`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
مدحت نصر على
الفنان مدحت نصر ..عاشق الجرافيك
- ( إلى من يهمه الأمر ) هكذا بدأ الفنان القدير مدحت نصر ( 64 عاما ) دعوته لمعرضه الإستعادى الكبير فى أتيليه الإسكندرية والذى استمر حتى نهاية هذا الشهر ( فبراير ) .
- وفى لقائى معه وسط أكثر من ثمانين عملا فنيا فى مجال الطبعة الفنية تغطى إبداعاته منذ تخرجه فى كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1971 شرح لى الأمر وهو حزين لم يعد أحد يهتم بالمعارض ولا يوجد جمهور حقيقى لها يحضر الأصدقاء والأقارب للمجاملات ولكن الناس لا يحضرون هل هى ظروف الثورة أم انحدار ثقافة الصورة والعمل الفنى الذى بدأ منذ الثمانينات .
- ومن مختارات لسبعة عشر معرضا خاصا لأعماله منذ 1975 : 2008 قدم مدحت نصر بانوراما لرحلته مع فن الجرافيك الذى أسس له أول مركز متخصص لهذا الفن المتداخل فى حياتنا اليومية من خلال جانبه النفعى الإحترافى فى كل المطبوعات مستعينا بالصور الفوتوغرافية التى أدخلها الفنان مدحت نصر منذ السبعينات إلى أعماله فى فن الطباعة وقدم عالمه الخاص الذى يتميز بالتجديد والتجريب واستعمال تقنيات مختلفة فى العمل الواحد فأبدع مطبوعات مجسمة ( ثلاثية الأبعاد ) لها نظارة خاصة لمشاهدتها وإبداع أعمال مجسمة ( تشكيل فى الفراغ ) مستخدما تكنيك الطبعة الفنية بجانب أعمال الطباعة التقليدية التى تسيطر عيها روح التجريد والاهتمام بقيمة وتنوع الأوراق التى يطبع عليها أعماله إنه دائم التجديد فى كل معارضه وفى أعماله الأخيرة التى نفذها بالحفر على الخشب لثورة الشعب المصرى وتجمعات الثورة فى ميدان التحرير الذى لخصه فى دائرة حمراء وقد تناثر الناس فى شكل علامات طبوغرافية تلقائية وكأن طفل يخربش بقلمه على سطح اللوحة هذا الطفل داخل الفنان هو الذى يكسب أعماله تلك الحيوية والطزاجة والتنوع.
- مدحت نصر واحد من كبار فنانى الجرافيك فى مصر حافظ على تخصصه وأصبح أحد رهبانه بالإسكندرية وقد شارك فى معظم معارض الفن المصرى الحديث بمصر وخارجها وحصل على العديد من الجوائز وشارك فى الكثير من المعارض الدولية وأعماله فى العديد من المتاحف والمجموعات الخاصة وفى حزنه وتواضعه يواصل الإبداع ( إلى من يهمه الأمر ) .
عصمت داوستاشى
أخبار الأدب - الأحد 1/ 4/ 2012
الفنان مدحت نصر..عاشق الجرافيك
- ( إلى من يهمه الأمر ) هكذا بدأ الفنان القدير مدحت نصر ( 64 عاما ) دعوته لمعرضه الإستعادى الكبير فى أتيليه الإسكندرية والذى استمر حتى نهاية هذا الشهر ( فبراير ) .
- وفى لقائى معه وسط أكثر من ثمانين عملا فنيا فى مجال الطبعة الفنية تغطى إبداعاته منذ تخرجه فى كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1971 شرح لى الأمر وهو حزين لم يعد أحد يهتم بالمعارض ولا يوجد جمهور حقيقى لها يحضر الأصدقاء والأقارب للمجاملات ولكن الناس لا يحضرون هل هى ظروف الثورة أم انحدار ثقافة الصورة والعمل الفنى الذى بدأ منذ الثمانينات .
- ومن مختارات لسبعة عشر معرضا خاصا لأعماله منذ 1975 إلى 2008 قدم مدحت نصر بانوراما لرحلته مع فن الجرافيك الذى أسس له أول مركز متخصص لهذا الفن المتداخل فى حياتنا اليومية من خلال جانبه النفعى الإحترافى فى كل المطبوعات مستعينا بالصور الفوتوغرافية التى أدخلها الفنان مدحت نصر منذ السبعينات إلى أعماله فى فن الطباعة وقدم عالمه الخاص الذى يتميز بالتجديد والتجريب واستعمال تقنيات مختلفة فى العمل الواحد فأبدع مطبوعات مجسمة ( ثلاثية الأبعاد ) لها نظارة خاصة لمشاهدتها وإبداع أعمال مجسمة ( تشكيل فى الفراغ ) مستخدما تكنيك الطبعة الفنية بجانب أعمال الطباعة التقليدية التى تسيطر عيها روح التجريد والاهتمام بقيمة وتنوع الأوراق التى يطبع عليها أعماله إنه دائم التجديد فى كل معارضه وفى أعماله الأخيرة التى نفذها بالحفر على الخشب لثورة الشعب المصرى وتجمعات الثورة فى ميدان التحرير الذى لخصه فى دائرة حمراء وقد تناثر الناس فى شكل علامات طبوغرافية تلقائية وكأن طفل يخربش بقلمه على سطح اللوحة هذا الطفل داخل الفنان هو الذى يكسب أعماله تلك الحيوية والطزاجة والتنوع.
- مدحت نصر واحد من كبار فنانى الجرافيك فى مصر حافظ على تخصصه وأصبح أحد رهبانه بالإسكندرية وقد شارك فى معظم معارض الفن المصرى الحديث بمصر وخارجها وحصل على العديد من الجوائز وشارك فى الكثير من المعارض الدولية وأعماله فى العديد من المتاحف والمجموعات الخاصة وفى حزنه وتواضعه يواصل الإبداع ( إلى من يهمه الأمر) .
عصمت داوستاشى
أخبار الأدب - الأحد 1/ 4/ 2012
جرافيكيات مدحت نصر فى معرضه الإستعادى بأتيليه الإسكندرية : من اللعب الطفولى إلى الدهشة الإبداعية
- اختلف كثير من فلاسفة علم الجمال حول ماهية الفن وطبيعة اللحظة الإبداعية، حيث ذهب فريق منهم إلى أنها حصاد للتفاعل مع الواقع بكل معطياته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وهو ما يجعل العمل الفنى ابن بيئته وحاضرة، بينما ذهب فريق آخر إلى أن لحظات الخلق الساخنة هى حالة من الخبرة التراكمية المتجاوزة للواقع بكل قسوته التى لا يستطيع تحملها المبدع، فليجنح إلى التمرد عليها دائماً.. وفى هذا الصدد فقد تباينت الآراء أيضا حول ينابيع الإلهام، بين كونها انفعالات ذهنية بحتة، أو تداعيات وجدانية ندية، أو تحليق روحى عفى، وهو ما نذهب إليه نحن أنها حاصل جمع لكل تلك المصادر التى تلتحف بسياقها الجغرافى بصرياً وسمعيا وشمياً، علاوة على العمق التاريخى الضارب فى جوف الزمن، ولغة المعتقد المسيطرة على المساحة الأكبر من العقل الجمعى .. بيد أن هناك فريقا كان أكثر تحررا من كل القيود الفكرية على عملية الإبداع التى ربطها بعفوية اللعب، نازعا إياها من الغرض النفعى فى إطار نظرية `الفن للفن `، وهى الحالة التى يمكن لنا دمجها بالطرح السالف، لنستكمل مفهومنا لآلية بعث المنتج الفنى من واقعة المحيط عبر جدله مع الطاقة المتغيرة للاستقبال البشرى..
- وربما كان هذا الإرهاص النظرى ضرورياً لإماطة اللثام عن مشوار الفنان الكبير مدحت نصر الذى كشف عنه من خلال معرضه الإستعادى الذى قدمه مؤخراً بأتيليه الإسكندرية، مقدما فيه مزيج من التقنيات الطباعية المتنوعة التى جسدت تاريخاً مشرفاً جاوز الأربعين عاماً لهذا المبدع المجدد الذى ولد بالإسكندرية عام 1948 لأب ليبرالى متحرر كان يدعمه دائماً فى فكرة الناضج، مؤمناً برغباته المنظبطة ذاتياً، وأم كانت تتميز بالحنان المتدفق على ثلاث من البنات وثلاثة من البنين وقد كان أصغرهم مدحت نصر، حيث نال قسطاً أوفر من التدليل الذى كان عاملاً مؤثراً على الأرجح فى منتجه الإبداعى كما سنرى لاحقاً وعندما أراد الفتى الصغير أن يلتحق بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1966، لم يمانع الأب بالطبع، إمتداداً لمنهج تربوى يتميز بالليونة المحسوبة والحرية الملتزمة، ليتخرج مدحت من قسم التصميمات المطبوعة بالكلية عام 1971، قبل أن يحصل على الماجستير فى علاقة التصوير الضوئى بالطبعة الفنية عام 1976، ثم الدكتوراه فى فلسفة التصميم المطبوع عام 1983.. وقد أكسبته درجاته العلمية السالفة قدراً كبيراً من مهارة الصنعة وحبكة بناء الصورة، إلا أنها تزامنت مع اغترافه لجرأة التفكير وحمأة التعبير من أبيار نشأته الأولى، وهو ما قدم لحركة الحفر المصرى المعاصر أحد المغامرين فى هذا الفن منذ ظهوره أكاديمياً بمصر عام 1934عندما أنشأ ورأس الإنجليزى `برنارد رايس ` قسم الجرافيك بمدرسة الفنون الجميلة، وتبعه الحسين فوزى فى التدريس ثم رئاسة القسم ، ومنذ ذلك التاريخ كانت تقاليد الحفر والطباعة تلقن للطلبة بصرامة وحزم منعاً لتجاوز أعراف الحرفة ولم تكن تحدث تمردات على الصنعة إلا قليلاً وربما من هنا يمكن أن نرى ثورة مدحت نصر فى عالم الجرافيك عبر أربعة عقود تميز فيها بشجاعة الطرح ومتانة الصورة وظزاجتها فى آن قافزا فوق معظم الضوابط المهنية المألوفة لدى عدة أجيال متتابعة .
- فإذا دققنا فى مشوار نصر الفنى، سنجد أن رسوماته الأولى على الورق بالأقلام الرصاص والألوان الإكريليكية والأحبار كانت تبشر بميل نحو البساطة فى بناء الشكل، بعيداً عن التطريز الظاهر والغرق فى مسبح التفاصيل، وهو ما يبدو جلياً فى تناوله للجسد البشرى بلمسات محدودة خاطفة يعتنى من خلالها بالبناء العام للصورة أكثر من الجانب التشريحى، خاصة عندما يباشر التعامل مع البدن الأنثوى بتضاريسه الآدمية الجاذبة للعين والتى استطاع الإفلات منها برشاقته الأدائية فى فن الرسم، وربما كان يمهد بهذه القدرة على الإختزال الشكلى لمعتركه الطباعى التالى لباكورة منتجه الإبداعى .
-فعندما نتأمل معالجته للطبعة الواحدة ` mono print `، نجدها تشى برغبة عارمة فى تجاوز الكوابح الحرفية لفنون الجرافيك، من خلال تعامله المبكر مع الوجوه والأجساد البشرية عبر الطباعة من سطح زجاجى بأصباغ متنوعة، حيث يقترب فيها من رسوم الأطفال بعفويتها وقدراتها على اططياد ملامح المشهد من اللمسات الأولى دون تجويد أو تنميق وفى هذا السياق يهرب مدحت من قوانين التشريح والتفاصيل الدقيقة والإبهار اللونى الذى ينحصر لديه فى البنى والترابى والرمادى والأسود، مع بعض مساحات من الأحمر والأزرق والأصفر، لذا فقد أفسح بذكاء مجال الرؤية للإشتباك مع الفطرة الإنسانية له وللمتلقي الواقع تحت إغراء سهولة الأداء البنائى والطباعى فى أن، بما قد يميط اللثام عن الجزء الطفولى الراسخ داخل الفنان، وهو ما نعول عليه فى إطار سبرنا لأغوار شخصيته الفنية التى تبدأ من الجنوح للعب الطفولى حتى الوصول للدهشة الإبداعية .
- وقد تبدو تلك الملامح جلية فى أعمال مدحت نصر الطباعية المنفذة بتقنية الشاشة الحريرية `Silk screen ` التى يميل فيها إلى سمت رسوم الأطفال المحفوفة بضوابط بنائية، حيث نجده يعتمد على مفردة الأولاد والبنات بشكل أساسى من خلال عفوية فى الأداء والبنات بشكل أساسى من خلال عفوية فى الأداء تكشف عن طزاجة شعورية لدى الفنان والمتلقى معاً ، وفى هذا الإطار قد يفصح نصر عن أشكال مصمتة ذات ثقل فى غزل المشهد، وقد يختزل الرؤية إلى أجساد خطية بدائية رقيقة، وهو ما يمد الصورة بنغم بصرى متنوع المذاق ..والمدهش هنا أنه يحول شخوصه الطفولية بمرونة طباعية إلى موتيفات مختلفة الحجوم ، ليحشو بها أجزاءاً من الصورة التى يقسمها إلى مقاطع بين طولية وعرضية، بما يشى بتأثير نسبى لمعمار التصوير المصرى القديم، بيد أنه فى حالات أخرى يعمد إلى عدم انتظام التعاشق الشكلى للصورة ، رغم أنه يحافظ على متانة نسيجها عبر انسجام بصرى موسيقى كبير، مغطياً بعض مواضع المسطح الطباعى بالمادة العازلة، من أجل خروجها عذراء على الورق الأبيض محل الطبع، وهو ما يخلق مساحات منيرة حول النسيج اللونى للعمل، دعماً للحركة الظاهرة النهائية.
- وأظن هنا أن الفنانين بمنأى عن المعطيات المرئية التى يهضمها داخل اللقطة الجرافيكية بأدائه السهل الخاطف، وهو ما يتجلى فى استخدامه لبعض النوافذ الخشبية المألوفة للعين، والبيوت المرصوصة بتلقائية، لنجده يطعمهما بشخوصه المغرقة فى البراءة، فيبدو التكوين مزيجاً من الصلابة المعمارية والطراوة الإنسانية ..من الصرحية البنائية والنداوة العاطفية، بما يجسد حالة من البهجة الشعبية فى الصورة، والتى يدعمها الفنان بمسحات من الطباعة الفوتوغرافية التشخيصية `Photo silk screen ` ، جانحاً بالمشهد نحو سلاف من الإبداعى والواقعى، ليقترب به من فن الجماهير `pop art ` الذى يستخدم فيه المفردات الحياتية اليومية فى إثراء التكوين، خاصة أنه يحرص على الدفع بوجوه من بسطاء الناس، بما يسرب شعوراً بالرغبة فى إفتراش قاعدة عريضة من التلقى الشعبى الذى تؤكده الآلية التقنية الطباعية متعددة النسخ.
- وعند هذا المنعطف الطباعى تبدو المجموعات اللونية الصداحة الصريحة للفنان متسقة تماماً مع مقصده التعبيرى وسياقة الجغرافى المميز بالشمس لافحة الحرارة .. وفيرة الضوء حيث تبدو تراكيبه ناصعة مشبعة بفيض من الضى الذى يحيلها إلى حيز الأداء التلقائى ، داخل نطاق جرافيكى مبلل بنبض شعبى رحيب يكسر فيه مدحت نصر قيوده الأكاديمية الكاشفة عما وراءها من حيوية شكلية وضمنية يستقطرها من المساحة الرابضة بين اللعب الطفولى والدهشة الإبداعية .
وربما فى مجال الطباعة من سطح خشبى ` wood cut ` لم يخرج الفنان كثيراً عن تدرجاته المعهودة فى الاستيعاب البصرى ، حيث يبدأ فيه من الطاقة المرئية للمنظر الطبيعى بمفرداته الريفية المصرية من البيوت والأشجار والسواقى والدواب والزرع الأخضر، مجسداً إياها بمجموعة لونية يسودها اللون الترابى الذى يكسى المشهد بصبغة بيئية من طبيعة الأرض ومعطياتها الجيولوجية، وهو ما يمهد الطريق أمامه لعملية اختزال جديدة من نفس السمت اللونى ، عبر ضغط بصرى للعناصر المرئية، فيبدو مشهد نصر مرتكزاً على النوافذ الخشبية للبيوت بشرائحها العرضية والطولية، والتى يحشوها بشخوصه الطفولية المدثرة بالظل الأسود، والمألوفة لديه فى طباعة الشاشة الحريرية التى قدمنا لها سالفا، بيد أنها تحتوى هنا على قيمة تقنية مضافة بملمس السطح الطباعى الخشبى نفسه، من خلال تلك الخربشات العفوية المتناثرة ، والموحية بالتضافر بين الوسيط الجرافيكى وسمت النوافذ محل التناول الفنى نفسه الأمر الذى يؤكد وعى مدحت بانتقاء أسطحه تبعاً لهدفه التعبيرى، رغم جنوحه للعب الطفولى المؤدى بيقينه الحدسى إلى الدهشة الإبداعى .
- ويستطرد مدحت نصر فى تلقائيته الطفولية المدثرة بالعباءة العقلية عبر ألواحه الإكريليكية الصلبة ووسيطه المائى الشمسى، وهى التقنية التى تسمى بـ ` solar graphic ` حيث التعامل بالطاقة الشمسية مع سطح طباعى أملس يحتاج لكثير من الحساسية، رغم سهولة النقش منه بالماء على الورق .. وربما كان هذا اليسر التقنى الحديث دافعاً للفنان كى يكون أكثر طفولة وتمرداً على قيود الصنعة، فبدت تكويناته بلحاف هيولى شفاف وكأنها تسبح فى فضاء الحلم، مع احتفاظه بمتانة البناء الشكلى بتراكيبه الأفقية والرأسية أحياناً، والعفوية أحياناً أخرى.. والمدهش هنا أن الفنان يستخدم تقنية الرسم بنغمة الخطى ولونية الأبيض والأسود من خلال هذه الألواح الطباعية الناعمة ووسيطها المائى الشفاف الذى يضيف لخلايا المشهد ملمساً تشربياً يقترب حثيثاً من نكهة الألوان المائية على الورق، وفى بعض الأحيان يدنو من سمت القلم الفحم على الأسطح المختلفة.. - وهنا نجد نصر يتمتع بمزيد من المهارات الفطرية الأكاديمية داخل غلاف لونى زاهد ، فتجد أشكاله من بشر وحيوانات وطيور و أشجار تجمع بين تلقائية الأداء وحرفية البناء وحيوية الحركة وطزاجة اللمسة ورشاقة المشاعر عبر طبقات لونية مونوكرومية متتابعة من العمق إلى السطح ، بما يمثل تمايزا نسبيا عن التقنيات الجرافيكية الأخرى التى أومأنا لاستخدامها من قبل الفنان ،إلا أنه فى كل الممارسات الطباعية يظل مدحت نصر قابضا على أدوات البهجة الإنسانية بداخله من اللعب الطفولى إلى الدهشة الإبداعية.
- وتبعا للنظرية التربوية التى تقول أن الطفل ابن خاماته البيئية المتاحة، وهو ما يحقق لديه الحد الأقصى من الاستثمار الإبتكارى لها إذا أتيح لديه قدراً يسيراً من حرية الخلق، فإن مدحت نصر يعدو خطوات أخرى للأمام بأدواته الطفولية لغزل تكوينات بصرية تعتمد على مزيج من الطباعة والخامات سابقة التجهيز كقماش الخيامية ذى الحلق المعدنى والحبال والكرتون ، مرتكناً إلى ذات الحس الطفولى الملازم لتكوينه الشخصى والإبداعي، حيث يظل يدفع بشخوصه بين صبية وصبايا إلى الحيز الطباعى المتراوح بين الشاشة الحريرية والمسطح الإكريليكى الصلب، بتنوع فى الوسائط بين المائى والنفتى على النسيج والورق وهنا نلاحظ أن الفنان يمارس اللعب البهيج الحر داخل نطاق العمل المطبوع، ثم يخلق له معادلاً بصرياً وتعبيرياً عبر الإطار الخارجى الكرتونى والحبال المشدودة نحوه بإيقاع زخرفى من حلق القماش الخيامى، وفى حالات أخرى نجده يفرغ الكرتون زخرفياً من خلال مربعات ومثلثات ودوائر ليشف عما تحته من فعل طباعى يحتوى على تراكيب كأولية عفوية وعلامات إليكترونية قد تصل إلى الإطار الكرتونى فى محاولات مختلفة للتشكيل بالخامات الجاهزة والمخلقة معاً، مستحضراً فرحة اللعب من جب الذاكرة البكر لدى الفنان والمتلقى فى وقت واحد، حيث قص ولصق الورق، وغزل الخيوط، وصنع الطائرات بالبوص والسوليفان، وغيرها من ألعاب الطفولة الباقية فى المخيلة الفردية والجمعية، وهى التى يعتمد عليها مدحت نصر فى صياغته البصرية الوليدة الجامعة بين حرفية التشييد وتلقائية الإحساس، فيحدث ذلك التوازن فى المشهد بين العقلى والوجدانى ..بين النظامى والعفوى، داخل شخصية الفنان نفسه الذى يبقى رحالاً بين تجاربه المختلفة بصحبة الطفل الساكن بداخله، ليظلا فى حضرة لذة اللعب بإصرار على الوصول إلى مشارف الدهشة الإبداعية .
- ويواصل مدحت نصر عشقه للعب مع وجوه الفيوم المطبوعة من خلال الشاشة الحريرية عبر فوتوغرافيا وسيطة على هيئة لفائف ورقية لنجده يميل لتحويل خيط الرؤية الذى يصلها بالمتلقى إلى جسر مجسم بواسطة نظارة لفلترة الضوء فى حيز المشاهدة وتحويل مساقطه إلى ركائز للبعد الثالث الذى ينزع تلك الوجوه المصرية اليونانية الرومانية من سياقها الطباعى ليدفع بها إلى فضاء يتأرجح بين الواقعى والإيحائي ..بين المسطح والمجسم ، وقد انتقاها الفنان كمرتكز للعب بها داخل صناديق زجاجية لوقوعها فى دائرة الخلخلة التاريخية داخل العقل الجمعى بعد الاختلاف على نسبها القومى .
- وإذا دققنا فى المنجز الإبداعى الشامل لمدحت نصر، فقد نجد هذه اللعبة ثلاثية الأبعاد تمثل معبراً للنطاق الفيزيقى الذى يمارس فيه الفنان اللعب أيضاً مع الأعمال التركيبة فى الفراغ ` nstallation art ` عبر خبرات حرفية ترتكن إلى حسابات ذهنية ، ليمتزج النزق الوجدانى بالحكمة العقلية، فيندفع الطفل مدحت نصر إلى آفاق التكنولوجيا الحديثة والخامات البيئية المتاحة، مستلاً منها أبرز مفرداتها، بين أطباق فضائية وشاشات تليفزيونية وحاسوبية وألواح إليكترونية وأجهزة كهربائية، علاوة على مواد زجاجية وجلدية ومعدنية وخشبية وكرتونية ونسيجية، مطعماً إياها ببعض مهاراته الجرافيكية والتصويرية والكولاجية أحياناً، إكمالاً للدائرة الإبداعية الحاضنة للجاهز والمخلق . .واللافت هنا أنه رغم الميول الطفولية الواضحة فى شخصية مدحت نصر الإبداعية، إلا أنه فى هذا السياق التركيبى يبدو أكثر عقلانية فى الطرح البصرى دون التخلى عن بهجة اللعب التى ربما تكون محفزاً هنا للرغبة فى الاستحضار التراثى على الأصعدة البصرية والتاريخية والعقائدية، بعد حالة التشبع الوجدانى الطفولى التى يعيشها مع مسطحاته الطباعية، فنجده فى واحدة من بناءاته المحكمة فى الفراغ يستلهم التابوت فى الثقافة المصرية القديمة، حيث يصنع بدنه من الخشب، بينما يحيك غطاءه من بعض اللدائن المكسية بالجلد، وبينهما قوائم من الزجاج ..وعلى جسم التابوت مارس مدحت عشقه فى طباعة مسحات من التعاويذ المازجة بين نكهتى اللغة والصورة، بغير ترميز مباشر حفاظاً على المذاق التأويلى المفتوح للمشهد .. ورغم أن العمل يحتفى بجلال الموت فى الذاكرة المصرية قديماً وحديثاً ، إلا أنه حمل قدراً كبيراً من حرية الخلق واللعب بالخامات البسيطة ، فى إيماءه إلى أن لغة المعتقد ممتدة من جوف الزمن إلى صدر الواقع المعاش، عند أقصى نقطة على المنحنى البيانى الواصل من اللعب الطفولى إلى الدهشة الإبداعية.
- وبنفس البناء الفكرى والتركيبى فى الفراغ يستمر مدحت نصر فى توظيفه للخامة الخشبية والجلدية والزجاجية لصالح معمار جديد يقترب به من السمت المعبدى المصرى القديم، بأعمدته الرأسية ومحرابه الجليل ، وقد استثمر الفنان بعض المواد سابقة التجهيز `redy made ` مثل اللوح الإلكترونى المضفر مع التكوين، والطبق الفضائى الرابض فى مساحة مقابلة، وهو ما خلق حواراً بصرياً بين مفردات عمل يجمع بين الحرية والإحكام ..بين العفوية والتوازن ..بين المعاصر والتراثى.. وربما استطاع مدحت هنا باقتدار فك الاشتباك والخلط الفكرى الذى يرتكبه البعض بين الكيانين الثقافى والتكنولوجى حيث مال فى بنائه إلى استخدام اليومى الجماهيرى، مدعماً إياه برافد تراثى يحدث احتكاكاً بصرياً وروحياً ووجدانياً مع المتلقى الذى يندفع للمشاركة فى الإعادة المجازية لصياغة العمل، حتى أننا يمكن أن ننسبه إلى فن الـpop art ` كجزء أصيل من المغزى التعبيرى للفنان الذى يظل يركض وراء رغبته فى تعشيق اللهو الإنسانى بالجدية الفنية وهو ما يبدو فى تشييده لأشكال تراثية بلغة حداثية ، مثل الخيمة التى يطعمها بتراكيب طباعية وتصويرية وكولاجية تتأرجح بين الزخرفى والتلقائى ..بين التصميمى والعفوى من أجل خلق قواسم مشتركة مع الرائى من اللعب الطفولى إلى الدهشة الإبداعية .
- وعند هذا الموضع المحوى فى تأمل الشخصية الفنية لمدحت نصر ، لن نندهش عندما نرى تعامله مع فن الكتاب `book art ` إمتداداً منطقياً لمنهج اللعب مع الخامة والمسطح والفراغ، حيث يقدم الكتاب تارة فى هيئة مروحية، وتارة أخرى على شكل نصف إسطوانى مرقوش برسومات طباعية داخل صندوق زجاجى، وعلى صعيد أخر نجده يقدم كتاباً من عجائن ورقية محترقة الأطراف، ناثراً حوله بعض الأوراق الزائدة فى الإحتراق وفى الحالتين يلقى الفنان بمفرداته المألوفة على أوراق الكتاب، مثل النوافذ والأولاد والبنات والكتابات العفوية ومزيج من الوجوة العبوسة والفرحة معاً، عبر استدعاء لأقصى تزامن بين الآليتين العقلية والطفولية بداخله، حتى يجأر الطفل مدحت نصر بالأنين من مهندسى الشر فى الكون عبر كتاب ذى دفتين على هيئة شنطة خشبية مزججة، مقترباً من الحس الطفولى فى مباشرة التعامل مع الكتب.. وداخل كل دفة يجسد الضمير الإنسانى الغربى بتراكيب من أعيرة نارية وورود ودلايات ستائر وقباب ومآذن ، محيطاً عناصره بإسم الطاغية الأمريكى `بوش ` الذى سعى بحماقته خلال فترة رئاسته لتدمير العالم ، ومن قبله أبوه ..وعلى غلاف الكتاب الشنطة نثر الفنان أعلامه وشخوصه العفوية، وكأن الطفل بداخله يتحرك لإدانة كتائب الإجرام البشرى ليظل المبدع الكبير مدحت نصر يركض بجواده فى مضماره النفسى، باحثاً عن البقعة السحرية التى يزاول فيها عملية الخلق المتدفق من اللعب الطفولى إلى الدهشة الإبداعية.
رضا عبد الرحمن
نهضة مصر - 14 /9/ 2012
القيم الإنسانية ومعنى للحياة.. فى فن الجرافيك
-عن معرضه فى قاعة ياسين بالزمالك مدحت نصر و50 عاما من الإبداع
- فى أكثر من 50 لوحة تمثل منتخبات.. من تجربة الفنان السكندرى مدحت نصر.. التى امتدت ما قبل تخرجه من الفنون الجميلة بالاسكندرية عام 1971.. جاء معرضه بالقاهرة.. بين التشخيص والتجريد وبين الايقاع الهندسى والشكل العضوى بتنوع وثراء التوليف والابتكار.. خاصة وهو دائب التجريب.. فى البحث فى الطبعة الفنية والتقاليد الاصيلة لفن الجرافيك.. من الاسطح المعدنية والحفر على الخشب والشاشة الحريرية مع التكنولوجيا المستحدثة والمتطورة.. من التصوير الضوئى والانظمة الرقمية والبرامج والوسائط الاليكترونية.. وامتزاج كل هذا بلغة تعبيرية خاصة تنتمى للقيم الانسانية والبحث عن معنى للحياة فى عنفوانها.. بهجتها وضغوطها.. وحرية الانسان بمجابهة قوى البطش والتسلط والارهاب.
- ويعد المعرض الذى اقيم `بجاليرى ياسين` مساحة مهمة فى الجرافيك المصرى.. مع اناقة التنسيق والترتيب.. والتوثيق ارتباطا بتتابع مراحه الفنية.
- البداية.. وانطلاق الحداثة
- مدحت نصر من الجيل الرابع للطبعة الفنية.. هذا الجيل الذى تعانقت فى اعماله ملامح التجريب المستمر.. ومعنى الوجدان الفنى المرتبط بصور ومشاهد ما نعيشه من وقائع واحداث.. وتعد اعماله انعكاسا لتوترات العصر وما نحن فيه.
- وهو الجيل الذى هزته الاحداث الكبرى والواقع المرير.. بتناقضاته بتعبير الفنان فتحى احمد صاحب الكتاب الشامل `فن الجرافيك المصرى`.. والذى يضيف: `فغاص فى الرؤى التجريدية.. عازفا عن المشاركة الواقعية بمواجهاتها المتلاحقة... مستفيدا من تجربة التجريديين الاوائل.. علما بانه بدا حياته الفنية محاكيا للطبيعة فى سنوات الدراسة`.
- كشفت اعماله الاولى عن طاقته التعبيرية.. وفى نفس الوقت عن تلك الموهبة التى تشيرالى بداية لعالم.. بدا تشخيصيا وباحساس تاثيرى شاعرى كما فى لوحتين فى فن المنظر بالوان الزيت الاولى تصور مشهدا لاشجار وزروع من الطبيعة. والثانية منظرا لشاطىء الاسكندرية حافل بحركة الشخوص واتساع المدى للبحر مع الخلفية.. تالقت اعماله فى الصورة الشخصية بما تحمل من تعبير ومشاعر وانفعال.. كما فى بورتريه لسيدة واخر لشاب `حفر على الخشب`.
- وقد جاءت اعماله فى مجموعة الرسوم.. التى تنتمى لعام تخرجة بروح الواقعية التعبيرية كما فى ` الراقصة`.. اختزل فيها الشكل محافظا على روح التشخيص.. وفى نفس الوقت تحليل الجسد فى استدارات وانحناءات.. وجاء الترديد الدائرى فى الخلفية من اعلى بهئة دائرة غير مستوية.. ولوحة المراة الجالسة محفوفة بالمقاعد الخالية.. والرجل والمراة فى مركبة من ثلاث عجلات.. وكانت كلها بدايات لعالم شديد الانسانيه.
- انطلقت افاق التعبير عند نصر فيما بعد فى كل اتجاه.. فيما يتصل بالتلخيص والاختزال وارتباط الفن بالفكر وتحولات لغة التشكيل من مرحلة الى اخرى.. ومن حالة تعبيرية الى ومضات درامية.. بالنسبة لتركيب وتوليف العناصر.. مع تعدد وتنوع وثراء التجريب فى الشكل والمعنى.. مرتكزا على التواصل مع الحضارات والحروفية العربية. والوجوه الحديثة.. التى بدت كشرائح كولاجية مستفيدا من التصوير الضوئى.. وقد اتسعت تجربة الفنان مدحت بعد حصوله على الماجستير فى بحثه الدؤوب حول علاقة التصوير الضوئى بالطبعة الفنية.. مع الدكتوراه عام 1993 فى فلسفة التصميم المطبوع.. مما ساهم فى تعميق علاقة التصوير الضوئى كتعبير درامى فى الطبعة الفنيه.. وهو ما نراه فى تكويناته التى تحمل وجوها عديدة.. وفى نفس الوقت استلهامه لروح الفن البدائى والفن المصرى.. متمثلا فى وجوه الفيوم ماجعل لها ايقاعا جديدا بماتحمل من روحية ودراما فى تشكيل ثلاثى الابعاد.
- الحروفية وسحر الصورة
- ومدحت نصر كان شاغله الحرف العربى كقيمة تشكيلية.. بما يحمل من شحنة تعبيرية وبصرية فجاءت اعماله فى هذا الاتجاه.. تجارب امتدت بتنوع الملامس والسطوح المختلفة والاشكال المجردة.. فى شرائط وهندسيات مع الحرف الذى يسمو ويستدير وينحنى.. وفى احدى الاعمال مزج الصورة الضوئية لفتاه من زماننا محاطة بهذا النسيج التشكيلى.. فى حوار مع نبض الحياة وارتباط ذلك بمكنونات التراث بلمسة عصرية.. ومواد مختلطة لاثراء التشكيل.
- ولما كانت الصورة الضوئية من بين شواغله فى التجريب.. جاء `تكوين` حافل بالوجوه البيضاوية التى تحمل تنوع وثراء الانفعالات مثلما تحمل هموم البشر.. وهى وجوه تمتد راسيا وافيا يقابلها اشكال اخرى بيضاوية سوداء مسمطة ..وفى بؤرة التكوين يتربع هذا الشكل البيضاوى داخل مستطيل يحمل عناصر سوداء مبهمة ولا يخفى التعبير الدرامى هنا بما يحمل من مشاعر الحزن والاسى `متحف الفن الحديث`.
- واذا كان الايقاع الهندسى عند مدحت نصر يمثل حوارا مع العناصر العضوية.. وتنوع فى الايقاع البصرى وثراء فى التلوين فقد جاء هذا الامتزاج والتوحد ببلاغة فى التشكيل بين الايجاز والاختزال.
- عرائس الفرح والاحتجاج
- العجيب والمدهش فى عالم الفنان تلك التحولات من حالة بصرية الى اخرى مع التعبير الدرامى.. وكانت رمزية العرائس الصغيرة ذروة اعماله.. مفعمة بروح الطفولة دقيقة مختزلة.. تحمل وجوها دائرية واجسادا بهيئة المثلث.. فى عشرات من العرائس من الصمت والسكون و الحركة الدؤبة التى لتهدا.. جعل منها رمزا لحركة الحياة فى فى المباهج والافراح وفى الثورة والاحتجاج.. وفى اللحظات التى تعكس للعواطف ومشاعرالحب الانسانية.. وهى تبدو فى بعض الاعمال القليلة مجسمة مثقلة باللون فى كثافة شديدة ونغمات لونية.. كان نرى فتى وفتاة `الايد فى الايد` فى مقدمة فضاء الصورة.. وتبدو الخلفية حافلة بحركة وحيوية اللون بلمسات سريعة فى الافق الازرق.. وبعض العناصر المبهمة الصغيرة ورغم بساطة وتلقائية التشكيل الا انه يحمل عمق التعبير مع مشاعر الحب.
- اما اعماله العديدة ذات العرائس التى تخف كثافتها حافلة بالحركة.. فقد جعل منها عالما رغم بساطته مثقلا بمعانى التعبير.. يهتف بقوة الحياة كما نرى فى مشهد لاحد الموالد الشعبية لجموع العرائس.. مع بنايات مسكونة بالزخاف يتدلى منها الزينات واضواء لمبات الكهرباء.. فى الوان غنائية من البرتقالى والاحمر والابيض والازرق.. وفى انتقالات تعبيرية اخرى ينقلنا الى تلك الحوارية من زحام العرائس والبنايات والجنود من الحراس.. فى ايقاع فريد وبلاغة فى الرمز.. كل صورة حالة وكل حالة تعبير.. مع تلك الخصوصية فى الراسى المتمثل فى البنايات او البيوت الواقفة.. والحركة التى لا تهدا للبشر من العرائس بين الراسى والدائرى.
- فى معرض الفنان مدحت نصر.. تحية الى عمق التعبير والتجريب فى الطبعة الفنية.. بعمق خمسين عاما من الابداع .
بقلم : صلاح بيصار
القاهرة ( 31 -10- 2023)
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث