`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
فاطمة إسماعيل عفيفى

فى رسالتها للدكتوراه فاطمة إسماعيل تحذر من ضياع الذاكرة القومية والوطنية .
- كشفت رسالة الدكتوراه التى نوقشت مؤخرا بمعهد الفنون المسرحية بأكاديمية الفنون ، وكانت عن ( أهم الاتجاهات الفنية التشكيلية فى الستينات ) للباحثة فاطمة إسماعيل ، عن سلبيات كثيرة تجتاح حياتنا الثقافية والتشكيلية ، خاصة فيما يتعلق بعدم وجود توثيق علمى لفنانينا ، مما يؤدى الى ضياع ( الذاكرة القومية والوطنية ) ، فالحركة الفنية المصرية منذ الستينات وحتى الآن حركة تعتمد على الذاكرة الشفهية التى لا تستند الى توثيق أو تسجيل دقيق ، كما كشف الباحثة . فى رسالتها أن المتاحف المصرية لا يوجد فيها تصنيف أو أرشفة لمحتوياتها ، واتضح لها ذلك عندما طلبت الاطلاع على الانتاج الفنى لجيل الستينات الموجود فى متحف الفن الحديث ، فوجدت صعوبة بالغة فى التعامل مع هذه المادة لعدم وجود فهرسة علمية لمحتوياته ، ومن أجل الوقوف على العديد من القضايا التى طرحتها هذه الرسالة ، كان هذا الحوار :
- من الواضح أنه من أهم الصعاب التى واجهتك فى بحثك ، ما نطلق عليه شفاهية الحركة التشكيلية .. أليس كذلك ؟
- للاسف الشديد الحركة الفنية التشكيلية المصرية الى الآن ، حركة شفهية لا تستند الى توثيق أو تسجيل دقيق لتاريخها ، يأتى ذلك رغم وعينا جميعا بوجود فوضى فى الحركة التشكيلية فيما يخص التوثيق ، فحتى الحد الادنى من التوثيق الذى يعتمد على الرصد التاريخى غير موجود ، رغم اننى أعتقد أن هناك نقاد قادرين على القيام بدور التوثيق ، إلا اننا جميعا نكرر نفس الجملة ( عدم وجود توثيق للحركة التشكيلية ) دون أن نفعل شيئا .
- هل معنى كلامك أنه لا يوجد حتى الآن ما نطلق عليه حركة نقدية لحترافية أو بمعنى أصح علمية ؟
- بالفعل النقد الفنى لازال عبارة عن اجتهادات صحفية ، تقدم اراء يقوم بها غير المتخصصين ، فلازال النقد الفنى واقفا عند مشاكلة الاولى ، ولم ينتج مشاكل جديدة ، وأقصد عدم وجود نقاد متخصصين ، لا توجد نوافذ تتيح لهم النقد بشكل علمى مثل الكتب والمجلة المتخصصة ، فالوسائط التى يجب أن يقدم من خلالها النقد الجاد غير موجودة الى حد ما .
- إذن الا ينبغى أن يكون للمؤسسة الرسمية الثقافية دور فى هذا المجال ؟
- لا يوجد فى العالم كله تاريخ فن يكتب من وجهة نظر المؤسسة الرسمية ، إلا أن ذلك لا يعنى رفع يديها عن هذا الموضوع ، إنما يجب أن تدعم الابحاث التى تجرى فى هذا المجال ، واذكر اننى اكتشفت منذ فترة عدم وجود مطبوعة باللغة الانجليزية عن متحف الفن الحديث ، فقررت أن أعمل مجموعة من الكتب فى هذا الصدد ، وبدأت المشروع ولم أطلب معونة من المؤسسة الرسمية ، ولكن لا تتعجب عندما أقول لك ان متحف الفن الحديث لم يأخذ منى سوى 50 نسخة ، فى حين متحف الفن الحديث بالسعودية اقتنى اكثر من هذا العدد ، لذا قررت عندما يكون لدى المقدرة المالية سأكمل مشروعى .
- عنوان رسالتك ( أهم الاتجاهات الفنية التشكيلية فى الستينات ) ما هى هذه الاتجاهات ؟
- ثلاثة اتجاهات ، الاول ( دعائى ) وهو ذلك الاتجاه الذى احتفل بالتغير وعبر عنه فى ابسط واوضح اشكله باستخدام الرموز المباشرة والمبالغ فيها ، الاتجاه الثانى هو الاتجاه الاحيائى وذلك فى محاولة للبحث والتمسك بهوية مصر بعد نكسة 1967 واعلان بيان 30 مارس أما الاتجاه الاخير فهو اتجاه حداثى وهو الذى يستخدم الابتكارات التقنية فى التعبير .
- ما أهم النتائج التى توصلت اليها الدراسة ؟
- أن الحركة المصرية الفنية فى الستينات لم تهتم كثيرا بالتواصل المعرفى مع حركة العالم ، فاذا كان قد اتيح للحركة المصرية الاطلاع على بعض التجارب الفنية للمنتج العالمى من خلال المعارض التى تمت استضافتها فى فترة الستينات ، أو من خلال الكتب التى ترجمت على ندرتها ، انما كانت تخضع لمستوى من الوعى لم بتجاوز معرفتنا التقليدية للفن من داخل ثنائية ( النحت أو التصوير ) وكما حدث بالنسبة للمنتج الفنى حدث ـ أيضا ـ بالنسبة للمنتج النظرى ، فلم تترجم الافكار الجديدة التى تتحدث عن هذا المنتج الفنى المتداخل والمرتبك ، كما توصلت من خلال هذه الرسالة الى أن المادة النقدية لم تستطع أن تكون مراة للمنتج الفنى الحقيقى فى الستينات ولم تستطع أن تحدد هوية هذا المجال فى واقع الحركة التشكيلية .
طارق الطاهر
أخبار الادب 2001
فاطمة .. ورحيل الطاقة المفاجئ
- حركة الزمن لا تتوقف بل تمتد إلى قياسات أسرع بفعل آليات المجتمع المعاصر وفى غياب حقيقى عن قياسات مثلى للوجدان وشفافية الروح ، وفى نفس الوقت تفاجئنا الأقدار تباعاً بالرحيل الأبدى فحقيقة الموت لا ريب فيها .. وتمتد لتخفق القلوب برحيل أب أو أم ،أخ أو صديق- ثم تنهض- فى الحال بما يسمى المخزون الإنسانى والعاطفى يتفجر بشعورية متدفقة تنهمر معها الدموع المتلاحقة ترسم حالة لمشهد حزين يتعاظم فيه جلال الخالق ، ولدت الدكتورة فاطمة إسماعيل فى السادس عشر من شهر أكتوبر العام 1952ورحلت فجر الاثنين الماضى، حاصلة على ليسانس لغات شرقية -جامعة القاهرة العام 1976، وانضمت للعمل بالمركز القومى للفنون التشكيلية العام 1976 وعملت بمجمع الفنون بالزمالك ، ولم تتوقف طموحاتها عند حد فكانت تحلم بالإعداد الذاتى للثقافة الفنية وبحماس غير مسبوق وبتوهج وامض يدفعها بالطاقة الممتدة إلى نفس الاتجاه اجتهدت فى البحث والدراسة وحصلت على درجة الماجستير العام 1990وكان موضوع رسالتها `مصادر الإبداع عند سيف وانلى`، والطاقة المتواترة لديها تذكرنا بالضوء المتتابع الذى يعتمد على دفعات متوالية من الطاقة الداخلية … بما يتوافق مع تكوينها النفسى والذهنى وهذا يذكرنا فى الاجتماعات المتوالية على مدى أكثر من عقد ونصف من الزمان فكانت مداخلاتها آنية سريعة متدفقة على النحو الحداثى الرؤية، وامتدت خبراتها فى تفعيل النشاط الفنى والثقافى والتنظيمى والعلاقة المباشرة بالفنانين والمفكرين والنقاد من المصريين والعرب والأجانب أكسبها كل هذا خبرة ومعرفة فى هذا المجال ولم تنس فاطمة ما بداخلها من استيعاب متطلبات مهامها فى العمل الثقافى وبدأت تضع علامات لبحثها الجديد تمهيداً للحصول على الدكتوراه فى مجال النقد الفنى..وبإصرارها الذى لم ينقطع حصلت على درجة الدكتوراه فى النقد الفنى العام 2001وكان موضوع بحثها `أهم الاتجاهات الفنية فى الستينات` ، لتحقق مرحلة تأسيسية هامة فى حياتها وتؤدى دوراً مؤثراً تجاه المجتمع قائماً على علم ومعرفية حقيقية.. وتعاظمت خبراتها الإدارية والتنظيمية ومن ثم اختيرت مقررة لبعض الندوات الدولية المصاحبة لدورات بينالى القاهرة الدولى وترينالى مصر الدولى لفن الجرافيك ، كما تم اختيارها رئيساً للإدارة المركزية لمراكز الفنون لتكون أول رئيس لهذه الإدارة الجديدة، ودأبت باستمرار على وضع النجاح هدفاً .. والتحديث الإدارى منهجاً .. وإعداد الكوادر الواعية، امتدت الآلام فى جسد فاطمة منذ أكثر من شهر ونصف وبعد جراحة بدأت رحلة التدهور!؟ وبالرغم من ذلك لم تتوان فى بداية الأمر عن المواظبة على أداء عملها والإعداد لافتتاح الدورة السادسة عشرة لصالون الشباب وباشتداد المرض ومحاصرة الآلام لم تنهزم وظلت تتابع ساعة بساعة كل ما يتعلق بالصالون .. وبمتابعتى اليومية لها وعن قرب لمصادر آلامها التى كانت تجهلها فى البداية حتى تم مصارحتها منذ أيام قليلة ، لم تتردد بقلقها وإصرارها بالتغلب على الآلام التى حاصرتها فكتمت عليها بداخلها وارتدت ملابسها وتزينت واستقلت السيارة وفاجأت الحضور المكثف فى افتتاح صالون الشباب فى الثامنة مساء الخميس قبل الماضى ونزلت من السيارة وقد تحوَلت إلى ابتسامة ممتدة للجميع داخل طاقة فولاذية تخفى الألم وفى عمق جسدها .. إرادة الحياة ..وبعد دقائق كانت الآلام أثقل من وزنها وأقسى من أن تتحملها فدخلت فى صالون قصر الفنون واستقلت مع آلامها ورغبتها ممتدة من قلبها وروحها لمشاركة مئات الشباب فرحتهم فى عيدهم السادس عشر.. وبعد مشاهدتى جميع أعمال الفنانين عدت إلى صالون كبار الزوار وجدت فاطمة تتحدث مع مجموعة من الفنانين عن الصالون حدثتها: لا ترهقى نفسك أتركى لنا هذه القضايا المهم الآن أن تعتنى بصحتك … وطالباً منها العودة للبيت للراحة فهمت بالوقوف وعيونها تتلالأ فيها دموع محبوسة مع ابتسامة عريضة لم تنقطع وضوء نابع منها وهى تقبل جميع الفنانين دون استثناء ومع كل قبلة تتأكد ابتسامتها وتابعت بحميمية هذا المشهد حيث أننى آخر المودعين فانحبست الدموع فى عينىّ وخفق قلبى وشعرت بأنه الوداع الأخير !؟ وفى مساء يوم السبت 11/9/2004 تدهورت حالتها.. وفى ظهر الأحد كان الحوار الأخير معها وبصوت كحفيف الهواء آت من عمق سحيق تنسحب معه الروح .. وامتدت الآلام فى تصاعد مستمر وتمكن المرض اللعين من فاطمة .. فاطمة التى صعدت روحها إلى السماء فى الثالثة من صباح الاثنين الماضى ليفقد قطاع الفنون التشكيلية أحد قياداته البنائين. وتوقفت آلة التوهج، والدوام لله وحده .
أ.د. احمد نوار
جريدة الأخبار - 2004
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث