`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
فاروق أحمد سيد مصطفى
فاروق مصطفى : الغرب استلهم فن ( الفيروفروجيه ) من الخط العربى
- يتذكر الفنان التشكيلى فاروق سيد مصطفى أيام وليالبى شهر رمضان المبارك فترة طفولته فى الأربعينيات من القرن الماضى حيث نشأ فى شارع الملك فى حى حدائق القبة بالقاهرة، ثم انتقل إلى حى المطلاية. ويقول أن شهر رمضان فى تطور عكسى بفعل الزمن بحيث انه كلما تقدم الزمن قلت مظاهر الاحتفال الفنية والشعبية واختفت بعض الطقوس اليومية فيه، وربما يرجع ذلك إلى العامل الاقتصادى، كما أن الوضع الاجتماعى وفكرة التعايش والتكافل كانت مطروحة بشدة فى الماضى، حيث تفتح الابواب بين الجيران خلال الشهر الكريم ويكثر الاجتماع على الإفطار أو السحور. ويضيف أن الصغار كانوا يلهون حتى وقت السحور، ويلعبون ألعاباً اندثرت بفعل التناسى والتفكك الاجتماعى والتكنولوجيا منها `الترة والوزير، السبعاوية، الكرة الشراب ` والتى كانت الأساس الذى تدرب عليه الكثير من نجوم كرة القدم فيما بعد أمثال صالح سليم وطه اسماعيل ورفعت الفناجيلى وأبو رجيلة، وكانت البنات يلعبن ` الحجلة ونط الحبل، الهولا هوب` كما كانت المساجد والشوارع تزين بالأضواء والأعلام، ويحدث فرح جماعى كبير طوال الشهر الكريم، قائم على الولائم والاجتماعات والسهر ، وتدارس الأمور الدينية، وقال: كنت كغيرى من الاطفال اذهب مع والدى إلى المسجد وأشاهد حلقات الذكر واحتفالات الطرق الصوفية .
- وشاهد الفنان فاروق مصطفى فى صغره خروج المحمل النبوى بعد أن تصنع ` كسوة الكعبة ` وتحمل على هودج الجمل وسط حشد من الناس الذين ينشدون الأغانى الدينية، وزغاريد النساء لتأخذ طريقها برا إلى السعودية، وشاركه تلك الأحداث والمظاهر عدد من الفنانين من جيرانه فى حى المطرية ومنهم الخزاف حسن حشمت والمصوران يوسف كامل وحسنى البنانى والنحات كمال عبيد الذى تتلمذ على يديه فيما بعد ، حين التحق بكلية التربية الفنية التى تخرج فيها عام 1968، وأوضح أن تلك المشاهدات كانت الأساس الذى استقى منه أعماله الفنية بعد أن احترف الرسم .
- وقال انه أثناء دراسته الجامعية كان يزور المناطق الأثرية، خاصة شارع المعز الذى يضم الكثير من الآثار الإسلامية ، التى ظلت ملامح بيوتها وبناياتها من مساجد واسبلة وخنقاوات وتكايا وغيرها تداعب مخيلته عندما يريد أن ينتج لوحاته الفنية فيما بعد ذلك واعتبر تلك الزيارات الثروة الكبيرة التى يستلهم منها أعماله التى ترتبط بالتراث الإسلامى، حيث كان يؤكد الأقواس والتفاصيل الأخرى من العمارة الإسلامية التى تظهر فى الكرانيش ، والنقش أو الحفر على الخشب ضمن التفاصيل التى تحتوى عليها اللوحة أو يحتوى عليها الجزء الذى سوف يستخدمه فى اللوحة ومنها أيضاً تفاصيل خرط الخشب فى الأشكال الزخرفية أو الهندسية، وتلك الزخارف تستمد من الطبيعة ويتعامل معها الفنان المسلم بتحويرات مختلفة لاتؤثر على القيم الجمالية للشكل الأول المستمدة منه فكانوا يستخدمون أوراق النبات أو سيقانه، ومن بعض الورود ، إضافة إلى الأشكال الهندسية مثل النجمة الهندسية، أو الأشكال الهندسية بالتعشيق. ويوضح أن تلك الفترة كانت مرحلة من الاستقبال والتجريب بالتعامل المباشر مع الأثر الإسلامى والتدقيق فى جمالياته ومحاولة استيعاب رؤية الفنان من خلال فن العمارة وما تحتويه من زخارف خارجية وداخلية، حيث كان ينقل الرسوم التحضيرية للأثر، ثم يحققها بعد ذلك فى الرسوم الزيتية مؤكداً اظهار الطابع الإسلامى من خلال المشربيات والأبواب القديمة، وتعدد أشكالها تبعاً للعصر الإسلامى وطابعة المعمارى المتمثل فى القباب والأهلة والأقواس والمشربيات والتكوينات المعمارية الأخرى، مؤكداً أننا نعيش فى العصر الحديث على أثر التراث القديم، والذى يمكن أن نطور من خلاله أفرع الفنون التشكيلية المختلفة.
- ويعتقد الفنان فاروق مصطفى انه كفنان أو مصور بالألوان الزيتية ينبغى عليه ان يتعامل مع الكل أو يجمعه فى رسمه دون الاجزاء أو التفاصيل، حيث يرى ان ذلك يعنى الانتقال إلى ما يسمى الزخرفة أو الديكور، حينما يتعامل مع المفردات أو الوحدات الزخرفية المختلفة، وقد طبق ذلك فى اعداده لمسابقة تجميل الحرم المكى كتكرار النجمة الإسلامية واستخدام بعض الحروف العربية ذات الدلالة فى النص القرآنى مثل ( الر، الم، كهيعص ) .
- وقال ان الفنون الاسلامية تميزت عن فنون الحضارات الأخرى بارتفاع قدر ومرتبة الخطوط فيها وسط عالم الزخرفة، ولما شهده الخط العربى من اعتناء نظراً لارتباطه لدى العرب بكتابة القرآن الكريم وتعددت مظاهر الجمال فيه مع تطور وتغير أشكاله، فقد تطورت الحروف العربية فى الخزف والنحت والتصوير.
وسبق أن قام بتجربة استلهاماً من الخط المسمى (طغراء) بعمل أشكال لمناظر طبيعية أو سفينة من خلال تكوينات منوعة للحروف العربية وتكرارها، مؤكداً أن فن الحديد المشغول أو الفيروفروجيه ابدعه الغرب من خلال استلهام حركة الحروف العربية، مما يدل على أن الفنون الإسلامية هى فنون أيلة وليست دخلية.
وأضاف أن الفن الإسلامى امتد مع انتشار الاسلام، وشمل مساحة عريضة من شرق الأرض إلى غربها، وعبر إلى أوروبا حيث الأندلس وجنوب غرب فرنسا، كما توغل فى القارة الأفريقية وماوراء النهر، وفى بخارى وتركستان، فجمع العالم المتمدن فى العصور الوسطى، ومزج بين تقاليد شعوب العالم القديم والوسيط .
مجدى عثمان
جريدة الاتحاد - 7/9/ 2010
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث