`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
وليد تحسين عونى

- يملك وليد عونى مخيلة متلبثة فى إبداعه تمنحه على الدوام ميزة المبادرة ، والإستشراق حتى الحافة .وهو حين يخطىء - مخالفاً التقاليد المرعية- إذا هو يظل سعيداً بخطئه. ذلك أنه يراه باعتباره الخطأ المنطوى على إنشاء الفعل الخالق .
- إنما أنا عايشت عدداً من أعمال وليد عونى فى مسرح الرقص الحديث وفى عالم الجسد، وفى مسرحة سرديات بعينها ، ثم فى الفنون البصرية ذاتها ، فإذا هو كمثل كتاب فى المعرفة ، كلما قلبت فى صفحاته تقلب عليك الفكر حتى يستحيل تأملاً .
- وفى معرضه هذا قد نجد أشباهاً لتلك العضويات الحية التى تمليها عليه مخيلات الجسد كلما تذكرنا تلك الأجساد الملفوفة حول أعناقها عند بابلو بيكاسو ، غير أن وليد عونى يظل وفياً لمكنونه على قدر بعده عنه ، وعلى قدر قربه منه .
- وبرغم ذلك العمر الطويل الصعب فى أفعال الفن ، فإن وليد عونى يظل فناناً من ذلك الطراز الذى يعانى الخوف مما يفعل ، ويفزع إلى أصدقائه المقربين محاولاً أن يقرأ فى عيونهم خوفاً مماثلاً حتى يطمئن إلى صواب الفعل . ذلك أن خاصية التقبل المخزنة لدى المشاهد تظل عائقاً عالقاً فى مواجهة الإزاحة والتغيير اللتان يحدثهما وليد عونى ، كونهما تتزامنان مع مسافات العصر المتسارعة.
- قال لى وليد عونى، سأطلق على معرضى أسم (أعمال غير مكتملة) ولست أظننى قد وافقته على قوله فقد كان متوجساً أن يترك نصف العمل مخطوطاً بين رسمة القلم الرصاص ، والنسيج الأبيض لقماشة الرسم ، وبين النصف الآخر للصورة وهو مشغول بخامة ( الأكيريليك )، ومزدحم بأجساد لأشخاص استثنائيين يملكون قدرة اللى والثنى والتدوير كأجداث مبعثرة من كهف قديم ويبدو للمتأمل حين يتقابل مع المشهد أنه حيال أشخاص قد استبد بهم العجز ، العذاب بينما تلبثت فيهم إرادة الرفض .
- نعم كان متوجساً أن يترك نصف الصورة وكأنها صفحة بيضاء فآثر أن يختار لها اسم ( غير مكتمل ) وكأنه بذلك يستبق المشاهد ويحاصر الأحكام قبل وقوعها . ومن هنا أنا لم أوافقه ذلك أنى وجدت أن العمل مكتمل كمالاً لا يرقى إليه الشك فى عقيدتى، كونه حاز على خاصية ما كانت تميزه لو كان مكتملاً بالمعنى الذى يتفق عليه كافة المشاهدين ، وما البليغ فى الأمر لو كان مكتملاً كمثل ما يرجوه الآخر .
- إن وليد عونى بمعرضه هذا إنما يفكك رؤاه تفكيكاً ، ويحرك الاجساد وكأنه يمسرحها ، بل أنه يبث فى تلك الأجساد طابعاً يأخذ من الثقافة منتهاها ، ومن المعرفة أقصاها ، ويحرك الحجم والفضاء وكأنه يعصرها عصراً .
- وتلك من بين ميزاته التى سوف تجعله على الدوام مختلفاً بين أقرانه من التشكيليين ، والمسرحيين على السواء .
أحمد فؤاد سليم


- وليد عونى فنان تعبيرى شامل، فهو راقص، ومصصم رقصات، ومخرج مسرحى ، ورسام، وموسيقى وقد دخل عونى إلى صميم الحركة المسرحية والفنية المصرية فكسر الدوائر المغلقة على نفسها، وقطع التراتب المنظم، وثار على الوعى المنمط - وجعل من التعبير بلغة الجسد على البعد المسرحى مدخلاً إلى تطهير الذات وفهم الروح .
- وإنما الجانب الخافى عند وليد عونى فهو كونه مصور من طراز فريد. وهو يرسم المساحات على نفس هذا السياق الرافض الذى عرفناه به على المسرح. ومن الصعب أن نضعه فى إطار اتجاه أو تيار فى الفن، وإنما هو على الرغم من أنه فناناً محترفاً، فهو يولى احتراماً ووفاء لا نظير له للقدره التأملية التلقائية ، وهو يعمد إلى الغوص فى الذات الفنية حتى يلمس جذرها، كون ذلك الجذر هو خلاصة ما فطر عليه بل كونه هو الخامة الأولية لفعل الغريزة . ويمكننا أن نرى وليد عونى باعتباره فناناً رمزياً ، وميتافيزيقيا وسوريالياً، ولكن ذلك سيظل غير كاف ، ذلك أنه يرهن ذاته لتلك اللحظات الأوتوماتية التى تجلب تيار اللاوعى إلى فضاء النفس. فهو يرسم وكأنه تحت إرادة مسيطرة، بل وكأنه وسيط أدائى لخميرة اللاوعى ، فحين يترك مساحة الرسم يكون ذلك إيذاناً بأنه عاد للتو إلى (اليومية) وإلى حالة اليقظة .
- سوف يشكل معرض وليد عونى الأول فى مجمع الفنون مفاجأة حقيقية لمجمل المشاهدين، فإننا سنشارك معاً فى ارتياد أرض بكر تخفى فى جوفها الكثير من الدهشة، ومن قوة النفس الصانعة .
الفنان / أحمد فؤاد سليم
مفاجأة وليد عونى
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث