة وخبرة فإن الفن التشكيلى كذلك، حتى يكون المعنى الفنى والفلسفى محسوسا لذاته، وليس لقراءات أدبية تقلل من قيمة العمل وقوته. نجح الشهاوى فى الإمساك بالفكرة الفلسفية، واستخدم الرموز والاشارات لتحقيقها. ولكونه شاعراً فقد صبغت الفكرة بشاعرية وإحساس مرهف تجعلنا نؤكد على أنها خواطر متماسكة فى المضمون الفلسفى الحسى بدرجة كبيرة زادت على المضمون الفنى أو ربما كانت المحاور الأول للمشاهد ثم تبعها المضمون الفنى والجمالى مما دفعنا للتصريح بالقول للشهاوى عندما ترسم : تذكر أنك تكون لوحة، ولا تكتب قصيدة .
د. سامى البلشى
2010/12/4 - مجلة الإذاعة والتليفزيون
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث