`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
نحميا سعد

- إنه فنان له عراقة أرض الصعيد التى عاش فى ربوعها وظل وفيا لمشاهدها وقد أعطى مصر الكثير من الأعمال التى تمتاز برهافة خطوطه وروعة تكويناته المصرية العريقة التى نتعرفها فى اللوحات التى خلفها وهى من فيض نفسه ومن فيض مشاعره الهامسة ، بل هى مقطوعات تزاوج بين الشعر والحفر وتشارف قمم الفن العظيم .
الناقد / بدر الدين أبو غازى - رئيس جمعية محبى الفنون الجميلة


- كنا تسعة زملاء .. بل تسعة أشقاء جمعهم القدر من أرجاء متعددة تحت سقف واحد وكان يربطنا جميعا رباط من الود والتعاطف لم يكن مألوفا فى أى مناخ آخر .
- وربما كان هذا التعاطف سببه الهدف المجهول الذى جمعنا من أطراف الأرض لنكون باكورة إنتاج ذلك المعهد القابع فى دروب شبرا والذى تخرج فيه آلاف الفنانين وكان بين أساتذتنا الأجانب أستاذ إنجليزى يدرس لنا مادة الحفر اسمه ` رايس ` .
- ولمسنا بإحساسنا الساذج اهتماما من هذا الأستاذ بزميلنا ` نحميا سعد ` تحول مع الأيام إلى صداقة وزمالة وكنا نتساءل لماذا يخص أستاذنا هذا الزميل الذى لا يفضلنا فى شئ ويقربه إليه دوننا جميعا؟
- لقد أدركنا فيما بعد أن عين الأستاذ المدربة وحاسته المرهفة ..استطاعت أن تلتقط من بيننا موهبة متفردة ادخرتها خصوبة الوادى بين طياتها لتقوم بدور ريادى فى فن الحفر الوليد وتبددت الدهشة من نفوسنا ونحن نشاهد النواة تتفتق ثم تورق يرتفع ساقها ورأينا خطوات ` نحميا ` تسبقنا بفراسخ وهو يعدو فلا نستطيع ملاحقته ووجدنا أنفسنا نقدره تقدير الطلبة للأستاذ لا للزميل ونلجأ إليه عندما تعترضنا بعض المشاكل فى هذا النوع من الفن الجديد.
- لقد عاش ` نحميا سعد ` مع الأحلام الكبار وكانت أحلامه أكبر من إمكانات عصره ...وكان هناك نفر من المسئولين الأجانب يقدرون معدنه ويشهدون بطاقاته التى لا ينبغى أن تسجن بين حدود مصر .. فرشحوه لتزيين واجهة الجناح المصرى فى معرض باريس الدولى سنة 1937 حيث نال البرعم الموهوب الميدالية الذهبية تقديراً لما أبدعه فى ذلك المعرض الدولى الكبير وذهب إلى الأقصر ليعيش عيشة النساك فى معبد التراث الخالد . وهناك زاده التأمل تألقا وإشراقا وازدادت شخصيته تبلورا .. - ومصريته تأكدا ووضوحا وقالت قطع الخشب والزنك التى تحفرها أنامله الهزيلة مالم تستطع مباهج الألوان ولا بريق الأضواء أن تقوله على أيدى كبار المصورين من معاصريه والذين جاءوا من بعده ..فقد كان فن نحميا سعد عصارة الصدق وعبير الأصالة فن تمتزج فيه دماؤه المصرية الصميمة بالأحبار السوداء ويتخلل عرقة فى الخدوش الدقيقة التى تنبض كالنور وسط السواد .. وتتلألأ كضوء الفجر وهو يطل من وراء قمم التلال السمراء ليغمر الوادى بتلك الخصوبة التى تحمل بين طياتها ذلك السر الأكبر سر الفن العظيم.
- إن رسوم ` نحميا سعد ` تقنعنا بمنطقها الهادئ الرزين بأن الخط قد يتحول فى يد الفنان التشكيلى إلى بيت من الشعر .. واللوحة إلى قصيدة شعرية واللمسة إلى نغم ولحن فقد استطاع نحميا أن يجعل من رسومه مقطوعات شعرية بالغة الرقة والعذوبة.. وأن يجعل من إيقاعها نغما قدسيا أشبه بترانيم الملائكة .. لحنا لم يلبث أن حوله القدر إلى لحن جنائزى يزف جثمانه بين ربا الوادى الغربى الذى يضم رفات أجداده الخالدين ومات نحميا سعد وهو فى عمر الزهور .
الناقد / حسين بيكار

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث