`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
إدوار جورج يوسف لحود
! الشيخ ` إدوار .. عين مصرية فى تونس `
- لم يكن يشعر بالهدوء حتى تستقر عيناه على لوحة طبيعية من لحم ودم.. وعندما يجدها ينصب خيمته.. ويمسك فرشاته ليضع لمساته الرقيقة أحيانا .. القوية فى أحيان أخرى.. إلى أن تتحول حركة الحياة الطبيعية إلى حركة تكاد تشعر بنبضها على الورق !
-قصة حياة الفنان التشكيلى ادوار لحود لا تخلو من الحركة النشطة التى لم تهدأ طوال 48 عاما منذ أن تخرج فى كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، التى تعهده فيها بالرعاية الفنان منير كنعان حيث كان يتابع أعماله أولا بأول بعد أن شعر فيه بالموهبة المتفردة.. وتتلمذ أيضا على يد الفنان الكبير حسين بيكار وتعلم منه - بالاضافة إلى الفن - دماثة الخلق وحب الآخرين .
- يقول الفنان ادوار لحود أنه تعود الا يستقر فى مكان حتى يستقر على لوحة تصلح كعمل فنى.. ويضيف : فى مرة من المرات قررت أن أشد الرحال إلى قرية ` الجرنة ` بالاقصر بعدما قرأت فى الصحف قصة الشيخ على عبد الرسول شيخ الجرنة الذى جاءه جده فى المنام واخبره بوجود كنز تحت البيت الذى يعيشون فيه ولم يكذب الشيخ على ما جاءه فى المنام ، وبدأ بالفعل بعمل الحفريات اللازمة من أجل الوصول إلى الكنز، وبالفعل اكتشف وجود سرداب كبير تحت البيت.. وحضر مندوبو الصحف العالمية لتسجيل الحدث واجراء حوارات مع الشيخ على شيخ الجرنة.. وعندما وصلت إلى القرية بصحبة زميلى الكاتب عبد المنعم الجداوى استضافنا الشيخ على فى بيته وعشنا معه عدة أيام سجلت فيها الحدث بريشتى، ورسمت وجه الشيخ على فى لوحة قال لى مراسل مجلة `لايف` الامريكية وقتها إنها تصلح لان تكون غلاف المجلة الشهيرة اذا ما اكتمل اكتشاف الكنز ونشرت القصة بالمجلة، ولكن البيروقراطية والروتين عطلا استكمال الكشف وقد كان الشيخ على اثناء اقامتى معه يوقظنى مبكرا بعد صلاة الفجر وينادينى باللقب الذى أطلقه على `الشيخ ادوار` رغم علمه بديانتى بعد أن علم مقدار حبى للشيخ الشعراوى، وبعد أن أخبرته أننى قرأت القرأن الكريم مرتين .
- من اللوحات التى يعتز بها الفنان ادوار لحود لوحة `الخبيز فى الريف` والتى سجل فيها حركة الفلاحات المصريات وهن يقمن باعداد العجين ووضعه فى الفرن يقول أن تقديم عمل فنى من هذا النوع ليس سهلا لان العادات والتقاليد الريفية لا تسمح بأن يجلس رجل غريب مثلى بالقرب من السيدات أثناء قيامهن بعملية الخبيز .
- سألته : وكيف تم لك ذلك؟ قال إنه سافر ذات مرة إلى قرية سندوب المجاورة للمنصورة واستضافة الرسام محمد حجى فى بيته عدة أيام وفى أثناء فترة الاقامة طلب منه ان يتيح له الفرصة لمتابعة عملية الخبيز على الطبيعة ليقدمها فى لوحة وأستأذن الفنان محمد حجى أمه التى سمحت للفنان ادوار بالجلوس عن قرب وكانت اللوحة التى قل من استطاع تقديم موضوعها . ومن القاهرة إلى لبنان حيث المحطة الأولى فى الغربة والتى قام فيها بتأليف كتاب عن الفن المعاصر فى لبنان والذى يعتبر أول مرجع موثق عن الفنانين التشكيليين اللبنانيين وتم ترجمته إلى اللغتين الفرنسية والانجليزية . ومن محطة لبنان إلى تونس التى استقر بها المقام منذ الثمانينيات حيث يعمل مستشارا فنيا لمنظمة ` الكسو ` التابعة لجامعة الدول العربية بتونس .
- وعن اقامته فى تونس يقول الفنان لحود أنه يشعر بألفة تامة من الاخوة التونسيين، الذين ازداد قربهم منه بعد ان علموا انه مصرى بعد أن سمعوا لهجته.. ولاننى مصرى فقد فتحت امامى كل الابواب هناك.. وقد قمت بجولات فى شتى انحاء تونس ورسمت لوحات عديدة من جربا ومن قرية الحلفاوين ورسمت شجرة ( بيرشلون )فى قرية نابل.. ورسمت ميناء بنزرت التونسى على لوحة من القماش بألوان الزيت .
- وقد شعر التونسيون بعظيم الامتنان لى كمصرى عندما أقمت معرضا ضم لوحات تتحدث عن المناطق والعادات والتقاليد المختلفة للتونسيين.. وقد سجلت فى لوحة `المشربية ` المرأة التونسية وهى ترتدى ` السفسارى ` الذى يشابه تماماً الملاية اللف عند بنت البلد المصرية ولا يختلف عنها إلا فى اللون فقط لان ` السفسارى ` لونه أبيض على عكس الملايه اللف التى اشتهرت باللون الاسود .
- وبين تونس وأمستردام وروما وباريس ولندن مازالت عين الفنان ادوار لحود حائرة تتأمل تفاصيل الحياة حتى تستقر على لوحة من لحم ودم .
رضا محمود
الاخبار 25/ 1/ 2004
.. الفنان إدوار لحود ... مازال يحلم
- فى بحثى المستمر عن كنوز الفن التشكيلى المصرى وفى محاولة لالقاء الضوء على بعض الفنانين أصحاب التجارب والخبرات عثرت على أعمال لفنان متمكن أدهشتنى قدرته وحرصه على تأكيد الروح المصرية فى كل ما يقوم بتنفيذه كما لفت نظرى مجموعة الألوان الخاصة به والتى ساعدته على ابراز تلك الروح المصرية العالية على موضوعات تلك اللوحات. ودفعنى كل هذا إلى البحث عنه والحديث إليه حول تجربته الفنية الطويلة وكيف استطاع أن يصل بفنه إلى هذا المستوى من العمق والرصانة فهو فنان تعبيرى واقعى يضيف للموضوع الكثير من رؤيته الخاصة ويحقق بلمساته الرقيقة تدفقا للمشاعر الإنسانية وبصفة خاصة فى أعماله التى تتضمن صورا شخصية (بورتريه) لأناس تعرف إليهم وتحدث معهم فى حوارات طويلة - مما أضفى صدقا على تلك الوجوه .
- وقبل أن أبدأ فى تحليل بعض أعماله أو لوحاته التى استطعت أن أحصل عليها قررت أن التقى به فى مرسمه الجديد فى إحدى المدن الجديدة - ضواحى القاهرة - وشاهدت هناك كما كبيرا من الأعمال - الفنان هو ( إ دوار لحود ) مواليد 1931- القاهرة - تخرج فى كلية الفنون الجميلة وبدأ مشواره الفنى كمصمم للكتب والمجلات فى دار الهلال بالقاهرة (رئيس القسم فى هذا الوقت هو الفنان منير كنعان) واستطاع أن يقدم الكثير من هذا المجال وعايش فى تلك الفترة الحياة الصحفية والسياسية فى مصر وكون أرشيفا بصريا خاصا به وعندما واجه بعض الصعوبات فى عمله الفنى فى الصحافة ومجالات الطباعة المختلفة حمل معه تجربته متأثرا بالفنان منير كنعان فى تجريداته وفنه الحديث بالكولاج - والتحق بالعمل فى إحدى دور النشر فى لبنان - بيروت - كمستشار فنى واستكمل نشاطه الفنى بإقامة العديد من المعارض الفنية فى بيروت أضافت لتجربه معارضه الفنية فى القاهرة - الفنان ادوار لحود يؤمن بأن الفن التشكيلى المصرى يستحق الاهتمام مثل الفنان التشكيلى المصرى رغم قدراته العالية وخياله المنطلق لا يلقى من الرعاية والاهتمام مثل الفنان فى الدول الأخرى وخصوصا الدول الأوروبية - وحاول ان يقدم مساعداته لقطاع كبير من الفنانين التشكيليين فى مصر بإعداد موسوعة للفن المعاصر فى مصر . ولكنه اصطدم بالروتين وبعدم الاهتمام واللامبالاة من المسئولين فى ذلك الوقت ومن الفنانين أيضا وتوقف تنفيذ الحلم ولكنه لم يتوقف عن محاولة تحقيقه وحمله إلى بيروت واستطاع أن يحقق ويخرج للعالم موسوعة الفن اللبنانى المعاصر عن واحدة من أهم دور النشر فى بيروت وترجم هذا العمل الموسوعى إلى اللغتين الفرنسية والانجليزية ( شاهدت تلك الموسوعة وهى عمل جدير بالاحترام ). ورغم ترحيب المجتمع الثقافى فى بيروت بخروج هذه الموسوعة الهامة إلا أن الفنان ادوار لحود بات هو الحزين الوحيد لإحساسه بأنه لابد أن يقدم نفس المجهود لحركة التشكيل المصرية - وتقديراً المعاناة والجهود التى بذلها ليرى هذا العلم النور أوفدته دار النشر التى يعمل بها إلى باريس ( دار - لاروس ) لدراسة الوسائل الحديثة فى تصميم الكتب وحصل الفنان المصرى على الجائزة الأولى من معرض ` فرانكفورت ` للكتاب عام 1979 فى مجال التصميم - وبعد هذا النجاح الذى حققه انتقل للعمل مستشاراً فنياً فى المنظمة العربية للعلوم والثقافة ( الكسو ) - التابعة لجامعة الدول العربية ابان تواجدها فى تونس ..
- رحلة طويلة وشاقة قطعها ( إدوار لحود) فى سعيه الدائم لتحقيق احلامه الفنية ولم يتوقف عن العطاء واستطاع أن يقدم لوحات من واقع البنية التى يتواجد فيها وقطع شوطا طويلاً فى رسم وتصوير المناظر الطبيعية فى تونس وسجل الحياة الاجتماعية فى لوحات عديدة اظهر لنا فيها طراز العمارة التونسية وصفاء الطبيعية واقتنيت اعماله فى تونس - بيروت - متحف بوشكين بموسكو والعديد من دول العالم الغربى وعاد إلى القاهرة ليحط رحاله فى أحضان الوطن مجاهداً أو محاولا أن يضع نفسه فى خدمة الفنان التشكيلى المصرى ..
- أعمال الفنان :
- الصبى صلاح - لوحة زيتية على قماش مقاس 32 سم × 50 سم .
- عمل مشرق يحقق البهجة فيه فتوة الصبى صلاح ( وهو نجل أحد أصدقاء الفنان ) استطاع الفنان فى ذلك العمل أن يبدع تصميماً قوياً فيه حيوية وحركة وأكاد اجزم أن الفنان لم يطلب من الصبى ان يجلس أمامه كموديل ولكنه قدم لنا صورة مكثفة لشخصية الصبى صلاح وما يتمتع به من ذكاء وحيوية - الألوان الزيتية تم خلطها على الباليته لتناسب نضارة بشرة الصبى واستخدام الاخضر والأزرق وهما من نفس المجموعة اللونية الهادئة ( القميص - البنطلون ) أما فى المناطق البعيدة فى أسفل اللوحة استخدم اللون الأحمر القانى - اللون البنى مع ظلال سوداء ( الحذاء أو الجورب) ليؤكد على علاقات التوازن بين المساحات اللونية المختلفة كل اللمسات للفرشاة ناعمة رقيقة لتوحى للمتلقى أن الفنان فى حاله من الصفاء وقد يعتقد المتلقى أن تلك الألوان هى ألوان مائية شفافة وهذا دليل على مقدرة الفنان وقدرته على خدمة موضوع اللوحة.
- لعبة الكومى - المقهى - زيت على قماش 75 × 75 سم ( 1990) .
- ما هذا الثراء اللونى ؟! لم يخف الفنان عشقه لمجتمعه ولطبيعة المصريين التى تتميز بالألفة والمحبة فقدم لنا مجموعة لونية دافئة أضافت للبناء الفنى الكثير .
- أهتم بالحركة وأكد على روح الألفة بين اللاعبين كل فى مواجهه الآخر - اخفى التفصيلات البعيدة لحساب منطقة مركز اللوحة وارتقى بالخطوط واستطاع بها أن يبرز طبيعة الخامة المصنوع منها الكراسى والمنضدة - فالخطوط هنا لا تؤدى دورها كما فى الأعمال الفنية الأخرى وإنما تعكس قدرة الفنان على توظيفها طبقاً لرؤيته هو - الألوان تصرخ ثم تعاود الصمت - ابتعد بالتفاصيل واقترب بالكلمة - لم يترك لونا يطغى على الأخر، فتداخلت المجموعة اللونية فى المساحات المكونة للوجه وأصبحت اللوحة وكأنها ملونة بلون واحد .
- لمسات الفرشاة هنا ليست رقيقة وإنما دفء الألوان شجع الفنان على استخدام الفرشاة فى ضربات قوية - لقد قدم الفنان فى هذه اللوحة تركيزه على فكرة اللعب للورق ولم تذهب بعيدا عن خياله الخصب ولم تجره أدوات المقهى المتعارف عليها إلى تأكيدها فلم تشاهد كوبا واحدا أو نارجيله زجاجية بالقرب من مركز اللوحة - وان ظهرت كلها خيالات فى أعلى اللوحة خيالات موحية. ( النصبة - العمال - بيت النار ) .
- خاتمة :
- الفنان إدوار لحود فنان حقيقى ولكنه ما زال يحلم ونتمنى أن يحقق حلمه وأن نشاهد المزيد والجديد من الأعمال .
محمد الشربينى
أخبار الأدب 29/ 11/ 2003
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث