`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
أحمد رجب منصور صقر
معارض .. معارض
- الفنان الشاب أحمد رجب صقر تمتد أعماله بالتنوع والثراء من اللوحة إلى فن التجهيز فى الفراغ أو التشكيل المجسم وهو واحد من الفنون الحديثة التى تواكب تكنولوجيا العصر فى ثورة الالكترون وتنوع وسائل الإتصال .. وكانت أحدث أعماله فى هذا الإتجاه ما عرضه فى بينالى الإسكندرية حيث وظف الفراغ المعمارى ( المنور ) وقدم من خلاله تجهيزا فى الفراغ جاءت فكرته من وحى الأسهم الموجودة فى خرائط الحرب والتى تشير إلى خطط الغزو الأمريكى للعراق ومن خلال ذلك قام بتغطية مجسمه التشكيلى بأغطية المياه الغازية كرمز للهيمنة والعولمة ( أكثر من مائة ألف غطاء ) جاءت باللون الأسود على اللون الأزرق والأحمر مما أحدث حركة من الأسهم تعبر عما جرى لتلك الحضارة العريقة .. وينساب على جانبى التشكيل ستائر من الحرير الشفاف عليها كتابات تمثل أول كتابة فى تاريخ الحضارة العراقية .. وقد صاحب هذا المجسم فيلم صور فيه الفنان نفسه فى أوضاع لاأسمع لا أرى لا أتكلم ويظهر على الشاشة رأس عاجى لإمرأة بمثابة موناليزا الحضارة السومرية .. وقد فاز العمل بالجائزة الكبرى للبينالى مناصفة مع فنان أسبانى .
- ومع حداثية الإبداع عند صقر إلا أن الخصوصية التشكيلية تمثل أحد شواغله الأساسية .. فى قاعة ( إكسترا ) على نيل الزمالك تألقت أعمال الفنان التصويرية فى أكثر من 35 لوحة إستخدم فيها أيضا وسيلة أخرى من وسائل الإتصال وسيلة تقليدية هى تذاكر السفر بالقطار .. فقد فرش بها لوحاته فى تكوينات وتشيكيلات شديدة الثراء .. بليغة التعبير .. جمعت بين التجريد والتشخيص .. أشبه بفتحات مشربية شرقية لكن فى رؤى ولمسات شديدة العنصرية .. فتحات .. كل فتحة تعبير وكل تعبير يأخذنا إلى عالم من الثراء اللونى من أشكال عضوية فى لمسات تلقائية وجوه إنسانية كرجال ونساء وتيجان وعيون وزهور وورود وقلوب ونباتات ةشموس وأقمار فى أطياف حالمة وهو ينتقل بنا من إيقاع إلى إيقاع حيث تأخذ اللوحات ابعادا يتحاور فيها الهندسى مع العضوى .. السالب مع الموجب.. الزوايا الحادة مع الخطوط اللينة .. التلقائية الشديدة والوعى .. والألوان الساخنة من الأحمر النارى والبرتقالى والأصفر والألوان الهادئة من الأخضر الزرعى والأزرق البحرى والكحلى .. هنا نطل على ثنائية بديعة غنية بالملامس تتنفس فيها تلك التشيكيلات الأرابيسكية المعاصرة .
- وأحمد رجب صقر دكتوراة فى فلسفة الفن واستاذ فن الجرافيك بكلية الفنون الجميلة بالمنيا وأقام 38 معرضا بمصر والمغرب وألمانيا..
- تحية إلى مساحات من الثراء.. إمتدت من العصرية والحداثة إلى عمق الخصوصية المصرية.
الناقد / صلاح بيصار

فقاعات لون محملة بشفرة تخاطب بصرى عالمى
* أقيم مؤخرا فى جاليرى ` كحلية ` بالمهندسين معرض هام للفنان أحمد رجب صقر أستاذ الجرافيك بجامعة المنيا عرض فيه آخر أعماله الى جانب عدد كبير من اللوحات التى أنجزها مؤخرا فى أكتوبر الماضى خلال تواجده فى سمبوزيوم ملتقى فنانى أوروبا فى مدينة ` اسن ` الألمانية وفيه مثل مصر وهو أحد المؤسسين لهذا السمبوزيوم الدولى.
- فى مرحلته الأخيرة نلاحظ دفق وثراء هائل من الفنان كمعالجات مراحلة السابقة والتى كانت من أشهرها فى اثارتها وغرابتها لوحات رسم لوجوه نسائية فوق تذاكر قطارات عربات الدرجة الثالثة وسمى معرضه هذا الذى أقامه فى قاعة أكسترا بتذاكر الدرجة الثالثة فى رمزية كبيرة وكان العرض مثير وله أكثر من بعد فلسفى وفكرى وايحائى بلا حدود .. وكان لهذه الفكرة وربطها مفاهيميا بين وجوه النساء والسفر والمحطات والغربة والحنين رمزية خاصة ومن جانب أخر قدم بهذه الوجوه فانتازيا ورؤية ساخرة ناقدة خاصة فى اختياره للدرجة الثالثة مناصرة منه للطبقة الاجتماعية المطحون ركابها .. وعادة ما يعتمد الفنان رجب صقر عبر مراحله على الرمزية وما يصحبها من رؤية ناقدة يلحقها بموتيفة أو عنصر واحد كرمز موحى ومعبر عن موقفه ورؤاه تجاه المجتمع أو العالم أو الوجود .. فعندما شارك فى بينالى القاهرة الدولى الخامس بعمل مركب حصل عنه على الجائزة الأولى نجده رمزا للهجمة الاستهلاكية ولثقافة العولمة أو بمعنى أصح لهيمنة النظام العالمى الجديد بأن قدم عمل ذا أبعاد أقرب للكرة الأرضية غطاه بالكامل بأغطية زجاجات أحد المشروبات الأمريكية الشهيرة ورمز للعنصرية بتلوين أحد وجهى العمل بالأسود والآخر بالأبيض ثم لون كل أغطية احدى الجهات فى الثقافة حول العمل بألوان العلم الأمريكى بلونيه الأحمر والأزرق رمزا منه للهيمنة من خلال رمز بسيط عالجه فنيا بشكل قوى ذا جمالية شكلية وقيمة مفاهيمية .
- وقد استقر الفنان رجب صقر منذ فترة على استحضار استلهامه للرمز في الفن المصرى القديم ودلالته وقدم الرمز مرتبطا بما يشبه التخليص الفكرى للعنصر فى الفن المصرى القديم لكن فى معالجة جديدة وللتعبير من خلاله عن محتوى معاصر دون أن ينقل من المصرى نقل لا يخدم رؤيته الفكرية والفلسفية والجمالية تجاه عصره .. لذلك هو دائم البحث فى قانون بناء العمل الفنى وتشييده برؤية أكثر اتساعا وليس على المفردة والرمز كعنصر بصرى فقط معتمدا على الرؤية الأكثر اتساعا التى يتضمنها الرمز ليعبر بصدق عن عصره ودلالته الرمزية .
- فى لوحاته الأخيرة وما قبلها اعتمد على مفردات تجريدية لآدم وحواء فى تلخيصات عالية لجسديهما كذلك أخذ يربط بين جسديهما ورمزية حدوة الحصان ( من الفن الشعبى ) ومن خلال رموز للشمس والقمر جعل لمفرداته أوضاعا متعددة يختلف فيها المعنى مع كل وضع تركيبى جديد يحمله دلالة وجودية انسانية وليس مجرد تقديم ضيق لعلاقة رجل وامرأة بل جعل من مفرداته بتركيباته العديدة ما يرمز للحب .. الكراهية .. الميلاد .. الموت .. الرحمة .. العدل .. الخير .. الشر .. العشق .. وبذاك خرج بدلالات رموزه من الخصوصية الى مفاهيم انسانية أكثر عمقا .
- واستلهامات الفنان صقر من المصرى القديم جعله عاشق لبطل ألوانه الأزرق الزهرى وهو اللون المصرى اللذيذ على أن يجعل به تواصل بصرى وتداعى ذهنى مباشر وسريع من عالمه وخصوصيته الفنية المتوارثة .. كذلك اعتمد فى لوحاته على تشييدها بالمساحات الأفقية أو الرأسية فى تواز حتى نهاية اللوحة موحيا بالامتداد بالفكرة متضمنة عنصرها الى خرج اطار اللوحة لتتواصل والوجود الأوسع ولرحابة الفكر والرؤية الأكثر انسانية وشمولية .. وقد ساعدت هذه المساحات الطويلة أو العرضية على بث الحيوية والامتداد الايجابى من الداخل الى الخارج وقد جعل فى بعض من لوحاته الأخيرة شكلا بيضاويا مستعرضا فوق مساحاته العرضية أو قائما رأسيا جانبيا الى الداخل أو رمزا للاشعاع للخارج متجاوبا ومحيطه اللونى المتذبذب كدليل لحالة التجاذب بين الداخل والخارج ..
- لكن تبدو ألوانه المتذبذبة هذه ثقيلة وغير شفافة وهى لا تكشف عن تذبذبات هوائية ساخنة بل هى فقاعات لون محملة بشحنة أو شفرة التخاطب البصرى تتهادى الى الأمام والخلف فى ملمس خشن يجذب العين ويستكمل الفنان هذا الملمس الخشن بملمس آخر بصرى بين البارز والغائر فوق سطح لوحاته فى مقاطع معينة بطريقة طباعة الضغط لتصبح لوحاته حالة من الخطاب البصرى الدائم التحول والحركة يغذيه ويدفعه دلالة الرمز على دوام الحركة دون لمحة خمول أو سكونية فوق السطح المتذبذب دوما .
فاطمة على
أخبار النجوم- 2009
الطبيعة - البيئة ـ الالوان - الخط عناصر مكونات أعمال الفنان الشاب أحمد رجب
- يطالعنا الفنان بقدرة فائقة فى الأداء وتناول موضوعات البيئة معبرا عنها بسهولة ويسر وفخامة الحواس خامة غير مطيعة صعبة فسيطر عليها الفنان الشاب بصدق وخبراته التى لا تجتاز الخمس سنوات خلال دراسته للفنون - فنرى توافق الألوان تارة كما نرى تباين الالوان تارة أخرى محققا قدراً كبيراً من النتاج الجمالى فى أعماله الفنية.
- اما أعمال الفنان المنفذة بالحبر الشينى فهى مؤثر صادق عن فنان واعد يمتلك من الحس و المشاعر و القدرة على تحريك وقيادة أدواته لتتوازى وتتوازن مع الفكرة الفنية وهى محاولة جادة.
- والفنان الواعد كان من المهتمين فى دراسته بالطبيعة وما تحتويها من عناصر ومتغيرات ذات أبعاد جمالية لا حدود لها وبالإنسان الذى تتمركز حوله دائرة الحياة .


ا.د /احمد نوار


- تتميز لوحات أحمد صقر لتناولها لموضوعات ومضامين تنطق بالغرابة وبها رموزا وطلاسم توحى بالغموض وتتنوع أشكالها وتركيباتها وكأنها رسائل شفرية موجهه للملتقى، إن الرموز التى يستخدمها صقر قد تبدو لنا إحياء لرسومات فرعونية قديمة ، وهذه قد لا تبوح بأسرارها ومضامينها العميقة بسهولة للمتذوق وتظل محتفظة بهذه الأسرار التى هى فى الحقيقة أسرار أسلوب الفنان نفسه، فالفنان صقر يتحرك بين حضارتين مختلفتين للغاية وعلى الرغم من إختلاف أسلوبه فى التعبير الفنى، إلا أن تنطق به موضوعات اللوحات من رؤى ومخاوف ورغبات تعد بالنسبة لنا مألوفة جدا ، وأننا لا يمكننا فهم أعمال الفنان المصرى دون أن نضع فى أعتبارنا الخلفية الدينية والثقافية والإسلامية له فهو كإنسان تؤثر فى وجوده وكيانه كله عملية الخلق والإبداع الإلهية، لهذا فإن لوحاته تعكس إحتراماً شديداً للخلق والإبداع .



أيفلين كوربر - ألمانيا
جريدة الأهرام الدولى 1997
صقر .. والضوء المحفور
ولد الفنان أحمد رجب صقر العام (1963) خريج كلية الفنون الجميلة بالقاهرة أستاذ مساعد بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا بقسم الجرافيك حصل على بعثة دراسية بألمانيا الاتحادية فى الفترة من 1995 إلى 1997 لإتمام دراسته بجامعة إيرفورت وحصل على درجة الدكتوراه وعضو باللجنة العليا لترينالى مصر الدولى لفن الجرافيك لدورتيه الرابعة والخامسة، وهو قوميسير صالون الشباب السادس عشر، أقام أربعين معرضاً بمصر وبعض الدول الأوروبية فى مجالات الجرافيك والتصوير والأعمال الفنية المركبة بمصر والمغرب وألمانيا، كما حصل على 24 جائزة محلية وعالمية فى هذه المجالات إلى جانب ديكور المسرح والرسم والنحت البارز أهمها جائزة الدولة التشجيعية العام 2001 والجائزة الأولى فى بينالى القاهرة الدولى الخامس1995 بعمله المركب ، والجائزة الكبرى ببينالى الإسكندرية لدول البحر المتوسط الدورة الحادية والعشرين.. أحمد صقر فنان طموح معتز بشخصيته كفنان وأستاذ مُربٍّ للأجيال ، ويتمتع بحركة إبداعية وثقافية ممتدة إلى أوروبا، يتميز عمله الفنى المعروض حالياً بالترينالى الدولى لفن الجرافيك بقدرته على صياغة نسيج ممتد فى فضاءات اللوحة .. كأنه فضاء معبدى كونى ويغزله بجينات تنتمى إلى رموز هيروغليفية مصرية قديمة فى واقع مرئى جديد ومعاصر ومن خلال مكون ثقافى مرئى لهذه الحضارات العظيمة، والضوء فى أعمال صقر هو ضوء فى الحقيقة محفور وآتٍ من المصدر الطباعى الذى تحكم فيه الفنان وطوّعه مستحدثاً حالة جمالية بالغة الدقة والحيوية لتفتيته طاقة الضوء الآتية من العمق وإعادة ترتيبها وتنظيمها من جديد فى قالب تشكيلى معبر عن حالة إنسانية وحضارية تختلج فى جوانح فناننا الذى يفاجئنا فى كل عرض بالجديد والمثير للجدل والمناقشة ، وحتى نستطيع التعمق وقراءة ما بداخل الخطوط المحفورة ، وما بداخل قلب ومشاعر كل فنان لنفتش فى ذاكرته وثقافته، يجب علينا أن نكتشف فى أنفسنا هذه القيم حتى نستطيع أن نتجاوب مع إبداع وفكر وثقافة الآخر. أحمد صقر من جيل الشباب الناهض والمعاصر وأحد أعمدته القوية والراسخة وهو من الكوادر الهامة فى حياتنا الفنية والثقافية، فهو لا يهدأ ويتمرد حتى على نفسه ليكتشف أعماقها كل يوم ومع كل إبداع جديد ومثير.. تحية إعزاز وتقدير لفنان كبير.
أ.د. احمد نوار
جريدة الحياة - 2006
الروحى والهندسى ... والأزرق البحرى
- تبدو أعمال الفنان أحمد رجب صقر مفتوحة على كل الاتجاهات ..مفتوحة على كل الآفاق المعاصرة ..وهى أعمال تحمل مكنونات التراث المصرى رغم صرامتها التجريدية ونزوعها نحو الاختزال الشديد خاصة فى أعماله الأخيرة ..ومن هنا جمعت بين الروحى والهندسى وزادها جمالا وبهاء الأزرق البحرى ..هذا الأزرق المصرى بعيدا عن شحوب المرحلة الزرقاء وتشخيصية تعساء بيكاسو المهمومين بواقع الحياة ..فهو طقس روحى مجرد ..مغموس فى زرقة النيل وفيه من وسامة ` المتوسط ` وقطع من سماء مصر المسكونة بالنقاء والصفاء والإشراق.
- ولعلنا نتذكر مع تجربة صقر المتسعة العميقة وتجاربه التى لا تنتهى وبحوثه الدءوبة فى اللون وفقه التشكيل والتعبير وفلسفته فى التفرد من اجل معنى الفن الفنان الفرنسى ايف كلاين ` 1928 - 1962 الذى ترك بصمة عميقة وغائرة فى الإبداع المعاصر صاحب الفكر المفاهيمى الذى ظل يرسم بلون واحد حتى استقر على الأزرق الملكى والذى يعنى لدية الزهد فى التفاصيل والدندشات والتركيز على الجوهر وأنجز به معظم أعماله وحرره من كل القيود وقال انه يذكره بسماء مدينة نيس الزرقاء ..وهو صاحب عروض البيرفورمانس او فن الأداء الذى انعكس لديه فى إيماءات الموديل وطباعتها بالجسد على التوال بعد الحركة والتمايل على أنغام الموسيقى فى رقصة الحياة والتجرد من الرواسب التى تجذبنا إلى واقع الأشياء وتعود بنا إلى رسوم البدائى على الكهوف.
- ولا شك أن رحلة إبداع صقر تمثل حالة من التصوف الفنى فهو يسافر إلى مختلف بلدان العالم مشاركا هناك بالملتقيات والتجمعات الفنية ..من اجل أن تتلامس تجربته الثرية الجادة مع تجارب الآخرين ويعود إلى عالمه المسكون بدنيا الوسائط من الشرائح الكولاجية التى تمتد فى عناصر فيزيائية وأشكال عضوية من تذاكر السفر والوحدات والنقوش الإسلامية ومزقات الدانتيلا مع الرمال التى يجلبها من شواطئ الساحل الشمالى وجزر الكنارى ويحول كل هذا إلى فضاءات تصويرية بين البارز والغائر ..تموج بشفراته ولغته ذات الأسرار والتى تقترب من الحروف الهيروغليفية والرموز البدائية وتوليفات الفن النوبى التلقائى ورحيق ونكهة الحياة فى قوتها وتمردها .. كل هذا مع راقصاته المسكونات بروح ماتيس ونكهة بيكاسو فى عناق الشرق والغرب وتصالح الأضداد.
- وثمة أشياء جوهرية تستحق التأكيد فى تجربة أحمد رجب صقر الجمالية فيما يخص العلاقة بين الموروث والوافد ..بين براح الفن المصرى فيما يتعلق بالإيقاع الأفقي والرأسى وقد تأمل فى الطبيعة وصورها من الأرض والسماء وتعامد الشمس بسطوعها ونورها على الوحدات والمتواليات الهندسية من المربع والمستطيل ودوائر الحصاد باتساع أراضى الوادى والدلتا فجاء فى تصاوير مع تلك الصروح المعمارية للمعابد والأهرامات ..كل هذا يستعيده الفنان و يتحول لديه إلى إيقاع آخر جديد بين الخط الصريح المتعامد والمسطح المسكون بالنغمات والوقفات مع اشراقات الحداثة وليس غريبا أن نرى الدائرة قد تحولت إلى ميدان هل هو ميدان التحرير الذى اصبح رمزا للثورة ولكل ما يوحى بالتحول والتغيير؟ - وليس ابلغ من تلك الطيور الزرقاء التى تتحاور وتهمس وتوحى بالحركة على السطح التصويرى وهى ساكنة مؤطرة من كل الزوائد فى ابتهال صوفى تذكرنا بالإوزات الست فى الإيقاع المصرى القديم بكل ما تحمل من جمال ودلال.
- فى أعمال أحمد رجب صقر والتى تمثل احدث إبداعاته نطل على مصر الحاضر والتاريخ بشفرة جديدة ولغة بصرير تتجاوز المألوف والمعتاد.
- تحية إلى فناننا بعمق التشكيل والتعبير ..وعمق الحداثة .
صلاح بيصار

أزرق ` نساء ` رجب صقر والبحث فى الفضائى بعيدا عن الافقى والرأسى
فى معرضة الأخير بجاليرى ` إكسترا ` بالزمالك تبلورت أحد عناصر لوحات الفنان أحمد رجب صقر عما قبل ليبدوا وقد اتخذوا لأنفسهم مجال تعبير مستقل عن باقى عناصر لوحاته التى تشاركوا معا ولسنوات المساحة والتعبير.. هذا العنصر المستقل هو ` المرأة ` لم تستقل بذاتها كعنصر يمثل نظيرا واقعيا بل لتخلق عالما إبداعيا خاصا أعتقد انه سيحدث تحولا فى رؤية الفنان تماما .. واول ما تداعى الى ذهنى وانا أشاهد لوحة كاملة لهذة المرأة الجديدة المتكررة فى إلحاح بمعالجات متنوعة للجسد الراقص ولوجودها فى لوحات أخرى بما ذكرنى لونها بأزرق نساء العالمى ` إيف كلاين ` .. وذكرتنى حركاتهن الجسدية براقصات ` هنرى ماتيس ` .. لكن ظللت السمة الجدارية هى أحمد رجب صقر ونساؤه هن من ظهرن منذ سنوات طويلة فى لوحاته كمصدر رمزى للحياة .. ومع ظهور سيطرة الأزرق الأحادى فى لوحات صقر لا يبدو بوجوده كأنه تخلى عن الكائن الحى الذى يحيطه ليقدم مفهومه الخاص عن اللون الأحادى ولم يجعل المرأة وسيلة له نيجاتيف لكنه أصر على أن يكون هذا الكرونومى ليوحى فقط بالفراغ دون فكرة لون فقد قدم فى لوحة كاملة صفين أفقيين من نساء راقصات يقتربن من الابيض السلويت وتحيطهن وتشكل أجسادهن خلفية زرقاء نقية للغاية .. ليخلق حدة تناقض بين أجساد النساء المحددة ونقاء اللون فى الخلفية التى وحدت اللوحة بذلك التقابل الواضح .. الذى خلق أيضا وهما من الفضاء الداخلى يحيطها كالطاقة .. ربما قصد الفنان أن يحرر المشاهد من الأفكار المفروضة من اللون ومن مفهوم الشكل وتأثيرة ليفتح مجالا لمفاهيم لا نهائية ومطلقة ـ كالفراغ ـ وليتيح للون التحرر كتحرر الجسد فى لوحاته .. وربما قصد ان يوحى بالتجربة الفورية .. بينما ` كلاين ` كان يجعل اللون عضويا مرتبطا بالجسد الذى يلون به ثم ينقله عن طريق الجسد ذاته بتفاصيله البصرية وبصبغته اللونية على اللوحة بهيئات الجسد على السطح فى ديناميكية تركت احيانا إحساسا فوضويا والتى قصد منها كلاين أن يتخلى عن الكائن كوسيلة للفن ليجد طريقة لنقل خبرة مادية جسدية مباشرة تتشكل فوق السطح تحمل روح الشخصية ومقتربة من الفن الأدائى ..
احادية اللون .. تجربة الفراغ .. الجسد والروحية .. اعتقد انه بحث الفنان الظاهر فى معرضة الأخير ورغبة عبور العتبة الزرقاء المرئية الى الفضائى من طاقة اللون شديد النقاء وايضا لذلك الغموض الذى يغرق فى نقاء اللون .. كما انه عمل على تشريب محيط الجسد باللون حتى بلغ مرحلة الإغراق فى الفضائى .. أو حتى يبلغ ذروته فى صله توحيد الجسم والروح وضمان الانتقال من حالة لأخرى لتمكين الوصول الى اللامرئى او حتى الى درجة التلاشى الجزئى .. بل حتى منطقة الحلم متعدد الألوان وليس الأزرق فقط ، كما أن ذكاء تركيز الفنان تشكيليا على مفردة النساء اعطت فرصة أو فتحت بابا للبحث فى منهج الفنان صقر من جديد والمساعدة على تفسيرها .. فى لوحاته الأخيرة أراه استثمر الأزرق فى لون السماء وهيمنته على الفضائى ليعكسة على عنصرة الوحيد الأنثوى كأنه مونولوج بصرى فى تبادل بين الموجب والسالب فى عملية تشريب لونى وايضا تشريب زمنى باستلهاماته من تراثه القديم فأقام بجرأة جدارياته النسائية ثنائية الأبعاد المعلقة فى الفراغ أو تعانى الفراغ .. وقد تحول الفنان الى الفضائى نفسة بعدما كان يعمل على جدارياته المتشابكة والأرضية بين الأفقى والرأسى .. واعتقد أن بحث الفنان فى الفضائى فى لوحات معدودة سيكون مفتاحا لمرحلة واسعة وعميقة .
انه فى لوحتية المتميزتين فى معرضة الأخير يمر الفنان بجرأة جاعلا اللون مرحلة انتقالية من المادى الى الروحى كاملة ونقية .. خاصة فى تدبيرة لجسم الإنسان الذى قد نصبح أقرب ما يمكن الى الموضوع .. ولوحاته قبلا كانت ولفترات طويلة أقرب للثالوث بين الملمس والروح والجسد .. وربما عكس بذكاء هشاشة الجسد ومعاناتة فى الفضاء المطبق .
وايضا فى لوحات نسائه الأخيرة بدت ملامح لدى الفنان كأنه ينوى استعادة هوية مماثلة للروح الحارسة للمكان والتى تسكن ثقافتها الخاصة .. والتى ربما تكشف عن علاقة خفية حول الحس البدائى .. وهو الذى أكثر من محاولة تقديم الرمز او الشفرة نازعا عنه هيئته ليتداخلا معا فى تضافر داخل كماشة العمل فى محاولة جادة منه فى تأكيد بناء لغة لوحاته البصرية .. ولنجد فى اعماله الاخيرة ملمحا ربما سيتوسع فيما بعد يعمل فية الفنان على تعديل فى نسيج لوحاته السابقة فى تعامله والفضائى وترسيمه خلال الامتداد المكانى فى افق واحد كمكان مادى وتقديرى ليتحول الفضائى الى بيئة ومادة وسطح فى العمل .. كما حدث تضاعف عددى لشخوصة المرمزة على مدى السنوات الاخيرة من التكرارى الى المتحول أخيرا فى نماذج أكثر اتساعا ..
فى لوحات نسائه ارى الخلفية وقد اصبحت فضاء دون استخدام تعاقبى فى علامات بدائية داخل تنظيم فضائى وروحانى دون عمق هندسى مطهرا إياها من السمات المتعلقة بالحواس ..
وقد تميز دوما الفنان أحمد رجب صقر بالتراكيب المختزله من اشكال خطية متحركة وللوحاته ظاهرة ملموسة من الحركة او التنقل .. كما تميز بشرائطة الأفقية العريضة المولع بها وبالحزم الرأسية لتصبح ذات ملمع هندسى .. كأن لوحاته طيات مطوية من بردية قديمة تكشف عن مشهد جديد فى تواصل وتداع ذهنى مع موروثنا القديم .. ومن جانب آ خر فإن وضع لوحاته .
فى أفقيتها يؤتى بسياق أوسع ومرن لتطور الأفكار جنبا الى جنب ثم يبهرنا فى بعض لوحاته الاخيرة بتنشيطة لفضاء اللوحة خلف الشخوص ليدفعنا للانتباه للصفات المادية ـ الجسدية ـ للون نفسة وسيادته ..
فاطمة على
جريدة القاهرة - 2014
أحمد رجب صقر ومتولياته الجمالية
- يخضع العمل الفنى عند الفنان الصاعد أحمد رجب صقر، لنوع من التقنية ` النظامية `، التى تعتمد البناء `الرأسى للعمل` على اعتبار أنه جزء هام من صميم العملية الجمالية وأعنى بالبناء الرأسى ` العملية العقلية ` كلها.
- والمتأمل لمجموع الأعمال بصفة عامة سرعان ما يتبين جانباً هاماً عن خواص التكوين الثقافى لدى الفنان، حيث يشير التكرار المتعمد للمنظومات الشكلية إلى اهتمامه الواضح ببث مجموعات بصرية عضوية وفيزيقية، رأسية وعرضية، بحيث تسمح بتدفق الصورة على نسق متوافق فى مواجهة بؤرة العين.
- ونحن لا نغفل البناء المعمارى ذو السمة الهندسية الواضحة، ولا نغفل (الإجهاد) الظاهر لمتواليات المربعات ذات البعد الواحد، كما أننا أيضاً، لا نغفل التفصيل المقطعى فى تحليل العنصر، سواء كان ذلك العنصر إنسانياً، أو كائناً ما فى الطبيعة الخارجية، أو فى أغوار الطبيعة الجوانية، وإنما نحن نركز على منحى الكيان التأليفى للعمل الفنى عن أحمد صقر، بصورة عامة، ذلك الكيان التأليفى الذى يوفر -على ما يبدو - احتراما واضحاً للعنصر البصرى باعتباره ضوء، وباعتباره كتلة محسوسة، وباعتباره حجم تصويرى خاضع فى جميع الحالات لعملية التحليل الجمالى فى مساحة الصورة، قبل أن يكون موضوعاً لتفسير الأنماط الشكلية، على ما قد يراه أحياناً أصحاب المنهج التقليدى فى الفكر الفنى.
-- تحية لفناننا الصاعد أحمد رجب صقر ...
أحمد فؤاد سليم - 23/ 4/ 1990


- عندما التقيت بلوحات معرضه الأخير تمثلت أمامى صورة القواسم المشتركة بين حاضرة وماضيه القريب أول تلك القواسم المشتركة والثابتة فى المرحلتين هى :
- الحرص على إبراز البراعة والإتقان والدقة الشديدة فى ما ينفذه من أعمال سواء كان هذا العمل مسطحاً مرسوماً أو مطبوعاً أو مجسماً فى تكوينات معمارية تجمع فى سياقها بين النحت والعمارة، بين الملصق والمرسوم فى كيان رمزى. إن أعماله تجمع جوانب أخرى أكثر عمقاً هى الحلم بأن يجمع بين الصدق والذيوع .
الناقد الفنان / محمود بقشيش
جريدة اليوم - السعودية 10/ 5/ 1997

- بداية الدراسة بمعهد الفنون الجميلة للدارس بدأت فى 2/1/1996، استطاع أحمد رجب صقر أن يستغل فترة الدراسة فى معهد الفن ليتم الجزء العملى فى رسالته ` فن الكتاب الإسلامى بمجهود كبير. حيث بدء يعمل عدد كبير من الأعمال الفنية الجرافيك الملون مع مراعاة الفكر والتعبير الإسلامى وكان يفضل فى البداية أساليب الطبع الجديدة فى الليثوجراف كأساس للرسومات الملونة اليدوية. من خلال هذا تكونت مجالات كثيرة لهذا الإسلوب وهو كان يعمل دائماً على أساس جرافيك معين أستنتجه هو بواسطة الطباعة التى أعطته إمكانية الخلط بالألوان والشكل. وهنا كان يستدل دائماً بالأشكال الهندسية الإسلامية. والسيد أحمد يفضل التكنيكي لأعمال الجرافيك الجمع بين المواد الشفافة والغامقة المعتمة مثل الألوان المائية والألوان الكثيفة المعتمة والتى تعطى أمام بعضها قوة ضوئية وهذه الألوان هدفها تكوين الأشكال المرسومة والمطبوعة. والمميز بالنسبة لأعمال الجرافيك بالكتاب هو أنها ليست ورقات جرافيك مطبوعة بالمعنى الضيق وإنما يخلط السيد صقر أسلوب الطبع السهل مع الطبع بالليثوجراف مع الرسم الحر والتلوين. إذا الأهداف للفن التطبيقى بالنسبة لتكوين الكتاب وجدت: تركيز فى النظر، تجميل فى الفكر، وضوح، سهولة القراءة، القياسات.
النتائج تعادل هنا التكوين فى العمل اليدوى والحس الفنى لما طلب منه فى هذا المجال.
- السيد صقر كان يستعين بكل الإمكانيات والمساعدات ليكمل تكوينها للرسالة وإنهائها من الناحية النظرية والعملية.
- السيد صقر عرض علينا بصوره خلابة الفن الخاص بوطنه ونحن نرجع هذه الأعمال الفنية كجزء من الرسالة بعد عرضها على اللجنة هنا ونتائج هذه الأعمال تعطى الحق الكامل، وخصوصاً لأفكارها الكثيرة وبالقدر الفنى المرتفع وتقديرها عندنا بتقدير جيد جداً .
ا . د/ سجفريد كوربر - بمعهد الفنون والتربية بجامعة إيرفورت - ألمانيا الاتحادية

( تكوين العمل الفنى عند أحمد رجب ( فكرة - شكل - لون
- أحمد رجب صقر يثبت من خلال التجربة فى تعبيره الفنى وأدوات التعبير أن أعماله مكتملة. اختيار الألوان والشكل فى أعماله الجرافيكية يعكس حقوق مطالب شخصية بوضوح ويظهر الدرجة الرفيعة التى وصل إليها.
- الاختصار فى الأعمال يكون نتيجة لتركيزه الدائم على الجوهر والتوحيد بل والتكثيف أيضاً. هذا يتفق مع (السعى) الاتجاه المبدئى إلى التمركز فى الأعمال ومتجه فى تعالى إلى شخصية منفردة فى الإنتاج الفنى وهذا واضح فى التأثيرات فى الشكل واللون والتركيب والاتزان المرئى والأعمال المرسومة فى ومن خلال الكتاب الإسلامى هم الفكرة الأساسية والهدف فى تعبيره الفنى. هو يأخذ من محتويات الزخارف الإسلامية وعبق الماضى ( التاريخ ) ليستوحى ويعبر من خلالها عن حاضر متناسق، فهو يجمع ( أفكاره ) المرسومة فى عمل متكامل بعد أن يحول الخيال إلى حقيقة مرئية.
- أحمد رجب صقر يفضل الأدوات الشفافة كألوان الحبر الصينى ذات القوة الإضائية الكثيفة الألوان تهدف هنا لإيضاح معالم المساحات المرسومة. من خلال هذا نرى أيضاً أبعاد هذه الأشكال. فهو يستغل الألوان ليبنى ويظهر عمق الرسومات.
- هو يغير بواسطة تكنيكيات خاصة كرش الماء مثلاً فى المساحات السطحية. وقد تقدمت وتغيرت صفة أعماله بالألوان خلال السنتين الأخيرتين إلى الأحسن.
- الأعمال الأولى والتى بدأ بها تميزه بالألوان المتكاملة التى تشع بكثافة يكن بعد مجيئه إلى ألمانيا ( وربما تحت تأثير الضوء الخافت هنا ) يتعامل أحمد رجب صقر مجدداً مع ألوان الوسط ( ما بين الألوان المتكاملة مما يزيد جاذبية النظر إلى رسوماته الجرافيكية ) والذى يميز أعمال الكتاب الجرافيكى هو أنها ليست أوراق جرافيكية مطبوعة. وإنما يخطط أحمد صقر وسائل الطباعة العادية والوسائل الليثوجرافيكية مع الرسم والتلوين. كل عمل منهم منفرد وليس له علاقة بالأعمال التى تأتى بعده. تكنيك الخلط بهذا الإسلوب يمكن من جمع الأعمال الفنية كما يرغب هو ويتخيل وبهذا تتحسن الأعمال المرة بعد المرة وبالتكرار والعمل المستمر .
- وفى هذه الأعمال يكون أحمد رجب صقر هو المسيطر على تكوين العمل فى كل لحظة أثناء بناء العمل فلا يترك أى عمل يتكون بالصدفة البحتة بل تكوين العمل خاضع لفكرة مسبقة فى الرأس تتحول من خلال التكتيك لعمل فنى جديد. - باستعمال أدوات العمل ( مثلاً الحبر الصينى ) والأجهزة وكذلك تأثير ما ينتج من خلال هذه الأدوات أصبح جزء أساسي فى برنامجه الفنى.
- ونتيجة للدوام فى استعمال نفس الأدوات الجرافيكية أدى ذلك إلى التعمق فى العمل نفسه والسيطرة الكاملة عليه .
- والهدف من الأعمال هى الفن التطبيقى فيما تتعلق بالكتاب يتحقق التركيز الفطرى، وضوح، سهولة القراءة، توجيه الموضوع إلى فكرة كاتب الكتاب.
- أحمد رجب صقر الفكرة التى فى الخيال يستطيع أن يحولها إلى الواقع على اللوحة أو الورق.عنده معلومات كاملة ليكون أعمال فنية فوق العادة، على سبيل المثال التعبير من خلال التباين بين الألوان كذلك توجيه المشهد إلى أن يرى التجمع فى الأعمال لعمل واحد غير مجزء.
- أحمد رجب صقر هدفه ليس فقط فن الكتاب ولكن الخطوط والرموز الإسلامية وتفكيره ورؤيته متجهة إلى عمل فنى متكامل يحتوى التعبير عن المشكلة وكذلك أبعاد المشكلة التى يحكيها العمل الفنى.
- ويحتوى أيضاً على الأبعاد الثلاثة التى تميز العمل الفنى عموماً. وهذه المقاصد لا تظهر فى المقدمة بل فى خلفية العمل. خلفية العمل الفنى من أحبار وألوان تظهر أبعاد للعمل الفنى عن المشاهد لأعمال أحمد صقر. وهذا يجذب انتباه من يرى أعماله الفنية سواء المرسومة أو المطبوعة.
ا. د/ سجفريد كوربر - ايرفورت 11/ 5/ 1997


- سعدت برؤية أعمال الفنان الشاب أحمد صقر فقد أعجبت بها من قبل ولكن فى هذه الزيارة وجدت نوعاً من الإصرار الجميل على التفوق.
- تهنئتى له وأرجو أن يستمر فى هذا المعدل المتقدم بهذا الإصرار وهذه الجرعة الإبداعية الدفاقة .

الفنان / فاروق حسنى - 1990


- الفنان أحمد رجب صقر .. فى نفس توقيت معرضك جاء صوت الإبداع المتناغم فيك ليسمع القادمون عبر البحر من أسبانيا وإنجلترا مع الاحترام الكامل لأعمالهم.
- أقول جاء صوت إبداعك ليشارك فى كورال القيمة الصادرة من هذا المبنى هذين الأسبوعين بصدق وبلا نشاز ... كل إحترامى لإنتاجك .. وكل حبى لكل مبدع فى حسك ورفاهتك .
إبراهيم عبد الملاك - ناقد بمجلة صباح الخير- أكتوبر 1990


- أحمد رجب جرافيكى متميز قد عملاً جدارياً على ورق طباعة كأنه حائط معبد فرعونى منقوش بالحروف والرسوم الهيروغليفية فى منظومة ضوئية جانبية المصدر تبرزها فى تناغم وتجانس محكم ويتوسط اللوحة من أسفل مستطيل أسود تنبعث منه أجساد تلفحها الشهب المضيئة فى توازن متحد مع الجدار الصرحى .
أ.د /أحمد نوار
جريدة الأخبار - 6 / 2003
تجديد الفن بين كنعان وصقر
- نتوقع دائماً أن يقدم لنا الفنانون شيئاً جديداً، فيدهشنا بما لا نجربه من قبل، فى عالم الذوق والجمال، وعندما يصل الفن إلى النقطة التى يتوقف فيها عند تقديم أى تجديد ليس فقط فى مجال التقنية لكن كذلك بالنسبة للتناول الجمالى برؤية متميزة وفريدة يشرع الفنانون فى البحث عن زوايا جديدة للجمال، وقد تعودنا من الفنانين أن يعيدوا رؤية العالم من حولهم ولديهم اقتناع بأن للجمال مذاقات مختلفة وعديدة وإن الفن فى علاقته بالواقع هو إعطاء صورة وشكل لإحساس الفنان بذلك الواقع وهو إدراك حسى له وذلك هو ما يفسر التنوع المحتمل للرؤى الفنية. وهكذا يضيف الفنان للطبيعة والواقع العنصر الإنسانى فيظهر الشكل جديداً.
- ووصل بعض الفنانين فى محاولاتهم لتقديم الجديد إلى تصوير الجوانب التى لا ترى أو يعرضون رؤية ما يقع خارج نطاق المرئى. وأراد الفنان المصرى المعاصر منير كنعان ( 1919-1999) بتجريداته أن يعرض أبجديه للفن جديدة لم تكن شائعة، متحولاً عن التشخيص، فقد عثر على رؤيته فى النفايات البيئية والصناعية وكأنه بذلك كان يخطو خطوة فى اتجاه ذوقنا المعاصر أو يبشر به وبدء مختلفاً عن الشائع ونظر إلى الفن المتداول فى عصره على أنه قد اصبح بالياً واختار الصدفة وتجريب الاحتمالات طريقة للتشكيل الجمالى فأقتحم العوالم اللامرئية وتحولت سطوح لوحاته إلى منا طق تفاعلات وتصارعات تنفذ أغوار النفس واحتلت فنه لغة التصميم والأساليب الصناعية وكذلك نفذت إلى سطوح لوحاته النفايات وقصاصات الجرائد ورقائق الصفيح، وبذلك قدم فى عروضه الفنية تركيبات عجيبة بلغت درجة متميزة من النضوج وكانت بمثابة إشارة البدء لثورة جيل الشباب الذى إختار العمل التجميعى من البقايا البيئية ومن النفايات الصناعية، مما نلاحظه فى المعارض فى الآونة الأخيرة، ومنها معرض بينالى الإسكندرية فى دورته الثانية والعشرين حيث عرض الفنان الشاب أحمد صقر عملا تركيبياً حصل به على الجائزة الكبرى وهو عبارة عن تجميع لأعداد هائلة من أغطية زجاجات المياه الغازية الشائعة، غير أننا لم نصادفها من قبل بهذا الكم المدهش ولا بتأثيرها القوى والرائع ولقد آثار هذا العمل دهشة جمهور متعطش دائماً لتجديد مذاقاته الجمالية وقد تحول الاهتمام هنا نحو أماكن العروض وعلى القاعات بأكملها وليس على المنتج الفنى ذاته وسمح للفن هكذا أن يحيا بالتكاثر والاستنساخ وباستخدام كل ما يصادفه الفنان من وسائل اتصال تكنولوجية - جماهيرية. أما الفنان الذى بذل جهده فى السابق بشكل مصفى لينفرد بلمسات خاصة ومتميزة فى مجال التقنية التى تعتمد على اليد والعين نجده اليوم يركز جهده فى الحصول على فكرة متفردة. إذ أصبحت مجالات البراعة الفنية تتجه نحو الأفكار أما المهارات اليدوية فإن الوسائل التكنولوجية المعقدة قد احتلت مكانها وعدلت من وجهات نظر جمالية شائعة وبدى الفنان وكأنه يريد أن يستنسخ ما اختبره فى الماضى بطريقة تفكيكية وظهرت المفاهيم الجمالية الجديدة التى تستخدم معايير التكاثر والتقابل والتفكيك بدلا من المعايير السابقة مثل الاختزال والتوحيد والتماثل .
ا .د/ محسن عطية
جريدة القاهرة - ألوان وظلال - 4/ 11/ 2003
أحمد رجب صقر .. والتصوير من سطح غائر
- قد تبدو عنونة المقال خارج السياق والقبول المنطقى ..فقد تعودنا أن نقول أو نسمع (الطباعة من سطح غائر) إلا أن أعمال أحمد رجب صقر قد أفرزت إحساسا جديدا ومغايرا لدى .. انعكس على مخيلتى وأستقر فى وجدانى .. وصرت أبحث عن توصيفا لما أستقر فى نفسى من انطباعات تجاهها... فوجدتنى أعنون مقالى بعنوان ( التصوير من سطح غائر ) فهذه هى الكلمة الصحيحة من وجهة نظرى والأقرب إلى فهمى لمثل هذا السطح والطرح.. ووجدتنى ألهث باحثا عن ذلك القالب الطباعى سالب السطح إيجابى الطرح... والذى ترك لنا بصمة وأثرا يتمثل فى لوحات هذا الفنان الرائع..ولكن هل للوحة التصوير بشكل عام قالبا طباعياً ؟ نعم لوحة التصوير من وجهة نظرى نتاج قالب طباعى يتمثل فى وجدان مبدعه وخياله وتراكمية ثقافته وتحصيله البصرى ومحصلة عقله المعلوماتية... وامتزاج كل ما سبق ليحفر فى مفهومه أخاديد قالبه الطباعى والتى تمثل القطب السالب وينتج عنها نتوءات موجبة تبرز على سطح طرحه والذى يمثل القطب الموجب.. هذا الطرح والتجريب الذى تشعر معه أنه ضارب فى جذور الوقت والزمن.. وأول ما يلاحظه المتلقى لطرحه وإبداعه .. هى تلك الحروف العتيقة التى تلازم مشاهد تصويره ورسومه ... ويشعر المرء معها أنه أمام متون تحمل معانى ومفردات وتروى قصصا وتبين حقائق وترصد أحداث وتوثق لمواقف وتشرح طقوسا وتسجل تاريخا رغم عدم ارتباطها لغويا بأى من اللغات القديمة ... فقد ابتكرها من وحى خياله متأثرا بافتتانه بأصالة خطوط لغته المصرية القديمة وخطوطها .. ولم يتوقف عند ذلك بل واصل قراءة المشهد المعاصر بتلك الروح المشبعة بالأصالة والرصانة.. والتى لم يتخلى عنها فى أعماله فى الحفر.. والتى حصرها فى تقنيتين كلاسيكيتين من تقنيات الحفر وهما الحفر على الزنك ( الطباعة الغائرة ).. وطباعة ( الليثوجراف ) والتى نال عنها جائزة الدولة التشجيعية لعام 2001.... واللذان صال فيهما وجال كواحد من زمرة الحفارين المصريين والذين نفتخر بإبداعاتهم .
- إلا أن تجربة التصوير لديه والتى لم يتخلى فيها عن مفرداته وأدواته الإبداعية التى اتسمت به تجربته فى الحفر ... جاءت مفجرة لهمه الأكبر وتناوله الجاد لمفهوم ( الاصاله والمعاصرة ) تلك القضية وصراعاتها التى تناولها كبار مفكري الشرق كبرهان غليون وزكى نجيب محمود وغيرهم .. وقد لعبت مفردات حروفيته التى لازمت السواد الأعظم من أعماله وأطروحته دورا رئيسا فى مشاهد لوحاته وتصاويره تلك الرموز التى صاغ منها هجائية خاصة به .... وجاء مشهدها ثريا بشكل يرقى إلى ثراء كتابة بلاد الرافدين (المسمارية ) وثراء الكتابة المصرية القديمة متمثلة فى الخط ( الهيراطيقى ) ..لقد لعبت حروفية أحمد رجب صقر دورا هاما فى استيقاف المتلقى وإشراك فضوله فى المعادلة الحاصلة بين طرح الفنان واستقبال المتلقى .
- وكذلك غاص فى طرحه إلى أن وصل إلى جذور أصالة التاريخ وما تحمله من رموز ودلالات كالحروفية التى سطرها فى أفقية تارة وصفوف أعمدة تارة أخرى.... وكأنه يغازل خطوط الكتابة القديمة فى مشهد اصطفافها كذلك تناوله لعنصر الدائرة والذى يتمتع بخاصية عدم الاستهلاك مهما تم تناوله.. وتناول قضيته بتلك الحلول المرصعة بالمعاصرة.. لقد زج أحمد رجب صقر بطرحه فى دائرة الأصالة والمعاصرة الشائكة تلك الدائرة التى أفرزت لنا مدارس عدة فى الفكر والطرح الإبداعى والفنى بشكل عام... وخلقت تلك الفرق والأضداد مابين مؤيد ومعارض ...إلا انه آثر أن يكون فى منطقة المزج بين كلاهما .. وجاء عرضه الأخير ( بقاعة إكسترا ) نموذجا مثاليا ورمزا واضح الدلالة لتلك المنطقة الدافئة.. فعبر بطرحه عن عدم تخليه عن الأصالة كمرجع وحجر زاوية فى العملية الإبداعية وما لها من قيمة مؤثرة فى المخزون البصرى والفكرى والمعلوماتى والثقافى ..
ولم يغفل فى مفرداته استخدام مواد خام كرمل السيلكون بلا معالجة صناعية ليؤكد على أهمية وضرورة الأصل الحتمى ودوره كنواة للمعاصرة ومصدر للحداثة وجاءت المعاصرة فى طرحه متمثلة فى استحداث التناول لتلك التكنيكيات التى استخدمها ... وفى عناصر لها رمزية دالة على مفردات العصر ومستحدثاته وكذلك على سلوك أهله وعادتهم.. ومثلهم فى حركات دالة بوضوح على ممارستهم كتصويرهم فى ملهى ليلى مثلا .. أو وجود رمز يوحى للمتلقى بأنه آلة موسيقية كالجيتار الكهربى مثلا .
- لقد ذكرتنى زرقة دوائره ببداية الأساطير وكأنى أسمع واحدة من قصص تأصيل الآلهة الثلاث وهى ( أسبوع هيلوبوليس ) لقد رأيت فيها التل الأزلى تلك البقعة اليابسة الوحيدة على الأرض التى كانت محيط ماء ويجلس عليها (الإله رع ) خالق نفسه بنفسه ليخلق أبنائه الثمانية من الآلة ( شو إله الهواء) وتفوت (إلهة الرطوبة) وجب ( إله الأرض ) ونوت ( إلهة السماء ) والأخوة الأربعة ( الوزير وست وآية ونفتيس ) ويقتطع لكل منهم جزءا من مملكته وكونه لتبدأالقصة ويخلق البشر وتدور عجلة الزمان وتعمر الأرض وتسن الشرائع وتنتشر الأمم وتقع الصراعات.
- وكذلك ذكرتنى ذهبية وفضية دوائره بملكية مصر وبلاطها وقوائم ملوكها على مر العصور والأزمنة وثقل أسمها عند الذكر .. ودواوين دولتها وفيدرالية كورها ( الكرة كانت بمثابة المقاطعة أو المحافظة ) وهيبة تاجها ورقى مجتمعها المبكر وكعبة مدنيتها التى كانت تقصد من جميع أهل الزمان .
- لقد أكد أحمد رجب صقر فى طرحه الإبداعى ومشهده البصرى الذى صوره لنا فى أعماله على مصريته بصورة لا تقبل النقاش أو التشكيك.. برغم تناوله لتجربته وسط الغرب الحديث وفى معاقل تقنياته المتقدمة .. لقد أصر على درجات ألوانه شديدة المصرية والتى تفاوتت بين الصريحة النقية كالأزرق الملكى والذهبى وبين الدرجات الترابية والتى عكست غبار الزمن الذى علا أصالة مصر دون النجاح فى طمسها ... جاء استخدامه لرمل السيلكون النقى ليعبر به عن ارض الكنانة وكأنها ذهب العالم الأبيض وأتسع فى لوحاته اتساع صحاريها إلا انه أبى أن يتركها بلا نتوءات حروفه والتى أشعرتنى بأنها فصلا من فصول قصتها التى استهلكت انهارا من أحبار المؤرخين ويتخلله فى غائر لوحته أزرقه الملكى معبرا به عن شريانها الرئيس ونيلها العذب .. جاء رمله الأسود ليمثل ليل مصر الصافى المجرد من غيوم الكآبة وأتت دائرته لتمثل شروق بدرها فى بداية الليل فى حمرته الساخنة اللون الباردة الأشعة لتذكرنا بليالى صيفها ونسماتها الرطبة جاء الطرح بسيطا فى عناصره عميقا فى دلالته... وكأنه يعلن للعالم بأن هذه هى مصر لم تتغير جينات أبنائها ولم تنحط فنونها ولم ينضب نيلها ولم تصل سن يأس البلاد بعد .
- لقد راهن أحمد رجب صقر فى طرحه على الاصاله بما تحمله من ثراء ورصانه وجذور ومارس رهانه بمعاصرة أدوات العصر ومفرداته وتقنيته وعناصره فكانت مرجعيته وفكره وتحصيله وأكاديميته بمثابة قالبا طباعيا أزدحم بخدوش وأخاديد امتلأت بألوانه وأصباغه التى أفرزت لنا نسخا من مشاهد تصويرية ذات مفهوم واحد ربما كان متعدد المشاهد والمناظر ولكنه لا يحمل ملل تكرار النسخة.. فكان عنونة المقال : أحمد رجب صقر ( والتصوير من سطح غائر ) .
ياسر جاد

جداريات الأقصر`.. تنتقل من القاهرة فى جولة أوربية `
:فى معرض عميد فنون المنيا :
سنوات ثلاث مرت بلا زوار لمدننا الأثرية القديمة فى الجنوب وجوهرتها الأقصر .. وبعد جولات لمدة عامين قام بها الفنان أحمد رجب صقر عميد كلية فنون المنيا إلى الأقصر ومعابدها ليعد معرضاً عن المفهوم الجدارى لجداريات معابد مدينة الأقصر أسماه ` جداريات الأقصر ` الذى افتتح الخميس الماضى فى قاعة إكسترا للفنون بالزمالك يستعد فى أغسطس القادم لجولة أوربية تبدأ بمدينة دوسلدورف فى ألمانيا لينقل إلى العالم عرضاً تشكيلياً ذى مستوى كبير مستوحى من آثارنا وحضارتنا القديمة ومرتبط باسم مدينتنا الأقصر أشهر وأقدم مدينة أثرت فى العالم التى افتقدت مؤقتاً لزوارها ليستمر بهذه العروض التشكيلية من فنانينا المهتمين والمهمومين بقضايا الفن والوطن ليظل وجود تأثيرنا بالفن فيمن حولنا قائماً وقوياً .. عرض الفنان الكبير يحمل تعددا فى قيم الفن ومضمونه .. فالتقنية وأسلوب العمل يعتمد على التعبير بالضغط الريليفى على سطح الورق أثناء الطباعة الجرافيكية لرمزياته وشخوصه ومفرداته الغامضة المتصلة شكلاً فى مجملها بالمظهر الجمالى للغة الهيروغليفية لتصبح لهذه التقنية البارزة لعناصره أبعاد جمالية بما يوحى بالسطح الجدارى كما أن له لوحات بالمعرض استخدم فيها الرمال - وفى المضمون بما يوحى ببروز ووجود حضارتنا فوق سطح العالم والذاكرة وأنها الحضارة التى اعتمدت وقامت على ترك بصمتها الجمالية فوق جدران المعابد الجرانيتية القديمة فى تحد للزمن لتظل خالدة حتى النهاية بلسان الإنسان المصرى القديم وحضارته التى لم يلحق به أحد إليها .. فمنذ البداية هى أول حضارة إنسانية وحتى نهاية التاريخ ..
فى اللوحات نلاحظ استلهام الفنان منهج التشكيل الأفقى لرموزه وهى فلسفة نقوش جداريات مصر القديمة باعتمادها على الخط الأفقى والتشكيل داخل مساحات أفقية لأجساد متحركة كأنها دندنات أو إيقاعات بصرية وكأن الفنان قد شحن رموزه بطاقة متواصلة رغم انفصال كل رمز عن الآخر فى إيقاعات وأصوات داخل بطن اللوحة ليفرج عن بعضها فى مساحات أكثر مساحة وحرية حركة لتتحول العناصر الكبسولية إلى نساء يرقصن ويغنين فوق جداريات اللوحة وإلهامات المدينة العريقة .
فاطمة على
آخر ساعة 16-4-2014
جداريات الأقصر .. فى الزمالك
فى لوحات أشبه بالرقصات الفرحة التى أراد الفنان د. أحمد صقر نثرها على أسطح لوحاته وسط تراكمات وأجواء احتفالية ترشدنا إلى دراسته وبحثه الدءوب فى مجال الفنون الفرعونية حتى أنه لم يغفل اللغة الهيروغليفية التى كان الرسم والتعبير هما منشآها الرئيسيين , جاءت أعماله بمعرضه الأخير بقاعة أكسترا للفنون بحى الزمالك , تحت عنوان ` جداريات من الأقصر ` بإبداعات تشعرك أن مصدرها الحق يقى من قلب ذرات الرمال المتناثرة بصحراء الأقصر والمحملة بكل جذور ورواسب الحضارات , وقد مزجها الفنان فى تحولات تشوبها الفطرية والتلقائية , لكنها تحتوى على العديد من المضامين والدلالات التى جاء بعضها بتفاصيل تتأرجح بأبعاد تبرز أحياناً وتتوارى أحياناً أخرى داخل مساحات لاتمتلك خلالها الألوان أى سلطة لكنه وبكل ثقة جمالية اكتفى بسرد لونى يجمع بين لون الجداريات المصرية القديمة المتدرج بين الألوان الترابية يحتويه اللون الأزرق النيلى فى سريان حتى الدرجات البنفسجية فيزداد الشعور بالعمق وادراك مدى خصوبة الأرض وقيمتها التاريخية , كل ذلك من خلال الألوان رغم بساطتها , لتعتلى عناصره الرمزية وشطحاته عرش اللوحة .
يقدم الفنان بمعرضه الحالى إبداعات تثير مشاعر من البهجة والفرح وتذكرنا بما .فقدناه من براءة وانطلاق ويمتد المعرض حتى العاشر من شهر مايو المقبل
منار سليمة
الأهرام 21-4-2014
! ` لوحات رجب صقر ..فانتازيا ` الدرجة الثالثة
ماعلاقة وجوه النساء بتذاكر السفر بين الأماكن ؟ هل وجوه النساء محطات ؟ (( إم .إن )) الأماكن تتشكل ملامحها فى ملامح نسائها ؟ هذه الأسئلة وغيرها قفزت فجأة أمامى أثناء متابعة لوحات الفنان د. أحمد رجب صقر فى معرضه المثير باسم ` الدرجة الثالثة` والذى أقامه فى قاعة اكسترا بالزمالك مرسوماً ومطبوعاً فوق تذاكر عربات قطار الدرجة الثالثة والتى جمع منها المئات ليقيم هذا المعرض الخاص . وكان الفنان قد رسم بالأكريلك فوق كل تذكرة منفصلة عن الأخرى وجوه لنساء أو عالجها بطريقة طباعة النقل الحرارى فكان العرض شديد الإيحاء .. وثرياً.
الدرجة الأخيرة
ورغم أن ركاب الدرجة الثالثة سبق ورسمهم فنان فرنسا الكبير هورنيه دومييه
(1808 -1879) فى لوحته الشهيرة الرائعة ` ركاب الدرجة الثالثة ` والتى رسمها أيضاً لنساء لكنهن لايعبرن عن ملامح المكان أو الدرجة الاجتماعية الفقيرة قدر تعبيرهن عن الدرجة الثالثة للإنسانية عامة للبؤساء .. للمطحونين .. لذوى العيون المنكسرة والقلوب المهمومة والمستقبل غير واضح المعالم .. يظهرن أكثر درامية بكل أبعاد درامية الانسان الفقير المعدم راكب الدرجة الثالثة .. الدرجة الأخيرة فى القطار وفى الحياة .. وعند الفنان رجب صقر نجد أن صوره وماتوحى به وجوه أصحاب تذاكر الدرجة الثالثة تبدو أكثر فانتازيه ورؤية ساخرة ناقدة, فقد جمع الفنان التذاكر بعد استهلاكها مابين ايدى ركابها ويد مفتشى القطار مرورا بقاطع التذاكر ليستشعر بخياله وجوه أصحاب التذاكر ليرى فى كل تذكرة صورة لصاحبها ورائحتها وملمسها وطريقة تعامله معها .. فكانت التذكرة مفتاحه للشخصية بطريقة ساخرة ..
أما دومييه فكان الانسان الراكب محدداً هو نفسه مفتاحه للانسان داخل نطاق إنسانى محدد وهو الدرجة الثالثة ليخرج به إلى نطاق أكثر شمولية وهو الانسانية الدرامية لهؤلاء الفقراء المطحونين .. التى يمكن أن تراهم فى أى مكان وأى زمان .. فلوحة دومييه هذه رسمها عام 1865 أى منذ مائة وأربعين عاماً أى من القرن قبل الماضى لكنك يمكن أن تلتقى بشخوصها فى أى مكان من مطحونى الدرجة الثالثة قطاراً أو حياة ومعيشة .. أو ربما بشكل أصح من شخوص العالم الثالث المنزوين فى زاوية ثالثة من قطار العولمة ..
فانتازيا
أما الفنان رجب صقر فكان ينظر للتذاكر والوجوه من الجانب المسلى الفانتازى لذلك جاءت ألوانه مبهجة ورموزه طريفة فلم نشعر بدرامية عالمية أو درامية معبرة عن معاناة ركاب الثالثة كخصيصه تميزهم عن غيرهم إنسانياً .. ورغم هذا كانت للفنان قدرته التعبيرية المسبقة أو النية المبيتة التى أسقطها وجوها لنساء فوق مساحة التذكرة فبدت الوجوه متشابهة لكن بها تعبيرية تصل لدرجة ذات قيمة عالية وبعضها جاء سيريالى المعالجة .. فما كانت التذاكر إلا مدخلاً طريفاً لوجوه أمسكت بتذاكر لم يرها الفنان تحديداً لكنه استشعر ملامحها من اتجاهات خطوط القطارات ومحطاته المسجلة طباعة على التذكرة مثل : المنوفية .. الخطاطبة .. المنيا .. طنطا .. القاهرة .. السنطة .. نكلة .. انشاص .. كفر الشيخ .. شبين الكوم .. شبرا الخيمة .. منشأة أبو رية .. القناطر الخيرية .. اشمون .. و وهكذا كان لأسماء محطات وقوف القطار وتحميل وتفريغ راكبيه أثراً على الفنان أثناء تعبيره عن وجوه وملامح الأماكن من خلال ملامح الوجوه .. أما ركاب قطار دومييه فهم متجهون من مجهول إلى مجهول فكان اتجاههم ومحطتهم التالية !أكثر غموضاً كنهاية مفتوحة لرحلة حياة المطحونين
فاطمة على
أخبار النجوم 21-1-2004
تذاكر القطار موضوع لوحاته .. صقر الصعيد رايح جاى
المنيا رايح جاى .. ليس عنواناً لفيلم جديد , لكنه المشوار الذى يقطعه أسبوعياً الفنان أحمد رجب صقر (1963) , حيث يقوم بالتدريس بكلية الفنون الجميلة بالمنيا , ومن وحى هذه الرحلة القسرية التى يستقل فيها الفنان القطار من الشمال إلى الجنوب وبالعكس , قام بعمل مجموعة فنية تعتمد على رسم تذاكر ركوب القطار فى لوحاته بعد أن وجد لديه كماً كبيراً منها .
وعلى الرغم من صغر حجم تذكرة ركوب القطار, إلا أنه أعاد صياغة هذه التذاكر على نحو جديد باعتبارها وحدة بصرية مستقلة , لكن بعد رسمها وتجميعها ولصقها مرصعة , لتصبح جزءاً من نسق بصرى عام , فيما غلب عليه فى تجربته تلك واتجاهه هذا دراسته فى قسم الجرافيك وتخصصه الأساسى الدقيق فى فن الكتاب والتى حصل من خلاله على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة بالقاهرة . يلتقى أحمد صقر فى توجهه هذا مع فنانى البوب آرت فى استخدامهم للنفايات والمهملات وأشياء الحياة اليومية التى قد لانعتريها اهتماماً, لتصبح محوراً فى أعمالهم التصويرية , وإن لم تتجه ناحية الغرائبية على طريقة الدادائيين , بل قام بتعطيل الوظيفة الأساسية للأشياء التى انتخبها ( التذاكر ) من خلال وضعها فى إطار جديد غير الإطار التى تنتمى إليه ويشترك فى ذلك مع الفنان الأميركى فان رواسنبرغ , والفنان ميروسلاف رادا .
وتتميز لوحات ` صقر ` بمنحى خطى منطلقاً من عملية تفكير وتأمل , فى محاولة جادة للتوفيق بين منهج إلصاق الأشياء لدى الدادئيين وإمكانية التعبير التجريدى .
وفى مستوى آخر من تجربة أحمد صقر التى عرضها بقاعة اكسترا على نيل جزيرة الزمالك , اتجه إلى استخدام الرمز البصرى من نقوش فرعونية وفطرية , يبدو أنه تأثر بها نتيجة وجوده فى مدينة المنيا , فى قلب الصعيد النابض , ومن يعرف المنيا لابد أن يربط بينها وبين وجوه مقابر بنى حسن على الشاطىء الغربى للنيل قبالة المدينة , تلك المقابر التى تنفرد برسوم على جدرانها تجعلها واحدة من أهم الأماكن الأثرية الخالدة , وتكشف عن قدرة الإنسان المصرى القديم على تسجيل أغلب مناحى الحياة على جدرانها , فقد لجأ صقر إلى الرمز الذى يذكرنا باللغة الهيروغليفية , واللغات القديمة التى تعتمد فى التواصل على الرسوم والصور, وهو مزج يبدو منطقياً ويكشف عن قيم جمالية جديدة .
ينتمى أحمد صقر إلى منطقة المنوفية كواحدة من أكثر المناطق المصرية ارتباطاً بالأرض , لكن بعثته إلى ألمانيا الاتحادية فى الفترة من 95-1997 لاستكمال رسالة الدكتوراه بجامعة إيرفورت دفعته إلى الاحتكاك بالمناهج الأوروبية والمدارس الفنية الحديثة , مع ذلك ظل متمسكاً بمنطلقات فنية أصيلة يستمدها من تراث طويل خاصة مع منطلقات الفن المصرى القديم , حيث يغلب على ابداعاته تأثره بالجداريات وفن الريليف ( النحت البارز ) بعيداً عن التجسيم , وأحداث منظور وهمى.
يتمتع صقر بثقافة موسوعية تجعله واحداً من أبرز فنانى جيله ذلك الجيل الذى ارتبط بصالون الشباب وانطلاقته الأولى فى إطار الصالون بالأعمال الفنية . ( المركبة ( التجهيز الفنى فى الفراغ .
سيد هويدى
البيان 3-7-2005
ليل القاهرة وقمريات الشرق
الفنان الشاب أحمد رجب صقر واحد من فنانينا الذين لايؤمنون بحتمية تطور الفن وتواصل الحضارات .. ومع وعيه الشديد .. تابع أحدث اتجاهات الأبداع فى العالم وقد ساهم فى هذا رحلاته إلى بلدان العالم المختلفة وحضور البيناليات واللقاءات الفنية من بينالى فينسيا بايطاليا إلى التجمع الفنى ` الديكومينتا ` الألمانى والذى يقام كل خمس سنوات وهو تجمع دولى يعرض أحدث الرؤى والآفاق فى الفن التشكيلى .. بالاضافة إلى طبيعة عمله كأستاذ لفن الجرافيك بكلية الفنون الجميلة بالمنيا وهو معار حالياً لجامعة عمان الأهلية بالأردن بقسم التصميم الجرافيكى. ومن هنا يمتد عالمه بفنون مابعد الحداثة والتى ظهرت فى الثلث الأخير من القرن الماضى ارتباطاً بثورة الاليكترون وتنوع وسائل الاتصال والتى تميز مجتمع مابعد الصناعة أو الرأسمالية متعددة الجنسيات .. ومع هذا وبقدر أعماله التى تألقت فى هذا الاتجاه إلا أنه وعلى المستوى الآخر .. يؤكد أيضاً على معنى الفن فى إطار اللوحة ذات البعدين أو لوحة الحامل والتى تمثل مساحة متسعة من عالمه لكن يقدمها من خلال وسائط عديدة ومواد مختلطة تجمع بين الرسم والتلوين والطباعة البارزة والكولاج ` القص واللصق ` مع ادخال الفوتوغرافيا ووسائط الميديا الحديثة التى تنساب عن طريق الكمبيوتر والأنظمة الألكترونية الرقمية .. كل هذا فى اطار خصوصية تشكيلية تمتد بالثراء وبلاغة التعبير .
وفى الشهر الماضى أقيم معرض ضخم يضم أعمال فناننا بمبنى الإذاعة والتليفزيون الألمانى` الدويتش فيله` ببرلين بألمانيا وافتتحه السفير المصرى ورئيس الإذاعة والتليفزيون هناك وجاء بعنوان ` قمريات ` وهو يعكس لسحر الشرق الفنان .. سحر ليل القاهرة المسكون بالنور ودنيا الأسرار .. وعالمه هنا يجمع بين التجريد والتشخيص .. بين تلك المساحات التى يمتزج فيها الهمس بالسحر من خلال الفضائيات الكونية التى تموج بطغيان الأزرق الليلى .. مع الشرائط الرأسية والأفقية التى تصور وجوه تعبيرية لنساء .. شباب كل وجه مساحة وكل مساحة معنى وتشكيل .
وإذا كان اللون الذهبى فى الفن المصرى القديم قد تنوعت استخداماته فى الحلى والقلائد والتصوير الجدارى والنقوش على اعتبار أنه ممتد فى الزمن يضفى هالة من الخلود بالاضافة إلى أنه يرمز لشفافية ونصوع الضوء المصرى فقد استخدمه صقر مع كل هذا ليمثل اضافة تعبيرية لإيقاعاته من اللوحات التى تتنوع فى مساحاتها .
أما اللون الأزرق الزهرى والذى يتكرر كثيرا فى أعماله فهو لون شعبى من لون الزهرة التى تكسب الأنسجة رونقا وبهاء .. ومن هنا تألقت أعماله بالنور والضياء ..
.تحية إلى قوة التعبير ولمسة الأداء الذى تنوع بالتراثى والمعاصر .
صلاح بيصار
حواء 11-8-2007
عاشق القمر .. يبوح بأسراره فى بلجراد
- من` وحى القمر ` ولياليه الجميلة .. استمد بريق وحلاوة أعماله .. ومن أرق كلمات الشعر والأدب .. استلهم موضوعات لوحاته .. وغازلت خطوطه وألوانه قلوب وعيون عشاق الجمال فى العالم .. حتى استحق د.` أحمد رجب صقر` أن نتوجه سفيراً فوق العادة للفن المصرى المعاصر .
على مدى عشرين عاماً من الفن .. أقام فناننا 42 معرضاً خاصاً بين معظم بلدان العالم .. وشارك فى عشرات اللقاءات الجماعية والدولية فى مجالات متنوعة من ` حفر , رسم , تصوير , ديكور , جداريات وأعمال مركبة .. جمع منها 24 جائزة محلية وعالمية .. ولكن تبقى جائزة الدولة التشجيعية الاكثر قرباً لقلب فناننا.
ومنذ أيام سافر د. أحمد رجب صقر مدينة نوفاساد ببلجراد بدعوة خاصة من البروفيسور` دوشان ` رئيس أكاديمية الفنون ليعرض أعماله فى معرض خاص يقام احتفالاً بافتتاح الاكاديمية الجديدة المعروفة باسم ` بيت الضوء ` والمقامة بتمويل من الاتحاد الأوروبى .
المعرض بعنوان` قمريات ` وإبداعاته تنتمى لفن الحفر( الليثوغرافيا ) والرسم الملون .. وتمثل مجموعة منتقاه من معرضه الضخم الذى استضافه مؤخراً مبنى الاذاعة والتليفزيون الألمانى ` الدوتيش فيله ` فى برلين وافتتحه الشهر الماضى السفير المصرى ورئيس الإذاعة والتليفزيون الألمانى .. الذى قرر عرضه فى إبريل القادم بمقر المبنى الرئيسى ( الاذاعة والتليفزيون ) فى بون ليراه أكبر عدد من الألمان .
- ` قمريات` د. أحمد تعزف على أوتار الجمال الشرقى .. وتنغيماتها اللونية تعتمد على تأكيد وجود المكان والمساحات الواسعة .. وتداخل المفردات الحضارية والعناصر الهندسية المختلفة .. وصياغتها فى قوالب وتشكيلات عصرية .
وقد نجح باقتدار فى السيطرة على كل خيوط أعماله .. والحفاظ على توازنها الفنى .. والتعبير عن رؤيته بأسلوب تجريدى مبتكر .. يعتمد على سخونة الألوان ودرجاتها مما ساعده فى إستعادة المشاعر والأحاسيس الانسانية التى كانت تتولد فى نفوس العشاق بتأثير وجود ` القمر` وإشعاعاته الضوئية .. والذى يعتبر البطل والملهم الأول لكل رسوم فناننا وابداعاته الليثوغرافية أو التصويرية.
أعمال ` عاشق القمر ` ولياليه البهية المعروضة حالياً - فى بلجراد أو التى عرضت مؤخراً ببرلين تدعو للحفاظ على` القمر ` ومكانته فى حياة العشاق والأحباب .. وكرمز للحب والجمال المفقود كما صورته أروع الكلمات والأبيات التى كتبها مشاهير الأدب والشعر العربى .

ثريا درويش
الأخبار 23-8-2007
تكرار وجوه نساء أحمد رجب صقر .. بدت (( كالوشم )) البشرى
جذبتنى فكرة تكرار البورتريه وأثارت لدى العديد من التساؤلات الجمالية والفكرية حول مفهوم مسعى الفنان .. وسألته فقال(( إن التكرار هو نوع من أنواع الإيقاع كالموسيقى )) فالوحدة عندى تتكرر لتعطى نوعاً من النغم .. وقد يحدث نوع من الرتابة فأكسره ليستمر النغم .. أى هى معادلة لجملة بصرية لإيقاع المساحات نفسها)).. وأيضاً قال أحمد صقر(أسعى للتبادل الإدراكى بين الخلفية والشكل نفسه .. فالعين تتردد بين الحالتين فى وقت واحد .. مثلاً أرسم فوق كارت للوحة لبيكاسو أو بول كلى أو لفنانين مصريين .. فرسمى فوق الكارت الجاهز يعطينى حالتين فى حالة واحدة . كما أن وجه المرأة عندى يشدنى وأجده دائماً يعكس حزناً .. ربما هو صدى لحزن داخلى .
.. هذا كلام الفنان أحمد رجب صقر حول فكرة أعمال معرضه الأخير .. وأرى أن لغته الصورية المكونة من أنماط مكررة لوجوه بذات الأحجام تعتمد على الادراك البصرى للجزء والكل معاً .. وقدر القوة البصرية لرؤية الصورة مع التفاصيل .. وأعتقد أن هذا الهدف البصرى يهتم بالشكل من الخارج أكثر مما بداخل الصورة ..وأعماله هذه المتكررة الوجوه لاتثير ضجة فكرة قد أثارتها الحيرة .. وقبل أن أقفز إلى التساؤل الذى شتت رؤيتى وأنا أشاهد لوحاته كى أجد لنفسى مدخلاً إليها قفز إلى ذهنى فى لحظة تساؤل حول قدر تأثره التكرارى بفكرة ثقافة الاستهلاك التى جذبت آندى وارهول أهم فنانى البوب آرت الأمريكى ودفعه لإنتاج سلاسل لوحاته المتكررة لوجه مارلين مونرو واليزابيث وجالكين كنيدى وزجاجات المياه الغازية.
فهذا مايشغلنى فى أعمال رجب صقر وهو الموقف الحقيقى من الفنان حول فكرة التكرار الذى يضمن داخله ضمناً الإيقاع كما ذكر الفنان .
لذلك ولأن تكرار البورتريه الذى هو خريطة للنفس وتكراره يجعل الأمر مقلقاً .. فوجه اللوحة وشاشتها عنده كله وجوه تحملق فيك .. والوجه المحملق بطبيعته صادم وأيضاً الوجه كاشف للأفكار وتكراره بصريا يجعله كالوشم البشرى وليس رسماً .. والتكرار يكشف عن استحواذ فكرة .. وتكرار الوجه الإنسانى يطرح أسئلة حول الظاهر منه وغير الظاهر .. وحول المتحول وغير المتحول .. وحول علاقة الوجه فى المكان والمكان هنا برسم البورتريه فوق أعمال لفنانين آخرين .. وتكرار الوجه هل قصد منه إقناع ذاتى أم تأكيد فكرة أو تنوعها فى مونولوج بصرى ؟ ..
أعتقد أن بورتريهات أحمد رجب صقر المتكررة تكشف عن آليات التكرار فى ذاته .. وقد جعل لوحاته تستوعب الكثير من الأنماط المختلفة المتعرجة المتناوبة اللون .. المتقاربة فى تعبيرات الوجه كأنها وجوه فوجئت جميعها بهذا التواجد البشرى كجزء من كل ففقدت سمات الفردية فى سبيل الكل ..
إن سلسلة وجوه أحمد رجب صقر فى نظرى هى سلسلة من الوجوه المؤجلة .. الوجوه المعلقة مؤقتاً أو الموقوفة داخل المشهد كحالة من الحياة مع وقف التنفيذ .. تنفيذ التفاعل مع المشاهد أو الحياة .. أو كأن هذا الوقف مؤقت فى محاولة لاكتشاف اسقاطات الذات على الوجوه المتنوعة مما يعطى مساحة من التمديد والاختبار لبحث مدى قدرة تعايش الوجه المفرد بذاته تائهاً أو مثبتاً فى مجموع محيطه بعيداً عن المشاهد الذى رغم التنظيم والترتيب نستشعر هناك عشوائية الصوت الداخلى والرؤية تقريباً بما يقترب من فعل لنظرية((الفراكتلز)) العشوائية التى تتخلق من خلال العشوائية نوع من النظام لها نفس خصائص الشكل المتكرر .. وهنا الفنان نراه بدأ بالعكس . حيث بدأ من النظامى ليوحى بعشوائية التواجد التى تتخلق بنفسها فى هالة من الانتظام .. والأشكال المتكررة رأيناها عند(( آندى وارهول)) بمفاهيم خاصة تعتمد على الحالة من الثقافة الاستهلاكية المكتسبة فى زمنه من الستينيات .. فهل تأثر بهذا صقر بدرجة ما بما ساد مجتمعنا من ثقافة الاستهلاك العشوائى .. إن حالة الإنتاج الضخم فى عصر وارهول انعكس كثقافة استهلاكية فى أن جعل بورتريهات النجوم مثل (( مارلين مونرو)) التى أسماها نجمة متلألئة وقدمها فى 25 بورتريهاً أبيض وأسود و25 بورتريه ألوان ليجعل منها وهى صاحبة الصورة الشعبية الجماهيرية السهلة وقد تحولت إلى ماركة أو علامة مسجلة فى لوحاته وليستدعى بها الاعتبار لحقيقة تشييد الصورة لبناء وليقدم لنا نظاماً انتاجياً أكبر وليحقق بالتكرار فراغاً معنوياً وجمالياً لجأ إليه قصداً كصدى للثقافة الاستهلاكية اعتقد أن معرض رجب صقر نجح فى إثارة الكثير من التساؤلات وكثيراً من تعدد الرؤى حول مفهوم الصورة فى إطار تقديم اللغة الصورية وابعادها المفاهيمية والمجتمعية فى تفاعلها مع .أبعاد محيطة وليست مجرد تقديم صورة لوجوه جميلة.
فاطمة على
القاهرة 5-8-2008
فقاعات لون محملة بشفرة تخاطب بصرى عالمى
فى معرض الفنان حمد رجب الصقر بجاليرى ` كحلية `
- أقيم مؤخرا فى جاليرى ` كحيلة ` بالمهندسين معرض هام للفنان أحمد رجب صقر أستاذ الجرافيك بجامعة المنيا عرض فيه آخر أعماله إلى جانب عدد كبير من اللوحات التى أنجزها مؤخرا فى أكتوبر الماضى خلال تواجده فى سمبوزيوم ملتقى فنانى أوربا فى مدينة `اسن ` الألمانية وفيه مثل مصر وهو أحد المؤسسين لهذا السمبوزيوم الدولى.
فى مرحلته الأخيرة نلاحظ دفق وثراء هائل من الفنان كمعالجات مراحله السابقة والتى كانت من أشهرها فى اثارتها وغرابتها لوحات رسم لوجوه نسائية فوق تذاكر قطارات عربات الدرجة الثالثة وسمى معرضه هذا الذى أقامه فى قاعة اكسترا بتذاكر الدرجة الثالثة فى رمزية كبيرة وكان العرض مثير وله أكثر من بعد فلسفى وفكرى وايحائى بلاحدود .. وكان لهذه الفكرة وربطها مفاهيميا بين وجوه النساء والسفر والمحطات والغربة والحنين رمزية خاصة ومن جانب آخر قدم بهذه الوجوه فانتازيا ورؤية ساخره ناقدة خاصة فى اختياره للدرجة الثالثة مناصرة منه للطبقة الاجتماعية المطحون ركابها .. وعادة مايعتمد الفنان رجب صقر عبر مراحله على الرمزية وما يصحبها من رؤية ناقدة يلحقها بموتيفة أو عنصر واحد كرمز موحى ومعبر عن موقفه ورؤاه تجاه المجتمع أو العالم أو الوجود .. فعندما شارك فى بينالى القاهرة الدولى الخامس بعمل مركب حصل عنه على الجائزة الأولى نجده رمزاً للهجمة الاستهلاكية ولثقافة العولمة أو بمعنى أصح لهيمنة النظام العالمى الجديد بأن قدم عمل ذا أبعاد أقرب للكرة الأرضية غطاه بالكامل بأغطية زجاجات أحد المشروبات الأمريكية الشهيرة ورمز للعنصرية بتلوين أحد وجهى العمل بألوان العلم الأمريكى بلونيه الأحمر والأزرق رمزاً منه للهيمنة من خلال رمز بسيط عالجه فنياً بشكل قوى ذا جمالية شكلية وقيمة مفاهيمية .
وقد استقر الفنان رجب صقر منذ فترة على استحضار استلهامه للرمز فى الفن المصرى القديم ودلالته وقدم الرمز مرتبطاً بما يشبه التخليص الفكرى للعنصر فى الفن القديم لكن فى معالجة جديدة وللتعبير من خلاله عن محتوى معاصر دون أن ينقل من المصرى نقل لايخدم رؤيته الفكرية والفلسفية والجمالية تجاه عصره .. لذلك هو دائم البحث فى قانون بناء العمل الفنى وتشييده برؤية أكثر اتساعاً وليس على المفردة والرمز كعنصر بصرى فقط معتمداً على الرؤية الأكثر اتساعاً التى يتضمنها الرمز ليعبر بصدق عن عصره ودلالته الرمزية .
فى لوحاته الأخيرة وماقبلها اعتمد على مفردات تجريدية لآدم وحواء فى تلخيصات عالية لجسديهما كذلك أخذ يربط بين جسديهما ورمزية حدوة الحصان ( من الفن الشعبى ) ومن خلال رموز للشمس والقمر جعل لمفرداته أوضاعاً متعددة يختلف فيها المعنى مع كل وضع تركيبى جديد يحمله دلالة وجودية انسانية وليس مجرد تقديم ضيق لعلاقة رجل وامرأة بل جعل من مفرداته بتركيباته العديدة مايرمز للحب .. الكراهية ..الميلاد .. الموت .. الرحمة .. العدل .. الخير .. الشر .. العشق .. وبذلك خرج بدلالات رموزه من الخصوصية إلى مفاهيم إنسانية أكثر عمقاً ..
واستلهامات الفنان صقر من المصرى القديم جعله عاشق لبطل ألوانه الأزرق الزهرى وهو اللون المصرى اللذيذ على أن يجعل به تواصل بصرى وتداعى ذهنى مباشر وسريع من عالمه وخصوصيته الفنية المتوارثة .. كذلك اعتمد فى لوحاته على تشييدها بالمساحات الأفقية أو الرأسية فى تواز حتى نهاية اللوحة موحياً بالامتداد بالفكرة متضمنة عنصرها إلى خرج اطار اللوحة لتتواصل والوجود الأوسع ولرحابة الفكر والرؤية الأكثر انسانية وشمولية .. وقد ساعدت هذه المساحات الطويلة أو العرضية على بث الحيوية والامتداد الايجابى من الداخل إلى الخارج وقد جعل فى بعض من لوحاته الأخيرة شكلاً بيضاوياً مستعرضاً فوق مساحاته العرضية أو قائماً رأسياً جانبياً إلى جوار مساحاته الرأسية ليكون هذا الشكل البيضاوى المستعرض مركزاً لتجميع رؤية الداخل أو رمزاً للاشعاع للخارج متجاوباً ومحيطه اللونى المتذبذب كدليل لحالة التجاذب بين الداخل والخارج ..لكن تبدو ألوانه المتذبذبة هذه ثقيلة وغير شفافة وهى لاتكشف عن تذبذبات هوائية ساخنة بل هى فقاعات لون محملة بشحنة أو شفرة التخاطب البصرى تتهادى إلى الأمام والخلف فى ملمس خشن يجذب العين ويستكمل الفنان هذا الملمس الخشن بملمس آخر بصرى بين البارز والغائر فوق سطح لوحاته فى مقاطع معينة بطريقة طباعة الضغط لتصبع لوحاته حالة من الخطاب البصرى الدائم التحول والحركة يغذيه ويدفعه دلالة الرمز على دوام الحركة دون لمحة خمول أو سكونية .فوق السطح المتذبذب دوماً.
فاطمة على
أخبار النجوم 26-2-2009
من سحر الفن الإسلامى إلى وجوه ومشاعر حواء
فى أعمال فنان الجوائز أحمد رجب صقر
تتميز لوحات أحمد رجب صقر بتنوعها ارتباطاً بموضوعات ومضامين تنطق بالغرابة وبها رموز وطلاسم توحى بالغموض وتتنوع أشكالها وتركيباتها وكأنها رسائل بالشفرة موجهة للمتذوق فى كل مكان .. ونحن لايمكننا فهم أعمال الفنان المصرى دون أن نضع فى اعتبارنا الخلفية الدينية والثقافة الإسلامية له.. فهو كإنسان تؤثر فيه عملية الخلق والإبداع الإلهية والتى تتبدى فى كل صور الطبيعة .
هكذا تقول الناقدة الألمانية ايفلين كوريرا حول أعمال الفنان الشاب والتى تمثل بكثافتها العددية وقيمتها التعبيرية صورة للفن المصرى المعاصر.. وتمتد بلوحة التصوير والجرافيك والأعمال المجسمة من النحت والتشكيل فى الفراغ ..وقد شاهدها جمهور الفن بألمانيا والنمسا وتشيكوسلوفاكيا وبلاد أوربية عديدة مع الجمهور المصرى .. وانبهر بها وتفاعل معها وذلك لانتماء الفنان الشديد لرحلة الحضارة المصرية وتواصلها مع الفن المصرى القديم والفن الإسلامى إلى الفن الحديث .. فأعماله تمثل استلهاماً وتمثلاً لتلك الحضارة بلمسة الحداثة فى الإبداع .. وهى تمتد مع كل هذا بفنون مابعد الحداثة والتى ظهرت فى النصف الأخير من القرن الماضى ارتباطاً بثورة الاليكترون والليزر وتنوع وسائل الاتصال والتى تميز مجتمع مابعد الصناعة أو الرأسمالية متعددة الجنسيات .. لذلك فهو يستخدم فى أعماله وسائط عديدة ومواد مختلطة تجمع بين الرسم والتلوين والطباعة البارزة والكولاج ` القص واللصق ` مع إدخال الفوتوغرافيا فى بعض الأحيان ووسائط الميديا الحديثة التى تنساب عن طريق الكمبيوتر والأنظمة الاليكترونية الرقمية .. كل هذا فى إطار خصوصية تشكيلية تمتد بالثراء وبلاغة التعبير .
تحليات الفن الإسلامى :
وقد كان للفنان صقر تجربة تشكيلية عميقة وبديعة قدم من خلالها عشرات اللوحات أواخر التسعينات من القرن الماضى .. تألقت بسحر الفن الإسلامى .. فى إطار تعبيرى جديد .. حيث استخدم فى أعماله وسيطاً من النقوش والزخارف والوحدات الإسلامية مع لفظ الجلالة وآيات الذكر الحكيم .. وقدمها فى إيقاعات عصرية تعكس لبهاء الفن الإسلامى ولغته التجريدية البليغة .. وسمو المعانى .. وذلك بأناقة فى التشكيل وفى إيقاعات تؤكد عمق علاقته الأصيلة بالتراث .
كما تمتد أعمال صقر بروح الفن الفرعونى .. حيث يقدم توليفات من الرموز والعناصر الفرعونية والكتابات والحروف الهيروغليفية .. فى لوحات شديدة الحداثة وإذا كان اللون الذهبى فى الفن المصرى القديم قد تنوعت استخداماته فى الحلى والقلائد والتصوير الجدارى والنقوش على اعتبار أنه ممتد فى الزمن .. يضفى هالة من الخلود بالاضافة إلى أنه رمز لشفافية ونصوع الضوء المصرى فقد استخدمه ليمثل اضافة تعبيرية لايقاعاته من اللوحات التى تتنوع فى مساحاتها .. وإذا كان أحمد صقر قد قدم أعماله بالقاهرة والاسكندرية بالعديد من القاعات الرسمية والخاصة فقد جاءت معارضه بأوروبا والتى كان من بينها معرضه الذى شاهده جمهور الفن بألمانيا بمبنى الإذاعة والتليفزيون ` الدويتش فيله ` ببرلين وجاء بعنوان ` قمريات ` وهو يعكس لسحر الشرق الفنان .. سحر ليل القاهرة المسكون بالنور ودنيا الأسرار وعالمه هنا يجمع بين التجريد والتشخيص بتلك المساحات التى يمتزج فيها الهمس بالسحر من خلال فضاءات كونية تموج بالأزرق الليلى .. مع دنيا من الشرائط الأفقية والرأسية التى تصور وجوهاً تعبيرية لنساء شابات .. كل وجه مساحة وكل مساحة معنى وتعبير .. وهو هنا يؤكد على معنى الحداثة تلك الوسائط معنى النقوش والرموز والمسطحات الفنية بالملامس , مع الصور التى تموج بالتعبير من الوجوه المفعمة بالمشاعر والأحاسيس فى بساطة شديدة وتلخيص تلقائى . ومن هنا ليس من الغريب أن يحصل الفنان أحمد صقر على العديد من الجوائز والتى تجعله بحق فنان الجوائز فقد حصل على الجائزة الأولى فى بينالى القاهرة الخامس فى العمل الفنى المركب .. والجائزة الكبرى من صالون الأسكندرية لدول البحر المتوسط .. كما حصل على ست جوائز أولى من بينالى الشباب مابين التصوير .والرسم والعمل المركب
صلاح بيصار
حواء 30-5-2009
عالم أحمد صقر
الفنان التشكيلى المعاصر هو مزيج من الثقافة العالية والوعى بأدواته والقدرة الهائلة على التجديد، والتعبير العميق عن رؤيته للعالم من حوله، وهو يعى هذا العالم ويعرف جيداً كيف يعيد صياغته فيقف المرء أمام انتاجه وهو يدرك أن هناك تشابهاً واختلافاً واضحاً بين هذا العالم الذى أمامه وبين الحياة من حولنا . والفنان الدكتور أحمد صقر هو من القلائل الذين صنعوا هذا المزيج بشكل واضح خاصة فى معرضيه الأخيرين :` ميادين الحب`, الفنان بأدواته, حيث يواصل مسيرته منذ بداياته حول ` جداريات من الأقصر` حيث تبدو وحدة الموضوع والرؤية مع التجديد . وأهم ما يروعك فى هذه اللوحات الجدارية هو علاقة الفنان بأدواته التى يأخذها من الطبيعة ويعيد من خلالها تشكيلها من جديد ليبهرك أنه هو وحده الذى كان صاحب استخدامها دون غيره , فالفنان الذى حصل على الجائزة الكبرى فى بينالى القاهرة منذ أكثر من خمسة عشر عاماً حين استخدم عدداً من أغطية علب زجاجات المياه الغازية.
هاهو يستخدم الرمل فى إعادة تشكيل العالم الذى يخصه . رمل أبيض مصرى بالاضافة إلى رمل اسبانى أسود وكولاج بين الاثنين معاً
إنه بذلك يعيد تشكيل المنظر التقليدى الذى اعتدنا رؤيته كى نراه من جديد , ورغم التكرار الواضح لنفس الأشكال السيوليت الزرقاء بين بعض لوحاته إلا أنه من الملاحظ أن ذلك يعكس بصمة الفنان التى هى هويته فى الوقت نفسه فإنه يحاول من خلال هذه التشكيلات الثابتة أن يصنع تكوينات جديدة . وتبدو هذه التكوينات فى أحجام متنوعة .
ولا تتوقف أدوات الفنان عند أدواته التى يستخدمها من لوحة إلى أخرى ومن معرض إلى تابعه ولكن أيضاً تكمن عبقرية العمل فى أن الفنان يجيد استخدام مواده وترتيبها برؤيته الخاصة , كما أنها أقرب إلى المنمنمات فى لوحات أخرى , ويكسو دائماً لوحته بالغموض فتدعو المرء ليس إلى المشاهدة بل إلى التأمل والتساؤل , ويبدو عنصر الحركة سيداً فى أركان اللوحات بالاضافة إلى التجريد , وهو هنا يجرد الأشخاص والأشياء من ملامحها التقليدية المألوفة إلى تعبيرات جديدة كأننا نراها لأول مرة , فهؤلاء السيدات العملاقات لاتكاد تراهن يرقصن,
أو فى حالات ابتهال, ومن أجل إحداث الغموض فإنه قبل المنمنمات يقوم بعمل سطور تكاد من خلالها أن تقرأ لغة جدارية قديمة تحتاج إلى شمبليون للتفسير أو فى الدخول إلى حوار حول مايقدمه لك الفنان وفى العديد من هذه اللوحات يستخدم الفنان أحمد صقر اللون الواحد بدرجاته المتباينة وفى لوحات معرض هذا العام كان الأزرق هو اللون المفضل.
إذا أردت أن ترى عالماً مختلفاً فتأمل هذه اللوحات أو ادخل إلى عالم الفنان
محمود قاسم
الكواكب 10-6-2014
`أحمد صقر.. النجم ` 11
الفنان أحمد رجب صقر أستاذ بقسم الجرافيك والعميد المنتخب لكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا , حاصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة حصل على بعثة خارجية إلى ألمانيا فى الفترة من 1995 إلى 1997 لإتمام دراسة الدكتوراه بجامعة إيرفورت بألمانيا , درس تقنية , الليتوجراف , بتوسع بنفس الجامعة .
كما اهتم بدراسة تقنية صناعة الورق اليدوية وعجائنه , أقام سبعة وأربعين معرضاً خاصاً فى المجالات الفنية المختلفة` التصوير _ الرسم _ الجرافيك _ والأعمال الفنية المركبة ) حصل على 24 جائزة محلية ودولية أهمها جائزة الدولة التشجيعية فى فن الجرافيك عام 2001 كما حصل على الجائزة الأولى فى فى بينالى القاهرة الدولى الخامس عام 1995 وأيضاً حصل على الجائزة الكبرى وأوسكار بينالى الأسكندرية لدول البحر المتوسط عام 2003 والفنان أحمد صقر يعد من الجيل الأول الذى أسس صالون الشباب وحصل على ست جوائز من ست دورات فى مرحلة التأسيس الأولى وجميعها ما بين مجالات فن الرسم والتصوير والعمل الفنى المركب والفنان له مشاركات عديدة شبه سنوية فى ورش فنية بدول العالم ما أعطته هذه الخبرة والاحتكاك بحزمة كبيرة من العلاقات الإنسانية والفنية والثقافية لفنانين متنوعى الجنسيات والثقافات وانعكست هذه التجربة الخصبة ليؤسس عدة أنشطة دولية هامة بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا وهى بنيان من الجرافيك الدولى لطلبة كليات الفنون فى دول العالم ويتم العرض بكلية الفنون الجميلة بالمنيا وبعض قاعات العرض بالقاهرة وهنا ذكاء الادارة وعمق الادراك فى تفعيل محك فكرى وفنى إبداعى وتنافسى بين طلاب الكلية .. وطلاب كليات دول الغرب , والنشاط الهام الثانى هو إقامة ` ورشة فنية ` كل عام بمقر الكلية بالمنيا يتم دعوة مجموعة من الفنانين يمثلون دولاً مختلفة للاقامة فى المنيا عروس الصعيد والتعرف على آثار اخناتون ومقابر بنى حسن والاشمونية وغيرها ثم يقيمون بالمراسم فترة كافية للابداع الفنى وفى نهاية الورشة يتم تكريمهم من خلال إقامة معرض للاعمال الفنية التى يتركها الفنانون لتضم إلى متحف الكلية , وبعد تجميع أكثر من مائة عمل فنى , فقد أعد الفنان العميد قاعة كبيرة وتم تجهيزها بمواصفات العرض المتحفى وعرضت هذه الأعمال وأتيحت لى الفرصة لمشاهدة القاعة التى ضمت إلى المتحف الذى يعد . أكبر متحف للفن الحديث فى مصر
د. أحمد نوار
الأخبار 16-3-2015
أحمد رجب صقر يعرض ` راقصات من المعبد ` فى ألمانيا
بدعوة خاصة من جمعية فنانى أوروبا سافر الفنان أحمد رجب صقر إلى مدينة أيسن بألمانيا لإقامة معرضه ` راقصات من المعبد ` وذلك فى الفترة من 11يوليو وحتى 31 يوليو, هذا المعرض هو رقم 14 الذى يقام للفنان فى ألمانيا منذ أن كان يدرس مرحلة الدكتوراه هناك عام 1995, كما يحاضر الفنان بعد نهاية المعرض فى ندوة فنية تقام بمدينة منهايم.
فى هذا المعرض يقدم ` صقر ` أعمالاً جديدة تعتبر امتداداً لنهجه الجديد فى أعمال التصوير والتى يستخدم فيها رمال مصرية بيضاء ومعالجتها بأساليب وتقنيات توصل لها الفنان بعد تجارب فى الـ15 سنة الماضية, ومن الأعمال المعروضة عمل نفذه الفنان برمال من قلب وعمق قناة السويس حيث حملها معه أثناء زيارته مع مجموعة من فنانى مصر لمواقع الحفر بقناة السويس الجديدة بدعوة من المجلس الأعلى للشباب والرياضة لمدة ثلاثة أيام .
وفى سيناء انتابت الفنان مشاعر غير عادية عن أرض سيناء المقدسة التى مشى عليها الأنبياء والتى سالت عليها دماء المصريين الأوفياء واليوم تسقى بعرق المصريين ليتم بناؤها , إحساس خاص يحتاج لشهور حتى يتم ترجمة تلك المشاعر, وبجانب أعمال هى امتداد للأعمال التى تم انجازها فى الأقصر خلال زيارة الفنان للمدينة لعامين متتاليين أثناء مشاركته لملتقى التصوير الدولى والذى يقيمه صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة , وفيها يستوحى من جدران معابد الأقصر القديمة موضوعات أعماله وأيضاً أسلوب بناء العمل كما بناه الأجداد بناء هندسيا رصينا.
كما يشارك فى ورشة العمل الفنية رقم 22 لجمعية ` فنانى أوروبا ` مع مجموعة كبيرة من فنانى العالم .
الجدير بالذكر أن الفنان هو عضو مؤسس للجمعية منذ إنشائها عام 2003 وتم الاحتفال بمرور عشرة سنوات العام قبل الماضى بإصدار كتالوج كبير يحتوى على نشاطات ومعارض الجمعية خلال السنوات العشرة السابقة . أيضاً تدشين موقع الكترونى يعرض نشاط الجمعية الأعضاء .
والفنان أحمد رجب صقر أستاذ لفنون الكتاب بقسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا وعميد الكلية السابق , أقام 48 معرضاً خاصاً فى التصوير والرسم والحفر والأعمال المركبة بمصر وأوروبا وحصل على 24 جائزة محلية ودولية أبرزها الجائزة الكبرى أوسكار بينالى الأسكندرية الدولى عام 2003وقبلها جائزة الدولة التشجيعية فى الجرافيك عام 2001والجائزة الأولى فى .بينالى القاهرة الخامس فى العمل الفنى المركب
سوزى شكرى
روز اليوسف 28-7-2015
أحمد رجب صقر ومعرضه
- أقام الفنان المصرى ` أحمد رجب صقر ` معرضاً بقاعة ` أكسترا ` 1999 بعد غيبة دامت عامين أمضاهما بألمانيا لاستكمال دراسته الأكاديمية فى مجال ` الجرافيك ` ، لم ينقطع خلالهما انقطاعاً كلياً للتحصيل العلمى فقط ، بل كان حريصاً على ممارسة فنه . وأثمر هذا الحرص ثمرته التى قدمها لجمهور المعارض ونقاد الفن فى القاهرة .
- وعندما يذهب ناقد إلى معرض فنان بعد غيبة فى الخارج ، فإن السؤال الذى يلحُّ على الذهن هو : ماذا أضيف إلى الفنان وماذا أضاف هو نفسه إلى خبرته السابقة؟
- وعندما التقيت بلوحات معرضه الأخير 1999 تمثلت أمامى صورة القواسم المشتركة بين حاضره وماضيه القريب ، وكذلك العناصر المختلفة . أول تلك القواسم المشتركة والثابتة فى المرحلتين هى :
- الحرص على إبراز البراعة والإتقان والدقة الشديدة فيما ينفذه من أعمال ، سواء كان هذا العمل مسطحاً مرسوماً أو مطبوعاً أو مجسماً فى تكوينات معمارية تجمع فى سياقها بين النحت والعمارة ، بين الملصق والمرسوم ، فى كيان رمزى اصطلح النقاد المصريون على تسميته ` بالعمل الفنى المركب ` وهو ترجمة محورة للتعبير الانجليزى/ الفرنسى `installation ` بمعنى التجهيزات الفراغية.
- وقد نال ` أحمد رجب صقر` العديد من الجوائز عن هذا النوع الفنى ، عندما كان يداوم على الاشتراك فى ` صالون الشباب ` وهى مسابقة سنوية كانت تنظمها وزارة الثقافة المصرية . وكانت الوزارة نفسها تشجع هذا النوع الفنى وتدعو الشباب إلى اقتحامه حرصاً منها على إنهاء دور ` لوحة الحامل` . ومع ذلك فقد فاز فى كل المجالات المختلفة ، المسطح منها والمجسم ، المرسوم والمطبوع على السواء!.
- بين الشرق والغرب
- كان ` صقر ` يعد تلك المسابقة السنوية اختبارات ، عليه أن يجتازها بتفوق ، مثلما يجتاز اختباراته فى كلية الفنون الجميلة، تلك الاختبارات التى أتاحت له أن يترقى فى سُلم المناصب الأكاديمية ` بجامعة حلوان ` وأتاحت له أن يحصل على شهادة ` الدكتوراة ` من ` ألمانيا ` ..، غير أن علاقته بالمسابقات لم تكن علاقة تلميذ مجد يحرص على التفوق على بقية أقرانه ..، فقد كانت مشاركاته تكشف عن جوانب أخرى أكثر عمقاً هى الحلم بأن يجمع بين الصدق والذيوع .
- وكان الحلم بالعالمية - ولايزال - هو حلم الشباب . وكان يدرك أن هذا الذيوع لا يتحقق بالصورة الفاعلة إلا إذا امتدت جذوره إلى عمق الموروث الثقافى ..،
- بعبارة أخرى .. المحلية بكل مكوناتها .. مثلما حدث مع الروائى المصرى العالمى ` نجيب محفوظ ` لهذا كنت ألاحظ فى لوحات ` صقر ` - فى مجال الجرافيك والتصوير - استعارات من التكوينات الهندسية فى الرسوم الجدارية المصرية القديمة حيث تنتظم العناصر فى صفوف أفقية ورأسية . وفى ذات الوقت كانت تعبر أعماله المركبة عن إدلاءات بالرأى فى مجال موضوع من الموضوعات الدولية السياسية .
- بعد العودة
- سألته بعد العودة : كنت تحلم بالسفر إلى أوروبا فماذا فعلت بك الرحلة ؟
- أجاب سريعاً : ألم تلحظ شيئاً فى المعرض ؟
- قلت : لوحاتك تقول لى إن ` ألمانيا ` قد فعلت بك شيئاً موازياً لما فعلته باريس مع ` توفيق الحكيم ` فى ` عصفور من الشرق `!
- ... ولقد وجدتك مكتفياً - فى معرضك الأخير 1999 - باستلهام الزخارف الإسلامية .. وتذكرت وأنا أتجول بين لوحاتك عبارة قالها الفنان المصرى ` حامد عبدالله ` الذى أقام سنوات فى باريس . وهو كما تعلم واحد من الحروفيين العرب .. قال بما معناه إنه يستلهم الحرف العربى فى الغربة لأن كليهما ` الفنان والحرف العربى ` مغتربان ، لهذا توحدا !
- أجاب مؤكداً : لم أنتج لوحات هناك غير تلك اللوحات ... وهى كما رأيت ليس بها غير الشرق المسلم .. صحيح لقد تعلمت فى ألمانيا الكثير فى الجانب التقنى وهو ما تحقق فى المعرض الذى مزجت فيه بين مجالين مختلفين : مجال ` المحفورات المطبوعة ` ومجال ` الرسم الملون `.
- لم يكتف الفنان بنقل تلك الوحدات الزخرفية مما تتيحه المراجع من تصميمات ، بل كان يضيف إليها من خياله ويؤلف منها تكوينات احتفظ لها بما فى نفسه من خبرة ومهارة ودأب . وجاءت لوحاته غنائية ، ثرية بطبقاتها الشفافة ، تحلق فى فضاء سماوى ، لا شبهة فيه لجاذبية الأرض !
بقلم : محمود بقشيش
جريدة اليوم : مايو 1999
ثرى مصر .. وبلوغ المأمولات
`طيناً من الطين انجلبت ففي دمي المركوز من طبع التراب الحي:
فورة لازب، وتخمر الخلق البطئ، ووقدة الفخار في وهج التحول`
محمد عفيفي مطر
كأنها تولد من وهج التحول الشعري لدى الراحل العظيم `محمد عفيفي مطر` لوحات الفنان المصر ي الكبير `أحمد رجب صقر` ملتصقة في بزوغها الجميل بتاريخ أبدي من الشموخ الساعي نحو خلوده المحتوم المتدثر بأمجاده التليدة والقابع على صهوة مراكب الشمس السائرة في مسارب اليقين كي تعانق الوهج وتزدان بعباءة المستحيل، ولعل ما يمكن أن يقال عن تلك الأيقونات البصرية في الصيغة الأدبية لهو كثير ولا نهائي، حيث تلهمك الممارسة التشكيلية المبهرة على هذا النحو ما يبقى محفزاً حقيقياً وأبدياً، وما يدفع كافة الحواس لتلجاوب مع محتوى فارق يمتاز بروحه الابتكارية ومسعاه التجديدي على مستوى التأليف والمستوى التقني الأكثر تطوراً.
ولا ينفصل الشكل الإبداعي عن الكلمة المبدعة وبالأحرى عن معنى الإبداع الحقيقي ومفهومه الصائب في أعمال `صقر` تلك التي تقتنص مادة تصويرها من الواقع الحي المباشر أحياناً ومن الواقع المحلوم بوجوده والقابع في المتخيل النائي في أحيان أخرى حيث يتنقل الفنان بحرية العارف بين سلسلة لا نهائية من التكوينات والحشود التصويرية المعبرة والدالة والرامزة، أما عن حالة التحرر وتلك الحرية البادية فإنهما في تلمس وجودهما ضمن هذا الطرح الإبداعي العريض إنما تؤكدان على امتلاك الفنان لخبرات ممارساتية كبيرة تدفعه دفعاً للسير في كافة المسارب المؤدية إلى اختلاق المعاني واقتناصها من تلابيب الوجود ومن ثناياه، وعلى هذا النحو يتنامى القلق الإبداعي المحفز في دخيلة الفنان، وهو نفسه ذلك القلق الذي يؤسس في معظم الأحيان للذهاب بعيداً جداً أثناء العمل مع مواصلة التحري والكشف عن كل ما هو مغاير وفريد.
وعلى هذا النحو تبقى قيمة الحرية لدى `أحمد رجب صقر` قيمة أساسية تعادل شغفه الدائم وتوقه إلى الاشتغال والتجريب ومواصلة البحث البصري في سعي دائم لبلوغ كافة المناطق السرية والخطو فوق كافة المناطق الغير معبدة من قبل أنداد آخرين، وهو ما يجعله في سباق محموم مع زمن البحث والتجريب واستخلاص النتائج البصرية المتدفقة حد الإدهاش، والتي تدعو مشاهدها على طوال الوقت لمجابهة تساؤل كبير عن ماهية الجهد المبذول وطاقة العمل المتواصل، وهو ما يجعلنا نتذكر هنا ذلك الوصف البديع الذي أطلقه البعض على فنان أسبانيا العظيم `بابلو بيكاسو` نتيجة لغزارة وتنوع إنتاجه واصفين إياه بمُفتِحِ الأبواب، وهذا الوصف إنما أجده عن قناعة وموضوعية متوافقاً مع فيض من العطاء المتنوع كائن في إنتاج الفنان `رجب صقر` والذي يأتي بحسب إنتاجه المتنوع الوفير في الصدارة ضمن مشهد التشكيل المصري المعاصر الحافل بأسماء جادة كثيرة أخلصت لعملها الفني وتفاتن في إبداعه متجاوزة كل ظرف وعائق.
أما المشروع الفني الجديد (ثرى مصر) للفنان `صقر` ففيه نراها تنهض الرمال من ثباتها الأبدي لتحيا مجدداً وأبداً عبر المسطحات البصرية الحافلة بالتجريب الإبداعي والتنوع الممارساتي والخبرات الكبيرة المتراكمة خلال مختبر فني ذكي وأمين ودؤوب لا يعرف صاحبه الحياد في بلوغ المأمولات ولا يهدأ صوته الداخلي دون أن يصل في نهاية المطاف لما يصبو إليه من نتاج فني يمتاز بالمغايرة وتجاوز الطرح العام السائد.
لقد انطلق `صقر` من مادة الثرى كي يعزز من ارتباطها الأبدي بالمكون الجسدي الحي ومن ثم ذهابها التلقائي للتحول من حالة لحالة أخرى في نهاية المطاف عبر التحلل والفناء والانصهار لمرة أخيرة ضمن مكونات ذلك الثرى نفسه، ذلك المجبول على أن يحيا ويموت وينمو ويتلاشى، فيما يجلبه الفنان من سكونه المادي القائم ليعيد صياغته ومنحه خلوده التشكيلي خلال المسطحات البصرية المحتفية بالناس والطيور والكائنات والزخرف والنبات والفضاءات المكانية في أشكالها المتنوعة العديدة.
وكأن لوحاته صارت على هذا النحو دنيا أخرى موازية لدنيانا فيما هي حافلة بالعوالم المتحركة والحية التي تنظر إلى مشاهدها من جوف اللوحات وثناياها عبر عيون وسيعة يعلو بعضها البعض لتجد في المدى والأفق الوسيع صفحات التاريخ المصري المضيء بمعظم مبدعيه من الرموز الوطنية والثقافية والفنية، وهم من سعى الفنان لاختيارهم كي يشكل بهم ثراه ومشروعه العاشق لمصر المحروسة، ونجباء ثراها. لقد تنامى الثرى في لوحات الفنان، وغادر طبيعته الأولى، واختار هيئة تشكله مستجيبًا لطرق تثبيته التقنية ولصقه على سطوح اللوحات بالكيفية المرغوب فيها، ووفق رؤى وأفكار بحثت بعمق في مفهوم الحياة المتجددة واختارت من بين معطياتها ذلك العنصر الأكثر تعبيرًا عن الوجود وذهبت كي تشكله في كتل أو مساحات، وفي أشكال وتصورات، وضمن موضوعات لا تستجيب لجماليات التشكيل ومفاهيمه العميقة فحسب، ولكنها تستجيب في الوقت ذاته لتوهج الذهن المعرفي القادر على سبر الأغوار كاستجابتها تمامًا للكثير من الانفعالات والمشاعر الصادرة مع كل نبض حي يقرأ الوجود الإنساني ويستقصى ملحمة بزوغ الإنسان الشامخ على تلك الأرض الحضارية المجيدة. والفنان نراه وهو يذهب بطمأنينة ويقين وقصد لكي يبني عموم مشروعه )ثرى مصر( معتمدًا على الرمال، التي جمعها بنفسه وانتقاها من ربوع الصحراء المصرية في الأغلب الأعم، حيث تتنوع ألوانها من موقع إلى آخر، كما تتنوع درجاتها كذلك خلال اللون الواحد، وهو ما يحقق تواشج كلي جامع لعموم اللوحات وخاصة في تكاملها وعلائقها القائمة مع بعضها البعض بما يضعنا أمام اشتغال فني ضخم يضم في كنفه جملة رائعة من وحدات فسيفسائية جمة تبدو وهي في كينونتها المفردة بمثابة حروف في كلمات في جمل تقودنا رويداً» رويداً نحو المعنى والمقصد، وتمنحنا معايشة غاية في الإدهاش مع ثرى مصر المبهر في أمكنته وأزمنته وفي رموزه التاريخية والإبداعية والإنسانية عموماً إن شئت القول.
لقد جاءت الرمال بألوانها وفي صياغاتها التشكيلية العديدة لتدلل على تنوع النسيج الشعبي المصري، وتؤكد على امتلاك هذا الوطن لرموز مهما حاولنا حصرها فلن نقوى، غير أن من حضروا في ثنايا لوحات الفنان إنما يمكنهم معاً - أو حتى فرادى - استجلاب وتذكر كافة الأسماء والشخوص الأخرى باعتبار ما هو كائن من لُحمة وطنية قلما يوجد لها شبيه أو نظير آخر.
ويبدو اعتماد الفنان للرمال كمادة أساسية للتشكيل البصري في مشروعه الإبداعي هذا اعتماداً غاية في التوفيق حيث ترتبط مادة التشكيل المختارة للاشتغال هاهنا مع مفهوم الهوية المصرية المعمول على تفعيل وجوده عبر مؤلفات مرئية تستقطب الشخوص والقامات والرموز الفاعلة في تاريخ مصر الحديث دون أن تستدير بظهرها أبداً أو تغض البصر عن معطيات التاريخ السالف والقديم فنجدها وهى تمضى نحو إقامة وإثراء وجودها معتمدة على استلهامات مباشرة وأخرى غير ذلك تتضمن المتخير التاريخي الثري والرصين.
إن لوحات الفنان تمضي في سبيلها الإبداعي وقد حفت بفيض من الممارسات التشكيلية والتجريب، فالفنان الجرافيكي لديه قد ألهم عن براعة واقتدار المصور والرسام في شخصه الفني، كما أن النحات والفنان المفاهيمي وفنان العمل التركيبي والخطاط والمصور الفوتوغرافي وكذلك فنان الفيديو قد وجودوا جميعهم طريقهم إلى روح الفنان `صقر` تلك المتحررة من سطوة الأسلوب الواحد والمحتوى الوحيد والمقتدة كذلك والمزدحمة في الوقت ذاته بأرواح شتى تحضر نتاجها من روح إلى أخرى عبر اللوحات المتجددة في تنوعها وأساليبها ومضامينها ما يجعلها تمنح تلك اللوحات تواشجاتها الكائنة مع كافة الذوائق والذهنيات التشكيلية الباحثة عن مبتغاها الأسلوبي انطلاقاً من أفق التجريد ووصولاً إلى جغرافيات ما بعد الحداثة.
لقد أفاد الفنان في إثراء المسطح البصري من جذوره المصرية وما تتفرد به من تنوع حضاري عريض، فنجد لوحاته وقد حفلت برموز كثيرة متصرف في اختزالها وتبسيطها عن أصول مصرية قديمة وأخرى منها ذات أصول شعبية وغيرها من الرموز والإشارات المعاصرة، غير أن تلك الرموز وإن كثرت وتنوعت إلا أنها في النهاية قد انصهرت وفق رغبة «صقر» ورؤيته لتصطبغ أخيرًا بخصوصية تميز عمل هذا الفنان المفكر القائم بالاشتغال عليها ومنحها طابعها الجديد المتسق مع طرحه الإبداعي الناجم دومًا عن البحث حيث لا مجال لصدفة أو عفو خاطر في عمله المصطبغ في عمومه بالقصدية والغارق في ذهنية حاذقة تقودها عن يقين روح تواقة وشغوفة. ولعل هذا، هو ما يحيلنا هنا لتتبع مسيرة عمل الفنان تلك المؤدية لبلوغ هذا المشروع الفني ووصوله إلى تلك المحطة الكبرى المعنونة باسمها الجلي الساطع )ثرى مصر( وهو الاسم عميق الدلالة الذي نجح في تتويج هذا الجهد الإبداعي الكبير الشاخص خلال حشود من لوحات تشكيلية قائلة بمقدرتها الفنية الفائقة وبلاغتها البصرية المتحدثة عن كيفية إنتاج التعبير وإنبات الفكرة السحريين.
لقد انطلق الفنان في تجربته مع الرمال قبل عدة عقود وتحديدًا منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، حيث أقدم على مزج الرمال في بنية لوحاته التجريدية أثناء محاولاته العديدة لإثراء ملمس اللوحة ومنحها حيوية وجود العناصر والمواد الطبيعية وفي الطليعة منها تلك الرمال والعجائن الورقية المصنعة يدوًيا، إضافة لأكاسيد اللون المأخوذة مباشرة من المحيط البيئي الغني بالأحجار ومساحيق الطبيعة الملونة. وفي خضم تجارب الفنان وانتقالاته الدائمة من حين لآخر ما بين الطبعات الجرافيكية العديدة بوسائطها المختلفة كالأحجار والجلد والأخشاب والشاشة الحريرية والطبعات المعدنية الغائرة وغير ذلك من التقنيات الطباعية، وأيضًا في خضم ارتحالاته العديدة بين دول العالم بثقافاتها الغنية مرورًا بمحطتين رئيسيتين هما موطنه الأصلي مصر وبلد إقامته المؤقتة لدراسة الدكتوراة ألمانيا فقد أقدم أكثر من مرة على الاشتغال مرات ومرات بالرمال موظفًا رموزه ومفرداته البصرية عبر تكوينات جاءت لتمزج بين التشخيص والرمز والتجريد مرات، وفي مرات أخرى جاءت لتدمج عناصر الطبيعة الحية النباتية أو البحرية مثلاً مع غيرها من العناصر المؤلفة لكل عمل من أعماله الفنية. اللافت في أعمال )ثرى مصر( أن معظم هذه الأعمال قد جاءت تصويرية من حيث التوصيف الاعتيادي المباشر المتعلق بالحيز البصري التصويري أو اللوحة كما هو متداول، غير أن هذا التوصيف يبقى منقوصًا لأن «صقر» يبني تلك اللوحات تمامًا كما يبني المصري القديم جدارياته النحتية فالمسطح البصري في لوحات الفنان يظل على الدوام مساحة مشرعة لتراكم الطبقات ولظهور اشتغالات النحت البارز والغائر، فيما تأتي معالجات غاية في الصعوبة وعاكسة للقدر الأكبر من تمكن الفنان وتمرسه حين نراه يبلغ مبلغه في إيصال الإحساس الكامل بالشفافية التي تدفع العين لقراءة أولية لأثر الطبقة الأولى للرمال على الخلفيات الزرقاء المميزة، ثم لقراءات متوالية لأثر كل طبقة من طبقات الرمال على ما يقع تحت سطوتها من سطوح رملية واشتغالات بصرية عديدة تتحرك من المساحات المصمتة إلى المساحات المشغولة بخطوط نحيلة سريعة تتشظى في المدى التصويري البليغ.
في أعمال «صقر» بتنوعات مضامينها ومحتواها يحضر الوجه سيدًا مهيمنًا على الوجود المرئي، وهو حضور مستحق وجدير بالبزوغ على النحو القائم حقًا، خاصة وأنه لا يوجد ما هو أكثر مصداقية وتعريفًا للشعور غير الوجه بملامحه الرشيقة لنساء صاغهن الفنان من أطياف وعطور، ومضى في لعبته التشكيلية غازلًا خيوط نسيجه الروحي بامتداد جغرافيات الوجوه التي بدت في ثراء مكونها كأصداء لصور الأرض المعشوقة الأبدية والخالدة.
وفي سعيه التجريبي يمزج الفنان بين مادة الصور الفوتوغرافية المتصرف في كنهها - والتي هي في الأساس صور لرموز فنية وأدبية ووطنية - وبعض النصوص المخطوطة وفق ميزان الخط العربي الأصيل، فنجد أنه فقد في لوحاته ظهور واضح لمجموعة من المتواليات الخطية المتآلفة مع مكون اللوحة العام، وهذه المتوالية النصية لا شك أنها قد نجحت في منح تلك اللوحات قيمة صوتية لا تقل في أهميتها عن أهمية غيرها من القيم التشكيلية المتحققة والكائنة كما تميزت أيضاً في ظهورها خلال لوحات الفنان بعض الكلمات ذات المعاني والدلالات والطاقات الشعورية والعاطفية والملحمية ومنها مثلاً كلمات من نوعية: عشق، غرام، وجد، سلام، رقة، عطر، هيام، روح لمسة، حنين، عذوبة، حب، ذوبان، لهفة، نشوى، عزيمة، بطولة، وغيرها من الكلمات التي سعى الفنان أن يخلق مقاربة تعبيرية تمزج بشكل أو بآخر بين دلالة الكلمة أو محتوى ومفهوم النص مع ما يميز شخوص كل لوحة من لوحاته تلك وما يطبعها ببعض من سمات أكيدة.
أما عن المفردات والرموز الكبرى في لوحات الفنان فإن رسوم الأعين وتصورات الزهور وأشكال الطيور والوحدات التكرارية التي ابتكرها «صقر» وصارت مميزة لمعظم أعماله إنما تبرز في الصدارة لتتقدم بذلك على عناصر أخرى عديدة قد نراها أو نعثر عليها حاضرة في بعض أعماله كالنجوم والمثلثات والتقاطعات الخطية متنوعة الأحجام والصيغ. غير أن تمرس الفنان تقنيًا وتمكنه من إبداع الكثير من الحلول والمعالجات التقنية يظل أحد الخصائص الكبرى في إنتاجه الإبداعي الشاخص أمام أعيننا، والذي يشغل أذهاننا بالكثير من التساؤلات حول فرادة هذا الاشتغال التقني لدى الفنان الكبير «أحمد رجب صقر»، والذي نجح في تثبيت مسطحات الرمل على خلفيات لوحاته المصمتة دون أن يفقد الرمل شيئًا من سحره وبريقه وطبيعته التي هو عليها في الحياة، وكأن الرمل قد ظهر وتشكل من تلقاء ذاته خلال سطوح التشكيل الثرية تلك بما يضيف للحياة الجامدة بعدها الحي الساحر، من خلال ذلك العنصر الأوحد الذينجح الفنان في إنباته إلى مؤلفات بصرية وعوالم وموضوعات مدهشة بالقدر الكبير. لقد مضى الفنان في قراءة أنواع الرمال والبحث في درجاتها اللونية وفي هيئتها وملامسها ومدى استجابتها للفعل التشكيلي ومن ثم التنوع التقني الذي نراه بوضوح خلال الملاحم البصرية التي عكف الفنان في صبر كبير على نسجها وتعامل مع ما في حوزته من الرمال كما لو أنها بمثابة عجائن لونية يمكن له أن ينثرها خلال اللوحات أو يكثف من وجودها ومن سماكتها في بعض المناطق المعنية، وهو في ممارساته التقنية بواسطة الرمل إنما يأتي في موقع الريادة والفتح التقني الذي ذهب به بعيدًا جدًا في إتمام عمله وقد تأهب دومًا لبلوغ الخطوة التالية عند كل خطوة يخطوها ويستنفد كل طاقته المتجددة عند حدود وجودها فيما يتأهب من جديد للتالي من الفتوحات أو الخطوات والوثبات. لقد أجاد «صقر» في إمساكه بقبضات الرمال التي هي تبدو هنا في ثنايا اللوحات وكأنها من تبر خالص، كما أجاد في ركضه الفني المدهش فوق بحور الرمال وأمواجها المتشكلة بحسب رغبة هذا العاشق المشتاق الذاهب نحو فتوحاته الفنية وقد تسلح بفيض غزير من معارف وجهود كبيرة. ويبقى هذا المعرض بثراء محتواه وتنوع نتاجاته واشتغالاته الإبداعية الفريدة بمثابة شهادة استحقاق وجدارة قد أتت عقب عقود متصلة من المثابرة والبحث والجدية لكي تتوج جهد الفنان وسعيه الدؤوب في ارتياد دروب الفن وتسيد بسيطتها. وفي هذا المعرض الكبير الذي يليق بصاحبه بدت رمال «صقر » جليلة في وجودها المرئي الملحمي، تلك الرمال التي عرفناها وهي تتشكل على صفحة الصحراء وفقًا لحركات الهواء وشدة هبوب الريح، ها نحن نعرفها في صياغة جديدة ونحن نتابعها عن كثب وهي تتشكل في عالم «صقر» التشكيلي تبعًا لهواه هو فحسب، ذلك الهوى المجبول على العشق الأبدي والوله الجميل.
محمد مهدي حميدة - شاعر وباحث في تاريخ الفن


الفنان أحمد صقر تهنئة خالصة لك وأنت على عتبة الفن بكل جدارة وثقة ، أدعو لك بتثبيت الخطوات والتقدم دائمًا.
جاذبية سرى 1990
من كتالوج معرض ثرى مصر للفنان أحمد رجب صقر بقاعة أفق واحد يناير 2020

أفكار خاصة، وأسلوب خاص، وأصالة ذاتية عالية. فكرة استخدام تذاكر السفر على نحو تلقائي، فكرة ممتازة،وجديدة، ومستخدمة على نحو ميلودرامي، وشديد الأحكام . أنت نحات مصري قديم يحاول فك رموز اللغة بالمعنى الشامل لكلمة اللغة. هذه انطباعات أولى، دون تفكير طويل.
تهنئة حارة.
سمير فريد 1990.الناقد السينمائي الكبير


أول مايشد انتباهك في تجربة الفنان الشاب) أحمد صقر (..هو جدية البحث ..وحالة المخاض والميلاد المستمرة...)فأنت أمام تجربة(..ولكن هناك دائما عزيمة وإصرار ،له عالمه الخاص ورموزه الخاصة الممتزجة بنسيج نفسه......تحيتى لفنان شاب واعد يعتصر من شراينة أحبارًا وألوانًا.
ا.د محمد حازم فتح الله أستاذ الجرافيك ونائب جامعة حلوان الأسبق 1990.


وفي تقديرنا أن أبرز عمل لفت الأنظار هو العمل المركب الشديد الذكاء الذي اشترك به الفنان )أحمد رجب صقر( إذ أنه من حيث الموضوع والتكوين وجمال الإخراج وبلاغة التعبير يعبر عن قضية إنسانية عامة تضغط على أكتاف وقلوب وعقول الشعوب وأقدار الناس، كما إنها تشير إلى محنة إنسانية مأساوية قريبة إلى الأذهان، هزت ضمير العالم وأرقته وهي مأساة حرب الخليج التي كانت إحدى النزوات النازية من أجل السيطرة التوسعية بقوة السلاح ..
لقد استخدم الفنان الشاب بذكاء شديد `أقماع ` الخيوط المتخلفة من مصانع النسيج في تشكيل رائع يمثل الشعار النازي ذي الصليب المعقوف بلونيه الأحمر والأسود، وهو يفترش الأرض وكأنه منطقة نفوذ أخطبوطي يطمع في الامتداد والتوسع في كل اتجاه إلى مالانهاية بينما صنع الأسطوانات الكرتونية عنقودا هائلا من القنابل المعلقة وكأنها تهوى من السماء لتقتل وتدمر لقد حصل هذا العمل البارع على الجائزة الثالثة فقط ... عجبي !!....
بيكار الأخبار 1991 ألوان وظلال


فى قاعة النيل الكبري وفى الصالون الثالث للشباب حيث تعزيز   الاتجاهات العبثية، نجد شباب جادون عاقدون العزم على الوصول بين هؤلاء الشاب أحمد رجب صقر عرض عملا حسن الأداء بادى العناية.
ا. مختار العطار
مجلة المصور 1991
ألوان وتماثيل
الأعمال المركبة في الصالونالثالث للشباب جاءت بلا معنى أو هدف باستثناء عمل الفنان أحمد رجب صقر الذي    يلخص في تركيز وإبهار رؤيته لحرب الخليج باعتبارها نازية جديدة، أنه عمل به تعبير واضح ومركزوفيه نبرة الاحتجاج والاعتراض مع قوة التعبير.
د/ صبحي الشاروني .
جريدة المساء 1991

عمل أحمد رجب صقر في صالون الشباب الرابع فكرته تمثل رأيًا ذكيًا في وقائع وأحوال السياسة الدولية وخطابه التشكيلي الذي يوجه إلينا ملخصه ...أن النازية لم تنتهى من عالمنا . بل تظهر في ثوب جديد، ويتسأل   هل تتحقق أحلام الشعوب في السلام ... في عصر الانهيارات الكبرى .. والتكتلات الكبرى. . الجديدة.
محمود بقشيش
مجلة الثقافة الجديدة. 1992

صقر فنان مثقف مطلع على حركة الفن في كثير من دول العالم من خلال عروضه الفنية والورش الفنية المتعددة، ويتمتع الفنان بحركة فنية وثقافية ممتدة . . . يتميز الفنان بقدرته على صياغة نسيج ممتد في فضاءات اللوحة، كأنه فضاء بصري كوني ويغزله بجينات تنتمي إلى رموز هيروغليفية مصرية قديمة في واقع مرئي جديد ومعاصر ومن خلال مكون ثقافي مرئي لهذه الحضارات العظيمة، والضوء في أعماله الفنية هو ضوء في الحقيقة محفور وآت من المصدر الطباعي الذي تحكم فيه الفنان وطوعه مستحدثًا حالة جمالية بالغة الدقة لتفتيته طاقة الضوء الآتية من العمق وإعادة تركيبها وتنظيمها من جديد في قالب تشكيلي معبر عن حالة إنسانية وحضارية تختلج في جوانح فناننا الذي يفاجأنا في كل عرض بالجديد والمثير للجدل والمناقشة..
ا.د/ أحمد نوار
جريدة الحياة 2006.

يعمل الفنان أحمد صقر برؤية خاصة وفلسفة لازال يعمل بها حتى الآن، يعمل على الرمز برؤية فكر يربطه بالقديم بشكل معاصر دون أن ينقل من الفرعوني فكل رمز وعنصر له دلالته في عصره! فقد أخذت تهيمن على لوحاته مفردة أدم وحواء وقيام الحياة عليهما معًا.
الناقدة / فاطمة على
مجلة آخر ساعة 2008

أنجز )صقر( فى تجربته الآنية مجموعة من اللوحات التصويرية متفاوتة المساحات، تضاف إلى رصيد تجربته العامة التي ضمنت له حضورًا فنيًا عربيًا ودوليًا، من خلال العروض، وورش العمل، والندوات الدولية، التى راكم خلالها رصيدًا معتبرًا ومتنوعًا، جاب من خلاله ميادين الجرافيك، والتصوير، فضلا عن الأعمال المركبة)انستاليشن( ،Installation والرسم،وفن الفيديو،فضلا على جهوده المرصودة في مجال التصميم لفنون الكتاب، فصقر ينتمي إلى تلك الزمرة المجربة من الفنانين المشغوفين باكتشاف ذواتهم الإبداعية، عبر الانخراط المحموم في أتون)التجربة والتجريب(،أولئك الذين عانقوا التعطش الدائم لفض مغاليق التقانة والأسلابة، والمنجذبين دومًا نحو استكشاف الغامض والنائي وغير المطروق من المجالات والتخصصات، طارحين جانبًا قيود )التخصص الدقيق(، ونائين بأنفسهم عن القولبة والتقيد ووهم التصنيف
ا.د/ ياسر منجى فنان وناقد أكاديمي قاعة إكسترا، القاهرة ، 2011


هذه مصر الغارقة في التأمل منذ علمت البشرية معنى الفن ...كأنك سليل لتلك الرموز العظيمة التي تعيد إنتاجها بأعلى الجمالية العارفة والمتعلمة..محبتي لك ياصديقي الجميل وعاشت يدك
ا.د / بلاسم محمد فنان وأكاديمي.كلية الفنون الجميلة. بغداد، العراق، 2011


الفنان أحمد رجب صقر يمتلك من مشاعر الطاقة والقدرة على إحكام العقل في تحريك أدواته لتتوازى وتتوازن وتنصهر مع الفكرة الفنية والإنسانية وهذا ما يميز الفنان المجرب الذي يتصدى إلى رتابة الاستمرار التقليدي لبعض مراحل وسير العملية الإبداعية. ويأتي في هذا السياق بالفكرة متضمنةً عنصرها إلى خارج نطاق اللوحة لتتواصل والوجود ولرحابة الفكر والرؤية الأكثر إنسانية وشمولية` ، تتوافق وتتجه كل الآراء على أن الفنان أحمد صقر عاشق للفن المصرى القديم .. ومصدر أساسي لإستلهامه بشكل عام وبرؤيته المعاصرة.
أ.د/ أحمد نوار تقديم كتالوج معرض ( بلاطات صقر) 2018


لا شك أن تجربة الفنان د.صقر ..قد تميزت بقدرة ومهارات فائقة، في تنفيذ تلك التنوعات المذهلة، في نقش النطف العضوية والفراغات البينية،على هذا النحو من الإتقان. أن المُشاهد لأعمال الفنان، لابد أن يدقق في تتبع المفرادات الصغيرة في منظومة فراغها الأثير حتى يكتشف مقدار جهد المقدرة وإتقان المهارة في الحفاظ على نقاء المنظومة في تنوع تصميماتها.
ا.د / محفوظ صليب أستاذ التشكيل المجسم بكلية التربية الفنية بالقاهرة 2019

الفضاء الرملى .. وصوفيه المتناهى واللامتناهى فى المربع والدائرى
داخل قاعة `أفق 1` تُعرض 56 لوحة تصوير أكريليك رملى للفنان أحمد رجب صقر بعنوان ` ثرى مصر` .. ومع أول خطوة داخل القاعة الشاسعه يلفت الأزرق نظرك اليه .. أزرق `الأولترامارين` الموزع داخل اللوحات ويغمر القاعه بنفس الدرجه اللونيه الناصعه اللامعه اللادراميه .. وربما خفف من سطوته وجود الإضافات الرمليه بتوزيعاتها المختلفة فوق مسطحات نفس اللوحات جميعها .. فهو معرض لم تتوحد فيه مادته ولونه فقط بل وأيضاً عناصره وكلمات نصيه بالخط العربى وموتيفات تتكرر من لوحة لأخرى تنوعت أحجامها ومعظمها لوحات جدارية رمليه .. نلاحظ أن هذا العرض يبدو كإمتداد عضوى لبعض أعمال السنوات الأخيرة للفنان التى تشير الى رغبتة فى تقديم كل شئ على مسطح واحد بين مفهوم التصويرى والريليف البارز والأحادية والصوفية والتأمل والحركة المجمده ..
أحادية `أولترامارين`
أزرق `أولترامارين` المبهر وإسمه الحرفى ` ما وراء البحر ` هذا الإسم الموحى بالعمق والأسطوره إنخرط فى كل لوحات العرض وأكثرها المزدحمة بالراقصات وكلهن باللون الأزرق فى كل اللوحات كأنهن رسوم كهفيه يحيطهم غموض كإسم اللون وتحيط أجسادهن أطر تحد من إنطلاق حركاتهن الجسدية لتحبسها بشكل خانق .. ليبدون كجزء من ذاكره غامضة مقهوره بأطار قفصى خارجى وفواصل بينهن داخلية ..
أتت لوحات المعرض شبه أحادية اللون أو هى جميعها أزرق ورمادى .. واللون الأزرق الأحادى عمل هنا على مستوى بصرى جاذب لدعوة المشاهد للخوض فى عالم وهمى ليس لديه شئ من الصفات المكانية من اللوحة ككائن أو موضوع .. وقد بدا `الأولترامارين` منفصلاً مادياً وبصرياً بتوهجه عن باقى اللوحة بسبب طلائه الورنيشى اللامع ..
.. داخل جميع الأطر الداخلية يغمر الأزرق شخوص اللوحات النسائية الراقصة على هيئة `سلويت` مسطح بالأزرق ..يلتصق به من الخارج عناصر داخل شرائط أفقيه منفذه بخامة الرمل الأبيض فى تشكيلات ريليف رفيعه تمثل رمزاً `آدم وحواء` بعلاقتهما الجدلية الأبدية .. أما ساحة العمل داخل الأطر يشغله بالكامل ذلك السرد الجسدى لأداء راقصات مطبق فى الصمت .. ولتبدو اللوحة كنافذة إلى عالم آخر داخل نافذة أخرى مزدحم بنساء يبدون ككائنات داخل عالم اُغلق عليهن له سمات مكانية مبهمة.. كما أن فضاء العمل أو فراغه الخارجى بدا أقرب لإطلالة على عالم وهمى داخل لون أقرب للمائى المموه دون سمات مكانية .. ورغم سعات اللوحات الضخمة إلا أن نسائه الحبيسات ساعدت مادتهن اللونية من تمديد بصري متنقل لحركتهن داخل المساحة المحدودة رغم صغر أحجامهن نسبياً .. ليدركهن المشاهد حسياً نظراً لنقاء اللون وليس فقط بصريا .. وإيضاً للإيحاء بفكرة تجسيد الأزرق رغم أن وجوده كطلاء نراه بلا أبعاد .. حتى أنه قد يبدو متجاوز الأبعاد .. ليملأ المشهد الكلى بشعور لامتناهى الأبعاد يسبح فيما بين المائى والفضائى ..
الفضائى الرملى
فى لوحات العرض هناك خامة الرمال البيضاء ملتصقه فوق سطح اللوحات فى كل مكان .. ويحتمل السطح ذلك التراكم المادى القاس فى مقابل رهافة بورتريهات المشاهير ودقة الرموز الدقيقة رغم الحركة المتجمدة داخل المادة الرملية .. وهذه الرموز الرمليه الدقيقة بدت فى مشهدها العام كأن فضاء اللوحة على إتساعه مغموس فى الرمال التى هى لغة الأرض المتغيره وكالرمال المتحركة محيطه بنساء لوحاته الراقصه المتحركه كالرمال فى نطاق موقعها .. وبرغم التفاصيل للأجساد الدقيقه فى الخلفيات وبرغم أنها توحى بأن لا شئ ثابت لكن تبدو الأجزاء متعلق وجودها ببعضها البعض .. وكأنها لوحات أقرب للصحراوية يتملك ملصقاتها الرملية البيضاء هوس بالفراغ ..
تحولات هذه الهياكل الدقيقة الشبه متماثله فى خلفية عناصر اللوحة وتنفيذها بمهارة حرفيه وتكوينات متغيره تجعل الإنتقال من لوحة لأخرى ليس مدهش بل يأتى كمتواليه من التوسع كإستمراريه آليه فكل لوحة تتكامل مسبقا مع مجاورتها من أحداهما إلى الآخر فى النهاية .. ربما هذا ما شكل الحركة الحقيقية فى العرض وليس بما داخل اللوحة من حركة محاصره موقوفه بالأطر الداخلية المغلقة ..
كما أن بالتحرك داخل المعرض بين لوحاته المربعة الضخمة واللوحات الدائرية لصور مشاهير النجوم بإعتبارهم رموز بدا خشناً بعض الشئ لتنفيذ لوحاتهم بنفس عجينة المادة الرملية فلم يجعل لأحدهما تميز فى المادة عن الاخر .. كما أن اختياره لرموز العسكريه داخل لوحاته المربعه الضخمه أراه هو تأكيد وبُعد آخر لرمزيه العرض بمسماه ` ثرى مصر` ..
صوفية المربع والدائرى
لوحات العرض تنوعت بين الشكل المربع والشكل الدائرى وقد إتسعت القاعة لكلاهما .. ومن المعروف انه بين شكلى المربع والدائره يحدث إقتراب من المفردات القديمة الصوفية والتى تتحدث عن العلاقة بين اللانهائي والمحدود .. وأيضاً للدلالة على الإنفتاح والإنغلاق فى وقت واحد .. مما قد يخلق وعى لدى المشاهد بأن ما يراه هو واحد فقط داخل للحظه فى ذهنه رغم التضاد ..
وإلى جانب صوفية التقابل بين المربع والدائرى هناك أيضاً هذا الفضائى ونطاق الصمت مع أزرق ` إلأولترامارين` النقى بشكل لامحدود رغم محدودية ساحة اللوحة اللونى إلا أنه أسبغ عليها صبغة صوفية كفراغ صوفى غير مادى تتقاطعه عناصر عابرة للوحة داخل أطر داخليه منفصله وضعها الفنان نفسه للتفاعل القصدى أو اللاقصدى والعمق الصوفى للون الواحد فى أعلى درجات نقائه .. وهذا الأزرق أحبه ودافع عنه الإيطالى `جيوتو` [ 1266-1337] بإعتباره لون يمثل الأبدية والتقوى .. وفى عصر النهضة ميز الأزرق كثير من أردية السيده العذراء فى اللوحات لما يرمز اليه من القداسه والتواضع ..
العلامه والرمز
للفنان مفردات رمزية مستوحاه من آدم وحواء تملا فراغ اللوحة بينما العناصر الرئيسية هى فقط لنساء راقصات .. وأراه مفتوناً بالعلامات فى خلفيات لوحاته وقد حولت الجسد الأنثوى بالكامل الى علامه ورمز .. وموضوع لوحاته لا يتجسد فى شكل الجسد الانثوى فقط .. بل فى الجو العاطفى الذى تجسده .. وفى لوحاته أشعر بنسائه الراقصات كأنهن يؤدين حركات جسديه كأنهن فى حالة من العدم العميق بالتكرار تشبثاً بالواهى .. فى عدم وجود الشيئ المادى مما يفتح الباب للروحانية ..
ورغم إصرار الفنان على التكرار بنفس الشخوص والحركات الجسديه الأدائيه أراه يكرر أيضاً وضعهن داخل أقفاص وهميه داخل فضاء اللوحة وربما أراه قد نجح بالتكرار فى خلق تجربة روحيه داخل فراغ يحتجز المادى الأزرق ليبدو أحيانا ازرقه عبر الاجساد كممرات مصمته ..
وفى مساحات كبيره تبدو نسائه الراقصات متراميه داخل مساحه تحاصرهن من نفس لون ومادة الرمل كجسور فى فراغ كبير .. وكأشكال كهربائية لكنها غير موصله للطاقة أو الكهربائية فكل عنصر يتحرك ربما للحظه نراه بشكل هيستيرى منفصل عن الآخر ولا تجمعهم إلا مساحة اللوحة التى من الخارج تحد من حركتهن بتعدد الأطر الداخلية فى إطارين أو ثلاثة.. وليس هناك عنصر إلا النساء الحبيسات الراقصات مما لا يُضيف لطاقتهن الحركية شئ كعلاقه بين جزء واخر يشده للضغط عليه داخليا مع حصار حواف أطر غير مستوية ..
بعد مشاهدة معرض الفنان أحمد رجب صقر بدت لى كل قطعه تتوحد فى عناصرها.. وأن الاختلاف فقط فى تبادل الأماكن لعناصره.. أو فى تعدد الأطر الداخلية كنمط هندسى متكرر مع تحولات وتباديل داخل اللوحات بنفس عناصرها ..

بقلم : فاطمة علي
جريدة القاهرة 10فبراير 2020
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث