`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
أحمد رمضان أحمد إبراهيم
علامات أحمد رمضان
- أحمد رمضان فنان `اشتباكى `، ليس بمعنى الدخول فى صراعات ومشاكل مع الآخرين ، بل بمعنى الاشتباك مع الواقع وقضايا المجتمع والوطن، وهناك فنانون مهمومون بهذه القضايا، وقد تنضح أعمالهم من حين الى آخر بهمهمة سرية لا يكاد المشاهد يدركها أو أن يفك رموزها، أما هو فلا يكتفى بالتعبير الفنى فى لوحاته ومجسماته، بل يعمد الى الكتابة عما يراه و يدركه و يرفضه من متغيرات الواقع فى بيانات تصاحب معارضه ، لأنه يرى فى الفن كشفا و تعرية و مواجهة لانفسنا ولمجتمعنا . لكن الأهم من `البيان` هوالعمل الفنى بالطبع ، فلو لم يأت فى قوة البيان بلغة التشكيل والابداع لما كانت له أية قيمة .
- وانتاج أحمد رمضان الفنى اشتباكى أيضا مع القيم الفنية السائدة، ومع الخامات التى يستعملها، فهو يرفض الحالةالصالونية للفن بمظهرها البرجوازى الذى يخاطب جمهورا أنيقا باحثا عن الشياكة والزينة، و يخلخل الثوابت ويستفز القرائح والمشاعر بعمله الفنى، وهو يرفض أيضا التقنيات والخامات التقليدية المستهلكة والمتعارف عليها، فلا يجعل للوحة اطارا محكما، كما لا يجعل للقطعة المجسمة ارتكازا ثابتا، فكلاهما متحرك وقابل للتغيير والتعديل من مكان الى آخر بحسب البيئة الفراغية والثقافية التى يعرض فيها ، كما أنه يتعامل مع الخامة بمنطق تجريبى ليس لاثارة الاستغراب، بل للبحث عما تحمله من ذكريات الناس وخبراتهم الحياتية، وكذلك لتعبيرها - أكثر من غيرها - عن رسالته التى يريد حملها الى الناس، حتى لو كانت هذه الخامة من نوافل الأشياء ومن مخلفات الحياة اليومية .

- اليوم ينظر احمد رمضان فى صميم حياتنا هذه من خلال معرضه الجديد عن أوراق ` الكوتشينة ` وأوراق الجرائد المستهلكة، لنتابع من بين هذه وتلك ما يعترى المجتمع من متغيرات ، أو ليدخل بنا الى ما يشبه لعبة الحــظ والقمــــــار التى نغرق فيها بشكل أو بآخر شئنا أم أبينا ، ينظر الينا وقد صرنا أرقاما وعلامات فى أشكال قلوب و أزهار ومربعات، تتناقلنا الأيدى و تقامر بمصائرنا، أو نقامر نحن بأنفسنا، وفى سبيل الفوز بأى شىء نتوسل بصور الولد والبنت والشايب والآس والكومى ، أما مائدة القمار فهى صفحات الصحف من كل لون واتجاه ، بدءا من صحف الاثارة السياسية حتى الاثارة الجنسية ، ومن صخب الاعلام الى هوس الاعلان ، الكل بات معروضا على موائد القمار واللعب ، ومطروحا للمتاجرة والمزايدة والمناقصة ، حيث تستلب الارادة من أيديهم لتتركز فى أيدى اللاعبين الذين لا نراهم فى أوراق اللعلب !
- غير أن ` المعنى` وحده لا يقيم معمارا فنيا، وهنا تكمن مغامرة رمضان فى توظيف هذه الأوراق ذات المرجعية المعرفية لدى المشاهد ( التى لا تتمتع بحسن السمعة ! ) لتحمل دلالات جديدة بصريا و تعبيريا، انه يحيل الشكل من خلالها الى علامات جرافيكية تنتقل من المشاعية الدارجة فى الحياة اليومية الى الخصوصية التأليفية بنظرة تنتمى الى الفنان وحده .
- وقد يظن المشاهد أن رمضان يساير بهذا الأسلوب بعض اتجاهات فنون ما بعد الحداثة فى الغرب ، لكن المتابع له يعرف أنه يستقى تجاربه ورؤاه من حس ابن البلد الفطرى ، ومن صميم الحياة الشعبية التى منها جاء ، واليها يعود .
بقلم :عز الدين نجيب
القاهرة فى ابريل 2005
كوتشينة أحمد رمضان
- تصدر هذه الجريدة عدة مرات في أشكال مختلفة في كل عصر، تصدر على صفحة واحدة ذات عدة أوجه، ألوانها براقة خادعة ، تصلك حيثما كنت ، توضح لك أنه ليس بإمكانك أن تكون حياديا، اسمها مطلق للمتلقي، هي الناطق الرسمي اليومي باسم اللعبة التي لا تنتهي!
- كان هذا لسان حال عمل رمضان كما وصلني فنيا وإنسانيا .
- تبدأ اللعبة بالتنافس وتسير بما يظن أنها قوانين صارمة مسبقة، ثم تصبح اللعبة حقيقية تماما
عندما يدخل اللاعب حالة نزاع وتحد لا رجعة عنها مع نفسه ومع ما يظن أنه حظ !!!!!
- هنا يبدأ اللاعب، بكل صرامة وجرأة القاتل أو المقتول، يضع قوانين لعبته بنفسه بشرط أن تظل ابتسامته دائمة، تبدو صورته في اللعبة مرتجلة وبريئة قدر الإمكان فكيفية تحقق القانون الصارم (الشكل الهندسي، اللون، المانشيت والاستهلاك الدعائي) في الإطار المرتجل (الخامة، الأطر المهترئة، التلقائية المفتعلة وبراءة المظهر) هي الأكثر إثارة والأكثر مراوغة على كل مستويات اللعبة. فتبدأ هنا لعبة غير ندية، تصبح ندية فقط إذا قرر المتلقي موقفا ما، فيما عدا ذلك فأطرافها السيد والعبد، مشرع القوانين ومنفذها بلا اعتراض!
- فهل اللعبة هنا هي مجرد محاكاة تقليدية للفعل ذاته في أكثر أشكاله سخرية وجدية على مر العصور؟ وهل يمكن اعتبار العمل محاكاة للشكل التقليدي للعبة التي باتت مهترئة من كثرة استخدامها ؟
- يضعنا رمضان أمام عديد من الأسئلة، ويطالبنا بموقف تجاه عديد من الإجابات!
- ليس هناك من جريمة كاملة، كما ليس هناك من براءة كاملة .
- نعم ، الحيادية في هذا العمل ليس لها وجود
- كما أن الصدفة ليست إلا جزءا من قانون كل لعبة .. ما من مجال للأحكام الأخلاقية .. المراوحة بين الغموض الفني ووضوح الغرض، يترك المتلقي في حالة اضطرار وحيرة، اضطرار الموقف الإنساني وحيرة الموقف الجمالي، حالة إجبار صارمة صرامة اللعبة ذاتها على الرفض أو القبول جماليا وإنسانيا .. أو الاضطرار إلى الاعتراف بعدم الموضوعية وإصدار الحكم الأخلاقي هربا من اتخاذ القرار!!
- فهي في كل الأحوال إعادة خلق الحقيقة ، الصورة ، المفهوم في أكثر صورها فجاجة . البطولة المطلقة للمفهوم هنا تحتوي بالكامل كل ما يليها من تشكيل وخامة ولون .. ورغم ذلك استوقفتني الخامة ، واستوقفني اللون .
- ظننت للوهلة الأولى أن الفنان حريص على تنفيذ فكرته بأكثر من خامة لإظهار البراعة في التقنية كما يفعل كثير من الفنانين، ولكن ما لفت انتباهي أن برغم ترابط الخامات المستخدمة في كثير من الزاوايا، مثل المفهوم وأسلوب التعامل الفني والمزج بين القديم والجديد وخلافه، إلا أن في كل أسلوب من الأساليب التي استخدمها الفنان لاستكمال رؤيته تظهر نقاط ضعف ونقاط قوة لطرف من الأطراف، يظهر طرف منها في قوة اللون ، الصورة على الورق ويظهر طرف آخر في قوة الحديد ، الورقة الضعيفة في اللعبة على الخشب، فكل أسلوب استخدمه الفنان يتمتع بخصوصية جانب من جوانب ، طرف من أطراف اللعبة .
- ظلما نحاول صياغة هذا العمل أدبيا أو اجتماعيا أو سياسيا .. ولكن عندما يصبح موقف الفنان الإنساني هو في حد ذاته محلا لنزاع لا ينتهي، وبؤرة صراع جوهرية، تنمحي الفواصل بين الفنان وفلسفته والعمل الفني، ويصبح من العبث مناقشة ما إذا كان العمل حداثيا أو ما بعد حداثي أو ينتمي إلى الفنون القبلية العقائدية، فبقدر فرض الرأي الإنساني البارز في العمل، بقدر ما ينحي الفنان نفسه ولا يتدخل في الصراع سوى بالقليل بسبب ديمومة الفكرة بشكل أبدي وانتمائها للعصر في نفس الوقت، وبتنحية نفسه يكتسب العمل حريته وفرصته الكاملة في الوجود الجمالي، يكتسب وحدته وتكامله من طبيعة الصراع ذاتها التي انفصلت عن رأي الفنان وامتدت لأكثر من عصر وأكثر من عمر واحد .
بقلم : عايدة خليل
من مطوية معرض ( اللعبة ) 2019
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث