`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
شيماء صبحى جمعه ضيف
التلاعب الجينى فى لوحات شيماء صبحى بتشويه الجسد.. أصبح (أيقونة ثقافية) لعصر تلاقى فيه الفن والعلم الوراثى
- يتواصل الفنانون منذ سنوات فى عصر ما بعد الحداثة مع علم الوراثة فهناك أفلام سينمائية تناولت موضوعات مثيرة للجدل مثل الاستنساخ البشرى والحيوانات المهجنة جينيا.. وبلغ اهتمام بعض الفنانين التشكيليين بمجال علم الوراثة إلى إنتاج أعمال فنية قائمة على التلاعب الجينى وفى نفس الوقت تظهر أصوات تثير مخاوف خطيرة وجدل من تلاقى الفن والعلم الوراثى وأثيرت أسئلة أخلاقية مرفوضة للتلاعب والاستغلال العلمى للجسد لكن الواقع من أعمال عدد من الفنانين فى العالم المتقدم علميا يكشف عن تلك الجاذبية واسعة النقاط للخلط بين العلم والفن وحتى أصبح هناك فرضية أن الحمض النووى قد أصبح قويا عارما `كأيقونة ثقافية` وبرز العديد من التشكيليين أنفسهم رافضين لهذا الخلط لما فيه من توقعات بارزة ومخيفة أخلاقيا ومعنويا من التلاعب والطبيعة وذلك الوضع المتوقع من تغيير للبشر فى عصر ما بعد الجينوم .
- والتصورات للكائنات الأسطورية المهجنة بدأت منذ سنوات رائحتها تفوها من معامل نخبة من علماء الجينوم الحيوى الذى بدءوا بالفعل فى تخليق كائنات خطيرة لا تخرج فكرتها عن الفكرة التى راودت القدماء فى أساطيرهم ومنحوتاتهم وقد أحدث العلماء حالة بعث بيولوجى للجسد على أن فكرة الخلط أو الالتئام بين أنسجة النوع الواحد انتقلت من حيزها الواسع المنظور إلى حيز دقيق غير منظور ونعنى بذلك أن نقل الأنسجة والأعضاء من كائن لأخر قد حل محله نقل أجزاء من خلية إلى خلية أخرى وعرف ذلك باسم عمليات الجراحة الدقيقة للخلايا واليوم بعض الفنانين يلعبون كل الأدوار بالتواصل مع مفردات علم الوراثة والفن البيولوجى من الهندسة الوراثية والفن الحيوى والحمض النووى وعلم الأحياء والبيولوجيا والجينوم الحيوى والتعديل الوراثى الذى انتج أعمالا فنية نتيجة التلاعب بالجينات وتحولت مراسمهم إلى ما يشبه المعامل مثل الفنان ( كاك) الذى بالتلاعب الجينى قدم أرنبا معدلا وراثيا يدعى ألبا وقد حقن الجين ببروتين أخضر متوهج وقد عرضه فى أكثر من عرض فنى والفنان ( استلارك ) الذى زرع أنسجة أذن فوق ذراعه اليسرى وأصبحت جزءا من ذراعه والفنانة (أورلام) التى جعلت جسدها ووجهها متاحين لعمليات جراحية لأنسجتها المحقونة وعام 1995 قدم الفنانان ( جاك) ( ودينيسون) عملا نحتيا من وحى الاستنساخ بناءا على اللعب بالخلايا الجينية لعدد من الفتيات ملتصقات والفنان (ماثيو بأرنى) قدم نفسه فى عرض بيرفورمانس بأذنى خنزير عام 1994 كما قدم الفنان (داميان هيرست) خنزيرا بأجنحة داخل صندوق من مادة الفور مالدهايد لحفظه وقدمت النحاتة لويز بورجوا تمثالا نحتيا لجسد امرأة حلزونى لعام 1984 لا يظهر منه إلا الساقان والأمثلة كثيرة مع كل يوم يمر مع تجارب جديدة دخل الفن بها إلى معامل وتجارب العلماء .
- الآن فى مصر فى معرض شديد الأهمية أولا فى تصنيفه وثانيا فى جرأته للفنانة الشابة شيماء صبحى الذى من الواضح أنها تهتم بتقديم عمل له سمة حداثية من وحى الإبهار الفنى بمجال خيال التلاعب الجينى لجسد المرأة ليكشف عن فنانة مثقفة لها رؤية شديدة الخصوصية وتعرض حاليا معرضها بعنوان هجين الصادم المبهر فى قاعة جاليرى مصر بالزمالك وقدمت للمعرض دراسة مهمة للناقد الدكتور ياسر منجى ولولا ضيق المساحة لأفردت الأجزاء من كلمته التى تطرق فيها إلى الربط وعمليات التهجين للأجساد فى الأساطير القديمة .
- وأما أعمال الفنانة الشابة شديدة التفرد والجدية فى تقديم عالمها أجد وقد صعب على رؤيتها كفنانة سيريالية بميول ميثولوجية فقط أو إنها فنانة تخوض فكرة التلاعب الجينى فقط لتفتح لنفسها مجالا خصبا ولا محدودا للتعامل وجسد المرأة لأغراض فيها خصوصية للفن النسائى والانسانى وقد سقطت عليه مفهوم الفن الحيوى الذى اصبح شكلا من أشكال الفن .. لذا سأحاول أن اقترب دون اسقاطات سابقة من عالم الفنانة شيماء التى لم أتعرف على أعمالها إلا من خلال ثلاث لوحات عرضت لها فى صالون الشباب نهاية العام الماضى .
- عالمها انتج تلك الشخوص النسائية المهجنة الأعضاء لتبدو لى شخصا مغمورة اليقين فأثرت التمرد حتى كدن يبدين فى حالة من الصدأ الخالى من الحياة إلا كهياكل قابلة للانفجار أثناء حالة من الأداء البيرفورمانسى فوق سطح اللوحة.
يبدو الجسد وكأنه قد تفككت ذاكرته وضاعت خريطته ليخط لنفسه هيكلا جديدا يتفق ورغبات عارمة تتحدى بها الفنانة أفكاراً عن المرأة والواقع والمتوقع فى ظل حالات خاصة مما يموج به الداخل النسائى .. لذلك تتحول نسائها إلى مجرد كائنات تتجاوز الاستثنائي للكائنات العادية أو التى تصبح غير عادية السياق لتعطى معنى جديد لأشياء مألوفة .. فالفنانة تحاول بجرأة فتح نافذة كاقتراح من الوهم من حواسنا ..
-هناك فى أعمالها واقع افتراضي بين حدود النفس وحدود الجسد الحقيقى والواقع الوهمى .. فمعالم ذلك الجسد خلال عمليات التفاوض وعين المشاهد داخل واقع افتراضي تأخذ فى التذبذب والسيولة خالقة علاقة متصادمة بين الحقيقى والتخيلى.. وشيماء تقوم بعملية مفاوضة بين مفاهيمها السابقة التى تتقاطع باستمرار مع أنفسنا.. فالوجود الجسدى فى لوحاتها خلال أداء نسائها ` لبيرفورماتيف` فى ملاءمة الحقيقى هو مضمون فعال وممكن توقعه بينما ندرك إحساسا آخر بأن ذلك الفعل الآخر داخل اللوحة فعل غير متأكد.. مرتجل.. وغير متوقع.. واراها تحاول محاكاة بيئة جسدية تنشطها لتجعل منها كيانا ناميا ومتناميا بالرغم من انه مغلق رغم محاولة خلق واقع افتراضي نشط..
- تبدو الفنانة كأنها تفتح بشكل صريح لوحاتها لكيانات فعلية غربية تبدو كأنها تحاول ترك الكهف الذى فيه أخفت نفسها طويلا أو تبدو وكأنها ترسم عالماً غريباً متحولاً فوق سطح مرايا خفية لا يمكنها إلا أن تعكس النفس الكهفية ذاتها وليس مجرد المظهر الخارجى المتمثل فى الجسد..
-المكان فى لوحات شيماء ليس موجود فلا نواجه المكان فى لوحاتها أبدا رغم أن المكان قد يظهر سلوك النفس بدقة عبر مساحة من فراغ غير متأكد من تفسيره ولا يكشف عنه أو يفك شفرته فما كان متوقع أنه أرض تقوم عليه الحركة تبدو سائلة غير صلبة لذلك حدود الجسد السائل يجسد السلوك الوقتى للجسد ملقيان معا داخل محيط فراغى دون ما يحده .
-أجساد شخوصها المتوالدة بطريقة متماثلة فى بعض الأعضاء تبدو كأنها هيكل لزج يطفو أمامنا لتبدو شخوصها محرومة من ماديتها الجسدية لتصبح مجرد حاضر فقط فى جسم لزج أدائي ينتج علاماته وتكوينه الشفهى فى تجاوز كثافة وحضور المكان والواقع ذاته كأن هناك سياق النفس والجسد المتحول والنفس الفعلية وقد بدت الحدود بينها شبيهة بالحالة السائلة المتحولة دوما وببساطة وضعت الفنانة نساءها فى وضع أنانى آمن نسبيا بذلك التحول الذى تبغيه لينتج شيئا ثالثا وهذا الوجود للشيء الثالث ضاع بينه الرغبة والفعل والفاعل والمفعول الحقيقى والمتمثل .
-فى بعض لوحاتها أجد نساءها وقد تحولن إلى ممر آخر غير متوقع بعيد عن الممكن لتواجه هنا كغير المرئى وغير المادى مشكلة حجاب مجهول لوهم بدلا من إيجاد مخرج سحرى لهذا المر .. وهذا ما يجعلنى أعتقد أن الفنانة تخفى بقوة جوهرا ما وتجد أن العالم الخارق الحقيقى يقف فى مواجهتها خلف حجاب وهذا الوهم الحجابى تجسد فى جلد نسائها المطاطى الذى يعيد تشكيل جزئياته مع مواجهة ما يهدد وجوده أو تحقيق لذة وجودة غير مرآة بيرفورماتيف ` لتشكل صور دفاعية جديدة متحولة فى تمثل غير حقيقى متذبذب وذائب فى صورته المتحولة التى وقعت الفنانة فى أسر عشق فكرة التحول كتحولات نارسيس ` التى لا تنتج إلا آثار سائلة غير واقعية لا يمكن تجاوزها .
-أرى فى لقاء المشاهد وأعمال شيماء صبحى ما يربكة كما لو أن ما يراه يحدث داخل مرآة مشحونة بسلسلة تركيبات صغيرة خزنت وتفرقت لتنسجم والمدخل الجديد ظاهرياً كالشبح يوصل بين موقعين بعيدين فى تفاعل صادم حتى تكاد تقترب من تجميد صورة الذات على ما لا هى علية .. فى هيكلة بشرية تغذى فكرة التفكك أكثر من فكرة التكاثر الذاتى .
- أعتقد أن الفنانة بشخصيتها وأسلوبها المتميز تشكيليا ونفسيا ومفاهيمها ووجهة نظرها تجاه الحياة تريد أن تكسب لجسد المرأة سلطة مادية نشطة تجعله قادرا على تعريف نفسه وبإسهاب من منظور يريد إنعاش وجوده وإشباع رغباته فى لعبة قوة بين أكثر من شئ وعكسه لخلق واقع خيالى فى محاولتها الدءوبة لخلق حقائق متعاقبة عن حقيقة الجسد وإمكانية تحريره من الوهم بالفشل لكنها دون أن تدرك قد تسبب اصطداما مدويا تغلق به الفجوة بين النفس والآخر .. حتى أنة يضيع المعنى من رغبتها الحقيقية أهى لتحرير الجسد أم لتعذيبه؟
-فى محاولة تملك الذات بدا هناك استنساخ أحادى التعبير للوجوه الجائعة النهمة التى توحد تعبيرها جمعيا بذات التعبير المرتبط بتعبير الجسد فى فترة زمنية التقطها فى معظم لوحاتها لنفس اللحظة التى أرادت بها تحرير الجسد من معاناته فأسقطته فى تحولات لا يمتلك فيها حرية وجوده محرراً فوقع أسير اللحظة العابرة مشوهاً مفككاً.
فاطمة على
القاهرة - 14/ 5/ 2013
وجه امرأة على جسد حيوان .. صرخة فى وجه مجتمع متناقض
- وجه أنثى على جسد غزالة وفى أحشائها مخلوق برئ فى إشارة إلى الأمومة ووجه أنثى آخر على جسد قطة يرمز إلى التحفز لـ ( الخربشة ) لرد أى احتكاك بها وثالث على جسد ثور للدفاع عن نفسها من اعتداءات الرجال.. جميعها رسومات جسدتها فنانة تشكيلية فى لوحاتها التى كانت مثارا للجدل، بإطلالتها الغريبة التى تمزج بين المرأة وأحد الحيوانات فى جسد واحد.
- شيماء صبحى المعيدة فى الجامعة الألمانية حرصت على أن يتسم معرضها للفن التشكيلى بالجرأة سواء فى الأفكار أو الصور العارية، ليعبر عن التناقض الموجود فى المجتمع المصرى خاصة فيما يتعلق بالضغوط التى تتعرض لها المرأة فى المجتمع من تمييز عنصرى من قبل الرجل وعادات وتقاليد ونظرة مجتمعية تجبرها على ارتداء ملابس شديدة الاحتشام وإلا تعرضت للتحرش والمعاكسات .
- الجرأة التى تتسم بها شيماء وتأكيدها الدائم على عدم الخوف من مهاجمة أى شخص فى لوحاتها ليست وليدة اليوم وهو ما اتضح فى معرضها السابق الذى كان أكثر جرأة وتحررا، حيث تضمن لوحات لسيدات محجبات ومنتقبات على جسد متناقض لما يرتدن أو ما يظهر على هيئتهن .

سماح حسن
الوطن - 13/ 5/ 2013
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث