`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
أحمد محمد عبد الفتاح عبد العزيز
ملتقى الأحجار .. ونجم الظاهر والباطن (3)
- عندما نتحدث عن النجوم من شباب الفنانين فى زمن متغير ومضطرب ومرتبك بفعل الحالة اللاإنسانية الجهنمية فى قلب الشرق الأوسط، وأخص هنا ما يجرى فى فلسطين والعراق من سحق لآدمية الإنسان وتجريده من كل شىء !! فيشد انتباهنا هذا القدر من التفاعل بين مجموعة من الفنانين الشباب وإبداعاتهم التى تمثل إضافات لصرح القيم السامية وعلامات فى مسيرة الإبداع الفنى تحمل فى طياتها -عبر الزمن- مشاهد ومعانى دالة ، واليوم نعرض لنجمٍ آخر من نجوم الملتقى -التسعة- وهو المثال `أحمد محمد عبد الفتاح ` المولود فى العام 1977 بالقاهرة .. والحاصل على بكالوريوس فنون جميلة القاهرة قسم النحت العام 2000 ويعمل معيداً بنفس الكلية .. ومن المعارض الهامة التى شارك فيها، معرض فلسطين بذات الكلية العام 2002 ، صالون الأعمال الفنية الصغيرة أعوام 2002-2003، صالون الشباب الرابع عشر والخامس عشر- كما حصل على جائزة الطالب المثالى العام 1998، المثال أحمد هادىء الملامح .. ثاقب الرؤية .. غارق فى التأمل، يشع من عينيه أمل آتٍ وتتسم ملامحه بالوداعة وترتسم على شفتيه مسحة حزن -هكذا أجتهد فى قراءة الوجوه، لأنها أقصر الطرق للنفاذ إلى أعماق قلب وعقل الآخر، وخاصة فى مجال الإبداع الفنى ، وتنعكس شخصية المثال على أفكاره فهو أقرب إلى البحث عن الذات والتمركز نحو الداخل، وتفسير ذلك بأن محاولة كسر الحواجز أو اقتحامها علامة دالة على توهج القلب وامتلائه بكم هائل من المشاعر المتعلقة بالمجهول .. فاقتحام الظاهر متجهاً إلى الداخل هو اضطراد عكسى للقانون الطبيعى للأشياء، فمحاولات الإنسان لا تتوقف عند الثبات فى إيقاعه الذهنى أو الحسى ولكنه دائم التوتر المتتابع إلى الخارج ودائم المدّ إلى الآخر، أما الاحتواء نحو القلب والتمحور حوله فهو سيرُُ تجاه الجوهر، لذا يتجه أحمد عبد الفتاح إلى نزع القناع الخارجى للكتلة التى يُشكَّل ملامحها وهويتها مستهدفاً التغلغل فى نبض معدنها الحقيقى، لذا يلمس أحمد بعداً فلسفياً لرؤية الأشياء وتأملها بخياله ليخترق الكل وصولاً للمركز (القلب)، ويكشف لنا عن جوهر قانون النمو وأصالة القيم الروحية والمادية -فى الإنسان- على حد سواء، معبراً عن حالة ميلاد كونى .. انبثاق فضائى .. وحراك فى الفراغى اللانهائى ، فكتلة الحجر الجيرى التى تزن عدة أطنان تأملها المثال فى يومه الأول وظل يستوعب حجمها، وامتدت مشاعره لتلمسها من كل الجوانب وزادت نبضات قلبه سرعة، واشتدت قامته فى محاولة للاستحواذ على الكتلة والسيطرة عليها بصرياً ونفسياً حتى الوصول إلى حدٍ فاصلٍ لملامح مشروعه فى الخيال المطلق الذى لا يراه إلا هو، فتحولت الكتلة إلى اثنتين، كما انشق الظاهر لينبثق الباطن الدال على توهج العلاقة البنائية بينه وبين الظاهر فى حركة تبادلية تكاملية ممتدة لا تتوقف عبر مسافات الرؤية، كإيقاع التنفس ودقات القلب، فكلما تأملنا هذه العلاقة نكتشف لغة الحوار الجمالى للبناء الثلاثى الأبعاد الذى يعتمد فى المقام الأول على استدعاء الكتلة الحجرية لحيز الفراغ الذى يتشكل تبادليا طبقا لبنية التمثال التى تشكل وتجسد ملامحه وسماته وهويته، فتتوحد كونيات الفراغ مع الحيز المغناطيسى للكتلة فى مد وجزر متصل ، ويتألق النجم المثال أحمد عبد الفتاح فى صياغته للملمس، فالظاهر خشن بفعل الطبيعة وبفعل التراكمات الزمنية والباطن أملس ناعم بفعل امتداد الروح للحالة الفكرية والتعبيرية للفنان عبر أنامله التى استطاعت أن تبدع عالماً متكاملاً بين المرئى واللامرئى، عالماً متبايناً فى تضاد بين الخشن والأملس ، فثنائية الحياة بين الروح والجسد هى ثنائية الجمال التعبيرى فى حركة الانشطار الكونى لجسد الكتلة فى حركة جاذبة تصادمية للفعل المرئى بين المألوف ونقيضه ، ففن النحت يؤكد على الحوار المتواتر بين الكتلة والفراغ، ولغة النحت لها عناصر ومفردات تتلخص فى كتلة ثلاثية الأبعاد، عرض وارتفاع وعمق، وخامة وملمس .. وطرقة الأزميل فى الحجر.. كلها إشارات دالة على معان فى أعماق الفنان لا تأخذ مكانتها التعبيرية إلا إذا كانت فى مكانها الصحيح فى كتلة الحجر ، لتتكامل مع متواليات ضربات الأزميل فى توازٍ مع ضربات القلب فى الجسد ، فتحية للنجم الذى حطم الخوف بإرادته الإبداعية .
أ.د. احمد نوار
جريدة الأخبار - 2004
أحمد والضوء المنزلق
الفنان أحمد عبد الفتاح من مواليد العام 1977 - حاصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة تخصص نحت بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وحاصل على المركز الأول على دفعته العام 2000 - شارك فى ترينالى الطلبة الدولى بمدينة اسطنبول -تركيا العام 1997 - كما شارك فى الصالون الخامس والسادس للأعمال الفنية الصغيرة بالقاهرة العام 2002 - 2003 ، صالون الشباب الدورة الرابعة عشرة العام 2002 - كما شارك فى معرض جماعى بقاعة شموع بالمعادى العام 2003 - بالإضافة إلى مشاركته فى صالون الشباب فى دورته الخامسة عشرة العام 2003 والمعرض القومى الثامن والعشرين بالقاهرة العام 2003 - وفى الدورة الأخيرة (السادسة عشرة) لصالون الشباب قدم الفنان أحمد عبد الفتاح تمثالاً من الحديد المفرغ ( الصاج المشكل ) وقد لفت نظرى وتوقفت أمامه قدماى وعدت إلى الخلف لأتأمل التمثال من جديد فهو كتلة شبه بيضاوية مشطوفة من الخلف كجزء بيضاوى آخر، والشكل مشطور فهو نصف بيضاوى وينزلق على جزء آخر أقل حجماً كأنه جسم واحد شطر إلى نصفيين الأكبر وهو الأعلى يندفع ويمتد -مائلاً- إلى أعلى والآخر مائل يحمل الجزء الآخر وثابت على قاعدته ولكن الإحساس بحركته مؤكد بفعل هذا الميل والانزلاق، والجزآن مكونان من رقائق سميكة لتشكيل هذه الهيئة، بينما تظهر فواصل ممتدة تعطى ظلالاً قاتمة فى الداخل بينما الحواف يلمسها بصيص من الضوء لتزداد جمالاً بنائياً متراكماً.. وفى الوقت نفسه اصطفت نتوءات بارزة على الجزءين ولكن من الخارج ما عدا السطحين المشطوفين الملاصقين .. وتذكرنا بالمسامير البرشام التى كانت مستخدمة فى كوبرى أبو العلا الحديدى .. فهى إضافة بنائية جمالية للكتلة ومتانتها وتضفى عليها إيقاعاً متكرراً ولمسات ضوء كالشهب تصحبها ظلال ممتدة تتغير كلما تغير مصدر الضوء ونوعه. وفكرة التمثال جديدة، وصياغتها مليئة بكم من الطاقة الشعورية بالإضافة إلى التحكم فى الخامة وتقنيات التنفيذ، كل هذه العوامل ميزت التمثال على أعمال كثيرة، فى الوقت الذى يفتقر النحت المصرى الحديث الى استخدام الخامات الأصيلة كالحديد والبرونز والأحجار والأخشاب وغيرها، وتجانس الكتلتين وتوازنهما وزاوية الميل والانشطار أثروا البناء العام للكتلة وكأنها ملأت الفضاء الكونى لها بحالة من المجال المغناطيسى الفعَّال كونها فى حالة حركة .. وتبدو كأنها منصه لإطلاق الصواريخ الرادارية، أما العمق التعبيرى فهو كامن فى هذه الزوايا المشار إليها .. والضوء هنا يأتى عبر حركة الانزلاق فهو غير مرئى بل محسوس لكونه كامناً فى ذات الفكرة .. والفنان أحمد عبد الفتاح نحَّاتٌٌ واعد .. وقد قدرته لجنة المقتنيات واقتنت التمثال وعرضته على الفور بمتحف الفن المصرى الحديث بعد تطوير وتحديث أنظمة العرض به .. فهو نجم آخذ فى التألق .
أ.د. احمد نوار
جريدة الحياة - 2005
تمثال ` نجيب محفوظ ` وأصابع قابلة للأكل ..كيف حول أحمد عبد الفتاح النحت لحقيقة ؟
- عقب ثورة 2011 اتخذ الفنان التشكيلى، أحمد عبد الفتاح ، قرارا يتناسب مع المرحلة ، بدأ العمل على نوع مختلف من النحت ، يسمى ` الهايبؤ رياليزم `، يصنع فيه تماثيلا تشبه البشر تماما ، رغم أن المدرس السابق بكلية الفنون الجميلة ، لم يجرب ذلك الفن إلا مرات قليلة ، إلا أنه سلك طريقة منذ ذلك الحين ، لا ينافسه فيه تقريباً أحد داخل مصر قبل يومين ، نشر أحد أصدقاء عبد الفتاح على موقع فيسبوك صورا لتمثال الأديب الراحل نجيب محفوظ كان عبد الفتاح قد انتهى من صناعته للتو. على أحد المقاعد وضع التمثال بالحجم الطبيعى ، بينما تكسوه نفس الملابس والشعر وحتى النظارات.. ما أن مرت ساعات قليلة، حتى انتشرت صور التمثال عبر مواقع التواصل بشكل كبير ` اتخضيت من ردود الفعل الواسعة ` كما يحكى عبد الفتاح، استقبل تعليقات جيدة ، شعر أن العناء لم يذهب هباء ` خاصة إن التمثال أخد شهر شغل` .. فكرة التمثال كانت تجريبية ، أراد عبد الفتاح ومجموعة من المهتمين معرفة لأى مدى يمكن تجسيد الشخصيات العامة المصرية بطريقة ` الهايبر رياليزم ` ، واضعين أمام أعينهم متحف ` مدام توسو` فى بريطانيا، والذى يضم مجسدات لشخصيات عالمية متنوعة .. العمل على تمثال محفوظ لم يكن يسيرا، لكن عبد الفتاح برع فى التعامل مع ذلك الفن منذ عام 2011 ، مستخدما مكونات لا يتم الاستعانة بها عادة ` النحاتين غالبا بيستخدموا الجبس أو الخشب والحجر والجرانيت وغيرهم ، كل ده مبينفعش `، لذا تعين عليه التعامل مع مكونات أخرى ` أهمها البوليستر والسيليكون ` .. تكمن تقنية ` الهايبر رياليزم ` فى استخدامات خامات بها نسبة مرتفعة من الشفافية ، لتشبه جلد الإنسان ويمكن تشكيلها ، لذلك قديما تم استخدام الشمع ` بس دة مينفعش أوى فى مصر عشان درجات الحرارة` ، لذا اعتمد عبد الفتاح على البوليستر الذى يتم إضافة المواد له ليصبح أقرب للعجين ثم يشكل ، لكن الأمر ليس بتلك السهولة ` النوع ده من الفن بيخلى اللى شغال يدخل فى حاجات تانية كتيرة ومعقدة زى الشكل التشريحى للإنسان والمكياج والإكسسوارات `... خلال العمل، اكتشف النحات عوائق أخرى ` زى إن مينفعش نلبس التمثال باروكة `، فالشعر المستعار الموجود يمكن تركيبه لإنسان لكن التمثال من ذلك النوع ` لازم نحط خصلة من الشعر`، لا يقتصر الأمر على ذلك ، ففن ` الهايبر رياليزم ` يعرض على الجمهور دون حواجز `يعنى مفيش كاميرات ممكن تحسن جودة التمثال ، فلازم يطلع طبيعى جدا` ، كما يروى عبد الفتاح حتى عام 2010 ، كان عبد الفتاح مدرسا فى كلية الفنون الجميلة ، لكنه أقام ثورة قبل تظاهرات يناير ` قدمت استقالتى من الكلية وقررت أشتغل بشكل حر` ، ثم جاءت الثورة الشعبية فأخذت بيده لمزيد من التمرد ، حتى أن المعرض الأول الذى نفذه كان عقب تنحى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك بأشهر قليلة.
- داخل مركز سعد زغلول الثقافى بوسط البلد، وضع عبد الفتاح عمله الأول للجمهور ` كان بنى آدم نايم فى تابوت ويرأـس حمار ` ، أراد النحات التعبير عن امتنانه للثورة ` إن الناس قبلها كانوا مغيبين ومنساقين والتابوت عشان أقول إن كل ده خلص ومش هيتضحك عليهم تانى` ، كاد الخوف من ردود الفعل يفسد فرحة عبد الفتاح بتجربته الأولى ، لكن ما حدث أثلج قلبه ..` مش ناسى لما اتنين من عمال الأمن فى المركز راحوا يتفرجوا على الشغل وكانوا مبهورين بيه`، دائما ما عرف أن آفة الفن تعاليه على الجمهور ، غير أنه اكتشف ذلك اليوم أن ` الهايبر رياليزم ` ربما يقربه من قلوبهم وأعينهم .. ثورة عبد الفتاح لم يكن لها حدود، لكنها كلفته الكثير، أدرك أن ما يفعله نادر` بالتالى التسويق له صعب`، كما أن التقييم من قبل المتخصصين ليس يسيرا ` عشان مش بتنافس حد فبالتالى حتى العرض والطلب عليه صعب يتحسم`، إلا أن الفنان التشكيلى استمر فى طريقه، افتتح معرضه الثانى، مبتكرا طرق جديدة للتواصل مع الجمهور.. منضدة تشبه الموجودة فى المطاعم الشعبية، عليها عدة أطباق ، يحوى أحدها وجه إنسان كامل، والآخر يغطيه الأصابع والآذان المصنوعة من الجيلاتين القابل للأكل ` الناس كانت بتدخل تاخد صبع تأكله بعد ما تتفرج عليه`، يضحك عبد الفتاح قائلا إن ` سوبر ماركت ` هو اسم المعرض الثانى له ، أراد من خلاله أن يوضح كيف تحول الإنسان إلى سلعة تباع وتشترى فى ظل وحشية المبدأ الاستهلاكى . العمل على ذلك المعرض كان ممتعا ، بحث الفنان التشكيلى عن مواد قابلة للأكل يمكن تشكيلها فنيا ` استخدمت الجيلاتين ونكهة الفراولة عشان تدى طعم .. قعدت أسبوعين أطبخ وأجرب `، أتت التجربة بثمارها فى النهاية ` الناس تفاعلت مع المعرض مش مجرد شافوه من ورا إزاز ومشيوا ` .. يخوض عبد الفتاح تحديات أكبر كل فترة، يصقل موهبته ، يتبع فنه أينما يصحبه ، يبحث عن الجديد ` الفترة دى بجرب أشتغل هايبر رياليزم بسر بالبرونز` ، ينتظر المدرس السابق فرصا أكثر لعرض أعماله ، متمنيا ألا يكون تمثال نجيب محفوظ الأخير.
بقلم : دعاء الفولى
يناير 2019
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث