`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
سمير سعد الدين على أبو دسوقى

- تفاجأ الحضور فى ندوة ( ركن المدينة العربية / القاهرة ) .. مساء أول من أمس بغياب المحاضرين المصريين التى كانت إدارة مهرجان الفحيص قد أعلنت عن مشاركتهم فى هذه الدورة للحديث عن العاصمة المصرية خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد للإعلان عن الفعاليات .
- وعلى عجل تداركت إدارة المهرجان هذا المأزق والمطب الذى وقعت فيه ، من خلال اختيار شخصية مصرية مشاركة فى هذه الدورة وهو د. سمير سعد الدين الأستاذ فى أكاديمية الفنون ، المعهد العالى للسينما ، وعضو لجنة الثقافة والفنون والإعلام المصرية .
- ولم تكن ( الإدارة ) موفقة فى هذا الترتيب ، وكسرت العرف السائد فى هذه الندوة ، فغاب البعد الحضارى والسياسى والاجتماعى للعاصمة المصرية وحضر الجانب الفنى ، الذى قدمه المحاضر الوحيد فى هذه الندوة ، فى حين قرأ أمين سر نادى الجالية المصرية فى عمان أمجد عبد الفضيل قصيدة للشاعر المصرى أحمد فؤاد تحدثت عن القاهرة .
- وتناول د. سمير سعد الدين فى محاضرته مفهوم الفن ودوره فى تجسيد الحالة الزمنية ، وتمرده على دكتاتورية اللحظة .
وعرف سعد الدين الفن بأنه حالة رد الفعل الإنسانية ، التى تعبر عن مكنوناته الداخلية وما يرافقها من تأثيرات خارجية ، وهو لحظة تفاعل لهذه المؤثرات فى داخل الفنان الذى يترجمها فى أشكال فنية مختلفة ، وكل هذا بالنهاية يسمى بالعملية الفنية.
- ويقول سعد الدين : العملية الفنية تقف على ثلاثة أبعاد ، الأول هو الفنان ، والثانى العمل الفنى ، أما الأخير فهو الجمهور المتلقى ، وبعد عملية التلقى يستطيع الفنان تكوين الخبرة فى المجال الفنى الذى يطرقه .
- ويضيف : الفن محاولة للتغلب على دكتاتورية الزمن ، والفنان هو مترجم التمرد على اللحظة من خلال تخليده لها. ومن هنا نكتشف أهمية الفن فى حياتنا ، فهو يحاول اقتناص لحظة الزمن ويخلدها فى عمل ويهديها للجمهور ، ولحظة تفاعل الجمهور معها هى اعتراف غير مباشر بنجاح هذا الفنان .
- ويشير سعد الدين إلى دور الفن فى الحياة البشرية الذى بدأ منذ الخليقة ، وتشكل مع لحظة الخوف من المجهول وعدم الشعور بالأمان ، وللتعبير عن هذا الإحساس يلجأ إلى رسم مجسم الوحش على جدران الكهوف ، ليشعر باللاوعى أنه مسيطر عليه .
- ويتسلسل سعد الدين فى تصوير دور الفن وأشكاله عبر التاريخ فيقول : الفن موظف حسب الظروف التاريخية . فالتحنيط نوع من الفنون ، لإثبات فكرة الخلود ، والنحت بنى على هذه الفكرة أيضاً ، ولن أغفل فن العمارة الذى وظف لخدمة فكرة السمو والفكر والروحى ، والفن فى العصر الإسلامى اتجه نحو الخط والشعر واللغة ، كما أن الأرابيسك والزخرفة من أهم فنون هذا العصر ، وفلسفتها مبنية على التوحيد .
- وأكد سعد الدين فى نهاية حديثه بان للفنان الحرية فى إبداعه وتفكيره ، لكن تبقى هذه الحرية داخل حدود ، يرسمها إيمان هذا الفنان بقضايا الأمة والوطن .
- وفى نهاية الندوة قرأ أمين سر نادى الجالية المصرية أمجد عبد الفضيل قصيدة ( أدى مصر ) للشاعر أحمد فؤاد ورافقه بالعزف على آلة الكمان الفنان حسين عبد المنعم ، تحدثت عن الحضارات التى مرت على القاهرة ووقوفها أمام التحديات .
جريدة حياتنا
الاردن 2004
لغة جديدة للكاميرا
- الكاميرا فى يد الفنان لغة ووسيلة . لغة يتخاطب بها مع الآخرين - يطوعها بفنه وشخصيته وإحساسه كما يقول الفنان سمير سعد الدين مدرس التصوير بمعهد السينما.
- فلم تعد الكاميرا وسيلة لتسجيل مواقف وأحداث فقط وإنما أثبتت التجارب والأبحاث أن الكاميرا يمكن أن تكون أيضاً مثل فرشاة المصور أو أزميل النحات يوزع بها الأضواء والظلال على مساحات الصور ويخلق الإحساس الكامل فتجد الجدران تتكلم والهواء يهمس وأيضاً الإنسان يعطى ذلك المعنى الذى هو أبعد من الشكل إلى ذلك البعد الإنسانى الذى يربط البشر .. حيث يمكن أن نكتشف بصمات الإنسان والزمن .
- فالكاميرا يمكن أن تنقلنا إلى مستوى الفعل الجمالى وتعطينا ذلك التوزيع التجريدى لمساحات من الأضواء على مساحات أخرى من الظلال تسلم أعيننا إلى تفاعلات بين الفاتح والغامق ، وبين المساحات المتناقضة يجب أن ينسى الإنسان ذلك التسجيل الحرفى للأشكال فلا يهمنا التفاصيل ولكن تنفذ إلى وجداننا تلك المشاعر الفنية التى كانت تجول بخاطر الفنان ، وعدسة الكاميرا فى يد الفنان عين ورؤية وليست فقط عيناً من زجاج أو صندوقاً من خشب لذلك أقام الفنان سمير سعد الدين معارضه الفنية ناشراً أبحاثه التشكيلية فى فن التصوير وذهب إلى أبعد من ذلك فلقد توجه بأعماله إلى التجمعات البشرية إلى مقهى استرا حيث عرض لوحاته مخاطراً ومتطوعاً ، ولقد دهش الفنان حينما وجد أن العمل الفنى يلقى احتراماً حتى فى أماكن اللهو والترفيه.
مكرم حنين
جريدة الأهرام
المصور الفوتوغرافى والمصور السينمائى
- لم أكن أخطط للخوض فى هذا الموضوع الفنى الإبداعى حينما التقيت الدكتور سمير سعد الدين الأستاذ المساعد حالياً فى كلية الفنون الجميلة والمدرس سابقاً فى المعهد العالى للسينما فى مصر .. بل أردت أن أتحدث معه حول معرضه الفوتوغرافى الذى أقيم على قاعة التحرير وضم (40) صورة اشتملت على مواضيع متنوعة اجتماعية وتكوينية ضوئية وغيرها . ولأنه شغوف بالتشكيلات الضوئية وصاحب اختيارات خاصة لزوايا ومساقط الضوء . وكونه يحمل شهادة الماجستير فى التصوير السينمائى ودكتوراه فى الاتجاهات الفنية فى التصوير الضوئى … لذلك كله وجدت نفسى مدفوعاً للتحدث معه حول فهمه للعلاقة بين المصور الفوتوغرافى السينمائى والمصور السينمائى غير الفوتوغرافى . فقلت له لماذا الدقة فى اختيار مساقط الضوء ؟؟ فقال إنها فى الواقع زاوية ضوء أكثر منها مساقط للضوء . فدائماً هنالك زوايا معينة تساعد على فهم الموضوع بعد التقاطه بالكاميرا الفوتوغرافية . بمعنى آخر إن أى موضوع حياتى يمتلك زوايا معينة وعلى المصور الفوتوغرافى ملاحظتها .
- قلت مقاطعاً إن ذلك يعنى نوعاً من التواصل الحسى؟ .. نعم إنها عملية تواصل حسى بينى كإنسان وبين الحالة الموجودة أمامى ، ومن هنا تأتى عملية الإرشاد الطبيعى. إذ أن المثير الأساسى بالنسبة لى هو الضوء والموضوع ولهذا السبب نقول أن التصوير الفوتوغرافى هو حالة انفعالية .. بل هو أشبه بالحمى التى تصيب الإنسان ، إذ يتحسسها الفنان ويتعامل مع لحظاتها إبداعياً فيبدأ التصوير المستند إلى تراكم الإحساسات الداخلية التى توصل إلى هذا النوع من التعامل الفنى للموضوع والضوء .
- ولكن هنا لم نلحظ اهتماماً بالشكل التقليدى ، بل إن الشكل الضوئى هو الأساس ومركز الاستقطاب البصرى للقطات الفوتوغرافية . ويجيب الدكتور سمير `أنا أؤمن أن الضوء هو نوع من اللغة وهذه اللغة لها انعكاساتها على الواقع فى كل لحظة . فلو شاهدت مثلاً شجرة خلال ساعات النهار الأولى وعدت لنفس الشجرة فى الساعات المسائية لشعرت بأن إحساسك بها قد اختلف وتغير . علماً بأن الشجرة هى نفسها لم تتغير` . إن عملية التفكير إذا طغت على الإحساس بالنسبة للفنان فعمله سيتغلب عليه طابع الصنعة ، كذلك بالنسبة للمشاهد إذا ما سبق تفكيره إحساسه ، فسوف يضفى على العمل إيحاءات فكرية خاصة به هو كمتفرج وربما لا تكون هى فعلاً فى العمل الفنى ، وبالتالى سيفقد الشحنة الحسية حول اللقطة الفوتوغرافية.
- إذن كيف يجسد المصور أفكاره أو لنقل يترجمها إلى قيم جمالية محسوسة من قبل المشاهد الذى تقول أنه يضفى على العمل الفنى بعضاً من إيحاءاته الفكرية . ويبادر الدكتور سمير بالقول: القيمة الجمالية بالنسبة للمصور الفوتوغرافى هى ببساطة صدق الإحساس بالصورة - اللقطة - ومحاولة نقل هذا الإحساس إلى المشاهد . أى أن الجمال بالنسبة للتصوير الفوتوغرافى هو الصدق مع الواقع العام ، والإحساس المنتظم المترابط مع الشكل ولذلك نرى أن المصور السينمائى ينبغى أن يكون مصوراً فوتوغرافياً ( لماذا ) .. لأن الإحساس بالتشكيل والتكوين فى الصورة الفوتوغرافية هو أصعب بكثير من اللقطة السينمائية . فاللقطة السينمائية متحركة والانتباه فيها يقع ضمن دائرة المتغيرات دائماً . ولا يركز غالباً على التكوين الضوئى أو التشكيلى لوجود عناصر أخرى غير ضوئية ، أما فى الصورة الفوتوغرافية فغالباً ما يركز الانتباه على جزء معين . لذلك يكون الحكم عليها قاسياً لأنها ثابتة وعناصرها كذلك ثابتة ولا تتغير .
- لهذا السبب نقول إذا كان المصور السينمائى متمكناً من فن التصوير الفوتوغرافى ، سيكون أكثر تحكماً وقدرة على إدارة وتنظيم الصورة السينمائية كذلك سوف يتهذب إحساسه فى استيعاب الدرجات الضوئية ونسبها فى الضوء والظل . وفى الظلام أيضاً سوف يكتسب قدراً إضافياً من حساسية التعامل مع اللون كنصوع ضوئى وليس كلون فى حد ذاته . وبالتالى سوف تمتلك لقطاته السينمائية صفة التعبير وليس صفة الإبهار الضوئى.
- إن طبيعة القرار النهائى بالنسبة للمصور الفوتوغرافى تتصف بالذاتية فى حين أن القرار بالنسبة للمصور السينمائى موزع على أكثر من طرف .. هذا صحيح جداً ، وهى مسألة لصالح العمل . فالمصور الفوتوغرافى مطلوب منه أن يكون شجاعاً لأن قراره منفرد ومسئوليته أكبر من مسئولية المصور السينمائى ، وتتطلب جهداً ذاتياً كبيراً . وعليه فالمصور السينمائى ذو الخلفية أو الخبرة الفوتوغرافية يتسم قراره بالجرأة . وهذه الجرأة سوف تقوده إلى حالة الإبداع المطلوبة . أما أن تتداخل آراء الآخرين معه ولا سيما المخرج السينمائى . فإن ذلك يقع فى باب الإضافات الفنية للقطة السينمائية . هذا من ناحية . ومن الناحية الأخرى أن من يمتلك الخبرة الفوتوغرافية يكون قد تعود على المنطق البسيط السليم البليغ الذى ينفذ إلى إحساس الآخرين مباشرة دون تعقيدات . فالذى يستطيع أن يحفز إحساس الآخرين ويحرك مشاعرهم ويرضيهم بآلة التصوير الفوتوغرافى . بالتأكيد يستطيع أن يقوم بأكبر من ذلك بآلة التصوير السينمائى وإمكانات التصوير السينمائى الجبارة . وبالتالى فإن حالة الإقناع الفنى ستتوافر للمصور الفوتوغرافى السينمائى دون غيره من المصورين . مما يضفى على مشاهد الفيلم السينمائى أبعاداً جمالية وفنية .
- أخيراً نقول أنه رأى فى المصور الفوتوغرافى السينمائى وانحياز واضح إلى فكرة المزاوجة الفنية والإبداعية بين التصوير الفوتوغرافى والسينمائى.
د. جبار العبيدى
الجمهورية 11 /2/ 1989
شاعر هدفه الوصول إلى روح اللحظة
- فى ديوانه الأول ( لا تسألى ! ) يطوف بنا الفنان سمير سعد الدين خلال 30 موقفاً انفعالياً .. تصور إنساناً يحب .. ينفعل بصدق .. يعطى .. ويكره .. يرفض .. يتحدى .. يلين .. يتصلب .. ينفجر .. يهدأ .. يخفى أسراره .. يبوح بها .. يقترب من القارئ جداً .. ويبتعد عنه بعد ذلك .. يكثف الانفعال فى لحظة ويجمده لكى يستوعبه ويعبر عنه .. كل ذلك خلال 30 قصيدة من الشعر المرسل الحر ..
- وهذا ما فعله قبل ذلك فى عشرات المعارض التى أقامها لصوره الفوتوغرافية التى كان هدفه فيها تسجيل لحظة ذات شكل معين للوصول بالمشاهدة إلى الانفعال أو المضمون الذى كان يحسه أثناء اللقطة .
- وبذلك يكون الهدف فى الشعر أو الرسم بالكلمة كما كان الصدق فى التصوير أو الرسم بالكاميرا هو التجريد .. للوصول إلى الروح أو المعنى الكامن فى داخل الواقع الذى نعيشه ونراه حولنا .
.. عمله : أستاذ للتصوير بالمعهد العالى للسينما ..
.. هوايته الأولى : كتابة الشعر والقصة .
.. فى البداية : كتب القصة القصيرة .. ثم اتجه إلى الشعر واستقر عنده منذ خمس سنوات . السبب ملل أصابه بسبب اتجاهه الفنى الجديد فى التصوير الفوتوغرافى الذى قال النقاد الأجانب والمصريون أنه إضافة جديدة لفن التصوير ربما على المستوى العالمى كفن ، ولم يلتفت إليه أحد أو يهتم به ..
.. يعتقد أنه ما زال فى بداية طريق بلا نهاية .. وهو طريق الفن !
فالأحاسيس متجددة والانفعالات لا تنتهى ، وإذا لم يعبر الفنان عن إحساسه يموت المعنى داخله سواء كان فناناً أو شاعراً .. وهذه نهاية الفنان ولحظة الجمود بالنسبة له كمبدع وبداية تحوله إلى إنسان يعيش فقط .. ولكنه لا يحس أو ينفعل أو يشعر بأى شئ حوله .
.. الإنسان - فى رأيه - يستطيع أن يضيف الجديد فى الأدب أو التصوير أو فى أى عمل ، فى حالة واحدة .. إذا كان يفعل ذلك بإحساسه الذاتى الخاص وليس مقلداً لأحد بل يستوعب فقط من سبقوه .. ويحاول أن يتخطاهم إلى مرحلة جديدة
.. سألته .. ماذا تقول فى ديوانك الأول ؟! من أنت ؟
.. أجاب هذه هى قصيدتى ترد ..
لا تسألى
من أنا ومن أكون
لست سوى إنسان
بسيط كالماء
فى قلبى ..
برودة الشتاء
وصفاء السماء
فى عقلى
عمرى ..
ضائع كالهواء
أعرف الأحلام
لكنى لا أنام
والدنيا عندى
لا تساوى أكثر
من كلام
أحزانى كالنهر
لكنى أطفو عليها
فوق طوق نجاة
اسمه ..
اللامبالاة ..
والحقيقة يا فتاتى
أنها
لا تستحق العناء
فكل شئ
إلى فناء
وأبداً
لم يكن لنا ما شئنا
بل دائماً
له ما شاء !
محمود علم الدين
أخبار اليوم 18 /3/ 1978

- الفنان سمير سعد الدين ظاهرة خاصة فى الحركة الفنية المعاصرة فى التصوير الفوتوغرافى . فلقد تميزت أعماله بأنها أحدثت تطوراً كبيراً فى هذا الفن حتى أنه أصبح له شبه مدرسة خاصة لأعماله فى فن التصوير الفوتوغرافى .
- إن الفنان سمير سعد الدين يتعامل مع الكاميرا مثلما يتعامل الفنان مع فرشاته ومادته هنا هى الضوء . وهذا فى حد ذاته تطوراً كبيراً فلقد خرج بالتصوير عن الإطار المألوف الذى تعودنا عليه وهو نقل الواقع الموجود أمام الكاميرا واستخدام الفنان الأبيض والأسود فى أعماله بعيداً عن إبهار اللون قد وضعه فى تحد كبير استطاع أن ينفذ من خلاله بإصراره وموهبته .
- وأستطيع أن أؤكد أن أعمال الفنان تضعه فى مستوى أى فنان عالمى فى التصوير الفوتوغرافى . وهذه هى أعماله تتحدث عن نفسها .
- والمركز القومى للفنون يسعده أن يقدم أعمال الفنان تأكيداً لثراء وعظمة مصر بأبنائها وفنانيها .
د. مصطفى عبد المعطى
مدير المركز القومى للفنون التشكيلية
ذلك المنافس الخطير .. يسبق يد الفنان إلى اللحظة المضيئة
- فوانيس زمان .. بوابة المتولى برائحتها الأثرية الشعبية .. جامع السلطان حسين .. جامع قلاوون .. بيت السحيمى .. كلها موضوعات قديمة .. لكنها ممتلئة بالحياة وأنت تراها تبعث من جديد فى أعمال الفنان سمير سعد الدين
لماذا هذه الموضوعات على وجه التحديد ؟ .
- يقول سمير : المناطق الأثرية القديمة علمتنى كيف أمسك بالكاميرا .. وأصور .. رأيت `الكادر` يفرض نفسه أمام عدسة الكاميرا .. لقد اندمجت مع هذه المناطق .. شعرت أننى أنتمى إليها .. فى الحقيقة أشعر بأننى جزء من هذه المناطق .
أمام لوحة تمثل فانوس زمان الذى كان يتدلى على نواصى الشوارع .. وفى الأزقة والحارات .. اختار سمير زاوية محددة يظهر فيها الفانوس كسلويت على خلفية مضيئة ناصعة البياض ..
- إحدى لوحاته عن بوابة المتولى تعتبر جزءاً من هذه الرحلة .. فكما أن اهتمام الفنان ينصب على الفانوس الذى يحتل أمامية اللوحة .. مثرياً إياه بكافة التفاصيل الزخرفية الموجودة فى عالم الواقع .. كذلك يتركز اهتمامه هنا على أمامية اللوحة التى يظهر فيها طفلان يتسامران .. وقد يتشعب النظر إلى السلالم .. فى محاولة للهرب من الحركة المفتعلة والمقصودة للطفلين ..
- لكنه يقول : الواقع أن هاتين اللوحتين يعود تاريخهما إلى عام 1963 .. أى وأنا ما زلت طالباً فى معهد السينما ..
وجهت نظرى إلى الأعمال الأخرى .. حقيقة وجدت التطور .. هاأنذا أرى النسيج يتفاعل مع الشكل العام .. والتكوين يستقر فى بساطة .. والاهتمام يتركز على إنماء اللوحة .. وتتضح معاناة الفنان وأنت تلاحظ عليه اختياره لجزء من موضوع .. لزاوية معينة .. لتفصيلة صغيرة .. حقيقة الكاميرا عنده أصبحت لها القدرة على الخلق .. هاهى عدسة الكاميرا تتسع وتضيق .. وهاهو الضوء يخدم التكوين العام .. ويد الفنان تتدخل فى المعمل مع الأحماض وعند الطباعة ..
- أمام لوحة تمثل منظراً من بيت السحيمى العتيق .. رأيت اليد الإنسانية البيضاء كتلة من الضوء على ظلال سوداء .. اليد تشير إلى الحائط القديم المنغم .. حوار ذو صوت عال يدور بين الحائط القديم الأسود واليد البيضاء .. بين الوجود والعدم – إن صح القول – هنا تسخر الخلفية لخدمة اليد المضيئة .. وليتشتت نظرك فى كل أنحاء اللوحة .. فكل التفاصيل هنا لها أهمية الموضوع ذاته ..
- وأمام شكل يمثل وجه أسد .. توقفت .. مجرد تونات لونية من الصعب أن تحدد شكلها ..
- يقول لى الفنان : هذا الأسلوب فى التصوير الفوتوغرافى يسمى `فصل التونات` وهى طريقة جديدة فى التصوير تعتمد على اختزال الدرجات اللونية أو الضوئية فى اللوحة .. فمثلاً اللوحة أصبحت عندى تحتوى على درجتين أو ثلاثة من الألوان ..
- الأسود ودرجة محددة من الرمادى مثلاً..
- كيف يحدث ذلك ؟
- أختار من الصور السلبية تونات اللون عن طريق تعريض جزء منها للضوء .. هنا أعتمد على الإمكانيات التى يمكن أن يمنحنى إياها المعمل فى المعرض مثلاً توجد صورة لمصنع .. تبدو كما لو كانت مرسومة بريشة فنان ينهج التجريدية الهندسية .. مجرد خطوط منتظمة ..
- يقول سمير : التصوير الفوتوغرافى فى نظرى تصوير للحظة معينة لن تتكرر أبداً ..
- الفنان سمير سعد الدين دسوقى خريج المعهد العالى للسينما عام 1964 .. وفى عام 1971 حصل على ماجستير فى الإخراج والسيناريو .. وهو حالياً مدرس بقسم التصوير فى معهد السينما
- قلت : وأثر ممارساتك للفن فى علاقتك مع الطلبة ؟
- قال : أؤمن بأن كل إنسان فى أعماقه الفن .. ومهمة المدرس فى المعاهد الفنية أن يبحث مع الطالب عن القيم الفنية التى عنده .. ويحاول تنميتها معه . الأمر ليس مسألة تلق فقط ..
- وفى نظرى أن كل طالب لابد أن ينجح .. فإذا فشل فالمدرس هو الفاشل فى هذه الحالة ..
ومعارضك السابقة ؟
- هذا أول معرض لى .. مع أنى اشتركت فى معارض جماعية عديدة .. كما حصلت مرتين على الجائزة التشجيعية فى المعرض السنوى الذى تنظمه وزارة السياحة ..
روضة سليم
جريدة المساء فى 24 يونيه 1974
عندما تعكس الكاميرا ما يريده الفنان
- هو بلا شك واحد من معارض فن التصوير الفوتوغرافى المتميزة الذى يقام فى القاهرة حالياً فى مجمع الفنون بالزمالك للفنان سمير سعد الدين . وهو المعرض الخاص رقم 8 بجانب عدد كبير من المعارض الجماعية .
- والفنان سمير سعد الدين من رواد الحركة الفنية المعاصرة فى التصوير الفوتوغرافى .. تميزت أعماله الأخيرة بأنها أحدثت تطوراً كبيراً فى هذا الفن .. فهو يتعامل مع الكاميرا كما يتعامل الفنان مع فرشاته .. مادته الوحيدة هى الضوء والإحساس .. خرج بالتصوير عن الإطار المألوف الذى تعودنا عليه بالنسبة لهذا الفن وهو نقل الواقع الموجود أمام الكاميرا واستخدامه للأبيض والأسود ليبعد عن أبعاد اللون مستخدماً الضوء بدرجاته والزوايا الضوئية لينقل للمشاهد ما يريد أو ما يحس .
- سؤال يبحث عن إجابة .. لماذا لا يقف فن التصوير الفوتوغرافى فى نفس مكانة أفرع الفن التشكيلى الأخرى .. فهذا الفن لم يعد فناً تسجيلياً فقط كما كان بعد أن ظهرت فيها مدارس واتجاهات جديدة وأصبح التحكم فى استخدام العدسة والضوء بجانب التكوين الذى يعده الفنان يخلق عملاً فنياً متكاملاً .
- إن فن التصوير الفوتوغرافى لا يمثل فى معارضنا العامة التى تدعو إليها وزارة الثقافة ولا يدخل فى ميزانية المقتنيات السنوية للوزارة اللهم إلا بعض اللوحات التى تقتنى خلال الموسم الفنى بأسعار أقل بكثير من الأسعار التى تدفع لاقتناء لوحة تصوير .
- كلها أسئلة تبحث عن إجابة خاصة بعد مشاهدة هذا المعرض .
ليلى القبانى
جريدة الأهرام 8 /10/ 1982

- ولد الفنان سمير سعد الدين فى القاهرة سنة 1944 وتخرج فى المعهد العالى للسينما بالقاهرة سنة 1964 م ولقد قام بعمل العديد من المعارض الخاصة والعامة محلياً ودولياً ولقد تم اقتناء أعمال له فى العديد من المؤسسات المحلية والدولية والأفراد.
- ويعتبر الفنان سمير سعد الدين من أهم الشخصيات الفنية المعاصرة فى العالم العربى فى فن التصوير الفوتوغرافى ويصف الفنان سمير سعد الدين فلسفته بقوله ( عند لحظة التقاط الصورة لابد للفنان أن يكون فى حالة توحد مع الكون حوله ومع نفسه فتلك اللحظة الصوفية تعكس أبعاد الإبداع والحقيقة ).
- وحين النظر لأعماله يشعر المتلقى بحضور خاص وشحنة شعورية متدفقة ولقد حاول مصورون عديدين محلياً ودولياً تقليد أسلوبه الخاص ولكن تلك اللمسة الصوفية المتدفقة والخاصة بأعماله لم يستطع أحد من المقلدين الحصول عليها.
- ولقد كانت أعماله من أول الأعمال التى تم اقتنائها كتصوير فوتوغرافى فى متحف الفن الحديث بالقاهرة وقد كتب عنه الكثير فى مصر والخارج ووصفت أعماله بأن لها طبيعة خاصة وأسلوب خاص ولهذه الأسباب نال الفنان سمير سعد الدين مكانة خاصة فى الحركة الفنية المعاصرة فى مصر والخارج .
- وفى نوفمبر 1983 اختيرت أعماله للمشاركة فى البينالى الأول للتصوير الفوتوغرافى فى بلجراد بيوغسلافيا وقد وضعت أعماله فى مكان الصدارة فى البينالى العالمى وأرسلت له هيئة التحكيم وكذلك رئيس البينالى خطاباً يفيد بأن أعماله الفوتوغرافية قد تعلم منها الكثيرين ممن شاركوا فى هذا البينالى وعرض له سبعة عشر عملاً وهذا رقم قياسى لأى عارض فى هذا المحفل العالمى.
- وفى أبريل 1984 عرضت أعماله فى معرض المصورين بالبحر الأبيض فى برشلونة بأسبانيا وأيضاً فى برلين فى معرض باى فوتا فى فبراير 1985 بألمانيا . ووجهت له دعوة خاصة من وزارة الثقافة والسياحة بالصين لعمل معرض خاص فى بكين وأقيم المعرض فى أكتوبر 1998 ولقد أقام الفنان سمير سعد الدين أكثر من عشرون معرضاً خاصاً بمصر وساهم فى العديد من المناسبات العالمية مثل ( معرض السلام العالمى بالأمم المتحدة نيويورك 1986 ومسابقة الصورة العربية ببغداد 1990 حيث حصل على الجائزة الأولى ) .
- ولقد قامت وزارة الثقافة بعمل مستنسخات من أعمال الفنان سواء الأبيض والأسود أو الملونة وعددها أربعة وعشرون صورة طبعت منها آلاف النسخ وقامت بتوزيعها على كافة السفارات المصرية والهيئات والمهرجانات الدولية والفنية فى أنحاء العالم كنموذج للتصوير الضوئى المصرى المعاصر.
- كما قام المركز القومى للسينما بإنتاج فيلم تسجيلى عن الفنان وأعماله مدته عشرون دقيقة عرض فى العديد من المناسبات فى مصر والخارج كنموذج للفن المصرى الفوتوغرافى.
- والفنان سمير سعد الدين حالياً يعمل فى أكاديمية الفنون كأستاذ التصوير بالمعهد العالى للسينما .. وأيضاً تم تعيينه كعضو بالمجالس القومية المتخصصة شعبة الفنون .
سعيد جودة السحار
موسوعة أعلام الفكر العرب
سمير سعد الدين .. مدحت نصر وحليم حبشى فى ثلاثة معارض
- فوتوغرافيات الفنان سمير سعد الدين تعكس حنكة احترافية لأستاذ متمكن من فنه ولكنها فوق ذلك دلالات على عمق ثقافته وحساسيته الفنية المرهفة ، إذ تمكن بنفس البراعة الحرفية من أن يحول دون التميز التقنى أن يوجه مشاعره ، ولكن العكس هو الصحيح فقد سخر كل الإمكانيات لبلورة رؤية فنية ذات خصوصية دامغة تهيمن على موضوعات الصور وأحجامها ومواقعها ، فبالرغم من التباين الشديد بين تلك المدخلات الموضوع والمساحة والموقع الذى أخذت فيه الصورة وتباين تلك الموضوعات من المآثر التاريخية إلى الصوامع الدينية للرهبان فى الأديرة المنعزلة فى الصحراء بوادى النطرون إلى بيوت الفقراء فى المدينة وفى الريف وكلها موضوعات أخاذة لعيون المصورين إلى اللقطات المقربة لأشياء دارجة ، ومهملة أحياناً كالحبال والشباك والأقمشة المجدولة أو المنسدلة والأعمدة المعدنية الى أكلها الصدأ يحقق معها الضوء الموضعى علاقات جمالية بالغة التميز حيث تتجلى ملامس السطوح والاسقاطات الظلية ومناطق العتمة ومناطق النور المبهر وحركة الخطوط واتجاهاتها تحقق فى مجموعها تكوينات يكتنفها الغموض والسحر وهذا مكمن قوة الفنان إذ أن موضوع العمل مقدساً كان أو دنيوياً ثميناً أو نجساً لا يضيف للعمل من قيمه الكامنة بقدر ما يضيفه الفنان من رؤية وترجمة بصرية عميقة ، ولاشك فى أن ثقافة الفنان السينمائية قد زودته بخيرات تقنية لا تتوافر للفوتوغرافى الخالص ، كما أن انعكاساتها على رؤيته الفنية للصور واضحة إذ يسيطر على المشهد وعمقه المنظورى وزوايا الرؤية بصورة درامية ويكثف ظلاله المعتمة فى تصادم مع حمامات الضوء وكأنه يختار جو الحدث الدرامى ويحيد مالا يريد أن يخايل العين ويركز على بؤر محددة فى الصورة .
يعرض الفنان الجرافيكى مدحت نصر مختارات من أعماله الفنية فى التسعينيات وما بعدها قصد من ذلك فيما يبدو أن يقدم لجمهور القاهرة رؤية بانورامية لمجموع تجاربه فى فنون الطباعة بالشاشة الحريرية بصفة خاصة والتقنيات المتعددة التى اقتحمها فى أعماله بدءاً من متغير التصميم ذاته من الرسم الحر إلى التكبير المفرط إلى استخدام المدخل الفوتوغرافى وشبكات فصل الألوان للتجهيز الطباعى ، إلى المتغير اللونى من الأسود إلى الملون من الشفاف إلى المعتم إلى السميك ، إلى الألوان المخلوطة الرصينة بجانب الألوان .. الفسفورية والمعدنية والعاكسة والمخملية ، من البصمات المرسومة والملونة والبارزة إلى الكولاج ، واستخدام الشدات والكباسين والعقد والتلصيق والتجعيد هذا التوجه التجريبى الذى يهيمن على رغبة الفنان فى اكتشافات إمكانات ومتغيرات الوسائط التعبيرية يمثل سمة أساسية فى شخصيته الفنية ، كما يشتمل المعرض على مختارات أخرى لها قيمة استثنائية فى بحث الفنان ترتبط بالكتاب كعمل فنى مستقبلى حيث يقدم تصوراته لكتاب المستقبل الذى لن يكون بالضرورة وسيطاً للمعلومات وحاملاً للمعارف ، ولكنه على الأحرى سيصبح وسيطاً تعبيرياً مجرداً ينطوى على شحنات عاطفية ورواسب تاريخية لتلك الوسيلة التى غيرت مجرى تاريخ الإنسان ووصلت إلى منعطف تحويلى تتحول معه إلى قيمة جمالية وبنائية خالصة معبأة بالرموز والكتابات الرفيعة عن حرية التعبير والتمرد والتحليق فى مواجهة الرقابة والقمع . يعرض مدحت نصر عملين من هذا الفصيل فى معرضه أحدهما يعتمد على الحركة الدوارة لطبقة كبيرة من نوع الهوائيات التليفزيونية والآخر صفحات عليها بصمات لكتابات بارزة تخترقها أضواء مكثفة فتتوهج وتتدرج ظلالها بصورة درامية .
معرض الفنان حليم حبشى بقاعة بيكاسو وهو من مواليد عام 1931 وتخرج فى كلية الفنون الجميلة عام 1954 والمعهد العالى للتربية الفنية عام 1955 وقدم نفسه آنذاك كمصور قدير له رؤيته الخصوصية ، ومن هذه المرحلة يعرض الفنان لوحة ترجع إلى عام 1957 لمنظر صورة من الشباك يتسم بالرصانة والاختزال الجميل وملامس السطوح ودرجات الألوان المتوافقة . وقد هيمنت على الفنان تلك النظرة التى يختلسها من وراء الأبواب والستائر والنوافذ التى تنفتح على عوالم رحبة نابضة تتسم بالاتساع والعمق وزوايا الرؤية الأيزوميترية ، فهو يميل إلى طرافة زاوية الرؤية والتوارى فى زاوية غير مألوفة مثله فى ذلك مثل الفنانين أدوارد مونشى وادجارديجا ، وقد كان الأخير يقول فى مذكراته ( إننى انظر إلى نماذجى من ثقب المفتاح والباب مغلق . السماوات التركوازية والزرقاء تكتنفها سحب كندف القطن المعلق وأجساد مسجاة على أرض الحجرة تطل عليها السماء من شباك متسع ينفتح على سماء من الأزرق الزهرى والسحب البيضاء . نظرة من فوق السطوح على كتل المعمار العشوائى يعتصم إحداها بالآخر وعروس تهيم برداء عرسها فى ساحة المدافن يحيطها جوقة من النسوة المتشحات بالسواد والى جانبها شجرة صبار .
شواهد القبور والموتى المسجاة أجسادهم على الأرض والقطط السوداء ومانيكان الترزى والأرواح الهائمة ولوحات رمزية لشخوص أشبه بالنحت وتكوينات ميتافيزيقية قوامها جدران وهرم ورأس تمثال وظلال ممتدة ورموز من أساطير ميديا والبجعة بقراءة جديدة ، هذه هى عوالم الفنان التشاؤمية الهروبية ذات الأبعاد الرمزية ومن الملاحظ أن انشغال الفنان بتدريس الرسم بالمدارس لمدة ثمانية وعشرين عاماً قد أثرت كثيراً على طلاقته ورصانة ألوانه ومعالجته للسطوح وضبطه للنسب إذ تراجعت تلك القيم بصورة نسبية فى أعماله الحديثة بالمقارنة بأعماله المبكرة .
د. مصطفى الرزاز
جريدة الوفد 2004

- تفاجأ الحضور فى ندوة ( ركن المدينة العربية / القاهرة ) .. مساء أول من أمس بغياب المحاضرين المصريين التى كانت إدارة مهرجان الفحيص قد أعلنت عن مشاركتهم فى هذه الدورة للحديث عن العاصمة المصرية خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد للإعلان عن الفعاليات .
- وعلى عجل تداركت إدارة المهرجان هذا المأزق والمطب الذى وقعت فيه ، من خلال اختيار شخصية مصرية مشاركة فى هذه الدورة وهو د. سمير سعد الدين الأستاذ فى أكاديمية الفنون ، المعهد العالى للسينما ، وعضو لجنة الثقافة والفنون والإعلام المصرية .
- ولم تكن ( الإدارة ) موفقة فى هذا الترتيب ، وكسرت العرف السائد فى هذه الندوة ، فغاب البعد الحضارى والسياسى والاجتماعى للعاصمة المصرية وحضر الجانب الفنى ، الذى قدمه المحاضر الوحيد فى هذه الندوة ، فى حين قرأ أمين سر نادى الجالية المصرية فى عمان أمجد عبد الفضيل قصيدة للشاعر المصرى أحمد فؤاد تحدثت عن القاهرة .
- وتناول د. سمير سعد الدين فى محاضرته مفهوم الفن ودوره فى تجسيد الحالة الزمنية ، وتمرده على دكتاتورية اللحظة .
وعرف سعد الدين الفن بأنه حالة رد الفعل الإنسانية ، التى تعبر عن مكنوناته الداخلية وما يرافقها من تأثيرات خارجية ، وهو لحظة تفاعل لهذه المؤثرات فى داخل الفنان الذى يترجمها فى أشكال فنية مختلفة ، وكل هذا بالنهاية يسمى بالعملية الفنية.
- ويقول سعد الدين : العملية الفنية تقف على ثلاثة أبعاد ، الأول هو الفنان ، والثانى العمل الفنى ، أما الأخير فهو الجمهور المتلقى ، وبعد عملية التلقى يستطيع الفنان تكوين الخبرة فى المجال الفنى الذى يطرقه .
- ويضيف : الفن محاولة للتغلب على دكتاتورية الزمن ، والفنان هو مترجم التمرد على اللحظة من خلال تخليده لها. ومن هنا نكتشف أهمية الفن فى حياتنا ، فهو يحاول اقتناص لحظة الزمن ويخلدها فى عمل ويهديها للجمهور ، ولحظة تفاعل الجمهور معها هى اعتراف غير مباشر بنجاح هذا الفنان .
- ويشير سعد الدين إلى دور الفن فى الحياة البشرية الذى بدأ منذ الخليقة ، وتشكل مع لحظة الخوف من المجهول وعدم الشعور بالأمان ، وللتعبير عن هذا الإحساس يلجأ إلى رسم مجسم الوحش على جدران الكهوف ، ليشعر باللاوعى أنه مسيطر عليه .
- ويتسلسل سعد الدين فى تصوير دور الفن وأشكاله عبر التاريخ فيقول : الفن موظف حسب الظروف التاريخية . فالتحنيط نوع من الفنون ، لإثبات فكرة الخلود ، والنحت بنى على هذه الفكرة أيضاً ، ولن أغفل فن العمارة الذى وظف لخدمة فكرة السمو والفكر والروحى ، والفن فى العصر الإسلامى اتجه نحو الخط والشعر واللغة ، كما أن الأرابيسك والزخرفة من أهم فنون هذا العصر ، وفلسفتها مبنية على التوحيد .
- وأكد سعد الدين فى نهاية حديثه بان للفنان الحرية فى إبداعه وتفكيره ، لكن تبقى هذه الحرية داخل حدود ، يرسمها إيمان هذا الفنان بقضايا الأمة والوطن .
- وفى نهاية الندوة قرأ أمين سر نادى الجالية المصرية أمجد عبد الفضيل قصيدة ( أدى مصر ) للشاعر أحمد فؤاد ورافقه بالعزف على آلة الكمان الفنان حسين عبد المنعم ، تحدثت عن الحضارات التى مرت على القاهرة ووقوفها أمام التحديات .
محمود منير
جريدة حياتنا - الاردن 2004

سعد الدين : الأرابيسك يؤكد أصالة الفن العربى
- تعذرت مشاركة يوسف القعيد ود. انور إبراهيم ود.أحمد نوار فى فعاليات القاهرة فى مهرجان الفحيص مساء يوم الجمعة ، وعلم أن ظروفاً طارئة حالت دون مغادرتهم إلى الأردن فى الوقت المناسب.
- وكان برنامج المهرجان قد تضمن لمساء الجمعة تحت عنوان ( ركن المدينة العربية ـ القاهرة ) محاضرة يتحدث فيها رئيس قطاع الفنون التشكيلية فى وزارة الثقافة المصرية د.أحمد نوار ، والروائى يوسف القعيد ، ود.أنور إبراهيم .
- وبغياب المحاضرين غير المتوقع نهض د.سمير سعد الدين الأستاذ بالمعهد العالى للسينما فى مصر ، بالمحاضرة تناول فيها قضايا الفن ونظريته ، فى حديث مفتوح توخى تغطية اشمل لابرز القضايا.
- ورأى د. سعد الدين ، المشارك فى ( الفحيص ) برعاية ركن التصوير الفوتوغرافى أن الفن تميز بأدواره ووظائفه المختلفة على مر الأزمان ، كما تتعد أشكال التعبير الفنى وتتخذ أشكالا كثيرة .
- وأشار د. سعد الدين أن العملية الفنية لا تتكرر لدرجة أن الفنان يقف بعد الانتهاء من العملية الفنية إمام عمله مثله مثل أى متلق أخر فاللحظة الفنية تسير نحو نهايتها المحتومة ، ولا تتكرر ، ومن هنا فان العمل الفنى هو محاولة إنسانية للتغلب على ديكتاتورية الزمن ، وأهم قيمة فى العمل الفنى هى قدرته على اقتناص اللحظة الإنسانية الثمينة وتخليدها ، بقوة تعبيرية قادرة على إعادة إحيائها كل مرة لدى مواجهة العمل الفنى .
- وقال د. سعد الدين أن الفن اخذ فى الفترة الفرعونية يؤدى وظائف التخليد ، ومن هنا جاء التحنيط ، الذى يمكن قراء تأثيره الفنى فى الفرق ما بين المنحوتات الفرعونية والإغريقية .
- وأشار د. سعد الدين إلى أن وظائف الفن تعددت ، حتى شملت التوظيفات الدينية بالإضافة إلى التوظيفات الهائلة فى العمارة .
- وقال د. سعد الدين أن الفن فى العصر الإسلامى جاء لينسجم مع طبيعة الإسلام نفسه ، بابتعاده عن التشخيص وتركيزه على الخط والزخرفة فجاء فن الأرابيسك ليؤكد على فكرة التوحيد من خلال توظيفات الوحدات الصغيرة المتشابهة فى عمل فنى موحد .
- وأشار د. سعد الدين أن اختراع الكاميرا الفوتوغرافية فى القرن التاسع عشر جاءت لتفتح آفاقاً جديدة أمام الإنسان فى التغلب الجزئى على ديكتاتورية الزمن التى أضحت مشكلة الفنان الرئيسة .
- وفيما أكد الباحث أن قيمة الفنان تأتى باحساسه وليس بإدراكه رأى أن العمل الفنى بعد إنجازه يتيح للفنان تفسير إحساسه ، وخياراته الفنية التى تحكمت بإنجاز العمل على صورة معينة ، وهذا سبيل من أهم سبل تحصيل الخبرة الفنية .
- وأكد د. سعد الدين أن الالتزام فى الفن والإبداع عموماً هى قضية شخصية وخيار ابداعى ، لا يمكن اشتراطه من الخارج ، ولا يقوم على الإحساس المجرد بالواجب ، إنما بالتبنى الانفعالى والشعورى ، والذى قد يترجم فنياً بأعمال خالدة .
ياسر قبيلات
جريدة الرأى بالاردن 2004
د.سعد الدين : يحاضر حول التصوير الفوتوغرافى فى ركن المدينة العربية
- قدم الدكتور سمير سعد الدين محاضرة حول تاريخ الفن فى ركن المدينة العربية/القاهرة أول أمس فى المنبر الثقافى منبر خالد منيزل ضمن الفعاليات الثقافية بمهرجان الفحيص .
وقد عرف سعد الدين المتخصص فى فن التصوير الفوتوغرافى الفن باعتباره حالة رد فعل يقوم بها الإنسان عندما يقع عليه تأثير يضطره للتعبير عن نفسه بهذا الشكل ، تماماً كالمظاهرات أو انفعالات الشارع . وبالتالى ليس مهما نوع الفن المقدم إنما تأثير فنه فى الناس والذى يرجع لصدق الفن أو الفعل التعبيرى
واسترجع سعد الدين نظرية الأركان أو الأضلاع الثلاثة المؤسسة للفن وهى الفنان والعمل الفنى والجمهور، وأكد أن الفنان وحده لا يساوى شيئاً دون الجمهور وان الفنان يتماثل فى نظرته لعمله الفنى عقب اكتماله مع الجمهور فاللحظة المقتنصة لا تتكرر وهو ما يأتى ضمن محاولة الفن لرفض ديكتايورية الزمن .
ومن هنا تأتى أهمية الفن فى حياتنا ، فالفنان يصور لحظة من الزمن لتحيدها ثم يهديها للجمهور .
وتابع سعد الدين ورقته بالحديث عن مسيرة الفن منذ العصر الحجرى حيث كانت مشكلة الإنسان هو خوفه من عدو ما وبحثه المستمر عن الأمان ، فنحت الوحش على جدران الكهف ليحس بالسيطرة عليه ، وهذا ما أكده علم النفس الحديث عن دور الفن فى تخلصنا من المخاوف تجاه الحياة لنجنى بعدها الراحة .
ثم تحدث سعد الدين عن تكريس الفن لفكرة الخلود ، مستعرضا فن التحنيط عند المصريين وكذلك المعابد الذى ينبت من كتل صلبة حتى تخلد ذلك الزمان وتبقى إلى الابد ، ووظفت الفنون فى العصور الوسطى بأوروبا لخدمة الدين وبالذات فى العمارة .
فلم يكن فنا مجردا ولكنه وظف لفكرة السمو والخلود الروحى وفى العصر الإسلامى انسجم الفن مع طبيعة الدين فابتعد عن التشخيص برسم شخص أو نحته ، وكان الأرابيسك أهم الفنون الإسلامية والتى قامت على قيمة التوحيد حيث الأجزاء تتوحد فى واحد .
وأشار سعد الدين إلى أن اختراع التصوير الفوتوغرافى كان مهما فى تاريخ الفن ليتغلب على الزمن وفى قضية الالتزام الوطنى اعتبر سعد الدين الفن أساساً هو حرية الإبداع والتفكير ولكن هذه الحرية لها حدود حتى في وجودية سارتر ، فإذا كانت حرية الفنان نابعة من إيمانه بوطنه سيكون صادقاً كصلاح جاهين مثلاً .
لكن الالتزام يبقى قضية شخصية بين الفنان ونفسه وفى رد على سؤال أحد الجمهور حول الفن الهابط المقدم فى مصر حالياً ، أكد سعد الدين أن هذا ليس فناً وانما هو ترفيه ولا يحمل أى رسالة كمصطفى قمر وشعبان عبد الرحيم ، واعتبره هدفاً للمجتمع وبأنه لا يعرف من يدفع لهؤلاء الفنانين .
وكان قد اعتذر عن هذه الندوة كل من الروائى المصرى يوسف القعيد والدكتورين أنوار إبراهيم وأحمد نوار لاسباب قاهرة كما أوضحت إدارة المهرجان .
محمود منير
جريدة العرب اليوم 2004
سعد الدين : الأرابيسك يؤكد أصالة الفن العربى
- تعذرت مشاركة يوسف القعيد ود. انور إبراهيم ود.أحمد نوار فى فعاليات القاهرة فى مهرجان الفحيص مساء يوم الجمعة ، وعلم أن ظروفاً طارئة حالت دون مغادرتهم إلى الأردن فى الوقت المناسب.
- وكان برنامج المهرجان قد تضمن لمساء الجمعة تحت عنوان ( ركن المدينة العربية ـ القاهرة ) محاضرة يتحدث فيها رئيس قطاع الفنون التشكيلية فى وزارة الثقافة المصرية د.أحمد نوار ، والروائى يوسف القعيد ، ود.أنور إبراهيم .
- وبغياب المحاضرين غير المتوقع نهض د.سمير سعد الدين الأستاذ بالمعهد العالى للسينما فى مصر ، بالمحاضرة تناول فيها قضايا الفن ونظريته ، فى حديث مفتوح توخى تغطية اشمل لابرز القضايا.
- ورأى د. سعد الدين ، المشارك فى ( الفحيص ) برعاية ركن التصوير الفوتوغرافى أن الفن تميز بأدواره ووظائفه المختلفة على مر الأزمان ، كما تتعد أشكال التعبير الفنى وتتخذ أشكالا كثيرة .
- وأشار د. سعد الدين أن العملية الفنية لا تتكرر لدرجة أن الفنان يقف بعد الانتهاء من العملية الفنية إمام عمله مثله مثل أى متلق أخر فاللحظة الفنية تسير نحو نهايتها المحتومة ، ولا تتكرر ، ومن هنا فان العمل الفنى هو محاولة إنسانية للتغلب على ديكتاتورية الزمن ، وأهم قيمة فى العمل الفنى هى قدرته على اقتناص اللحظة الإنسانية الثمينة وتخليدها ، بقوة تعبيرية قادرة على إعادة إحيائها كل مرة لدى مواجهة العمل الفنى .
- وقال د. سعد الدين أن الفن اخذ فى الفترة الفرعونية يؤدى وظائف التخليد ، ومن هنا جاء التحنيط ، الذى يمكن قراء تأثيره الفنى فى الفرق ما بين المنحوتات الفرعونية والإغريقية .
- وأشار د. سعد الدين إلى أن وظائف الفن تعددت ، حتى شملت التوظيفات الدينية بالإضافة إلى التوظيفات الهائلة فى العمارة .
- وقال د. سعد الدين أن الفن فى العصر الإسلامى جاء لينسجم مع طبيعة الإسلام نفسه ، بابتعاده عن التشخيص وتركيزه على الخط والزخرفة فجاء فن الأرابيسك ليؤكد على فكرة التوحيد من خلال توظيفات الوحدات الصغيرة المتشابهة فى عمل فنى موحد .
- وأشار د. سعد الدين أن اختراع الكاميرا الفوتوغرافية فى القرن التاسع عشر جاءت لتفتح آفاقاً جديدة أمام الإنسان فى التغلب الجزئى على ديكتاتورية الزمن التى أضحت مشكلة الفنان الرئيسة .
- وفيما أكد الباحث أن قيمة الفنان تأتى باحساسه وليس بإدراكه رأى أن العمل الفنى بعد إنجازه يتيح للفنان تفسير إحساسه ، وخياراته الفنية التى تحكمت بإنجاز العمل على صورة معينة ، وهذا سبيل من أهم سبل تحصيل الخبرة الفنية.
- وأكد د. سعد الدين أن الالتزام فى الفن والإبداع عموماً هى قضية شخصية وخيار ابداعى ، لا يمكن اشتراطه من الخارج ، ولا يقوم على الإحساس المجرد بالواجب ، إنما بالتبنى الانفعالى والشعورى ، والذى قد يترجم فنياً بأعمال خالدة .
ياسر قبيلات
جريدة الرأى بالاردن 2004
أنا منحاز للحقيقة الضوئية
- ( كأننا توأمين كما الظل والنور ظللنا نصطرع صراعاً سلمياً .. وفى آخر المطاف انتصرت الحقيقة .. لم أغلبه ، ولم يغلبنى .. لقد حافظنا على تلك الموازنة الصعبة فى الحديث ، كما هى عنده حين يلعب لعبة الظل والضوء .. ) .
- الدكتور سمير سعد الدين أستاذ الفوتوغراف فى أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد ، والذى يشكل وفق ما عرفت شبه مدرسة فى الفوتوغراف فى مصر .. إنه مصور مدينة ، ولعله متخصص بهذا الجانب المثير منها .. فهو يقول كل ما يظهر أمامك فهو نتيجة لبعد خفى وأكثر عمقاً .. فى المدينة يبدو هذا العمق حاوياً لكل الحقيقة .. لقد جاء دورنا - كفنانين - لنبحث عن حقائق الأشياء فى الحياة .. وكمصورين بالذات ، خاصة أن الكاميرا هى أكثر الوسائل التقنية ارتباطاً بحقيقة الحياة ، والواقع الذى نعيشه..
- الشوارع الخلفية ليست مجهولة .. إذا لم نبحث عن شئ معلوم ..
- والله ، أنا أقصد الجانب الفلسفى أكثر من الجانب الواقعى هذا هو الغرض ..
- الجانب الفلسفى للمادة الشعبية تعنى ..؟
- الجانب الفلسفى للواقع الذى نعيشه ، الواقع الذى نعيشه ، فهو يحتوى على كل المسميات التى نطلقها ، سواء المسميات المادية أم الروحية ، أم النفسية .. فطالما يعيش الإنسان كل هذا ، فهو تلقائياً يفكر .. يفكر فيما يعيشه .. والفرق بين الإنسان العادى والفنان ، يكمن فى أن الإنسان العادى يصل إلى نتائج وفلسفة خاصة فى الواقع الذى يحيط فيه ، والفنان أيضاً يصل إلى هذه النتائج ، ولكن قدرة التعبير عنده تكون أعلى ..
- هل أنت فنان واقعى ..؟
- بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ؟
- لماذا وصفوك بالكلاسيكى ..؟
- أنا بدأت كلاسيكياً .. نعم ، من ناحية الشكل ، هذا بحكم طبيعة المنهج الرئيسى الذى مررت به - كان لابد أن أمر بهذه المرحلة ، فكان أن تتلمذت على يد الأستاذ عبد الفتاح رياض الذى نسميه أستاذ الأساتذة فى التصوير فى مصر وله كل الفضل فى أنى أخذت أرضية أو خلفية قوية جداً منه أهلتنى لأن أكون وجهة نظر خاصة بى ، سواء فى الشكل أو المضمون ، فاشتغلت بالأسلوب الذى وصلت - أنا - إليه.. وهو أسلوب الاختزال الضوئى.
- هذه التسمية ، هل تسمية عالمية؟..
- هى تسمية خاصة بى .. هى تسمية محلية ، التداول ليس معياراً للدلالة على الفن من ناحية القيمة ، على العكس فى واقعنا المعاصر ، ربما تكون أكثر الأشياء تداولاً فى الأسواق الفنية ، هى أرخصها أنا أعتقد أن الفن الراقى هو الفن الذى يتميز بنوع من الانتقاء والندرة المعقولة ..
- هل تعتبر الرسم أكثر شعبية من الفوتوغراف ؟
- على العكس تماماً ، لأن الفوتوغراف ، أو الصور الضوئية أكثر قدرة على الانتشار من اللوحات المرسومة والتى تبقى بنسخة واحد .
- لكن الناس لازالت تعلن عن اندهاشها أكثر باللوحة المرسومة من اندهاشها للصور الضوئية ..
- والله ، نحن نريد أساساً أن نبعد عن عملية المقارنة بين الفوتوغراف ، والفن التشكيلى .. لأن الأخير هو فن راسخ رسوخاً هرمياً ، وله تاريخ يمتد لمئات السنين من الحضارة .. ( خلاص إذن ) .. هذا الفن ليس بحاجة إلى اعتراف .. الذى نجاهد أنا وزملائى الفوتوغرافيين فى الوطن العربى ، هو أن نجعل للفوتوغراف شخصية متكاملة ، فالتصوير الفوتوغرافى نشأ مستقلاً ، لأنه يتعامل مع الضوء أساساً وفى مادة حساسة .. هو إذن له نوع من الاستقلالية .. الفوتوغراف يحاول أن يخرج عن تيارات عديدة ، تريد أن تنفى عن الصورة الفوتوغرافية أصالتها ، الفوتوغراف فن مستقل بذاته ، ولا يحتاج إلا إلى فنان مبدع وراء الكاميرا .. هذا كل الذى ينقصه كفن.
- ولكن الصورة الفوتوغرافية ظلت تحاكم على أنها لوحة ..
- الصورة الفوتوغرافية ، هى لوحة فوتوغرافية ، بدليل أن الفوتوغراف صار يقتنى كما الرسم ، وفى العالم الآن متاحف خاصة بالفوتوغراف .. والصور الفوتوغرافية اليوم صار لها سعر ربما يحسد المصورون عليها من قبل زملائهم الرسامين.
- إذن كيف نفصل بين الفنين؟
- أنت .. لا أدرى تعيدنا إلى هذه النقطة دائماً .. الفوتوغراف له طبيعة خاصة .. وله أداء خاص به .. المصور يتميز حين يكتمل فى شخصيته الفنية - يتميز بنوع من الحدس والحس الفنى المختزل ، الذى يؤهله بصورة تلقائية فى لحظات - أو جزء من الثانية - أن يقوم بكل هذه التفاعلات الفنية بمجرد أن إصبعه يضغط على زر الكاميرا .. وقد يصل المصور أحياناً إلى قدرة مغناطيسية تحدث نوعاً من العوامل الخفية التى تجعل بين المصور والصورة الجيدة موعداً كما القدر!..
- وهذا يظهر فى أعمال عظيمة وكبيرة ، نعجب إزائها وندهش ونتساءل كيف تجمعت كل هذه العوامل فى لحظة واحدة .. لعل قوى وراء الطبيعة التى تعمل نوعاً من التشكيل ، بحيث يكون المصور هو جزء من هذا التشكيل العام .. الاثنان يتفاعلان سوية فى لحظة واحدة ، هى أشبه ما تكون بالبعد الصوفى فى داخله ، هذا ناتج من أن الفنان دائم التأمل ، المصور قد يصل فى حياته العادية ، أنه يصور عشرات الصور كل يوم بدون كاميرا وهو ماش .. وهذا دون شك يعطى للمصور بعداً نفسياً وروحياً ينعكس على أسلوبه وطريقته للواقع .. هذه ميزة يتميز فيها المصور عن الرسام ..
- ولكن الصورة لا تطاوعنا دائماً ، أحياناً تفاجئنا كما يفاجئ الفرن الخزاف .
- لابد ألا تصور كل ما يعجبك .. هذه فلسفتى الخاصة ، هناك أشياء يكفى أن أختزنها فى عقلى الباطن .. أنانية الفنان لا تتدخل فى كل شئ ، التصوير هو نوع من التملك .. تملك حب اللحظة .. لو صور المصور كل شئ أمامه لحصل هناك نوع من التفتت والضياع للشحنة الانفعالية .. لكن المصور لابد من أن يبقى متفاعلاً مع الضوء والزمان والمكان .. كل هذه عوامل تعطى له نوعاً من الثراء .. أو الجوع لأن يصور .. المصور لابد أن يشحن مثل البطارية .. لابد من وقت تمتنع عنه الطاقة !. أرجو أن لا تستغرب لو قلت لك أننى أقعد سنة بحالها لا أصور إلا فيلمين أو ثلاثة..
- عودة لموضوع الضوء .. يا ترى فى ظنك .. من كان البادئ هو أم الظل..
- أنا أعتقد أن الاثنين ابتدءوا معاً ، حتى نعرف نحكم على الضوء لابد أن يكون أمامه ظلمة .. الكل إذن فى واحد .. هما عنصران مشتركان فى الصراع الأزلى للبحث عن الحقيقة فى التصوير الفوتوغرافى ..
- لكنك فيما أرى منحازاً للضوء..
- أنا منحاز للحقيقة الضوئية .. بدون الضوء لا نستطيع أن نميز شيئاً .. الحقيقة الضوئية هى أحد الملامح الخاصة بالاختزال الضوئى الأسلوب الذى أعمل به .. وميزة هذا الأسلوب ، أنه يعتمد الإضاءة العالية وهى حقيقة الضوء فى الواقع .. فليس كل ما نشاهده فى الواقع يكون نتيجة ضوء صريح - الضوء المباشر - طبيعياً كان أم صناعياً - فى مناطق الرماديات تكون نتيجة انعكاسات نراها فى حياتنا اليومية .. أنا أسعى فى أسلوبى إلى التقاط الإضاءة العالية فى الواقع ، وهذا أهم ملامح الاختزال الضوئى فى الواقع ، وهذه حقيقة الضوء الموجود فى الواقع وفى الطبيعة . هذه واحدة .. والثانية .. يجب أن يكون فى هذا الأسلوب التجريد بواسطة الضوء للأجسام ، ولكنه تجريد فيه ملامح الواقع .. وليس تجريداً من أجل التجريد .. عندى أن مناطق الإضاءة تحمل فى ثناياها الأسس التشكيلية فى الصورة الفوتوغرافية .. الاختزال الضوئى يخلق نوعاً من النسبة بين الضوء والظل يتناسب مع الموضوع وكمية الإضاءة العالية الموجودة فى اللوحة..
- ولكن الضوء عندك محاصر بالظلمة..
- هذا نوع من التنويع .. إذا كان كلامك صح ، فهذا إحصار لمصلحة الضوء ..
- أنت أيضاً منحاز للمكان وليس للإنسان..
- أنا لا أفصل بين عناصر الكون .. وفى النظرة الشاملة الفلسفية نصل فى النهاية إلى أن كل ما حولنا هو وحدة واحدة ، وهو الكون الذى خلقه الله سبحانه وتعالى ..
- ولكنك غير مبال لتصوير البورتريت ..
- أنا أصور البورتريت بنفس الأسلوب .. أسلوب الاختزال الضوئى . وهذا أسلوب فنى بحت ، يعنى أننى لا أستطيع أن أقول فى النهاية أن الشخص الذى أصوره سيلاقى الملامح الأساسية لشخصية فيها .. البورتريت ليس صورة توضيحية .. فهو يعطى الملامح الشكلية والتشريحية للوجه فى النهاية..
- ( دار الحوار فى جو عاصف ، كانت تفصلنا عن العاصفة ، نافذة واسعة كنا نطل من خلالها على الريح والناس والأشياء .. سأله صديقنا فؤاد شاكر كيف أنت والعاصفة ) .
- فى العاصفة لا يتميز الضوء بالصراحة ، والانسيابية ، هى إذن فوضى بعينها ، إذا كان فى الجو من الغبون ، أنا أعتقد أننا كفنانين لابد أن نوضع فى موضع انفعالى تجعل تأملاتنا فى قنوات معينة.
- فى العاصفة - هذا أيضاً سؤال فؤاد - أى تود أن تكون فى وسطها أم تفضل الاحتماء ..
- يضحك .. أحب الاثنين معاً .. قد تتنازعنى الرغبتان معاً .. المغامرة الفنية قد تجعلنى فى شوق أن أعيشها ..
- على الصعيد الشخصى ، هل أنت مغامر ..
- أنا أبعد ما أكون عن المغامرة .. أنا الآن تجاوزت الأربعين من العمر ، الإنسان ينزع إلى التأمل فى كثير من الأحيان أكثر من المشاركة لعل هناك فرق بين السعادة والاكتفاء فمن حيث السعادة الحمد لله أنا أؤمن بالحكمة التى تقول : ليس بالإمكان أبدع مما كان ، أما من ناحية الاكتفاء الفنى ، فأنا دائماً كلما قمت بتصوير صورة معينة أعتقد ، أن هناك بعداً آخر لابد أن أصل إليه ، وأظن أن هذا الشعور سيلازمنى إلى نهاية المطاف.
- ما هى المفاهيم الفوتوغرافية التى أضافها الزمن عندك..
- أكثر من خطأ كنت أرتكبه بالتصوير ، وهو أننى كنت أتعامل مع الواقع بشكل يتمايز بالإدراك المتعاظم ، بمعنى أننى أرتب الصورة ، وكنت أتعامل مع الكاميرا بطريقة التجهيز ، والترقب لأى شئ .. ولكن يخيل إلى أن حرارة اللقاء المباشر مع الواقع والتى هى نوع من التوحيد ، هى أقوى من كل ترتيب وتجهيز ..
مجيد السامرائى
مجلة المصور العربى 1987باحث مصرى يحاضر فى ( الفحيص ) عن الفن ونظرياته

- ولد الفنان سمير سعد الدين فى القاهرة سنة 1944 وتخرج فى المعهد العالى للسينما بالقاهرة سنة 1964 م ولقد قام بعمل العديد من المعارض الخاصة والعامة محلياً ودولياً ولقد تم اقتناء أعمال له فى العديد من المؤسسات المحلية والدولية والأفراد.
- ويعتبر الفنان سمير سعد الدين من أهم الشخصيات الفنية المعاصرة فى العالم العربى فى فن التصوير الفوتوغرافى ويصف الفنان سمير سعد الدين فلسفته بقوله ( عند لحظة التقاط الصورة لابد للفنان أن يكون فى حالة توحد مع الكون حوله ومع نفسه فتلك اللحظة الصوفية تعكس أبعاد الإبداع والحقيقة ).
- وحين النظر لأعماله يشعر المتلقى بحضور خاص وشحنة شعورية متدفقة ولقد حاول مصورون عديدين محلياً ودولياً تقليد أسلوبه الخاص ولكن تلك اللمسة الصوفية المتدفقة والخاصة بأعماله لم يستطع أحد من المقلدين الحصول عليها.
- ولقد كانت أعماله من أول الأعمال التى تم اقتنائها كتصوير فوتوغرافى فى متحف الفن الحديث بالقاهرة وقد كتب عنه الكثير فى مصر والخارج ووصفت أعماله بأن لها طبيعة خاصة وأسلوب خاص ولهذه الأسباب نال الفنان سمير سعد الدين مكانة خاصة فى الحركة الفنية المعاصرة فى مصر والخارج .
- وفى نوفمبر 1983 اختيرت أعماله للمشاركة فى البينالى الأول للتصوير الفوتوغرافى فى بلجراد بيوغسلافيا وقد وضعت أعماله فى مكان الصدارة فى البينالى العالمى وأرسلت له هيئة التحكيم وكذلك رئيس البينالى خطاباً يفيد بأن أعماله الفوتوغرافية قد تعلم منها الكثيرين ممن شاركوا فى هذا البينالى وعرض له سبعة عشر عملاً وهذا رقم قياسى لأى عارض فى هذا المحفل العالمى.
- وفى أبريل 1984 عرضت أعماله فى معرض المصورين بالبحر الأبيض فى برشلونة بأسبانيا وأيضاً فى برلين فى معرض باى فوتا فى فبراير 1985 بألمانيا . ووجهت له دعوة خاصة من وزارة الثقافة والسياحة بالصين لعمل معرض خاص فى بكين وأقيم المعرض فى أكتوبر 1998 ولقد أقام الفنان سمير سعد الدين أكثر من عشرون معرضاً خاصاً بمصر وساهم فى العديد من المناسبات العالمية مثل ( معرض السلام العالمى بالأمم المتحدة نيويورك 1986 ومسابقة الصورة العربية ببغداد 1990 حيث حصل على الجائزة الأولى ) .
- ولقد قامت وزارة الثقافة بعمل مستنسخات من أعمال الفنان سواء الأبيض والأسود أو الملونة وعددها أربعة وعشرون صورة طبعت منها آلاف النسخ وقامت بتوزيعها على كافة السفارات المصرية والهيئات والمهرجانات الدولية والفنية فى أنحاء العالم كنموذج للتصوير الضوئى المصرى المعاصر.
- كما قام المركز القومى للسينما بإنتاج فيلم تسجيلى عن الفنان وأعماله مدته عشرون دقيقة عرض فى العديد من المناسبات فى مصر والخارج كنموذج للفن المصرى الفوتوغرافى.
- والفنان سمير سعد الدين حالياً يعمل فى أكاديمية الفنون كأستاذ التصوير بالمعهد العالى للسينما .. وأيضاً تم تعيينه كعضو بالمجالس القومية المتخصصة شعبة الفنون .
سعيد جودة السحار
موسوعة أعلام الفكر العرب

- أرجو ان اناديك بصديقى بعد رؤية صوركم التى قربتنا . ففى داخل معرض البينالى 83 الذى عرض فى بلجراد . أعطت صوركم انطباعاً قوياً جداً للمشاهدين وكان هناك اهتماماً عظيماً بفنكم .
- ولقد تشرفنا بعرض أعمالكم فى المنطقة الرئيسية التى كانت مخصصة للمجموعة القومية الخاصة وقد كانت لجنة التحكيم من كل من 1- سام هاسكنز ( من لندن ) ، 2- بيتر جاوديتز ( من هامبورج ) ، 3- جينادى برافوتوروف ( من روسيا ) ، 4- زوران جلاشفيتش ( من بلجراد ) ، 5- زدرافكو فاياجيتش ( من بلجراد ) ، 6- نيقولا رادوشفيتش ( من بلجراد من هيئة البينالى .
- ونحن نود أن نشكرك لمساهمتكم وصوركم الفنية أعطت نجاحا كبير لبينالى BEFU لعام 1983 .
نيقولا رادوشفيتش
رئيس اتحاد الفنان الفوتوغرافيين فى يوغوسلافيا وقوميسير عام البينالى
عندما تعكس الكاميرا
- هو بلا شك واحد من معارض فن التصوير الفوتوغرافى المتميزة الذى يقام فى القاهرة حالياً فى مجمع الفنون بالزمالك للفنان سمير سعد الدين . وهو المعرض الخاص رقم 8 بجانب عدد كبير من المعارض الجماعية .
- والفنان سمير سعد الدين من رواد الحركة الفنية المعاصرة فى التصوير الفوتوغرافى .. تميزت أعماله الأخيرة بأنها أحدثت تطوراً كبيراً فى هذا الفن .. فهو يتعامل مع الكاميرا كما يتعامل الفنان مع فرشاته .. مادته الوحيدة هى الضوء والإحساس .. خرج بالتصوير عن الإطار المألوف الذى تعودنا عليه بالنسبة لهذا الفن وهو نقل الواقع الموجود أمام الكاميرا واستخدامه للأبيض والأسود ليبعد عن أبعاد اللون مستخدماً الضوء بدرجاته والزوايا الضوئية لينقل للمشاهد ما يريد أو ما يحس .
- سؤال يبحث عن إجابة .. لماذا لا يقف فن التصوير الفوتوغرافى فى نفس مكانة أفرع الفن التشكيلى الأخرى .. فهذا الفن لم يعد فناً تسجيلياً فقط كما كان بعد أن ظهرت فيها مدارس واتجاهات جديدة وأصبح التحكم فى استخدام العدسة والضوء بجانب التكوين الذى يعده الفنان يخلق عملاً فنياً متكاملاً .
- إن فن التصوير الفوتوغرافى لا يمثل فى معارضنا العامة التى تدعو إليها وزارة الثقافة ولا يدخل فى ميزانية المقتنيات السنوية للوزارة اللهم إلا بعض اللوحات التى تقتنى خلال الموسم الفنى بأسعار أقل بكثير من الأسعار التى تدفع لاقتناء لوحة تصوير .
- كلها أسئلة تبحث عن إجابة خاصة بعد مشاهدة هذا المعرض .
ليلى القبانى
جريدة الأهرام 8 /10/ 1982

- الفنان سمير سعد الدين ظاهرة خاصة فى الحركة الفنية المعاصرة فى التصوير الفوتوغرافى . فلقد تميزت أعماله بأنها أحدثت تطوراً كبيراً فى هذا الفن حتى أنه أصبح له شبه مدرسة خاصة لأعماله فى فن التصوير الفوتوغرافى .
- إن الفنان سمير سعد الدين يتعامل مع الكاميرا مثلما يتعامل الفنان مع فرشاته ومادته هنا هى الضوء . وهذا فى حد ذاته تطوراً كبيراً فلقد خرج بالتصوير عن الإطار المألوف الذى تعودنا عليه وهو نقل الواقع الموجود أمام الكاميرا واستخدام الفنان الأبيض والأسود فى أعماله بعيداً عن إبهار اللون قد وضعه فى تحد كبير استطاع أن ينفذ من خلاله بإصراره وموهبته .
- وأستطيع أن أؤكد أن أعمال الفنان تضعه فى مستوى أى فنان عالمى فى التصوير الفوتوغرافى . وهذه هى أعماله تتحدث عن نفسها .
- والمركز القومى للفنون يسعده أن يقدم أعمال الفنان تأكيداً لثراء وعظمة مصر بأبنائها وفنانيها .
د. مصطفى عبد المعطى
مدير المركز القومى للفنون التشكيلية
` لغة الشعر بالضوء..`
- دكتور سمير سعد الدين أستاذ التصوير بالمعهد العالى للسينما، ورئيس اللجنة الدائمة لصالون النيل للتصوير الضوئى لعدة دورات، ونائب رئيس اتحاد المصورين المصريين، ورئيس جماعة الرواد للتصوير الضوئى، ومحاضر بالمعهد العالى للسينما بالقاهرة.
- ولم نفوت نحن أسرة مجلة كاميرا هذا اللقاء معه بالطبع .
- ما تقييمك لجماعة الرواد بصفتك عضواً مؤثراً بها ومن مؤسسيها؟
- هى جماعة من مصورى الفوتوغرافيا المتميزين من أجيال الرواد وغيرهم، وبدأت جماعة الرواد بشروط قاسية بعشرين عضوا فقط من صفوة المصورين، ولكن مع الوقت أصبحت الشروط أسهل.
- واتسعت دائرة الاختيار كثيراً لتشمل أنماطا كثيرة من المصورين، وليس الرواد فقط.
وهل هذا صحيح فى رأيك؟
- بدأ المغزى الأصلى لكلمة رواد يفقد معناه ، فيجب أن تكون جماعة مختصة للرواد، ولكن نظراً لأننا أعطينا فرصاً كثيرة للتواجد ومواهب ملفتة لهذا اقترحت إنشاء جماعة أخرى لهؤلاء وتظل جماعة الرواد مقتصرة على الرواد فقط من المصورين، والفارق بين المصور الموهوب والمصور الرائد واضح.
- ما المواضيع التى تلفت انتباهك أكثر وتحب أن تتناولها بعدستك؟
-أحب التصوير فى الأحياء الشعبية القديمة، والتاريخية لها مذاق ضوئى خاص، ولى مدرسة خاصة فى التشكيل الضوئى، تكلم وكتب الكثير عن هذه المدرسة يهمنى جدا التوازن الضوئى فى الصورة الفوتوغرافية.
- ما الذى يستهويك أكثر التصوير بالألوان أم الأبيض والأسود؟
-كانت بدايتى مثل كل جيلى بل معظم المصورين من أجيال مختلفة أيضا مع الأبيض والأسود، وعشقته حيث اكتشفت أن الأبيض والأسود، أقرب طريق لإظهار التشكيلات الضوئية، ولم أكن أحب التصوير بالألوان، ولكنى توصلت إلى صيغة أتصالح بها مع التصوير الملون، حيث لم يكن يهمنى أصل اللون أو نصوعة وإظهاره ولكن التشكيل الضوئى وإظهار انعكاس الضوء عليه..
- الضوء يكشف الأشياء على حقيقتها
- ولكن هل الشخصية المصرية كمادة للموضوع لها دور كبير فى الصوره الفوتوغرافية عالمياً؟
- بصراحة الفن فى العموم ينقسم الى اثنين إما صورة خبرية مثل التسجيل من الواقع والصورة الصحفية مثلاً، ويكون هذا غير فنى، أو أن تكون صورة تعبيرية يلعب الضوء فيها دور البطولة وهذا ما أقوله عن فن الفوتوغرافيا بطلها هو الضوء ، وهو عنصر عالمى، ولا أستطيع أن أعطى التصوير الفوتوغرافى سمته المحلية، لأن الضوء عالمى لكن جائز أن يكون المكان والطبيعة المصرية للمكان ملهمة للمصورين، ولكن لا أستطيع القول إن هذا يؤخذ على نحو محلى لا أستطيع قول ذلك...
- من واقع تجربتك كمحاضر وأستاذ جليل بالمعهد العالى للسينما، كيف ترى الأجيال الشابة من المصورين؟ وكيف ترى رؤيتهم !؟
- أراهم جيلاً مبشراً جداً بدليل أن هناك أسماء لمعت من المعهد مثل: نزار شاكر، ومن قبله محسن أحمد وغيرهم، ولا شك أن الأجيال الجديدة حظها أوفر من الأجيال السابقة نظراً لتطور الإمكانيات والتطور التكنولوجى من حيث كاميرات أو أنظمة إضاءه متطورة، ولكن أخشى أن تكون الإمكانيات على حساب الإحساس، فأتذكر من مصورى الأجيال العظيمة السابقة مثل `عبد العزيز فهمى` كيف كان يبدع دون أى إمكانيات ، ولكن يحقق نتائج عبقرية لكن دون شك أن مصر أنتجت أجيالاً جديدة مميزة، وخاصة المعهد العالى للسينما برغم إمكانياته المتواضعة مقارنة بمعاهد على مستوى العالم، ولكنه خرج أجيالاً شكلت وجدان العالم العربى كله فى حقيقة الأمر..
- هذا يقودنى لسؤال أخر مرتبط بهذا، هل يؤرقك سيطرة الكاميرات الديجتال بدلاً من الكاميرات التى تستخدم الخام هل هذا يفقد التجربة الفوتوغرافية شيئاً ما !
- أبداً، فالتصوير الديجتال يجعل التصوير أسهل وأيسر، لكن على شرط أن يسيطر المصور على التطور التكنولجى، ويطوعه وليس العكس بأن يطوع نفسه لحساب تلك التكنولجيا ولا تفقده تلك التكنولوجيا دفقة الإحساس التى يجب أن يرسلها من خلال تجربته الفنية.
- هل ترى أن الشخصية المصرية تحتل مكانة فى الصورة الفوتوغرافية على مستوى العالم الآن ؟
- طبعاً، فمثلاً فى سنة 1980 م جاء لى اعتراف من بينالى عالمى فى يوغسلافيا يؤكد لى أن لى مدرسة خاصة فى التصوير، يتعلم منها الكثير ولى اتجاه وحرفية خاصة، وذلك ينطبق أيضاً مع العديد من المصورين المصريين مثل الدكتور ` رمسيس مرزوق` له العديد من المعارض العالمية على مستوى العالم، وخاصة فى باريس، ويوجد الكثير من المصورين المصريين الحائزين على جوائز عالمية مثل ` عادل جزارين` مثلاً وغيره....
بقلم : سارة عبد العزيز
مجلة كاميرا ، العدد الاول- أكتوبر 2015
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث