`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
على نبيل محمد على وهبه
على نبيل وهبه بين الرومانسية والواقع الاجتماعى
- يعد الفنان` على نبيل وهبه ` من الفنانين الذين تميزوا بالتعبير الصادق عن الواقع الاجتماعى ، والأحداث السياسية والقومية فى مصر وفى والوطن العربى بصفة عامة .
- فلقد إتجه منذ بداية مشواره الفنى إلى الخوض فى غمار موضوعات قومية ووطنية ، يوازيه فى الوقت ذاته بحث دائم فى الأساليب والتقنيات الفنية الحديثة ، فحفلت لوحاته بكل ما يثرى التعبير وينضجه سواء من خلال العجائن اللونية الخشنة أو من خلال إضافة الخامات المختلفة إلى سطح العمل الفنى ، حيث كان محور إهتمام الفنان فى أعماله هو التعبير الصادق والقوى عن موضوعات تمس المجتمع المصرى والعربى ، وقضايا تشغل الفكر العربى فى ذلك الوقت .
- ولقد بدأ الفنان ` نبيل وهبه ` مشواره الفنى من خلال جماعة الفنانين الخمسة والتى بدأت نشاطاتها فى ستينيات القرن الماضى ، والتى كان لها توجهاً واضحاً وهو التعبير عن الواقع الاجتماعى والقومى فى ذلك الوقت ، من خلال بعض القيم المعنوية التى ظهرت بعد ثورة 23 يوليو 1952 كالمساواة والعدل ، والحرية ، وتأصيل الهوية القومية ، ومن خلال الأحداث الواقعية المادية التى قامت بها الثورة مثل التوجه نحو التصنيع والتشييد وبناء الوجه الحضارى لمصر بالمنشأت والمؤسسات بدءا من الطرق والكبارى وابراج البترول والكهرباء ، وإنتهاءاً بالمشاريع الكبرى كالسد ومجمعات الحديد والصلب والألومنيوم ...
- تبلورت كل هذه التوجهات فى أعمال الفنانين الخمسة ، وخاصة فى أعمال الفنان ` نبيل وهبه` حيث إتجه إلى الإلتحام بهذا الواقع القومى الجديد وما صاحبه من آمال وأحلام الجماهير المصرية فى مستقبل أفضل ، من خلال رؤية جديدة فيها تعبير قوى عن نبض الشعب فى ذلك الوقت فتضمنت لوحاته فى ذلك الوقت معانى وموضوعات تعبيرية رمزية عن الواقع المصرى كالوحات : رافعة السد ، مصنع أبو زعبل ، الأرض ، والزمن الحزين والتى عبر فيها الفنان عن نكسة 1967.
- كانت تلك هى أولى مراحله الفنية والتى أهتم فيها الفنان بالتعبير الصادق عن واقع مصرى عايشه الفنان فى تلك الفترة أما المرحلة الثانية والتى بدأت فى بداية الثمانينات فهى تعد من أغنى مراحله الفنية وأكثرها تعبيراً عن الواقع القومى العربى فى ذلك الوقت ، وتأثر فيها الفنان بشكل خاص بالمجازر الإسرائيلية التى حدثت فى جنوب لبنان وخاصة مجزرة صبرا وشاتيلا ، وما أحدثته من أثر فى نفوس جميع العرب من حزن وحسرة على شعب يباد على أيدى العدو ، فعبر الفنان عن تلك المجزرة محملا لوحاته بمفاهيم وقيم معنوية رمزية كالإستشهاد ، والتضحية ، والظلم ، والقهر ، إلى غير ذلك من معان عبرت بصدق من خلال أسلوبه التعبيرى المجرد عن هذا الواقع العربى الحزين فعبر من خلال مجموعة من اللوحات عن مجازر لبنان من خلال تصويره للضحايا والشهداء فى أشكال تعبيرية تميل إلى التجريد ، وتميزت لوحاته فى تلك الفترة بإستخدمه للشاش الذى يضيف قيمة تعبيرية رمزية لأعماله فى تلك الفترة ، حيث يحمل معنى رمزياً يتمثل فى إستخدامه لتضميد الجروح ، وفى نفس الوقت يذكرنا بالأكفان البيضاء للشهداء والأموات فى تعبير مؤلم عن هذا الواقع العربى الحزين .
- وفى عام 1987 أقام الفنان ` نبيل وهبة ` معرضاً عبر فيه عن مأساة فلسطين، والاعتداءات الإسرائلية الوحشية على الشعب الفلسطينى ، بأسلوبه التعبيرى الرمزى مصورا الشهداء مصلوبين كرمز لشدة العذاب الذى يعانونه .
- ومن أهم لوحاته فى هذا المعرض لوحات : الصلب ، والفيتو ، والشهداء ، و التمزق العربى وغيرها من اللوحات التى عبرت بصدق عن الواقع العربى بصفة عامة ، والفلسطينى بصفة خاصة.
- أما المرحلة الثالثة فى مشوار الفنان ` نبيل وهبه ` فقد بدأت فى التسعينات وقد عبر فيها الفنان عن موضوعات متنوعة مرتبطة بالواقع المصرى وبالبيئة المصرية وكان من أهم لوحاته فى تلك الفترة لوحتان بعنوان مرثية حتشبسوت والتى عبر فيها الفنان عن أحداث مؤسفة حدثت فى تلك الحقبة، عندما قامت مجموعة من الإرهابيين بمهاجمة معبد حتشبسوت بالأقصر ، وقتل عدد من السياح الأجانب أثناء زياراتهم المعبد ، وأثر هذه الحدث المؤسف فى جميع المصريين ، وعبر عنه الفنان بأسلوب مميز رمزى جمع فيه بين رموز الكتابة الفرعونية وبين أشكال مجردة لضحايا هذه المجزرة المؤسفة ثم تعددت الموضوعات المجردة التى عبر فيها الفنان من خلال الأشكال الآدمية ، والمسطحات اللونية التى تتداخل معها فى علاقات تشكيلية مجردة تميزت بألوانها الهادئة ، مستخدما فيها العجائن اللونية ، والألوان الطباشيرية التى أعطت لأعماله فى تلك المرحلة غناً لونياً ، وأضافت قيمة تعبيرية تتمثل فى ألوانها الهادئة الحالمة والتى تشعرنا بأننا فى حلم رقيق جميل .
- فتحولت أعماله فى نهاية التسعينيات إلى التعبير الرومانسى عن واقع اجتماعى أصبح فيه الانسان منهكا كتلك المراكب التى رأها فى رحلته إلى حلايب وشلاتين وعبر عنها فى معرضه أنا والبحر ..` ذلك الشاطىء البكر ومشهد الدراما البحرية من حطام مراكب قديمة ملقاة على شاطئه كأشلاء إنسانية مزقتها المعاناة `
بقلم : رباب وهبه
من مطوية معرض ( صفحات من الوجدان ) فبراير 2021
الفنان على نبيل وهبة ( 1937) دراما الوطن .. ومنابع الحلم
- هو أحد الفنانين الذين اهتموا دائماً بالتعبير عن الأحداث والقضايا الوطنية، ليس من منطلق التسجيل الوقتى، بل من منطلق المعنى الإنسانى الشامل الذى ينبثق من تيار الحياة وعلاقات الشكل الجمالى معا، ويشكل من خلال ذلك رمزاً لنضال الإنسان ومقاومته فى أى زمان أو مكان، متخذاً من الأسلوب التعبيرى الملحمى طريقا له فى عالم الفن .
- فى الستينيات انشغل الفنان بملحمة البناء والتعمير، والتعبير عن مشروع النهضة الشاملة مثل لوحة` روافع السد العالى` عام 1965 .. إن الرافعة العملاقة تلعب دور البطولة التشكيلية فى اللوحة فتبدو مثل كائن خرافى يطل برأسه من فوق الكتل البشرية والحفارات وأنفاق السد، حيث يتمازج البشر والصخر والحديد فى طاقة عمل جباره تذكرنا بخلايا النمل .
- وسرعان ما تأتى هزيمة يونيو 1967، فينطوى الفنان على ذاته مجتراً أحزان الوطن، وها هى لوحة ` الزمن الحزين` .. وجه إنسانى يقطع ثلث اللوحة بشكل أسطورى كالجبال، وعيون تتطلع فى أسى إلى مساحة كبيرة من الأجساد والأشلاء تمتد من مقدمة اللوحة إلى أعماقها.
- ويحاول الفنان أن يتجاوز المحنة باللجوء إلى غموض التجريد من خلال لوحته ` نحو المجهول` : خلفية مجردة من لونين يتوسط اللوحة منظور هندسى يغوص بنا إلى الداخل، بينما تبدو فى المقدمة ملامح لوجه فتاة .
- وفى محاولة أخرى للتجاوز(عام 1969) يلجأ إلى تجريد العمارة الإسلامية، بأقواسها وقبابها، فيعكس الإحساس بالقاهرة العريقة، فى أداء لونى يجمع بين التناغم والتضاد .
- وتنفجر الصحوة الوطنية مع حرب أكتوبر 1973، وتنفجر معها ينابيع الثقة والإرادة والنضال ، ويقدم الفنان فى نفس العام لوحة` العبور` .. وهى جدارية تتجاوز الثلاثة أمتار عرضاً ،عبر خلالها الفنان عن انفعاله بالحدث التاريخى العظيم ، وتمثل فلاحا مندفعا إلى الأمام رافعا يده التى تحمل رموزا للعلم والصناعة، وهو يحتل كعملاق مساحة كبيرة من اللوحة، يمتد أمام أفق مصر بخضرتها واتساعها، وفى ألوان خافته كخيالات الماضى تتمثل عربة رمسيس الحربية منطلقة أمام أقدام العملاق، وفى الأفق البعيد تلوح أبراج الكهرباء ومداخن المصانع رمزاً لمستقبل الرخاء والأمان ... يتحقق ذلك بأسلوب عضوى بضربات الفرشاة العريضة الصريحة، وألوان تجمع ربين الساخن والبارد، فى سجال متكافىء، وتؤكد ضربات السكين إتقاد الأحاسيس وملحمية الموضوع .
- ومرة أخرى يصاب العالم العربى بأنتكاسة جديده مع أوائل الثمانينيات ... ويعبر الفنان على نبيل وهبة عن ذلك بلوحة ` سقوط الفارس` عام 1982: أفق ملتهب تعبره سحابة قائمة من طيور سوداء، فى ذلك الأفق الدامى ينتصب حصان أبيض شامخاً برأسه وقد سقط الفارس بجسده متخذا وضعا للمنظور العميق، ابتداء من مقدمة اللوحة حتى الأفق البعيد.
- وفى عام 1983 م يرسم لوحة ` صبرا وشاتيلا ` .. تعبيرا عن ملحمة الصراع الأبدى بين الخير والشر، بين القهر والمقاومة، استعان الفنان فيها بشرائط الشاش الأبيض، تعبيرا عن الجرح النازف على خريطة العالم العربى، ونجحت ألوان الأكريليك فى الجمع بين الكثافة والشفافية وبدا فى ذلك ملامس هذه اللوحة التعبيرية .. العنيفة عنف المأساة الفلسطينية .
- ويصل هذا اللحن الدرامى إلى ذروته فى لوحة ` المعبد` : عجائن لونية سميكة تكون شكلا معماريا صرحيا يعلوه طائر أسود، تمتد حوله غابة من الصلبان، تتدلى منها أجساد البشر ...
- لكن .. إذا كانت عوامل المأساة تخيم على الدوافع الإبداعية للفنان على نبيل وهبة فإنها لم تطمس منابع الحلم لديه، وها هو يرسم عام 1987م لوحة بعنوان ` الحلم` .. فى جو أقرب إلى التجريد، حيث يقيم حواراً لونيا صريحاً بين مجموعة لونية، يلعب اللون الأسود بينها دور الوسيط والموجه لتيار الحركة على خلفية ناصعة البياض، تجعل التفاعل اللونى حادا ومؤثرا، وقد وجد على مدار السنين الماضية من الألفية الثالثة فى مراكب الصيد الضخمة بصواريها العملاقة ومجاديفها الغليظة تعبيرا عن الصراع والمقاومة بشكل رمزى مطلق، سواء فى مواجهة العدوان والطغيان أو فى مواجهة الطبيعة ، مؤكدا من خلال ذلك انبثاق نور الأمل من قلب الصراع : وذلك هو جوهر الفن والحياة فى آن واحد.
بقلم : عز الدين نجيب
من كتاب ( الفن المصرى وسؤال الهوية بين الحداثة والتبعية )
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث