`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
حليم مكرم خليل معوض
التشكيلي حليم مكرم: بدأت بالطين والعجين وانتهيت بالحديد
بدأت موهبة الفنان التشكيلي حليم مكرم بأشكال مختلفة من الطين والعجين وسرعان ما طورها وأصقلها حتى لان له الحديد، فصنع منه أشكالاً فنية جذبت إليه الأنظار، ونظم لها معارض عدة كان آخرها معرضه الحالي في أتيليه القاهرة… معه هذا الحوار.
حدثنا عن معرضك الأخير؟
يضم هذا المعرض مجموعة كبيرة من أعمالي ترصد الحياة المصرية في أشكالها المتعددة في الريف والمدن. بعض التصميمات، مثل حامل الخبز وهو يقود الدراجة، مشهد يتكرر في شوارع القاهرة وخصوصاً في أحيائها الشعبية. أحاول من خلال الأعمال المعروضة توجيه رسالة مفادها أننا دعاة سلام اجتماعي، ونرفض التمييز بين مواطني البلد الواحد. يكفي أن يعامل جميع المواطنين كآدميين لهم الحقوق ذاتها وعليهم الواجبات عينها. أحاول أيضاً عبر أعمالي التأكيد على الهوية المصرية المتنوعة وشديدة الثراء، هذا المعرض هو الرابع الذي أقيمه منفرداً أي بشكل خاص، وشاركت في نحو 12 معرضاً جماعياً.
كيف بدأت علاقتك بالفن التشكيلي؟
حاولت خلال مرحلة الطفولة تصميم أشكال مختلفة من الطين والعجين، ومع انتهاء دراستي في المرحلة الابتدائية عملت في ورشة صغيرة للحديد، ومنذ ذلك الحين بدأت علاقتي تتوثق مع هذا المعدن، وانبهرت به لقوته وصلابته وكيفية تطويعه ليصير أشكالاً متعددة. شعرت بالحب بجمعني به إلى درجة أن مقربين كثراً يصفونني بعاشق الحديد. لم أتلق دراسة أكاديمية حول تشكيل الحديد في تصاميم فنية بالدرجة الأولى، بل أتعامل مع الأمر بتلقائية. الحمد لله، تجد أعمالي إقبالاً وإعجاباً كبيراً لدى الجمهور والنقاد على حد سواء.
ما مدى تأثير البيئة في أعمالك؟
أنا مولود في ريف مصر حيث أسكن أيضاً. أثرت هذه البيئة أعمالي، فتصميم أشكال فنية للماشية وبائع الخبز والنساء اللاواتي يخرجن للعمل… كلها أمور جعلت أعمالي نفسها بمثابة مشاهد متحركة وليست تصاميم صماء. أذكر هنا أني أقتدي في اختيار موضوعات أعمالي وتشكيلها بفنانين كبار مثل محمود مختار وصلاح عبد الكريم.
ما أبرز التحديات التي واجهتك في بداية مشوارك الفني؟
كان غياب الدعم المادي أبرز تحدياتي. حينما اتجهت إلى الفن التشكيلي من خلال تصاميم عدة مستخدماً معدن الحديد، كنت أنفق من جيبي الخاص، فضلاً عن التزاماتي اليومية أمام أسرتي، الأمر لم يكن سهلاً تماماً. لكن مع انتشار أعمالي وإقامة المعارض ودعم وزارة الثقافة لمشروعي، زالت تلك التحديات وبات التحدي الأبرز هو إنجاز أعمال تجمع بين الجمال والجاذبية والإمتاع.
إلى أي مدى دعمت وزارة الثقافة مشروعك؟
ساهم قطاع الفنون التشكيلية في الوزارة كثيراً في تنظيم معارض عدة لأعمالي، وهو أمر لم أكن لأستطيع تنفيذه بمفردي. هذا ما يريده أي فنان جاد، أن توفر له نافذة يطل منها على جمهوره.
مع سيطرة تيارات الإسلام السياسي على البرلمان، هل أنت متخوّف على مستقبل الثقافة المصرية؟
لست متخوّفاً على الإطلاق، لهم رؤاهم ولنا رؤانا. لا يستجيب الفنان الحقيقي لأية ضغوط أو وصاية غير نزيهة من أية أشخاص أو مؤسسات. لا أخشى `الإخوان المسلمين` أو السلفيين، وأرفض إلزامي بأية قواعد أو معايير تضع قيوداً على ممارستي للفن. ليس مقبولاً أبداً أن يأتي أحدهم يوماً ليطلب مني ألا أصمم عملاً لامرأة عارية مثلاً بدعوى أن هذا الأمر غير جائز. أقول بعبارة صريحة، ربما يغضب منها البعض، أي فنان يقبل الوصاية على أعماله لا يستحق أن يحمل شرف الانتساب إلى الفن.
كيف تنظر إلى دور المثقفين في هذا الشأن؟
عليهم الدفاع عن حرية الرأي والتعبير التي تعد جوهر الفن وأساس أي مجتمع ديمقراطي. علينا التمسك بمسارنا، فلا يمكن أن تروج صناعة الفن والإبداع في جو يعادي الحرية.
ما موقفك من مغازلة بعض الفنانين التيارات الصاعدة إلى الحكم بأنماط معينة من الفنون؟
كل إنسان حر في قراره، لكني أرى أن مغازلة التيارات المعادية للفن بأعمال رديئة مبتذلة عمل ضد الفن نفسه. ليس على الفنان أن يسعى إلى إرضاء أية سلطة.
لماذا غابت `الثورة المصرية` عن أعمالك في معرضك الأخير؟
كانت الثورة حدثاً عظيماً جداً. عشنا بعد رحيل مبارك حالة من الفرح لم تحدث ربما طوال تاريخنا كله، لكن هذا الفرح لم يكتمل، فمع سيطرة التيارات الإسلامية على البرلمان، برز التمييز الديني بقوّة، وفي أي بلد يشوبه هذا التمييز لن يكون مستقبله ساراً.
متى تعتبر أن أحد معارضك قد نجح؟
هذا أمر نسبي، لكن توافد الجمهور العام إلى المعرض وكتابة الكلمات الرقيقة في دفتر الزيارات أمر يشعرني بالتفاؤل ويدفعني إلى مزيد من العمل، ويؤكد أن عملي لم يذهب هباءً.
ماذا عن عائد معارضك المادي؟
تدر المعارض بعض الربح، فبعدما كنت أنفق من جيبي سابقاً، الآن يقتني أعمالي فنانون كثر، وأبرزهم النجم المصري نور الشريف، وشخصيات عربية وأجنبية، فضلاً عن بعض الفنادق .
لطالما شعرت بالفخر لإقبال بعض الأجانب على اقتناء أعمالي، أرى أنهم حينما يسافرون بها إلى ذويهم تنقل لهم بعضاً من حضارتنا المصرية وقيمنا الأصيلة.
في سطور
حليم مكرم فنان تشكيلي مصري من مواليد محافظة القليوبية في يناير عام 1981، تخصص منذ بدء مشروعه الفني في المعادن، وحصل على جوائز مصرية عدة، كذلك نال شهادة تقدير عن مشاركته في معرض الملتقى الدولي الثاني للفنون التشكيلية في مدينة شرم الشيخ عام 2008. يقتني أعماله كثر في مصر والكويت والسعودية ولبنان، ويحتفظ بعض الفنادق العالمية في مصر بأعماله كمقتنيات رسمية.
إسماعيل الأشول
جرنال الجريدة -2012
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث