`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
شوقى محمد عزت
لوحات تجمع الشكل والفراغ والعاطفة فى عالم الميتافيزيقا
` الوجه البعيد ` معرض يتلو أبيات أدونيس بالإسكندرية
- من وحي قصيدة أدونيس `الوجه البعيد`، استلهم الفنان التشكيلي شوقي عزت لوحاته ومنحوتاته التي يحتضنها مركز الإبداع بالإسكندرية، حيث افتتح المعرض الذي يضم 28 لوحة بمقاسات مختلفة حملت أسماء منها: `هي تشبه الليل`، `هي تبدو كالأفق`، `هي لا تريد أن تقرأ كتابا`. وفي كل لوحة تتفحصها في هذا المعرض ستجدها تتلو أبيات أدونيس `كسرتُ القِشْرَ والجليدْ حين قتلتُ القمرَ المغطّى بالسّحر والدخانْ، دخلتُ في أغواركِ المُضاءَة بالعُشْب والبراءة، قرّبتُ وجه العالم البعيدْ .
- يظهر التأثر بالفن الميتافيزيقي الإيطالي فيما رسمته ريشة الفنان، حيث اختار في تشكيل الشكل والفراغ خامتين متضادتين في طبائعهما، إحداهما مسطحة ثنائية الأبعاد والأخرى ذات عمق فراغي ثلاثية الأبعاد، وفي أعماله المسطحة أبى ألا يكون للشكل ظل حتى ينفصل الشكل عن الواقع الذي يحيط به .
- أما عن أعماله الثلاثية الأبعاد، فقال شوقي عزت لـ`الشرق الأوسط` أتعامل مع الشكل ككتلة بلا ظلال، حيث يبدو الشكل كمجسم يشبه في ملامحه جزءا من الواقع، ويختفي داخله. وقد وجدت في عالم الشعر صدى لهذا المعني في باقة مترامية الأطراف من الحروف والكلمات. وتحديدا في قصيدة `الوجه البعيد` التي كتبها أدونيس تعزف هذه الحالة وكأنها تحكي أسطورة أدونيس القديمة حين رحل من فينيقيا ليلتقي بأفروديت في بلاد الرومان .
- وأضاف `انتهت تجربتي الفنية في هذه الحالة وإلى هذا الحد باكتسابها مرادفات لغوية منها المشاهدة البصرية والرؤية الذهنية وعكس وتماثل فاخترت قصيدة الوجه البعيد كمدخل لعرض هذه الأعمال نسبة إلى تلاقي جانبين من العاطفة في عالم واحد يشبه عالم الميتافيزيقا؛ عالم مختفٍ ضارب في الزمان وعالم حاضر يتمرمغ في ذكراه .
- ويتحدث التشكيلي شوقي عزت عن خبراته الفنية، قائلا: `قبل سفري إلى روما لدراسة الفن، كان أحد مصادر دهشتي مشاهدتي لظلال الأشياء المرسومة في عالم الفن الميتافيزيقي، غالبا ما تكون هذه الظلال مرسومة ممتدة طويلة على الأرض داخل اللوحة وكأنها ظلال لأشياء قائمة بذاتها خارج اللوحة، أما الأشياء ذاتها فأراها في ذهني بينما هي موجودة فقط كظلال، بهذا المدخل أقدمت مرة أخرى على أعمالي الحديثة، فتناولت تصوير الشكل والفراغ معا في حالات من الضوء والظل .
بقلم : داليا عاصم
مجلة الشرق الأوسط - 2010
فى معرض (( اقرأ )) للفنان شوقى عزت .. تألق لوحة الفن المفاهيمى اللفظى
فى معرض الفنان الكبير شوقى عزت بعنوان ` اقرأ ` بدت فيه اللغة هى العمل الفنى ذاته وليس عنصرا مكملا للشكل بل الشكل فى خدمة إبراز دلالتها ومعانيها وبدت فيه قصيدة اللوحة البصرية غاية فى الدلالة حتى ولو كانت كلمة واحدة اكتسبت شاعريتها من الاختيار واللون .. وأعتقد أن الفنان فى اعماله قدم محاولة لتحليل دلالة الكلمة بصرى من خلال الحرف والكلمة .. وحاول التحليل البصرى بحثا عن طبيعة الكلمة ونزعتها الموكدة .. لذلك معرضه يوسع آفاق تداول الكلمة لوصف ظاهر وباطن الكلمة والمفردة اللغوية ويثير متعة التفكير حول طبيعة معنى الكلمة كأننا نقرؤها لأول مرة .. مما يُحدث بقوة حالة من التواصل الذهنى للافكار من خلال الكلمة وما توحيه وتدفع بالكثير من التداعيات الذهنية اللغوية ..

معرض الفنان شوقى يضم مقاطع من قصائد أقامها بنسق بصرى خاص يوحى بتداخل المعنى مع تداخل مقاطع التصميم الداخلى والخارجى لمشهد اللوحة .. كذلك يقدم تكرارية الكلمة لعشرات المرات مثل لوحاته ` كلمة ` .. ` أنا فنان ` كأنه دفع ذاتى لتأكيد وجود كيان الكلمة وكيان الفنان .. أو نراه يقدم أبيات شعرية أقرب للصوفية .. أو حرفا أو بدايات لآية قرانية مثل ` ن ` و ` أقرأ ` و` ش` .. أو كلمات موحية مثل ` شروق ` و ` الهمزة ` و` لسان ` و` تراب ` و` آه ` أو جمل مثل : ` قرأت .. الماء فى .. الماء فى .. الحوض ` و` كون شرتو سيم فو نيا` و` ص ل ص ا ل .. صل .. صا.. ل.. صلصال ` ولوحة بحروف اللون الوردى امام خلفية زرقاء كتب كلمة سامراء ثلاثا بالحروف وبثلاثة معان مثل : ((سامراء.. س م ر ا ء .. سر من رأى)) المعرض غنى بالكلمات واتساع دلالتها خاصة ` اقرأ ` التى كتبها بالعربية واللاتينية متجاورتين تفصيلهما مساحة الأرضية لتقفز الى ذهننا مباشرة أول كلمة نزلت وحياً قرآنيا على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. وربما قصد الفنان كتابتها ايضا بحروف لاتينية ان يجعل دلالة الكلمة موجهة للبشرية جميعا ..
معرض شوقى عزت كله كلمات .. وكأنه يبحث عن سر الكلمة .. وفى رأيى أرى أن الكلمات بلوحات معرضه هى وعاء للدخول لبوابة المعرفة .. وأيضا أعتقد أن تحليل كلماته لغويا لا يحل كهيكل مجرد لكلمات مفصول كل منها فى إطار مفرد أو مجمعة فيما يشبه الحكمة أو النثر أو ما يربطنا كلفظ بكلمة قرآنية بل أرى تحليلة كصفه بشرية وليست هيكلية .. لذلك أحدث معرضه حالة اتصال بصرى ونفسى إنسانى وذهنى .. فمن شاهد معرضه لم يقرأه ككلمات بل تواصل وما وراء الحروف الهجائية والألفاظ لذلك معظم لوحات معرضه تصح تماما و ` الفن المفاهيمى اللفظى ` والتى تهب وتفتح عقل المشاهد على آفاق نفسية وذهنية متعددة لخلق تفسيرات بلا حدود للعمل المرئى القائم على الكلمة أو الحروف الهجائية التى تُثير لدى المشاهد والفنان تجارب ومشاعر وذاكرة شفاهية .. فمعرض شوقى عزت فرصة رائعة لاستثارة ما نسيناه أو تاه والتقناه فى كلمة أو مجموع كلمات عميقة على بساطة تناولها فى دلالاتها ودورها الإدراكى فى اللوحة المفاهيمية اللفظية وقد فتحت بعض لوحاته على مناطق بين الواقعى وغير الواقعى .. كى نبحث مع أنفسنا وكل بخبراته الطبيعة البصرية والذهنية والقدرة على تداعى الأفكار .. وربما ساعد على تأكيد فردية الإدراك وسعته أن المعرض بلا كتالوج ولا حتى سيرة ذاتية للفنان .
فمعرضه حالة تفكير رائعة بين التفكير بالعين والذاكرة الخاصة بكل مشاهد التى عبر عينه تشق الى الذاكرة لنفسها طريقا بمجرد التقاط العين لرمز او كلمة فوق سطح لوحة الفن المفاهيمى وتفك على الفور شفرة الأحرف والكلمات كوسيلة نقل معلومات .. فمثلا لوشاهدت لوحة مكتوبا عليها اسم شخص فالاسم ليس هو الشخص نفسه إنما مجرد علامة فالكلمة تتحول لعلامة وعلى المشاهد تتبع الأثر للفظ المرئى كعلامة ارتباط عن الاسم والمفهوم .. وهذا ما يحدث بإبهار فى معرض شوقى عزت الذى أراه قدم بنجاح بعضا من لوحات المفاهيمية اللفظية ..
وهناك نماذج من أعمال فنية عالمية ولها شعبية مع لوحة المفاهيمى مثل لوحة ` ألف يوم .. مليون عام ` 1993 للفنان اليابانى أون كاوارا والمكونة من أرقام وكلمات لفظية داخل عدد من اللوحات كتب فى كل لوحة اسم الشهر ورقم اليوم والسنة محاولا استحضار التاريخ المعاش فى هيئة لغوية باللون الابيض فوق خلفية سوداء دون إيحاء أو توضيح بما يعنى كل يوم من معنى وما به من حدث بل جعل لكل يوم شكل علامة ..
ولوحة ` الفن كفكرة لفكرة ` 1967 للفنان الأمريكى جوزيف كوسث وقدم بهذا الاسم مجموعة من اللوحات تناول فى كل منها كلمة يحللها ويرجع الى مشتقاتها اللغويةففى لوحة ارجع كلمة الماء والفكرة الى مشتقاتها بحروف الالة الكاتبة متحاشيا تماما التصور البصرى متحيزا للفكرة العقلانية التى تميز به الفن المفاهيمى ومحاولا تأكيد أنه ينبغى أن يكون المعنى من الفن تعبيرا لغويا أكثر منه ما هو ظاهر ..
ولوحة ` ضوضاء ` 1963 للفنان الامريكى إد روشا الذى كتب كلمة ضوضاء بحروف الماكينة باللون الأصفر الزاهى لتملأ عرض اللوحة بالكامل أمام خلفية سوداء اللون مصمته وبكلمة واحدة جعل من لوحته حاملة لفكرة ومفهوم تصورى بدت فيها كالانفجار فى وجه المشاهد باللوحة التصويرية إلى درجة الصدمة الذهنية ولو بكلمة واحدة ..
ولوحة ` لؤلؤ يتدحرج عبر الأرضية ` 1994 للفنان الأمريكى لورنس وينر ولوحته مكونة من مجموعة من التعبيرات الوصفية بحروف كبيرة فوق الجدران دون رابط بينها وخارج سياق المعنى كجملة مفيدة وهنا الفنان استعمل اللغة والكلمات لتحل محل الصورة البصرية للؤلؤة وأصلا عنوان اللوحة لاعلاقة له بالجمل الأربع فى اللوحة .
ولوحة ` شروق ` للفنان شوقى فصل الفنان كلمته عن محيطها داخل شريط مستطيل أزرق وبما يوحى بخط كخط الافق قسم بين أعلى حروف الكلمة وأسفلها التى لم يُظهرها كأنه اذا ماسار بين الغروب وهبوط الليل أو الكلمة هل سيتعثر أم يكتمل حتى ولو تضاءلت الرؤية أو الضوء كإيقاع كلمته فى انسحابها لأسفل أو صعودها لأعلى ليحث على تصور المعنى خلال صورة الكلمة واستكمال حروفها فى أذهاننا التى أخذت تخفو وتتوراى خارج الارضية .. كأن نبض اليد امتزج ونبض الكلمة فى انسحابها التى يعنى شروق يتبعه غروب .. ولتصبح لوحة شوقى متهادية بين المرئى واللامرئى كالشكل والمضمون بظهور الكلمة واختفائها وليدخل فى لوحة شوقى المرئى والمجاز فى علاقة داخلية تبادلية محسوبة وأى طغيان لأحدهما على الآخر سيكون فيه إهدار للدلالة ..وقد وضع المشاهد معه فى نفس منطقة إعمال الذهن للحاق بالمختفى ودلالته ..
والفنان شوقى يستشعر بدرجة عالية قيمة الإطار الخارجى الذى يُشكل به أو يوزع حروفه وكلماته ما بين المساحة المستطيلة والشرائطية والمربع والمثلث والدائرة .. ففى إحدى لوحاته أقام كائنه اللفظى كحدود لشكل مثلث أركانه حروف العين والراء المكررة وداخله حروف أربعة من الدال والشين والميم المكررة لتتواصل حروف الأركان لتكمل مع حروف الداخل معنى كلماته المشكل بها أضلع المثلث وتقول فى مجموعها : ` عينى سائل فى حب من لو رأته العين لم تخش رمد .. الله أناس قد طغوا وبغوا مالم ينالوا من رشد .. العصيان ثم اتبع رضا رافع السبع الشداد بلا عمد ` .. ولوحة أخرى رائعة الدلالة أقام كلماتها داخل مستطيلين كتب فيها ` والليل إذا ع س ع س ` والتى أقامها داخل دائرة كروية توحى بالدوار حول محورها كالأرض بما يوحى بالتغير والتبدل من الليل وعسعسته فى درجتين مختلفتين من الإظلام جعل فيها و ` الليل إذا ` باللون الأسود على الأزرق و ` عسعس ` حروفا باللون الوردى على الأزرق المعتم .. ونفس المعنى قدمه كلمات مفردة داخل مساحات مربعة ملونة ` فى تدرج من الأزرق الى الأسود مرورا بالأصفر والبرتقالى والأحمر وزرع داخلها كلمات ` نهار .. غروب .. شفق .. غسق .. ليل `.
فاطمة على
القاهرة 2016/11/22
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث