`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
عادل محمد مصطفى الصعيدى
الفنان المبدع عادل مصطفى وعالمه الجميل .. الطريق
- الفن هو الكشف والتنوير إما للمستقبل أو للماضي أو للحاضر ومن خلال هذا التنوير وإلقاء الضوء المكثف تتضح الأشياء لكي نراها . فنري ماكنا نحسبه هينا أمرا جللا و نري الذي كنا نخافه دون ذلك و نري مانعايشه في ضيق وتبرم له ملمحه الجميل و الجاذب.
ويستمر الفن يمارس دوره الكشفي لكل ماحولنا في تجديد لرؤيتنا و كأنه يضع عدسات ذات بعد بؤري أو أبعاد بؤريه مختلفة لنري واقعنا و نحس به من جانب أو أكثر من جانب . إنه الفن الجميل. و في معرض الفنان عادل مصطفي تحت عنوان ` الطريق ` و المقام بقاعة الزمالك للفن حتي 23 أبريل 2018 نري الجوانب المدهشة من ملمح من حياتنا يتمثل في الطريق .
و قد يقول قائل ، أين الجديد و الفني في الطريق كموضوع يتناوله معرض فني قائم بذاته ، للاجابة علي هذا السؤال تأتي مقالتي القصيرة لتعكس لنا جوانب ذات تأثير و معان عديدة عن الطريق كموضوع ذي ثراء فني و تجدد دائم. من خلال الحديث عن اللوحات الرائعة التي ضمتها جنبات المعرض.
في المعرض المقام حاليا و حسبما توضحه لنا اللوحات المرفقة ، سنجد الطريق صار عنصرا فعالا في جميع لوحات المعرض و نجده يتعدد في لقطات و زوايا وألوان و تركيبات ذات دلالة توضح لنا ثراء التجربة الفنية التي عاشها فناننا الشاب بحيث وجد في الطريق الرفيق و خلق معه معادلا موضوعيا ذات دلالة لاتخفي علي المطلع علي لوحات المعرض و سأجتاز هذه المقدمة العامة لتفصيلات ذات دلالة .
في بعض اللوحات نجد التريلات التي تسير علي الطريق و المحملة بأشياء وكذلك العربات نصف النقل و نري في هذ المجال التريلا التي تحمل الأجولة و الأخري التي تحمل أنابيب البوتاجاز و غيرها و الفنان المبدع في هذه اللوحات أضاف من خلال التركيب اللوني للوحة حياة نابضة فنري الألوان التي تعطي الدفء للوحات من هذه النوعية فنجد الألوان الأحمر و الأرجواني و البرتقالي و غيرها الأمر الذي يجعلنا نتوقف ، فنحن هنا في عالم مواز ليس عالمنا الواقعي الذي نعيشه إنه عالم الفنان المبدع الذي جعلنا نعيش البهجة في ألوان لوحاته و دفئها . و لعل الفنان يريدنا أن نهضم موضوعا عسيرا مثال الطريق و مايرتبط به من أبواق السيارات و صراخها و هطول الأمطار وارتعاشات أضواء السيارات و كأنها تعكس ارتعاشات قلوب سائقيها توقعا لحدوث مكروه لاقدر االله.
و نجد ملمحا أخر يتمثل في رهافة و رقة التناول لموضوع الطريق ، فنجد الطريق في لوحات و قد حلقت في السماء الزهور المعطرة و في لوحات أخري قد حلقت أوراق الشجر الخضراء و في أخري السحابات البيضاء و الشجيرات الخضراء ، بل نجد مايعرض علي جانب الطريق ألوانه زاهية كأنها ألوان العيد من أرجواني إلي برتقالي إلي أخضر كل هذا في اضافات لعالم الطريق الذي نمر عليه . وكأني بالفنان يريد أن يقول لنا هذا هو طريق البهاء و النور أو طريق البهجة و الفرحة و الراحة النفسية و لعله يريد أن يساعدنا من طرف خفي علي تقبل وعثاء السفر و خوض غماره و كأنه يريدنا أن نعايش جوانب الكد بنفحات من عبير الشجر ووارف ظلاله في لمسة كلها البهاء و الجلال في الوقت نفسه .
و نعايش الطريق في الليل حيث الأنوار و معها الألوان الزاهية التي تجعلنا نعيش ثقل سفر الليل علي الطريق . وكأني بفناننا الشاب يريد أن يخلق مودة ما بين الطريق و بين المطلع علي لوحات معرضه و كأنه يذكي في النفس التفاعل مع عالم السفر سواء في النهار أو الليل .
و تتواجد في بعض اللوحات أيقونات علي جانبي الطريق و كانها تمائم أو تعاويذ لحفظ المسافر علي الطريق في لقطات ذكية من الفنان تتوسل بالرمز لخلق الأثر الموحي في النفس و تذكيه . هذا و لاينسي الفنان أن يزف لنا في لوحات لقطات في لوحات عن الطرق المعتادة التي نراها بصمتها و سكونها و كأني بالفنان يزاوج بين طريقه الذي يراه ، الطريق الحلم ، و الطرق المعتادة الذي نراها جميعنا في موازنة تميل إلي كفته و تجعلنا ننغمس في لوحاته ذات الألوان المبهجة و الزوايا الضافية هنا نجد مخيلة الفنان التي تضيف إلي عالم الطريق.
هناك ملمح أخير أراه في ذلك المعرض و يتمثل في العرض الفيلمي المصاحب للمعرض ، حيث نري الطرق علي اختلاف أنواعها وحالاتها منها الزراعي و منها الصحراوي ومنها الجاف و منها المبلل بالأمطار ، كل هذا في مادة فيلمية فريدة تجعلنا نعايش واقعنا بلا رتوش بعد أن تجولنا في عالم الفنان و طرقه الناصعة و الجميلة ، إنها المقابلة التي ترسخ في النفس احساسات الفنان و لمساته في موضوع حيوي و ملموس و يومي و حياتي ألا و هو الطريق.
تنتهي جولتي السريعة في أعمال الفنان المبدع عادل مصطفي في معرضه الرائع ` الطريق` و الذي وجدتني أكتب عنه هذه الكلمات و أنا أكن له كل شكر و تقدير علي عالمه الأثير الذي خلقه داخلنا و جعلنا نعايشه. ألف تحية لفناننا المبدع علي معرضه المتميز.
محسن صالح
مصريات : 21-4-2018
من دراما الأسماك الطائرة .. إلى فانتازيا الطريق
- عادل مصطفى فنان من جيل الشباب صاحب تجارب متجددة فى الخامة والتعبير .. مفتوحة على دنيا الوسائط التقليدية والحديثة .. مابين الفحم والاقلام الملونة كما فى اعماله التى تنتمى لمجموعة `خيال المآتة ــ2005 ` ، وبين الشرائح الكولاجية التى تعتمد على الصورة الضوئية `الفوتوغرافيا ` تمتزج باللون فى فضاء التصوير كما فى معرضه ` خارج الاطار ــ 2015.. وفى `قاعة الزمالك ` جاء معرضه المقام حاليا ` الطريق ` فى لوحات صرحية متسعة ومتنوعة فى المساحة بألوان الأكليريك ` مع تفاسير مرئية ومسموعة لتجربته فى عرض بصرى بفن الفيديو ` .
وقد انتقل من حالة تعبيرية امتزجت فيها السريالية بالحس الميتافيزيقى ` الكونى فى ` خارج الإطار ` .. الى حالة اخرى مختلفة ومعاكسة فى ` الطريق ` ..تنتمى للخيال الفنتازى .. جاءت بمساحات من الامل والبهجة تمتد فى عمق اللوحات بطرق بلانهاية تهفو الى الحلم والجمال وكما قال الشاعر الرومانسى فاروق جويدة صاحب و` يبقى الحب ` حول معرضه : انه يحلق بنا فى مساحات من الألوان المبهجة التى لم تعبث فيها اشباح الزمن بعد .. انها خطوط شابة وألوان فى براءة التجربة والاحساس وهذا التفاؤل من اهم وابرز سمات هذا الفنان `.. ألوانه هذه المساحات الشاسعة من الطرق والأراضى الخضراء .. والشئ الغريب انها بلا بشر وهذا يؤكد ان هذا الفنان مازال يعيش شبابه وتجربته بكل ما فيها من الاحساس والبراءة ولم تدسه اقدام البشر بعد ` .
قلق المدينة المتوترة
فى تجربة متميزة فى فن الكولاج ` القص واللصق ` جاءت لوحات الفنان صارخة تستجد وتستغيث .. تعلن ازمة المدينة المعاصرة وما حل بها من تفكك وصخب بفعل ماتعيشة من بؤر الصراع مع ركام النفايات والتلوث .. وقد كانت الكاميرا اداته ووسيطه التعبيرى انتقل بها الى امكنه متعددة ومختلفة من اعلى نقاط فى المدينة مصورا عناصر من واقع الحياة اليومية من الشوارع والازقة والميادين والبنايات والاشخاص والسيارات وحتى السجائر والاطارات مع الاسماك التى تنتمى للابيض المتوسط بحر مدينته الاسكندرية .. كل هذا فى ايقاعات رمادية شاحبة خرجت من طابعها الفيزيقى الى مافوق الواقع .. الى الميتافيزيقى بحس سيريالى صادم .. انها مدينة الخواء الروحى الذى انسابت فى ابنية ` دى كيريكو ` رائد الاتجاه الميتافيزيقى الذى وضع لمسة المستحيل فى اعماله مع اختلاف الزمان والمكان والاداء .
والعجيب فى لوحات الفنان .. ان انفصل جزء منها من مدينته بما فيها الاسماك متحديا قانون الجاذبية وانطلق محلقا فى الافق او الفضاء الكونى مذكرا بالاسطورة الالمانية ` الشجرة الهاربة ` التى خرجت على قانونها الطبيعى .. عندما ضاقت بمن حولها من البشر وحملت معها العديد من الكائنات منطلقة فى رحلة أخرى جديدة بحثا عن معنى ايجابى للحياة فى مكان اخر .. وفى بعض الأعمال تخرج السيارات عن مسارها الطبيعى الافقى الى مسارات عبثية جديدة بشكل رأسى .. بل نرى حشودا من الاسماك مكتظة ومحاصرة فى حيز مكانى داخل مكعب بهيئة حجرة غارقة فى الظلمة .. كل هذا ممزوج برماديات خافته .. يجعلنا نتساءل من اين جاءت ولماذا هذا الانتقال من الساكن الى المتحرك المتمثل فى البحر؟
`الطريق`
جاءت تجربة الفنان هروبا من مدينه الرمادية فى `خارج الاطار` واستبدلت بتلك الطرق المفتوحة بلا نهاية حافلة بعناصر ومثيرات تغنى للحياة .. من الزهور والاغصان والاشجار الحافلة بالطيور البيضاء واعمدة النور المضاءة والنحيفة الفارهة والناقلات التى تحمل بالات النسيج الملونة واعلانات الطرق المضيئة مع المروج الخضراء والافق المسكون بالزهور السابحة فى كثافة من السحب الملونة والتى تذكرنا بسحب دالى فى بعض أعماله .. ومن خلال تلك الفضاءات الشاسعة المفرحة .. نرى فى بعض الاعمال العرائس الشعبية من الفارس والحصان وعروسة المولد والعرائس الخشبية الملونة والجمل والطائر المصنوع من الحلوى وفرس النهر ` سيد قشطة ` ..
وتمتد الطرق هنا ` وعلى عكس لوحة ` الصرخة ، للفنان النرويجى ` ادافارمونش ` والتى ابدعها عام 1893 ويمتد طريق بلا نهاية .. يقف على ناصيته شخص مطلقا صرخته كأنها تعلن اضطراب العالم مع بداية القرن العشرين .. نطالع طرق ملونة مختلفة ومعاكسة حافلة بمعنى الحياة والحرية والانتقال من المدن الممزوقة الى مدن الحلم والسعادة ...
من بين اجمل لوحاته ثلاث شجرات ملونة سابحات فى الازرق الممتزج بالبنفسجى مع وريقات ملونة تبدأ من الجذور متصاعدة الى اعلى ويبدو القمر بهيئة هلال سابحا فوق الطريق فى المسطح السفلى للوحة .. وقد ساهمت المجاميع اللونية من الاخضر الزراعى والازرق البحرى والسماوى والاحمر النارى والبنفسجى والاصفر البهى حتى الالوان الداكنة والتى امتدت فى مسطحات بدت مشبعة بالبنفسجى والوردى فى اثراء هذا العالم .. ومن بين الاعمال تبدو احدى اللوحات حافلة بتلك الالوان الطيفية التى تتدرج من الازرق الداكن والتركواز فى الأفق مع السحب الوردية المشبعة بكثافة اللون .. وعلى جانبى الطريق يمتد الاخضر مع كومة من الثمار والزهور الخيالية المتألقة بالاحمر والبنفسجى والأخضر ..
وفى سبيل الفنان لمحاولات التأثير المختلفة على المتذوق وكما يقول : ` استعمل وسيلة تعبير معاصرة بجانب الرسم الملون `التصوير ` فقد قدم عرضا بصريا لفكرته بوسيط فن الفيديو فيلما قصيرا مدته ست دقائق يعبر عن فكرته ` الطريق ` بتأثيرات بصرية وسمعية مختلفة .. فالمعرض دعوة للتفاؤل والبهجة وتدريب العين والنفس على إلتقاط الجميل من الاشياء حولنا ... وداخلنا `. والإحساس وهذا التفاؤل من أهم وأبرز سمات هذا الفنانين .
بين ` خارج الاطار ` و` الطريق`
خلال سنوات من التجريب بين معرضه السابق ` خارج الاطار ` ومعرضه الحالى ` الطريق ` وبين انتقاله من الميتافيزيقية والسيريالية الى الخيال الفنتازى .. جاءت تجربة الفنان عادل الاولى اكثر درامية واكثر عمقا محملة بكثافة تعبيرية وايضا كثافة فى عناصرها الراسخة المثقلة بالحوائط والانكسارات الصخرية والغارقة فى الظلال مع الدرجات الرمادية .. بينما جاء `الطريق` مفتوحا على الحرية والاحلام الوردية اشبه بدنيا محلقة فى فضاءات من البهجة تتجاوز الواقع .. ومن هنا خفت كثافة الكون وكأنه على جناح طائر .. لكن بدت بعض العرائس فى اللوحات ضائعة غير متوزانة داخل هذا الفراغ أو الفضاء التصويرى الشاسع .. وربما كان هذا بديلا عن الانسان الذى افسد كثيرا على ظهر كوكبنا بطغيانه وتجبره ..
صلاح بيصار
القاهرة : 2018/4/10
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث