`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
إبراهيم محمد غزالة

- فى الوقت الذى انصرف فيه معظم الفنانين المصريين ، خاصة الشباب منهم ، عن ثراء المشهد الخلوى ، عجزاً ، أو استجابة لغواية أساليب ما بعد الحداثة ، ومجاراة للضغط الرسمى المحلى من خارجه بالجوائز المادية والادبية .. نجد قيللاً من الفنانين ما يزالون يرون فى تجليات الطبيعة أستاذاً لاغنى لخيال المبدع أو ريشتة عنه . من بين هؤلاء الفنان ( ابراهيم غزالة ) الذى نعرفت به حركة الفنون المرئية رساماً ، ملوناً ، يتجول بين ربوع الوطن ، ملتقطاً من بيئاته المختلفة ما يمكن وضعه فى إطار الجمال الخالص ؛ فهو ليس ناقلاً توثيقياً لمشاهد البيئة ، بل ينتخب من عناصرها ، وتكويناتها ، ما يتسق مع وجدان يميل الى الغناء المنسجم الرخيم . لهذا ينتقى من مكونات المشهد الواقعى ما يدفع الى البهجة والسرور . وهو يلفت أنظارنا الى ما فى بيئتنا المصرية من جمال اهملته بلادة الحس ، واضافت إليه ريشته إضافات جعلته أكثر نقاء ، وانضباطاً ، وتقبلاً للدلالات والرموز .
- فى هذا المعرض .. يضيف ( إبراهيم غزالة ) الى تجاربه السابقة قيمة جمالية هى القيمة الملمسية، يظنها المشاهد للوهلة الاولى مستلهمة من أسلوب ما بعد التأثرية، وبالتحديد من ( سورا ) ، غير أن المتأمل يكتشف أن المشابهة القشرية لم تبلغ اللب، وانما أراد ( غزالة ) أن يقدم بديلاً، يغرى بالحوار والمجادلة؛ فقدم فى كل لوحة سطحين ملونين، ومختلفين : السطح الاول ـ أو البطانة ـ لا يكاد يظهر فيه أثر للمسه، يغطيه سطح اخر، مكون من لمسات قصيرة ( فسيفسائية ) تشكل فيما بينها نسيجاً ضوئياً عاماً ، يخفف به درجات الطبقة التحتية ، وينغم من درجاتها اللونية. وفتح الفنان بهذه التجربة الطريق الى المشابهة مع النسجيات المرسمه، أو المقارنه بها، ولا أستبعد أن يكون قد تأثر بنسجيات الشرق الاقصى ، ومع ذلك فأن العين الناقدة تستطيع ، بيسر، أن تكتشف صلة القربى بين بعض خصائص الموروث المصرى القديم ولوحات ( إبراهيم غزالة )، من حيث وضوح المعالم الخطية والمساحية، المهندسة، والمموسقة، والاحتفال بالضوء الذى يدل على انتماء لوحاته الى بيئة مصرية معاصرة، تؤكدها ظلاله بحدودها القاطعة، واستقلالها، أحيانا، عن مصادر الضوء.
- إن لوحات هذه المعرض تدفعنا الى أن نعود الى تجليات المشهد المرئى ، كما تدفعنا الى تنبيه المسئولين الى ضرورة إحياء مرسم الاقصر، وإحياء رسالته، نحو فن قومى يستنبت فى ارض مصر، دون أن يقطع اتصاله بفنون وثقافات العالم .
محمود بقشيش

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث