- (أسامة عمران ) فمصريته مصرية نفسية وليست طوبوغرافية أو قشرية. مصرية فى بساطتها، وفى روح عناصرها وفى الحس الاكتئابى الحزين، وفى اللون الترابى الذى يعفر الجو بغزوات الرمال الصحراوية التى تشبه غزوات الطامعين والتوسعيين عبر العصور المصرية بحاضرها التاريخى المترقب انتظاراً لحل مصيرى وسلام دائم ..
- قد سمحت مرونة العناصر التى يستخدمها أسامة عمران للفنان أن يعيد التركيب التشريحى لعناصره وفقاً للاحتياجات التشكيلية للصورة بحيث تتضمنها وهو ينظر إلى الطبيعة والكائنات والأشياء نظرة متحررة بمعنى أن هدفه الاساسى هو فى تحقيق الوحدة الفنية للصورة وهى الوحدة مابين الخطوط الرئيسية للصورة والشكل والألوان والمتأمل فى لوحات أسامة عمران يجد فيها مضموناً خفياً هو أقرب إلى ذلك المغزى الكلى الموجود فى الشعر. إن الفنان الشاعر أسامة عمران يعبر عن روح الأشياء بموسيقى اللون ،فالروح هى مصدر العقل، ومصدر التفكير.. ويصبح الواقع بدون معنى إن لم يكتشف الإنسان شعراً فى هذا الواقع .
- أحد فنانينا الشباب الطالعين فى حيوية مبشرة مسلحين بالصدق وبالوعى ومتطلبات الخلق الحقيقى الجيد يبدو نتاجه كحوار إيجابى بين تلك التعبيرية العالية فى وجوه الكادحين أو ارتعاشات الإنسان الصادقة أمام معتقداته وتطلعاته أو حتى فى انعكافه خيط شارد فى مساحة شاردة وبين ذلك النمو الأشبه بالاستغراق فى اللعب المنظم للأشكال أثناء الأداء فهو لا يخطط للوحاته حاسماً بالعقل أولاً مشكلاتها قبل البدء فيها وإنما يبدو كمن يتشبع بحس عام لوضوعاته ثم يبدأ فى طرح تصوره على السطح كمن يمسك ببداية الخيط ويستمر بعد ذلك فى إنمائه حسبما يتطلب العالم المتخلق حتى يسيطر عليه ويطوعه لرؤياه وذلك النمو المتدرج فى تخليق العمل الفنى يتيح له ضروباً من مغازلته كسر سبات من لمسات متتالية متناغمة أو القسوة عليه كتجريحات وخدوش عنيفة حادة يرتطم فيها الظل والضوء بشكل تراجيدى مثير، ومن التقابل المتزن بين تلك المغازلة والقسوة يبدو العمل حيوياً دائماً حتى وإن كانت مفرداته ساكنة .
الناقد الراحل / فاروق بسيونى
ألوان وظلال .... بقلم بيكار