`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
على عبد التواب حبيش
الفنان على حبيش فى درامية ساخنة حول الإنسان والآلة .. والحضور الرومانسى لأعماله
يتصارع الفنان النحات على حبيش مع كتله الصماء فى عراك أبدى حول مفهوم ومنطلقات الفن الذى يعيش وسط الجماهير .. مناديا عليها فى الخروج من بوتقة الألم إلى (( الحرية )) التى يسعى إليها الفنان من خلال محاولاته السابقة ــ التى كانت تعلو تعبيراتها فوق تعبير الواقع ــ الذى شغل الإنسان وأرهقه فى العصر الحديث .
فتارة نرى الفنان تنصب أعماله حول الطبيعة برومانسيتها ــ بالرغم من عويل الألم فيها فهى تناديك للالتحام بك أينما ذهبت هذه الأشكال بقوة تعبيراتها .. سواء صنعها من الحجر أو الخشب أو النحاس فهو سريع النداء للإنسان الذى يقدسه ويعبر عنه فى ملحمة الإنسان والآلة الحديثة ، وفى هذا العمل الذى يقوم بعرضه الفنان يوضح لنا أن الإنسان سوف ينتصر أخيرا على الآلة لأنه هو صانعها وهو قائدها ــ وإذا فقد الإنسان قيادة هذه الآلة فهى سوف تقضى عليه .حيث إن هذه الآلة من خلال رغبة الفنان ــ فإن أراد أن يحولها أو يغيرها فهو قادر على هذا والتماسك بين صراع الآلة والانسان .. يظهر لنا الفنان هذا الاندماج الكلى فى تشكيله الفنى فى هذا العمل الفنى المعروض ، فى معرضه (الالة والانسان) نرى التكامل من حيث تكتيل الجسم البشرى مع الكتلة النحتية للآلة الصماء فهى غير قادرة على التحرك ضد رغبة الإنسان ومتطلباته العصرية ، ويظهر هذا لنا الفنان على حبيش على أن رأس الإنسان هى (الماكينة) فى حد ذاتها ــ وهى الآلة العصرية التى تغطى حياتنا فى المنتجات النافعة ، ولكن تخوف الفنان هنا هو أن يكون (العقل) هو الآلة فيفقد الإنسان رومانسيته وعاطفته التى منحها الله له .. فالعقل أولا الآلة ثانيا .
فالفنان يضع المحاذير والتخوف من سيطرة الآلة على حياتنا بحيث نصبح آليين مثل الآلة ، وهذا أمر مرفوض تماما من تجسيم وتعبيرات الفنان صاحب الحس العالى وصاحب الرومانسية الحديدية التى تتصارع من اجل بقاء عقل الإنسان ــ وألا ينحرف خارج طبيعته المليئة بالانسانية وحبه للحياة ــ والتمثال فى حده هو إنسان جالس على الأرض الصلبة التى يملكها ويعيش عليها ــ فى انه قادر على أن يصعد ويتحرك خلال عقله الذى هو فى حقيقة الأمر ــ هو المحرك الحقيقى للبشرية ــ فعلا خوف من هذه الآلة الإنسانية الجديدة التى تصنع للبشر وسائل حياتهم .
فالفنان على حبيش يرتفع بقدرة الإنسان ولا يقلل منها على أنها هى الحقيقة الفاصلة فى حياة البشر منذ بدء التاريخ إلى يومنا هذا
إذن ما هو مفهوم هذه الكتل (النحتية) التى يصنعها الفنان ونثار نحن من خلال تركيباتها ــ لقد أدرك الفنان أنه لا يمكنه أن يجرد الإنسان ويحوله إلى كتل صماء لا حياة فيها تحت إطار مفهوم النحت الجديد بالمجردات .
فالنظرة لدى الفنان هى إيجاد معادل صعب لكى يتم المزج بين الآلة ورغبات الإنسان ــ وأن (التقنية) الفنية هى مجرد عامل مساعد لإظهار هذا التلاقى فى الحميم بينه وبين الحس البشرى العالى وإيجاد (حميمية) حقيقية بينه وبين هذه الآلة التى يمكنها أن تتمرض على الإنسان سانعها وكل هذه التعبيرات واضحة كل الموضوح فى هذا العمل (الآلة والإنسان) حتى فى عرضه هذا فالمضمون صادر من خلال دلالة (مضمونية) عالية الحس والتعبير التى تظهر بشكل عام فى معرضه هذا وهى إحدى المحاولات للمزج بين متطلبات الشكل والمضومن كما فعل النحات المصرى القديم فى معجزاته النحتية والتى على هداها نحن نسير .
صالح رضا
القاهرة : 9-8-2005
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث