`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
فتحى على محمد عثمان
... فتحى والضوء السائل
- يطالعنا الفنان فتحى على محمد عثمان ببعد جديد وصفات ضوئية مختلفة عن الآخرين وهو من مواليد العام 1965وشارك فى العديد من الأنشطة الفنية نذكر منها المعرض الرباعى بآتيليه القاهرة الأعوام 1997، 1998 كما شارك فى صالون الأعمال الفنية الصغيرة فى دوراته الثالثة والرابعة والسابعة، كما شارك فى العديد من المعارض المحلية منذ العام 1985 وحتى الآن، وله مقتنيات بوزارة الخارجية ومتحف الفن المصرى الحديث، مقتنيات خاصة ببعض دول أمريكا الشمالية واليابان وألمانيا ولبنان ولدى شخصيات مصرية، تأتى أعمال الفنان فتحى على ضمن منهجية تتسم بحساسية مفرطة يغلب عليها تأمل الذات الإنسانية، ومعالجته للوجوه بأداء تعبيرى حيث تنزلق الألوان فى ذوبان كامل على الوجه كأنه انصهار للمشاعر الإنسانية،فى حبكة تلقائية صافية وأصيلة المنبع، واللمسات السوداء فى منطقة العين فيما يسمى تشريحياً بالحفرة الحجابية وأسفل الأنف نراها موضوعة ببلاغة منقطعة النظير .. فقدرة الفنان على الرسم وإحساسه ببواطن الأشكال وتشريحها وبنائها أدى إلى ظهور علامات كونت هيئة جمالية للوجوه بالرغم من أنها تذكرنا بالتعبيرية الألمانية، أما بناء جسد اللون على الوجوه يأتى بمثابة جينات لونية متحركة وليست ساكنة كأنها تنساب من منافذ الجلد الغير مرئية فى حالة فوران داخلى، وهذا الإحساس الغامض هو الذى دلَّ على حركة الانصهار المحسوسة بصرياً لقوام اللون بما يسمى بـ ( طاقة المشاعر) أو بالمجال المغناطيسى للحركة البصرية، أما الضوء فى أعمال الفنان فهو موجات آتية من هذا الذوبان اللونى وقد عرفنا أنه عندما يختفى الضوء يختفى معه اللون وبالتالى تنعدم الرؤية البصرية، فلأول مرة أتطرق للضوء السائل الذى يمتزج ويتوحد داخل هذا القوام الملىء بالموجات اللونية والمشاعر الإنسانية والشفافية والصفاء والنقاء.. نستقبله بنفس المقومات التى تتوازن مع البعد الشعورى الدفين فى عمق الإنسان، ولا يستطيع أحد -بعيداً عن هذا العمق الشعورى - أن يستخلص هذه القيم التى تحتاج إلى ثقافة بصرية ومشاعر وأحاسيس حية ومتوهجة، ومن هنا نستطيع أن نسميه الضوء السائل ذا القوام المحسوس على نسيج اللوحة وفق معايير تكنولوجية منها طزاجة اللون ونقاؤه، طاقته مما يعطى إحساساً بعدم جفافه ويأتى ذلك من خلال الإحساس الإنصهارى للون فتتحرك منابع الضوء وفق هذه الخلايا التى تنساب على البناء التشريحى والجمالى للعناصر الإنسانية، وأخص الوجه الإنسانى الملىء بالحيوية والتعبير الإنسانى المكنون فيه غموض ساحر .. وجمال التأمل .. وجلال الذات.. ونهر المشاعر .. ونبع الأحاسيس الشفافة برقائقها المتراكمة .
أ.د. احمد نوار
جريدة الحياة - 2004
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث