.. وموهبة جديدة ..

يصعد الفنان الشاب سامى إلياس ـ الآن ـ سلم الموهبة الصعبة فى انتاج الفن وهو بأدوات فقيرة وامكانيات ضئيلة وكاميرا غير نموذجية، استطاع أن يخترق ويسلب لحظة الاستقلال عن العالم فى منظوماته البصرية تلك التى يقدمها فى معرضه الخاص الاول بمجمع الفنون .
ليس فى تلك القطعات، أو اللقطات السردية فى نماذجه ما يدعونا الى التعرف على `زمن يتحد بمكان ` أو العكس، أو `واقع يتحد بحقيقة ` أو العكس، وإنما هى لحظة منفلتة تقدم لنا الشىء وصورته بحيث نتلقى كلا منهما بمعزل عن الآخر .
وسامى إلياس يقدم لنا هنا فى معرضه المقام الآن لقطات ومضية وضوئية تم انتخابها عن طريق المباغتة ، بحيث يجعلنا نرى `باطن ` الشىء كما أنه ` الظاهر ` المستمر، أى الحاضر . وهكذا نجد أنفسنا أمام تردد زمنى متضاعف كمثل ذاك الذى نشهده فى كاميرا الفيديو ` الديجيتالية ` ، غير أنه هنا مجرد من المجال ومن المكان معاً . فليس من حقيقة سوى تلك اللحظة اللاقطة التى يقدمها لنا هذا الفنان الشاب فى تلك المنظومات البصرية الضوئية ، التى تبدو لنا بمثابة فتحات تمكننا من اختراق المجهول مثلما تدعونا الى رؤية والى لمس العالم .

أحمد فؤاد سليم