`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
أيمن قدرى محمد حامد
فى أحدث معارضه .. أيمن قدرى يتواصل مع أجداده
- تستضيف حاليا قاعة كلية الفنون الجميلة بالأقصر أحدث معارض الفنان د. أيمن قدرى الذى اختار له عنوان ` أنا وأجدادى ` متخذا من أبجدية أجداده ركيزة أساسية فى تكوين أعماله .. مستلهما مفردات وكتابات هيروغليفية وأحياناً عربية ورموزا وزخارف أو تكوينات من الفن المصرى القديم .. ليعيد صياغتها من خلال تحوير وتجريد بعض الشخصيات والمفردات معتمدا إضفاء طابع أسطورى على التكوين الهندسى مضيفاً لها شىء من الحداثة سواء فى تناول الفكرة والتصميم أو استخدام اللون.
- حتى وإن كانت الأعمال تتناول أحداثا أو مناطق مختلفة فإن قدرى يحتفظ بأسلوبه المعتاد .. مثل لوحة ` رحلة العائلة المقدسة ` حفر وطباعة ملونة من قوالب اللينوليوم البارزة Linolum .. وهى تتناول رحلة السيدة مريم والسيح المسيح عليهما السلام للأراضى المصرية ..تتوج رءوسهم تلك الهالات النورانية المقدسة دائرية الشكل فى تكوين غريب بعض الشىء حيث تم تقسيمه وتناوله لأجزاء ..منهم الجزء العلوى الذى يحمل تصورا للعائلة المقدسة كحلم وشكل مقلوب .. مستخدما خطوطا طولية فى منتصف يمين اللوحة وكتابات وزخارف مصرية قديمة لتحدث شيئا من التوازن اللازم للعمل الفنى .
صورة الألهه
- ومن وحى تجربة البرلس من خلال زيارته لمدينة البرلس الساحلية عند مشاركته بملتقى البرلس الدولى الثانى تلك المدينة الشهيرة ببحيرتها وكثرة سمكها .. صاغ صور الإلهة ` حات محب` ربه الأسماك عند المصرى القديم مع تحوير وتجريد فى شكلها وهى ترعى وتحرس أهلها وبحيرتهم بأسماكها .. وتتوسط أهل البرلس وشخوصها كالصياد وغيره ..يحتضنهم مركب صغير من مراكب صيادى أهل البرلس الشهيرة ..فى رحلة للبحيرة لصيد الأسماك .
فلسفة حفر صور الألهة
- كما نفذ قدرى مجموعة لوحات لآلهة مصرية قديمة باستخدام الحفر والطباعة من قوالب الخشب البارزة wood Engerving .. لكل لوحة منها فلسفة خاصة حيث صور الإله بتاح ` معبود مدينة ( منف ) فى صورة إنسان ملتف بثوب محكم الالتفاف على جسمه كما هى الحال فى المومياوات ، جعله أسطورة مدينته وخالق للعالم بواسطة قلبه حيث الفكر ولسانه حيث الخلق بالنطق ..الذى يعتبر أحد حماه الملكية الفكرية والمعبود المشرف على الأعياد التذكارية كما نسب إليه اختراع الصناعات وصار الصناع تحت حمايته . وكان كاهنه الأعظم يحمل لقب ( سيد أساتذة الصناع ) .
الإله حتحور
- كما صور ` الإله حتحور ` حتحور هى إلهه السماء والحب والجمال والأمومة والخصوبة ، وكان يرمز لها بالبقرة ، وعبادتها كانت ما بين مدينة الأشمونين بالقرب من الفيوم ومدينة أبيدوس بالقرب من سوهاج .. ويأتى معنى اسمها حتحور أى بيت حور أو ملاذ حور فهى التى أوت اليتيم حورس ابن إيزيس وأرضعته وحمته ، فغدت بذلك أما له وللطبيعه كافة باعتبارها رمزاً للسماء .ثم جعلوها راعية للموتى وتصوروا أنها تجوب أحيانا الصحراء غرب النيل فى هيئة اللبؤة لحماية القبور هناك وما زال اسمها حيا فى اسم ثالث شهور السنة القبطية ( هاتور ) وتدخل فى التقويم المصرى الحديث .
من وحى قناة السويس
- وتطرق قدرى عبر لوحاته للمشروعات المصرية الحديثة حيث رسم من وحى مشروع قناة السويس الجديدة لوحتين نفذهما بالأبيض والأسود حفر وطباعة من قوالب اللينوليوم البارزة Linolum .. مصوراً فى أحداهما الإله حورس بشىء من التجريد والحداثة بأسلوب يحرص فيه ويحتضن إحدى السفن التى جاءت ملامحها على شكل سمكة بها ذيل وزعانف و.. ورمزا للخير وكناية عن قناة السويس وخيرها لمصر ، بشكل رأسى فى حين تقسيم الخلفية لثلاثة مسطحات سماء وأرض وماء .. وكناية أيضا عن علم مصر أو عن قناة السويس الجديدة والقديمة ويفصلهما شريط داكن من قطعة أرض سيناء المقدسة بشجرها الزيتونى المميز فتتعارض المفردات والعناصر الرأسية مع الأفقية لتعمل على تكوين وتوازن العمل .
- والعمل الأخر عن قناة السويس أيضا الجديدة والقديمة معبرا عنهما بدرجتين لونيتين يفصلهما شريط أسود داكن .
- ترفرف حولهما طيور ذات طابع زخرفى فرعونى مصرى أصيل .. مبتهجة فرحا بالحدث ، وهناك بعد رابع لأرض سيناء بنخيلها وأشجار زيتونها .. ومستخدما ً أيضاً أكثر من منظور للمشهد والسفن .. كما يأتى مبنى هيئة قناة السويس متصدراً للمشهد أسفل اليمين يعلوه علم مصر.
طيبة عاصمة التاريخ
- يقول الفنان أيمن قدرى عن تجربته هذه : منذ كنت طالبا بكلية الفنون الجميلة بالأقصر حيث نشأتى ودراستى الفنية بمدينة طيبة عاصمة التاريخ المصرى القديم ولأننى أعشق طبيعة الأقصر ..تلك المدينة العالمية الساحرة العتيقة .. ولأننى عاشق للفن المصرى القديم بشكل عام .. وجاءت لى فكرة المعرض الجديد من تواصلى مع أجدادى بشكل عام والفراعنة بشكل خاص .. حيث تناولت الأعمال شخوص وملوك وإلهة فرعونية مصرية ومقدسة .. وعبرت من خلالها أيضا عن أحداث مهمة مثل رحلة العائلة المقدسة لمصر وقناة السويس الجديدة وزيارتى لمدينة البرلس الساحلية 0
- يذكر أن الفنان د. أيمن قدرى مدرس الجرافيك بكلية الفنون الجميلة جامعة جنوب الوادى بالأقصر .. حاصل على العديد من الجوائز من خلال مشاركته بالمعارض التشكيلية والتى تعدت السبعين معرضا ما بين الخاص والدولى والمحلى ، منها جائزة اقتناء البنك التجارى الدولى ClB بصالون الشباب (23 ) 2012 .. وجائزة لجنة التحكيم صالون الجنوب الرابع 2016 .. وجائزة الحفر معرض الطلائع (48 ) 2008 .. والجائزة الشرفية ( الجرافيك) لصالون الشباب السابع عشر 2005 .. وشارك فى العديد من المهرجانات الدولية وله مقتنيات فى عدد من المؤسسات والهيئات فى مصر والخارج.
بقلم : شيماء محمود
مجلة الكواكب : 20-12-2016
سيمفونية بصرية
- أقيم بجاليرى قرطبة معرض للفنان / أيمن قدرى الذى عرض 25 لوحة من أحدث إنتاجه ، وقد افتتحه الدكتور أحمد حمد رئيس الجامعة البريطانية.
- الفنان أيمن قدرى يعمل بكلية الفنون الجميلة بالأقصر وهو ابن بيئته تأثر بها واستلهمها فى مجمل أعماله . وهذا ما نراه فى لوحاته حيث اتخذ فن المنظر تيمة أساسية للمعرض ، وقد صاغ معرضه باقتدار وبأسلوب مزج فيه بين الواقعية والمعاصرة أرى أنها تجربة حادة .
- وقد استفاد من تلك البيئة التى أسماها د. ياسر منجى ` الأمكنة الجنوبية ` حيث قال : تفرض الأمكنة الجنوبية فرضا فى أعمال أيمن قدرى سواء كانت تتلقى هذه التجربة من باب الاستمتاع الجمالى صرفا أو من باب الرصد والتوصيف .وقد وصفت الأعمال بأنها الأمكنة الجنوبية نظراً لوصف تلك البقعة من جنوب أرض مصر التى تتمتع بثقافة محلية لها خصوصية خاصة عريقة ولها خصائص وسمات غير موجودة بالحضر ، ففى الجنوب تحتضن الصحراء النيل ونرى ارتباط البحر بالزراعة ونرى ثقافة عربية وإفريقية ومصرية قديمة وقد امتزجت لتعطينا سمات وخصائص لا يشترك فيها غير أصل الجنوب ، وعندما نتأمل أعمال الفنان قدرى نجده قد اتخذ طريقا للتأمل الجيد للبيئة المكانية وتراثها ، ورغم أن فنانين كثيرين تناولوا معالم الجنوب المصرى فإنها تسجل الآثار ومعالم الحضارة التى تم إنتاجها بغزارة فى فترة الخمسينيات والستينيات لهجرة أهل النوبة وبناء السد العالى ونقل معبد أبو سمبل وتوثيق مبانى النوبة قبل غرقها.
- والمتتبع لطريق أيمن قدرى يجده قد مر بمراحل سابقة لأعمال مستمدة من الحداثة خاصة الأعمال التى استخدم فيها وسائط الطباعة من تقنية وتصميم فى جمل بصرية معاصرة ، ولكن فى هذا المعرض قد ظهر بوضوح التحول الكبير لتسجيل بيئته بالدرجة الأولى ، وأمن ثم فقد نجح فى نقل بعض المشاهد الصادقة بحرفية وصدق.
بقلم : مها محمد زكى
جريدة الأهرام الأقتصادى : 6-1-2019
` كمت ` والولع بالأمكنة
- جاء أختيار الفنان الشاب أيمن قدرى لاسم ` كمت ` عنوانا لمعرضه الفردى الذى استضافه جاليرى قرطبة مؤخرا محملا بالدلالات ، حيث يعيدنا المعنى إلى أرض وادينا الطيب . إذ عرفت مصر عبر العصور بمجموعة من المسميات عبرت عن طبيعة أرضها منها كما يذكر الفنان - اسم ` كمت ` بمعنى الأرض السوداء أو الأرض الخصبة ، إشارة إلى وادى النيل ، والذى كان المصرى القديم يزرع فيه منذ عرف الزراعة.
- أما على الصعيد الآخر فإن الإسم يعكس ارتباط الفنان شخصيا بتلك الأرض وتلك الجذور الممتدة فى أرض طيبة وهذا ربما يرجع بالأساس إلى النشأة فى جنوب مصر بين الأقصر وقنا ، إضافة إلى إقامته وعمله هناك حيث يشغل منصب مدرس للجرافيك بكلية الفنون الجميلة بالأقصر.
- ولذا نجد أن المكان يتحول للملهم الأول فى تجربة أيمن قدرى منذ بدايتها لتجده فارضا حضورا طاغيا على تجربته التشكيلية ،إذ بإمكاننا أن ندرك هذا الحضور لا سيما فى المعرض الأخير . مما قاله الناقد ياسر منجى فى كلمته عن المعرض أن أصداء الأمكنة الجنوبية التى التقطتها حساسية ` أيمن قدرى ` لتستعيدها فى جمل بصرية ، نستشعر معها خصوصية هذه الأمكنة ، ونستجلى من خلالها سماتها المركبة .
- قدم قدرى فى هذا المعرض ما يقرب من عشرين عملا جاءت فى أغلبها لقطات ومشاهد من البيئة المصرية ، ويعتبر هذا هو المعرض السابع فى معارضه الفردية التى نجد أنها ترتبط - كا ذكرنا سابقا - بخيط الولع بالمكان والبيئة ، إذ سبق هذا المعرض معرض آخر هو ` من طيبة إلى أصيلة ` الذى أقيم بجاليرى أصيلة بالمغرب ، والذى قام الفنان من خلاله برسم ورصد بيوت تلك المنطقة بألوانها الزرقاء الباردة التى تختلف عن البيئة الجنوبية فى الشكل واللون ، وكأنها دراسة مقارنة بين الأمكنة كما قدم أيضا معرض أنا وأجدادى ، ` من وحى صعيد مصر ` وكذا ` العد التنازلى للقرنة الذى سجل فيه قضية تهجير أهالى مدينة القرنة .
- ويميل الفنان إلى الواقعية فى تسجيل المشاهد التى قدمها فى معرضه ` كمت ` ويبدو الاختلاف الوحيد بين الأعمال فى محاولة أيمن تقديم زوايا مختلفة من حيث الاقتراب والابتعاد كما هو الحال مثلا فى لوحة نقل قصب السكر حيث يقول الفنان تنتشر زراعة قصب السكر فى ربوع الصعيد وخاصة محافظة قنا كما تنتشر مصانع السكر ، وبعد حصاده يم نقله لتلك المصانع بالقطارات والعربات ومنها المشهد أثناء تحميل نبات قصب السكر على عربة كارو .
- كذلك نجد أن الفنان قدم أكثر من عمل عن مختلف أشكال المراكب ، حيث يقول على المسوى الشخصى بشكل عام أحب شكل المراكب وخاصة النيلية منها والتى تنتشر تحديدا فى الأقصر وأسوان فلها طابع وشكل مميزين عن غيرها ..لكنى تناولتها ورصدتها من أكثر من زواية فجاء البعض منها كمشهد عام يرصد مركبا واحدة أو عدة مراكب وعلاقتها بالشاطىء والنيل والسماء .. وأخرى اقتنصها من زواية مقربة مكبرة تظهر بها بعض التفاصيل داخل المركب وما يحتويه، وعلى الرغم من عشقى لتلك المركب النيلية قمت أيضا برسم ورصد المراكب الساحلية خاصة تلك التى شاهدتها أثناء زيارة لبحيرة البرلس خلال مشاركتى بملتقى البرلس الدولى.
- وقد خرجت أغلب أعمال المعرض الأخير بالأحبار والألوان المائية مع استخدام الأقلام الملونة على خشب MDP أو على ورق مقوى ، بتقنية الرسم . إذ يقول الفنان : لكن ربما غلب عليها بعض الشىء الحس الجرافيكى حيث تخصصى واهتمامى .كما جاءت الألوان أيضا مبهجة على عكس الألوان البيئية الشائعة فى الأقصر والتى تميل لباليته ساخنة يطغى عليها اللون الأصفر والبنى ودرجاتهما .. إذ يفسر الفنان ذلك قائلاً : هذا الأمر نابع من شخصى المتفاءل أو الفرح بمكانه وبيئته .. وأتذكر ذلك من الأشياء التى تعلمتها من الفنان الكبير حسن عبد الفتاح ، أول عميد والأستاذ بكلية الفنون الجميلة بالأقصر.
- وربما توازى العنصر البشرى بشكله المباشر فى تلك التجربة الأخيرة ، أو حسب وصف د.ياسر منجى :انزياح البطل البشرى وأسناد دور البطولة إلى المشهد ذاته بمعزل عن الحضور الطاغى للإنسان ، وحتى فى بعض الأعمال التى يواجهنا فيها بعض الأشخاص متصدرا المشهد ، نستشعر أنها من مواجهه نابعه من صميم الفضاء المكانى نفسه ، على نحو تكاد معه الشخصية أن تتحول إلى مفردة من مفردات المكان.
- ولكنه كما ذكر انزياح وليس غيابا ، حيث يقول قدرى ، الإنسان لم يغب حيث يوجد دائما ما يدل عليه كمتعلقاته الشخصية والحياتية ، أو نلمح أحد رفاق حياته اليومية مثل ظهور الطيور من دجاج وديكه وبط وغيرها .. وربما ظهر بطل وحيد متصدرا أحد الأعمال وهو عازف السمسمة بوجهه المصرى الطيب وله حكاية يرويها الفنان قائلا : عند زيارتى لمحمية وادى الجمال بالقرب من مدينة مرسى علم شد هذا الرجل انتباهى بوجهه البشوش وروحه الطيبة مع كبر سنه وبساطته ..وقد حرصت على تناول هذا العمل برؤيتى الخاصة حيث استخدام الأحمر الجرىء بديلا للون السماء .. لكن مع رصد واقعى للحشائش والأعشاب الصحراوية التى تنشر فى تلك المنطقة وتوظيف لون الخشب المستخدم فى الرسم بديلا عن الرمال.
بقلم : منى عبد الكريم
جريدة أخبار الأدب: 2-12-2018
` أسطورة الخير المصرية فى ملتقى أصيلة المغربى `
- دورة هذا العام تحمل شعار ` أفريقيا والعالم `
- سافر الفنان د . أيمن قدرى ممثلا مصر فى ملتقى أصيلة الثقافى الدولى فى دورته الـ ` بين 12 دولة مختلفة ` من أنحاء العالم وهى : البحرين - إسبانيا - المغرب - السنغال - سوريا - الأردن - فلسطين - اليابان - مصر - تونس - ايطاليا - أوكرانيا والمقام بمدينة أصيلة شمال المغرب والذى تنظمه مؤسسة منتدى أصيلة برعاية العاهل المغربى الملك محمد السادس وبمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثيين والفنانين والإعلاميين من عدة دول عربية وإفريقية وأوروبية .
- تضمن المهرجان خلال برنامجه العديد من الورش الفنية والندوات الثقافية وورش للكتابة الإبداعية واللقاءات ، كما ضم معارض لكتابة الطفل وأمسيات شعرية وعروضا غنائية وموسيقية .. والتى أقيمت بجامعة المعتمد ابن عباد الصيفية ومشاغل الفنون التشكيلية.
- وحيث شارك الفنان ايمن قدرى بورش عمل قدم خلالها عملين استخدم فيهما تقنية الطباعة البارزة على الخشب متأثراً فى تصميمهما وفكرتهما بتراث الفن المصرى القديم ربما يعود هذا لنشأته فى مدينة الأقصر التى توجد فيها آثار أسلافه الفراعنة ..واختار لهما عنوان ( أسطورة الخير المصرية ) تناول فيهما أشكالا ومفردات يعيد صياغتها بأسلوبه التجريدى الخاص لحيوانات مقدسة لدى المصرى القديم كالبقرة والثور حيث كانت آلهة مقدسة ..تحمل فوقها الخير والرخاء المتمثل فى استعانته بالأسماك والطيور ذات الخطوط الفرعونية المميزة .. تسير للأمام نحو مستقبل أفضل يحمل الخير .. كما استوحى تقسيم تصميماته بفكرة المنظور الفرعونى من حيث تقسيم العمل بشكل عرضى وبطبقات تعلو كل منها الأخرى ..مستخدما أيضا عناصر وموتيفات هندسية ونباتية وزخرفية .
- وأقام أيضا معرضا خاصاً لأعماله بجاليرى حكيم بمدينة أصيلة المغربية .جاءت فكرته ولوحاته مستمدة من تأثره بالبيئة و المناظر الطبيعية سواء المصرية المميزة ذات الطابع الريفى والنيلى و ... ،أو المغربية ذات الطابع المختلف فى شوارعها وتصميم بيوتها وألوانها البيضاء والزرقاء .
- افتتح المعرض الفنان والحفار السودانى الكبير( محمد عمر خليل) المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية وشهد الافتتاح لفيف من الحضور من المغرب وفرنسا وأسبانيا واليابان وإيطاليا .
- ضمت لوحات المعرض مناظر من البيئة المغربية من مدينتى أصيلة وشفشاون أو كما يطلقون عليها المدينة الزرقاء .. مستخدما فيها خامة الألوان المائية ..وأعمالاً أخرى من البيئة المصرية بطابعها وروحها المميزة .
- والجدير بالذكر أن هذه الدورة تأتى هذا العام حاملة شعار ` إفريقيا والعالم ` كمبادرة جادة من أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة وعمدة المدينة محمد بن عيسى لتسليط الضوء على القارة الإفريقية واستثمار طاقتها البشرية الهائلة بدلا من حصر أهميتها فى ثرواتها الطبيعية ليختار الملتقى بذلك توجه الاحتفاء بفضيلة النقاش والحوار ، والانخراط بفعالية فى كل ما يتعلق بالأسئلة التى تؤرق الشعوب والنخب وصناع القرار عبر العالم.
- حيث إنه منذ انطلاقه عام 1978 .. ظل موسم أصيلة موعداً سنويا مع التشكيل يزرع اللون والبهجة على جداريات أزقة المدينة الزرقاء .. ويشارك فى فعالياته عدد من الشخصيات السياسية والثقافية والفنية .. ليكون فرصة ثرية لتبادل الخبرات والثقافات الفنية المختلفة.
بقلم : شيماء محمود
مجلة الكواكب : 8 - 8 -2017
كمت ` أرض مصر ` بجاليرى قرطبة
- لقد عرفت مصر عبر العصور بمجموعة من المسميات عبرت عن طبيعة أرضها وعن وضعها الجغرافى . وكان أكثر الأسماء قربا إلى قلب وعقل المصرى القديم اسم ( كمت ) ` الأرض السوداء ` أو ` الأرض الخصبة ` إشارة إلى وادى النيل ، والذى كان المصرى يزرع فيه منذ عرف الزراعة . ومن ثم فقد كان الأكثر استخداما للإشارة إلى البلد كلها ، وظل مستخدما طوال العصور المصرية القديمة .عبر أكثر من عشرين عملاً تصور لقطات ومشاهد من البيئات المصرية المختلفة والثرية أقام الفنان د. أيمن قدرى مدرس الجرافيك بكلية الفنون الجميلة جامعة جنوب الوادى بالأقصر معرضه الأخير بجاليرى قرطبة واختار له عنوان ` كمت ` أرض مصر ` .. ليأخذنا فى جولة شمالا وجنوبا بين الصحارى والزروع .. بين زرقة البحر ودفء الشمس .. فنجد مشاهد من نيل الأقصر وأسوان عبر دراسة متأملة لكل مفردات المكان .. ثم ينتقل بنا الفنان لواحات الوادى الجديد خاصة واحة باريس .. ينتقل بنا شرقا مصورا مشاهد من ادى الجمال بالقرب من مرسى علم وبعدها ينطلق شمالا مسجلا مشاهد من بحيرة البرلس .
- يعتبر ذلك المعرض عود حميد لفناننا للألوان بعد أن امتلكته الطباعة الجرافيكية لسنوات .. لكن يظل الحس الجرافيكى مسيطرا على الأعمال بين استخدام الأحبار والألوان المائية المباشرة .. ويذكر أن الفنان د. أيمن قدرى هو عضو لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلى للثقافة .. وقد شارك فى العديد من المعارض والمسابقات وحصد عنها عدة جوائز منها جائزة لجنة التحكيم صالون الجنوب الدولى الرابع 2016 ، والجائزة الشرفية معرض إبداعات روحانية ببيت السنارى 2015 ، وجائزة الاقتناء CIB البنك التجارى الدولى صالون الشباب (23) 2012.
بقلم : شيماء محمود
مجلة الكواكب : 6-11-2018
الفنان أيمن قدرى
` يصنع أيمن قدرى أبجدية مصرية معاصرة من خلال رؤية تتداخل فيها قيم الموروث المتمثل فى موطن نشأته الأقصر, فقد صافحت عيناه منذ بداية تكوينه تفاصيل جداريات المعابد المصرية القديمة, وحمل معه تلك الرؤى, لتكوًن بنائيات أعماله في فن الجرافيك بنوعيه ( الرسم + الحفر والطباعة ) فالشخوص المتسقة التى تحمل رؤوس الآلهة المصرية وتصنع كيانات واثبة تعكس وقفة التماثيل المصرية, تتنوع في حلولها بين البناء النحتي والأسطح البيضاء الساكنة التى تصنعها خطوط متنوعة بين الحدة والليونة, كما تحمل أعماله زخماً رمزياً من تلك الكتابات الصورية التى تمثلت على جانبى النحت البارز والغائر المصرى فى كثير من المشاهد, فمن خلال تللك العناصر يطرح أيمن قدرى رؤاه الأسطورية اللاشعورية ليعيد صياغتها فى تكوينات أغلبها تحمل مسطحين ( السماء والأرض ) بينما يبدو الأفق وقد منحه قدراً من السكون `.
بقلم : الدكتور / صلاح المليجى

أيمن قدرى .. فنان من الجنوب
تميز الفنان في فن الرسم وأظهر موهبة وحرفيه عاليه منذ السنوات الأولى بكلية الفنون الجميلة , ولأنه فنان منظم ومنمق واثق من نفسه محدد لأهدافه فقد أختار أن يدرس في قسم الجرافيك فكان اختيار صائب أضاف إليه العمق من الخبرات الفنية والتكنيكية مع مرور سنوات الدراسة فأستحق أن يعين معيدا بقسم الجرافيك في نفس الكلية التي درس بها عقب تخرجه , ثم حصوله على درجة الدكتوراه , وقد أخلص الفنان لفن الجرافيك , والمُشاهد لأعماله يُدرك ذلك من أول نظره , كما يُدرك تأثره بالبيئة التي تحيط به ففي مدينة الأقصر العريقة بحضارتها وطبيعتها الخاصة , تجول الفنان وتأمل ورسم فأثر ذلك في تكوينه الفني , وعندما نحلل أعمال الفنان نرى بوضوح عمق هذا التأثر بأمرين أساسيين هما دراسته لفن الجرافيك وأقامته بمدينة الأقصر , وقد حصل على العديد من الجوائز من خلال مشاركته بالمعارض التشكيلية والتي تعدت السبعين معرضاً ما بين الخاص والدولي والمحلي , منها جائزة اقتناء البنك التجاري الدولي CIB بصالون الشباب (23) 2012 , جائزة الحفر معرض الطلائع (48) 2008 , الجائزة الشرفية ( الجرافيك ) لصالون الشباب السابع عشر 2005 , كما أبدع الفنان لوحات لمناظر من الأقصر( Landscapes ) , والشيء الذي ميز هذه الإعمال هو عمق التجربة والممارسة التى منحته القدرة على أن يحول استخدام خامة الأقلام الملونة والفلوماستر والأحبار والاكوريل water color من خامة تستخدم للدراسة والتدريب في الكليات الفنية وعمل الرسوم التحضيرية لدى الفنانين المحترفين إلى خامة قادرة على أنتاج لوحات فنية مكتملة غاية في الرقى والإبداع , ولا يخفى على دارسي الفن صعوبة هذه الخامة لأنها تتطلب حرفيه عاليه في الاستخدام وصبر يفتقده معظم الفنانين , فالفنان دائم الانفعال في التعبير عن نفسه , لكن شخصية قدري الهادئة مع الحرفية العالية في الرسم هي التي مكنته من ذلك , أما بالنسبة لأعماله الجرافيكية فهناك نقله مختلفة ليست في التصميم المحكم المتزن , ولا في ميل الفنان إلى ترتيب عناصر العمل بطريقة هندسية ولا في الاعتماد على أسلوب التهشير بالسن الحاد فقد أستبدل الفنان أقلام الرابيدو والفلوماستر وغيرها بسن إبرة الحفر ولكن الاختلاف بين أعمال الرسم - خاصةً المناظر الخلوية ( Landscapes ) - والحفر تكمن في التجريد والتكوين الهندسى فى التصميم , والشيء الأخر هو تحوير المفردات داخل العمل الى خطوط عميقة مكونة شخصيات مستلهمة من الفن الفرعونى كركيزة أساسيه فى تكوين الأعمال الجرافيكية لديه ؛ فالشخصية الفنية في كلا الأعمال واحدة ولكن طبيعة الخامة هي التي فرضت ذلك , فنرى حرصه الشديد في عمل توازن بين عناصره التشكيلية , بترتيبها في اتجاهات الرأسية مع الأفقية مما يحدث أتزان داخل العمل , وهذه من السمات الأصيلة لدى الفنان , وفى النهاية نستطيع أن نختصر كل ذلك في قولنا أن الفنان أيمن قدري فنان جرافيكى حتى النخاع .
بقلم الناقد : أحمد الدندراوى
مايو 2014
ايمن قدرى وحديث الاسطورة .. فى الطبعة الفنية
- الأقصر .. طيبة مدينة الشمس .. ابتهالات أخناتون والسحر الكونى :` أنت الذى تطلع ببهائك فى أفق السماء .. يا آتون الحى .. يا بداية الحياة .. عندما تطلع فى الأفق الشرقى .. تملأ كل البلاد بجمالك .. أنت جميل عظيم متلألئ وعال فوق كل بلد .. وتحيط أشعتك بالأراضى كلها التى خلقتها `.
هنا فى البعيد البعيد بجنوب الوادي في طيبة أرض السلام.. تطل كلية الفنون الجميلة التى أنشئت عام 1997 تتواصل فيها لمسة الأجداد بالأحفاد .. لمسة المصرى القديم التى تألقت `من طريق الكباش والكرنك وحتشبسوت والرامسيوم والدير البحرى ووادى الملوك ووادى الملكات ومعبدها الذى يحمل اسمها تتواصل فيه ثلاث حضارات صورة للمحبة والسماحة .. `ففى قلبه يطل مسجد أبو الحجاج وبقايا كنيسة تريزا` .. إلى لمسة أحفاد ` حابى ` الجيل الجديد من أبنائها وأبناء مصر .. هذا الجيل الذى يستشرف نبض الألفية الثالثة.
والفنان أيمن قدري جنوبي ينتمى إلى `طيبة `.. عاش طفولته يرى ويتامل بعين الدهشة مثل كل الأطفال الذين ينتمون إلى سحر المكان وعبقرية الزمان .. إشراق الصباح وحركة الحياة إلى الغروب حيث الخلود , يرسم ككل الأطفال ولكن بدأ إلحاح الموهبة يتكشف عن تلك الرغبة في أن يكون الفن طريقه وهواه ؛ فالتحق بالفنون الجميلة بمدينته` قسم الجرافيك ` ومع تفوقه طوال الدراسة أعلنت موهبته مع الدأب والوعى عن تلك اللوحة الصرحية الضخمة .. (البعث والخلود /2001م مشروع التخرج ) والتي تتجاوز في مساحتها ثمانية أمتار مربعة يتواصل فيها الماضي بالحاضر في عناصر عديدة من المصرى القديم استحضرها الفنان من: هياكل وبقايا أشياء وتلافيف من أنابيب مع تابوت ومومياء وشخصين من زمننا الحالى فى تساؤل صامت بين الحيرة والتأمل .. اللوحة أكدت طاقة الفنان التعبيرية أبدعها بالقلم الرصاص تلك الخامة البسيطة التى تعطى الكثير لمن يروضها وقد وصل بها إلى منظومات لونية ودرجات بالأبيض والأسود جسدت حالة درامية خاصة ، ورغم لمستها الوقعية إلا أنها مسكونة بروح سيرالية .
- وامتدت أعمال الفنان بعد تخرجة باتساع براح الطبيعة بالأقصر مدينته فقدم مناظر تنوعت فيها اللمسة بتنوع الأداة ، من الأقلام الملونة التي تعطي إحساسا بالصلابة والشاعرية فى نفس الوقت إلى الأحبار والألوان المائية الرقراقة التي تتميز بالشفافية والحيوية من تلك السيولة التى تجري فى الفضاء التصويرى وأغلبها من قرية القرنة غرب الأقصر بالقرب من مراسم عبد الرسول مقر بعثات ومنح الفنانين أيام منحة الأقصر من الخمسينيات ومعظمها أزيلت حالياً وحل محلها القرنة الجديدة .. وعموما تبدو أعمال أيمن قدرى بمثابة أغنية تشدو بروح الحياة وقوتها ومرحها كما فى مناظر البيوت الريفية الواقفة فى سلام فى حضن الجبل والحافلة بالعناصر والتفاصيل الصغيرة كأحبال الغسيل والدكك الخشبية والجرار والطيور الأليفة وحتى أعمدة الإنارة بين الرأسى والأفقي المتمثل فى الأسلاك الكهربية .. وحركة الدواب والخضرة النباتية كل هذا فى إيقاع غنائى وفنتازيا لونية .
- و فى مناظره لآثار الاقصر ينقلنا إلى حالة درامية أخرى من الصمت والسكون الشاعرى كما فى مسجد أبو الحجاج ومعبد الأقصر.. ومشاهد متنوعة للآثار من زوايا مختلفة .. وقد يلجأ إلى الاقتصاد اللونى من أجل تعميق الحوار الهامس بين العناصر والأبنية والبناء العام للمشهد عموما .
من الرسم إلى الجرافيك
- هنا بين روعة آثار الأجداد واللمسة الفطرية للعمارة الشعبية .. والنيل هو الحد الفاصل بين الحياة والخلود ..الحياة المتمثلة فى البر الشرقى والخلود أو الموت في غرب الكون أو البر الغربي .. هنا يمتد عالم أيمن قدرى الجرافيكى من الأعماق إلى الأفاق .
- وفى معرضه الذى جعل عنوانه ( أنا وأجدادى ) تاكيدًا على هذا الحوار الذى لاينتهى ويعكس معنى الأصالة والحداثة واللمسة العصرية الموصولة بهذ التراكم من التراث التشكيلى .. استلهم الفنان أيمن روح الأسطورة الفرعونية فى الطبعة الفنية أو فن الجرافيك .. من خلال إيقاع جَمَعَ بين التجريد والتشخيص وبين اللمسة المختزلة وقوة الدراما فى العناصر والكائنات بتوليفات من : شخوص وملوك وآلهة مصرية مقدسة مع مفردات من كتابات هيروغليفية وعربية .
الأسطورة وتجليات اخناتون
- ` ثم رفعت السماء على الأرض لترسل منها ضياءك واستويت على عرشك فيها لتشهد من تحتها خلقك .. عندما تشرق آياتك فى نور الشمس أيها المشرق البهى البعيد القريب .. بارىء ملايين الخلق من نفسك .. مبدع الحدائق والقرى والزرع والطرق وهو واحد ` واخناتون أو امنحوتب الرابع هو عاشر فراعنة الأسرة 18 حكم مع زوجته نفرتيتى لمدة 17 سنة وكلمة اخناتون معناها المخلص لأمون .
- وفى مجموعة أعمال أيمن قدرى ` اخناتون والطائر- حفر وطباعة من قالب خشبى ` تتحدث الأسطورة بلغة العصر الحديث فهو يستوحى من اخناتون روح جديدة بعيون لوزية بلمسة الحداثة مع الاختزال والتحوير فى مناجاة طائر أبيض فى تلخيص شديد برأس اسود بهيئة رأس حشرة مدببة وقد حافظ على الإيماءة الفرعونية من الوجه الجانبى وحركة اليد كما فى التصوير الجدارى تاكيدا على فكرة الحوار ويبدو اخناتون والطائر محفوفان بعناصر صغيرة ونقوش من كريات وهندسيات صغيرة ..وتتكرر اللوحة لكن يتغيرفيها الإيقاع من خلال اللون من الأحمر الذى يتغير إلى الأسود والرمادى .
- ومازالت الاسطورة تتحدث فى أعمال أيمن قدرى الجرافيكية التى تمتد من الطباعة الغائرة بالزنك إلى قوالب الخشب .. تتجسد وتتخلق فى لوحاته كما فى الإله `بتاح `معبود منف وإله الفنانين وحاميهم وملهمهم وهو الاله الخالق فى الاساطير.. وحتحور اله الحب والجمال والامومة والسعادة والمتمثل فى البقرة التى ترمز للخير والعطاء وأيمن هنا تحدوه الدقة والروح الشاعرية بسن ريشة رفيعة تتدرج من مساحة إلى أخرى بين الخفوت والإشراق وبين الهمس والصوت الجهير , وتعامل الفنان مع اللون هنا يبدو رصينا متوافقا مع لمسة الحداثة وعمق التراث مابين البنى الداكن والأزرق النيلى والأخضر الزيتونى وأحيانا لمسات من الأصفر الأوكر .
- وفى لوحة ` رحلة العائلة المقدسة إلى مصر ` يضفى على الحدث التاريخى بعداً آخر حين يمتزج فيها روح الفن القبطى بلمسته التلقائية الفطرية ولكن فى إيقاع مختلف يتألق فيه الشكل وظله على الماء فى مشهد كالحلم مع تنوع السطوح والعناصر وسطوة الشكل الهندسى فى المقدمة وهالات النور والقداسة الدائرية تتوج الرؤوس .. ويتخلل التدرجات اللونية من الأسود والرماديات بقعاً خضراء بالأخضر الزيتونى رمزا للخير والسلام .
قناة السويس والبرلس
-وإذا كانت أعمال الفنان فى جانب منها قد تناولت احداثا معاصرة مثل ` قناة السويس الجديدة ورحلته لمدينة البرلس( ملتقى البرلس الدولي ) ` إلا أنه لم يتخل عن زاده الذى تزود به من الطفولة مع تأملاته المستمرة للتراث الفرعونى مما أضفى على الأعمال هذا الطابع الاسطورى الذى تتحدث فيه الأسطورة التى تخلقت من رحم التاريخ , وبلغة العصر الحديث فى الصورة الجرافيكية .. فهو يعمد إلى أن يكون الحدث المعاصر موصولا بالتاريخ مثل تواصل الحضارة المصرية من المصرى القديم وإلى وقتنا الحاضر , خاصة وهو ابن هذا العصر.
فى قناة السويس ` حفر وطباعة من قوالب اللينوليوم البارزة ` تمتزج العناصر الحديثة المتمثلة فى العلم المصرى والسفن والهلال والنخيل وأشجار الزيتون ومبنى هيئة قناة السويس مع توليف من التراث ترفرف فيه طيور الفراعنة فرحاً بالحدث .. وفى اللوحة الأولى تبدو سفينة عملاقة فى مشهد جانبى عائمة على الماء محفوفة بكثافة العناصر فى المقدمة والخلفية مع التدرج اللونى الشاعرى بالأبيض والأسود بدقة فى الأداء .. بين سطوع الأبيض وحيوية التداعيات والنقوش الخطية الدقيقة فى المقدمة والأسود الذى يمتد بشكل عرضى فى عمق اللوحة وينتهى مرة أُخرى بالأبيض الأقل سطوعاً فى الخلفية أو المستوى الثالث .. مسكونا بالبقع السوداء المتمثلة فى أشجار الزيتون .. وهنا نلاحظ فكرة البناء والتصميم وتوازن الإيقاع من خلال هذا الترديد اللونى يمتزج بغنائية التشكيل وصرامة الهندسيايت أو الأشكال المسطحة فى ثلاثية كونية من الأرض والماء والسماء .
- وفى اللوحة الثانية لقناة السويس يتحاور الرأسي مع الأُفقي في إيقاع مختلف .. الرأسي المتمثل في الإله حورس يقف مع سفينتين بمنظور عين الطائر في وضع أمامي على خلفية من العَلَم المصري المتمثل في الأفقي علم مصر بمكونات ثلاثية الماء والأرض والسماء .. رمزا للمكان , الوطن , الزمان والحدث بعناصره ومفرداته الغنائية ` .
وبروح الأسطورة نطل على الحياة المعاصرة مرة أخرى فى لوحة ` أهل البرلس` عندما شارك الفنان فى ملتقى البرلس الدولى على بحيرتها الشهيرة مصورا الآلهة `حات محب ` آلهة الأسماك عند المصرى القديم تحرس أبناء المدينة على مركب يطفو على الماء محفوفا بالأسماك العائمة والطائرة فى الفضاء فى مشهد يقترب من الروح السيريالية وحداثة التناول والصياغة .
- تحية إلى الفنان أيمن قدرى .. فنان من طيبة بعمق التنوع والثراء الممتد بروح التراث ولمسة الحداثة .
بقلم الفنان والناقد/ صلاح بيصار
سبتمبر 2016
أصداء الأَمكِنة الجنوبية فى جُمَلٍ بصرية
- يصعُبُ تناوُل أيىٍ مِن سِمات التجربة الراهنة، التي يطالعنا من خلالها الفنان `أيمن قدري` بأحدث جُمَلِه البصرية، دون أن تفرض الأمكِنةُ الجنوبيّةُ نفسَها فرضاً. فسواءٌ كنتَ تتلقّى هذه التجربة من باب الاستمتاع الجمالي الصِرْف، أو تشتبكُ معها نقديّاً بغرض التحليل والتقييم، أو حتى من باب الرصد والتوثيق لتطور مراحل الفنان نفسِه، فلا سبيل لديكَ في كل الأحوال إلا التسليم بمدى سطوة الأمكنة الجنوبية، وحلولِ زَخَمِها وأصدائها في كافة مفردات هذه التجربة.
- وحين نستعمل وصف (الأمكِنة الجنوبية)، فإنما نعني حصراً تلك البقاع من أرض مصر، التي تتماهى فيها جملةٌ من الثقافات المحلية ذات الخصوصية الموغِلة العراقة، والتي انصهرَت معاً على مَهَلٍ في بوتقةٍ تاريخيةٍ عتيقة، ليلتَحِم فيها الصحراويُّ بالنيليّ، وليتناغم فيها البحريُّ بالزراعيّ، ولتتقاطع فيها سُبُلٌ عربية وإفريقية ومصرية قديمة، لِتُنتِج مزيجاً مُتَّسِقاً، ينطوي على سِماتٍ لا يشاركه فيها غيرُه من أنماط الثقافات المحلية العالمية.
- يدعونا ذلك إلى التأمل في دلالة هذا الاختيار، الذي آثرَ الفنان معه أن يتَّخِذَ من هذه الأمكنة مسرحاً للأداء البصري؛ إذ هو اختيارٌ يعكس انتباهاً لبيئةٍ مكانيّة لم تحظَ - على رغم ثرائها الثقافي والطبيعي - باهتمامٍ كافٍ مِن قِبَل فنانينا. صحيحٌ أن هناك كثرة لا بأس بها من الأعمال الفنية، التي سبق وأن سجلت العديد من معالم الجنوب المصري، غير أن أغلبها كان مشدوداً إلى روابط النوستالجيا المصرية القديمة، ليدور في فلك تسجيل شواهد الآثار ومعالم الحضارة. كذلك كان عددٌ لا بأس به من تلك السوابق الفنية مُحَمَّلاً بتَوَجُّهات قومية؛ كتلك الأعمال التي أُنتِجَت بغزارة خلال الخمسينيات والستينيات، لتأريخ مشروعات السد العالي، ونقل `أبي سمبل`، وتوثيق النوبة قبل غرقها.
- باختصار، يتجه `أيمن قدري` في تجربته الحالية صوب الأمكنة الجنوبية، من بوابة الاختيار المتحرر من خطابات الافتتان الحضاري، والتكريس الدعائى، والتوثيق المُمَنهَج. وقد كفلَ له هذا التحَرُّ أن يلتَفِتَ إلى سِماتٍ جمالية، مُستَمَدّة من خصوصيّة هذه الأَمكِنة، على نحوٍ يذكرنا - مع فارق السياق والوسيط والتجربة، وكذا مع فارق المُحَدِّدات الزمنية والنفسية - بما سبق وأن فعله الأديب الراحل `صبري موسى` (1932 - 2018)،الذي استقى من النبع نفسِه خصائص رائعتِه `فساد الأمكنة`، الصادرة طبعَتُها الأولى كاملةً عام 1973؛ وذلك حين اتخذ من جبل `الدرهيب` في الصحراء الشرقية بمصر، ومن معالم `مثلث حلايب`، ومِن طبوغرافيا ساحل البحر الأحمر حدوداً مكانية تدور في فضائِها أحداث روايتِه البديعة.
- صحيحٌ أن عوامل الانتماء لا يمكن إغفالُها في حالة `أيمن قدري`؛ لِكَونِه ابناً شرعياً للجنوب المصري، إلا أننا سرعان ما نلمَسُ وعياً مِن قِبَل الفنان، يكفُل لهذه التجربة حيويّةً تتجاوز اعتيادية الحنين الوفي للبيئة الأم؛ وهو ما يتَّضِح حين نقارن بينها وبين تجارب سابقةٍ، كان الفنان خلالها مهموماً بمعالجة أفكارٍ ومفرداتٍ بصرية مختلفة، وإن اتَّصَلَت بالمصدر الحضاري نفسِه.
- كان `أيمن قدرى` فى تلك المراحل السابقة مهموماً بأفكارٍ مُستَمَدة من طبيعة الوسائط الجرافيكية، التي قطع معها شوطاً طويلاً من المعالجة والتَمَرُّس - بحُكم تخَصُّصِه الأصيل - ولاسِيَّما وسائط الطباعة من الأَسطُح البارزة Relief Printing. وقد تمَكَّن آنئذٍ من المزاوجة بين المقتضيات التقنية والتصميمية التي يفرضُها استخدام هذه الوسائط، وبين صياغته الخاصة لمفرداتٍ بصرية، استقاها مِن الموروث الفني لمصر القديمة، محاولاً تقديم جُمَلٍ بصرية معاصرة، ترتَكِنُ إلى إرثِه الحضاري دون أن تبتَذِلَه بالتكرار والاستنساخ.
- يتَّضِحُ من ذلك بِجَلاءٍ مدى التحوُّل الكبير، الذي تشهده تجربة `أيمن قدري` خلال العرض الراهن؛ إذ هو بذلك لا يُمَثِّل تَحَوُّلاً على مستوى الخامة والوسيط فقط، ولا على مستوى الأفكار والمفردات البصرية فَحَسب، بل يمثل - بالدرجة الأولى - تحوّلاً على مستوى الأسلوب، وهو ما يُشَكِّل عقبةً كأداءَ لمعظم الفنانين، مِمَّن يحرصون على تكريس معالم أسلوبٍ بِعَينِه في ذهن المتلقي، ولاسِيَّما إذا ما كان أسلوباً حقق الفنانُ من خلاله نجاحاتٍ طيبة على مستويات العروض والجوائز والاقتناء.
- هى شجاعةٌ إذَن مِن قِبَل `أيمن`؛ حين يَنضو عن أعمالِه قشرة التنميط الأسلوبي، مُستعيداً مهارات الأداء المستمدة من التقاليد الأكاديمية الراسخة، مُثبِتاً بذلك أن مغامرة التجريب لا تتناقَضُ بالضرورة مع الأصول المنهجية، وأن حرية الفنان في الاختيار والمُراوحة بين الأساليب والوسائط أمرٌ لا يُجافي روح المعاصَرة، إن لم يكُن أحد أخَصّ لوازِمِها الجوهرية.
- والمقارنة بين ما يطرحه `أيمن قدري` في معرضه الحالي، وبين أغلب أعماله السابقة، سرعان من تُنَبِّهنا إلى أمرٍ على درجةٍ كبيرة من الأهمية، وهو ان التحول الملحوظ على أسلوبه من خلال هذا الطرح، إنما هو تَحَوُّلٌ مِن ظاهر المصرية القديمة إلى مَوروثِها المَعيش. بعبارةٍ أخرى، هو تحوُّلٌ من التوظيف المباشر للمفردات المصرية القديمة، إلى معالجة أثر الحضارة المصرية القديمة على تلك البقعة الجنوبية، وإلى التفاعل مع نتائج هذا الأثر، الذي ظل ينضج وَئيداً عبر آلاف السنين، ليُنتِجَ في النهاية هذا المُرَكّب الثقافي الثرى.
- تكشِف تلك المقارنة أيضاً عن أن الأداء الحالي الذي يتبناه الفنان - وإن كان يختلفُ اختلافاً كبيراً عن أداءات المراحل السالفة الذكر - إلا أنه يظل مُتشَبِّعاً ببعض سِمات المرجعية الجرافيكية المشار إليها؛ وهو ما نلحظه على نحوٍ خاص في التأكيد على سِمة التضاد الضوئي/الظلّي Contrast، وفي تحديد الإطار الفراغي لتكوين كلٍ عملٍ من الأعمال، على نحوٍ أقرب ما يكون إلى فلسفة تحديد `اللقطة` Shot و`الكادر` Cadre في تصميمات المألوفة في خلفيات الرسوم المتحركة، وأعمال التصوير الضوئي، وتصميمات المَشاهد السينمائية. كذلك فقد بدا أثرُ هذه المرجعية الجرافيكية على اختياراته اللونية الصريحة، التي لا نشهَدُ فيها لجوءاً لاستعراض الاشتقاقات الثانوية للدرجات اللونية، مستعيضاً عن ذلك باستخدام درجاتٍ ترابية محايدة، لضمان التخفيف مِن أثر الشِدّة اللونية لبعض ألوانه الصريحة، وبخاصةٍ الأحمر والأزرق.
- غير أننا لا يجب أن نُغفِلَ أثر البيئة ذاتِها - إلى جانب تأثير المرجعية الجرافيكية - على هذه السِمات اللونية التي نلحظها في العرض الحالي؛ إذ إن أغلب الألوان التي اعتمد الفنانُ عليها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالسِمات اللونية للبيئة التي يعالجُ مَشاهِدَها، سواءٌ على مستوى البيئة الطبيعية، أو على مستوى الاستخدام الشائع لدى أهل هذه البيئة في استخدامهم ألواناً بِعَينِها، تنتشر في واجهات مبانيهم، ومقتنياتهم الشخصية، وملابسهم، وسائر ما يتصل بمفردات حياتهم اليومية. فاللون في تجربة `أيمن قدري` الحالية يَصِحُّ أن يوصَفَ بِكَونِه (لوناً مكانياً) صِرفاً.
- يستوقفُنا في تجربة الفنان الحالية كذلك ما يمكن أن نَصِفَه بـ(انزياح البطل البشري) عن أغلب المَشاهِد، وهو انزياحٌ يمثل دلالةً مهمة؛ إذ هو ليس غياباً للإنسان عن المَشهَد، بِقَدر ما هو قرارٌ مِن قِبَل الفنان بإسناد دور البطولة إلى المشهد ذاتِه، بِمَعزِلٍ عن الحضور الطاغي للإنسان. وحتى في بعض الأعمال التي يواجهنا فيها بعض الأشخاص متصدراً المَشهَد، نستَشعِرُ أنها مواجهةٌ نابعة مِن صميم الفضاء المَكاني نفسِه، على نحوٍ تكادُ معه الشخصية أن تتحول إلى مفردةٍ من مفردات المكان، وصَدىً مِن أصدائِه.
- إنها أصداءُ تلك الأَمكِنة الجنوبية، التي التَقَطَتها حساسية `أيمن قدري`، لتستعيدَها في جُمَلٍ بصرية، نستَشعِر معها خصوصية هذه الأمكِنة، ونستَجلي مِن خلالها سِماتِها المُرَكَّبة.
بقلم :الناقد والفنان د/. ياسر منجى
أكتوبر 2018
أيمن قدرى فى `كمت -أرض مصر`.. استلهام الفن من التاريخ
- حينما نرتاد معرضا للفن التشكيلي، فإننا نحقق الإشباع لتلك المنطقة داخلنا والتي تشتاق للجمال وتقدره وتجد فيه العزاء مما يحيط بها من متاعب الحياة وهمومها. نرتاد المعارض الفنية لأننا نريد ذلك التجديد الدائم لأنفسنا وبث المزيد من الطاقة والهمة حتي ننهض ونقاوم ونستمر وننجح فى خاتمة المطاف.
-وقليلة هي المعارض الفنية التي تأخذنا لعالم خاص، تستخدم فيه لغة خاصة، لغة غير منطوقة تستخدم الألوان والخطوط لتبث فينا العديد والعديد من المعاني والمباهج التي نريدها. إن معرض الفنان المبدع `أيمن قدرى`، القادم من الجنوب حيث سمرة النيل ونداوته وبكارته في كل شيء، ذلك المعرض الذي يأتي تحت مسمي ` كمت -أرض مصر` والذي أقيم بقاعة قرطبة بشارع الفرات بالمهندسين حتي 15 نوفمبر 2018 يعد تحفة فنية بحق في المحاور التي يتناولها والجوانب التي يغطيها، فلا تملك سوي أن تقف مشدوها أمام لوحاته وأمام زخم التعبير الفنى وجماله ونداوته.
- يتناول المعرض فى ملمح أول حياة البحر ونعجب حينما نري اللوحات تكاد تنطق وهي تنقل لنا لقطات عن المراكب فيها الجمال التلقائي وفيها تلقائية الألوان المبهجة وعلي رأسها الأحمر والأخضر والأزرق في سيمفونية خاصة تتفاعل مع أنغام الطبيعة ممثلة في الشاطيء والماء. ننظر إلي المراكب ونعجب لجمالها ونظافتها وكأنها تعكس لنا نقاء قلوب قاطني الجنوب وبراءتهم وتلقائيتهم الحلوة التي تأسر كل من يتعامل معهم. ونسمع في اللوحات صوت موسيقي المكان، بل يترامي لمسمعنا صوت نداءات أصحاب المراكب وغناء الطيور. لوحات جميلة كما أرادها الفنان المبدع أن تكون فجاءت لتهز مشاعرنا و تدق على قلوبنا بألحان عذبة.
- الملمح الثانى والذي لايزال أثره في نفسي حتي كتابة هذه السطور، هو التعبير عن المكان، حيث نرى في لوحات أخرى داخل المعرض لقطات من داخل المنازل البسيطة ومن خارجها ، حيث نرى أقرب الطيور إلى نفوسنا من دجاج وأوز وبط وكأني بالفنان يريد أن ينقلنا نقلة نوعية إلي عالم الجنوب، حيث البساطة في كل شيء في المنازل وكذلك في شكل المنازل ومعمارها البسيط الذي لاتغفل عنه لمسة الفن إضافة إلى ذلك الدفء في تلك العلاقة بين البشر والطيور الداجنة التي صارت جزءا من عالم هادئ جميل له موسيقاه الخاصة.
- وفى الملمح الثالث داخل هذا المعرض، نرى الحضارة الفرعونية بمبانيها ومعمارها وكأني بالفنان الدكتور `أيمن قدري` يؤكد فكرة التواصل بين الماضي و الحاضر في سلسلة من المواءمة حيث نجد لون المعابد مع لون زرقة ماء النيل والخضرة علي ضفافه في تعبير باللون يربط بإعجاز بين النيل محتضن التاريخ التالد والحاضر المقيم وبين المستقبل القادم، كما لايغفل عنا لون الخضرة المتجددة رمز النماء والانطلاق. هذا وتتراءى أمامنا أحيانا لقطات لصخور وكأنها تنبهنا إلى أن علينا أن نعمل من أجل الغد القادم ومن أجل أن نجد عالمنا مزدهرا نصنع به مثلما صنع الأجداد من التاريخ، عالم نفتت فيه الصخور لصنع حاضر ومستقبل أبهج.
- الملمح الرابع والأخير هو عربة قصب السكر، أقصد العربة الكارو التي تحمل قصب السكر و التي أري أنها من اللوحات الرائعات، حيث تلخص لنا أن مصر أحلي بأهلها وأننا سنري مستقبلا حلوا بطعم السكر، و لعل الفنان يريد أن يعبر من خلال هذه اللوحة علي الثمرة بعد الكد وحلاوة النتيجة . تنتهي جولتي في معرض `كمت -أرض مصر للفنان المبدع ` أيمن قدرى ` ولا تنتهى مابنفسى من معان أثارها هذا المعرض.
بقلم : محسن صالح
يناير 2019
أيمن قدرى يعود إلى الجذور وينحاز إلى الطبيعة على حساب البشر
- هو واحد من الفنانين الذين يفاجئون زوّار معارضهم بجديد يختلف من معرض الى آخر. فعلى الرغم من كون الفنان التشكيلى الدكتور أيمن قدري واحداً من الفنانين الذين يجيدون فن الغرافيك، وسبق أن أقام أكثر من معرض لهذا النوع، لا سيما أنه أستاذ الجرافيك فى كلية الفنون الجميلة فى الأقصر، لكنه اختار هذه المرة أن يعبّر عن موضوعه الذى حمل عنوان `كمت... أرض مصر`، من خلال رسم الشخصيات والأماكن التي تعبر عن جنوب مصر، بسماتها المميزة... ففي اللوحات العشرين التي تغطي جدران غاليري قرطبة، الذى استضاف هذا المعرض، نجد أن هذه الأعمال تعبّر عن مفردات بيوت الصعيد، لا سيما الجزء المخصص للفرن، وجواره زير الماء، إضافة الى الطيور التى تملأ جنبات هذا المكان. وفى لوحة أخرى نتوقف عند الشيخ الذى يغزل على النول، و`كمت` تعنى الأرض السوداء أو الأرض الخصبة.
- لقد استطاع أيمن قدرى أن ينقل تفاصيل مفردات عالم الجنوب الذى عاش فيه، ببراعة شديدة، وهو ما جعل الناقد الدكتور ياسر منجى فى تحليله لهذا المعرض، يؤكد أنه حين `نستعمل وصف الأمكنة الجنوبية، فإنما نعنى حصراً تلك البقاع من أرض مصر، التى تتماهى فيها جملة من الثقافات المحلية ذات الخصوصية الموغلة فى القِدم والحضارة، والتى انصهرت معاً على مهل فى بوتقة تاريخية عتيقة، ليلتحم فيها الصحراوى بالنيلى، وليتناغم فيها البحرى بالزراعى، ولتتقاطع فيها سبل عربية وإفريقية ومصرية قديمة، لتنتج مزيجاً متّسقاً ينطوى على سمات مشتركة`.
- وعن أهمية هذا المعرض الغني بالتعبير عن مفردات شديدة الخصوصية، يقول الدكتور ياسر منجي: `يدعونا هذا المعرض إلى تأمل دلالة اختيار الفنان أيمن قدرى لموضوعه، فقد آثر أن يتخذ من هذه الأمكنة مسرحاً للأداء البصري، إذ هو اختيار يعكس انتباهه لبيئة مكانية لم تحظَ - على الرغم من ثرائها الثقافى والطبيعى - باهتمام كافٍ من جانب فنانينا. صحيح أن هناك كثرة لا بأس بها من الأعمال الفنية، التى سبق أن سجلت العديد من معالم الجنوب المصرى، غير أن أغلبها كان مشدوداً إلى روابط النوستالجيا، أى الحنين الى المصرية القديمة، ليدور فى فلك تسجيل شواهد الآثار ومعالم الحضارة. كذلك كان عدد لا بأس به من تلك السوابق الفنية محمّلاً بتوجّهات قومية، كتلك الأعمال التي أُنتجت بغزارة خلال الخمسينيات والستينيات، لتأريخ مشروعات السد العالى، ونقل` أبى سمبل`، وتوثيق النوبة قبل غرقها. باختصار، يتجه أيمن قدرى فى تجربته الحالية، صوب الأمكنة الجنوبية من بوابة الاختيار المتحرر من خطابات الافتنان الحضاري والتكريس الدعائى والتوثيق الممنهج، وقد كفل له هذا التحرر أن يلتفت إلى سمات جمالية مستمدة من خصوصية هذه الأمكنة، على نحو يذكّرنا - مع فارق السياق والوسيط والتجربة، وفارق المحددات الزمنية والنفسية - بما سبق وفعله الأديب صبري موسى 1932- 2018، الذى استقى من النبع نفسه خصائص رائعته ` فساد الأمكنة` الصادرة طبعتها الأولى عام 1973، وذلك حين اتخذ من جبل الدرهيب فى الصحراء الشرقية فى مصر، ومن معالم ` مثلث حلايب وشلاتين`، ومن طوبوغرافيا ساحل البحر الأحمر، حدوداً مكانية تدور في فضائها أحداث روايته البديعة، وهو أيضاً ما فعله أيمن قدرى فى هذا المعرض، حين قرّبنا من عالم الجنوب بكل تفاصيله وأساليب حياته`.
- ولعل الملاحظة الجديرة بالتسجيل فى هذا المعرض، هي ندرة العنصر البشري، المتوافر فى لوحات محدودة، بينما الغالبية للطبيعة الصامتة ومشاهد البيوت، فهذا انحياز واضح الى مفردات البيئة بتنويعاتها المختلفة، لا سيما فى الأقصر وأسوان.
- فى هذا المعرض، أجاد الفنان أيمن قدري استخدام الأحبار والألوان المائية في التعبير عما يريد، فهو هنا يسجل عبق التاريخ والمظاهر الإنسانية والحياتية المختلفة من ملابس وعادات وتقاليد...
- كما خرج في هذا المعرض عن تخصصه المحبّب إليه، سواء في معارضه أو أبحاثه، وهو فن الغرافيك، إذ سبق له أن أقام العديد من المعارض الغرافيكية، التي استخدم فيها الطائر بأشكال ورموز متعددة، فالطائر يختلف في مدلولاته من حضارة إلى أخرى ومن بلد الى آخر، كما أن للموروث الثقافي والحضاري والشعبي تأثيراً في هذا الاختلاف في العصور القديمة والحديثة، كذلك له أبحاث مهمة في هذا المجال، منها بحثه ` المعالجة الفنية للطائر في فن الغرافيك من القرن الخامس عشر حتى القرن العشرين في مصر وأوروبا`، وفيه ركز على عنصر الطائر وأهميته كعنصر تشكيلى فى الأعمال الغرافيكية، ومدى استفادة الفنانين من هذا العنصر وإمكانية توظيفه فى أعمال الحفر والطباعة، ليخدم القيم الجمالية والتشكيلية فى العمل الفنى.
-حصل الفنان أيمن قدري على العديد من الجوائز خلال مسيرته الفنية، كما أنه عضو فى لجنة الفنون التشكيلية في المجلس الأعلى للثقافة، وعضو لجنة المقتنيات فى وزارة الثقافة، والمدير التنفيذى لمركز تنمية الحِرف التقليدية والصناعات والمشروعات الصغيرة فى جنوب الوادى، ومنظّم ملتقى الأقصر الدولى للغرافيك، وعضو لجنة تحكيم الملتقى الإبداعى الثانى عشر للجامعات العربية 2016.
بقلم : طارق الطاهر
18 -11 -2018
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث