`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
حسن فتحى
مكتبة الإسكندرية تعلن الفائزين بجائزة حسن فتحى للعمارة
* تقيمها سنويا إحياء لتراث ` معمارى الفقراء `..
- فاز الدكتور صالح لمعى، رئيس مركز إحياء تراث العمارة الإسلامية فى مصر، بالجائزة الأولى لمسابقة حسن فتحى للعمارة، التى تنظمها مكتبة الإسكندرية سنويا،فى مجال الحفاظ على التراث المعمارى عن مشروع ` ترميم وكالة بازرعة ` لاستخدامه المنهجية والمدخل العلمى للتوثيق والترميم .
- ومنحت لجنة التحكيم الدولية جائزتين تقديريتين، الأولى: للمهندس عماد فريد والمهندس رامز عزمى، عن مشروع `فندق البابنشال بسيوة `، للرؤية المستقبلية التى تم اتباعها فى الترميم وإعادة الاستخدام لأنقاض شالى وتحويلها إلى مشروع ذى استدامه اقتصادية، والثانية للدكتور علاء الحبشى، عن مشروع ` ترميم بيت الرزاز `، للتدخل الحساس والمرهف فى عملية الترميم وتحديدها إلى أقل حد ممكن للحفاظ على أصالة المبنى التاريخى.
- وقال الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية رئيس لجنة تحكيم الجائزة لـ `الشرق الأوسط ` : إن `المكتبة منحت جائزة خاصة إلى الدكتور يحيى محمد الزينى، تكريما لدوره فى دعم مسيرة العمارة والفنون`، مشيراً إلى أن جائزة التميز المعمارى فى مجال العمارة ذهبت إلى 3 فائزين، هم : الدكتور على رأفت، لإسهاماته فى مجال التعليم والإشراف على الكثير من الرسائل العلمية وتكريس العقدين السابقين لنشر أفكاره بين الطلبة والمجتمع بصفة عامة، والدكتورة زكية شافعى، لتفانيها فى مجال تصميم مبانى الرعاية الصحية ومشاركتها فى الاتحاد الدولى للمهندسين المعماريين، والمهندس صلاح حجاب، لإسهامه فى زيادة الوعى العمرانى والمعمارى لدى الجمهور من خلال مقالاته الأسبوعية فى الصحف القومية .
- وأشار سراج الدين إلى أن الجائزة الأولى فى فرع مشاريع الإسكان منخفض التكاليف حجبت، بينما حصلت 4 مشاريع مصرية على جوائز تقديرية،هى :مشروع حدائق زايد، باعتباره قائما على الابتكار فى الفكرة المعمارية التى تركز على التدرج الفراغى بين الفراغات الداخلية والخارجية فى الإسكان منخفض التكاليف، وحصل مشروع قرية الصيادين بالمكس على جائزة تقديرية لإسهامه فى تمكين المجتمع المحلى بالإسكندرية من المشاركة فى تحسين البيئة العمرانية، عن طريق الفنون الاحتفالية .
- وقال سراج الدين : `حصل مشروع قرى الظهير الصحراوى بسوهاج على الجائزة التقديرية لاتباعه منهج التخطيط على مراحل`، مشيراً إلى أن مجلة `مجاز` حصلت على جائزة حسن فتحى للتأليف والإصدارات الدورية لتنوع موضوعاتها وتغطيتها التحليلية الناقدة فى مجالات التصميم المختلفة .
- وقد أقيمت الاحتفالية للعام الثانى على التوالى، بالتعاون مع لجنة العمارة بالمجلس الأعلى للثقافة، بهدف الارتقاء بالعمارة المصرية المعاصرة وتشجيع المهندسين المعماريين المصريين وتكريمهم .
- وتقدم للجائزة هذا العام 24 مشروعا فى فروع الإسكان منخفض التكاليف والحفاظ على التراث المعمارى، و7 متقدمين لجائزة إنجازات المسيرة المهنية، وتنافس 60 كتابا ودورية وموقعا إلكترونيا فى فرع التأليف المعمارى.
- وضمت لجنة التحكيم ممثلين من مكتبة الإسكندرية، ولجنة العمارة بالمجلس الأعلى للثقافة، وجائزة ميس `فان دروه `للعمارة بإسبانيا، وجائزة الأغاخان للعمارة، وجمعية المعماريين المصريين، ونقابة المهندسين، ونخبة من أساتذة العمارة بالجامعات المصرية .
- وتضم لجنة تحكيم جائزة حسن فتحى للعمارة نخبة من أفضل المعماريين فى العالم، وكان يرأسها هذا العام الدكتور إسماعيل سراج الدين، وضمت كلا من : جورج عربيد، وحاتم الطويل، وراسم بدران، وسامح العلايلى، وسمير ربيع، وسوها أوزكان، وسيف الله أبو النجا، وعبد الله عبد العزيز، وعلى جبر، وفاروخ ديراخشانى، ولويس هورتيت، ومراد عبد القادر، وممدوح عبد الكريم .
- أما مقرر الجائزة فهو خالد عصفور، ومنسق الجائزة صلاح زكى ومحمد عوض، مدير مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط .
- تقام هذه المسابقة سنويا لتشجيع المعماريين المصريين على استلهام روح شيخ المعماريين حسن فتحى الذى أسس مبدأ `عمارة الفقراء ` واعتمد فى تصميماته على التناغم بين البناء والبيئة مما جعله محط أنظار المعماريين فى العالم .
داليا عاصم
2010/12 /22 - الشرق الأوسط
قرية حسن فتحى بالقرنة تستغيث باليونيسكو لإنقاذ ما تبقى منها
* تحفة معمارية من الطوب `اللبن ` ضربها الإهمال وتجاهل المسؤولين..
- كانت المتانة والدقة الهندسية لمخازن قمح `الرامسيوم` بمدينة الأقصر المصرية، المبنية من الطوب اللبن والمسقوفة بالقباب المبنية منذ أكثر من 3000عام، سببا رئيسياً وراء إصرار المهندس العالمى حسن فتحى على بناء قرية القرنة الجديدة بمكونات من الطوب اللبن والطين .
- وعلى بعد أمتار قليلة من المدخل الغربى لمدينة الأقصر، تقبع قرية القرنة الجديدة أو قرية `حسن فتحى`، صامدة بما تبقى بها من بيوت طينية أثرية، تتحدى الانقراض والعوامل الجوية والبشرية..ولكنها تبحث عن منقذ يعيد ترميمها، وينقذها من تجاهل المسؤولين وتحرش المعتدين بمبانيها،على الرغم من تجريم القانون لهدمها أو التعرض لها بسوء.
-القرية أنشأها المهندس العالمى حسن فتحى فى أربعينات القرن الماضى للمهجرين من المقابر الفرعونية بالبر الغربى بالأقصر، وذلك من أجل إنقاذ المقابر الفرعونية من السرقات والتعديات التى كانت تتم فيها، ولتوطين 7 آلاف أسرة صدر قرار بتهجيرهم من المقابر، وإقامة مساكن بديلة لهم.
- ولما كان حسن فتحى مختلفا عن أقرانه من المهندسين والبنائين الذين يكتفون برص الأحجار لتعلية الأبنية، نظرا لعشقة للتراث الإنسانى المصرى والإسلامى، فقد حرص على أن يتفاعل مع الأهالى المتضررين والمهجرين من القرنة القديمة، واستمع إلى مطالبهم واحتياجاتهم فى مساكنهم الجديدة، ودرس الميول النسبية والحضارية للأهالى لكى تتواءم البيوت الجديدة مع أذواقهم واحتياجاتهم.
- بدأ حسن فتحى المرحلة الأولى من مشروع بناء القرية ببناء 70 منزلا، حمل كل منزل منها سمة مميزة عن المنزل المجاور له حتى لا يختلط الأمر على سكان القرية، مما وفر عليه استخدام لافتات للبيوت .
- واعتمد فتحى فى تصميم المنازل على الخامات والمواد المحلية، وظهر تأثير العمارة الإسلامية واضحا على طبيعة منازل القرية، ومن تلك العناصر مراعاة الخصوصية، حيث الأبواب التى تنفتح على اتجاهات لا تكشف الرؤيا على ما بداخل المنزل.. ولكن أبرز العناصر كانت القباب الرائعة التى تعلو المنازل، بدلا من الأسقف التى تعتمد على الألواح الخشبية أو الأسياخ الحديدية المعتادة .
- وأظهرت تلك القباب بوضوح أن روح الفنان لم تتخل للحظة واحدة عن حسن فتحى، أو تتوارى خلف صلف الحسابات الهندسية الدقيقة، إذ أن معايير الدقة لم تطغ على اهتمامه باللمسة الجمالية أو التناغم مع البيئة ومع ساكنى البيوت.
- وظهر ذلك الاهتمام أيضا فى تخصيص فتحى بابا إضافيا بالمنازل والحيوانات والماشية،التى يقتنيها سكان المنطقة، كنوع من أنواع العزل الصحى، حفاظاً على سلامة الأفراد.
- وعلى الجانب التعليمى قام فتحى بتشييد 3 مدارس بالقرية، للأولاد، والثانية للبنات، أما الثالثة فكانت مدرسة لتعليم الحرف اليدوية التى اشتهرت بها منطقة القرنة، مثل الألباستر والغزل والنسيج وصناعة منتجات النخيل، كما حاول من خلال هذه المدرسة الحفاظ على روح الإبداع الفرعونية فى الأجيال الجديدة .
- ومثلما اهتم فتحى بالجانب التعليمى لم يغفل الجانب الدينى الذى يميز أهل القرية،أو الجانب الترفيهى لتعويضهم عن منازلهم التى تم تهجيرهم منها عنوة.. فعمل فتحى على إنشاء مسجد كبير فى مدخل القرية حمل أجمل الطرز المعمارية فى تصميمه، فقد تأثر فيه بالفن المعمارى الطولونى ممتزجا مع الفن الفاطمى، إلا أن المسجد عانى كثيرا من تحرش وزارة الأوقاف به وتدميرها للشكل المعمارى الإسلامى.. وعن الجانب الترفيهى قام فتحى بإنشاء قصر ثقافة حمل اسمه، ومسرح مبنى على الطراز الرومانى، إلى جانب حمام سباحة.
- أحمد عبد الراضى مسؤول مشروع الترميم بالقرية، وأحد سكانها، يقول لـ ` الشرق الأوسط ` : `سكنت فى هذه القرية منذ كان عمرى 10 سنوات، بعد تهجيرنا من المقابر الفرعونية التى كنا نقيم بها منذ القدم، وقد شعرنا بالارتياح فى هذه القرية لأنها حملت نفس الطابع الذى كنا نعيش فيه` .
- ويشير عبد الراضى إلى أنه على الرغم من قيام عدد كبير من أهالى قرية حسن فتحى بهدم منازلهم الطينية وبنائها بالإسمنت، فإن المنازل المتبقية ما زالت لها مكانتها وأهميتها لدى من يفهمون طبيعتها،فهناك الكثير من أثرياء العالم يطالبون بناء منازل مبنية من الطين، لأنهم شعروا بقيمة هذه العمارة .
- ويشكو عبد الراضى من أن المسجد تم تدمير عمارته الإسلامية، والمسرح مهمل، والسوق السياحية تحولت إلى مخزن للأسمدة ومأوى للحشرات، والسوق العامة تقاسمها مجلس المدينة وشركة المطاحن لإنشاء جراج (مرآب) ومخزن .
- وأكد عبد الراضى أنه قام بعمل أفلام تسجيلية عن قرية القرنة الجديدة ( حسن فتحى )، وقال : ` لقد تقدمت باستغاثة للمسؤولين أكثر من مرة أنا والمهتمون بالتراث القديم لإنقاذ ما تبقى من قرية حسن فتحى ، إلا أن المسؤولين هنا لا يستجيبون، كما قمت بمخاطبة هيئة اليونسكو من خلال الأفلام التسجيلية التى قمت بإنتاجها لتبنى مشروع ترميم قرية حسن فتحى ، لأنها تراث معمارى لا يعوض `.
- أما الدكتور عماد أبو بكر، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة بالأقصر، فيقول : ` لا ننكر أن اليونيسكو لها دور كبير فى محاولة ترميم بيوت قرية حسن فتحى، فاليونيسكو أسهمت معنا بـ 9000 دولار قمنا من خلالها بترميم الخان ، لكن مطلوب دور أكبر من اليونيسكو لإنقاذ ما تبقى، فالحكومة المصرية لا تفكر فى ترميم القرية أو حتى محاولة إنقاذها من الضياع، لذا نناشد هيئة اليونيسكو، مرة أخرى، لإنقاذ قرية حسن فتحى، كما نعدهم بأن الوضع قد تغير كثيراً بعكس الأيام الماضية التى كانت الحكومة تقف عقبة أمام تطوير القرية، وتبحث لنفسها عن مكاسب مادية من اليونيسكو من وراء مشروع الترميم`.
- وكشف دكتور أبو بكر النقاب عن تقرير قامت بإعداده الدكتورة ليلى الوكيل من جمعية محبى حسن فتحى بجنيف، أدانت فيه موقف المسؤولين المصريين تجاه قرية حسن فتحى، وقيامها بالبناء فوق منازل القرية.
- أما محمود أحمد، ساكن آخر بالقرية، فيقول : ` لم يتبق من بيوت القرية منذ نشأتها سوى 16 بيتا فقط، بعد انهيار الكثير منها واتجاه الأهالى إلى البناء بالخرسانة.. وهو ما أدى إلى تشويه المنظر والطابع الجمالى والمتميز للقرية `.
- يضيف محمود : ` إن السكان على الرغم من ذلك يعلمون تماما قيمة تلك المبانى وعبقريتها الهندسية، ولعل من أبرز مميزات تلك البيوت أن هواءها طيب صيفا وشتاء، ولا تحتاج بأى صورة إلى مبرد هواء أو تدفئة على الرغم من تقلب الأحوال الجوية خارجها..ففى الصيف تعمل حوائط هذه البيوت، التى يصل عرضها إلى 80 سنتيمترا وارتفاعها إلى 3.5 مترا، على امتصاص أشعة الشمس وحجبها عن دخول المنازل، وفى الشتاء تعمل كعازل طبيعى لمنع دخول التيارات الباردة إلى غرف المنزل`.
- ولفت محمود إلى أن مزايا هذه المنازل تشمل المنظر الجمالى البديع والتشكيلات الزخرفية الرائعة لمداخل البيوت، وانخفاض تكلفتها مقارنة بالمنازل الإسمنتية، لما تتمتع به البيوت الطينية من توافر الخامات المحلية المستخدمة فى البناء. بالإضافة إلى نظام التهوية والإضاءة الطبيعية، التى تتم عبر فتحات ضيقة فى أسقف الغرف فى اتجاه هبوب الرياح الشمالية والشمالية الغربية، كما أن هناك فتحات فى السقف تعمل على تخليص الغرفة من الهواء الساخن . وفى بنائه لقرية القرنة، لم يتجاهل حسن فتحى التراث المعمارى الخاص بالقرنة القديمة، وقام بإنشاء أبراج للحمام `والمزيرة ` المخصصة لوضع جرة المياة والزير، بالإضافة إلى حوش أو حظيرة للحيوانات، وأشجار حول المنزل .
- يذكر أن المهندس حسن فتحى من مواليد محافظة الإسكندرية فى مارس (آذار) عام 1900، وهو حاصل على دبلوم العمارة من المهندس خانة ( كلية الهندسة حاليا) بجامعة الملك فؤاد الأول ( جامعة القاهرة حاليا) فى عام 1926.
- وتدرج فتحى بعدد من المناصب الوظيفية المحلية والعالمية، منها رئيس مشروع تجريبى للإسكان تابع لوزارة البحث العلمى بالقاهرة ومستشار لوزارة السياحة، وخبير بمنظمة الأمم المتحدة فى مشروع التنمية بالمملكة العربية السعودية. كما حصل على عدد من المناصب الشرفية، منها عضو المجلس الأعلى للفنون والآداب، وعضو شرف مركز الأبحاث الأميركية، ورئيس لمجمع المائدة المستديرة الدولية لتخطيط عمارة القاهرة بمناسبة عيدها الألفى، وعضو شرف المعهد الأميركى للعمارة، ورئيس شرف المؤتمر العام للمعماريين المصريين، وعضو لجنة تحكيم جائزة الآغاخان فى العمارة، وله أكثر من 160 مشروعا معماريا.
- كما حصل حسن فتحى على الكثير من الجوائز والأوسمة، منها جائزة الدولة التشجيعية للفنون الجميلة عن تصميم وتنفيذ قرية `القرنة الجديدة `، وكان أول معمارى يحصل على تلك الجائزة .
- وتوفى فتحى بالقاهرة فى 30 نوفمبر ( تشرين الثانى ) 1989، بعد أن ترك إرثا هندسيا يدرس فى كل أنحاء العالم .
يوسف رجب
جريدة الشرق الأوسط - 13 /8/ 2011
حسن فتحى .. فيلسوف عمارة الفقراء
- نمر بذكرى ميلاد المعمارى العالمى حسن فتحى 113عاما فهو من مواليد 1900 وتوفى عام 1989 بعد حياة حافلة بالإنجازات المعمارية والفكر المعمارى السابق لعصره وأصبح يدرس الآن فى كل جامعات العالم، ايضا عددا كبيرا من الكتب المهمة فى العمارة مثل `قصة مشربية` وقصة ` Le Pays d`Utopie ` فى مجلة `La Revue du Caire ` وكتاب `عمارة الفقراء` وكتاب `العمارة والبيئة` وكتاب `الطاقة الطبيعية والعمارة التقليدية : مبادئ وأمثلة من المناخ الجاف الحار` إضافة للكثير من الأبحاث فى مجال العمارة والإسكان والتخطيط العمرانى وتاريخ العمارة بالإنجليزية والفرنسية والعربية.
-قيمة حسن فتحى تجلت نتيجة اختلافه عن مجايليه من المعماريين الذين تأثروا بالفكر الغربى فى البناء والعمارة بشكل مبالغ فيه فكان أول من حلل هذه النزعة الغربية لدى مجايليه قائلا : `الحداثة لا تعنى بالضرورة الحيوية، والتغير لا يكون دائما للأفضل، ومن محاربى الثقافة الغربية الدخيلة فى العمارة العربية ليسبق عصره ويعمل على تأكيد التكامل ما بين الإنسان وبيئته ليؤسس بذلك منهج عمارة الفقراء، الذين يبنون بيوتهم بأقل تكلفة وبخامات بيئية، فاختطف الأثرياء الفكرة، فهو صاحب مقولة : `هناك 800 مليون نسمة من فقراء العالم الثالث محكوم عليهم بالموت المبكر بسبب سوء السكن، هؤلاء هم زبائنى`.. كذلك صرح من قبل قائلا: `كمهندس، طالما أملك القدرة والوسيلة لإراحة الناس فإن الله لن يغفر لى مطلقاً أن أرفع الحرارة داخل البيت 17 درجة مئوية متعمدا`.
المسيرة العلمية لشيخ المعماريين يقسمها الباحثون إلى خمس مراحل، الأولى كانت بعد تخرجه مباشرة عام 1926من جامعة فؤاد الأول وهى التى اتبع فيها النموذج العربى، التى امتدت إلى عام 1937، أما المرحلة الثانية والواقعة ما بين عامى 1937، 1956فهى التى بدأ فيها اكتشاف المسلح المعمارى المحلى، وعكف على دراستها وإجراء تطبيقات عليها وكان من أبرز مشاريع هذه المرحلة قرية القرنة التى بناها عام 1946 وهى من أشهر أعماله التى روى قصة بنائها فى كتابه `عمارة الفقراء` مما شد الانتباه العالمى إلى فكره وفلسفته المعمارية، وقد تم بناء بعض المبانى الخدمية و130 منزل من أصل 900 منزلاً كان من المخطط بناؤها، أما المرحلة الثالثة فهى مرحلة اليونان، التى كان يعمل بها وأنجز فيها العديد من المشاريع وشارك فى مشروع مدينة المستقبل، إلى أن جاءت أكثر مراحله إنتاجا وإبداعا وتنظيرا وهى المرحلة الرابعة التى شهدت ميلاد مشروعه الشهير `قرية باريس` التى استطاع فيها الوصول إلى خفض هائل لدرجة الحرارة يصل إلى 15 درجة مئوية ما بين داخل الفراغ وخارجه، باستخدام أساليب التهوية الطبيعية لمبنى السوق وتم بناؤها بالطوب الرملى، هذه المرحلة هى الواقعة بين عامى 1963، 1980وبالطبع بعد ذلك كان قد تقدم العمر به وقلت مشاريعه فى هذه المرحلة الأخيرة والخامسة، غير أنها تمخضت عن مشروع دار السلام فى نيومكسيكو الأمريكية، عبر هذه المراحل خلف فتحى تراثا معماريا مليئًا بالأيقونات المعمارية مثل فيلا جرافيس وهى أول منزل يستخدم فيه عناصر جديدة مثل الفناء المركزى والفصل بين المساحات العامة والخاصة والمقعد والمشربية وذلك خلافا لأعماله السابقة التى كان يغلب عليها النمط المعمارى العالمي، ومنزل الجمعية الزراعية فى بهتيم 1941 منزل للجمعية الزراعية الملكية فى بهتيم، وهو أول مشروع يستخدم الطين فى بنائه وبسببه اتجه إلى اكتشاف تقنيات البناء النوبية لإنشاء القبة والقبو، وفيلا عزيزة هانم حسنين، وهى أول مشروع يستخدم فى بنائه الحجر، ومسجد فى البنجاب بالهند واستخدم فيه لأول مرة بلاطات مطوية خفيفة الوزن Baratsi truss لتغطية السقف.
- حصل حسن فتحى على عدد ضخم من الجوائز المحلية والعربية والدولية منها: الجائزة التشجيعية عام 1959 وكان أول معمارى يحصل عليها عند تأسيسها كما حصل فى العام نفسه على ميدالية وزارة التربية والتعليم، وفى عام 1960 حصل على ميدالية الآثار المصرية، وفى 1967حصل على جائزة الدولة التقديرية للفنون الجميلة، وبعد ذلك بعام حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
- وفى عام 1980 حصل حسن فتحى على جائزة الرئيس من منظمة أغاخان للعمارة، كما كان أول فائز بجائزة نوبل البديلة وهى جائزة يقدمها البرلمان السويدى فى اليوم السابق على توزيع جوائز نوبل، وفى العام نفسه حصل على جائزة بالزان العالمية من إيطاليا وفى عام 1984حصل على الميدالية الذهبية الأولى من الاتحاد الدولى للمعماريين فى باريس والذى يضم ممثلين من 98 دولة وفى عام 1987 حصل على جائزة لويس سوليفان للعمارة من الاتحاد الدولى للبناء والحرف التقليدية وبعد ذلك بعام حصل على الجائزة التذكارية لكلية الفنون الجميلة بالمنيا وكان هذا أول تكريم من محفل أكاديمى مصرى يحصل عليه فى حياته وكان ذلك قبل وفاته بعام واحد، وفى العام الذى توفى فيه 1989 حصل على جائزة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.
- شغل حسن فتحى عددا من الوظائف والمناصب خلال حياته التى شارفت على قرن من الزمان، فبعد تخرجه فى جامعة فؤاد الأول عام 1926 من قسم العمارة، عمل بالمجالس البلدية ثم مدرسا بكلية الفنون الجميلة، ثم رئيسا لإدارة المبانى المدرسية، ثم خبيرا بمنظمة الأمم المتحدة لإعانة اللاجئين، ثم أستاذا بكلية الفنون الجميلة قسم العمارة حتى عام 1957 .
- ثم خبيرا فى مؤسسة `دوكسياريس` للتصميم والإنشاء فى أثينا، وخبيرا فى الأمم المتحدة فى مشروع التنمية بالسعودية عام 1966، وأستاذا زائرا فى قسم تخطيط المدن والعمارة بجامعة الأزهر من 1966 إلى 1967، ثم عمل خبيرا بمعهد أولاى استفسون فى جامعة شيكاغو، وأستاذا زائرا للإسكان الريفى فى كلية الزراعة بجامعة القاهرة منذ 1975 إلى 1977.
- شغل حسن فتحى عدة مناصب شرفية، منها عضو فى المجلس الأعلى للثقافة ومركز الأبحاث الأمريكية وعمل رئيساً لمجمع الدائرة المستديرة الدولية لتخطيط عمارة القاهرة وعضواً بالمعهد الأمريكى للعمارة ورئيساً شرفياً للمؤتمر الدائم للمعماريين المصريين الأول من 1985 إلى 1986 والثالث عام 1987 والرابع عام 1988 وفوق هذا كان عضواً فى لجنة تحكيم جائزة الأغاخان فى العمارة من 1976 إلى 1980.
-عن فلسفة حسن فتحى المعمارية وتطورات الموقف لقريته بالأقصر يقول المعمارى طارق المرى خبير ترميم المبانى الأثرية باليونسكو: هو أول معمارى فى العالم يتحدث عن التعاون فى البناء أو المشاركة الشعبية أيضا هو من تحدث عن العمارة الخضراء والتنمية المستدامة المعمارية فى العالم والتى لم تعرف كعلم ومنهج فى العمارة إلا فى بداية السبعينيات! ثم فى بداية الثمانينيات أصبحت التنمية المستدامة هى الهدف المعمارى الرئيسي...فحسن فتحى معمارى سبق عصره بأربعين عاما على الأقل فى هذا الفكر.
- وأكمل: كان لحسن فتحى كلمة شهيرة فى ذلك وهى ` واحد مايعرفش يبنى بيته إنما العشرة يبنوا عشر بيوت ` أى التعاون بين الناس يستطيعون بناء بيوتهم بنفسهم دون الاستعانة بالمقاولين ودون الحاجة لصرف مبالغ طائلة فى بناء البيت، كذلك باستخدام المواد الطبيعية من البيئة المحيطة بهم التى هى الأفضل من مواد أخرى غريبة على البيئة، فعلى سبيل المثال سكان الإسكيمو يبنون بيوتهم من الثلج! فهم ينحتون بيوتهم فى الثلج ليحميهم من الصقيع، لأن الثلج فى حد ذاته يكون عازلا للبرودة بالتالى يعزلهم عن الجو الخارجين نفس الموضوع بالنسبة لنا نحن سكان المناطق الحارة، نحتاج للمواد الطبيعية ببيئتنا مثل الرمل أو الطين أو الحجر التى تعزل الحرارة وتجعل داخل المكان أقل بحوالى عشرين درجة عن خارجه، بالتالى الإنسان يشعر بالراحة داخل منزله ولا يحتاج إلى أجهزة التبريد، هذا الفكر هو الذى عاش به العالم حتى اكتشاف الكهرباء واختراع المواد الحديثة للبناء فأصبحت اليوم استورد مواد البناء بتكاليف باهظة ولا تتناسب مع بيئتنا وكذلك أجهزة التبريد التى أشتريها لأستهلك كمية كبيرة من الكهرباء !.. فأصبحنا نشترى الداء ونصرف عليه ونشترى الدواء أيضا.
- وعن نظرية التنمية المستدامة التى أوجدها حسن فتحى قال: فإنها تقوم على التكامل بين الإنسان وبيئته المحيطة به، بحيث يكون المبنى مبنى من مواد طبيعية متصالحة مع البيئة وفى نفس الوقت لو تم هدمه فيكون عاد للبيئة مرة أخرى دون أية خسائر أو إضرار بالمكان، وكذلك صرف أقل القليل من المال.
- وأردف: قرية حسن فتحى الجديدة أو القرنة بناها عام 1946لينتقل إليها سكان قرية القرنة التى كانت على الجبل حرصا على الآثار الموجودة هناك، فى هذا الوقت كان فكر حسن فتحى فى بداياته..فالمبانى الآن تعانى من المياه الجوفية وسوء استخدام الأهالى للمبانى فمثلا يستخدمون مداخل البيوت ذات الأسقف القوسية كجراج لسياراتهم، بالتالى هذه السيارات تحتك بالأعمدة، كذلك رصف الشوارع على منسوب عالى عن المبنى بالتالى أصبح المبنى مكان تجمع المياه بدلا من أن يعزل عن المياه، أيضا عدم وعى الأهالى بترميم المبنى بالتالى يتم هدم البيت وبناء آخر بالخراسانة، فالمسجد تم تدمير عمارته الإسلامية، والمسرح مهمل، والسوق السياحية تحولت إلى مخزن للأسمدة ومأوى للحشرات، والسوق العامة تقاسمها مجلس المدينة وشركة المطاحن لإنشاء جراج ومخزن، كل هذه المشاكل ليست متعمدة إنما هى ناتجة عن عدم وعى الأهالى بطبيعة مبانيهم إضافة إلى غياب الصيانة عن البيوت نتيجة العوامل البيئية المحيطة.
تغريد الصبان
روز اليوسف - الاربعاء 3/ 4/ 2013
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث