`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
أحمد بدرى على جاد
أحمد بدرى .. عالم من المنحوتات الاستثنائية
منحوتات أحمد بدرى ضخمة ومصقولة وغير متوقعة، وهى تعطى الأنطباع كما لو أنها انتجت بمصنع أو باستخدام الطبعات ثلاثية الأبعاد . ولكن بدرى ينتجها فى أستوديو صغير بوسط القاهرة على مدى أشهر طويلة ، فهو يصنعها بنفسة من طبقات فوق بعضها البعض من الورق المقوى المعاد تدويره ، وينفذ كل قطعة فنية على هيئة أجزاء حتى يتسنى له أخراجها من الاستوديو وتركيبها بأماكن العرض المختلفة . وقد عرض بدرى أعماله فى معارض عدة بأتيلية القاهرة وجاليرى تاون هاوس وصالون الشباب وأماكن عرض ومتاحف مختلفة داخل وخارج مصر ، كما أنه سيشارك فى بينالى القاهرة الدولى الثالث عشر هذا العام .
شاهدت أعمال بدرى لأول مرة عام 2010 بمعرض ` كايرو دوكيومنتا ` وهو معرض جماعى نظمة 25 فنانا بالتوازى مع بينالى القاهرة الثانى عشر ، أقيم المعرض بفندق فينواز فى وسط البلد وكان أحد السبل للأعتراض على الممارسات السائدة فى تنظيم المعارض والفرص التى تتيحها للفنانين . عرض بدرى فى هذا المعرض نسخة مكبرة للوحة تسجيل السيارات وكتب عليها ` ورث 122 ` وكرر الفنانون تجربتهم فى 2012 إذ نظموا النسخة الثانية والأخيرة من معرض ` كايرو دوكيومنتا ` ( بعدها اختلفوا حول رؤية المعرض ) وعرض بدرى حينها قطعة فنية بعنوان ` شاكوش الحياة ` وهى اعادة تمثيل للأداة التى تستخدم فى المواصلات العامة لكسر الأبواب فى حالات الطوارئ قام بدرى بتكبيرها حتى وصل طولها لمترين وعلقها على حائط داخل الفندق ، تأثرت كثيرا لرؤية الشاكوش بهذا الحجم الهائل ، وبدأت استرجع المواقف المختلفة التى شاهدته بها والقصص المرتبطة به. لكن ربما يكون مشروع بدرى الأكثر تاثيرا حتى الأن هو ` المؤقت الدائم ` الذى عرض آخر أجزائه بمعرض يحمل نفس الاسم بمساحة مدرار للفن المعاصر ، بدأ بدرى هذا المشروع منذ أربع سنوات إذ جذبت اهتمامة الحلول التى يبتكرها الناس فى مصر وبلدان أخرى للتغلب على مشاكلهم اليومية فبدأ يجمع صور توثيقية لها حتى تكون لديه أرشيف هائل ، ولم يخطر بباله حينها أن اهتمامة بجمع هذه المادة سوف يصبح مشروعا فنيا كبيرا . أقام بدرى بين مصر وسويسرا لمدة ست سنوات قبل عودته الى القاهرة فى 2014 فشارك فى برامج إقامات فنية متعددة وعمل طويلا بمصنع متخصص فى إنتاج الأعمال الفنية للفنانين المعاصرين بأوروبا فتعرف على تقنيات إنتاج مختلفة شديدة الدقة ساعدته فى تطوير أعماله وخاصة مشروع ` المؤقت الدائم ` بدأ المشروع فى التطور بمحض الصدفة منذ عامين حينما بدرى يجهز لمعرضه بمؤسسة ORYX بسويسرا ، إذ لم يجد هناك أى نوع من المحولات الثنائية فى الجاليرى فدق مسمارين فى مقبس الطاقة الثلاثى السويسرى لكى يتمكن من شحن ` اللاب توب ` الخاص به وبدأ العمل ، وفى وقت لاحق ، أعاد بناء هذا الحل ` الارتجالى ` بالورق المقوي بحجم 443 × 68 × 165 سم صانعا أول قطعة فنية بمشروع ` المؤقت الدائم ` وفى نفس العام ، بنى `` Provision 130 × 110 ×110سم وهى قطعة نحتية عبارة عن حوض متصل بأنبوب حتى يسمح بتدفق المياه من صنبورين إلى المركز ، وقد ضمت إلى معروضات ` متحف أدوات ترد الغياب ` أما معرض القاهرة فقد انتج بدرى أعمالا جديدة خصيصا له ، فضم معرض ` المؤقت الدائم ` بمساحة مدرار خمس قطع نحتية ومجموعة من الرسومات التى استخدم فيها ورق الكربون . على سبيل المثال تضمنت المنحوتات ` سماعة ` وهى زوج مكسور من سماعات الرأس وقد استبدل أحد جانبيها بسماعة أذن ، وصنع بدرى السماعة من دوائر ضخمة من الورق المقوى واستخدم قلمى رصاص ومسطرة رسم كبرجل ، فبدرى يتبع نفس الأسلوب الارتجالى فى التصميم فى حياته اليومية وصناعة أعماله الفنية . كما قدم أيضا بالمعرض مسطرة بوحدات قياس غير منتظمة وقطعة أخرى بعنوان ` قابس كهربائى ` وهى مكونة من مفتاح إضاءة ضخم ومقبس طاقة بفيشة كهرباء مبتورة . كما عرض بدرى طبقا صينيا مكسورا عملاقا بقطر 70 سم وقد تم لصقة . أما عن أكبر القطع الموجودة حجما فهى تحمل عنوان ` صمامان ` وتتكون من ماسورتين تمتدان من الارض وحتى السقف على مسافة جعلت من المستحيل تحريك الصمامات بحرية .
ويمكن اعتبار الرسومات ` تأطيرا ` للأدوات الممثلة فى المعرض وغيرها التى صممت بنفس المنطق . فتظهر الرسوم السياق الذى تستخدم فيه هذه الأدوات ، تظهر أحد الرسومات مفتاح متصل بصنبور ليحل محل مقبضة المفقودة ، ونرى فى رسمة أخرى مكواة كهربائية تستخدم فى تسخين قطعة بيتزا ، ولكن بدرى يفاجئنا كذلك بتسليطه الضوء على أدوات ومواقف تظهر مشاكل فى التصميم مثل الصمامين أو درجين بنيا فى اتجاهات معاكسة فسدت الحركة بينهما . يرى بدرى أن كل واحدة من هذه الأدوات تعبر عن حركة مبتكرة ونشطة للتصميم تنبع من حاجة الناس للتغلب على صعوبات تواجههم فى حياتهم اليومية حتى وإن لم تنجح كل الحلول المقترحة . ولذلك يستطيع معظم زائرى المعرض بخلفياتهم واهتمامتهم المتنوعة التفاعل وتكوين علاقة ما مع الاعمال المعروضة كما تميز هذه الخاصية أعمال بدرى عن أعمال فنانين أمريكيين معاصرين اشتهروا فى السبعينات والثمانينات بتكبير منتجات نستخدمها فى حياتنا اليومية .
يلعب الجمهور دورا نشطا فى معرض ` المؤقت الدائم ` فتظهر الرسومات الخطوط الخارجية لهذه الأدوات فى بيئاتها الطبيعية وتدعو زائرى المعرض لاستكمالها بمجموعة القصص والذكريات الخاصة بهم واستحضار علاقاته بهذه الأدوات ويعرض بدرى هذه الادوات على هيئة منحوتات ضخمة فى ساحة عرض ، فلا يمكننا الاقتراب منها او لمسها واستخدامها ، كما يوحى حجمها الهائل لنا بوزن غير حقيقى ، فيؤثر ذلك فى الطريقة التى نرى بها هذه الأدوات رغم اعتيادنا رؤيتها فى الماضى .
قمت بزيارة بدرى فى الاستوديو الخاص به بعد انتهاء معرض ` المؤقت الدائم ` فاستأذنته ان احمل السماعة وعلى عكس توقعاتى اكتشفت انها خفيفة جدا مقارنة بحجمها ، هكذا يصنع بدرى منحوتاته من الورق المقوى حتى جعلة شديد الصلابة وخفيف الوزن ، فاختياره لاستخدام الورق المقوى ايضا مرتبط بقدرته على تصميم حلول مبتكرة اثناء تنفيذ مشروعاته الفنية .
مى الوكيل
جريدة القاهرة 17 /3 /2015
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث