`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
سحر محمود الأمير محمد محمد سلطان
عالم مرصع بالتلقائية وألغاز البراءة
معرض سحر الأمير بجاليرى ` أوبنتو`
أحدث لوحات الفنانة سحر الأمير والتى عرضت فى قاعة أوبنتو بالزمالك بعنوان ` عالم الخيال ` تعيد تأكيد عالمية لغة اللوحة البصرية عند سحر التى استمدت مفرداتها ونهج صياغتها من خصوصية بيئتنا ومن خيال محمل بتلقائية وبراءة زمن طفولى لم تصب براءته ما يحول بينه وبين المشاهد لأعمالها الغنية الثرية فى تنوع يجعل الفنانة الكبيرة سحر الأمير فى مقدمة صفوف الحركة الفنية فى مصر .
بدأت رحلتها الفنية بمنمنمات لتنتهى بهمهمات تطوف اللوحة لندركها فى آخر أعمال 2015 لوحات يتداعى أمامها البصر وأيضا الوجدانى واللونى بأسلوبها المميز البسيط وبمعالجتها البدائية داخل قماش لوحاتها المرصع بالتلقائية المسكونة بشعور بدائى تحول لوحاتها إلى ما يشبه بانوراما الألغاز رغم العفوية والمباشرة أو تجعلها لوحات سيرة ذاتية للبراءة .
وببراءة ووعى ترسم سحر الأمير كائناتها الحيوانية معتمدة اعتمادا كبيرا على ضروريات فنية تبدو هى نفسها غريبة بسبب طابعها اللاشعورى التلقائى فى التقنية وتعدد المواد المستخدمة حتى أن المشاهد الذى يبحث فى عملها يخرج بانطباع مذهل بأن هناك منطقا غريبا يوجه اللوحة وأيضا منطق خاص يقودها فى رسم كل كائن ذات المساحة بحلول غير متوقعة على الاطلاق ورغم أنها تقدم المجرد لتصل إلى نفس الشئ السردى بصريا ووجدانيا نجدنا رغم هذا أمام رمزيات متشابكة تجعلنا فى حاجة دائمة إلى مراجعة حسنا البدائى على فترات.. لذلك ورغم كل الحركات الفنية وتعددها التى نراها والتى قد يصيبنا أمامها شئ من الملل إلا أمام تلقائية وبالأصح بدائية تلك الحالة النقية التى تتبدى لنا فى لوحات الفنانة المتميزة والكبيرة سحر الأمير المحملة بنقاء المشهد والحس الطلائى والرمزى والتى فى نفس الوقت تحمل سمة التوحش اللونى كأعمال المدرسة الوحشية .
ولسحر الأمير قدرة هائلة على التمثيل الرمزى عن طريق التباين إلى حد كبير بالقياسات الموضوعية الحقيقية لكائناتها مما جعل كثيرا من مشاهديها يتحدثون عن الرسم الطفولى فى لوحاتها ورغم السمة الطفولية إلا أنه ما يبدو مهما وشديد الجدية يتمثل لى فى مهارة سحر لإعادة انتاج التمثيل الرمزى لكائناتها داخل نظام كامل معقد من الانطباعات التى قد نتلقاها فى مسارنا الطبيعى للحياة اليومية وطريقة الفنانة هذه تؤثر على مشاعرنا وقدر ما تستغرقه فى ذاكرتنا وكيف خاطبتنا بأسلوبها الخاص عن عالمها الصغير الآخذ فى التمدد حتى حواف اللوحة أو القماشة التى بلا أطر كإيحاء لامتداد كائناتها ومفردات رموزها إلى خارج القماشة الحالمة .
ومع ندرة الوجه البشرى وكثرة كائناتها الحيوانية وذلك من المفارقة أن تبدو اللوحات أقرب للمنظر الطبيعى بمدن وضواح وهضاب وحقول بطريقة فورية وفعالة دون أى اشارة إلى مقصد يستدرج المشاهد لعالمها القائم على الجمل البصرية القصيرة بما يرضيها لا بما يرضى التوقعات على حافة شديدة الحساسية بين الخيال والواقع وبألوان المحملة ببريق البراءة وتخانة اللون الطازج تحدث حالة واضحة جدا من التلألؤ تنتظم فى خطوط وألوان مرصعة ببريق توحش اللونى فى لوحات شديدة النقاء .
ورغم الخيال والبراءة نجد أنه من المادية ولد فنها.. فالمادة مهمة جدا لدى الفنانة ولها قوة أساسية فى أعمالها وهناك تحريف تجسيدى للخط بين الرفيع والسميك وللون ذاته بشكل مفرط فى رغبة تحويل الخط إلى عنصر كائنى وكذلك الطلاء اللونى بثخاناته وان كان هناك تنافر فهو مقبول كمكون أساسى لثقافة بصرية وخلفية طويلة كامنة على امتداد عمر الإنسان الأرضى .
وبينما تتوسع سحر الأمير فى فضاء اللوحة تعطيها الجسم المادى بدلا من الاضطرار فقط لمجرد النظر والرسم داخل اطار خيالى معلق فوق الحائط نجد الفنانة تتجول سيراًعلى الأقدام داخل حديقة الخيال الأوسع..
دفعتنى بعض من لوحات سحر الأمير للعيش فى عالم مواز لعالم إلى درجة ما من تناقضه تأتى تجمعاته المتوحشة من خلال رؤية بريئة شديدة البراءة كأن ما بين التوحش والبراءة تكامل به يلتقيان فى نفس الوقت وعلى نفس المساحة .
فاطمة على
القاهرة 21- 4- 2015
معرض( سحر الأمير) فى جاليرى أوبنتو أداء تصويرى بليغ وليس` ألعابا ` نفسية
- داخل جدران العرض كان هناك جدران أخرى على هيئة سياج حاد من الخطوط يحيط بالمشهد التصويرى لكثير من اللوحات.. وقد سبق وظهر السياج بقوة درامية ونفسية عن عروضها السابقة.. فأصبح السياج نفسيا فى كثير من لوحاتها محكم الاطباق على براءة عالمها الذى لم يجد منفذا للانطلاق الا بالارتفاع لفضاء اللوحة لنيل حريته بعيدا عن السطح المحاط بسياج ليوحى بأن عالمها يعيش داخل نطاق أغلقته بنفسها رغم قصدية تصوير مدينة سحرية سيريالية الكائنات.. لذلك يحيرنى تأطير الفنانة للوحاتها بسياج خارجى كأنه قضبان تحكم قبضتها على حيوية مشهد الداخل.. فى عرضها هذا أرى الفنانة سحر وقد تخلت نسبيا عن مركزية اللوحة فيما عدا قليل منها يكون المركز لبطولة احدى الدمى الطفولية المعالجة والتى أراها فى اقتراب والرسم` الجروسكى`.. اضافة إلى ظهور مناطق من الشفافية تدخلها الفنانة بثقة بالاعتماد على تفعيل سيولة اللون النقى والتوال وهو جلد اللوحة ومسامها..الذى عبر شفافيته يمكن للعين ادراك وتلمس نسيج التوال متنفسا.. ربما هذه التقنية هى رغبة من الفنانة لاختراق الطلاء إلى ما وراءه كى تدرك براءة السطح وطزاجته وعفويه عمل سيولة اللون بين الأصفر الناعم والأزرق المائى الفاتح والبنفسجى والوردى والبرتقالى وكل الألوان التى تغمر بها عالمها ودرجاتها ..
- نجد الفنانة تلعب ليس بألعابها الطفولية بل تلعب فى كيفية تمييز خفية البعد المكانى تصويريا باستخدام ما يشابه الأقلام الملونة بما يخلق وهم الأمامية وغالبها تنجزها بخوط أفقية تحيط اطرها سياج من الخط الملون فى لوحات رأسية وهذا ما ساعدها على الارتفاع كدرجات صعود إلى فضاء سقف اللوحة- ربما رمزا منها إلى فضاء الحلم- لتبتعد به عن مادية اللوحة وعن ساحات لون دائما ما شغلت لوحات سابقة.. وبابتعادها عن جسدية اللوحة وعناصرها المادية من دمى وحيوانات أليفة ظلت تعكس مادية لوحاتها الجسدية المحمومة باللون وبرغبة الوجود.. فى معرضها هذا.. اختفت الجسدية وازدحمت اللوحات بعلامات وشبه أشكال مرمزة داخل فضائها.. فحدثت انتقالية من الجسدى إلى ربما الروحى بما يعزز لديها براءة التعامل مع موجودات الحياة ..وظهرت هيئات لحيوانات أو بشر محملين بقيم تعبيرية نفسية وليس لصفات فيزيائية.. وفى بعض اللوحات بدت جسدية عناصرها ليست شخوصية لكنها تحددت من خلال تجاور الألوان معا..
- ومحاولة استحضار فضاء اللوحة كقيمة وكمصدر تنفس للتوال ولعناصرها الهائمة من صفائح لونية وشرائطية صغيرة رقيقة محلقة فى فضائها بعيدا عن السطح أبرز بوضوح نسيج اللوحة الذى تحول عكسيا إلى نافذة لرؤية أخرى.. تماما كاستعانتها بلصق أوراق كولاجية تقوم بنفس دور التحول بوظيفتها الورقية السابقة خارج اللوحة إلى دورها ودلالتها داخل سياق اللوحة لتصبح هى أيضا كنافذة رؤية جديدة .. ودور مزدوج للورقة المسطحة بعمل المسطح فوق المسطح دون مغازلات الخداع البصرى ليتسق هذا أيضا ومفهوم البراءة الذى تعمل عليه الفنانة وبتميز..
- هذا العرض عناصره التصويرية ملزمة بمبدأ الدهشة والحركة.. فهناك وبالحاح هندسة أداء.. وهذا يجعلنى أقترب من اللوحة باعتبارها أداء .. كأداء بيرفورمانس من العناصر التصويرية.. فالفنانة كان لديها منذ بدايتها اعتبار لجسدية التعبير الاختزالى البدائى العفوى واستمر معها حتى آخر عروضها.. وفى معرضها الحالى أراها لجأت إلى أنماط أدائية ربما أقرب للنمط الأدائى للفن الرمزى المختزل.. بعيدا عن فكرة الألعاب النفسية كما أطلقت الفنانة عنوانا لعرضها لأن فكرة الألعاب توحى بمنحى مختلف.. وأعتقد أنها فى مرحلة تحول فنى تجاه مفهوم سيتأكد فى عرضها القادم .. مع مراعاة أن فى تحولات الفنان قد يصرف العنوان المشاهد بعيدا عن العلامات الرئيسية لمساره المتحول ويصبح العنوان مجرد توصيف لفظى وليس لخوض حياة اللوحة ذاتها الحاملة لملامح تحول بنيتها الذهنية البصرية.. لذلك أعتقد أهمية هذا العرض يرجع نسبيا إلى توجه الفنانة برمزياتها إلى فكرة المعرفى تجاة الرؤية التى جربت دائما النمط البدائى ولصقل مفهوم الحرية البدائية كما عند كثير من الفنانين المعاصرين..أما الألعاب النفسية فى هذا العرض فربما أراه أقرب لمجرد نقطة فى زمان اللوحة حاولت صبغها بصفاء نفسى يتسم بالمسببات وليس ببلاغتها كما رأينا بلاغة عرضها التصويرى وليس الحكائى..
- لم أجد فى كثير من أعمال عرضها قوافى بصرية كأنى كنت أحاول قراءة حروف متناثرة فى كتاب أو نوتة موسيقية مجزأة متناثرة داخل لوحات هيكلية متحدية للحدود الفاصلة بين فن العلامة والرمز التصويرى .. لذلك أحب توجه تحرير لوحاتها من فكرة الطفولية فليس رسم طفل أو دمية تجعلنا نتجاهل قيم تصويرية بليغة مقابل العنوان الأسهل خاصة وقد كادت الفنانة تتعدى شعرية الرمز والرمز التصويرى وعلاماتها المجردة التى ربما لم تقصدها لكنه اختيار اللاوعى وهذا سمح بحرية التطور والنمو مثل كائن حى لا تسيطر عليه الا بعلامات وجود خفية..
- شعرت أيضا أمام بعض لوحاتها الأخيرة وكأن كل شكل متشظى أو تهشيرة مشحون وقد خلق حوله مجاله الخاص وكأن فى فراغ لوحاتها كل شحنة تولد الأخرى .. ووسط هذا المجال الغير مستقر نجد اللون مذبذب أيضا وأحيانا مرتعش فبالطبع لا يمكن تلوين الا اذا وجد المكان الذى سيوضع فيه والمكان هنا هو الفضائى المهتز لذلك ازدحم فضاء لوحاتها برقائق وشرائح رقيقة أراها عائمة متحركة داخل مشهد يشعل اللوحة كلها فى حساسية مرهفة .. وهذا أشعرنى بأن ذهن الفنانة أكثر أريحية عن مجرد رغبة ترك انطباع البراءة الطفولية الأولى فى انجازاتها الأخيرة..
- أما الحس الطلائى عندها فهو منذ بدايتها متاح وثرى مرصع ومرشوش ومنثور من ألوان زيتية واكريليك وباستيل ومائية فضية وذهبية وكل ما تصل اليه يدها من سائل أو معجون له لون كى تمزج بشغف الزيوت والمائيات جامعة بين الدرجات الخفيفة والألوان المشبعة لتخلق من هذا المزيج لغتها البصرية حتى انها استعملت الطباعة وأكملتها بخصوصية تقنيتها التصويرية..
- هناك بالتأكيد مزاج ابداعى معين ارتبط باسم ` سحر الأمير` غالبا بما ميزها بأن عملها طفولى غنى اللون ذى نمط حميم مرتبط بذاكرة طفولية وهذه جاذبية سطحية وأقصد بها جاذبية السطح.. لأجدها مؤخرا اختارت مسارا رفعت به عناصرها إلى فضاء اللوحة حيث مهاوى الضوء بعيدا عن ثقل جاذبية السطح والأرض ولترتفع عن سياج أحاطت بها عالمها وقد صنعته بنفسها إلى الفضاء البصرى بمنطق غامض وجديد على أعمالها السابقة.. وكأنها باحثة عن ساحة من ضوء وهواء لترتفع بأحلامها بعيدا عن المادية الأرضية..
بقلم : فاطمة على
جريدة القاهرة : 16-10-2017
وكلنا هذا الطفل ألعاب ` سحر الأمير `
- ` ألعاب نفسية`..هكذا اختارت سحر الأمير،عنوان وموضوع معرضها المقبل، فى قاعة` أوبنتو` بالزمالك، والذى ينطلق بعد غد حتى 20من نفس الشهر، ويعد المعرض الثالث لها بعد أول معرض لها فى 2015مع الموسم الأول لجاليرى`ubunto ` (أبونتو) بعنوان`عالم الخيال` ، ثم معرض `جمع وفرق` العام الماضى،والذى تناول فكرة طاولة الطعام المصرية، ولكن بمفهوم ` نظرة الطائر` فى الرسم، والتى تستعرض الأشياء من أعلى.
- تقول سحر الأمير،المتواجدة فى الحركة التشكيلية منذ1993، بعد تخرجها فى كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، عن معرضها لهذا العام:`بتكلم عن الطفولة بمعادل بصرى من شغلى، فالطفولة مرتبطة باللعبة ومرتبطة بسلبيات وإيجابيات بنتعلمها لغاية ما نكبر، وساعتها بيكون فى طفل جوانا يا مهزوم يا منتصر`.
- وتضيف الفنانة سكندرية الاصل،أن الفنان المحظوظ هو الذى يحتفظ بطفولته كما قال الفنان بول كيلى، كما تعرج على كلمات بيكاسو الذى قال إنه ` لو عشت حتى سن التسعين، سوف أرسم مثل طفل بعمر5 سنوات`.
- وتوضح :` الطفولة جوانا كلنا، وكل أب وأم يستعيدان طفولتهما مع أولادهما، وإذا لم يعش هؤلاء الاطفال طفولتهم يصبح الأمر سلبياً، وكما أن هناك علاجا بالموسيقى والرسم، فلهذا أركز على تلك المرحلة فى معرضى القادم`، ويبدوا أن الأم الأربعينية والتى عملت مع أطفال فى ورشة فنية كثيرة، بالإضافة إلى تعاملها مع أبنائها، لديها نظرة فنية ونفسية فى هذا الأمر.
- معرض ` ألعاب نفسية `سيضم 27لوحة، بأحجام من متر ونصف فى متر ونصف حتى 30 سم فى30 سم، ويشمل تمثيلاً لمجموعة ألعاب سحر الخاصة وألعاب ارتبطنا بها كلنا ولكن بمعدل بصرى خاص بفنانتنا، مثل الساحرة الشريرة وبينوكيو، كما أنها حتى تخرج من تمثيل الألعاب إلى استنباط فكرة اللعب نفسها من خلال الألوان والخامات والتقنية، كما تنضوى نصف الأعمال تقريباً تحت تقنية الأبستراكت، فيما تأتى البقية مقروءة وبسيطة، ليتعاطى معها المبتدئون من جمهور الفن التشكيلى والأطفال خاصة، والتى تأمل `الأمير` أن يصبحوا جزءاً جمهور الفن التشكيلى ، فهى ترى أن أى طفل لن يكون سوياً دون اللوحة والموسيقى والشعر.
- ويبدو أن تجربة سحر الأمير مع الأطفال ليست حديثة العهد، إذ إن لها كتاباً للأطفال عن فصول السنة، من تأليفها ورسومها فى عام 2001 جائزة سوزان مبارك، ثم اشتركت بعد ذلك مع الكاتبة فاطمة المعدول التى ألفت كتاباً بعنوان`خطوط ودوائر` فى2003، والتى رسمت له سحر الامير رسومه، وحاز جائزة اليونيسكو.
- تخرجت سحر الامير، فى كلية الفنون الجميلة جامعة الاسكندرية ،عام 1993، وحازت بعدها مباشرة على جائزة الدولة للإبداع ما أهلها للدراسة مدة عام ونصف فى أكاديمية الفنون بروما، وهى موجودة فى الحركة التشكيلية من وقتها، بمشاركاتها فى معارض رسمية وخاصة،أغلبها معارض جماعية، حيث عرضت فى أتيليه القاهرة وأتيليه الأسكندرية، وفى معارض دار الأوبرا، مثل قاعة الهناجر وقاعة الباب، وقصر الفنون.
بقلم :أحمد يوسف سُليمان
جريدة المصرى اليوم : 17-10-2017
سحر الأمير .. مربعات للعب
- امتلكت سحر مبكراً عالمها الحر ` مربعات للعب` تقفز فوقها الألوان والمفردات بطلاقة في زمن قصير للغاية فالطريق بينهما مفتوح بلا معوقات أو وقفات مفاجئة تحول دون هذا التدفق الطفولي الذى لايمنعها من اكتشاف الأشياء ببداهة بيضاء ، هي ترفض حتى ذلك السطح المستو المنتظم المنمق سابق التجهيز فهو لايلائم طبيعتها الفطرية التلقائية في بناء العمل تلك التى تذكرنا بمعالجة نساء الواحات لأسطح بيوتهن النحتية . هي تحب أن تلمس الأوراق والأنسجة والألوان بيديها لتحقق أكبر قدر من الأقتراب بين عالم اللوحة وعالمها هي الداخلي . تنسج سحر مسطحها من طبقات من مفردات تهتز نابضة بفعل التداخل والشفافية ، فسيفساء من أسطح متداخلة محصلتها النهائية في العين ذلك الصخب المشاغب الجميل .
- المتغير الجديد في هذا المعرض هو تلك الأطر شبه المربعة والدوائر التي تبدو كطاولات ومقاعد تنتظم فوق عالمها المُوَشَى فتخلق طرفاً جديداً في الحوار البصري كما أنها تلقي بمحتوي يشير إلى اجتماع البشر حول الطاولات الذي قد يكون للطعام أو للنقاش أو لحياكة المؤامرات أيضاً إنه بعد درامي جديد متضمن في هذه التجربة .
- ولسحر تقنية خاصة فهي تستخدم اللون استخداما خشناً بدائياً في لمسات متقطعة ، خطوط متعرجة ومتوازية ومائلة وشموس طفولية وغرفات تضم رفقاء يلتفون حول طاولات وجلسات وحوارات نكاد نسمعها حتى لمن غادروا المكان . تضع مساحات اللون ثم تعود و تنتخب منها بالخط ما يتراءى لها عنصرا ثم تعيد الصياغة من جديد وفق ما تَخَلق من أشكال موحية تندمج سريعاً مع معطياتها الأولى من الوريقات وقطع الأقمشة وهكذا فى متوالية ذهاب وإياب بين اكتشاف الأشكال والألوان وإعادة تسكينها معاً . هي تعمل بأداء يحفظ لها تاريخ اللوحة من بداياتها الأولى فالإضافة لاتعني المحو السابق لما قبلها والأشكال لاتغطي بالكامل الأشكال التي ولدت قبلها فدائماً ما تترك جزءاً مكشوفاً منها وهذا ما يخلق هذا السطح غني الملمس متراكم اللمسات زاخم الألوان إنه ببساطة سطح يحمل الحيرة والدهشة وتساؤلات اللوحة الأولى . إنها تخلق خرائط لامكان للمنطق البصري فيها ، أسطح متحركة تزورها الأشكال والأشياء من جميع الاتجاهات ، أسطح عصية على الإستجابة لنقطة رؤية واحدة وعلى من يتأملها أن يستجيب محلقاً تدفع به مفردات اللوحة أينما شاءت يبحث عن موضعه وسط تلك الخيالات التي تجتمع معاً ، هي تصنع بوابات نعبر من خلالها حباً في هذا العالم الحر كل يمتطي جواد خياله يخلق مساراً لعينيه ويشكل أبنيته الخاصة داخل العمل ، وفي الأعمال الأفقية التي تقدمها الفنانة نتذكر اللفائف اليابانية إذ تسرد حكي ما ننتقل من خلاله من حدث لأخر أو من مكان لأخر بمنظور علوي كمنظور الأسقف المخلوعة الشرقي وقد يرتفع ذلك المنظور فنبدو كأننا نحلق فوق مشاهد غرائبية محتشدة بالعناصر فهي تعشق التفاصيل ترسمها بشغف مولود يكتشف الحياة وتندمج في وشيها بحس أنثوي كإمرأة تغزل على نول يدوي أهازيج شعبية عاطفية اللهجة وهيئات مشغولة بمنمنمات لحالات يومية تبدو كمذكرات مرسومة لطفلة تَحرس عالمها البريء الذي نتمنى جميعا ألا نغادره .
بقلم : أمل نصر
19 - 12- 2015
معرض سحر الأمير فى جاليرى ` أوبنتو`
- بناء الصوره وتفكيكها.. وإنعكاس الرؤيه فى لوحات `السما بالمقلوب`
- بناء الصورة وتفكيكها أعتقد أنه عمل تنتهجه الفنانة سحر الأمير فى لوحاتها منذ سنوات طويلة.. والمشاهد يرى الشكل النهائى من مجمل لوحاتها كأجزاء وتفاصيل صغيره ومع عنوان المعرض عليه أن يوفق ما بين العنوان والصورة.
- والتجزؤ للوحة ليس بشاق على سحر لأنها تجلى نفسها وانطباعات انعكاساتها البصرية على كل مفردات اللوحة فيما بين العلامة والرمز..
- وربما تكونت مفرداتها من قبل مختزنة فى خيالها من تعدد مشاهداتها المختزلة للعناصر حولها فى الشارع والأرض والبناء والسماء لتصبح أساس ومادة إنتاجها الفنى حتى وصلت إلى آخر عروضها بعنوان `السما بالمقلوب` بقاعات عرض جاليرى أوبنتو بالزمالك.. الذى فوق جدرانه حولت سحر الأمير العالم في شظايا ولمحات من الأشياء المحيطة بنا بمقاييس مختلفة رغم أنها حاولت أن تصنع بعض المنطق للعالم الذي يطفو في حالة من الفوضى البصرية.
- انعكاس المرايا
- فى عنوان العرض `السما بالمقلوب` بدى وبتبسيط شديد وكأن الفنانة قامت بوضع بعض المرايا أفقياً على سطح المشهد الأرضى لتحقق انعكاس الأشكال العلوية والسماء ورؤيتها مره أخرى داخل المرآة المسطحة أرضاً لتصبح الشمس والأماكن والسحاب والنبات هي المفردات الفنية لتلك الأعمال وكأنها حالة من محاكاة الطبيعة للطبيعة لتحقق رؤيتها البصرية.. محققه فن استلقاء منظور العين لندرك فناً السما بالمقلوب أرضاً.. لتبدو لكل من لوحاتها شبكة واسعة ومضيئة عاكسة لمشاهد معلقه عند كل تقاطع ومع كل انعكاس تنعكس مرة أخرى بحيث تستمر انعكاسات الانعكاسات طوال ما بيد الفنانة ألوانها.. فهى لا تكف عن ملء المساحة التى أفرغتها ما بين الأرض والسماء وقد أنهت ما بينهما من فضاء.
- بينما تتوزع ألوانها نغمات حادة من الأحمر والبرتقالي والأصفر والأزرق والبنى الذى لم يتم توظيفهم كألوان لمصداقيته التمثيلية بل لقوتهم التعبيرية بازدواجية من ضربات الفرشاة والخط جنبا إلى جنب وفى تداخل وأحياناً شفافية.. وازدواجية أخرى بالإشارة إلى الأرض والسماء وانعكاس السماء أرضاً رجوعاً إلى عنوان المعرض `السما بالمقلوب`.
- وإن كانت درامية العنوان رنانة أكثر من معالجته بوضوح.. إلا أنه ومع تطور مجموعة أعمالها السابقة يظل بنائية اللوحة هو نفس منهج بنائياتها داخلياً رغم تعدد العناوين والخبرة من عرض لآخر.. ويظل سطح القماش مزدحم بلمسات فرشاه نشطه عفويه تنسج بغرز متقطعة النقاط والخطوط الرفيعة والسميكة والخدوش وفيما بينهم أنشأت الفنانة جنبا إلى جنب نوع من الكولاج الملون التجريدى بالأقمشة وبالورق المرسوم بالأقلام الرصاص الذي كانت جودته مفككة لكنه أقرب إلى `الحقيقية` لصدق ارتجاله من البداية إلى النهاية.
- عوالم متقابله
- فى بعض لوحات العرض بين مشهدى الأرض والسماء وتبادلهما كعالمين متقابلين بصريا بدت بمعالجتها الفنيه تقاطعات قوية تم استحضارها بأشكال عفويه وتبقيعيه وخطيه.. حتى بدا فى ظل عنوان معرضها ان اللوحة تبدأ بصريا في القيام بمشهد لشيء واحد ولكن ينتهي الأمر بمشهد شيء آخر يتمتع بنفس الجودة العشوائية الممنطقة رغم تلقائية إبداعها.. حتى ولو بدت كثير من لوحاتها لها نفس المنهج التلقائى وكأنها شكل ليوم واحد بتفاصيل مختلفة..
- والمثير أن تبدو لوحاتها ككل كمكان في الطبيعة يبدو داخله كل جزء صورة أصغر للكل.. حتى يمكننا حتى أن نرى الخط ليس خطاً بل كجزء من شبكه تتكاثر ومساحات تتفرع وتتدفق إلى الداخل باتجاه عصب اللوحه كساحه جيولوجيا لملامس لونيه تتمدد وتستمر في النمو إلى الخارج مثل كائن حي هيكله يردد صدى نفسه على جميع أركان المكان فى مشهد اللوحة.. وأحياناً ندرك اللوحة فى متحولة من نهر إلى جدول.. إلى جدول يصب فى نهر.. الى مجارى لفروع صغيرة جدًا لا يمكن تسميتها.. إنها فوضى الطبيعة وتألقها وتفاعلها بأجزائها معاً فوق مسطح ملون بتنوع ودون ملل.. كأن الفنانة اجتهدت لطرح هندسية جديدة لعمل الطبيعة ضد النظام في الأشكال والعمليات الفوضوية المفككة والبنية المتناثرة كمرحله ثانيه لتسمح الفنانة للوحاتها الحق الأولى فى تدمير نفسها داخليا..
- يحدث الآن بلا مركزيه
- نستشعر داخل ساحة اللوحة أن عالم اللوحة مفتوح الزمن يموج عناصر تتحرك وتظهر وتختفى ولا أضاءه إلا ضوء اللون ذاته ولا ضوء خارجى.. وكل عملية فنيه أثناء التنقل غالبًا ما تبدو أمام أعيننا تكاملية ومع إعادة الرؤية تبدو تبادليه.. ليبدو كأن كل شئ فى لوحاتها وفى جميع الأركان يحدث `الآن` وحتى حين نرى لوحاتها فى اليوم التالى نراها أيضاً كأنها تحدث الآن.. ربما فى هذا تحدى لإحساسنا بالحجم والملاءمة وأنماط الأشكال شديدة التبسيط التى تتوالد من بين ثنايا اللوحة.. وفى هذه طريقة إحباط لسلطة المنظور التقليدى ذى النقطة الواحدة. والذى بانعدام المنظور ينفتح داخل المشهد نقاط أخرى بلا حدود..
بقلم : فاطمة على
جريدة القاهرة ( 17-1-2023 )
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث