`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
طه إبراهيم العدوى
زهدى العدوى ... أغنية للحرية
** يعد الفنان زهدى العدوى شيخ الكاريكاتير السياسى المصرى.. وهو أحد الأقطاب الكبار لهذا الفن المشاكس.. وزهدى أيضا كاتب ومثال ورسام أطفال.. لا تخضع مكانته فى تاريخ الفن المصرى المعاصر لأي مقياس بتعبير الكاتب صلاح حافظ ..`فهم حالة فنية نادرة فريدة.. تستعصى على التصنيف والترتيب والتقييم والفهرسة .. لا يمكن أن ننسبه إلى مدرسة فنية بالذات .. لأنه لم يأخذ عن أحد ولا يمكن أن نعتبره هو نفسه مدرسة لا أحد لم يجرؤ أن يقلده `.
** كان مقتنعا بأن فن الكاريكاتير لابد أن يؤدى فى زيادة الوعى وإدراك الواقع الاجتماعي لهذا كان إنتاجه الكاريكاتيري يجمع بين المتعة والنقد الصادق لأوضاع الحياة .
- فى عام 1917ولد ` طه إبراهيم العدوى` الملقب بزهدي فى مينا القمح من محافظة الشرقية لكن قضى معظم طفولته بمدينة الزقازيق .
- كان والده مصورا بارعا يمتلك استديو للتصوير ويعد من اشهر مصورى الشرقية وكان يتابع العديد من المجلات ويحتفظ بها مثل `خيال الظل` والكشكول ` والفكاهة `وهى مجلات صدرت فى منتصف العشرينات من القرن الماضى.. وكانت فرصة بالنسبة لزهدي أن يتصفحها وهو فى سن الثامنة ويقضى أوقاتا طويلة متأملا رسوم الكاريكاتير عبر صفحاتها..فى هذا الوقت اكتشف أن الرسوم اصدق فى التعبير عن الشخصية من الصور الفوتوغرافية .
- يقول:كانت جاذبية الألوان تثير انبهارى بغير وعى منى.. كنت أحب مشاهدتها فحسب ومع نموي التدريجى بدأت انتبه إلى ما تعنيه هذه الألوان والخطوط من ملامح الأشخاص.. وبدأت أقارن بين الرسوم الكاريكاتيرية للشخصيات السياسية المشهورة وبين الصور الفوتوغرافية.. وتولد بداخلى شعور بأن هذه الرسوم الكاريكاتيرية اقدر فى التعبير عن صاحبها من الصور الفوتوغرافية.. ولعل شعورى بروح الفكاهة كان مسيطرا على ميولى واذكر على سبيل المثال هذه القصة الطريفة عن أحد الفلاحين الذى دخل استديو أبى لكى يعمل له صورة فوتوغرافية.. قال الفلاح لأبى : `عايز تاخد لى طمش`.. !! وظلت كلمة طمش هذه التى سمعتها من الزبون الفلاح حبيسة فى ذهنى دون أن اعثر لها على معنى .. ولكن بعد أن جئت إلى القاهرة عرفت أن معناها الدارج هو : ملامح وجه الشخص
- يضيف زهدى : ولكن بعد أن كبرت وبدأت ابحث وادرس واتقصى.. أدركت أن للكلمة معنى علميا اكثر عمقا إذ يعنى : جميع العناصر التى تتآلف منها ملامح وجه الشخص ممزوجة بالخصائص الأخلاقية والنفسية التى تشكل قسماتها `
فى القاهرة .
- انتقل زهدى إلى القاهرة عام 1933 وكان يتردد عليها من قبل بصحبة والده لزيارة أولياء الله الصالحين.. وفى هذه الفترة اخذ يزاول تكبير الصور الفوتوغرافية بطريقة المربعات ألا أن المكسب الحقيقى فى ذلك الوقت هو فوزه بالعديد من الأصدقاء ممن تطوع برسمهم .
- وكانت أول رسمه له بالصحافة بمجلة الفصول التى كان يصدرها الكاتب محمد زكى عبد القادر هى رسمة مستوحاة من قصة كتبها لفلاح تحت ضوء القمر ونشرا معا بالمجلة .. لكن الأحداث دفعت به دفعا إلى طريق الكاريكاتير.. عندما شاهد وقائع المظاهرة الوطنية التى قام بها طلبة جامعة فؤاد الأول ` جامعة القاهرة حاليا `عام 1935 ضد الانجليز وشاهد مقتل الشهيد عبد الحكم الجراحى.. ليلتها لم ينم من فرط انفعاله.. وكان إن رسم هذا المشهد المأساوي الحزين مركزا على الجراحى الشهيد الذى سقط صريعا برصاص `الكونستابل` الانجليزى وسط زملائه من الطلبة وهم يهتفون ضد الاحتلال الإنجليزي ويطالبون بجلاء الانجليز عن مصر .
- كان هذا المشهد أول رسم كاريكاتيرى لزهدى وهو البطاقة التى أدخلته بتعبيره إلى باب الصحافة والتى جعلته يربط بين الكاريكاتير والعمل السياسى الوطنى .. ونشر فى مجلة `غريب ` فى عددها الأول لصاحبها ورئيس تحريرها محمد على غريب.. وبعدها نجح فى الحصول على اتفاق للعمل بها.. كما تابع الرسم فى عدد من المجلات الصغيرة .
- التحق زهدى بمدرسة الفنون الجميلة عام 1937 وهذا ما أكد شخصيته الفنية وشجعه على الاستمرار فى الصحافة..فقد اشترك فى مسابقة فنية نظمتها سينما ديانا.. وكان موضوعها عمل رسوم كاريكاتيرية للممثلين الكوميديين ` لوريل ` و`هاردى ` وأيضا للمثل روبرت مونتجمرى وهو مخرج وممثل ومنتج والعجيب أن زهدى حصل على الجائزتين المقررتين لتلك المسابقة .
- كما شارك فى مسابقة مثال مصر مختار والتى كانت تنظمها السيدة هدى شعراوى وكان ذلك بتمثال صغير لجحا يجسد الحكاية الشهيرة له مع حماره وقد شكله يمتطى ظهره ويحمل على ظهره حملا ثقيلا.. بينما الحمار ناخ تحت حمله فركع على ركبتيه.
- وأثناء دراسة زهدى بالفنون الجميلة حدثت مصادفة كان لها اثر كبير فى ارتباطه بصاحبة الجلالة...فقد كانت دار الهلال فى حاجة عاجله إلى رسام لان رسمها خوان سانتوس الأسباني اخذ إجازة مفاجئة وأجريت مسابقة لهذا الغرض فرشحه مدير مدرسة الفنون.. وقبل على الفور وظل يقدم رسوما تسجيلية مما تصاحب نشر القصص الأدبية.. وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939 صار يرسم أفكارا سياسية بأسلوب جمع بين الرسم التسجيلى والرسم الكاريكاتيرى . وتنقل للعمل فى مجلات أخرى منها الشعلة ` والغد ` والمصور والاثنين والدنيا والزمان والملايين والناس التى صدر منها عدد واحد فقط صودر بسبب ما احتواه من رسوم كاريكاتيرية له قيل إنها مناهضة لنظام الحكم وقد بلغ عدد المجلات والصحف التى عمل بها.. حوالى 27 صحيفة ومجلة فى الفترة من الثلاثينات وحتى وفاته ولم يستقر إلا فى فترة الستينات فى مؤسسة ` روزاليوسف ` حيث كانت رسومه السياسية والاجتماعية تنشر فى مجلتى `صباح الخير` و `روزاليوسف` حتى رحيله.
- كان زهدى مقتنعا تماما بأن فن الكاريكاتير لابد أن يؤدى دوره فى زيادة الوعى وإدراك الواقع الاجتماعي لهذا كان إنتاجه الكاريكاتير يجمع بين المتعة والنقد الصادق لأوضاع الحياة.
- وهو يقول : الكاريكاتير فمن متميز من خلاله يمكن الوصول إلى اعقد الأفكار وأصعبها بخطوط بسيطة وسهله وساخرة تصل بسرعة إلى عقل وقلب الملتقى أيا كانت ثقافته .. فتترك اثر عميقا فى النفس وكم من الرسامين أودع بهم فى السجون نتيجة لهذا الفن الخطير .
- `الكاريكاتير اكثر تعبيرا عن الحقيقة من الحقيقة ذاتها ` .
- ` الفنان يرسم ولو بعود ثقاب `.
- وإذا كان الفنان زهدى قد التحق بمدرسة الفنون الجميلة قسم النحت..فهو فى الحقيقة كان ينحت على الورق أو بمعنى آخر يشكل تماثيل من خلال رسومه الكاريكاتيرية.. وهى رسوم يشكلها فى كثافة تعبيرية بخطوط رفيعة ودقيقة ومتجاورة بريشة دقيقة تجسد الشكل أو الشخصية تجمع مع الانفعال جوهر الشخصية كما تحمل روح الحياة المصرية وهى ذات نسق خاص لاتلتقى فى أسلوبها مع أحد.. كما تجسد حاله خاصة فى الكاريكاتير المصرى.. وقد انحاز من خلالها لحياة وهموم الطبقة الشعبية.. كما كان له انحيازه الخاص مع العامل والفلاح وقد تصدت رسومه للجشع وغلاء الأسعار والوتين والمحسوبية والنفاق الاجتماعى وكل صور الفساد مثلما انحازت لقضايا الشعوب وناصرت الحرية والسلام وقاومت الإرهاب ودافعت عن المظلومين فى الأرض .
- ويعمد الفنان زهدى إلى التجسيم من خلال دنيا من الأضواء والظلال التى تحدثها حركة الخطوط بريشته الطيعة والتى تمتد إلى التفاصيل فى بعض الأحيان وفى أحيان أخرى يلجأ إلى التجسيم من خلال تلك الحدود الخارجية للشكل بتكرارية الخطوط الرفيعة المتجاورة .
- وهو يصور الأسعار بهيئة جواد نافر والأجور بهيئة سلحفاة تمتطيه! كما يصور المساعدات الأمريكية فى الشرق الأوسط بكيس الدولار ويبدو ظله بهيئة مشنقة !!
- ويصور رجل يقول لزوجته:عملتى إيه بكتاب الطبخ اللى اشتريته لك؟ فترد عليه : باطبخ بية !! ويبدو الكتاب محترقا تحت حلة الطهى!! وينقلنا إلى مفارقة حول الغلاء مصورا رجلا حافيا بلا حذاء بقول لصاحب محل أحذية: شوف لى جزمة بينضرب بيها المثل !!وليس اجمل من حبيب وحبيبة ترتدى رداء اصفر وحقيبة حمراء.. مسترخيان على بساط من النجيل الأخضر مع راديو وترمس للمشروبات الساخنة وفى الخلفية شجرة ونهر وقارب مهجور.. وهى تقول له: ما تقوللى.. يعنى إيه جو شاعرى .
- وفى المعتقل شكل زهدى شطرنجا كاملا من لباب الخبر وتماثيل من قطع الصابون كما شكل تماثيل لضباط السجن من الحبس مما ساهم فى تحسين المعاملة مع زملائه المثقفين والكتاب والفنانين من خلال حديثه للضباط عن حقوق الإنسان وهم جالسون فى وضع يقوم فيه بتشكيل البورترية.. وكان معه من زملائه: حسن فؤاد وصلاح حافظ وفؤاد حداد ومحمود أمين العالم والدكتور لويس عوض.
- ورغم أن زهدى قد اصدر العديد من الكتب من تأليفه مثل فنان فى `موسكو` و `طشقند` و `كتاب المعركة`إلا أن حلم حياته كان إنشاء جمعية للكاريكاتير المصرى من اجل لم شمل أعضاء هذا الفن المشاكس وقد تحقق له ذلك حين نجح فى تكوينها عام 1984.. وهى تطل حاليا شامخة بأبنائها من كل الأجيال.
تحية إلى روح زهدى المثال والكاتب ورسام الكاريكاتير بعمق إبداعاته المصرية.
- 1948 أول معرض شخصى على الرصيف 1952 كتابه الأول ` بداية المعركة ` .
- 1952 تصميم الملصق الأول لثورة يوليو 1952 تجهيز أول ماكيت مجلة ` كاريكاتير ` .
- 1956 رسم غلاف أول عدد من مجلة ` صباح الخير، 1959 - 1963 عضو لجنة التحكيم بموسكو 1977الاعتقال الثالث والأخير 1981إعداد قصص القران الكريم للأطفال 1984 تأسيسه للجمعية المصرية للكاريكاتير 1987 أزمة صحية شديدة 1993 استسلم الرجل الصلب للمرض 20 يوليو 1994 ورحل بعد رحلة كفاح دامت 77 عاما .
صلاح بيصار
القاهرة - 5/ 2/ 2013
زهدى.. الزاهد فى محراب الكاريكاتير
- رغم رحيله عن عالمنا منذ عشر سنوات لا يزال فنان الكاريكاتير زهدى العدوى يحظى بمكانة كبيرة باعتباره أحد رواد فن الكاريكاتير فى الوطن العربى وصاحب مدرسة فنية تتميز بالجرأة والمواقف الوطنية طوال الستين عاما قضاها مع فن الكاريكاتير فى مصر بدأت فى منتصف الثلاثينات من القرن العشرين وانتهت برحيله عام 1994.
* قصة الكاريكاتير فى حياة زهدى :
- بدأت منذ الطفولة حيث تفتحت عيناه منذ الصغر على الصفحات الزاهية الألوان التى كان يشاهدها فى مجلتى الكشكول وخيال الظل وكانت جاذبية الألوان تثير انبهاره ومع نموه التدريجى بدا ينتبه إلى ما تعنيه هذه الألوان والخطوط ويهتم بالمقارنة بين الرسوم الكاريكاتيرية للشخصيات السياسية المشهورة وقتها والصور الفوتوغرافية والمعروف أن والد زهدى كان أحد مشاهير المصورين الفوتوغرافيين فى محافظة الشرقية وعندما بلغ زهدى السادسة عشرة من عمره جاء إلى القاهرة ليدرس ويعمل وبدأت اهتماماته الفنية تظهر فى المرحلة الثانوية حيث كان يرسم صورا لعدد من المشاهير بطريقة الرسم بالمربعات ثم التحق عام 1937بمدرسة الفنون الجميلة وتخرج فى قسم النحت ولكن قبل تخرجه كانت دار الهلال فى حاجة عاجلة إلى رسام لأن رسامها الخاص سانتس أخذ أجازه مفاجأة فرشحه وكيل المدرسة للرسم فى دار الهلال وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية رسم أفكارا سياسية بأسلوب كان مزيجا من الرسم التسجيلى والرسم الكاريكاتيري وكانت هذه الوظيفة بداياته الأولى فى الارتباط بالعمل الصحفى كرسام .
* المؤثرات التى انعكست على الفنان فكريا وفنيا :
- كانت بداياته فى رسم الكاريكاتير بعد مقتل شهيد الجامعة عبد الحكيم الجارحى برصاص الإنجليز عام 1953 ورسم هذا المشهد الذى يعد أول رسم كاريكاتيرى للفنان زهدى ونشر فى مجلة الغريب .
* الوظائف والمهن التى اضطلع بها الفنان : عمل فى ( 27 ) مجلة وجريدة منها :
- مجلة غريب ثم مجلة الشعلة ثم مجلة الإخوان المسلمين ومجلة الاثنين ثم دار الهلال ثم جرائد الأساس والأسبوع والوفد المصرى ثم صوت الأمة والكتلة والدستور ونداء الحرية وجريدة الزمان ثم الجمهور المصرى والكاتب والملايين ثم مجلة روزاليوسف ومجلة الكاريكاتير ومجلة صباح الخير.
- الغلاء والأسعار وارتباط الأجور بالواقع للمواطن المصرى كانت هى إحدى القضايا المهمة فى كل وقت تعبر فيه مصر بأزمات كبيرة سواء اقتصادية أو سياسية أو ثورية ولأن الغلاء هو القشة الى تقصم ظهر الإنسان مع اختلاف التوصيف فى التعبير ولأن مشكلة الغلاء هى قوة طاحنة تلتهم ما فى جيب الإنسان الفقير والعادى وتتأثر بها كافة الطوائف الطبقية ولازالت حتى الآن فى عصرنا الحديث قائمة حيث أن الإنسان المصرى يعانى منها فى حياته اليومية والشهرية وكافة المناسبات المختلفة إذ أن الدخل الصافى للإنسان المصرى متدنى إلى أقصى الدرجات بالمقارنة بأفقر دول العالم وحينما يتم فرض عدالة اجتماعية نتيجة للوقفات والاحتجاجات التى تطالب بزيادة المرتب والعلاوة وغيرها من الزيادات الطارئة إلا أن غول الأسعار والجشع للتجار يحول دون الاستفادة بأي زيادة فى مرتبات الإنسان المصرى فعبر الفنان زهدى عدوى عن هذه المشكلة المتفاقمة برسومات عديدة ومختلفة وبدون أي تعليق.
- ومن أقوال زهدى عن فن الكاريكاتير لابد أن يؤدى الكاريكاتير دوره فى زيادة الوعى وإدراك الواقع الإجتماعى لهذا يمتزج الإنتاج الكاريكاتيرى بين متعة الابتهاج وبين النقد الصادق لأوضاع الحياة.
- وأن الأداء الكاريكاتيرى لا تصيبه الشيخوخة والعجز إذ هو مع مرور الزمن وتغييره يبقى دائم الشباب والعطاء .
رأفت أحمد الخمساوى
الكرامة - 5/ 5/ 2013
زهدى .. رائد فن الكاريكاتير
وسط البلد .. شارع شريف رقم 25 نأخذ المصعد إلى الدور السابع ثم على السلالم إلى الدور التاسع ، صالة فسيحة تفتح على شرفة تطل على عمائر الشارع .. هنا بيت زهدى احد رواد عمالقة فن الكاريكاتير السياسى والاجتماعى .. نجلس فى الصالون بين اللوحات والمجلات والصحف جو حميم ، صحبة متألفة من الفنانين واالكتاب والشعراء والمثقفين ، أغلبهم يساريون من مختلف الأجيال تصطخب المنافسات يحاول زهدى أن يهدئ من صخبها وانفعالاتها واختلافاتها بفاصل من الموسيقى الكلاسيكية من جهاز كاست ستريو .. وأحيانا إلى موسيقى وألحان عربية ومصرية .
أسأله فى لقاء يعود إلى عام 1984 كيف كانت البداية مع فن الكاريكاتير بالذات ؟ يجيبنى : كان أبى مصورا فوتغرافيا ولا شك انى تأثرت به فى الفترة التى عشتها معه حتى سن الخامسة عشرة ، حيث قررت ان اتوجه الى القاهرة حيث وجدت نفسى فى باب الشعرية أمام مقام فضيلة الشيخ العدوى ، ولهذا فإن اسمى زهدى إبراهيم العدوى لم أكن أعرف ان انسانا فى القاهرة وأول عمل لى كان أجرى 45 قرشا فى الشهر وبين 1934 و 1935 كنت ازاول تكبير الصور الفوتغرافية بطريقة المربعات أول الأمر ثم ندونها بعد ذلك وكان أهم مكسب فى تلك الفترة هو تعرفى على العديد من الأصدقاء كنت اعشق الشوارع المصرية لأنها المجال الأرحب الذى عرفنى بالحياة على حقيقتها عرفت من الأصدقاء عشرات وعشرات وكانوا سببا فى تطوير حياتى بفضل ما قدموه لى من إرشاد ونصح .
استشهاد الجراحى
حدث مهم فى حياته يحدثنا زهدى عنه فى كتاب كاريكاتير زهدى ـ الذى نشرة البنك الأهلى المصرى على نفقته كجزء من نشاطه فى رعاية الفنون الذى قامت -بإعداده الجمعية المصرية للكاريكاتير بمقدمة قيمة للكاتب مختار السويفى .
هذا الحدث فيما شهد زهدى وقائع المظاهرة الوطنية التى قام بها طلاب جامعة فؤاد الأول ` القاهرة ` احتجاجا على وعد بلفور الذى يمنح اليهود جزءا من أرض فلسطين ، يشهد زهدى من شرفة منزل صديق هجوم قوات الشرطة بقيادة كونستابل انجليزى افرغ ست طلقات من مسدسة على قلب أحد الطلاب الذى سقط صريعا على الأرض كان لهذه الواقعة أكبر الأثر فى تخطيط مسار حياته .. وجلس يرسم ماشهده وروعه .. وكان هذا الرسم هو البطاقة التى أدخلتنى إلى الصحافة كما قال وكان قد سمع عن مجلة جديدة باسم غريب ذهب إلى مقرها وعرض رسومة على صاحبها ورئيس تحريرها محمد على غريب وصدر العدد الأول من المجلة يضم رسمة الكاريكاتيرى الذى يسجل واقعة استشهاد عبد الحكم الجراحى .
بعد اندلاع الحرب العهالمية الثانية عام 1939 أخذ زهدى يرسم افكارا سياسية باسلوب كان مزيجا من الرسم التسجيلى والكاريكاتيرى ، كانت هذه هى بدايتى الأولى بالعمل الصحفى كرسام كما يقول كان ليلى فى كل الصحف تقريبا فى صحف الوفد التى تهاجم صحف الكتلة وفى صحف الكتلة التى تهاجم الوفد المهم أنى كنت دائما ضد الاستعمار ثم الحقنى جلال الدين الحمامصى بالعمل بأجر قدرة أربعون جنيها فى الشهر شرط ألا أرسم لجريدة أخرى ووصل دخلى إلى مائة وعشرين جنيها .. بدأت أفكر فى أفكار خاصة ارسمها فى الدفاع عن الفلاحين ومناهضة الصهيونية . فى حديثى نفسة اسأل زهدى نعلم انك أعددت نفسك للدراسة الأكاديمية لماذا اخترت النحت ؟
يجيبنى : بالصدفة التقيت بالفنانين عبد القادر رزق وعبد السلام شريف ، لمحانى مرة فى الطريق ارسم تمثالا طنا أننى طالب بالفنون الجميلة نصحانى أن أقدم أوراقى لمدرسة الفنون الجميلة بدأت أدرس بانتظام والتحقت بعد الدروس بمرسم للنحت .. لكننى كنت أواصل عملى فى النتحت حيث ارتبط مصيرى بالكاريكاتير .
نحت تماثيل
كتب الصحفى الكبير صلاح حافظ أن التماثيل التى كان ينحتها زهدى أصبح ينحتها بنظرته .. شجعه اساتذته أن يرسم أيضا فانطلق يصوغ تماثيله بخامات جديدة أساسها الورق والحبر والفحم بالألوان .
أقام زهدى أول معرض فنى فى حياته عام 1948 وهذه اللوحات تضمها كتابه المعركة .. معركة ضد النظام الملكى وسيطرة الأنكليز المطلقة على مصر ثم أضاف زهدى عليها لوحات تسجل انفجار ثورة 1952 .
زهدى ـ كما يقول الفنان رؤوف عياد هو الأب الروحى ليحل ثالث فنانى الكاريكاتير الذين بدءوا فى منتصف الستينات ويمكن هو الجيل الثانى مع رخا وعبد السميع وهذا الجيل هو الذى حقق تمصير فن الكاريكاتير بعد أن كان اجنبيا على يد صاروخان سانتوس .
فى المعتقل
تجربة الاعتقال والتجارب المهمة فى حياته العديد من المناضلين من فنانين وكتاب تجربة زهدى لها طرافة رغم كل شئ .. فقد ضبطة بعض الضباط فى سجن الواحات يصنع تماثيل من لباب العيش أو قطع الصابون بل انه صنع شطرنجا من عجائن اللباب ، اقنعهم زهدى ان يصنع لهم تماثيل إذا وفروا له كمية كافية من الجبس فأحضر الضباط جوالا من الجبس . وكان الضابط يجلس أمامه صامتا لا يتحرك وزهدى يشكل عجينة الجبس حسب ملامحه . انتهز زهدى الفرصة ليلقن الضباط درسا فى حقوق الإنسان وأخذ يعرفهم بأهمية شخصيات معتقلين مثل حسن فؤاد وصلاح حافظ وفؤاد حداد ومحمود أمين العالم ودكتور لويس عوض وغيرهم ، وارتاح الضباط له بل كانو يقدمون له زجاجات المياه الغازية وهو ترف ما بعده ترف بالنسبة للمعتقل فى هذا الجو الصحراوى بل ان معاملة الضباط قد تغيرت حتى كانوا يحضرون لزهدى اثناء نزولهم من الاجازة انابيب الألوان وفرش الرسم وأقلام الفحم وورق الرسم ليقوم الرسامون المعتقلون بعمل لوحات جميلة يأخذها الضباط إلى بيوتهم .
قصص القرآن للسينما
زهدى كان من أوائل من كتب ورسم للأطفال وقد ابتكر شخصية ` صفوان العجيب ` بمجلة ` سندباد ` كما انه أول من عمل ` تيتر ` لأحد الأفلام الروائية بالرسوم المتحركة فى فيلم ` صغيرة على الحب ` واشترك مع المخرج عبد القادر التلمسانى فى إعداد الرسوم المتحركة لأربعة من الأفلام ومن قصص القرآن الكريم للأطفال وهى أفلام آدم وحواء وأهل الكهف وأصحاب الأخود وأصحاب الفيل .. رحل زهدى فى 20 يوليو عام 1994 .
أمنيات لم تتحقق
حقق زهدى فى حياته أمنية أن يقيم تجمعا لرسامى الكاريكاتير .. وتولى رئاسة الرائد الأول للكاريكاتير ` رخا ` وقد تمنى من خلال الجمعية انشاء أول مكتبة ومتحف دولى للكاريكاتير فى العالم وكان يأمل فى مساندة الدولة واليونسكو فى انشاء المتحف .. تحقق حلم زهدى .. لكن فى أمريكا ! وهذه هى مهمة وزارة الثقافة .
الناقد فوزى سليمان
جريدة القاهرة 2014
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث