`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
فاطمة رفعت

- الفنانه رغم جرأتها الشديدة إلا انها محافظة الى أقصى حد فى حضرة الطبيعة، فهى فنانه ملتزمة لا تميل الى التجريب، تقنع بما يقع عليه البصر من مشاهد خلوية وكأنها كتاب مقدس لا يقبل التحريف وكل ما تحتاجه هو حسن أختيار الموقع والمكان وإزالة بعض الشوائب الدخيلة قبل إسقاطة فوق اللوحة لكى يستقبل المنظر المتلقى وهو فى أحسن حالاته مثلما يستقبل المضيف ضيفه بزيه الرسمى .
- وتقف الفنانه على الجانب الأخر المضاد تماما للتيارات الجريئة التى تزخر بها الحركة الفنية المعاصرة حيث خمدت جذوة العلاقة الحميمة بين الطبيعة الخلوية وبين الفنان الذى أغلق على نفسه أبواب مرسمه واوصد النوافذ وانهمك فى تجارب معقدة فى محاولة لاستخراج أقصى ما تمنحه المادة والحرفة والمهارة اليدوية. انها تقف على رأس المحافظين تدعو الىالاستمتاع بالهواء فما زالت الطبيعة تمنح ما يسعد النفس وينقذها من متاعب الحياة .

بقلم / حسين بيكار

دعوة لتفتح زهور الإبداع
- أقيم خلال شهر مايو 1999م معرض للرسامة الملونة ` فاطمة رفعت ` بقاعة ` بيكاسو` للفنون الجميلة بالقاهرة. ضم المعرض نحو ثلاثين لوحة بالألوان المائية التى تعلقت بها منذ الستينيات ، حيث بدأت رحلتها الفنية .
- وإذا كان عدد الفنانين المصريين الممارسين لفن الرسم بالألوان المائية قليلاً فيمكننا الجزم بأنه لا يوجد - الآن - بين الفنانات المصريات من أخلصت لتلك الخامة إخلاص من الفنانة ` فاطمة رفعت `
- صحيح هناك أسماء أكثر انتشاراً منها، لأسباب ليست خالصة لوجه الفن، للأسف، أما هى فلم يبزها أحد ، لا فى الأسلوب الذى اختارته ولا فى الخامة التى عشقتها وأدركت أسرارها ، فيما تأبَّت على غيرها ممن لا يمتلك الحذق وطول الصبر.
- وهى لا تسمح بالخطأ والثرثرة التى ينبذها كل فن حقيقى ، ذلك على النقيض - مثلاً - من خامة الألوان الزيتية التى تقبل تصويب الخطأ وتتسع طبقات نسيجها إلى المراجعة تلو المراجعة .
- لهذا لم يتجاوز عدد المميزين فى الرسم بالألوان المائية فى مصر - عبر تاريخها فى الفنون الجميلة - أصابع اليدين ، وكان الأب الروحى - بلا منازع - الفنان - ` هدايت ` وهو تركى الأصل ، ولم يعرف تاريخ مولده وتاريخ وفاته حتى الآن .
- ويذكر الناقد المصرى ` صبحى الشارونى` فى كتابه الموثق ` متحف فى كتاب ` أن ` هدايت ` لم يرسم بخامة غيرها إلا نادراً ، ونجح فى تكوين رابطة الفنانين المصريين ` وكان مقرها هو مقر مرسمه الذى كان كائناً فى 13 شارع الأنتكخانة .. وكانت الرابطة تضم عدداً من كبار الفنانين المصريين أمثال :
- ` راغب عياد ` و ` أحمد أحمد يوسف ` و` شعبان زكى ` وغيرهم من أسماء كانت بارزة وقتها. وأقام ` هدايت ` أول معرض للرابطة سنة1934. وكان هو نفسه يقيم معرضاً سنوياً بمرسمه كل عام .
- الخروج إلى الطبيعة
- تذكر الفنانة ` فاطمة رفعت`، فى سيرتها الذاتية ، أنها تتلمذت على ذلك الأستاذ الرائد `هدايت` وتعلمت منه أن الطبيعة هى المعلم الأول للفنان. وتتلمذت فيما بعد، على رائد آخر هو الفنان الكبير` أحمد صبرى` وكان دقيقاً فى التزامه بأصول المنهج الأكاديمى، خاصة عندما يكون النموذج المراد نقله هو وجه الإنسان .. وإن مال أسلوبه إلى الأخذ بدفء وصراحة ألوان ` التأثريين`، عندما يكون الموضوع هو ` المنظر الخلوى ` أو` الزهور`.
- ودارت لوحاتها حول هذين الموضوعين وقد تعلمت من كليهما - بالإضافة إلى خبرتها الذاتية - كيفية الإمساك بالمنظر الخلوى الخلاب - أو ما يسمى اصطلاحياً بـ Pittoresque .
- لوحات المعرض
- تمثل لوحاتها بالمعرض مساحات بين ` المناظر الخلوية ` الخلابة بمصر وكندا ، التقطت من نيل مصر أشرعة المراكب البيض وهى تمخر النهر ، يحيطها - من شاطئيه - النخيل وتتدفق لمساتها القصار ، الرشيقة المشرقة إشراق وألوان لوحات الأسلوب التأثرى .
- وتستطيع عين الزائر المدربة أن تميز - بالمناخ الضوئى الذى تسيده فى اللوحة - لوحات ` القاهرة ` التى تكشف عن انتمائها إلى بيئة مشمسة ولوحات ` كندا ` التى تكشف عن بيئة باردة . اختارت أبرز ما يميز القاهرة من مشاهد أخاذة ، حيث يكون النيل مسرحاً لها . واختارت من كندا مشاهد لحدائق نقلتها لنا الفنانة مفعمة برقة شعرية آسرة .
- رسالة المعرض
- إذا كان لكل معرض خطاب جمالى يوجهه الفنان إلى مستقبليه فإن خطابها إلينا يدعو إلى الاحتفال بجمال الطبيعة والخروج من دائرة الاجترار الذاتى المغلق فى غرف المراسم ، ويوجه المعرض رسالة ضمنية إلى محاولات التغريب التى يحرص عليها صناع القرار الثقافى بمصر - الآن - وينفقون سيلاً من الأموال ، تشجيعاً لانتحال آخر ما تطرحه دوريات الفن الأوروبى والأمريكى من غرائب بدعوى الحداثة وما بعد الحداثة .
ولعل أخطر ما يدعو إليه هذا المعرض بالغ الرقة والسماحة دعوة يمكن ترجمتها فى تساؤل حكيم هو لم لا تتركون كل زهور الإبداع تتفتح وتزدهر؟
بقلم : محمود بقشيش
مجلة الصدى : يونيو 1999
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث