`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
عبد العال حسن عبد العال غنيم

- المرأه المصرية بملابسها وحليها المنتقاه بعناية من التراث الشعبى والدينى الممتد حتى الآف السنين منذ قدماء المصريين.
` بنات بلدى ` بلمسة السحر والجمال
يعد الفنان عبد العال حسن أحد كبار فنانى الصحافة .. وهو أيضا من بين قلة قليلة فى فن الصالون .. حيث تتألق أعماله من الوجه الأنسانى أو فن البورترية إلى المراكب الشراعية ومناظر الطبيعة .
- وإذا كان فن البورترية قد تألق بلمسة رواده الأوائل بدءا من الرائد أحمد صبرى وتلميذة حسين بيكار وصبرى راغب وعز الدين حمودة وحسن سليمان .. إلا أن عبد العال قد أضاف إلى هذا الفن مساحة أخرى تألقت بالسحر والجمال تمثل تراكماً إلى تلك المساحة المتسعة لهؤلاء الفرسان الكبار .. لكن وفى نفس الوقت تعد بمثابة حالة شديدة الخصوصية .. فهو يطربنا ويدهشنا ويشجينا بتلك اللمسة التى تفيض بالشاعرية والتألق والتأنق .. تتماس وتتلامس مع المعنى الحقيقى لفقه التصوير .
- والعجيب أن فناننا الكبير انجذب لبنات البلد .. ليس بنات بحرى فقط مثل الرائد محمود سعيد .. ولكن بنت الريف والحضر .. وبنت الواحة والصحراء وقدم لهن ملاحم تصويرية بلمسة السحر والجمال ..
* أعياد سيناء
- ومع الاحتفال بأعياد سيناء وفى نفس يوم الاحتفال بعودتها فى 25 أبريل .. جاء معرض عبد العال فى أكثر من 35 لوحة مشاركا فى هذا العيد على طريقته الفنية الخاصة بمعرضه الذى يجسد بنات بحرى فى صور شخصية تنساب بدنيا من المشاعر والمعانى .. خاصة وقد انجذب اليهن منذ فترة طويلة وقد بهره هذا الجمال الفطرى الأخاذ وتلك المسحة التى تعكس تاج الحسن وتمتد فى صور شتى من الهمس الشاعرى والحياء والدلال .. والتأمل والغموض والصمت والسكون .. بل والتجرؤ والجسارة .. والنبل والذكاء .
- وقد تألق كل هذا بقوة واقتدار وحكمة تعبيرية .. بألوان الباستيل تلك الخامة الرصينة ذات الكثافة الشديدة والتى تهمس وتتوقد وتخفت وتتوهج وهى خامة صعبة لا تجود إلا لمن يروضها ويعرف سرها .. وأيضا ألوان الزيت والألوان المائية التى تعكس درجات ومساحات من الشفافية وقد انتقل بها إلى قوام جديد من التماسك والبناء مع هذا الطابع اللونى الذى يذكرنا بقطرات الندى .. وشبورة الفجر .. وصحو الشروق وخفوف الغروب وقت المغيب .
- وعبد العال حسن يقدم تلك الايحاءات والاشراقات لبنات البلد بوعى شديد فى الأداء جمع فيه بين الهمس والبوح الجهير والتأمل الناعس ورغم جرأة اللمسة إلا أنها عكست فى النهاية تنوع الملامس .. من رقة وشفافية طرح الشيفون إلى الجلاليب ذات النقوش الصداحة .. وجلاليب بحرى بالورود والكرانيش . مع الطرحة والشال والتى تنوعت مثقلة بكثافة لونية أو هفافه تكاد تطير من فرط رقتها .
* الحلم والنور
- وبنات عبد العال غارقات فى الحلم .. والنور والظلال بعيون كحيلة ونظرات متفائلة ووجوه أمامية وأخرى جانبية ` بروفيل ` هذا مع دندشات الاكسسوار من الحلى ذات القروش والأساور والاقراط والشخاليل .
- فى أعمال الفنان نطل على حواء الشعبية .. بتلك النظرة الناعسة المسكونة بالعاطفة والحب الطاغى .. وما أشبه بناته وقد تكررن من حالة تعبيرية إلى أخرى ومن ايقاع إلى ايقاع بطلات الحكايات الشعبية من بهية وياسين وحسن ونعيمة وليلى وقيس صبايا بجدائل سوداء وشفاة ممتلئة وعيون كحيلة صور فيهن الانوثة الطاغية فى أجواء يغلب عليها الألوان الدافئة والتى تشدو بقوة الاحمر النارى والاصفر البهيج والبرتقالى الطازج مع لمسات من الأزرق البحرى والأسود .
- لقد تتبع الفنان عبد العال مسارات الجمال أينما كان وفى كل مكان من ربوع مصر وأقاليمها وقدم صورا حين نطالعها فى الصباح والمساء نسعد بها .. تدعو إلى التفاؤل وتجلب المسرة وتبعث على الفرح .. من تلك الوجوه الصبوحة ذات الحياء والجسارة .
- وقد جعل الفنان فى اعماله لبنت البلد صورة للشموخ والكبرياء والاعتزاز مع ثنائية جمع فيها الانوثة الحسية والمشاعر المعنوية .
صلاح بيصار
مجلة حواء - 2010
يسعد صباحك مع عبد العال حسن
* وجوه مصرية تبحث عن الرقى والجمال ..
- قدم الفنان عبد العال حسن معرضه السنوى بقاعة بيكاسو بالزمالك مستعرضا عنوانه ((يسعد صباحك)) عبر أربعين لوحة تنوعت فيها الخامة بين الألوان الزيتية والباستيل والألوان المائية .
- وكعادة الفنان ((عبد العال)) أن يسيطر على موضوعاته للمرأة بشكل عام، والفلاحة السيناوية بشكل خاص متمثلة فى ((الصورة النصفية)) والتى تارة يعبر عنها فى شكل الذاهبة إلى السوق أو العودة منه، أو الركن إلى الراحة وقت الظهيرة..
- ولكى نستعرض أعمال الفنان ((عبد العال)) فى هذا المعرض نجده مقسما إلى ثلاثة أقسام: الأول منها يمثل مجموعة المراكب المتشابكة الراكنة أحيانا على الشط أو فى وسط النيل محملة بالبضائع والمراكبية وعادة ما تكون هذه المراكب ذات الأشرعة الكبيرة البيضاء التى تنفرد مع الهواء وتنطوى عند حافة الخطر.. وتشكل مجموعة المراكب التى قدمها الفنان باليته بالألوان الزرقاء والبرتقالية والبيضاء والأحمر.. فى تكوينات سواء كانت على الشاطئ أم فى وسط النيل حيث تنعكس ألوان المراكب والأشرعة على سطح النيل فى تقاطعات لونية تصنع منها نغمت لونية تلفت الأنظار.. وغالبا ما تكون مجموعة المراكب هذه قد نفذت بالألوان المائية.. ونفذ بعضها الآخر بالألوان الباستيل أو الزيت وأطلق على بعضها أسماء ((أشرعة حمراء)) .
- أما القسم الثانى فيعبر عن الفلاحة المصرية أو السيناوية فى تجمعات أو فرادى..فمن ناحية اللوحات النصفية فهى رسمت ألوان الزيت والباستيل وأحيانا بالألوان المائية وهى تمثل الفلاحة المصرية سواء فى أرياف مصر أو فى سيناء بجلبابها المزركش والملون ومنديلها الذى يغطى الرأس والعقد المدلى من رقبتها فى تشكيلات تكوينية ولونية بارعة..
- ورغم ما قد يتوارد إلى ذهن المتلقى فى الوهلة الأولى بأن تلك اللوحات النصفية متشابهة إلا أنه إذا دققنا النظر إليها نجدها تختلف فى الشكل واللون والتكوين وهيكل الجسم بالكامل ونظرة صاحبة اللوحة ولون الجسم خاصة تلك الرسوم الوشمية التى تزين الأيادى والأرجل والوجه..
- كما أن الفنان يضفى على صورته الشخصية الملونة بعض الحلى المصنوعة من النحاس والحديد ذات الألوان المبهجة الأمر الذى يعطى بريقا لكل وجه على حدة..
ويطلق على بعض هذه اللوحات النصفية للفلاحات أسماء ((سمرا)) و((الجلابية الحمراء)) و((أم حسن)) و((فيونكة)) إلخ..
- ويجئ القسم الثالث من معرض الفنان ((عبد العال)) متمثلا فى بعض الموضوعات الإجتماعية مثل ((تحت التندة)) حيث تجلس البائعات فى السوق تحت المظلة التى تظللهن من حرارة الشمس يقدمن بضاعتهن وسط بائعين وبائعات آخرين وخلفية اللوحة تظهر تماما هذا الجو المعبر عن السوق بالمنازل القديمة.
- ويطلق أسماء عديدة على لوحات هذا القسم الأخير من معرضه مثل ((حاملة القفة)) و((قفص)) و((منديل أبيض)) و((قفص البط)) و((شوال)) و((عا الغيط)) و((على شاطئ الغردقة)) وكثير.
- ومن يتابع أعمال الفنان عبد العال يجد عنده أهمية التركيز على تفاصيل الوجه الإنسانى، واحترام الضوء والظل والتعبير عنه بدراسة واقتدار حيث يهتم بالدرجة الأولى بملامح وجه الفلاح والفلاحة وإضفاء المزيد من الحيوية والنشاط عليهم وكأنه يتمنى أن يجد القرية المصرية بكل ملامحها والفلاحين بهذا المستوى من الرقى والجمال..
عادل ثابت
الكواكب - الثلاثاء 9/ 1/ 2013
(جولة عبد العال فى ( سوق القرية ) بمعرض ( يسعد صباحك
- أن تمر بتجربة إنسانية خالصة، تتجول فيها فى سوق القرية المصرية، تصغى ببصيرتك وبصرك لكل ما تبوح به وجوه الفلاحات، اللاتى سيظلون رمزا للخير والبهجة والبساطة، هذه هى التجربة التى يقدمها لنا الفنان عبد العال حسن فى معرضه الجديد،المقرر إقامته فى قاعة `بيكاسو` فى نوفمبر المقبل تحت عنوان `يسعد صباحك`.
- يقدم الفنان عبد العال فى معرضه، الذى يفتتحه الفنان نور الشريف فى الحادى عشر من نوفمبر، مجموعة من أحدث أعماله الفنية، متناولا من خلالها تفاصيل الحياة اليومية للفلاحة المصرية، وتحديدا ما يتعلق منها بتجارتها الصغيرة، وبما يمكنها بيعه من منتجات منزلية مثل: الطيور، والبيض، ومشتقات الألبان والخضروات.
- تجول الفنان فى الأسواق وسجل لنا بحسه الفنى وأسلوبه الواقعى الذى لا يخلو من التأثيرية تلك المشاعر الإنسانية التى ترتسم على الوجوه مصدرة لنا كل التساؤلات البسيطة التى تجول بخاطرها، هل ستبيع ما تملك؟ وبكم؟.. وماذا ستفعل لها ولبيتها؟ وجوه المليء بالتساؤلات والحزن والأمل والرجاء والسعادة والرضا كل ما يملكه البشر من مشاعر متناقضة سوف تطل عليك من اللوحات.
- دائما ما يركز عبد العال فى لوحاته على أهمية البعد الإنسانى، من خلال إبراز وجوه الشخوص كمقدمة فى التكوين، ومعالجة الخلفية بشكل بسيط لا يخلو من العبقرية والتمكن والثراء اللونى، بحيث يترك الشخوص تبوح بمكنوناتها وكأنه يعزف لنا بأوركسترا متكامل دون نشاز لآلته الرئيسية، لم يركز عبد العال على ما تحتويه الوجوه فقط، لكنه كان حريصا على إبراز التفاصيل المدهشة فى الملابس والإكسسوارات، بمجموعة لونية خاصة جدا به، تجعلنا نستطيع من الوهلة الأولى أن نجزم أن هؤلاء النسوة من سكان عالم عبد العال، لبراعته فى استخدام `الكونتراست` التباين بين الغامق والفاتح، ولكن عبد العال دائما ما يفاجئنا بدرجات لونية غير متوقعة، لكنها لا تخلو من التناغم ليضعنا فى النهاية بين لوحة متكاملة الأركان من الغنى اللونى وحبكة التصميم، أيا كانت الخامة التى يستخدمها (زيت - أحبار مائية ملونة - أقلام ملونة) فهو فنان يملك من المهارة ما يجعله مسيطرا على أدواته غنى بمفرداته دون سيطرة المهارة على حسه الفنى.
مجدى الكفراوى
روز اليوسف - 30/ 10/ 2012
عبد العال نبع اللون الصافى
فى قاعة قرطبة بالمهندسين.. افتتح معرض فنان ` صباح الخير` عبدالعال.
وهو فنان استطاع من خلال سيطرته على أدواته قيادة عين المتلقى فى مسارات محددة لتتجول فى رحلة بصرية.. هى قمة المتعة والدهشة معا.. فالمساحات لديه تحمل مذاقاً خاصا.. فهى مشبعة بألوان غنية.. ومتوازنة توازنا دقيقا.
واشتهر عبدالعال برسومه الصحفية وأغلفته التى زين بها صفحات ` صباح الخير` والعديد من المجلات المصرية والعربية، كما أن له الكثير من المساهمات فى رسوم الطفل، وأقام أيضا العديد من المعارض قدم فيها فنه المتميز وقدراته المبهرة فى السيطرة على أدواته باستخدامه لخامات الرسم والتصوير المتنوعة.
فمن الألوان الزيتية إلى المائية مرورا بالباستيل والأحبار الملونة يثبت دائما أنه يستطيع التحكم فى تلك الخامات بلمسات سحرية تهز الوجدان برشاقتها.. مسكونة، بالألوان الغنية والضوء الصافى، وتبقى المرأة هى الموضوع الأثير لديه.. يراها حاملة لرسالة الجمال.. فى مذاق مصرى لا تخطئه العين.
وهى نقطة الانطلاق لديه.. تقوده فى رحلته للبحث عن القيم التصويرية.
فتنبعث على مسطحاته نورا.. منبعه اللون بدرجاته وتنويعاته وعلاقاته اللانهائية.
وسواء كانت هذه المرأة من الطبقة الارستقراطية أو من الريف أو حتى البادية.. بملابسها المميزة المحملة بزخارف شعبية وألوان صاخبة صريحة.. فى تركيبات هندسية.
استطاع الفنان أن ينسجها فى بناء منسجم.
كما تلعب إكسسواراتها دورا بارزا فى تشكيلاته البصرية.. وبصفة خاصة تلك التى تحمل طابعا شرقيا وشعبيا.
وعبدالعال طوال مشواره الفنى الذى بدأه منذ أكثر من أربعين عاما.. دائم البحث عن العلاقات اللونية فى حواراتها الممتدة.
فهو فنان انطباعى.. علاقاته اللونية لها منطقها الخاص.. نابع من إدراكه البصرى وخبرته الأدائية، فعيناه تلتقطان ما يحيط به ليعيد إنتاجه فى عالم ذاتى لايخضع لقانون إلا قانون الجمال.
وإذا كان اللون هو القيمة الأساسية التى تحملها لمساته.. إلا أن أعماله لا تخلو أيضا من الجماليات الفنية الأخرى فتكويناته تخضع لنظام دقيق ومتوازن والضوء هو غايته وهدفه.. يحاول دائما البحث عنه.
وفن عبدالعال تدخل فيه أجزاء العمل حوارات مع بعضها البعض وبين كل جزء والشكل الكلى.. فى علاقات تتبدل فيها الأدوار.. تحت سيطرة قادرة على توجيه إدراكنا البصرى والحسى.. وكل هذا يخضع لنظام محكم ودقيق.
ويستخدم عبدالعال مجموعات لونية تتسم بالثراء والتنوع وهو لا يخشى التعامل مع الألوان عالية التشبع.
ويعتبر فن رسم الوجوه ` البورتريه` واحداً من أهم محطات رحلته الفنية.
كما أنه تطرق أيضا للكثير فى الموضوعات.. فهو مغرم برسم المراكب بتشكيلاتها وانعكاساتها على سطح الماء فى مشاهد تمتلئ بالتنوع والثراء ويتناول أيضا فى بعض من لوحاته رسم الأسواق بما تحتويه فى مفردات عديدة.
إن فن عبدالعال يقدم لنا وجبة بصرية دسمة ولكنها لا تحتاج من المتلقى جهدا لكى يهضمها.. فجمهور أعماله ليس فى حاجة لثقافة تشكيلية عميقة حتى يستمتع بها.. ويتجاوب معها `بعد أن أشبعت احتياجاته الجمالية إلى أقصى حد `.

صباح الخير 28- 4- 2015
40لوحة للفنان عبدالعال في معرض خاص بمؤسسة الشموع للثقافة والفنون
- تقيم مؤسسة الشموع للثقافة والفنون برئاسة الكاتبة الدكتورة لوتس عبدالكريم في السابعة من مساء السبت 23 من سبتمبر 2017 ميلادية معرضا للفنان التشكيلي عبدالعال تحت اسم «بهجة» يضم أربعين لوحة رسمها الفنان خلال السنوات الأخيرة من تجربته الرائدة بعد أن توقف عن الرسم بسبب المرض.
وقد قدمت الدكتورة لوتس عبدالكريم المعرض بكلمة هذا نصها: «امرأة» الفنان التشكيلي عبدالعال هي مرآته التي رأيناه فيها، وطالعنا نساءه الكثيرات عبرها.
فهي مختلفة ومتنوعة، حيث استطاع أن يرسم الباطن وأن يحتفي بالظاهر أيضا، إذْ له شخصيته التي لا تُنسى في فن البورتريه، وبصمة لا تُنكر تذكِّر بالكبار من أمثال أحمد صبرى وحسين بيكار وصبرى راغب وصلاح طاهر وعز الدين حمودة وحسن سليمان وجمال كامل، ... فهو امتدادٌ لمن يحتفلون بالمعنى قبل المبني، بالنور الإنساني بأساه وبهجته قبل بهرجته وشكله.
عرفت الفنان عبدالعال حسن لسنواتٍ طويلة، إذ كان معنا في مجلة «الشموع» منذ بدايتها في سنة 1986 ميلادية برئاسة تحرير أحمد بهاء الدين، وقد رسم للملكة فريدة ثلاثة بورتريهات أحدها صار غلافا لكتاب لي هو «فريدة مصر.. أسرار ملكة وسيرة فنانة»، كما رسم لي «بورتريه» كان غلافا لمجلة صباح الخير، وصار في سنة 2017 ميلادية غلافا لكتابٍ حول تجربتي في الكتابة هو «لوتس عبدالكريم في مقام الكشف»، والكتابان صادران عن الدار المصرية اللبنانية، وقد كنت محظوظة بأن رسمني كثيرون من العالم، وفي مقدمتهم الرائد صبري راغب.
وعبدالعال حسن فنانٌ مُفضَّل لي وقد رسم بورتريهات لابني سالم وزوجي عبدالرحمن العتيقي، ففنه يجسِّد تجربته وثقافته وإنسانيته، وسَفرَه العميق في النفس البشرية، حيث يغوص ويكتشف؛ ليحصل على السر، ويرسمه مختارًا له الألوان التي تناسب روحه.
عبدالعال الغزير الإنتاج، صاحب الوعي والرؤية، اسمٌ سيبقى طويلا، لأنه اعتاد الحفر العميق، وليس مجرَّد الرسم السهل الذي تطلبه الصحافة الأسبوعية التي عمل فيها طوال عمره ( روزاليوسف، صباح الخير).
عبدالعال الفائق المهارة في الرسم والتلوين فنان يُخلِّد من يرسمه؛ لأنه امتداد للسلالة الفنية العظيمة منذ محمود سعيد، سواء رسم بالزيت أو الباستيل أو الأكليريك أو الفحم أو الألوان المائية، كما أنه يرسم وهو في حال من الفناء والبهجة، وليس «أداء الواجب» الذي تتطلبه مهنة الصحافة؛ نظرا لسرعة آلتها التي لا ترحم.
تجربة عبدالعال هي ابنة البصيرة، قبل أن تعتمد على البصر، إذ يُعمِّق التفاصيل ويمنحها أبعادًا من روحه التي تدرك روح من وما يرسم، سواء أكان كائنا حيا أم جامدا، حيث لا يرى أن هناك أشياء صمَّاء.
وفي كلمة أخرى حول الفنان عبدالعال حسن رافقت المعرض كتبت رفيقة حياته الكاتبة الصحفية دينا توفيق: ( يتحلى دوما بالصبر والإتقان.. تفارقه السعادة فيبتسم وكأن لديه البشارة. تتنصل منه الأيام فيفتح ذراعيه يحتضن الأحلام غير الممكنة.
إنه عبدالعال الذي لا يطلب شيئا سوى الستر كما عودنا أن نرى الحمد والشكر جليًّا في لوحاته الناطقة برضا الغلابة ونساء الأسواق الفقيرات المناضلات من أجل الحياة ..عبدالعال الذي رأيت في عشرته- مؤخرًا- بعد أن فقد السمع والبصر إحساسا مريرًا بالإنكار.
نعم عبدالعال يشعر أنه منكر في أهله وناسه.. منكرٌ في وطنه.
نعم يشعر أن الجميع قد أنكروه بعد أن ملأ أبصارنا بالجمال والثقافة فهان على الجميع ولم يتذكره وطنه مبدعًا معطاء يستحق بجدارة أن يبحث المسئولون عن الثقافة عنه.. ويتفقدوا أمره ويعرفوا ما يمر به من أزمة صحية تستحق الانتباه والوقوف إلى جواره ودعمه إنسانيا..
نعم أنكرته الثقافة، وتجاهلت وجوده الذي ملأ الأبصار بالجمال ..نعم فعلوا ذلك وكأنهم عامدون على قتله معنويا بإنكارات متتالية ..نعم لقد أنكر المسئولون في هذا البلد وجوده وغضُّوا الطرف عن السؤال عن أسباب غيابه. عبدالعال حزين.. ولكنه لايزال يراقص الحياة بمثابرة عجيبة وإحساس عميق بالمسئولية.
يشغله الوطن والناس وهمومهم يسألنى بعد أن فقدت حواسه القدرة على التعامل مباشرة مع مصادر المعلومات.
ويسألنى أنا رفيقته عن أحوال الوطن والناس فأقرأ عليه الأخبار وأدنو من أذنيه التي لم تعد تسمع كلام البشر بل تسمع ألحان وتغريدات الكون الذي كان ولا يزال ملهمه الأكبر.. يسألنى فأمسك فرشاة كلماتى وأرسم له المشاهد ليتخيل ويبادلنى الرثاء على الزمن الذي لم يعد كالزمن.
عبدالعال يعرف أنه على قول العظيم محمود درويش إن في الحياة ما يستحق الحياة، فيناقشنى ويستزيد من الحكايات عن الناس وأحوالهم ولكن الحق الحق أقول لكم إن عبدالعال يعتصر قلبه الهم وهو ينتظر أن يرفع المنوط بهم رعاية الثقافة والفن في مصر هاتفهم ويسألوا عنه.. وأن يقولوا له إن أبواب قلوبنا مشرعة لك ورعايتك صحيا حق لك عندنا.
أن يقولوا له سنقدم أعمالك في أكبر قاعات الدولة ليستمتع الجميع بما قدمت على مدى نصف القرن من متع كبيرة كثيرة لأرواحنا وأبصارنا وقلوبنا ..وإننا لم ننس من شارك بضياء نور ألوانه وظلاله في تنوير متاحفنا وحياتنا الثقافية بأغلفة كتب ومجلات ورسوم أطفال ولوحات ومعارض كنا ننتظرها من العام إلى العام.. لم ننس أنك كنت وستظل المرجعية مع عظماء فن البورتريه في الوطن العربى.. وأنك ستظل الراعى الرسمى للجميلات في مصر من سيناء والوجه البحرى والصعيد، حيث أشرقت في لوحاتك فتيات وشابات يافعات ونساء بأنوثة مبهرة وعجائز تتقد وجناتهن المتغضِّنة بتورُّد الشمس الملتفحة بها.. وأنك دفتر أحوال هذا الوطن حين رسمت ناسه وأحداثه بقلبك لوحات عظام شامخة مثلك تماما وأنت تواجه الحياة بمرارها وحيدًا بعيدًا عن أدواتك التي كانت ملك يمينك.. نعم كانت للأسف.
عبدالعال حزين ويستحق أن نعترف له علنا بأنه سيد الألوان واللفتات التي فارقها بصره ولكن بصيرته بقيت نضرة حاضرة بكل المفردات التي صنعت منه المبدع الصلد الروح اللدن القلب.. المبدع القادر على اختراق قلوبنا بتلك المشاهد التي تخترق الاحساس.. امراة تحمل قفصا ثقيلا ولكن رغم العناء تتبسم ببشاشة.. كهل مع عرب الضفة يحمل ابنته على حماره ليعبر السياج الأمنى ..ومشاهد أخرى تحكى قصة الزى والحُلى في ربوع مصر المحروسة في القرى والنجوع حيث جمال الألوان في أزياء النساء وهسهسات حُليهم نسمعها عبر لوحاته الناطقة بأسرار كل هذا الجمال).
محمد الكفراوى
المصرى اليوم : 18-9-2017
`عبد العال`.. أحد عظماء فن البورتريه
- الفن التشكيلى مجموعة متنوعة من الإبداعات البصرية التى تعكس ثقافات وحضارات الشعوب، ولكل مبدع تجربه تحمل بصمته الخاصة التى تترجمها أعماله.
- ` هناك فرق كبير بين الرسام الذى يُطلق عليه صانع الصور، وبين الرسام الفنان الذى يرسم صورًا تنقلك إلى عالم من الخيال والغموض، صورًا تشعر أنها تنبض بالحياة والجمال تعكس قدرات الفنان الذي يتمتع بموهبة تجسيد الصور الشخصية `البورتريه`.. هذا ما نراه فى أعمال الفنان `عبد العال حسن عبد العال` الشهير بـ عبد العال (1944-2021) صاحب التأثيرات الساحرية والألوان والظلال الخاصة التى يضعها بفرشاته على أسطح لوحاته ووجوه بطلاته لتسبح بنا فى عالم خاص يفيض بالمشاعر والمعانى.
- شهادة عبد الناصر
- ولد عبد العال فى 19 يناير عام 1944 فى مدينة بورسعيد، ونشأ فى أحضان تلك المدينة الساحلية، متأثرًا بجمال مناخها وسحر شواطئها، ورغم ضعف مجموعه فى الثانوية العامة إلا أن حصوله على شهادة تقدير من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى عيد العلم وهو فى المرحلة الإعدادية ساعده فى الالتحاق بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، حيث تخرج فى قسم التصوير عام 1966.
- يعد الفنان عبد العال أحد عظماء فن البورتريه، فقد عمل فى مجال الرسم الصحافى وتعمق فيه، وأبدع فى الرسوم التوضيحية والأغلفة للعديد من الكتب والمجلات لمختلف دور النشر فى مصر والوطن العربى، وتعمق فى رسم المرأة المصرية بمختلف أشكالها.. سواء بنت الريف أو الحضر.. الفلاحة، بنت الصعيد، والفتاة البدوية والسيناوية.
- بدأ مشواره الفنى فى مجلة صباح الخير بمؤسسة روزاليوسف وسطر تاريخًا حافلًا فى مجال رسم أغلفة تلك المجلة التى تتميز أغلفتها المرسومة بريشة العديد من الفنانين عبر تاريخها.
- المرأة الكادحة
- رسم عبد العال المناظر الطبيعية وخاصة التى تُظهر جمال المراكب الشراعية وعلاقتها بالنيل والبحر مثل: `شاطئ الغردقة`، و` أشرعة حمراء`...، كما رسم لوحات متنوعة للقاهرة الفاطمية مجسدًا شوارعها ومآذنها بإحساس ومتعة بصرية خاصة، وكان النصيب الأكبر من أعماله لبطلته الأولى المرأة المصرية الكادحة التى عبر عنها فى لوحاته: `فيونكة، أم حسن، الجلابية الحمراء، بائعة المشمش، جنب البيت، أم المنديل، حاملة القفة، خمسة وخميسة، عائدة من السوق، بطة، سمرا، عا الغيط`. كما أن له العديد من المقتنيات فى: متحف دنشواى، ومتحف فلسطين، وقاعات مجلس الشعب، ومتحف الفن الحديث.
رسم لوحاته مستخدمًا الألوان الزيتية والمائية والأقلام الملونة، وألوان الباستيل التى تحتاج لمهارة خاصة فى تطويعها، ولا جدال أن اهتمامه بتجسيد المرأة المصرية يعكس إيمانه بدورها الرئيس فى الأسرة والمجتمع المصرى وهذا ما أظهره فى اختيار عناوينه للوحاته فى هذا الشأن، فهو حريص أن يظهر دائمًا ملامحها الجادة التى تحمل خلفها أنوثة وجمال طاغٍ من ناحية، وشموخ وكبرياء وعزة من ناحية أخرى.
- لوحة `بنت مصرية`
- رسم عبد العال لوحته `بنت مصرية` عام 2000، وبتأمل هذه اللوحة نجد أنها امتداد لأعماله التى تعكس الحالة النفسية لفتاة مصرية ريفية، تعبر عن حالة شرود بداخلها، وكأنها خائفة من شيء ما.
رسم هذه اللوحة على مساحة 65 سم ارتفاعًا و50سم عرضًا مستخدمًا الألوان الزيتية على توال، جسد فيها شكلا جانبيًّا `بروفايل` لبنت ترتدى جلبابًا صعيديًّا محتشمًا بألوانه الداكنة المعروفة التى تعكس حالة من الحشمة الغالبة على بنات الريف، مرتدية شالاً أزرق اللون داكنًا أعلى الرأس، به بعض الرسوم الهندسية كالمثلثات المتقاربة رابطًا بينها وبين مثلثات خلفية اللوحة. ويظهر أسفل الشال منديلاً من القماش (التربيعة) المزركش باللون الأحمر الفاتح بداخله بعض السنابل الصفراء الداكنة رمزًا للخير، وبتأمل ملامح الفتاة ونظرتها الجادة الممعنة إلى الأمام وكأنها تحاول ان تعكس حالة من الهموم المحيطة بها، يغلفها الصمت والسكون. نلاحظ أيضًا أن الفتاة ترتدى قيراطًا مصنوعا من النحاس مطعمًا ببعض الأحجار الزرقاء مظهرًا بعضًا من خصلات الشعر الداكن اللون.. ربما ليدل على الحياة المصرية القديمة، مع تكرار نفس الرموز التي أضاف إليها رموزًا أخرى مثل الحيوانات والطيور والهلال والنجمة الخماسية، وظفها فى خلفية اللوحة باللون الأصفر بدرجاته الفاتحة كى لا يخطف النظر من الفتاة..، كل هذه التأثيرات والخطوط جلبها الفنان متأثرًا بالرسوم والرموز الفرعونية القديمة.
- لذلك فإن أعمال الفنان عبد العال لا تحتاج إلى متخصصين أو تشكيليين لقراءتها، فهى تصل إلى المتلقى بمختلف ثقافاته.
بقلم : طارق عبد العزيز
جريدة : الأخبار 5 - 8-2024
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث